وليكن حزنك على زلاتك شاغلا لك عن مراداتك كان الحسن البصري شديد الخوف فلما قيل له في ذلك قال ما يؤمنني ان يكون اطلع على بعض ذنوبي فقال اذهب فلا غفرت لك ما يؤمنني ان يكون اطلع على بعض ذنوبي فقال اذهب لا غفرت لك فانا اعمل في غير معمل جوز خوف ان ربنا يكون اطلع على ذنوب اكرهني مقضني فقال لي غور في داهية مش هغفر لك ابدا يبقى مهما عملت الشغل ده يا رب الطف يا رب الفصل السادس والثمانون اعجب العجب دعوى المعرفة مع البعد عن العرفان بالله ما عرف الله الا من خاف منه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي هذا الفصل الثالث والثمانون يقول الشيخ عليه رحمة الله ينبغي لكل ذي لب وفطنة ان يحذر عواقب المعاصي فانه ليس بين الادمي وبين الله تعالى قرابة ولا رحم. انما هو قائم بالقسط حاكم بالعدل وان كان حلمه يسع الذنوب الا انه اذا شاء عفا فعفا كل كسيف من الذنوب وان شاء اخز واخذ باليسير فالحذر الحذر ولقد رأيت اقواما من المترفين كانوا يتقلبون في الظلم والمعاصي باطنة وظاهرة فتعبوا من حيث لم يحتسبوا خلي بالكم يا جماعة من الكلام ده يعني الكلام ده خطير جدا ومهم جدا ان بعض الناس بيعصي وآآ يغره ان ربنا ساتره ويغره ان ربنا حليم صبر عليه وما بيعاتبهوش دلوقتي تظن ان الامور بتعدي وقد يستصغر المعصية اللي هو بيعملها بسيطة بسيطة ويستكثر منها اسمع بقى يقول لك لقد رأيت اقواما من المترفين كانوا يتقلبون في الظلم والمعاصي باطنة وظاهرة فتعبوا من حيث لم يحتسبوا فقلعت اصولهم ونهض ما بنوا من قواعد احكموها لزراريهم وما كان ذلك الا انهم اهملوا جانب الحق عز وجل وظنوا ان ما يفعلونه من خير يقاوم ما يجري من شر فمالت سفينة ظنونهم فدخلها من ماء الكيد ما اغرقهم كلام عجيب عجيب يفهم كده انهم اهملوا جانب الحق واد بيسأل انا بعمل آآ معصية غلط مش بتقدر تعملها قدام ابوك تقدر تعملها قدام امك طب ما ربنا شايفك ومعاك اهمال جانب الحق ده اهمال جانب ربنا هو الخطر وظنوا ان ما يفعلونه من خير يقاوم ما يجري من شر ظن ان هو بيعصي معصية ويصلي فليه تشيل دي انه يقرا له جزء قرآن انه يقوم له الليل ركعتين انه يستغفر له شوية ابن الجوزي يقول ايه فمالت سفينة ظنونهم اصل الخير اللي انت بتعمله مش قد الشر اصل الخير اللي انت بتعمله خير مشوش ركعتين نصهم ضايع وسوسة صدقة نصيحة رياء قرآن نصه في غفلة جانب المعاصي هينيل هيتقل فمالت السفينة فدخلها من ماء الكيد. انهم يكيدون كيدا واكيد اه واملي لهم ان كيدي متين انت بتلف وتدور على مين يا مسكين لا ما انتش قده انت هتكيد على ربنا؟ لا هيكيدك يعني ما تفكرش انه سايبك يعني زي ما قلنا كده في الاول ابن الجوزي بيقول لي كده ايه؟ ليس بينك وبين الله قرابة ولا رحم انما هو قائم بالقسط حاكم بالعدل شمال السفينة ظنونهم فدخلها من ماء الكيد ما اغرقهم ورأيت اقواما من المنتسبين الى العلم اهملوا نظر الحق عز وجل اليهم في الخلوات فمحى محاسن ذكرهم في الجلوات فكانوا موجودين كالمعدومين لا حلاوة لرؤيتهم ولا قلب يحن الى لقائها فالله الله في مراقبة الحق عز وجل الله الله الله الله في مراقبة الحق عز وجل فان ميزان عدلي تبين فيه الذرة الذرة وجزاؤه مراصد للمخطئ ولو بعد حين هيأدبك هيربيك هيعاقبك ولو بعد حين وربما ظن انه العاص وانما هو الامهاء وللذنوب عواقب سيئة فالله الله الخلوات الخلوات البواطن الباطن النيات النيات فان عليكم من الله عينا ناظرة واياكم والاغترار بحلمه فكم قد استدرك اياكم والاغترار بحلمه وكرمه فكم قد استدرج سنستدرجهم من حيس لا يعلمون اذا رأيت الله يعطي للرجل على معاصيه فاعلم انه استدراج وكونوا على مراقبة الخطايا مجتهدين في محوها وما شيء ينفع كالتضرع مع الحمية عن الخطايا فلعله لعل لعله يغفر لعله يعفو لعله يسامح وهذا فصل اذا تأمله المعامل لله تعالى نفعه ولقد قال بعض المراقبين لله عز وجل قدرت على لذة وليست بكبيرة فنزعتني نفسي اليها يتمادى على صغرها وعظم فضل الله تعالى وكرمه فقلت لنفسي ان غلبت هذه فانت انت وان اتيتي هذه فمن انت هو كده زي ما قلنا في اللي فاتت بايه ومقابل ايه وعلى ايه والوقفة والتحدي مع النفس ان غلبت هذه فانت انت. يعني تقول لنفسك لما تراودك على معصية لو عديتيها بقى وما عملتهاش يبقى هو كده تبقى راجل وزاويات في المعصية ديت تبقى عرة في الغلطة ديت يبقى ما لكش لازمة وذكرتها حالة اقوام كانوا يفسحون لانفسهم في مسامحة كيف انطوت اذكارهم وتمكن الاعراض عنهم فرعوت ورجعت عما همت به والله الموفق فصل كثير من الناس يتسامحون في امور يظنونها قريبة وهي تقدح في الاصول كاستعارة طلاب العلم جزءا لا يردونه يعني يقول بعض الناس بيتسامح في حاجات غير بسيطة دي قريبة دي مش مشكلة انه يفكر يحلو ويقوم يقص من ناحيته شوية اللي هو بسيط يعني احسن من اللي بيحلقها ان هو يستعير كتاب ولا شريط او يستهلك فلوس وهو ناوي ما يرجعهاش تاني او مجلة ولا جورنان يبص فيك يقلب على الصور كده ويتأمل قريب قريب حاجات بسيطة كده يعني مش مشكلة انه يضيع وقت يأذن اذان وهو عراقي يتقلب على السرير او ينام قبل الاذان بنص ساعة الا في ساعة وعارف انه مش هيقدر يقوم ويقول ان امورك قريبة بسيطة بسيطة بسيطة سهلة تتلم ان شاء الله وهي تقدح في الاصول بتضيع العقيدة بقى تضيع حالك مع الله بتضيع قدرك عند ربنا كاستعارة طلاب العلم جزءا لا يردونه احنا اللي احنا قلناه دي عند ابن الجوزي كبائر ده اللي ابن الجوزي بيقول التسامح فيه ده زي ايه؟ يقول ايه؟ وقصد الدخول على من يأكل ليؤكل معه عارف انه يسير بيتغدى الساعة اتنين يوم ويروح له الساعة اتنين عشان يتغدى معه. والتسامح بعرض العدو التزازا بذلك واستصغارا لمثل هذا الذنب واطلاق البصر استهانة بتلك الخطيئة واهون ما يصنع ذلك بصاحبه ان يحضه من مرتبة المتميزين بين الناس ومن مقام رفعة القدر عند الله فيسقط من نظر الله او فتوى من لا يعلم لئلا يقال هو جاهل ونحو ذلك مما يظنه صغيرا وهو عظيم وربما قيل له بلسان الحال ربنا يقول له ايه بقى يا من ائتمر على امر يسير فخان كيف ترجو بتدليسك رضا الديان يعني ربنا ائتمنك على لحيتك دي ايه ثمنك عليه؟ قال لك اهي واعمل اللي انت عايزه وانتم تخونوا وتقصها ما هو اللي بيحلقها ده عاطي واللي بيقصها راسي برضو بس اقصد ايه اللي بيحلقها خلاص خلصنا لكن اللي عمال يأسر فيها انت بتدلس لا انت حالقها ولا انت سايبها الكلام مش لك برضو ما تخافش الناس كلها فربنا يقول له ايه دهار يسير يا من اؤتمن على يسير فخان كيف ترجو رضا الضيان ازاي يرضاك هو بقى وانت لما ائتمنك على حاجة بسيطة خنت قال بعض السلف تسامحت بلقمة تناولتها فانا اليوم من اربعين سنة الى خلف يقول تسامحت بلقمة فتناولتها لقمة حرام قرشين حرام فسامحت فيها مش مشكلة فانا اربعين سنة لوراء ياه شفت الخبر بقى انك تقص كده وترمي في الحمام وربنا شايفك فالله الله الله اسمعوا ممن قد جرب كونوا على مراقبة انظروا في العواقب واعرفوا عظمة الناهي واحذروا من نفخة تحتقر وشرارة تستصغر فربما احرقت بلدا وهذا الذي اشرت اليه يسير يدل على كثير وانموذج يعرف باقي المحقرات من الذنوب والعلم والمراقبة يعرفانك ما اخللت بذكره ويعلمانك ان تلمحت بعين البصيرة اثر شؤم فعلك فاستعن بالله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم فصل وهو الخامس والثمانون رأيت من نفسي عجبا تسأل الله عز وجل حاجاتها وتنسى جناياتها فقلت يا نفس السوء او مثلك ينطق لقيت نفسي عمال اعصيه قول يا رب اديني ويا رب تعمل لي ويا رب ويا رب فقلت لا. يا جماعة الواحد لما بيقرأ كلام ابن الجوزي ده سبحان الله بيقول دي الناس اللي صاحية فايق ما هو ياما ناس عاصي وعمال يقول يا رب ومش دريان مستمرئ لكن اللي فايق يفوق كده والاحسن انا بطلب على ايه فقلت يا نفس السوء اومثلك ينطق فان طاقتي فينبغي ان يكون السؤال العفو فحسب فقالت لي النفس فممن اطلب اروح لمين طيب فممن اطلب مراداتي قلت ما امنعك من طلب المراد انما اقول حققي التوبة ثم انطفي كما نقول في العاصي بسفره اذا اضطر الى الميتة لا يجوز له ان يأكل. فان قيل لنا افيموت؟ قلنا لا ليتوب ويأكل لو واحد مسافر سبب معصية العلماء يقولوا ان الرخص لا تراد بالمعاصي يعني واحد مسافر رايح يصيف وصية رايح يقابل واحد شاف السحرة وهيموت ما قداموش غير انه يشرب بول مسلا لا يجوز ان نجلس او ان هو ياكل ميتة. يقول اكل لا يجوز لان الرخص لا تمر بالمعاصي. الرخصة مع الايه مع الطاعة وانت عاطي فلا يجوز انك تترخص طب يعمل ايه يعني اموت؟ لا تب وكل قول خلاص هرجع مش هعمل معصية وبعدين كل ترخص زي اللي رايحين يصيفوا على البحر يصلي جمع قصر الظهر والعصر تاخد رخصة وانت عاصي؟ ما ينفعش طب والناس لا تنادي المعاصي امال نعمل ايه؟ تب وتلخص توبي ثم كلي. فكذلك بنقول للنفس توبي وبعدين اتكلمت فالله الله من جراءة على طلب الاغراض مع نسيان ما تقدم من الذنوب الله الله من الجراءة على طلب الاغراض مع نسيان ما تقدم من الذنوب التي توجب تنكيس الرأس ازاي انت رافع راسك قدام ربنا وبتطلب وانت عندك ذنوب تنكس في رأسك ولئن تشاغلتي ايتها النفس باصلاح ما مضى والندم عليه جاءتك مراداتك من غير طلب كما روي من شغله ذكري عن مسألتي اعطيته افضل ما اعطي السائلين. وقد كان بشر الحافي يبسط يديه السؤال ثم يسبلهما ويقول مثلي لا يسأل ما ابقت الذنوب لي وجها وبشرك انا زنوب امال احنا نقول ايه بس كان يبسط يده للسؤال ثم يسبلهما ينزلهم ويقول مثلي لا يسأل ما ابقت الذنوب لي وجها هذا يختص ببش لقوة معرفته كان وقت السؤال كالمخاطب كفاحا فاستحيا للزلل كالمخاطب كفاحا يعني كأنه بيكلم ربنا وجها لوجه كأنه سايب ربنا فاستحى اما اهل الغفلة امثالنا فسؤالهم على بعد فافهم ما ذكرته لك وتشاغل بالتوبة من الزلل. ثم العجب من سؤالاتك فانك لا تكاد تسأل مهما من الدنيا. بل فضول العيش. ده العجب كمان انت بتطلب ايه ما تطلبش حاجة مهمة ده انت بتطلب كلام فارغ ولا تسأل صلاح القلب والدين مثل ما تسأل صلاح الدنيا مثلما تسأل صلاح الدنيا فاعقل امرك اعقل امرك انك من الانبساط والغفلة على شفا جرف هار فاما المطمئن فليس من اهل المعرفة في المتزاهدين اهل تغفير يكاد احدهم يوقن انه ولي محبوب ومقبول وربما توالت عليه الطاف ظنها كرامات ونسي الاستدراج الذي لفت مساكنة لفت مساكنته الالطف وربما احتقر غيره وظن ان محلته محفوظة به تغره ركيعات ينتصب فيها او عبادة ينصب بها وربما ظن انه قطب الارض وانه لا ينال مقامه بعده احد وكأنه ما علم انه بينما موسى مكالم نبأ يوشع وبينما زكريا عليه السلام مجاب الدعوة نشر بالمنشار وبينما يحيى عليه السلام يوصف بانه سيد سلط عليه كافر اهتز رأسه وبينما بالعام معه الاسم الاعظم صار مثله كمثل الكلب وبينما الشريعة يعمل بها نسخت وبطل حكمها وبينما البدن مأمور خرب وسلط البلاء عليك وبينما العالم يدأب حتى ينال مركبة يعتقدها نشأ طفل في زمانه ترقى الى سبل عيوبه وغلطه وكم من متكلم يقول ما مثلي لو عاش فسمع ما حدث بعده من الفصاحة عد نفسه اخرس هذا وعظ ابن السماك وابن عمار وابن سمعون لا يصلح لبعض تلامذتنا ولا يرضى فكيف يعجب من ينفق شيئا وربما اتى بعدنا من لا يعدنا فالله الله من مساكنة مسكن ومخالفة مقام وليكن المتيقظ على انزعاج محتقرا للكثير من طاعاته قائما على نفسه من تقلباته ونفوذ الاقدار فيه واعلم ان تلمح هذه الاشياء التي اشرت اليها يضرب عنق العجب ويذهب كبر الكبر فصل من عاش مع الله عز وجل طيب النفس في زمن السلامة خفت عليه البلايا في زمن البلاء فهناك المحك ان الملك عز وجل بينما يبني لقب وبينما يعطي سلب تطيب النفس والرضا هناك يبين هنا اما من تواصلت لديه النعم فانه يكون طيب القلب لتواصلها فإذا مسته نفحة من البلاء فبعيد ثباته ان لم يكن طيب النفس ايضا بها قال الحسن البصري كانوا يتساوون في وقت النعم فإذا نزل البلاء تباينوا فالعاقل من اعد زخرا وحصل زادا وازداد من العدد للقاء حرب البلاء لابد من لقاء البلاء ولو لم يكن الا عند صلعة الموت فانها ان نزلت والعياذ بالله فلم تجد معرفة سرعة الموت يعني السكرات ان نزلت السكرات فلم تجد معرفة توجب الرضا والصبر اخرجت الى الكفر يا جماعة انا بحزر اليومين دول كتير من مسألة سوء الخاتمة والموت على الكفر لان بعض الناس لانه عايش طول عمره مسلم بيفكر ان هو موضوع الكفر ده بعيد ده مش بعيد مش بعيد نعوذ بالله. اللهم يا ولي الاسلام واهله مسكنا بالاسلام حتى نلقاك به ولقد سمعت بعض من كنت اظن فيه كثرة الخير وهو يقول في ليالي موته ربي هو لا يظلمني شفت بقى كان راجل كثير الخير لما جت سكرات الموت الربنا بيزلمني فلم ازل منزعجا مهتما بتحصيل عدة القى بها ذلك اليوم كيف وقد روي ان الشيطان يقول لاعوانه في تلك الساعة ساعة سكرات الموت عليكم بهذا لئن فاتكم لم تقدروا عليه الحقوه قبل ما يموت كفروه واي قلب يثبت عند امساك النفس والاخذ بالكظم ونزع النفس والعلم بمفارقة المحبوبات الى ما لا يدرى ما هو لا تعلم الا الظاهر ليس في ظاهره الا القبر والبلاء اما انت اما تموت رائح على فين مش عارفة ان ما حدش راح وجه عشان يقول لنا في ايه فنسأل الله عز وجل يقينا يقينا به شر ذلك اليوم لعلنا نصبر للقضاء او نرضى به ونرغب الى ما لك الامور سبحانه ان يهب لنا من فواضل نعمه على احبابه حتى يكون لقاؤه احب الينا من بقائنه وتفويضنا الى تقديره اشهى لنا من اختيارنا ونعوذ بالله من اعتقاد الكمال لتدبيرنا حتى اذا انعكس علينا امر عدنا الى القدر بالتسخط هذا هو الجهل المحض والخذلان الصريح اعاذنا الله منه طيب نكتفي على هذا وجزاكم الله خيرا والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله ورحمة الله