واذا للتعرف او التعامل مع بعضهم فلا تأكل عنده ولا تأخذ منه بل يأكل عندك ويأخذ منك اما النساء فدعهن تماما هنا ابن الجوزي يقول انه حضر حفل غداء اكل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده تعالى واستعينه واستغفره اعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد ما بعده فهذه قراءة من صيد الخاطر ابن الجوزي عليه رحمة الله يقول في الفصل الثامن والاربعين بعد المئة فصل الدنيا دار ابتلاء واختبار يقول ابن الجوزي عليه رحمة الله نزلت في شدة واكثرت من الدعاء اطلب الفرج والراحة وتأخرت الاجابة فانزعجت النفس وقلقت فصحت بها ويلك تأملي امرك مملوكة انت ام حرة مالكة امدبرة انت ام مدبرة اما علمت ان الدنيا دار ابتلاء واختبار فإذا طلبت اغراضك ولم تصبري على ما ينافي مرادك فاين الابتلاء وهلل ابتلاء الا الاعراض وعكس المقاصد فافهمي معنى التكليف وقد هان عليك معز وسهل عليك ما استصعب فلما تدبرت ما قلته سكنت بعض السكون هكذا تعلمنا في هذا الكتاب ورأينا كثيرا مسألة مناقشة النفس والحديث معها وسبحان الله وكأن النفس لانها مؤنثة فيها طباع هذه المرأة المرأة تحب الكلام وان يتكلم معها فهكذا النفس تحب ان يتحدث معها ان تناقش وان تكلم واسمع مرة اخرى كيف قال لها ويلك تأملي امرك امملوكة انت ام حرة امدبرة انت ام مدبرة تزكرها ان الدنيا دار ابتلاء واختبار عرفها ان الابتلاء هو عكس المقاصد ان هذا هو التكليف التكليف في الدنيا الصبر على عكس المقاصد التكليف في الدنيا هو الرضا وترك متابعة الهوى التكليف في الدنيا والاسلام وعدم محاجة الاقدار فلما تدبرت سكنت يقول الشيخ فقلت لها وعندي جواب ثان وهو انك تقتضين الحق باغراضك ولا تقتضين نفسك بالواجب له وهذا عين الجهل وانما كان ينبغي ان يكون الامر بالعكس لانك مملوكة والمملوك العاقل يطالب نفسه باداء حق المالك ويعلم انه لا يجب على المالك تبليغه ما يهوى فسكنت اكثر من ذلك السكون لما افهمها في البداية انها مملوكة مدبرة مبتلى مكلفة سكنت ثم زادها انت تطلبين مراداتك ومألوفاتك ومحبوباتك ومشتهياتك هلا اديت ما عليك يا مملوكة ان المملوك يعطي المالك حقه ولا يطلب شيئا لانه مملوء ما لكي تطلبين ولا تعطين انت يجب عليك لانك مملوكة ولا يجب على المالك لانه ما لك فسكنت اكثر فقلت لها وعندي جواب ثالث وهو انك قد استبطأتي الاجابة وانت سددت طرقها بالمعاصي فلو قد فتحت الطريق اسرعت كأنك ما علمتي ان سبب الراحة التقوى اوما سمعت قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا اوى ما فهمت ان العكس بالعكس هكذا تفهيم النفس ان سبب الراحة التقوى وترك التقوى سبب التعب فاذا كان من يتق الله يجعل له مخرجا فإن من لم يتق يجد الدنيا مسدودة ومن يتق الله يرزقه من لم يتق لم يرزق العكس بالعكس من يتق الله يجعل له من امره يسرا من لم يتق يجعل له من امره عسرا هكذا شرطا بشرط والعكس صحيح يقول الشيخ عليه رحمات الله طه من شكر غفلة صار اقوى من كل سكر في وجه مياه المراد يمنعها من الوصول الى زرع الاماني اه اه من شكر غفلة الشكر هنا من السكران المخمور فالغافل كأنه سكران صار اقوى من كل سكر والسكر هنا الثانية بمعنى السد شكر في وجه مياه المراد يمنعها من الوصول الى زرع الاماني فعرفت النفس ان هذا حق فطمأنت سكنت ثم استسلمت ثم المهند فقلت وعندي جواب رابع وهو انك تطلبين ما لا تعلمين عاقبته وربما كان فيه ضررك فمثلك كمثل طفل محموم يطلب الحلوى والمدبر لك اعلم بالمصالح كيف وقد قال الله تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم فلما بان الصواب للنفس في هذه الاجوبة زادت طمأنينتها فقلت لها وعندي جواب خامس وهو ان المطلوب ينقص من اجرك ويحط من مرتبتك فمنع الحق لكي ما هذا سبيله عطاء منه لك ولو انك طلبت ما يصلح آخرتك كان اولى لك فاولى لك ان تفهمي ما قد شرحت فقالت لقد سرحت في رياض ما شرحت فهمت اذ فهمت قالت لقد سرحت في رياض ما شرحت فهمت اذ فهمتم الفصل التاسع والاربعون بعد المئة يقول الشيخ حضرنا بعض اغذية ارباب الاموال فرأيت العلماء اذل الناس عندهم فالعلماء يتواضعون لهم ويذلون لموضع طمعهم فيهم وهم لا يحفلون بهم لما يعلمونه من احتياجهم اليهم فرأيت هذا عيبا في الفريقين ايها الاخوة خذوا هذه من عندي ان اهم ما يصون كرامة طالب العلم والداعية اهم ما يصون كرامة طالب العلم والداعية الا يقترب من الاغنياء ولا من النساء فما افسد دين هؤلاء الا هؤلاء وهؤلاء فالنصيحة لطلبة العلم والدعاة ان يبتعدوا عن الاغنياء والنساء وكلما ابتعد الداعية وطالب العلم عن الاغنياء والنساء هرولوا خلفه وطلبوه والحوا وكلما زاد حرصه على الابتعاد زاد حرصهم على القرب فان اقبل عليهم اذلوه وجفوا عنه الطائفتان فلذلك ليس اعز للداعية ولا لطالب العلم من البعد عن الاغنياء عند بعض الاغنياء فرأى العلماء هناك اذل الناس قال فرأيت هذا عيبا في الفريقين في الاغنياء وفي العلماء اما في اهل الدنيا فوجه العشب انهم كان ينبغي لهم تعظيم العلم ولكن لجهلهم بقدره فاتهم واثروا عليه كسب الاموال فلا ينبغي ان يطلب منهم تعظيم ما لا يعرفون ولا يعلمون قدره وانما اعوذ باللوم على العلماء واقول ينبغي لكم ان تصونوا انفسكم التي شرفت بالعلم عن الذل للانزال وان كنتم في غنى عنهم كان الذل لهم والطلب منهم حراما عليكم وان كنتم في كفاف لما لم تؤثروا التنزه عن الذل بالعفة عن الحطام الفاني الحاصل بالزلة. الا انه يتخيل لي من هذا الامر اني علمت قلة صبر النفس على الكفاف والعزوف على الفضول فان وجد ذلك منها في وقت لم يوجد على الدوام فالاولى للعالم ان يجتهد في طلب الغنى ويبالغ في الكسب وان ضاع بذلك عليه كثير من زمان طلب العلم. فانه يصون بعرض في عرضه جميل كلام ابن الجوزي عليه رحمة الله قال ان صبر النفس على الكفاف ان قدر عليهم مدة لا يقذر عليه على الدوام انسان ازا ربنا اعانه اعانه الله سبحانه وتعالى على انه يصبر على الكفاف ويعيش على الكفاف مدة لكنه لا يطيق ان يصبر دائما على الكفاف النفس اللهم انا نعوذ بك من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا نفس تتشوف وتطلب والانسان قد يجاهد نفسه مرة ومرات وتغلبه مرة ومرات فلذلك تجد ان الانسان الاولى به بقى عشان ما يجيش في وقت ما يقدرش يصبر وما يلاقيش فيتزل ان يصون عرضه بعرضه لازم يتكسب ويملك ومعه فلوس ويكون غني عشان دايما نقول ان اللي يمد رجله ما يمدش ايده واللي يمد ايده ما يقدرش يمد رجله اللي يمد ايده لا يقدر يمد عينه ما يقدرش يرفع عينه في اللي هو شحد منهم ومد لهم يده ما يقدرش يمد لسانه ولا يتكلم بيوكلوه ما يقدرش يفتح بقه لكن اللي بيوكل نفسه ويملك يتكلم بالصوت العالي ويمد عينه ويده ورجله ولسانه ويعمل اللي هو عايزه ما حدش له عنده حاجة فلذلك يقول ابن الجوزي جميل منه ان يقول علمت قلة صبر النفس على الكفاف والعزوف عن الفضول فان وجد ذلك منها في وقت لم يوجد على الدوام فالاولى للعالم ان يجتهد في طلب الغنى ويبالغ في الكسب وان ضاع بذلك عليه كثير من زمان طلب العلم حتى لو الوقت طلب الرزق ده ضيع عليه وقت في طلب العلم ما يجراش حاجة فانه يصون بعرضه عرضه. وقد كان سعيد بن المسيب يتجه في الزيت وخلف مالا وخلف سفيان الثوري مالا وقال لولاك لولا المال يعني لولا الفلوس لتمندلوا بي وان معناها كمندروا به كانوا عملونا مناديل مسحوا فينا ايديهم ورمونا في الزبالة لولاك لتمندلوا بي وقد سبق في كتابي هذا في بعض الفصول شرف المال ومن كان من الصحابة والعلماء يقتنيه والسر في فعلهم ذلك وحثي طالبي العلم على ذلك ما بينته من ان النفس لا تثبت على التعفف. ولا تصبر على دوام التشهد وكم قد رأينا من شخص قويت عزيمته على طلب الاخرة فاخرج ما في يده ثم ضعفت نفسه عاد يكتسب من اقبح وجه فالاولى ادخار المال والاستغناء عن الناس ليخرج الطمع من القلب ويصفو نشر العلم من شائبة ميل يبقى بعلم العلم مش عشان الفلوس عندي. عندي فلوس وبنصح الناس مش عشان الفلوس مش عشان اللي في ايديهم ولا طمعا فيما عندهم وانما لله لان نفسي شبعانة وغنية وعندي ومن تأمل اخبار الاخيار من الاحبار وجدهم على هذه الطريقة وانما سلك طريق الترفه عن الكسب. من لم يؤثر عنده بذل الدين والوجه من لم يؤثر عنده بذل الدين والوجه يعني بيبذل وجهه ما يتكسفش انه يشحت يستلف ويطلب فطلب الراحة ونسي انها في المعنى عناء كما فعل جماعة من جهال المتصوفة في اخراج ما في ايديهم وادعاء التوكل وما علموا ان الكسب لا ينافي التوكل وانما طلبوا طريق الراحة وجعلوا التعرض للناس كسبا وهذه طريقة مركبة من شيئين احدهما قلة الانفة على العرض والثاني قلة العلم نكتفي على هذا القدر وجزاكم الله خيرا والحمد لله رب العالمين. والحمد لله رب العالمين