في كل هذا ولكن يبدو ان الشيخ كان يعيش في عصر اسيء اليه كثيرا شيخ ومكر به وسجن مرات وعزل ومنع من الكلام فلذلك هو يتكلم من خبرة الحياة فصل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله احمده تعالى واستعينه واستغفره واعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل على محمد النبي وازواجه امهات المؤمنين وذريته واهل بيته كما صليت على ال ابراهيم انك حميد مجيد. هذه قراءة من صيد الخاطر وهذا هو الدرس الحادي والخمسون. من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي واوله الفصل الخامس بعد المئة الثانية يقول الشيخ ابن الجوزي عليه رحمة الله ليس في الدنيا اكثر بلاهة ممن يسيء الى شخص ويعلم انه قد بلغ الى قلبه بالاذى ثم يصطلحان في الظاهر فيظن ان ذلك الاثر محي بالصلح عايز انبه كتير على نفسية ابن الجوزي ابن الجوزي من الاكابر اه الذين سبقوا ولم يلحقوا الا نادرا ولكن هذا الكتاب كانه الاحوال النفسية للشيخ يعني شايف العلم حين يكتب في زاد المسير في التفسير او حين يكتب في الفقه او حين يكتب في التاريخ او او الى اخره اه امام اما حين يكتب في صيد الخاطر فهزه معالجات نفسية نتيجة تراكمات حياتية خبرات في الحياة هذه الخبرات نأخزها خلاصة عصارة فكر وان كنا احيانا يختلف الواقع عن الواقع الا ان في الاعم الاغلب خبرتهم وعلمهم انفع لنا فهو هنا وكسيرا ما يذكر كلمة ليس في الدنيا ابله من يزكرها كسيرا في هزه المرة اختلف التعبير قليلا فقال ليس في الدنيا اكثر بلاهة من ممن يسيء الى شخص ويعلم انه قد بلغ الى قلبه بالازى ثم يصطلحان في الظاهر فيظن ان ذلك الاثر محي بالصلح كان الشيخ يريد ان يحذرك انك ازا ازيت انسانا حتى ان الاذى جرح قلبه اياك ان تأمنه بعد ذلك ابدا وان اصطلحتما وخصوصا مع الملوك. كلام ابن الجوزي. يقول وخصوصا مع الملوك. فان لذتهم الكبرى الا يرتفع عليهم احد ولا ينكسر لهم غرض فاذا جرى شيء من زلك لم ينجبر الخبرات الحياتية ديت بتبقى عجيبة جدا قال لي مرة احد مشايخي اسأل الله جل جلاله ان يتغمده بكل رحماته قال لي اياك ان تتملك شيئا من عادة السلاطين ان يزهو في اعينهم فالدنيا معيبة فامتلك دوما معيبا واستشهد الشيخ بقول الله تعالى واما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فاردت ان اعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا فلو السفينة هتعجن الملك هياخدها لو حتة ارض على وش على السريع هياخدها لو اه كزا هياخدها دايما خليك في الايه في المعيوف عشان ما حدش ياخدها التعامل مع الملوك يحتاج الى مسل هزه الفطنة لا يحبون ان يرتفع احد عليهم ولا يحبون ان ينكسر لهم غرض طلب. اللي هم عايزينه وبيعملوه فاذا مرة رآك ارتفعت عليه او كسرت له غرضا حتى وان فمرها واصطلحتما الا انه لن يتركها لك النهاردة ما بتقولش بقى الملك اللي هو اه يعني الخليفة وانما كل واحد صاحب سلطة اسمع القصة دي. يقول الشيخ واعتبر هذا بابي مسلم الخرساني فانه غض من قدر المنصور قبل ولايته فحصل ذلك في نفسه فقتله المنصور وهو صغير وابو مسلم الخرساني كان وزير كان وزير ابيه وزير الخليفة فلما شاف المنصور بيتنطط قال له انت مفكر نفسك في يوم من الايام هتبقى خليفة ولا ايه؟ انسى الكلام هذا معناه. فلما صار خليفة اول حاجة قتله. بس قتله بعد ايه ده الامر يحتاج الى شرح طويل بعد ان اذله سنين ومن نزر في التواريخ رأى جماعة قد جرى لهم مسل هزا ولا ينبغي لمن اساء الى ذي سلطان ان يقع في يده فانه اذا رام التخلص لم يقدر فيبقى ندمه على ترك احترازه وحسرته على مساكنة الضمان للسلامة فيبقى ندمه اشد عليه من كل ما يلقى به من الهوان والاذى ومن هذا الجنس الاصدقاء المتماثلون فانك متى ازيت شخصا وبلغ الى قلبه ازاك فلا تثق بمودته فان اذاك نصب عينه فان لم يحتل عليك لم يصفو لك وانا بقول الكلام ده برضو ليس على اطلاقه فانك قد ترى من مكارم اخلاق اناس ان اذاك يبلغ قلوبهم ويسامحون ويرضون وهذا وارد ايضا ولا تخالط يقول الشيخ عليه رحمة الله. ولا تخالط الا من انعمت عليه فحسب فهو لم يرى منك الا خيرا فيكون في نفسه وكذلك الولد والزوجة والمعاملون ويلحق بهذا ان اقول لا ينبغي ان تعادي احدا ولا تتكلم في حقه فربما صارت له دولة فاشتفى وربما احتيج اليه فلم يقدر عليه فالعاقل يصور في نفسه كل ممكن ويستر ما في قلبه من البغض والود ويداري مع الغيظ والحقد هذه مشاورة العقل ان قبلت طبعا كما زكرت اننا لا نوافق الشيخ كل من يتلمح العواقب ولا يستعد لما يجوز وقوعه فليس بكامل العقل واعتبر في هذا في جميع الاحوال مثل ان يغتر بشبابه ويدوم على المعاصي ويسوف بالتوبة. فربما اخذ بغتة ولم يبلغ بعض ما امل وكذلك اذا سوف بالعمل او بحفظ العلم فان الزمان ينقضي بالتسويف ويفوت المقصود وربما عزم على فعل خير او وقف شيء من ما له فسوف فبغت فالعاقل من اخذ بالحزم في تصوير ما يجوز وقوعه. وعمل بمقتضى ذلك. فان امتد الاجل لم يضره وان وقع المخوف كان محترزا ومما يتعلق بالدنيا ان يميل مع السلطان. ويسيء الى بعض حواشيه ثقة بكربه منه فربما تغير ذلك السلطان فارتفع عدوه فانتقم منه. وقد يعادي بعض الاصدقاء ولا يبالي به لانه دونه في الحالة الحاضرة. فربما صعدت مرتبة ذلك فاستوفى ما اسلفه اليه من القبيح وزاد فالعاقل من نظر فيما يجوز وقوعه ولم يعادي احدا. فان كان بينهما ما يوجب المعاداة كتم زلك فان صح له ان يثب على عدوه فينتقم منه انتقاما يبيحه الشرع جائز على ان العفو اصلح في باب العيش ولهذا ينبغي ان يخدم البطال فانه ربما عمل فعرف ذلك لمن خدم وقس على انموزج ما ذكرته من جميع الاحوال فصل بقدر صعود الانسان في الدنيا تنزل مرتبته في الاخرة وقد صرح بهذا ابن عمر رضي الله عنهما فقال والله لا ينال احد من الدنيا شيئا الا نقص من درجاته عند الله وان كان عنده كريما هذا اصل من اصول الوصول الى الله تعالى. واضح ولا ولا اترجم؟ طب صل ذكرنا في اصول الوصول الى الله تعالى ان كل ما تناله في الدنيا خصما من حسابك في الاخرة واستدللنا بحديث مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من غزات يغزون في سبيل الله فيسلمون ويغنمون الا تعجلوا سلسي اجرهم في الاخرة فان لم يسلموا ولم يغنموا تم لهم اجرهم اي ناس يغزو في سبيل الله ما يقتلش شهيد ويأخز للغنيمة يبقى خد تلتين اجر قلنا قياسا على هذا ان كل الفلوس اللي بتاخدها في الدنيا خصما من حسابك في الاخرة كل الشهوات اللي بتتناولها في الدنيا خصما من حسابك في الاخرة والكلام ده ما عجبش ناس كتير واعترض عليه وناس كتير بغير دليل الدليل معنا وهذا قول ابن عمر ايضا رضي الله عنه يستأنس به في الدليل والله لا ينال احد من الدنيا شيئا الا نقص من درجاته عند الله وان كان عند الله كريما يقول ابن الجوزي عليه رحمة الله فاستعيذوا من اقتنع بالبلغة فان الزمان اشرف من ان يضيع في طلب الدنيا هي دي القضية ان الانسان كلما توسع في الدنيا كلما نال من شهوات الدنيا لا يستوي هو ومن لم يجد واين يزهب كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية الغالية قول بشر لما سئل ماذا صنع الله بك؟ قال قال لي قل يا من لم يأكل واشرب يا من لم يشكو فالسعيد من اقتنع بالبلغة ما يبلغه آآ المقيل كما قال ابو عبيدة ابن الجراح ابو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه لما زاره عمر بن الخطاب يوم فتح بيت المقدس قال عمر لابي عبيدة ارني بيتك يا ابا عبيدة قال ولم يا امير المؤمنين؟ قال اريد ان ارى بيتك. قال اذا تعصر عينيك علي قال ارني بيتك يرحمك الله فادخله البيت فلم يجد الا سرج الفرس ولجامه واداوة يشرب بها ويتوضأ منها فقال اين المتاع يا ابا عبيدة فقال ابو عبيدة يا امير المؤمنين هزا يبلغنا المقيل اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن مقيلا ربنا يرحمنا والله ويلطف بنا ويعفو عنا كنت اتكلم عن اويس القرني اويس القرني عليه رحمة الله تابعي مخضرم لم يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم اه كان كل ليلة يقول اللهم اني اعتزر اليك عن كل كبد جائعة فانك تعلم اني لا املك الا ما في بطني واعتزر اليك عن كل زهر عارية فانك تعلم اني لا املك الا ما يستر عورتي قلت من منا اليوم يستطيع ان يعتذر والثلاجة مليئة والمحفزة مكتنزة كمان يعتزر عن فقراء المسلمين وعرايا المسلمين شهد فالسعيد من اقتنع بالبلغة فان الزمان اشرف من ان يضيع في طلب الدنيا اللهم الا ان يكون متورعا في كسبه معينا لنفسه عن الطمع قاصدا اعانة اهل الخير وقاصدا الصدقة عن المحتاجين فكسب هذا اصلح من بطالته فاما الصعود الذي سببه مخالطة السلاطين فبعيد ان يسلم معه الدين فان وقعت سلامته ظاهرا العاقبة خطرة قال ابو محمد التيمي ما غضضت احدا الا الشريف ابا جعفر يوم مات القائم بامر الله يوم متى القائم بامر الله قام اليه ابو جعفر فغسله وخرج ينفض اكمامه تقاعد في مسجده لا يبالي باحد ونحن منزعجون لا ندري ما يجري علينا وذاك ان التميمي كان متعلقا على السلطان يمضي له في الرسائل فخاف مغبة القرب يعني التميمي كان متعلق على السلطان كان شغال معه قريب منه فلما مات السلطان القائم بامر الله بقى مش عارف اللي هيجي بعده هيعمل فيهم ايه اما امام المسجد فده زي اللي بعده. ما لوش علاقة بهم صلي ورايا وقد رأينا جماعة من العلماء خالطوا السلطان فكانت مغبتهم سيئة والعمري انهم طلبوا الراحة فاخطأوا طريقها لان غموم القلب لا توازيها لذة مال ولا لذة مطعم هذا في الدنيا قبل الاخرة اكتب يا ابني ان غموم القلب لا توازيها لذة مال ولا لذة مطعم هذا كلام الشيخ اما كلامي انا لو حبيت اعدلها اقول فان غموم القلب لا يزيلها لذة مال ولا لذة مطعم اللهم انا نعوذ بك من غموم القلب وخد دي كمان ومن اشرف واطيب عيشا من منفرد في زاوية يطعم ويشرب من حلال ومن اشرف واطيب عيشا من منفرد في زاوية يطعم ويشرب من حلال لا يخالط السلاطين ولا يبالي اطاب مطعمه ام لم يطب فانه لا يخلو من كسرة وقع بماء ثم هو سليم من ان تقال له كلمة تؤذيه او يعيبه الشرع حين دخوله عليهم او الخلق ومن تأمل حال احمد بن حنبل رضي الله عنه في انقطاعه وحال ابن ابي دؤاد ويحيى بن اكسم عرف الفرق في طيب العيش في الدنيا والسلامة في الاخرة وما احسن ما قال ابن ادهم لو علم الملوك ابناء الملوك ما نحن فيه من لذيذ العيش لجالدونا عليهم السيوف ولقد صدق ابن ادهم فان السلطان ان اكل شيئا خاف ان يكون قد طرح له فيه سم وان نام خاف ان يغتال وهو وراء المغاليق لا يمكنه ان يخرج لفرجة فان خرج كان منزعجا من اقرب الخلق اليه واللذة التي ينالها تبرد عنده ولا تبقى له لذة مطعم ولا منكح وكلما استظرف المطاعم اكثر منها ففسدت معدته وكلما استجد الجواري اكثر منهن فذهبت قوته ولا يكاد يبعد ما بين الوطء والوطء فلا يجد في الوطأ كبير لذة لان لذة الوطء بقدر بعد ما بين الزمانين. وكذلك لذة الاكل فان من اكل على شبع ووطأ من غير صدق شهوة وقلق لم يجد اللزة التامة التي يجدها الفقير اذا جاع والعزب اذا وجد امرأة ثم ان الفقير يرمي نفسه على الطريق في الليل فينام ولذة الامن قد حرمها الامراء فلزتهم ناقصة وحسابهم زائد والله والله ما اعرف من عاش رفيع القدر بالغا من اللذات ما لم يبلغ غيره الا العلماء المخلصين وهذه ايضا حري ان تسجل والله ما اعرف من عاش رفيع القدر بالغا من اللذات ما لم يبلغ غيره الا العلماء المخلصين كالحسن وسفيان واحمد والعباد المحققين كمعروف فان لذة العلم تزيد على كل لذة واما برهم ازا جاعوا او ابتلوا بازى فان ذلك يزيد في رفعتهم وكزلك لذة الخلوة والتعبد فهذا معروف يعني الكرخي كان منفردا بربه طيب العيش معه لذيذ الخلوة به ثم قد مات منذ نحو اربعمائة سنة كما يخلو ان يهدى اليه كل يوم ما تقدير مجموعه اجزاء من القرآن واقله من يقف على قبره فيقرأ قل هو الله احد ويهديها اليه والسلاطين تقف بين يدي قبره ذليلة هذا بعد موته ويوم الحشر تنشر الكرامات التي لا توصف وكذلك قبور العلماء المحققين ولما بليت اقوام بمخالطة الامراء اثر ذلك التكدير في احوالهم كلها فقال سفيان بن عيينة منذ اخذت من مال فلان الامير منعت ما كان وهب لي من فهم القرآن وهذا ابو يوسف القاضي لا يزور قبره اثنان فالصبر عن مخالطة الامراء وان اوجب ضيق العيش من وجه يحصل به طيب العيش من جهات ومع التخليط لا يحصل مقصود ومن عزم جزم كان ابو الحسن القزويني لا يخرج من بيته الا وقت الصلاة فربما جاء السلطان فيقعد لانتزاره حتى يسلم عليه ومد النفس في هذا ربما اضجر السامع ولكن عموما من ذاق عرف نسأل الله عز وجل ان يرزقنا لذة الايمان. وان يزيقنا حلاوة الطاعة. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وجزاكم الله خيرا والحمد لله