المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. الحمد لله الذي هدانا للخيرات وجنبنا سبل المنكرات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصبيه وحليله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فاسأل الله جل جلاله ان يجعلني واياكم ممن اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر وهذه الثلاث هي عنوان السعادة من وفق اليها فقد اوتي خيرا عظيما. من اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر فمن حيزت له هذه الثلاث فقد حيز له خير الدنيا والاخرة. اسأل الله جل جلاله ان يجعلنا واياكم من من اهلها هذه الكلمة موضوعها عن ادب السؤال والسؤال هنا المقصود به سؤال اهل العلم او سؤال المعلمين عما يحتاجه الناس والا فان عموم لفظها يشمل سؤال الرب جل وعلا في الدعاء لان سؤال الله جل وعلا له ادب وله احكام ينبغي للعبد ان يحيط بها وان يكون مراعيا لها لان كثيرا من اسباب رد اجابة السؤال ان يكون السؤال فيه اعتدال يعني من الله جل وعلا ان يكون السؤال فيه اعتداء او ان يكون على غير المشروع او ان يكون السائل لم المسألة وقد قال عمر رضي الله عنه في سؤال الله جل وعلا قال اني لا احمل هم الاجابة ولكن احمل اهم الدعاء فاذا وفقت الى الدعاء جاءت الاجابة موضوعنا عن ادب السؤال الذي هو سؤال اهل العلم والحاجة ماسة الى معرفة اداب سعال اهل العلم ما طريقة سعالهم وعما يسألون وكيف يكون السؤال وكيف تتلقى الاجابة؟ وما ينبغي للمسلم من توقير اهل العلم وعدم الالحاح عليهم بالمسائل ونحو ذلك من الاداب. واهل العلم فيما مضى قد دونوا كثيرا من هذه الاداب في مصنفاتهم في ادب العلم والتعلم وفي ادب الطالب مع شيخه. وفي حقوق اهل العلم بعامة. والله جل وعلا قال في محكم كتابه والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. قال والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يعني بعضهم يحب بعضا وينصر بعضا ويقيل عثرة بعض. ومن اكثر اهل الايمان حقا في الولاية والمحبة والنصرة اهل العلم. لانهم بما شهد الله جل وعلا لهم به اخص اهل الايمان لان الله جل وعلا قرنهم بنفسه وملائكته في الشهادة له بالتوحيد حيث قال قال جل وعلا شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط العلم من النافع هم الصفوة كما قال ايضا سبحانه يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم فالله جل وعلا رفع المؤمنين على الناس جميعا رفعهم درجات ورفع اهل العلم من على اهل الايمان عموما درجات. فهم الخاصة وهم الصفوة لان معهم من فهم كلام الله جل وعلا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جعل قلوبهم اكثر نورا من قلوب غيرهم. لان النور بالعلم والنور انما هو بفقه القرآن والسنة قد جاءكم من الله نور. فمن فقه في الكتاب وفقه في السنة كان اعظم نورا في القلب وكان اعظم حقا في من في حقوق اهل الايمان الملاحظ ان الحريصة على الخير من الناس يسأل اهل العلم يسألهم في مسائل فقهية فيما يواجهه او يسألهم في مسائل اجتماعية فيما يواجهه من مشاكل في بيته او في عمله او نحو ذلك. ويسأل الم تعلم المعلم لكن وجدنا كثيرا من الاسئلة قد خرجت عن ما ينبغي مراعاته من توقير اهل العلم ومن مراعاتهم وعدم الاخلال بحقهم فتجد ان من الناس من يخوض في في سؤاله سؤاله اهل العلم يخوض في امور لا ينبغي ان يخوض فيها واصل كثرة السؤال وكثرة المسائل قد جاء النهي عنه فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما امرتكم به فاتوا منه ما استطعتم فانما اهلك الذين من قبلكم كثرة فانما اهلك الذين ان من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم. قال اهل العلم قوله كثرة مسائلهم يعني عما لم يقع وعما لم يأت بيانه في الكتاب المنزل. ولهذا جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اشد المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم على المسلمين فحرم عليهم مسألته وقد قال جل وعلا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسوءكم وان تسألوا عنها حين ينزل تبدى لكم عفا الله عنها الاحاديث التي جاءت في النهي عن كثرة السؤال متعددة. وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما ما رأيت قوما خيرا من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. ما سألوه الا عن ثلاثة عن ما سألوه الا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض كلها في القرآن قد قال جل وعلا ويسألونك عن المحيض واذا سألك عبادي عني الى اخر هذه المسائل. مجموع ما سأل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم منه مقربون انما هي ثلاث عشرة مسألة. وكلها في القرآن. وقد كان صحابة من توقيرهم للنبي عليه الصلاة والسلام ومن كراهتهم لكثرة المسائل يحبون ان يأتي الرجل من البادية ومن خارج المدينة حتى يسأل النبي عليه الصلاة والسلام فيستفيد من السعال ومن الجواب وقد جاء ايضا في الحديث الصحيح ان الله كره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال. وقد قال ايضا الحجاج ابن عامر الثماني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اياكم وكثرة السؤال الاحاديث دالة على ان كثرة الاسئلة اهل العلم انما ذلك داخل في المكروه الا ما يحتاج اليه العبد فيما يأتي بضوابطه. والله جل وعلا امر المؤمنين بان يسألوا اذا جهلوا وقد قال سبحانه وتعالى لما انكر كفار قريش ان يكون الرسول بشرا رجلا وقالوا ان الرسول يجب ان يكون ملكا قال سبحانه وتعالى في سورة النحل وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. بالبينات والزبر وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما اليهم ولعلهم يتفكرون. هذه الاية امر الله جل وعلا فيها اهل الكتاب ان يسألوا امر فيها جل وعلا اهل الشرك كفار قريش غيرهم ان يسألوا اهل الذكر يعني اهل الكتاب عما اذا كان الرسول الذي جاءهم بشر ام هو ملك؟ فاذا انا الرسول الذي جاءهم بشر فاقبلوا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لانه بشر ادخلت من قبله الرسل. وقد وصف اهل الكتاب بانهم اهل الذكر لان الكتاب الذي انزله الله جل وعلا هو الذكر واعلى الذكر القرآن من هنا ينبغي للسائل اذا اجيب ولم يتضح له الجواب الا يترك السؤال على الجواب الذي هو غير واضح فيذهب يعمل بشيء غير واضح بل يسترجع. فيقول ولا بأس ان يقول ما فهمت الجواب كما قال سبحانه انا نحن نزلنا الذكر وانا له حافظون وانا له لحافظون. وهنا في هذه الاية قال جل وعلا اسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم. قال العلماء هذه الاية نازلة في سؤال اهل الكتاب. ولكن عموم لفظها يشمل سؤال اهل القرآن واهل السنة لانهم احق ببيان ما نزل الله جل وعلا. لهذا قال وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في تفسيره عند هذه الاية وعموم هذه الاية فيها مدح اهل العلم وان وان اعلى انواع العلم العلم بكتاب الله المنزل فان الله جل وعلا امر من لم يعلم بالرجوع الى اهل العلم واهل الذكر في جميع الحوادث وفي ضمن ذلك تعديل لاهل العلم وتزكية لهم حيث امر الله جل وعلا بسؤالهم وانه بذلك يخرج الجاهل من التبعة اذا فالاصل موجود في كتاب الله وان المرء اذا جهل شيئا ولم يعلم حكمه فانه يسأل عنه اهل العلم واذا سأل عنه اهل العلم يعني اهل الكتاب والسنة الذين رسخت قدمهم في ذلك فان تبعته في ذلك فان تبعته في ذلك تزول لانه قد سأل حيث امر الله جل وعلا له ان يسأل. فمن جهل شيئا فسأل عن حكمه وافتي من ثبت فان تبعته قد زالت وقد برئ من التبعة فاذا امتثل ما افتي به فيكون قد زال عنه المحظور لانه امتثل ما امر الله جل وعلا به في قوله فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون سؤال اهل العلم وسؤال اهل الذكر له احوال الناس يحتاجون الى ان يسألوا ولابد ولكن هذا السؤال من حيث هو له احوال حال من جهة السائل وحال من جهة المسؤول فالسائل ينبغي له ان يراعي تأدبا وحتى يصل المسؤول الى الجواب الموافق للحق ان شاء يجب ان يراعي ادابا وان يراعي اشياء فمن تلك الاشياء التي يراعيها السائل ان تكون مسألته واضحة غير ملتبسة. يعني ان يتبين المسألة قبل ان يسأله والملاحظ ان من المسلمين من اذا جاء على باله مسألة او واجهته مشكلة فانه يأتي اهل العلم ويسألهم مباشرة دون ان يستحضر تعد لتفاصيل هذه المسألة او مباشرة يرفع الهاتف ويسأل العالم عما عرظ له دون ان يستحضر ما اتصل بهذه المسألة فاذا اتى المسؤول اتى العالم وسأله عن بعض التفاصيل قال والله ما اعلم هذا فلان موصيني هذا كذا ما ادري لا بد للسائل ان يستحضر تفاصيل المسألة قبل ان يسأل لان السؤال تسأل فيه عن حكم الله جل وعلا الذي اذا ادركته يعني ادركت الحكم فقد برئت من التبعة. والمسؤول العالم الذي يسأل لابد ان تكون المسألة عنده واضحة. والا فكيف يجيب على شيء ليس بواضح ولهذا ينبغي للسائل اولا ان يستحضر السؤال جيدا وان يعد له في عبارة ملخصة لا تظن ان المسؤول المفتي او طالب العلم الذي تعهل للجواب لا تظن ان الذي يتصل عليه واحد فقط او اثنين اليوم مع الهاتف صار الذي يتصل من الداخل او الخارج باهل العلم عشرات الالاف بالسنة مثلا وفي اليوم الواحد قد يتصل عشرين وثلاثين. فلهذا كان من الادب الذي ينبغي مراعاته ان يستحظر السائل ظيق وقت ظيق وقت المفتي ظيق وقت المجيب على السؤال وان يعد للسؤال بعبارة واضحة لا لبس فيها ولا ويجتهد في ان يعين يعين المفتي على وقته وحتى تكون المسألة انفع يعني لا تظن ان هذا الذي اجاب عليك او رد عليك بالهاتف من اهل العلم انه لك وحدك اعتقد ان الذي يسأل اهل العلم عشرات الناس في اليوم يسألون في كل وقت فلا بد من رعاية الحال والتأدب معهم في اختصار المسألة وتقبل الجواب بحسب ما اورد فاذا كانت المسألة واضحة كان الجواب واظحا ولهذا ترى ان اسئلة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم على وضوح المسألة وما ينبني على وضوح المسألة من وضوح الجواب. قال جبريل عليه الصلاة عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم اخبرني عن الاسلام سؤال ملخص وواضح اخبرني عن الايمان اخبرني عن الاحسان وعن اشراط الساعة قال وما اماراتها؟ ونحو ذلك فوضوح السؤال وقلة الفاظه باستحضار تفاصيله ووضوح السؤال قبل ان تسأل هذا من الاداب التي ينبغي مراعاتها. وكثيرا ما تكون الاجابة غير واضحة لان السائل ما احسن السؤال. فلو احسن السائل الاستعداد للسؤال فسأل لكانت الاجابة واضحة من الاداب التي ينبغي مراعاتها في السؤال ان لا يسأل السائل اهل العلم عن شيء يعرف جوابه بعض طلبة العلم او الذين لديهم اطلاع ولديهم معرفة يكون قد بحث المسألة قد عرف ما فيها من الاقوال ونحو ذلك فيأتي ويفعل واذا سأل واجيب بجواب موافق لاحد الاقوال اتى باعتراظات. اقول طيب هذا ما دليله؟ هذا الدليل قدح فيه بكذا او وجه كما قال بعض اهل العلم كذا فيه ونحو ذلك. ففرق ما بين ان تسأل لتستفيد او لتعلم وانت لا تعلم وما بين ان تناظر والعالم او المعلم لم ليست وظيفته ولم يفتح لك المجال لتناظره تدأ له وقل انا اريد ان اناظرك في المسألة الفلانية. ما معنى المناظرة؟ معناه اجادلك فيها. تعرف ما عندي واعرف ما عندك حتى نصل الى الحق. وهذا غير مطلوب وهو من عدم رعاية الادب مع اهل العلم. لان في ذلك بعظ التعدي على حق اهل العلم الا اذا افصحت له بانك تريد ان تبحث معه هذه المسألة فاذا اذن لك بالبحث فانها فانه عند ذاك تخرج المسألة من كونها استفتاء وسؤال وجواب الى مسألة بحث واستفصال وهذا ايضا يكون عند يعني عند المتعلمين في مجالس العلم فانه يكون عنده معرفة بالجواب ولكن يسأل يختبر بعض الاحيان او غيره بانه سأل سؤالا جيدا ونحو ذلك وهذا الوقت الان تقاصر عنان نسأل عن شيء قد علمناه فلنسأل عن شيء لم نعلمه ولهذا كان مما ينبغي التأدب فيه ان لا تسأل عن شيء الا ما عن شيء لم تعلمه وذلك لان الله جل وعلا قال فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فان كنت تعلم فلا تسأل انه قد جاء عندك العلم ووقت وقت المفتي او وقت العالم او وقت طالب العلم ينبغي ان يصرف الى اشياء كثيرة والواجبات الان يتقاصر عنها وقت الكثيرين فكيف بالاستطراد ونحو ذلك من الاداب التي ينبغي مراعاتها ايضا في السؤال ان لا تذكر للعالم قول غيره. بعض الناس يسأل احد اهل العلم بالهاتف والهاتف الان قرب واكثر من اشكالات الاسئلة يسأل واحد وبعدها يسأل الثاني وبعدها يسأل الثالث والرابع فهو يضطرب في المسألة ثم بعد ذلك يذهب الى شيء غير جيد وهو انه يذهب الى اسهل تلك الاقوال. وهذا لا ينبغي فانه الذي ينبغي في التدرج بالسؤال ان تبحث عن من تثق بعلمه ودينه في ذلك. كما قال اهل العلم ينبغي للمستفتي ان يسأل من يثق بعلمه ودينه. فاذا وثقت بعلم فلان ودينه فانك تسأله ولا تسأل غيره لانك اذا سألت غيره فانه قد يكون عنده من الجواب غير ما عند الاول فتقع انت في حيرة وعهدتك تبرأ وفي حال لك ان تسأل غير من سألت اولا وذلك فيما اذا كان جوابه مشكل من جهة الدليل. اذا كان عند المرء معرفة ببعض الادلة ونحو ذلك فاشكل عليه الى علي رضي الله عنه. اذا الاصل ان لا يصل المرء الا فيما يخصه لان الجواب يختلف بحسب وبحسب عرض السؤال والناقل ليس دائما ينقل الصورة على حقيقتها. وكثيرا ما يحصل من الاجوبة ما ليس فيه الجواب من جهة الدليل فان له ان يسأل غيره لانه ما اقتنع بالجواب لا من جهة عدم مناسبته لحاله او من جهة صعوبة الجواب او انه لا يناسب او يريد ان يبحث عمن يخفف له لا. ولكن من جهة انه استشكل هل هذا حكم الله جل وعلا وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم في المسألة ام لا؟ لمجيء بعظ الادلة والاحاديث عنده. فاذا من الادب ان لا تذكر للعالم قول اه ان لا تذكر الا تسأل الا اكثر من عالم في المسألة لان كثرة الاسئلة هذه اولا تضيق وقت العلماء والثاني انه يوقع كذلك السائل فيه اشكالات وكثير من الذين سألوا يقولون تحيرنا والله ما ندري هذا يقول كذا وهذا يقول كذا طيب انت الذي اخطأت اولا حيث سألت اكثر من من عالم سل من تثق بعلمه ودينه وخذ بفتواه وتبرأ ان الله جل وعلا لان الله جل وعلا امرك بان تسأل اهل الذكر وقد امتثلت بسؤال اهل الذكر فلا تزد على نفسك ثقلا وحملا. من الاداب ايضا الا تسأل حين تسأل الغاز في السعال مثلا هناك من يسأل ويقول فلان من الناس حصل معه كذا وكذا وكذا. وهو يريد ان يخرج عن مسألته بخصوصه. الى مسألة مشابهة وهو يظن هذا السائل انه ان اجيب على تلك فمسألته مثل تلك المسألة فيقول مثلا فلان لو حصل عليه كذا وكذا وكذا ومسألته في الواقع تختلف عن تلك ولكنه يظن ان هذه وتلك سواء فحتى لا يظن العالم انه هو الذي وقع في المسألة وهو الذي يحتاج الى الجواب فانه يعمم. سؤال اهل العلم ليس فيه عيب بل هو شرف ويدل على حرصه سائل على الخير ورغبته في ابراء ذمته. وان يكون متخففا من التبعة حين يلقى ربه جل وعلا. فحين تسأل لا تسأل اهل العلم بالغات سل عما وقع بوضوح ولا حرج في ذلك. فقد سألت بعض الصحابيات النبي عليه الصلاة والسلام عن المرأة اذا رأت المال عن المرأة اذا احتلمت فماذا يكون حكمها؟ والحياء لا يكون في السعال لان الحياء محمود ولكن فيما اذا كان او يبعدك عن معرفة حكم في الدين فان ذلك غير محمود كما جاء في الحديث. فاذا من الاداب التي ينبغي لنا ان اعيها ان تسأل السؤال الذي تحتاجه. والا تظن انك اذا الغزت بالسؤال واجاب ان الجواب ينطبق على مسألتك قد يكون لو لو قلت له المسألة بوضوح والسؤال او الحادثة التي تريد ان تسأل عنها بوضوح يكون الجواب مختلف تماما فلا تكن ملغزا في سؤال اهل العلم لا عن مسألة فقهية ولا عن اشخاص ولا عن احوال بل ينبغي ان هنا السؤال واضحا وذلك من توقير اهل العلم ومن السعي في الوصول الى الجواب الصحيح. اما ان نعمي على اهل العلم حتى نحصل منهم على جواب فان هذا لا يوافق ما ينبغي من توقير اهل العلم وايضا لا تبرأ به انت لانك اوقعت العالم في الجواب ولو عرف السؤال على حقيقته ومرادك منه لربما اجاب بجواب اخر. فانت لا تبرأ. ولهذا نرى ان كثيرا من الاشكالات التي حصلت في تضارب اقوال لبعض اهل العلم في بعض المسائل اما الفقهية او المسائل الواقعة او الاجتماعية او نحو ذلك. انما جاء من جهة من يسأل بسؤال ملغز وعمة او يكون المراد وراءه وليس في ظاهره. وهذا لا ينبغي لان الله جل وعلا امرنا بامر واضح تعدي هذا الامر تعد لما ينبغي من الادب في السؤال من الاداب التي ينبغي مراعاتها في السؤال ان يكون السائل يسأل لنفسه. والا يسأل لغيره يأتي كثير من الاسئلة ويكون فيه السائل يقول احد الاقارب وصاني يسأل عن كذا وكذا وكذا او يقول لو حصل لفلان صديق لي في العمل حصل معه كذا وكذا ووصاني اسأل. لما هو لا يسأل؟ يختلف الحال لان المفتي او العالم لابد ان يستفصل لا بد ان يسأل ما ما الذي حصل؟ هل هل حصل كذا او كذا؟ فاذا كان السائل غير من وقعت له المسألة فانه لا يكون ذلك معينا على الجواب الا فيما اذا كانت مختصرة. وكان المانع من سؤال السائل هيبة او الاستحياء كما فعل علي رضي الله عنه حيث كان رجلا مزاعا يعني كثير المذي فاهاب او استحيا ان يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته. يعني لاجل ان فاطمة رضي الله عنها زوج علي خشي ان يسأل او هاب ان يسأل او استحيا علي رضي الله عنه ان يسأل لمكان ابنته في مثل هذا السؤال الذي له تعلق بالزوجة فاوصى المقداد ان يتلى النبي عليه الصلاة والسلام عن هذه المسألة وهي كثرة المني. فسأله فاجاب النبي عليه الصلاة والسلام ثم نقل الجواب بدقة من جهة عرض السائل من الاداب المرعية في السائل انه اذا سأل اهل العلم بالهاتف او سأل بغير الهاتف فلا يسجل الجواب مكتوبا او على جهاز التسجيل الا باذن العالم وقد مر عليه بعض الاخوة مرة وقد سجل لاحد اهل العلم جوابا ليس كما ينبغي وهذا راجع الى ان العالم يجيب على قدر الاستفتاء. ولو استحضر العالم ان هذا سيسجل وان الجواب سيسمعه اخرون لكان جوابه غير الجواب الاول. فكن كلمة يسأله ويجاوبه بيجوز او لا يجوز او لا وهذا يصلح او لا يصلح او نحو ذلك. غير ما اذا كان الجواب مستعدا لكتابته او لتسجيله. فمن عدم توقير اهل العلم وعدم رعاية حقهم بل من الافتعاث على حقهم ان تسجل جواب اهل العلم بالهاتف او كتابة ثم تنشره دون اذنه لانه هو الذي له الحق في ان تنشر فتواه على الملأ او لا تنشر في ان تسجل او لا تسجل السائل سأل فيما يخصه فهل اذن العالم لك ان تسجل السؤال والجواب في الهاتف لم يأذن فاذا استأذنت اذا اردت ان تسجل فتستأذنه في البداية وتقول احسن الله اليك انا محتاج للجواب مسجلا على الشريك والان اريد ان اسجل فاذا اذن فتكون انت قد اتيت بما ينبغي من الادب لم تكن ممن لا يوقرون اهل العلم او يجعلون الامر غير واضح لهم فيستغل بعظ الفرص ويسجل عليهم بما لا يرغبون في تسجيله. لهذا مرة حصل مثل هذا ولما سئل قال ابدا ما ما قلت كذا وكذا على تفاصيله اما ما قلت كذا وكذا فالمسألة فيها تفصيل قيل بنحو ما السؤال والجواب في التسجيل واضح. لما؟ قال العالم كذا وان المسألة فيها تفصيل لانه استحضر ان المسألة بتصير اخذ ورد معناه فيها اشكال لكنه ظن حين سأله السائل والهاتف انها لا تعدو عن اهتمام السائل بنفسه. فاذا مما ينبغي من توقير اهل العلم وقد امرنا بتوقيرهم كما جاء في الاثر عن عدد من التابعين امرنا بتوقير اهل العلم ومن توقيرهم الا تفتئ عليهم بتسجيل او كتابة وتنشر الا بعد اقراره. حتى ما منه في درس بشرح مسائل لابد ان تعرضه عليه فيقر ان ينشر او يصور او ينسخ او يسجل الى اخر ذلك لابد من ذلك لان ما يصلح للقليل قد لا يصلح للكثير لان الكثير يعني الامة او الناس تختلف طبقاتهم وقد يرعى العالم حين يتكلم الحاضرين يرعى حال الذين امامه. فلو استحضر انه فينشر على الناس في تسجيل وسيطلع عليه فئات مختلفة وعقول مختلفة لكان جوابه يختلف عن الجواب الاول. لهذا ترون مثلا ان بعظ الاسئلة التي تسأل فيها اهل العلم بالهاتف يكون الجواب مختلفا عما لو سئلوا في برنامج مثلا نور على الدرب فيكون الجواب هناك فيه تفصيل وفيه دليل وفيه تعليل ونحو ذلك لانه سينشر على الملل لكن الجواب لك يكون بحسب الحال يصلح هذا او لا يصلح يجوز او ما يجوز كذا باختصار لان الوقت يضيق عن ان يفصل لكل احد هذا من بعظ الاداب المتعلقة السائل لعلنا نظيف من الاداب المتعلقة بالسائل الا يسأل السائل عن اشياء لا يفهمها الا الخاصة ويثير السؤال امام العامة امام الملأ. يعني في مثل هذه المحاضرة يأتي سؤال قد لا يعلم معنى هذا السؤال ولا يفهم جواب الا فئة قليلة من طلبة العلم. فلما تسأل امام الناس؟ كذلك اذا حظرت في مجلس عند بعظ اهل العلم فان المجلس يحضر فيه العامي المتوسط المثقف يحصل المتعلم طالب العلم فلا تسل لا تسل العالم او طالب العلم عن سؤال انما هو للخاصة يعني ليس للعامة. وقد قال علي رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفونه. اتريدون ان يكذب الله ورسوله؟ وبوب البخاري في كتاب العلم من صحيحه بقوله باب باب من خص بالعلم قوما دون ان اخرين كراهية ان يقصر فهمهم عنه فيقع في اشد منه مثال ذلك ان يأتي مثلا في مثل هذا الجمع المبارك ممن هم حريصون على الخير والاجر والثواب ويأتي ويسأل عن بعض المسائل الدقيقة في العقيدة الناس يطلب منهم المسائل العامة ما يجب عليهم في العقيدة لكن المسائل الدقيقة فانه لا ينبغي ان تسأل امام من من لم من لم يفهم الجواب فيما لو اجاب المسؤول عن السؤال. مثلا الكلام على بعض الصفات التي قد لا يفهمها البعض. مثلا الكلام على بعض الاراء في مواقف يوم القيامة والاختلاف فيها ونحو ذلك الكلام على بعظ دقائق المسائل في الفقه واختلاف اهل العلم فيها هذا يقول كذا وهذا يقول كذا العامة انما يحتاجون قولا واحدا بدليله يمشون عليه. ولكن السؤال الخاص انما يكون لاجل هذا السائل ولمن هم في طبقته. ولهذا ان تفرق فرقا مهما بين السؤال والبحث بين السؤال الذي تحتاج معه الى جواب وما بين بحث المسألة. فتارة يكون السائل يريد بحث المسألة في المقام ويعرضه بصيغة سؤال وهذا غير مناسب. لهذا نقول لا تسأل عن اشياء لا يفهمها الا الخاصة. فمن ادب وعالي ان تسأل ان تسأل بما يناسب الحال بما يناسب المقام والا تسأل عن اشياء لا يستوعب الجواب عليها اكثر الحاضرين من الادب ايضا انك اذا سألت فاجبت او سمعت علما فان فانك تستفصل فيه او تسترجع فيه حتى تفهمه لان بعض اهل العلم قد يكون جوابه سريعا يكون السؤال مثلا تسأل انت وقد اتيت بادب السؤال فراعيت السؤال واتيت بكلمات واضحة وتأنيت فيه واستوضحت الصورة فاوضحتها للعالم. فيكون الجواب سريعا. يكون جواب العالم ربما سريع فهنا ينبغي لك الا تأخذ ما علق بذهنك في هذه الحال بل اذا كان عندك اشتباه فتستفصل منه او تسترجعه في السوق في الجواب حتى تفهمه. قد روى البخاري في صحيحه عن ابن ابي مليكة انه قال كانت عائشة لا تسمع شيئا لا تعرفه الا راجعت فيه حتى تعرفه وقد بوب عليها البخاري ايضا في كتاب العلم من صحيحه فاء الادب الذي كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم انهم اذا سمعوا شيئا يستشكل عليهم فانهم يراجعون حتى يفهموا. حتى لا ينقلوا للناس نقلا خاطئا او حتى لا يعلم بشيء غير واضح. فاذا او يقول هل كذا او كذا؟ فيستوضح حتى يكون الجواب واضحا قارا في ذهنه من الاداب التي ينبغي للسائل مراعاتها ان يكون لبقا مع اهل العلم متأدبا معهم وان يكون لاهل العلم هيبة في صدره وتوقير في قلبه فانك اذا زدت في احترام العالم وشعر بذلك منك فانه يزيدك من العلم والجواب لانك قد تحققت بالزيادة يعني اصبحت متأهلا للزيادة لان دليل تأهل طالب العلم ليه؟ التفصيل في الجواب والاستفادة الكاملة من العالم ان يكون متأدبا معه ما يأتي مثلا ويستعمل كلمات غير جيدة او كلمات فيها جفاء بل يتأدب ويتحين الفرصة الجيدة للعالم فيسأله هنا تنتبه الى ان اوقات العالم تختلف فهناك وقت قد يكون مناسبا لك لا يكون مناسبا له. فيكون الجواب الذي جاءك جاءك بحسب حاله هو. قد يكون مستعجلا قد يكون وراه امر. قد يكون وقت الصلاة قرب. فيريد ان يستعد بوضوء ونحوه قد يكون وقت نومه قد يكون عنده ما يشغله قد يكون في البيت شيء اهمه قد يكون يعالج بذهنه مسألة من المسائل التي في المجتمع او التي يريد ان يبذل فيها بعض الشيء فيكون ذهنه منشغلا فينبغي ان تراعي حال العالم حين تسأله فتقول له هل هذا وقت مناسب للسؤال او ارجع السؤال الى وقت اخر فاذا قال لا ارجى لوقت اخر فيكون هذا زيادة في في ادبك واجرا لك وقد راعيت وتأدبت. واذا اتى وقت اخر وسألته ومنفتح لان يفصل لك وان يجيب المسألة بما ينبغي. فالمتصل دائما هذا وارد وهو المرتاح. واما المتصل به فلا يدرى حاله فهذا يظن انه ينبغي له ان يقول العالم له كذا وكذا وكذا وان يرحب به اعظم ترحيب وان يفصل لها اعظم تقصير ما تدري ما حال المتصل به حال احوال الناس في بيوتهم او في اعمالهم مختلفة فقد يكون الذهن منشغلا في تلك الحال وقد يكون وقد يكون فينبغي ان يراعى ذلك والا يظن ان المسؤول العالم او طالب العلم اذا سئل انه دائما ذهنه في نفس المستوى وفي نفس التأهيل بان يجيب دائما جوابا مفصلا بادلته الى اخره. ولهذا لو تذهب وترى في المدونة مثلا التي دونت فيها اسئلة مالك وبعض اصحابه والاجوبة وكذلك للشافعي وكذلك صلة اصحاب احمد لاحمد لا تجد الاجوبة ده متفقة من حيث التفصيل وعدمه. فتجد بعض اصحاب احمد لو رأيت المسائل المختلفة عن احمد تجد يسأله سؤال فيكون الجواب لا يصلح هذا اكرهه وفي مسائل اخر تجد انه فصل. لما في موضع اختصر وفي موضع فصل. نحن الان نقرأ الكتاب لا نستحضر الحال التي سئل فيها ذاك السؤال والحالة التي سئل فيها السؤال مرة اخرى. وانما نقول لما فصل في موضع وفي موضع لم يفصل وانما اجابة ابه مختصرة. الواقع الحال واقع العالم النفسي والذهني والزمني والمكاني يفرض عليه اشياء كما يأتي ايضاحه فلهذا ينبغي ان يراعى ذلك في حال سؤال اهل العلم ابن عباس رضي الله عنهما حبر الامة في القرآن وحبرها يعني كثير العلم من الامة في كتاب الله جل وعلا بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم مكث زمانا طويلا تردد في نفسه ما المراد بالمرء من من المقصود بالمرأتين في قول الله جل وعلا ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكم وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين. من المرأتان؟ قال ابن عباس تردد ذلك في في زمنا طويلا وهبت ان اسأل عمر لان عمر كان يحب ابن عباس وكان يقدمه ويأتي به في المجالس ويباهي به كبار الصحابة لما يظن فيه ويلمح فيه من علم وتؤدة وفهم عنده في الكتاب والسنة. قال ابن عباس مع قربه هبت ان اسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حتى كان منصرفه مرة من الحج فصحبته فقال لي يا ابن عباس قرب لي وضوءا يعني ماء فلما قربت له الوضوء قلت له في اثنائه يا امير المؤمنين من المرأتان؟ اللتان قال فيهما الله جل وعلا ان تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما قال فاجابني عمر فقال عائشة وحفصة وكان ابن عباس ربما توسد بردته في يوم حار عند باب احد الانصار ليستفيد منه علما سمع ان عنده حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان يتثبت منه او ان يأخذه منه مباشرة فيأتي في طرق الباب فيقولون امام هذه الدعوة هزل الله له المثوبة ورفع درجته في الجنة افتى في بعض المسائل في مسألة معروفة في الطلاق مرة واحدة فقط. مدونة موجودة مرة واحدة. وفي بقيتها يفتي على غير هذه الفتوى هو قائم يعني نايم او هو في الدار او مثل ما يقول بعضنا اليوم هو مشغول او نحو ذلك فانتظر. انتظر حتى خرج فلما رآه قال قال يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ متى وانت هنا؟ فقال ابن عباس منذ كذا وكذا وكان يتوسد البردة وتسفي الريح التراب عليه تذللا في العلم واحتراما لاهل العلم فلما رآه على هذه الحال انشرحت صدر المسؤول ان يجيبه عما اراد وعظم في نفسه طيب فكان ابن عباس اذا سأل اجيب غير كثير من من هم في طبقته من الصحابة رضي الله عن الجميع. ولهذا قال كلمة المشهورة ذللت ذللت طالبا فعززت مطلوبا. يعني لما كنت طالبا كنت اذل استفيد منه ولكن لما احتاج الناس الي عززت مطلوبا لانه صار عندي من العلم ما ليس عند غيري. وقد قال بعض والانصار قد قال ابن عباس لبعض الانصار وكان صديقا له اذهب بنا يا اخي الى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نسألهم عن ونستفيد منهم فقال ذاك الانصاري يا ابن عباس اتظن ان الناس سيحتاجون اليك؟ وهؤلاء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم قال فتركت العلم والسؤال وذهب ابن عباس يسأل. انقرض ذهب كبار الصحابة فاتى الزمن ابن عباس فيه هو من كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم احتاج الناس الى علمه واصبح يجيب الناس ما فتح الله جل وعلا عليه ومن عليه من العلم. الشاهد من ذلك ان السائل والمتعلم يحتاج يحتاج الى ادب وهو ومراعاة اهل العلم والا يضيق بالعالم اذا لم يفتح له صدره دائما. بشر هو احيانا يكون على حال واحيانا يكون على حال اخرى وهذا لعله من اسباب عدم كثرة الصحابة السؤال للنبي عليه الصلاة والسلام تأدبا معه وتوقيرا له عليه الصلاة والسلام وحتى يكون ذلك ابلغ في الادب معه عليه الصلاة والسلام هذا من جهة الادب السائل. اما العالم فايضا يحتاج الى ان يكون او طالب العلم معه ادب في الجواب. واهل العلم يعلمون ذلك وهم الذين يعلمون في ذلك فان كان من بعظ طلبة العلم او المنتسبين للعلم او اهل العلم من لم يكن بالسائل حفيا او اشتد على السائل او وبخه فلا يغضب السائل ويأتي كما هو حاصل اليوم يذهب ويقول فلان من المشايخ سألته او نهرني وقال لي كذا وكذا وكذا ليش؟ احنا جايين نطلب منهم شيء ونحو ذلك هذا لا ينبغي لان حال المسؤول هذه ينبغي لك ان ان تعذره لان خاصة في هذا الزمن لسنا في زمن الرياظ من مثلا او المملكة من خمسين سنة اللي في الرياظ كلهم يجون لهم خمسة الاف واحد او اربعة الاف والواحد يسأل سؤالا في اليوم وقد يمر ايام ما ما احد سأل لوظوح الامور. الان الهاتف كل لحظة يشتغل والمسجد هذا سائل والثاني والثالث والرسائل التي تحتاج الى جواب ونحو ذلك من المشكلات العظام ايظا التي تحتاج الى علاج وما اشبه ذلك فلا بد ان ان نكون ملتمسين عذرا لاهل العلم ولطلبة العلم. لابد واذا كنا غير ملتمسين للعذر فان هذا غير جيد في حقنا من ترك مراعاة الادب ادب السعال وادب الجواب. ايضا العلماء يختلفون بعضهم يكون سهل الجواب وبعضهم يكون غير سهل الجواب هذا راجع الى طبيعته طبيعته جعله الله جل وعلا عليها. فاذا السائل ينبغي له ان يلتمس العذر. وان يتأدب وان يوقر العالم ويستفيد من علمه بقدر ما يحب العالم. والا يقصيه في اموره من الادب المهم ايضا ادب السائل ان لا يحرج السائل العالم او طالب العلم مثال ذلك اسئلة مثلا مرة يعني في احد المحاضرات سؤال يقول اسألك بالله وبوجهه واقسم عليك ان تجيب على هذا السؤال طيب المسؤول قد يكون له نظر في انه لا تناسب اجابة هذا السؤال على العامة فانت الان احرجته شرعا لان من السنة ابرار المقسم. فاذا اقسم عليك احد بالله فانه من السنة ان تجيبه واذا من سألكم بالله فاجيبوه. فالان احرجته هو يرى ان المصلحة الشرعية ان هذا السؤال لا يعرض ولا يجيب عليه. وانت الان تحرزه وشرعا في ان يجيبه وهذا من غاية ما يكون من عدم رعاية الادب وعدم احترام اهل العلم وطلبة العلم. لان تريد انت الاجابة لغرظ في نفسك ومثل هذا الذي يكون معه اقسام وسؤال بالله غالبا بل الاكثر والجل الا يكون هو الذي يريد ان ينتفع به لنفسه وانما يريد ان يكون هذا جوابا لاشياء تتعلق اجتماعية او في الامة او نحو ذلك. يريد ان ينتشر الجواب عن ذلك في هذا. العالم او طالب العلم قد يترك جواب بعض المسائل لغرض شرعي صحيح يرعاه وقد يرعى من المصالح الشرعية ما لا فاذا حرج قال السائل طالب العلم بمثل هذا التحريم كان هذا في غاية ما يكون من الاساءة ما ان يجيب عليه العالم فيقع عدم المصلحة الشرعية واما ان يرتكب العالم النهي فيوقع العالم او طالب العلم في الحرج في اي المفسدتين ادنى حتى يرتكبها هل مفسدة الجواب او مفسدة مخالفة ابرار المقسم ونحو ذلك المسائل التي يسأل عنها تنقسم الى مسائل في التوحيد والعقيدة ومسائل فقهية وهي على ومسائل فقهية ومسائل اجتماعية المسائل التي في العقيدة تارة تكون غايتها في البحث والفائدة وتارة تكون لها مساس بموقف سيكون في الواقع تارة يكون البحث مثلا مسائل التوحيد والعقيدة لغرض افادة السائر. السائل يبحث عما يريد ان يستفيده مثلا مسألة توحيد معنى الشهادتين وفي شرح مثلا استفصال حول باب من ابواب كتاب التوحيد او مسألة من مسائل الصفات او الايمان بالقدر او ما اشبه ذلك وهناك اسئلة يسأل كي ينبني على هذا السؤال شيئا من التصرفات في نفسه او في من معه سواء في داخل هذه البلاد او في خارجها. وهنا ينبغي للسائل بل يجب عليه ان يبين عالم الذي يسأله غرضه من السؤال. وان لا يدلس عليه. فيقول هذا السؤال لنفعي الشخصي. او يقول هذا السؤال اريد ان ارسله الى بلد كذا وكذا لكي ينتفع منه بعض من سألنا هناك مثلا اسئلة جاءت قل من الجزاء بيختلف الجواب اسئلة جاءت من مصر اختلف الجواب اذا كان السؤال انت تبعثه من نفسك نفسك يختلف جوابه عما اذا كان سينبني عليه عمل امة ينبني عليه عمل في مجتمع عمل يترتب عليه مصلحة او مكتبة الى اخره لان الحكم الشرعي الفرق بين العالم وطالب العلم والدارس الفرق بين المفتي والباحث ان المفتي يبني فتواه على اشياء كثيرة. يرعى النصوص ويرعى كلام اهل العلم ويرعى القواعد الشرعية ويرعى ما امر الله جل وعلا به من الاصول وما نهى الله جل وعلا به عنه. وما نهى الله جل وعلا عنه فيرعى اشياء كثيرة غير المسألة الموجودة في الكتاب وقد يجد الباء السائل المسألة موجودة في كتاب من الكتب ويذهب يطبقها على الواقع لا ليس الامر كذلك ولو كان الامر كذلك لما احتاج اهل العقول ان يطلبوا العلم على اهل العلم. وانما يقرأون ويكتفى بقرائتهم. ولهذا قال بعض من تقدم لا تأخذ العلم عن صحفي ولا القرآن عن مصحفي لا تأخذ العلم صحابي يعني عن من يقرأ في الصحف والنسبة الى الصحف صحفي وليست صحفي لان النسبة تكون الى الصحيفة على وزن فعيلة وليست النسبة الى الجمع لان القاعدة اللغوية ان النسبة تكون الى المفرد لا الى الجمع. فقال لا تأخذ العلم عن صحفي ولا القرآن مصحفي يعني بس اللي قرأ القرآن في المصحف وحفظ منه على المصحف لا تأخذ عنه القرآن لابد ان يكون قد قرأ القرآن على شيخ اخذه عنه لان هناك اشياء لا بقراءته في المصحف كذلك العلم هناك اشياء لا يدركها بقراءته في الكتب. ولهذا عاب بعض اهل العلم بعض الفحول في مسائل لانهم انما اقتصروا على ما قرأوا. اخطأ ابن حزم في مسائل في الحج ما السبب؟ انه قرأ وما حج ورأى المشاعر ورأى ما فيه الناس. شيخ الاسلام ابن تيمية كتب منسكا من المناسك على ما هو موجود عنده في الكتب ثم لما حج غير رأيه في مسائل كثيرة. كذلك ابن القطان مثلا احد علماء الحديث المعروف لكنه لم يأخذ علم الحديث عن رواية وعن اهل العلم وانما كان كما ذكر ذلك الذهبي كان اكثر اخذه لذلك عن طريق القراءة. فوقع فيه اشياء كثيرة لا يقع فيها امثاله من اهل العلم. اذا هناك فرق بين ان يكون السؤال لحالة تخصك انت او ان يكون السؤال بحالة عامة في مسائل العقيدة والتوحيد. وكذلك في مسائل الفقه. اذا كان السؤال شخصي فهذا له حال. واذا كان السؤال ستنشره وسينبني عليه عمل وفي اناس كثير هذا ينبغي ان توضحه للعالم حتى يتحرى في جوابه الانفع للامة. ولهذا بعض اهل العلم يفتي بفتاوي خاصة لفلان من الناس يأتي هذا ويقول افتاني الشيخ بكذا وكذا فيذهب على ان الشيخ هذه فتواه. اذا سئل العالم يقول لا. هذي فتوى ما افتيت بها. يعني للعامة حينما افتى بها لمسألة خاصة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في تلك المرة هل نأخذها ونجعلها قاعدة؟ لا. لانه رعى من حال السائل وحال السؤال ما جعله يفتي بتلك الفتوى. فاذا العالم قد يخص في حالة معينة بفتوى لو قيل له انها ستنتشر لا يفتي بتلك الفتوى وهذا مما ينبغي للسائل ان يرعاه فيكون الادب في ذلك ان تخبر العالم ان هذا السؤال خاص بي بمسائل التوحيد والعقيدة او انه سيبعث الى بلد كذا وكذا وكذا وينتشر او نتدارسه نحن والاخوان وسنرتب عليه كذا وكذا في عمل في انكار منكر في الى اخره فهذا يختلف. وبعض السائلين وهذا حصل مرارا وانا ادركت بعض هذه الاشياء مع الاسف ان انه يعتقد انه من الذكاء ان يبهم السؤال ويستغفر العالم فيسأله حتى يقع في جواب. هو ما ما اوضح له الصورة ويقول مثلا اذا حصل من واحد انه قال كذا وكذا وكذا فهل يكون مرتدا ام لا هل يكن مبتدعا ام لا هل يكون فاسقا ام لا بعض العلماء خاصة بعد ما مرت تجارب يستبصر او قد لا يجيب على السؤال. وبعضهم قد يجيب على ظاهره باعتبارها مسألة علمية عامة لو سئل عن تنزيلها في الواقع ربما اختلف جوابه فهذا من المهم ان تتبينه قبل السؤال والا تلغي او تبهم وتظن ان هذا من الذكاء او انك اخذت منه جواب. في الواقع انت تأثمت بما ستنقل وتأثرت انت بوظع العالم وقد حصل كما رأى بعظكم كثير من الاختلاف في الفتاوى في فترة مظت هذا ينقل كذا وهذا ينقل كذا. وكثير منها ها راجع الى ان السائل ما اعطى العالم الحقيقة. فيما وراء كلمات سؤاله. وانما سأل سؤال عام ذاك ظن انها مسألة علمية. وما استفصل منه فاجاب على انها مسألة علمية فهذا لانه ما رأى الادب والتفريق بين المسألة العلمية وتطبيقها في الواقع فلهذا اخذ هذا الجواب وحصل من الاختلاف والاراء المتضاربة ما حصل لاجل هذه المسائل. اذا اذا كانت المسألة عقدية او كانت المسألة فقهية فلا بد ان ترعى الادب فيها وان تفرق حين تسأل السؤال بين ان تكون شخصية او عامة وان تبين ذلك العالم الذي تسأله احوال السؤال السؤال له احوال سؤال المسجد يختلف بعد المحاضرة يختلف عن سؤال المسجد بعد ما ينصرف العالم من الصلاة يختلف عن السؤال في الجامعة عن السؤال في درس يلقيه العالم يختلف عن السؤال فيما اذا كان راكب سيارته وبيسمع بسرعة وبيجيب فهذا السائل يأتي رايب ما شاء الله المسؤول يأتي يريد ان ينتهي انا القى محاضرة زمنها كذا وكذا واجاب من نفسها كذا فهو يريد ان يكون الجواب على نحو ما فيأتي يسأل سؤاله هكذا عرضا فيأتيه الجواب فيأخذ هذا الجواب ويكون صادقا في ان العالم اجابه لكنه غير صادق في لان العالم اراد في ان العالم فهم ما اراده بابعاده وما وراء كلمات السؤال. ولهذا ينبغي ان الرق رعاية لادب وابراء للذمة بين احوال السؤال. سؤال المسجد بعد محاضرة له حال. سؤال المسجد بعد الامامة له حال سؤال بعد درس من الدروس في مجلس من مجالس العلم بحث الدرس علمي في الفقه او في التوحيد وغيره له حال بالاجابة والاستفصال والرد الى اخره سؤال الجامعة له سؤال الهاتف له حال سؤال السيارة له حال الى غير ذلك من الاحوال. وقد ذكر لي بعض كبار السن انه اراد مرة ان يسأل الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله سؤالا في السيارة فاجابه الشيخ وقال السيارة ما فيها فتاوى اذا رحنا للبيت ادخل وسأل. او اذا كنا في المسجد ادخل واسألني فيه. لماذا؟ لانه راكب معه في السيارة. يعرض له اشياء ويعرض هذا والسؤال المفتي ينقل عن الله جل وعلا المفتي موقع عن رب العالمين. حينما يجيبك يقول هذه هذا هذه فتوى الله جل وعلا في المسألة. يستفتونك قل الله يفتيكم. هذا كلام الله جل وعلا. هذا حكم الشرع. المسألة عظيمة. ولهذا كثير من السلف هذا السؤال ورد السائل وتردد وتردد وقال لا ادري كثيرا مالك رحمه الله كان يسأل فيجيب لا ادري وهو ابو عبد الله مالك ابن انس رحمه الله اتاه سائل من مصر بعيد فقال له يا ابا بالله اتيتك من بلد كذا وكذا من ابناء لك او اخوان لك يحبونك حملوني اربعين مسألة فقال مالك سل فسأل المسألة الاولى فقال الامام مالك لا ادري والثانية لا ادري والثالثة لا ادري اجاب عن سبع مسائل او قيل اربع مسائل وفي ثلاث وثلاثين او ست وثلاثين مسألة قال لا ادري. لو يأتي ويقول اليوم لبعض السائلين او طالب علم هذي لا ادري ولا ادري ولا ادري هذا ما عنده خبر ما عنده علم قد يكون الحال لا يناسب قد يكون يريد ان يؤدب السائل وقد وقد الى اخره. فقال هذا للامام مالك يا ابا عبد الله اتيتك من كذا وكذا ينتظرون جوابه ااذهب اليهم واقول مالك يقول في ثلاث وثلاثين مسألة لا ادري قال قل لهم ان مالك كان لا يدري ما ابردها على القلب. لماذا؟ لانه اذا اجاب فانه يجيب عن الله جل وعلا. هذا حكم الكتاب والسنة وهي تجد لها القلوب. ولهذا نهينا عن كثرة المسائل. كثرة المسائل نهينا عنها وهذا مما ينبغي لنا ان نتركه. كثرة في السؤال هذا سؤال كذا وسؤال كذا وسؤال كذا في مكان واحد مئة سؤال مئتين سؤال طيب ذهن المسؤول يكل ويتعب وقد يظعف في اخره ولهذا يأتي بالمسائل الكبيرة الكبيرة ويضعها في اخر شيء تعب الذهن. والمسؤول بشر العالم بشر طالب العلم بشر فينبغي ان يراعى الحال والا تكثر المسائل. جاء في النصوص ونختم بهذا حتى نطيل عليكم. جاء في النصوص النهي عن كثرة المسائل. وقد قال العلماء ماء كثرة المسائل الناس تجاهها على احوال يعني على اقوال من الناس وهو قول طائفة من اهل من المنتسبين لاهل الحديث من لم يسألوا وقالوا يكفينا ما عندنا من النصوص ولا نحتاج ان نسأله لانه نهينا عن السؤال ويأخذون بعموم ما ورد بالنهي عن المسألة والنهي عن كثرة المسائل واياكم والمسائل واياكم والاغلوطات ونحو ذلك مما جاء في الاحاديث فاخذوا به على ظاهره فلم فلم يسألوا. وهؤلاء ادى بهم ذلك الى ان لا يكونوا فقهاء وان يكون فهمهم للشريعة قاصرا او على غير السداد كما ذكر ذلك ابن رجب رحمه الله تعالى. هذا صنف قالوا لا لا تفعل عندك النصوص كافية وعندك الكتب ما يحتاج تسأل. لان السؤال منهي عنه وكثرة المسائل معيبة. فعندك اذا احتجت ادور عندك في الكتب ولا ملح؟ واذا لم تحتج فلا تسأل. وهذا هذا الحال او هذا الفعل غير صواب والفعل الثاني او الحال الثاني حال اهل الرأي. الذين شققوا المسائل وسألوا عن اشياء لم تقع وافترضوا احوال لم تقع في زمنهم. منها اشياء لم تقع ولن تقع ابدا لم تطع ولم تقع لانها خيال او لا يمكن ان ان تتصور الا في الذهن اما في الواقع لا لا تتصور. ومنها اشياء تخيلوها ووقعت. ووقوع البعض لا يعني ان ما فشققوه انه مأذون به. بالمثال يتضح الحال هنا بعض فقهاء اهل الرأي من الحنفية وغيرهم لهم كتب فيها الطريقة التالية ارأيت ان كان كذا؟ يعني مثلا يبتدأ كتاب الوقف الوقف هو كذا ارأيت ان كان كذا؟ فالجواب كذا. ارأيت؟ يعني انه يسأل العالم مئة سؤال. مئتين سؤال ثلاث مئة سؤال كلها تشقيق للمسائل في اشياء واقعة واشياء غير واقعة ايراد الحيل في هذه المسائل. وابن عمر رضي الله عنه اتاه رجل يسمع حديثه فقال ابن عمر من السنة تقبيل الحجر الاسود قال هذا الرجل يا ابن عمر ارأيت لو كان ثم زحام فقال ابن عمر من السنة تقبيل الحجر الاسود. قال ارأيت ان غلبت عنه؟ قال من السنة تقبيل الحجر الاسود. قال ارأيت ان لم يمكني تقبيله قال دع ارأيت في اليمن وكان من اهل اليمن من السنة تقبيل الحجر الاسود. يعني اذا تمكنت من تطبيق السنة فطبق ما تمكنت لا تكثر من ارائيت ان حصل كذا ارأيت ان حصل كذا ان حصل كذا وهذا يحرمه كثيرون يظنون العلم بكثرة السؤال يسأل عن اشياء هو اصلا لا يعلم حكمها يسأل ويسأل ويسأل ويسأل لا العلم بالتعلم وانما السؤال كاشف للعلم وليس اساسا في العلم. لان الله جل وعلا يقول فاسألوا واهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فاذا استشكلت فسل. واما اذا كنت لا تعلم اذا اذا كنت لا تعلم فسل. اذا استشكلت فسل. واما كل شيء تسأل عنه في موقع واحد موضع واحد تسأل عشرين ثلاثين سؤال هذا غير محمول فاذا هذا القسم وهو السؤال عن اشياء لم تقع وكثرة المسائل داخل في المنهي عنه. فانما اهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم سؤال عن اشياء لم تقع. القسم الثالث والحال الثالث هو حال فقهاء الامة. فقهاء اهل الحديث ومن تابعوا حال السلف في ذلك وهم الذين يسألون عن معاني الكتاب والسنة وعما يدخل في دلالاتها من الفقه. هذا السؤال المحمول الذي من بحث عنه فهو الذي يرضى قوله وعمله. تسأل عن معنى اية تسأل عن معنى حديث. استشكلت معنى اية استشكلت الحديث فتسأل عن ذلك وهذا لا يدخل ضمن المنهي عنه. النبي عليه الصلاة والسلام قال من نوقش الحساب عذب فقالت عائشة يا رسول الله اليس الله جل وعلا يقول فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك العرض ومن نوقش الحساب عذب حرف يعني ان يعرض عليه ان يحاسب بمعنى تعرض المسائل عملت كذا وكذا وساترتها عليك وعملت كذا وكذا واثيبك عليها وهكذا هذا عرض واما المناقشة فان معها العذاب لان الله جل وعلا لا يناقش الحساب احدا الا عذبه كما قال عليه الصلاة والسلام من نوقش الحساب عذب هذا القسم محمود سؤاله وهو الذي فعله اهل العلم ويفعلونه مع مشايخهم يسألون عن اشياء تخصهم في يستفتون او يسألون عن معاني الكتاب والسنة ويسألون لرجاء نفعهم من المسائل ايضا التي ينبغي ان ترعى في ادب السؤال ما يخص الذين يسألون اهل العلم في عقب المحاضرات او الندوات سائل الذي ارسل السؤال بالورقة طبعا رياضيق المقام عن ان تعرض جميع الاسئلة في يعني بعد محاضرة او بعد ندوة لكن هو يحتاج الى الجواب. السائل يحتاج الى الجواب وهذا الذي يفرز الاسئلة ينبغي ان يكون متأدبا مع العالم في السؤال واحيانا لا يرى الادب في ذلك بان تحجب بعض الاسئلة وتعرظ بعظ الاسئلة الاسئلة التي فيها مخالفة لرأي هذا الذي يفرز لا يعرظها والتي توافق رأيه يعرظها. هو لم يؤتمن على هذا تؤمن على ان المسألة التي تفيد السائل وتناسب الحال وله ان يقيم الحال حال المسجد ويرعى المصلحة ويرعى المفسدة او ينظر برغبة الشيخ او العالم فيما يسأل عنه وما لا يسأل عنه هذا لابد لابد منه طيب لكن ان يكون هو يختار ما يريده ما لا يريده هذا نوع من عدم الادب مع اهل العلم في السؤال. وسبب اشكالات كثيرة. فيأتي هذا ويستدعي عالم او يطلب من عالم فيسأل عن اشياء هو يريدها او تأتي الاسئلة فيبعد بعض الاسئلة التي جوابها يعلم ان العالم بيجيب هذا الجواب لكن هذا الجواب غير مرضي عنه يعني انت حكم على اهل العلم في اجوبتهم؟ هذا يسبب فرقة في الامة ويسبب اشياء من عدم رعاية وتوقير اهل العلم الذي ينبغي من الادب للذين يسألون اهل العلم ان يسألوا الاسئلة النافعة. سواء كانت توافق ما عنده او لا توافق. لان العالم هو الذي سيجيب بما دلت عليه النصوص اذا كان راسخا في العلم والهوى بعيد عن اهل العلم وهذا بتزكية الله جل وعلا لهم ولهذا لا ينبغي لهذا الذي يفرز الاسئلة ان ينتقي على رغبته بل يسأل يقول للعالم قبل ان يأتي الاسئلة اذا جاءت ما الاسئلة التي تحب انها تعرض وما تعرض؟ فيأتي ويقول لا والله الاسئلة اللي فيها كذا وكذا وكذا لا تعرظها لانه قد ما يناسب وامام الناس في مسجد منهم من يكون خالي الذهن اصلا عن بحث هذه المسألة ياتي تعرض فيطلع على شيء هو في غنية عنان يطلع عليه فاذا هذه المسألة بحاجة ان ترعى في الندوات والمحاضرات ان يكون الذي يفرز الاسئلة يرعى ما يرغبه العالم فيما يعرض وفيما لا يعرض والا يتحكم هو بان تحكمه يسبب بعض عدم رعاية توقير اهل العلم لهذا نجد ان بعض المشايخ يعتذر عن بعض الندوات وبعض المحاضرات لم لانها يخشى ان تأتي اسئلة لا يناسب الجواب عليها امام العامة. مثل ما ذكرنا السلف ما اجابوا على كل سؤال في كل مقام. وانما يختلف الجواب بحسب اختلاف الحال. يفصل في موضع لا يفصل في موضع يمتنع عن الجواب في موضع الى اخر ذلك. النبي عليه الصلاة والسلام كان يتكلم فاتاه رجل فسأله متى الساعة فلم يجبه عليه الصلاة والسلام واكمل حديثه ثم سأله متى الساعة واكمل حديثه ثم قال متى الساعة فاجابها النبي عليه سؤال يسألونك عن الساعة اي انا مرساة فيما انت من ذكراه لا يعلمها عليه الصلاة والسلام. لا يجليها لوقتها الا هو جل وعلا فلما الح في المسألة النبي عليه الصلاة والسلام كره ذلك منه وقال اذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة يعني هذا الجواب غير السؤال صحيح؟ لان السؤال كان عن متى عن الزمن؟ والنبي عليه الصلاة والسلام اجاب بقوله اذا وسد بعلامة من العلامات واشراط الساعة معلومة. كذلك في قول الله جل وعلا فلما سأله لما سأل النبي عليه الصلاة والسلام الناس عن الاهلة فكان الجواب قل هي مواقيت للناس والحج الصحابة يعني بعضهم سألوا فقالوا لما يبدو الهلال في اول الشهر رفيعة ثم ثم يكبر ثم يكبر حتى يستتم يعني هل هل هناك بيفهمون وضع الارض ووضع القمر والى اخره لو فصل لهم؟ لن يفهموا ذلك. فسألوا سؤالا لا اتستوعب الجواب عليه عقولهم؟ فكان الجواب يسأل كان الجواب قل هي مواقيت للناس والحج اجيب بشيء غير السؤال بما ينفعه وهو ان الاهلة هذي مواقيت لما يبدو كذا ثم يكون كذا ثم يكون كذا هذا عدل عن الجواب عنه وفي هذا اصل شرعي في ان العالم قد يعدل عن الجواب الى شيء اخر. ويأتي بعض الناس ويقول هذا هروب من الشيخ ما اجاب هرب من الجواب ليس هروبا من الجواب لانه لا يريد ان يجيب بخوفه من الجواب او نحو ذلك لا العالم مربى الناس ويجيب بالاصلح لهم بما يرعى فيه المصلحة ويدرأ المفسدة. هذه بعض ما يتعلق الاداب التي ينبغي مراعاتها حين السؤال اسأل الله جل وعلا ان ينفعني واياكم بما سمعنا وان يجعلنا من المتأدبين الذين يريدون وجه الله والدار الاخرة. واسأله جل وعلا ان معنا بعلمائنا وان يجعلنا من المتعاونين معهم على البر والتقوى والمتأدبين معهم ربابين عنهم قول اهل السوء واسأله سبحانه لي ولكم العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والاخرة وان يختم علينا هذا الشهر الكريم بقبول وغفران وان لا يكلنا لانفسنا طرفة عين وان يوفق ولاة امورنا لما يحب ويرضى هذا وصلى الله وسلم وبارك على من علمنا الخير وادبنا احسن تأديب نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم واشكر لكم حسن هذا الاستماع وحسن الاقبال واسأله سبحانه ان يجعلنا جميعا ممن غفر له اول ذنبه واخر ذنبه واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. احسن الله اليكم فضيلة الشيخ وجعلنا في ميزان حسناتكم اه هنا اسئلة كثيرة حقيقة ولكن لضيق الوقت نقتصر على بعض الاسئلة المتعلقة بالموضوع. هذا سائل يقول كيف نوفق بين النهي عن كثرة السؤال وبين قول ابن عباس اوتيته اي العلم بلسان تؤول وقلب عقول واحسن الله اليكم؟ الحمد لله ذكرنا ان الاحوال ثلاثة الحالة الممتنع عن السؤال وحال من يفرع المسائل التي لم تقع وحال من يسأل عن علم الكتاب والسنة ابن عباس في اسئلته كان يسأل عن علم الكتاب والسنة عن معاني النصوص وقول النبي عليه الصلاة والسلام فانما اهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على انبيائهم هذا حمل على وجهين الاول ان يكون هذا النهي عن كثرة المسائل في حال تنزل القرآن كما قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسوءكم وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى لكم فحين ينزل القرآن لا تفل ادب الصحابة بهذا التعذيب وكثرة المسائل حين ينزل القرآن هذه غير جيدة بل منهي عنها لانه ربما سيأتي الحكم في فترة من التشريع لاحقة. فيكون كثرة السؤال استعجال للاحكام ولو ابديت لاساءتهم. فابن عباس رضي الله عنهما اوتي العلم بكثرة السؤال لكن سؤال عن معاني النصوص. سؤال عن السنة عن الحديث وليس سؤالا عن المسائل التي لا تقع لم تقع او تشقيق للمسائل. لهذا ذكرنا لكم من الاحوال ثلاثة حال من لم يسأل مطلقا وهذا مذموم وحال من شقق المسائل كصنيع اهل الرأي وهذا جاء نهي السلف عنه وحال من سأل عن فقه الكتاب والسنة وهذا هو وهو صنيع الصحابة وصنيع اهل العلم بعده. نعم وهذا يقول فضيلة الشيخ حديث من سأل عن علمه فكتمه الجم بلجاء من نار. هل المقصود بالعلم هنا عموم العلم او العلم الشرعي فقط المقصود بهذا العلم الشرعي لانه اذا اطلق في النصوص العلم في الكتاب والسنة فانما يراد به انفع العلوم وهو العلم الشرعي من سئل عن علم فكتمه الجمه الله بلجام من نار يوم القيامة وهذا جاء فيه بعض الاحاديث وحمله اهل العلم على ان هذا الوعيد في حق من تعينت عليه اجابة فامتنع وبامتناعه لا يظهر العلم في الامة. اما اذا كان مكفيا فان له له ان يحيل بالجواب على غيره وقد جاء سائل الى بعض الصحابة فسأله فقال اذهب الى فلان. ثم ذهب الى الثاني فقال اذهب الى فلان والثالث حتى سبعة والسابع ارجعه الى الاول. فقال ذهبت الى فلان وفلان وفلان وكل يحيل الى الاخر حتى احالني الساب عليك فقال الان اذا؟ فاجابه. فاذا قوله من سئل عن علم فكتمه هو العلم الذي اجابته عينية وفرض على من سئل اما اذا كان مكفيا فان له الا يجيب احالة بالجواب على غيره. نعم السؤال الاخير فضيلة الشيخ يقول كثيرا ما تعرض لاحدنا مشكلة ما فيبحث عن جوابها في كتب الفتاوى فهل يكتفي بجواب قضية مشابهة لما يريد ان يسأل عنه او لابد له ان يسأل العلماء والله يحفظكم ويراكم الذي في الفتاوى على قسمين منه ما يمكن ان ينطبق على حالتك ومنه ما لا يمكن ان ينطبق على الحالة ما ينطبق على الحالة في مثل مسائل لا تتعلق اجابتها باختلاف الواقع والحال. هذا انما يعلمه المفتي يعني مثل مسألة في الصلاة سئل الشيخ فلان عن رجل عن رجل امام ترك ركعة من الصلاة سهى فيها ثم سبح به الى اخره فهذا اذا حصلت معك الحال فهي مشابهة له. فتعمل بمقتضى ذاته. سئل عن حكم مثلا التصوير سئل عن حكم صلة الرحم ونحو ذلك سئل عن الوتر. سئل عن القنوت. هذه تنطبق على الناس في اي وقت وفي اي زمان. لكن هناك اشياء متعلقة باختلاف الازمنة متعلقة برعاية قواعد هذه لا تطبقها لان هو اذا طبقتها على غير زمنها فانه قد يكون في ذلك اخلالا. وهذا حصل من كثيرين طبقوا فتاوى في وقت ما على غيره صار في لذلك صار في ذلك اخلال مراد العالم حين افتى بتلك الفتوى. لان الفتوى لها حق مثلا فتاوى تتعلق بالجهاد فتاوى تتعلق بالتكفير فتاوى تتعلق بالتبديع فتاوى تتعلق بموقف المسلم من غيره فاجاب العالم باجابة لا شك انه يكون قد رعى الحال التي كانت في ذلك الزمن. افتى فتاوى في الجهاد تختلف عما اذا كان الحال هل اخرى مثلا شيخ الاسلام ابن تيمية له فتاوى تتعلق جهاد التتار هل تأتي وتطبق ما ورد عنه في جهاد التتار على غير تلك الصورة وانت تلحق الصورة المتأخرة بتلك الصورة المتقدمة لا شك ان هذا يحتاج في الالحاق الى عالم راسخ في العلم يقول المناط في هذه الحال في هذا الزمن هو المناط في ذلك الحال ولهذا عند الاصوليين مناط الحكم يختلف باختلاف الحال. وعندهم قاعدة يعبر عنها بعض اهل العلم بقوله الحال مؤثر في الفتوى حال الفتوى حال الاستفتاء حال الناس مؤثر في الفتوى. كذلك مثل ما ذكرنا اختلاف مؤثر في في مؤثر في الفتوى الاحكام واحدة لكن الفتوى تختلف لانه يكون اعمال قاعدة قد يرجح شيئا على شيء وهذا واضح فيما لو رعاه طالب العلم لوجد لذلك مأخذا ظاهرا فاذا المسائل التي تقرأ تقرأها في الفتاوى تختلف بعضها يمكن ان يطبق وبعضها لابد فيه من المناط من تحقيق المناط. لهذا عند الاصوليين هناك شيء يسمى تخريج المناط. وهناك شيء يسمى تحقيق المناط. تحقيق المناط يعني ان يحقق العالم ان مناط الحكم في الواقعة هو كذا وكذا. فاذا حقق العالم المناط جاءت الفتوى. ولهذا العبارة المشهورة ان الحكم يدور مع علته وجودا وعدم والعلة تارة تكون علة قياس تارة تكون علة قواعد وهذا لا شك انه يحتاج الى عمق في القواعد وفي الوصول هذا انما هو لاهل العلم. فاذا القارئ استفيد يستفيد من الفتاوى بمعرفة احكام لم يطلع عليها يعمل بها في