ينبغي لطالب العلم ان يعلم كل العلم ان قوته العلمية ترجع الى اصلين عظيمين لابد ان يحرص على تحقيقهما في في مسيرته العلمية الاصل الاول القوة الاثرية والاصل الثاني القوة النظرية فطالب العلم لابد ان يستجمع بين هاتين القوتين. ولا يعظم علمه ولا تنتفع الامة بكلامه واختياراته الا اذا كانت منبثقة من هاتين القوتين القوة الاثرية المتمثلة في حفظه لنصوص الكتاب والسنة. وان يستكثر ما استطاع الى ذلك سبيلا وان يملأ وقته في حفظ كتاب الله عز وجل. وحفظ ما تيسر من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. والا يشتغل عن حفظ نصوص الوحيين باي شاغل اخر ولا اي صارف اخر. فلا يشتغل عن حفظ الكتاب والسنة لا بحفظ متون علمية ولا بمنظومات فقهية ولا بغيرها من المتون التي الفها العلماء. وانما يحرص على تكثار من حفظ النصوص. فاذا اتم ما قدره الله عز عز وجل له من حفظ النصوص فانه ينتقل بعد ذلك الى الاخرى وهي القوة النظرية وهي ان يستجمع القواعد والاصول والظوابط وان يهتم بفهمها واستشراحها عند العارفين بها. وان يحفظ الفاظها وان يتقن التخريج عليها حتى يتعرف على كيفية استنباط الاحكام الشرعية من تلك النصوص الاثرية التي حفظها. فمتى ما اتم الله عز وجل للطالب هذين الامرين فقد كتب الله عز وجل لعلمه البقاء. لانه بنى علمه على ما هو باق فان الكتاب والسنة باقيان باقيان حتى يرفع الله عز وجل العلم ويسرى بكتابه في اخر الزمان. ومن بنى علمه وفقه واجتهاده ورأيه ونظره على ما هو ثابت فسيكون ثابتا. ولذلك تجدون دعوة الشيخ محمد رحمه الله تعالى قد كتب الله عز وجل له البقاء لانه بنى دعوته على هذين على هذين الركنين العظيمين. بل وقبله ابو العباس ابن تيمية رحمه الله. فانه لا يتميز العالم بين اقرانه الا باستكثاره لحفظ النصوص الشرعية كتابا وسنة. وبقوة وبقوة استنباط وبقوة استنباط الاحكام الشرعية من من ادلة الكتاب والسنة. ولذلك ينبغي للطالب الا ينشغل عن تحصيل هاتين القوتين القوة الاثرية المتمثلة في الكتاب والسنة والقوة النظرية المتمثلة في حفظ الاصول والقواعد والظوابط ومعرفة معانيها معا ومعرفة معانيها. وقوة التخريج عليها وان تكون حاضرة في ذهنه دائما اذا ما سئل يوما من الايام عن مسألة شرعية يقول حكمها كذا وكذا ودليلها الاثر والنظر. فاما من الاثر فقول الله كذا وكذا او قول النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا. ثم اذا انتهى من سرد الادلة الاثرية التي يسر الله لها حفظها يبدأ بعد ذلك بسرد القواعد النظرية ادلة النظرية يقول واما من النظر فلان كذا وكذا هو كذا وكذا والمتقرب عند العلماء كذا وكذا. حتى يكون السامع في اطمئنان عظيم من هذه المعلومة التي اخرجها وعلمها. فينبغي لنا الا نغفل عن ذلك ايها الاخوان. اسأل الله ان يوفقني واياكم لتحصيل هاتين بقوتين ولا ينبغي للمربين ان يشغلوا الشباب في حفظ المتون الجانبية مع اهمية حفظها لكنها تأتي في المرتبة الثالثة فالمرتبة الاولى حفظ كلام رب البشر. والمرتبة الثانية حفظ كلام سيد البشر. والمرتبة الثالثة حفظك كلام خيرة البشر وهم العلماء. فلا ينبغي ان يقدم شيء على شيء. فاول ما تبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل ثم تبدأ بحفظ ما تيسر من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ولا ينبغي ان تبدأ بحفظ اي متن اخر قبل اتمام حفظ الكتاب والسنة لان حفظ الكتاب والسنة حفظ كلام هو دليل في ذاته. واما حفظ بقية المتون العلمية فانها حفظ كلام يحتاج الى دليل لاثباته. وفرق بين الامرين. كونك تحفظ الكتاب والسنة. فلا تحتاج الى حفظ كلام اخر حتى تستدل على صحة الكتاب والسنة بل هي دليل في ذاته. لكن كونك مثلا تحفظ الاصول الثلاثة ثلاثة الاصول او كشف الشبهات. او غيرها من المتون علمية فانها متون. متون مشتملة على كلام علماء وكلام العلماء يستدل له لا به. فينبغي ان يطرق حافظتك الكلام الذي هو حجة في ذاته قبل ان تشغلها بالكلام الذي يحتاج الى الاستدلال له. وهذا من باب الترتيب المعروف فان قلت وما الذي يكفينا في احاديث السنة؟ فاقول في الاعم الاغلب المتون الثلاثة العظيمة التي عليها مدار العلم وعليها مدار الفتيا وعليها تخرج العلماء وهي التي يقتصر عليها من اراد ان يسلك سبيل التفقه فقط. وهي بلوغ المرام وزيادات عمدة الاحكام رياض الصالحين اما بلوغ المرام مع زيادات العمدة فتنفعك في الاستدلالات الفقهية على الفتاوى والاحكام الشرعية من باب المياه الى اخر كتاب الاقرار والشهادات واما رياض الصالحين فانه ينفعك في مسائل المواعظ والخطب والندوات والمحاضرات العامة والكلمات القصيرة المسجدية فلا يستغني طالب العلم عن حفظ هذه الكتب الثلاثة وهي التي عليها مدار نظر العلماء. واذا رأيت العلماء يهتمون بكتاب معين فان فيه الخير الكثير. ومن اعطاه الله عز وجل حافظة قوية واراد ان يطلع على السنة على وجه العموم فعليه بحفظ صحيح الامام مسلم ابتداء ثم زيادات البخاري ثم زيادات السنن الاربعة بعد ذلك ولكن هذا مشوار طويل. ووصيتي لمن اراد ان يحفظ ان لا يحفظ متنا متناسبا اذا مع وقته الحاضر بل لا بل ينبغي له ان ينظر الى وقته المستقبل. لانك سوف تكثر اشغالك وتعظم صوارفك. فاذا المتن الذي حفظته في شبابك وصغرك متنا صغيرا تستطيع ان تستولي عليه من اوله الى اخره في مراجعة جلسة او جلستين هذه نعمة عظيمة كبلوغ المرام يستطيع الانسان ان يحفظه في جلستي جمعة لانه الف وخمس مئة حديث يستطيع ان ان يراجعه في جلستي جمعة يعني ان يجلس الانسان من بعد صلاة الفجر الى الساعة الحادية عشرة هذه يراجع وفيها قرابة الثمان مئة حديث والثمان مئة حديث فيما في الجمعة القادمة. وكل شهر ختمتين له. مع ختمتين لكتاب الله عز وجل. والله سوف يحصل خيرا عظيما. ولو انه لم يحفظ بيتا شعريا واحدا. او متنا واحدا من مما الفه العلماء من كلامهم فانه لا يحتاج الى ذلك. ولذلك لو نظرتم الى فقه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لوجدتهم مبني لوجدت تفقههم مبنيا على هاتين القوتين على حفظ النصوص وفهم القواعد. التي بها يفهمون النصوص ويستنبطون فيها الاحكام فكانوا يحرصون على حفظ الكتاب والسنة وانتم تعرفون حفاظ الصحابة. ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقح افهامهم بين الفينة والاخرى بقاعدة اصولية. لكن مو لازم انه يقول والمتقرر عند الاصوليين كذا وكذا لا. وانما كان يلقنهم تلك القواعد على طريقة التطبيق وقد ذكرت لكم سابقا جملا من الادلة الدالة على اهتمام رسول الله على على زرع هاتين القوتين في قلوب اصحابه. ولذلك كان علم الصحابة من اعظم العلم وفهمهم من اعظم الفهم. حتى صار فهمهم عقيدة تدين الامة بسلوك منهجهم فيه واتباعهم في هذا الفهم كما لا يخفى على شريف علمكم في اصول وقواعد العقيدة ما المتون التي كان الصحابة يحفظونها؟ وما الالفيات التي كانوا يحفظونها حتى فاقوا حفاظ الالفيات وفاقوا حفاظ الاسانيد وفاقوا حفاظا العلم انما هو هاتان القوتان بلغوا فيها اعلى الرتب اعلى الرتب يأتي رجل ويقول للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ارأيت الرجل يجامع ثم يغسل وكانت عائشة جالسة فقال النبي صلى الله عليه سلم اني لافعل انا اني لا افعل ذلك انا وهذه ثم نغتسل. هذه تربية اصولية على قاعدة ان الشريعة ما تفرق بين تماثلات ولا تجمع بين المختلفات وهي قاعدة ايضا. قاعدة القياس وهو اصل من اصول الشريعة. بل وقاعدة ايضا من قواعد العموم وهي ان كل حكم من ثبت في حق النبي صلى الله عليه وسلم فانه يثبت في حق امته تبعا الا بدليل الاختصاص. ربى هذا الصحابي على ثلاث قواعد في جلسة واحدة ولما جاء عمر وقال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله اني قبلت وانا صائم. قال ارأيت لو تمضمض؟ ايهما اقصر جوابا قوله لا شيء عليك. ولا قوله ارأيت لو تمضمضت؟ الجواب الاول اقصر لكن القضية ليست ترى الجواب القضية قضية التربية على كيفية استنباط الجواب حتى فيما لو مرت عليك مثل هذه القضية في مأخذ واحد تستطيع انت لنفسك تستطيع انت بنفسك ان تستنبط حكمها. هذه التربية النبوية على التأصيل والقوائد. لما جاء يبعث معاذا الى ان قلنا بصحة الحديث قال بم تقضي؟ قال بكتاب الله. قال فان لم تجد. قال فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فان لم تجد قال فبما قضى به الصالحون. السلف الصالح. قال فان لم تجد. قال اجتهد رأيي ولا الوم فعلى قول بتصحيح هذا الحديث هذا مبحث من مباحث الاصوليين اسمه الترتيب الادلة. مبحث حافل بالقواعد والضوابط والتقسيمات والانواع اعطاه النبي صلى الله عليه وسلم معاذا في جلسة واحدة. التربية على الاصول. يأتي رجل قد قبل امرأة في اطراف في شوارع المدينة نادما للنبي صلى الله عليه وسلم. يقول يا رسول الله اقم علي حد الله فاني فعلت كذا وكذا. قبل امرأة قال صل معنا صل معنا. فلما قضى الصلاة قام في اواخر الصفوف وقال يا رسول الله اني اصبت حدا فاقمه علي. قال اوليس قد صليت قال بلى قال اذهب فان الله عز وجل قد غفر لك فانزل الله عز وجل واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين قال الرجل يا رسول الله الي هذا خاصة؟ قال بل لامتي عامة. هي قاعدة العبرة لعموم اللفظ لا بخصوص السلف لكن ليس بالظرورة ان يعبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعبيرات الاصوليين والفقهاء. لا. لكن هي هي. في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان امرأتي غلاما اسود كانه يعرض بنفيه. يقول له انا ابيض وهي بيضاء الاخ الكريم هذا من وين جاء؟ الذي يحمل هذا اللون المخالف للون ابيه وامه. فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم بالجواب مباشرة لان ثمة شكا لان ثمة شك عظيم قد توغل في قلب هذا الرجل. شك عظيم بلغ في في قلبه. فالجواب المجرد عن الدليل والقاعدة التي تنتزع تنتزع اطراف الشك او الشك من من جذوره هو احوج ما يحتاج له هذا الاعرابي الان قال فترك النبي صلى الله عليه وسلم الكلام جملة. السؤال جملة وتفصيلا. فقال هل لك من ابل؟ قال نعم جابه من تحت. هو لا يدري عن مقصود رسول الله هو لا يدري عن مقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم وهكذا الاصول والقواعد تصنع العجائب في قلب السابع قال نعم. قال ما الوانها قال حمر وبيض. قال هل فيها من اوراق اسود؟ يميل للسواد؟ قال نعم. قال ما هذا؟ من وين جاء؟ من وين طلع هذا اللون المخالف للون الام والاب؟ قال لعله نزعه عرق من من ابائه انتهينا؟ قال وولدك هذا لعله نزعه عرق من ابائهم بعدها خلاص انتهى انتهت القضية. هذه تربية على قاعدة ماذا؟ من يجيبها واضحة قاعدة القياس قاعدة ان الشريعة لا تفرق بين متماثلين. هذا الحديث فيه اركان القياس الاربعة. والتي هي الاصل المقيس عليه اختلاف الوان الابل مع اتحاد مصدرها اما وابا يجي مولود مغاير للون الام والاب هذا هو الاصل. الفرع اختلاف الوان البشر طيب العلة في هذا الاختلاف نزع العرق. لان الانسان في صفاته والوانه انما هو مجموعة صفات ممن تقدموا من ابائه واباء ابائه وامه وام واجداده وان علوا. الحكم كما انه لا يستنكر هذا هو الحكم. كما انه لا يستنكر اختلاف الابل فيما بينها مع اتحاد مصدريها مصدريها فكذلك لا ينكر اختلاف الوان البشر مع اتحاد ادي المصدرين هذه يسميها العلماء التربية على القوة النظرية. على القوة النظرية. فاذا لا تنشغل عن هاتين القوتين ولا عن تحصيلهما باي شاطئ. باي شاب. اسأل الله ان يوفقني واياكم لكل خير. احببت ان اقدم هذه المقدمة وذلك لاننا ننبهر من علم ابن تيمية احيانا ولا لا؟ بل كثيرا. وننبهر من علم الامام ابن القيم بل الائمة الاربعة كلهم ننبهر من علمه ننبهر من علمه حتى صارت اقوالهم تسير بها الركبان وصار لهم اتباع الى ان تقوم الساعة بماذا تميز بتلك القوة؟ كل امام له اسانيده واحاديثه التي يحفظها وله قواعد مذهبه التي اكررها فصار اتباعه على هذا الطريق اثرا ونظرا. ما يتميز العلماء ابدا الا في هالقوتين ذي. كونك تحفظ متنا معينا كالفية مثلا او منظومة انت مقلد. انت مقلد عرفت فقط لكن مأخذ هذه المسائل اصول هذه المسائل ما وراء هذه المسائل من القواعد والضوابط هي التي تخرج العلماء ولا تستطيع ان تنالها الا اذا حفظت القوة النظرية وهي الاصول والقواعد والظوابط واذا كفى عبثا في سلوك اشياء نظنها علما وليست وليست بعلم حقيقي. او انها من العلم التبعي لا العلم الاصلي الاساسي. فلا نشغل الطلاب بالعلوم التبعية التي قد يستغنى عنها. على حساب العلوم اساسية الاصلية وهي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهي القوة الاثرية. ثم بعد ذلك الاصول والقواعد الشرعية المتمثلة في اصول الفقه وقواعد