الوسطية في التفكير مطلوبة. تفكير الشباب اليوم بل تفكير الناس بل حتى تفكير بعض الخاصة نراه متفرقا متشعبا بين عقل جامد او عاطفة جامحة. العقل والادراك والعقل والاتزان مطلوب لكن مع عدم الغاء العاطفة والعاطفة مطلوبة العاطفة الجياشة مطلوبة. التعاطف مطلوب. الحماس للدين مطلوب. لكن مع عدم غياب العقل السليم ورعاية فمن جعل عاطفته حكما عليه في كل تصرفاته دون رجوع الى علمه ودون رجوع الى اهل العلم الراسخين فيه ودون رجوع الى توجيهات من ولي الامر او على قواعد شرعية مبنية فانه حينئذ يروم عاطفة كما رامها قوارب او كما رامها المعتدلة او كما رامها اهل الاهواء. فاهل الاهواء ما الذي اوقعهم في اهوائهم الا العاطفة التي لم تنظبط بنص ولم تنضبط بمنهج خالف الخوارج الصحابة فقتلوا خير الناس في زمنهم وهو علي رضي الله عنه من قتل علي هل قتل له اعداء الاسلام انما قتله رجل يقوم الليل عبدالرحمن ابن ملجم ارسله عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الى مصر لما طلب عمرو بن العاص قارئا للقرآن يقرأ الناس القرآن. قال مصر اهل مصر يحتاجون الى قارئ يقرئ الناس القرآن. فقال عمر رضي الله في رسالة ارسلها الى عمرو بن العاص قال ارسلت لك رجلا صالحا هو عبد الرحمن ابن ملجم اثرتك به على اذا اتاك فاكرمه واجعل واجعل له دارا يقرئ الناس فيها القرآن. جلس عبدالرحمن ابن ملجم في مصر حتى ظهرت حركة وارد واول ما ظهرت في اليمن ثم في مصر واخذت في مصر فاثروا عليه لانه كان كثير الصلاح كثير العاطفة لكنه كان قليل للعلم والفقه وكان منعزلا. فلذلك اتاه الامر من حيث اتاه وقتل خير الناس. علي بن ابي طالب ولما قيد للقصاص وقيد منه اريد للقتل؟ قال لهم لا تقتلوني مرة واحدة. انما اقتلوني شيئا فشيئا قطعوا اطرافي امامي. لانظر كيف تقطع اطرافي في سبيل الله جل وعلا؟ وامتدحه واحد من اصحابه هل كونه خارجيا؟ معنى ذلك ان لا بقيت دعوة الخوارج سرية متسلسلة في الناس حتى مسح مدح قاتل علي عمران ابن حطاب في ابيات يقول فيها والعياذ بالله يقول يا ضربة من تقي ما اراد بها تقي منه هل هو علي ابن ابي طالب عند هذا الشاعر الخارجي المجرم؟ لا انما هو قاتل علي. يقول يا ضربة من تقي ما اراد بها الا من ذي العرش رضوانا اني لاذكره اني لاذكره حينا فاحسبه اوفى البرية عند الله ميزانا وهذا والعياذ بالله يصل التدين او التدين الغالي بالانسان حتى يجعله يرى حسنا ما ليس بالحسن عاطفة الجياشة والحماس للدين والجهاد المظنون الذي يؤول الى مثل هذه الافكار وهذا الغلو هذا مرفوض من صاحبه والوسط والاعتدال يرفضه بل يحارب اصحابه لانهم ان بقوا فانهم سيضلون الناس وقد حاربهم علي ابن ابي طالب وحاربهم ابن عباس رضي الله عنهما وحاربهم معاوية وحاربتهم الدولة الاموية وحاربتهم الدولة العباسية الى وقتنا حاضر الى الحاضر فكل اهل الحق يحاربون من يغلو في الدين الى هذا الامر ولو كان يتدين بعاطفة او يقول من قول خير البرية النبي صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك