التي شوهدت باعين البصائر فكيف بمن صنع تلك الصور كيف بمن صنع تلك الصور المعنوية؟ وبدلها كيف لا احب من وهب لي ملذوزات حسي كيف لا احب من عرفني ملذوزات علمي واسأل الله جل جلاله ان يجمعنا بهذا الحب في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله اللهم اجعل عملنا كله صالحا واجعله لوجهك خالصا ولا تجعل فيه لاحد غيرك شيئا. احبتي في الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد فاخوتي في الله اني والله احبكم في الله الفصل الخامس والعشرون خيركم من عمل بما علم تأملت المراد من الخلق فإذا هو الذل واعتقاد التقصير والعجز ليتنا ايها الاخوة نثبت هذا الاصل ما العبادة الا الذل ولذلك عرفها العلماء بانها غاية الحب مع غاية الذل يقول الشيخ تأملت المراد من الخلق فإذا هو الذل واعتقاد التقصير والعجز ومثلت العلماء والزهاد العاملين صنفين فاقمت في صف مالكا وسفيان وابا حنيفة والشافعي واحمد وفي صف للعباد مالك بن دينار ورابعة ومعروف الكرخي وبش ابن الحارث فكلما جد العباد في العبادة صاح بهم لسان الحال عباداتكم لا يتعداكم نفعها وانما يتعدى نفع العلماء وهم ورثة الانبياء. وخلفاء الله في الارض وهم الذين عليهم المعول ولهم الفضل اذا اطرقوا وانكسروا وعلموا صدق تلك الحال جاء ما لك بن دينار الى الحسن يتعلم منه ويقول الحسن استاذنا. واذا رأى العلماء ان له بالعلم فضلا صاح لسان الحال بالعلماء. وهل المراد من العلم الا العمل قال احمد بن حنبل وهل يراد بالعلم الا ما وصل اليه معروف وصحح عن سفيان الثوري انه قال وددت ان يدي قطعت ولم اكتب الحديث. وقالت ام الدرداء لرجل هل تعاملت بما علمت؟ قال لا. قالت فلما تستكثر من حجة الله عليك؟ وقال ابو الدرداء ويل لمن يعلم فلم يعمل مرة وويل لمن علم ولم يعمل سبعين مرة وقال الفضيل يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل ان يغفر للعالم ذنب واحد. فما يبلغ من الكل قوله تعالى هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟ جاء سفيان الى رابعة فجلس يديها ينتفع بكلامها. فذل العلماء العلم على ان المقصود منه العمل به. وانه الة انكسروا واعترفوا بالتقصير. فحصل الكل على الاعتراف والذل فحصل الكل على الاعتراف والذل فاستخرجت المعرفة منهم حقيقة العبودية لاعترافهم ذلك هو المقصود من التكليف. السادس والعشرون فصل محبة الخالق ضرورة تأملت قوله تعالى يحبهم ويحبونه فاذا النفس تأبى اثبات محبة للخالق فاذا نفسه تأبى اثبات محبة للخالق توجب قلقا وقالت محبته طاعة فتدبرت ذلك فاذا بها قد جهلت ذلك لغلبة الحس بيان هذا ان محبة الحس لا تتعدى الصور الذاتية ومحبة العلم والعمل ترى الصور المعنوية فتحها حبة الحس يعني الاشياء المحسوسة امرأة جميلة فاكهة حلوة طعام شهي الى اخره اشياء محسوسة حسية. اما محبة العلم محبة معنوية ترى الصور المعنوية فاننا نرى خلقا يحبون ابا بكر رضي الله عنه وخلقا يحبون عليا ابن ابي طالب وقوما يتعصبون لاحمد وقوما للاشعري فيقتتلون ويبذلون النفوس في ذلك. وليسوا ممن رأى صور القوم ولا صور القوم توجب المحبة ولكن لما تصورت لهم المعاني فدلتهم على كمال القوم في العلوم وقع الحب لتلك الصور ان التزازي بالعلم وادراك العلوم اولى من جميع اللذات الحسية وهو الذي علمني هو الذي خلق لي ادراكا. هو الذي هداني الى ما ادركته كيف لا احبه كيف ثم انه يتجلى لي في كل لحظة في مخلوق جديد اراه فيه باتقان ذلك الصنع وحسن ذلك المصنوع كل محبوبتي منه كل محبوباتي عنه كل محبوباتي به الحسية كانت او المعنوية ثم تسهيل سبل الادراك دي سبحانك وتسيير المدركات منه سبحانه والذ من كل لذة عرفاني به فلولا تعليمه ما عرفته كيف لا احب من انا به كيف لا احب من بقائي منه كيف لا احب من تدبيري بيده ورجوعي اليك كيف لا احب من كل مستحسن محبوب هو صنعه وحسنه وزينه وعطف النفوس اليه ذلك الكامل الكامل القدرة احسن من المقدور والعجيب الصنعة اكمل من المصنوع ومعنى الادراك احلى عرفانا من المدرك والله لو اننا رأينا نقشا عجيبا لاستغرقنا تعظيم النقاش وتحويل شأنه وظريف حكمته عن حب المنقوش. لو اننا رأينا نقشا عجيبا لاستغرقنا تعظيم النقاش وتعويل شأنه وظريف حكمته عن حب المنقوش نعم هذا ما تترقى اليه الافكار الصافية اذا خرق نظرها الحسيات ونفذ الى ما وراءها. فحينئذ تقع محبة الخالق ضرورة وعلى قدر رؤية الصانع في المصنوع يقع الحب له فإن قوي ان قوي الحب اوجب قلقا وشوقا وان مال بالعارف الى مقام الهيبة اوجب خوفا وان انحرف بالعارف الى تلمح الكرم اوجب رجاء قويا واه قد علم كل اناس مشربهم الفصل السابع والعشرون فصل اذعان العقل لحكمة الله يقول الشيخ رحمة الله عليه تأملت حالا عجيبة وهي ان الله سبحانه وتعالى قد بنى هذه الاجسام متقنة على قانون الحكمة فذل بذلك المصنوع على كمال قدرته ولطيف حكمته. ثم عاد فنقضها فتحيرت العقول بعد اذعانها له بالحكمة في سر زلك الفعل فاعلمت انها ستعاد للميعاد. وان هذه البنية لم تخلق الا لتجوز في مجاز المعرفة وتتجر في موسم المعاملة فسكنت العقول لذلك ثم رأت اشياء من هذا الجنس اظرف منه مثل احترام شاب ما بلغ بعض المقصود بنيانه واعجب من ذلك اخذ طفل من اكف ابويه يتململان ولا يظهر سر سلبه والله الغني عن اخذه وهما اشد الخلق فقرا الى بقائه واظرف منه ابقاء هرم لا يدري معنى البقاء وليس له فيه الا مجرد اذى ومن هذا الجنس تقدير الرزق على المؤمن الحكيم وتوسعته على الكافر الاحمق وفي نظائر لهذه المذكورات يتحير العقل في تعليلها ايبقى مبهودا فلم ازل اتلمح جملة التكاليف فإذا عجزت قوى العقل عن الاطلاع على حكمة ذلك وقد ثبت لها حكمة الفاعل علمت قصورها عن ترك جميع المطلوب فازعمت مقرة بالعجز وبذلك تؤدي مفروض تكليفها فلو قيل للعقل قد ثبت عندك حكمة الخالق بما بنى افيجوز ان ينقدح في حكمته انه نقض لقال العقل يعني ايه؟ لاني عرفت بالبرهان انه حكيم وانا اعجز عن ادراك عل ايه فاسلم على رغمي مقرا بعجزي نعم ايها الاخوة قرأت الجملة مجملة استرسالا مع الشيخ وان كان الامر يحتاج الى تعليق عبودية العقل ان هذا العقل عبد وليس سيدا مكلف وليس حرا ولذلك اذا تلمح العقل الحكمة فلم يعرف فضع عقلك تحت رجلك فقل له لا تعدو قدرك ايها الاخوة انا احبكم في الله الى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله