الثالث من تلك الضوابط والقواعد ان يلزم المسلم الانصاف والعدل في امره كله. يقول الله جل وعلا واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى. ويقول جل وعلا ولا يجرمنكم شنآن عن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى. وقد بينت هذه المسألة بيانا هي بينت بيانا كافيا من انه لا بد من العدل في الاقوال ولا بد من العدل في وان من لم يعدل في قوله او يعدل في حكمه فانه لم يتبع الشرع اتباعه يرجو معه النجاة. ما معنى العدل؟ وما معنى الانصاف في هذه القاعدة؟ معناه انك تأتي بالامور الحسنة وبالامور السيئة بتأتي بهذا الجانب الذي تحبه وذلك الجانب الذي لا تحبه ثم توازنه هو التعرض اليهما عرضا واحدا. وبعد ذلك تحكم لانه ربما حصل من عرض لانه وجزما يحصل من عرض الجانبين مع ما يعصم المرء من ان ينسب للشرع او ينسب الى الله جل وعلا او الى سنة من سننه الكونية ما ليس موافقا لما امر الله جل وعلا به فلابد من عرض الحسن والقبيح عرضهما على الذهن حتى تصل الى نتيجة شرعية وحتى يكون نتصوره ويكون ويكون قوله او فهمك او رأيك في الفتنة منجيا ان شاء الله تعالى هذه مسألة مهمة وقاعدة لابد من رعايتها لانه من لم يرعى هذه القاعدة دخل الهوى الى قلبه من مصراعيه ولم يأمن ان ان يفتح باب الهوى على غيره ومن ثم تكون داخلا في قول النبي صلى الله عليه وسلم. ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزرها من عمل بها الى يوم القيامة. وتكون المصيبة اعظم اذا كان ذلك الفعل ممن ينتسب الى العلم والهدى لانه يقتدي بفعله الجاهل ويقتدي بفعله نصف المتعلم. فاذا لا بد من ان نرعى هذه القاعدة في امرنا كله ومن سلم من الهوى فان الله جل وعلا سينجيه في الاخرة والاولى