افتراهم اقوى من النبي صلى الله عليه وسلم حين اجلس الشاب الذي وفد عليه من وراء ظهره وقال وهل كانت فتنة داوود الا من النظر هيهات لقد تملك الشيطان تلك الازمة فقادها الى ما اراد والعجب ممن يذم الدنيا وهو يأكل فيشبع ولا ينظر من اين المطعم وما زال صالح السلف يفتشون عن المطعم حتى كان ابراهيم ابن ادهم يسهر هو واصحابه اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد هذا هو الفصل الخامس والتسعون من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي عليه رحمة الله يقول الشيخ رحمه الله سبحان الملك العظيم سبحان الملك العظيم الذي من عرفه خافه ومن امن مكره قط ما عرفه لقد تأملت امرا عظيما انه عز وجل يمهل حتى كأنه يهمل فترى ايض العصاة مطلقة كأنه لا مانع فاذا زاد الانبساط ولم ترعوا العقول اخذ اخز جبار فاذا زاد الانبساط ولم ترعوي العقول اخذ اخذ جبار وانما كان ذلك الامهال ليبلو صبر الصابر وليملي في الامهال للظالم فيثيب هذا على صبره ويجزي هذا بقبيح فعله مع ان هناك من الحلم في طي ذلك ما لا نعلمه فإذا اخذ فإذا اخذ اخذ عقوبة رأيت على كل غلطة تبعه وربما جمعت فضرب العاصي بالحجر الدامغ وربما ربما خفي على الناس سبب عقوبته فقيل فلان من اهل الخير فما وجه ما جرى له فيقول القدر حدود لذنوب خفية طار استيفاؤها ظاهرا فسبحان من ظهر حتى لا خفاء به واستتر حتى كأنه لا يعرف فسبحان من امهل حتى طمع في مسامحته وناقش حتى تحيرت العقول من مؤاخزته ولا حول ولا قوة الا بالله فصل تأملت العلم والميل اليه والتشاغل به فاذا هو يقوي القلب قوة تميل به الى نوع قساوة تأملت العلم والميل اليه والتشاغل به. فاذا هو يقوي القلب قوة تميل به الى نوع ولولا قوة القلب وطول الامل لم يقع التشاغل بالعلم فاني اكتب الحديث ارجو ان ارويه وابتدأ بالتصنيف ارجو ان اتمه. فاذا تأملت باب المعاملات قل الامل ورق القلب وجاءت الدموع وطابت المناجاة وغشيت السكينة وصرت كأني في مقام المراقبة الا ان العلم افضل واقوى حجة واعلى رتبة وان حدث منه ما شكوت منه والمعاملة وان كثرت الفوائد التي اشرت اليها منها فانها قريبة الى احوال الجبان الكسلان الذي اقتنع بصلاح نفسه عن هداية غيره وانفرد بعزلته عن اجتذاب الخلق الى ربه فالصواب فالصواب العكوف على العلم مع تلزيع النفس باسباب المرققات تلزيعا ان لا يقدح فيك مال التشاغل بالعلم. لا يقدح في كمال التشاغل بالعلم. فاني لاكره لنفسي فصل ام كانني تحصيل شيء من الدنيا بنوع من انواع الرخص فكنت كلما حصل شيء منه فاتني من قلبي شيء وكلما استنارت لي طريق التحصيل تجدد في قلبي ظلمه فقلت يا نفس السوء في من جهة ضعف قلبي ورقته ان اكثر من زيارة القبور او ان احضر المحتضرين لان ذلك يؤثر في فكري ويخرجني من حيز المتشاغلين بالعلم الى مقام الفكر في ولا انتفع بنفسي مدة. وفصل الخطاب في هذا انه ينبغي ان يقاوم المرض بضده فمن كان قلبه قاسيا شديد القسوة وليس عنده من المراقبة ما يكفه عن الخطأ قاوم ذلك بذكر موت ومحاضرة المحتضرين اما من قلبه شديد الرقة فيكفيه ما به بل ينبغي له ان يتشاغل بما ينسيه ذلك لينتفع بعيشه وليفهم ما يفتي به وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح ويسابق عائشة رضي الله عنها ويتلطف بنفسه فمن سار سيرته عليه الصلاة والسلام فهم من مضمونها ما قلته من ضرورة التلطف بالنفس فصل من اظرف الاشياء افاقة المحتضر عند موته من اظرف الاشياء اذ آقة المحتضر عند موته فإنه ينتبه انتباها لا يوصف ويقلق قلقا لا يحد ويتلهف على زمانه الماضي ويود لو ترك كي يتدارك ما فاته ويصدق في توبته على مقدار يقينه بالموت. ويكاد يقتل نفسه قبل موتها بالاسف ووالله لو وجدت ذرة من تلك الاحوال في اواني العافية لحصل كل مقصود من العمل بالتقوى فالعاقل من مثل تلك الساعة ساعة خروج الروح يعني العاقل من مثل تلك الساعة وعمل بمقتضى ذلك فان لم يتهيأ تصوير ذلك على حقيقته تخايله على قدر يقظته. فانه يكف كف الهوى ويبعث على الجد اما من كانت تلك الساعة نصب عينيه كان كالأسير لها كما روي عن حبيبي العجمي انه كان اذا اصبح يقول لامرأته اذا مت اليوم ففلان يغسلني وفلان يحملني وقال معروف لرجل صلي من الظهر فقال ان صليت بكم الظهر لم اصلي بكم العصر فقال وكأنك تأمل ان تعيش الى العصر نعوذ بالله من طول الامل وذكر رجلا بين يديه بغيبة فجعل معروف يقول له اذكر القطن اذكر القطن اذكر القطن اذا وضعوه على عينيك فصل ربما اخذ المتيقظ بيت شعر فاخذ منه اشارة فانتفع بها قال الجنيد ناولني سري رقعة سري السخطي معروف. ناولني ثري رقعة مكتوب فيها سمعت حاديا في طريق مكة شرفها الله تعالى يقول ابكي وما يدريك ما يبكيني ابكي حزارا ان تفارقيني وتقطعي حبلي وتهجريني فانظر رحمك الله ووفقك الى تأثير هذه الابيات عند ثري حتى احب ان يطلع منها الجنيد على ما اطلع عليه. ولم يصلح للاطلاع عليها فيها الا الجنيد فان اقواما فيهم كثافة طبع وخشونة فهم. قال بعضهم لما سمع مثل هذه الى ما يشار بهذه ان كان الى الحق فالحق عز وجل لا يشار اليه بلفظ تأنيس وان كان الى امرأة فاين الزهد ولا عمري ان هذا حذاء اهل الغفلة اذا سمعوا مثل هذه ولذلك ينهى عن سماع القصائد واقوال اهل الغناء لان الغالب حمل تلك الابيات على مقاصد النفس وغلبات الهوى ومن اين لنا مثل الجنيد وسلي واذا وجدنا مثلهما فهما خبيران بما يسمعان واما اعتراض هذا الكفيف الطبعي فالجواب ان ثريا لم يأخذ الاشارة من اللفظ ولم يقف ذلك على مطلوبه فيصيره تأنيسا او تذكيرا. انما اخذ الاشارة من المعنى فكأنه يخاطب حبيبه بمعنى الآيات فيقول ابكي حذارا من اعراضك وابعادك هذا هو الحاصل له وما التفت قط الى تذكير ولا الى لفظ تأنيث فافهم هذا فافهم هذا وما زال المتيقظون يأخذون الاشارة من مثل هذا حتى كانوا يأخذونها من هذا الذي تقوله العامة بكان وكان وكان رأيت بخط ابن عقيل عن بعض مشايخه الكبار انه سمع امرأة مرة تنشد غسلت له طول الليل فركت له طول النهار خرج يعاين غيري زلق وقع في الطين فاخذ من ذلك اشارة معناها يا عبدي اني حسنت خلقك واصلحت شأنك وقومت بنيتك فاقبلت على غيري فانظر عواقب خلافك لي وقال ابن اخيه سمعت امرأة تقول من هذا المكان وكانت كلمة بقيت في خلقها مدة كم كنت بالله اقول لك لذا الثواني غائله وللقبيح خميرة تبين بعد قليل كم كنت بالله اقول لك لذا التواني غائله وللقبيح خميرة وللقبيح خميرة تبين بعد قليل قال ابن عقيل فما اوقعه من تخجيل على اهمالنا لامور غدا تبين خمايرها فما اوقعه من تخجيل على اهمالنا لامور تبين خمائرها غدا بين يدي الله تعالى اللهم استرنا ولا تفضحنا واعف عنا يا نفس السوء الاثم حواز القلوب وقد قال السكت قلبك فلا خير في الدنيا كلها اذا كان في القلب من تحصيلها شيء. لا خير في الدنيا كلها ان كان في تحصيلها شيء اوجب نوع كدر وان الجنة لو حصلت بسبب يقدح في الدين او في المعاملة ما لذت والنوم على المزابل مع سلامة القلب من الكدر الذ من تكآت الملوك وما زلت اغلب نفسي تارة وتغلبني اخرى ثم تدعي الحاجة الى تحصيل ما لابد لها منه. وتقول فما اتعدى في الكسب المباح بالظاهر فقلت لها اوليس الورع يمنع من هذا قالت بلى قلت اليست القسوة في القلب تحصل بهذا قالت بلى قلت فلا خير لك في شيء هذا ثمرته فخلوت يوما بنفسي فقلت لها ويحكى اسمعيني احدثك ان جمعت شيئا من الدنيا من وجه فيه شبهة فانت على يقين من انفاقه هم؟ انت على يقين انك ستنفقينه؟ قالت لا قد اموت قبل ان انفقه يعني قلت فالمحنة ان يحظى به الغيث ولا تنالين الا الكدر العاجل والوزر الذي لا يؤمن ويحك يا نفس اتركي هذا الذي يمنع منه الورع لاجل الله فعامليه بتركه وكأنك كأنك يا نفس لا تريدين ان تتركي الا ما هو محرم فقط او ما لا يصح وجهه اوما سمعتي ان من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه اما لكي عبرة في اقوام جمعوا فحازه سواهم وامنوا فما بلغوا مناهم يا نفس يا نفس كم من عالم جمع كتبا وما انتفع بها وكم من منتفع وما عنده عشرة اجزاء كم من طيب العيش وكم من طيب العيش لا يملك دينارين وكم من ذي قناطير منغص اما لك فطنة اما لك فطنة تتلمح احوال من يترخص من وجه فيسلب منه اوجه ربما نزل المرض بصاحب الدار او ببعض من فيها فانفق في سنته اضعاف اضعاف ما ترخص في كسبه والمتقي معافى فضجت النفس من لومي وقالت اذا لم اتعد واجب الشرع فما الذي تريد مني قلت لها اظن بك عن الغبن وانت اعرف بباطن امرك قالت قل لي ماذا اصنع قلت عليك بالمراقبة لمن يراكي ومثلي نفسك بحضرة معظم من الخلق فانك بين يدي الملك الاعظم. يرى من باطنك ما لا يراه المعظمون من ظاهرك يا نفس خذي بالاحوط واحذري من الترخص في بيع اليقين والتقوى بعاجل الهوى فان ضاق الطبع مما تلقين فقولي له مهلا مهلا مهلا فما انقضت مدة الاشارة والله مرشدك الى التحقيق ومعينه بالتوفيق الفصل تمام المئة ما زلت اسمع عن جماعة من الاكابر وارباب المناصب انهم يشربون الخمور ويفسقون ويظلمون ويفعلون اشياء توجب الحدود فبقيت اتفكر اقول متى يثبت على مثل هؤلاء ما يوجب حدا ولو ثبت فمن يقيمه؟ من يقيم عليه من حد يعني واستبعد هذا في العادة لانه في مقام احترام لاجل مناصبهم فبقيت اتفكر في تعطيل الحد الواجب عليهم حتى رأيناهم قد نكبوا واخذوا مرات ومرت عليهم العجائب فقوبل ظلمهم باخذ اموالهم واخذت منهم الحدود مضاعفة بعد الحبس الطويل والقيد الثقيل والذل العظيم وفيهم من تل بعد ملاقاة كل شدة فعلمت انه ما يهمل شيء فالحذر الحذر فان العقوبة بالمجصاة فصل اجتهاد العاقل فيما يصلحه لازم له بمقتضى العقل والشرع فمن ذلك حفظ ماله وطلب تنميته والرغبة في زيادته لان سبب بقاء الانسان ما له فقد نهي عن التبذير فيه فقيل له ولا تؤتوا السفهاء اموالكم فاعلم انه سبب لبقائه التي جعل الله لكم قياما اي قواما لمعاشكم. وقال عز وجل ولا تبسطها كل البسط. وقال تعالى ولا تبذر تبذيرا. وقال تعالى لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ومن فضيلة المال ان الله تعالى قال من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا وقال تعالى وانفقوا في سبيل الله. وقال تعالى ينفقون اموالهم. وقال تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وجعل الله المال نعمة وزكاته تطهيرا. قال تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. وقال صلى الله عليه وآله وسلم نعم المال الصالح للرجل الصالح. وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ما نفعني مال كمال ابي بكر. وكان ابو بكر رضي الله عنه يخرج الى التجارة ويترك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا فينهاه عن ذلك وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لان اموت بين شعبتي جبل اطلب كفاف وجهي احب الي من ان اموت غازيا في سبيل الله. وكان جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم يتجرون. ومن سادات التابعين سعيد ابن المسيب. مات وخلف وكان يحتكر الزيت وما زال السلف على هذا ثم قد تعرض نوائب كالمرض. يحتاج فيها الى شيء من المال فلا يجد الانسان بدا من الاحتيال في طلبه فيبذل عرضه او دينه ثم للنفس قوة بدنية عند وجود المال. وهو معدود عند الاطباء من الادوية. حكمة وضعها الوضع ثم نبغى اقوام طلبوا طريق الراحة ادعوا انهم متوكلة وقالوا نحن لا نمسك شيئا ولا نتزود لسفر ورزق الابدان يأتي وهذا على مضادة الشرع. فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن اضاعة المال. وموسى عليه السلام لما سافر في طلبي خضر تزود ونبينا صلى الله عليه وسلم لما هاجر تزوج وابلغ من كل هذا قوله تعالى ودوا فان خير الزاد التقوى ثم يدعي هؤلاء المتصوفة بغض الدنيا فلا يفهمون ما الذي ينبغي ان يبغض ويرون في زيادة الطلب للمال حرصا وفي الجملة انما اخترعوا بآرائهم طريقا فيها شيء من الرهبانية اذا صدقوا. وشيء من البهرجة اذا نصبوا شباك الصيد بالتزهد فسموا ما يصل اليهم من الارزاق فتوحا قال ابن قتيبة في غريب الحديث عند شرح قوله صلى الله عليه وسلم اليد العليا خير من اليد السفلى قال اليد العليا قل يا هي المعطية قال والعجب عندي من قوم يقولون هي الاخذة ولا ارى هؤلاء القوم الا قوما استطابوا السؤال فهم يحتجون للدنائة اما الشرائع فانها بريئة من حالهم وفي الحديث ضاق البلد بمواشي ابراهيم ولوط عليهما السلام فافترقا. وكان شعيب عليه السلام خير المال ثم قد ند طمعه في زيادة الاجر من موسى عليه السلام فقال فان اتممت عشرا فمن عندك. وكان ابن عقيل رحمه الله الله يقول من قال اني لا احب الدنيا فهو كذاب. فان يعقوب عليه السلام لما طلب منه ابنه بنيامين. قال هل امنكم عليه؟ فقالوا ونزداد كيل بعير. قال خذوه قال بعض السلف من ادعى بغض الدنيا فهو عندي كذاب الى ان يثبت صدقه. فاذا ثبت صدقه فهو مجنون وقد نفر جماعة من المتصوفة خلقا عن الكسب واوحشوا بينهم وبينه وهو دأب الانبياء والصالحين وانما طلبوا طريق الراحة وجلسوا على الفتوح. فاذا شبعوا رقصوا فاذا انهضم الطعام اكلوا فاذا لاحت لهم حيلة على غني اوجبوا عليه دعوة اما بسبب شكر او بسبب استغفار. واطم الطامات ادعائهم ان هذا قربة وقد انعقد اجماع العلماء ان من ادعى الرقص قربة الى الله تعالى كفر. فلو انهم قالوا مباح كان اقرب وهذا لان القرب لا تعرف الا بالشرع. وليس في الشرع امر بالرقص ولا ندب اليه. ولقد بلغني عن جماعة منهم انهم كانوا او يوقدون الشمع في وجوه المردان وينظرون اليهم. فاذا سئلوا عن ذلك سخروا بالسائل. فقالوا نعتبر بخلق الله ويقولون مع من نعمل غدا كان الثري السقطي يعرف بطيب الغذاء وله في الورع مقامات فجاء قوم يتسمون بالصوفية يدعون اتباع اولئك السادة. ويأكلون من مال فلان ومال فلان هم يعرفون اصول تلك الاموال ويقولون رزقنا فوعجبا اذا كان الاكل لا يبالي من اين ولا لديهم صناع من شهوة ولا تقلل. ولا يخلو الرباط من المطبخ ولا ينقطع ليله. واصله من مال قد عرف من اين هو والحمام دائر؟ والمغني يدق بدف فيه جلاجل ورفيقه بالشبابة وسعدة وليلى في انشاد والمردان في الشمع ثم يذم الدنيا بعد هذا قولوا لنا من يتلهى بالناس الا هؤلاء ولكن من مرت عليه زرجنتهم فانه اخس منه تجعل هذا وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله