يضعف القوى ويضعف الرأي وهل بقي لابني ستين منزل فان طمع في السبعين فانما يرتقي اليها بعناء شديد ان قام دفع الارض وان مشى لهاس وان مشى لها وان قال تنفس يرى شهوات الدنيا ولا يقدر على تناولها فان اكل كد المعدة وصعب الحب وان وطئ هذا المرأة ووقع دنفا لا يقدر على رد ما ذهب من القوة الى مدة طويلة وحدة ذاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم اما بعد فاخوتي في الله والذي فلق الحبة وبرأ النسمة اني احبكم في الله واسأل الله جل جلاله ان يجمعنا بهذا الحب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله احمده تعالى واستعينه واستغفره. واعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها. وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم. وان شر في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله اللهم اجعل عملنا كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل فيه لاحد غيرك شيئا. احبتي في الله هذا هو المجلس الخامس والاربعون من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي عليه رحمة الله وفي اوله الفصل السابع والثمانون بعد المئة يقول الشيخ عليه رحمة الله ما رأيت اصعب على النفس من الحفظ للعلم والتكرار له وخصوصا تكرار ما ليس لها في تكراره وحفظه حظ مسل مسائل الفقه بخلاف الشعر والسجاد فان لها لذة في اعادته وان كان يصعب. لانها تلتز به مرة او مرتين فاذا زاد التكرار صعب عليها ولكن دون صعوبة الفقه وغيره من المستحسنات عند الطبع فتراها تخلد الى الحديث والشعر والتصانيف والنسخ لانه يمر بها كل لحظة ما لم تره هو في المعنى كالماء الجاري لانه جزء بعد جزء وكذا من ينسخ ما يحب ان يسمعه او يصنف فانه يلتز بالجدى ويستريح من تعب الاعادة الا انه ينبغي للعاقل ان يكون جل زمانه للاعادة خصوصا الصبي والشاب فانه يستقر المحفوظ عندهما استقرارا لا يزول ويجعل اوقات التعب من الاعادة للنسخ ويحذر من تفلتها الى النسخ عند الاعادة فيقهرها فانه يحمد ذلك حمد السرى وقت الصباح وسيندم من لم يحفظ ندم الكسعى وقت الحاجة الى النظر والفتوى وفي الحفظ نكتة ينبغي ان تلحظ وهو ان الفقيه يحفظ الدرس ويعيذه ثم يتركه فينساه فيحتاج الى زمان اخر لحفظه فينبغي ان يحكم الحفظ ويكثر التكرار لتثبت قاعدة الحفظ فصل يقول ابن الجوزي عليه رحمة الله ما اعرف نفعا كالعزلة عن الخلق خصوصا للعالم والزاهد فانك لا تكاد ترى الا شامتا بنكبة او حسودا على نعمة ومن يأخز عليك غلطاتك فيا للعزلة ما الزها سلمت من كدر غيبة وافات تصنع واحوال الملاحاة وتضييع الوقت ثم خلا فيها القلب بالفكر لانه مستلذ به عن المخالطة فدبر امر دنياه واخرته فمثله كمثل الحمية يخلو فيها المعي بالاخلاط فيزيبها وما رأيت مثلما يصنع المخالط لانه يرى حالته الحاضرة من لقاء الناس وكلامهم فيشتغل بها عما بين يديه فمثله كمثل رجل يريد سفرا قد ازف فجالس اقواما فشغلوه بالحديث حتى ضرب البوق وما تزود فلو لم يكن في العزلة الا التفكير في زاد الرحيل والسلامة من شر المخالطة لكفى ثم لا عزلة في الحقيقة الا للعالم والزاهد فانهما يعلمان مقصود العزلة وان كانا لا في عزلة اما العالم فعلمه مؤنسه وكتبه محدثه والنظر في سير السلف مقومه والتفكر في حوادث الزمان السابق فرجته فان ترقى بعلمه الى مقام المعرفة الكاملة للخالق سبحانه وتشبث باذيال محبته تضاعفت لزاته واشتغل بها عن الاكوان وما فيها فخلى بحبيبه وعمل معه بمقتضى علمه وكذلك الزاهد تعبده انيسه ومعبوده جليسه فان كشف لبصره عن المعمول معه غاب عن الخلق وغابوا عنه انما اعتزلا ما يؤزي فهما في الوحدة بين جماعة فهذان رجلان قد سلما من شر الخلق وسلم الخلق من شرورهما بل هما قدوة للمتعبدين وعلم للسالكين ينتفع بكلامهما السامع وتجري موعظتهما الملامع وتنتشر هيبتهما في المجامع فمن اراد ان يتشبه باحدهما فليصابر الخلوة وان كرهها ليثمر له الصبر العسل واعوز بالله من عالم مخالط للعالم خصوصا لارباب المال والسلاطين يجتنب ويحتلب ويختلب فما يحصل له شيء من الدنيا الا وقد زهب من دينه امساله ثم اين الانفة من الذل للفساق فالذي لا يبالي بذلك هو الذي لا يذوق طعم العلم ولا يدري ما المراد به وكأنه به وقد وقع في بادية جرس وخفر مهلك في تلك البراري وكذلك المتزهد اذا خالط وخلط فانه يخرج الى الرياء والتصنع والنفاق فيفوته الحظان لا الدنيا ونعيمها تحصل له ولا الاخرة فنسأل الله عز وجل خلوة حلوة وعزلة عن الشر لذيذة يستصلحنا فيها لمناجاته ويلهم كلا منا طلب نجاته انه قريب مجيب فصل ما ابلغ من لا يعلم متى يأتيه الموت وهو لا يستعد للقائه واشد الناس بلها وتغفيلا من قد عبر الستين وقارب السبعين فان ما بينهما هو معترك المنايا ومن نازل المعترك استعد وهو مع ذلك غافل عن الاستعداد قال الشباب لعلنا في شيبنا ندع الذنوب فما يقول الاشيب والله والله ان الضحك من الشيخ ما له معنى وان المزاح منه بارد المعنى وان تعرضه بالدنيا وقد دفعته عنها فهو يعيش عيش الاسير فان طمع في الثمانين فهو يزحف اليها زحف الصغير وعشر الثمانين من خاضها فان الملمات فيها فنون فالعاقل من فهم مقادير الزمان فانه فيما قيل قبل البلوغ صبي ليس على عمره عيار الا ان يرزق فطنة ففي بعض الصبيان فطنة تحسهم من الصغر على اكتساب المكارم والعلوم فاذا بلغ فليعلم انه زمان المجاهدة للهوى وتعلم العلم فاذا رزق الاولاد فهو زمان الكسب للمعاملة فاذا بلغ الاربعين انتهى تمامه وقضى مناسك الاجل ولم يبق الا الانحدار الى الوطن كأن الفتى يرقى من العمر معلما الى ان يجوز الاربعين وينحط فينبغي له عند تمام الاربعين ان يجعل جل همته التزود للاخرة ويكون كل تلمحه لما بين يديه ويأخذ في الاستعداد للرحيل وان كان الخطاب بهذا لابن عشرين الا ان رجاء التدارك في حق الصغير لا في حق الكبير فاذا بلغ الستين فقد اعذر الله اليه في الاجل وجاز من الزمن فليقبل بكليته على جمع زاده وتهيئة الات السفر وليعتقد ان كل يوم يحيا فيه غنيمة ما هي في الحساب خصوصا اذا قوي عليه الضعف وزاد وكلما علت سنه فينبغي ان يزيد اجتهاده فاذا دخل في عشر الثمانين فليس الا الوداع وما بقي من العمر الا اسف على تفريط او تعبد على ضعف نسأل الله عز وجل يقظة تامة تصرف عنا رقاد الغفلات وعملا صالحا نأمن معه من الندم يوم الانتقال والله الموفق الفصل التسعون بعد المئة يقول ابن الجوزي عليه رحمة الله ما نهى السلف عن الخوض في الكلام الا لامر عظيم وهو ان الانسان يريد ان ينظر ما لا يقوى عليه بصره فربما تحير فخرج الى الحجب لان اذا نظرنا في ذات الخالق عز وجل حار العقل وبهج الحس فهو لا يعرف شيئا لا بداية له انه لا يعلم العقل يعني الا الجسم والجوهر والعرب فاسبات ما يخرج عن ذاك لا يفهمه لا يفهمه العقل يعني لا يستطيعه لا يطيق يعني لو قلنا للعينين تشوف اللي ورا الحيطة دي يعني لو العين امرنا العين انها تخبرنا عن اللي وراء هذا الحائط مش مقدرها هي العين مجالها الى الى هذا المسدود كزلك العقل انه يتخطى ما وراء الجسم والجوهر والعرب ما يعرفش فهو لا يستطيع ان يعرف الله كما قال ربنا سبحانه وتعالى ولا يحيطون به علما يقول ابن الجوزي وان نظرنا في افعاله سبحانه رأيناه يحكم البناء ثم ينقضه ولا نطلع على تلك الحكمة فالاولى للعاقل ان يكف كف التطلع الى ما لا يطيق النظر اليه ومتى قام العقل فنظر في دليل وجود الخالق بمصنوعاته واجاز بعثة نبي واستدل بمعجزاته كفاه زلك ان يتعرض لما قد اغني عنه واذا قال القرآن كلام الله تعالى بدليل قوله حتى يسمع كلام الله كفاه اما من تحزق فقال التلاوة هي المتل او غير المتلو والقراءة هي المقروءة وغير المقروء فيضيع الزمان في غير تحصيل والمقصود العمل بما فهم وقد حكي ان ملكا كتب الى عماله في البلدان اني قادم عليكم فاعملوا وكذا وكذا فعملوا الا واحدا فانه قعد يتفكر في الكتاب فيقول اترى كتبه بمداد او بحبر اترى كتبه قائما او قاعدا فما زال يتفكر حتى قدم الملك ولم يعمل بما امره به شيئا فاحسن جوائز الكل وقتل هذا كلام زي الفل فصل لقد غفل طلاب الدنيا عن اللذة فيها واللذة فيها شرف العلم وزهرة العفة وانا فتو الحمية وعز القناعة وحلاوة الافضال على الخلق اما الابتزاز بالمطعم والمنكح فالشغل جاهر باللذة لان ذاك لا يراد لنفسه بل لاقامة العوض في البدن والولد اي لذة في النكاح وهي قبل المباشرة لا تحصل وفي حال المباشرة قلق لا يثبت. وعند انقضائها كان لم تكن سم تثمر الضعف في البدن واي لذة في جمع المال فضلا عن الحاجة فانه مستعبد للخازن يبيت حذرا عليه ويدعوه قليله الى كثيره واي لذة في المطعم وعند الجوع يستوي خشينه وحسنه فان ازداد الاكل خاطر بنفسه قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بنيت الفتنة على ثلاث النساء وهن فخ ابليس المنصوب والشراب وهو سيفه المرهف والدينار والدرهم والدينار والدرهم وهما سهماه المسمومات فمن مال الى النساء لم يصفو له عيش ومن احب الشراب لم يتمتع بعقله ومن احب الدينار والدرهم كان عبدا لهما ما عاش فصل اصل كل محنة في العقائد قياس امر الخالق على احوال المخلوق اصل كل محنة في العقائد قياس امر الخالق على احوال الخلق فان الفلاسفة لما رأوا ايجاد شيء لا من شيء كالمستحيل في العادات قالوا بقدم العالم ولما عظم عندهم في العادة الاحاطة بكل شيء قالوا انه يعلم الجمل ولا يعلم التفاصيل ولما رأوا تلف الابدان بالبلاء انكروا اعادتها وقالوا الاعادة رجوع الارواح الى معادنها. وكل من قاس صفة قالت على صفات المخلوقين خرج الى الكفر فان المجسم فان المجسمة دخلوا في ذلك لانهم حملوا اوصافه على ما لا يعقلون. وكذلك تدبيره عز وجل فان من حمله على ما يعقل في العادات رأى زبح الحيوان لا يستحسن والامراض تستقبح وقسمة الغنى للابلة والفقر للجلد العاقل امرا ينافي الحكمة وهذا في الاوضاع بين الخلق اما الخالق سبحانه فانه لا ينتهى الى حكمته بلى قد ثبت عنده وجوده وملكه وحكمته فتعرضه بالتفاصيل على ما تجري به عادات الخلق في جهل الا ترى الى اول المعترضين وهو ابليس كيف ناظر فقال انا خير منه وقول خليفته وهو ابو العلاء المعري. رأى منك ما لا يشتهى فتزندق ونسأل الله عز وجل توفيقا للتسليم وتسليما للحكيم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب اترى نقدر على تعليل افعاله فضلا عن مطالعة زاته سبحانه سبحانه وكيف نقيس امره على احوالنا فاذا رأينا نبينا صلى الله عليه وسلم يسأل في امه وعمه فلا يقبل منه ويتقلب جائعا والدنيا ملك يده ويقتل اصحابه والنصر بيد خالقه اوليس هذا مما يحير فما لنا ولا اعتراض فما لنا والاعتراض على ما لك قد ثبتت حكمته واستقر ملكه يا رب اهدي قلوبنا يا رب يا رب قنا شر انفسنا يا رب اللهم الهمنا رشدنا وقنا شر نفوسنا يا رب نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن يا حي يا قيوم اللهم اصرف عنا وسوسة الشيطان وكيد الشيطان اللهم نجنا من وسوسة شياطين الانس والجن اللهم اعف عنا اللهم اعف عنا اللهم اعف عنا احبكم في الله واستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله