مروي اثنان ودراية وهي فهمه وتعقل معناه. ثلاثة ورعاية وهي العمل بموجب ما علمه. ثمانية وتسعون وثمانمائة. مراقبة الرب. علم العبد وتيقنه باطلاع الحق على ظاهره وباطنه. فاستدامته لهذا العلم واليقين هي المراقبة وهي ثمرة علمه بان الله سبحانه رقيب عليه. ناظر اليه. سامع لقوله ومطلع على عمله كل وقت وكل لحظة ونفس وكل طرفة. تسعة وتسعون وثمانمائة. المعترضون على الله ثلاثة اقسام. واحد معترضون على المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله ولما كان شمس الدين ابو عبدالله محمد بن ابي بكر بن قيم الجوزية قد سلك مسلك شيخه المذكور بالتحقيق للعلوم الاصولية والفروعية والظاهرة والباطنة وكان اعظم من انتفع بشيخ الاسلام واقومهم بعلومه واوسعهم في العلوم العقلية والنقلية. احببت ان انقل من كتب به من الاصول والقواعد والضوابط والفوائد الجليلة. واتبعها لهذا الكتاب. ساحذو بحول الله حذو ما فعلته بما نقلته من كتب لشيخ الاسلام اذكر نفس عبارة المؤلف من غير تغيير لها الا اذا اقتضى السبب ذلك اما اقتصارا على نفس المقصود من عبارته او جمع قاعدتي التي توزعت وتفرقت في كلامه في عدة مواضع لا تتم الفائدة المطلوبة الا بضم بعضها الى بعض. اسأل الله ان ذلك وان يجعل العمل خالصا لوجهه نافعا لعباده. ومن نظر فيها علم انها من انفع ما يكون. وانها جمعت من العلوم والمعاني ما لم يجمعه اي كتاب فانها صفوة كتبهما الموجودة. رحمهما الله وقدس ارواحهما امين. قواعد وضوابط مقولة من كتب شمس الدين ابن القيم واحد واربعون من البدائع. ثمانية وعشرون وثمانمائة حقوق المالك شيء حقوق الملك شيء اخر. فحقوق المالك تجب لمن له على اخيه حق. وحقوق الملك تتبع الملك ولا يراعى بها المالك تمليك المنفعة شيء وتمليك الانتفاع شيء اخر. فالاول يملك به الانتفاع والمعاوضة. والثاني يملك به الانتفاع تعودون المعاوضة تسعة وعشرون وثمانمائة. الفرق بين الشهادة والرواية ان الرواية يعم حكمها الراوي وغيره على ممر الزمن والشهادة تختص المشهود عليه وله ولا يتعداهما الا بطريق التبعية المحضة. فالشهادة اشترط فيها العدد وانتفاء التهمة الخاصة. والرواية لا يشترط فيها العدد. انما يشترط فيها الحفظ والعدالة. وهنا فروع مترددة بين الامرين من علماء من الحقها بالشهادة ومنهم من الحقها بالرواية كرؤية الهلال والقافة والجرح والتقويم والقسم ونحوها. ثلاثون مائة. قول الصبي والمرأة والكافر مقبول فيما جرت به العادة كالهدية ونحوها لما احتف بذلك من القرائن المرجحة احدى وثلاثون وثمانمائة. اذا كان عن حكم عام يتعلق بالامة فاما ان يكون مستنده السماع فهو الرواية. وان كان مستندها الفهم من المسموع فهو الفتوى. وان كان خبرا جزئيا يتعلق بمعين مستنده المشاهدة او العلم فهو الشهادة وان كان خبرا عن حق يتعلق بالمخبر عنه والمخبر به هو مستحقه او نائبه فهو الدعوة. وان كان خبرا عن تصديق هذا الخبر هو الاقرار وان كان خبرا عن كذبه فهو الانكار. ان كان خبرا نشأ عن دليل فهو النتيجة وتسمى قبل ان يحصل عليها دليل مطلوبا. وان كان خبرا عن شيء يقصد منه نتيجته فهو دليل وجزؤه مقدمة. اثنان وثلاثون وثمانمائة المجاز والتأويل لا يدخل في المنصوص. وانما يدخل في الظاهر المحتمل له. فوائد تتعلق بالاسماء والصفات. ما يجري صفة او خبر على الرب اقسام ما يرجع الى نفس الذات كقولك ذات وموجود وشيء. اثنان وما يرجع الى صفات معنوية كالعليم والقدير والسميع. ثلاثة وما يرجع الى افعاله نحو الخالق الرازق. اربعة وما يرجع الى التنزيه المحض ولابد من تضمنه ثبوت اذ لا كمال في العدم المحض كالقدوس السلام. خمسة وما يدل على جملة اوصاف عديدة لا تختص بصفة معينة كالعظيم المجيد الصمد وما افاد صفة تحصل باقتران احد الاسمين للاخر. نحو الغني الحميد العفو القدير الحميد المجيد العزيز الحكيم الغفور الودود. سبعة وما يدخل في باب الاخبار عن الله اوسع مما يدخل في باب اسمائه ثلاثة وثلاثون وثمانمائة الصفة اذا كانت منقسمة الى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في اسمائه بل يطلق عليه منها كمالها وذلك كالمريد والصانع والفاعل. فانها لا تدخل في اسمائه بل تقيد بالكمال. اربعة وثلاثون وثمانمائة. اسماؤه الحسنى اعلام واوصاف وللاسم ثلاث دلالات. واحد دلالة على الذات والصفة بالمطابقة. اثنان ودلالة على احدهما للتضمن ثلاثة ودلالة على الصفة الاخرى باللزوم. ولها اعتباران فهي باعتبار الذات ودلالتها عليها مترادفة. وباعتبار متباينة افعال الرب صادرة عن اسمائه وصفاته واسماء المخلوقين صادرة عن افعالهم. فالرب تعالى فعاله عن كماله مخلوق كماله من فعاله فاشتقت له الاسماء بعد ان كمل بالفعل. الرب لم يزل كاملا. فحصلت افعاله عن كماله. لانه كان بذاته وصفاته. خمسة وثلاثون وثمانمائة. احصاء اسماء الله الحسنى والعلم بها. اصل للعلم بكل معلوم. فان المعلوم القدرية والشرعية صادرة عن اسماء الله وصفاته. لهذا كانت في غاية الاحكام والصلاح والنفع. ستة وثلاثون مئة ومراتب احصاء اسماء الله التي من احصاها دخل الجنة ثلاثة. واحد حفظها اثنان وفهمها. ثلاثة ودعاء الله فيها دعاء عبادة ودعاء مسألة. سبعة وثلاثون وثمانمائة. الالحاد في اسماء الله يدخل فيه نفيها وتعطيلها او تشبيهها وبصفات المخلوقين او تسمية المخلوقات بها على الوجه الذي يختص بالله. ويدخل في ذلك التحريف الباطل. ثمانية وثلاثون وثمانمائة القول الجامع في تفسير الصراط المستقيم والطريق الذي نصبه الله لعباده على السنة رسله وجعله موصلا لعباده اليه ولا طريق لهم سواه. وهو افراده بالعبودية وافراد رسله بالطاعة. وهو مضمون شهادة ان لا اله الا الله وان محمد محمدا عبده ورسوله ونكتة ذلك وعقده ان تحبه بقلبك كله. وترضيه بجهدك كله. فلا يكون في قلبك موضع الا معمور بحبه ولا تكون لك ارادة الا متعلقة بمرضاته. وهذا هو الهدى ودين الحق. وهو معرفة ما بعث الله به رسله الصيام به فقل ما شئت من العبارات التي هذا احسنها وقطب رحاها. تسعة وثلاثون وثمانمائة. ينبغي لمن دعا الله باسمائه الحسنى ان يسأل في كل مطلوب ويتوسل اليه بالاسم المقتضي لذلك المطلوب المناسب لحصوله حتى كأن الداعي مستشفعا اليهم متوسلا اليه به اربعون وثمانمائة. البركة المضافة الى الله نوعان. واحد بركة هي فعله تعالى. والفعل منه اثنان وبركة هي وصفه. والفعل منها تبارك فتبارك دال على كمال بركته وعظمها وسعتها. والبركة كثرة الخير ودوامه ولا احد احق بذلك وصفا وفعلا منه تعالى. واحد واربعون وثمانمائة. ويندفع شر الحاسد عن المحسود عشرة اسباب واحد التعوذ بالله من شره والتحصن واللجأ اليه. اثنان تقوى الله وحفظه عند امره ثلاثة. الصبر على عدو بالا يقابله باذى اصلا. اربعة قوة التوكل على الله. خمسة فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه. ستة الاقبال على الله سبعة التوبة من الذنوب التي سلطت عليه اعداءه. ثمانية الصدقة والاحسان مهما امكنت. تسعة واخص من ذلك الاحسان الى الحاسد الباغي عشرة السبب الجامع لذلك وهو تجريد التوحيد والترحل بالفكر في الاسباب الى المسبب العزيز الحكيم اثنان واربعون وثمانمائة اتباع الرسل واهل الحق اقروا بوجود النفس الناطقة المفارقة للبدن. واقروا بوجود الجن والشياطين واثبتوا ما اثبته الله ورسوله من صفاتهما وشرهما. واستعاذوا بالله منه. وعلموا انه لا يعيذهم الا الله. ومن خاف شيئا غيره والله سلط عليه. ومن رجا شيئا سوى الله خذل من جهته. ثلاثة واربعون وثمانمائة. وينحصر شر الشيطان في ستة اجناس لا يزال بابن ادم حتى ينال منه واحدا منها او اكثر. واحد شر الكفر والشرك. اثنان ثم البدعة ثلاثة ثم كبائر الذنوب ثم صغائرها خمسة ثم الاشتغال بالمباحات عن الخير. ستة ثم بالعمل المفضول عن الفاضل. والاسباب التي يعتصم بها العبد من الشيطان عشرة واحد الاستعاذة بالله منه. اثنان قراءة المعوذتين ثلاثة قراءة اية الكرسي. اربعة قراءة البقرة خمسة قراءة خاتمة البقرة. ستة قراءة اول حا ميم. المؤمن الى اليه المصير. سبعة ولا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مئة مرة. ثمانية كثرة ذكر الله. تسعة الوضوء مع الصلاة. عشرة. امساك فضول في النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس. وليعلم ان الناس اربعة اقسام. احدها من مخالطته كالغذاء؟ لا يستغنى عنه في اليوم والليلة وهم العلماء بالله وامره ومكايد عدوه وامراض القلوب وادويتها. الناصحون لله ولكتابه ولرسوله بخلقه فهذا في مخالطته الربح كله. الثاني من مخالطته كالدواء يحتاج اليه عند المرض فما دمت صحيحا فلا حاجة لك ففي خلطته وهم من لا يستغنى عن مخالطتهم في مصلحة المعاش. وقيام ما انت محتاج اليه. الثالث من مخالطته كالداء على اختلاف في مراتبه وانواعه وقوته وضعفه وهم من في خلطته ضرر ديني او دنيوي. ومتى ابتليت بواحد من هؤلاء فلتعاشره بالمعروف الخروف حتى يجعل الله لك فرجا. ومتى تمكنت من نقله الى الخير فهي فرصة تغتنم. الرابع من مخالطته الهلك كله بمنزلته السم وهم اهل البدع والضلالة. اربعة واربعون وثمانمائة اكثر الخلق اذا نالوا الرئاسات تغيرت اخلاقهم ومالوا الى الكبر وسرعة الانفعال فمن الغلط ان تطالبه بالاخلاق التي كان يعامل بها قبل الرئاسة مخاطبة الرؤساء بالقول اللين اللطيف مطلوب شرعا وهكذا كان صلى الله عليه وسلم يخاطب العشائر والقبائل. خمسة واربعون وثمانمائة. ان الله ارسل رسله وانزل ليقوم الناس بالقسط وهو العدل الذي قامت به السماوات والارض فاذا ظهرت امارات العدل وتبين وجهه باي طريق كان فثم الله ودينه ولم يحصر الله ورسوله طرق العدل في امور معينة. فاي طريق استخرج بها العدل والقسط فهو من الدين. ستة واربعون وثمانمائة. حذاري حذاري من امرين لهما عواقب سوء. واحد رد الحق لمخالفة هواك. فانك تعاقب بتقليب القلب ورد ما يرد عليك من الحق رأسا. اثنان التهاون بالامر اذا حضر وقته انك تعاقب بالتثبيت والاقعاد والكسل. فمن كلمة من هاتين الافتين فلتهنه السلامة. سبعة واربعون وثمانمائة. الفعل ان كان منشأ المفسدة الخالصة او الراجحة فهو المحرم فان ضعفت تلك المفسدة فهو المكروه. ومراتبه في الكراهة بحسب ضعف المفسدة. هذا اذا كان منشأ للمفسدة. واما اذا كان اليها فان كان الافضاء قريبا فهو حرام ايضا. كالخلوة بالاجنبية والسفر بها ورؤية محاسنها. فهذا القسم عنه اسم الاباحة وحكمها. وان كان الافضاء بعيدا جدا لم يسلب اسم الاباحة ولا حكمها كخلوة ذي رحم المحرم بها وسفره بها ونظر الخاطب فان قرب الافضاء قربا ما فهو الورع. وهو في المراتب على قدر قرب الافضاء وبعده. وكلما قرب الافضاء كان اولى بالكراهة والورع حتى ينتهي الى درجة التحريم. ثمانية واربعون وثمانمائة حمل المطلق على المقيد شروط بالا يقيد بقيدين متنافيين. فان قيد بذلك امتنع الحمل. وبقي على اطلاقه. علم ان القيدين تمثيل لا ومشروط ايضا اذا لم يستلزم تأخير البيان عن وقت الحاجة. فان استلزمه حمل على اطلاقه. تسعة واربعون وثمانمائة مقياس واصول الشرع يقتضي الا يصح رفض شيء من الاعمال بعد الفراغ منه. وان نية رفضه وابطاله لا تؤثر شيئا. فان الشارع لم يجعل ذلك اليه خمسون وثمانمائة. الاسباب الفعلية اقوى من الاسباب القولية. واحد وخمسون وثمانمائة. النكرة في سياق او النهي او الاستفهام او الشرط تعم. المفرد المحلى بال والمفرد المضاف وعموم الجمع المحلى باللام. وادوات الشرط كله تعم وشواهدها كثيرة. اثنان وخمسون وثمانمائة الامر المطلق للوجوب. والنهي للتحريم الا اذا دل على خلاف ذلك دليل. ثلاث وخمسون وثمانمائة. ويستفاد كون الامر المطلق للوجوب من ذمه لمن خالفه. وتسمية اياه عاصيا. وترتيبه عليه العقاب العاجل او الآجل. ويستفاد كون النهي للتحريم من ذمه لمن ارتكبه وتسميته اياه عاصيا. وترتيبه العقاب على فعله. ويستفاد الوجوب بالامر تارة وبالتصريح بالايجاب والفرد والكتب ولفظة على ولفظة حق على العباد وعلى المؤمنين وترتيب الذم والعقاب على الترك واحباط العمل بالترك وغير ذلك. ويستفاد التحريم من النهي والتصريح بالتحريم والحظر والوعيد على الفعل وذم للفاعل وايجاب الكفارة بالفعل. وقوله لا ينبغي فانها في لغة القرآن والرسول للمنع عقلا وشرعا. ولفظه ما كان له هم كذا او لم يكن لهم وترتيب الحد على الفعل ولفظه لا يحل ولا يصلح ووصف الفعل بانه فساد وانه من تزيين من الشيطان وعمله وان الله لا يحبه وانه لا يرضاه لعباده ولا يزكي فاعله ولا يكلمه ولا ينظر اليه ونحو ذلك وتستفاد الاباحة من الاذن والتخيير. والامر بعد الحظر ونفي الجناح والحرج والاثم والمؤاخذة. والاخبار بانه معفو وبالاقرار على فعله في زمن الوحي وبالانكار على من حرم الشيء. وبالاخبار بانه خلق لنا كذا وجعله لنا وامتنانه علينا به. واخباره عن فعل من قبلنا له. غير ذام لهم عليه. فان اقترن باخباره مدح فاعله لاجله. دل على رجحانه استحبابا او وجوبا. وكل فعل عظمه الله ورسوله ومدحه او مدح فاعله لاجله او فرح به او احبه او احب فاعله او رضي به او رضي عن فاعله او وصفه بالطيب او البركة او الحسن او نصبه سببا لمحبته او لثواب عاجل من او اجل او نصبه سببا لذكره لعبده او لشكره له او لهدايته اياه او لارضاء فاعله او لمغفرة ذنبه وتكفير سيئاته او لقبوله او لنصرة فاعله او بشارة فاعله بالطيب او وصف الفعل بكونه معروفا او نفي الحزن والخوف عن فاعله ووعده بالامن او نصبه سببا لولايته او اخبر عن دعاء الرسل بحصوله او وصفه بكونه قربة او اقسم به او بفاعله قسم بخير للمجاهدين واغارتها او ضحك الرب جل جلاله من فاعله او عجبه به فهو دليل على مشروعيته المشتركة بين من الوجوب والندب وكل فعل طلب الشارع تركه او ذم فاعله او عتب عليه او لعنه او مقته او مقت فاعله او نفى محبته اياه او محبة فاعله او نفى الرضا به او الرضا عن فاعله او شبه فاعله بالبهائم او الشياطين او جعله مانعا من هدى او القبول او ما يقارب هذه المعاني دل على تحريمه. اربعة وخمسون وثمانمائة. ضرب الامثال في القرآن يستفاد منه امور التذكير والوعظ والحث والزجر والاعتبار والتقرير وتقريب المراد للعقل وتصويره في صور المحسوس بحيث يكون نسبته عقل كنسبة المحسوس الى الحس. وقد تأتي امثال القرآن مشتملة على بيان تفاوت الاجر على المدح والذم. وعلى الثواب والعقاب وعلى تفخيم الامر او تحقيره وعلى تحقيق الامر. خمسة وخمسون وثمانمائة السياق يرشد الى بيان المجمل وتعيين المحتمل قطع بعدم احتمال غير المراد وتخصيص العام وتقييد المطلق وتنوع الدلالة. وهذا من اعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم فمن اهمله غلط في نظره وغالط في مناظرته. ستة وخمسون وثمانمائة. الحاكم محتاج الى ثلاثة امور لا يصح له الحكم بدونها معرفة الادلة والاسباب. سبعة وخمسون وثمانمائة فالادلة تعرفه الحكم الشرعي الكلي. والاسباب تعرفه ثبوته في هذا المحل المعين وانتفاؤه عنه. البينات تعرفه طريق الحكم عند التنازع. ومتى اخطأ في واحد من هذه الثلاثة اخطأ في الحكم. وجميع خطأ الحكام مداره على الخطأ فيها او في بعضها. ثمانية وخمسون وثمانمائة الفرق بين دليل مشروعية الحكم وبين دليل وقوع الحكم. فالاول متوقف على الشارع. والثاني يعلم بالحس او بالخبر او بالعادة الاول الكتاب والسنة وكل دليل سواهما يستنبط منهما. والثاني مثل العلم بسبب الحكم وشروطه وموانعه. فدليل مشروعيته يرجع فيه الى اهل العلم بالقرآن والحديث. ودليل وقوعه يرجع فيه الى اهل الخبرة بتلك الاسباب والشروط والموانع تسعة وخمسون وثمانمائة الامر المطلق والجرح المطلق والعلم المطلق والترتيب المطلق البيع المطلق والماء المطلق والملك المطلق غير مطلق الامر الى اخرها. والفرق بينهما امور. منها ان الامر المطلق الى اخرها لا ينقسم الى امر الندب فلا يكون موردا للتقسيم. ومطلق الامر ينقسم الى امر ايجاب وامر ندب. فمطلق الامر ينقسم والامر المطلق غير منقسم ومنها ان الامر المطلق فرد من افراد مطلق الامر ولا ينعكس. ومنها ان نفي مطلق الامر يستلزم نفي الامر المطلق دون العكس. الخامس ان الامر المطلق نوع لمطلق الامر. ومطلق الامر جنس للامر المطلق الى ان قال التاسع ان من بعض امثلة هذه القاعدة الايمان المطلق ومطلق الايمان. فالايمان المطلق لا يطلق الا على الكامل الكمال المأمور به ومطلق الايمان يطلق على الناقص والكامل. فالنصوص التي علقت الاحكام الدنيوية على الايمان هي مطلق الايمان التي فيها المدح واستحقاق الثواب والسلامة من العقاب للايمان المطلق. وسرد نصوصا في ذلك. ستون وثمانمائة ما تبيح والضرورة يجوز الاجتهاد فيه حال الاشتباه. وما لا تبيحه الضرورة فلا. واحد وستون وثمانمائة ما بطل حكمه من الابدال وصول مبدله لم يبق متعبدا به بحال فان وجود المبدل بعد الشروع فيه كوجوده قبل الشروع فيه. اثنان وستون وثمانون مئة من وجب عليه شيء وامر بانشائه فامتنع فهل يفعله الحاكم عنه او يجبره عليه فيه خلاف؟ ثلاثة وستون وثمانون من اصول ما لك اتباع عمل اهل المدينة وان خالف الحديث. وسدوا الذرائع وابطال الحيل. ومراعاة القصود والنيات في العقوق عقود واعتبار القرائن وشواهد الحال في الدعاوى والحكومات. القول بالمصالح والسياسة الشرعية. ومن اصول ابي حنيفة الاستحسان وتقديم القياس وترك القول بالمفهوم ونسخ الخاص المتقدم بالعام المتأخر والقول بالحيل. ومن اصول الشافعي مراعاة الالفاظ والوقوف معها وتقديم الحديث على غيره. ومن اصول احمد الاخذ بالحديث ما وجد اليه سبيلا. فان تعذر فقول الصحابي ما لم يخالف فان اختلفوا اخذ من اقوالهم اقواها دليلا. كذلك ما يختلف قوله عند اختلاف اقوال الصحابة. فان تعذر عليه ذلك كله اخذ بالقياس عند الضرورة فهذا قريب من اصول الشافعي بل هما عليه متفقان. اربعة وستون وثمانمائة روح العمل بالظنيات الترجيح عند التعارض ان وقع التساوي ففيه قولان التخيير والتوقف خمسة وستون وثمانمائة المالية الواجبة لله اربعة اقسام. احدها حقوق المال كالزكاة. فهذا يثبت في الذمة بعد التمكن من ادائه. فلو عجز عنه بعد ذلك لم يسقط ولا يثبت في الذمة الا اذا عجز عنه وقت الوجوب. والحق به زكاة الفطر. القسم الثاني ما يجب سبب الكفارة فان عجز عنها وقت انعقاد اسبابها ففي ثبوتها في ذمته الى الميسرة او سقوطها قولان مشهوران في مذهب الشافعي واحمد القسم الثالث ما فيه معنى ضمان المتلف. كجزاء الصيد وفدية الاذى. فاذا عجز عنه وقت وجوبه ثبت في تغليبا لمعنى الغرامة وجزاء المتلف. القسم الرابع دم النسك كالمتعة والقران. فهذه اذا عجز عنها وجب عنها بدلها من الصيام. واما حقوق الادميين فانها لا تسقط بحال. لكن اذا كان عجزه بتفريط منه في ادائها اولد بها في الاخرة وان كان بغير تفريط في اشغال ذمته بها واخذ اصحابها من حسناته نظر. ستة وستون وثمانمائة اذا تأملت القرآن وتدبرته واعرته فكرا وافيا اطلعت فيه من اسرار المناظرات وتقرير الحجج الصحيحة وابطال الشبه فاسدة وذكر النقد والفرق والمعارضة والمنع على ما يشفي. ويكفي لمن بصره الله وانعم عليه بفهم كتابه. سبعة وستون وثمانمائة من ادعى صرف لفظ عن ظاهره الى مجازه لم يتم له ذلك الا بعد اربع مقامات. احدها بيان امتناع ارادته الحقيقة الثاني بيان صلاحية اللفظ لذلك المعنى الذي عينه. والا كان مفتريا على اللغة. الثالث بيان تعيين ذلك المجرم ان كان له عدة مجازات. الرابع الجواب عن الدليل الموجب لارادة الحقيقة. فمن لم يقم بهذه الامور الاربعة كان دعواه صرف اللفظ عن ظاهره دعوة باطلة. وان ادعى مجرد صرف اللفظ عن ظاهره. ولم يعين مجملا لزمه امران. احدهما بيان الدليل الدال على امتناع ارادة الظاهر. والثاني جوابه عن المعارض. ثمانية وستون وثمانمائة. الاستدلال شيء الة شيء اخر فلا يلزم من الغلط في احدهما الغلط في الاخر. اثنان واربعون ومن اعلام الموقعين تسعة وستون وثمانمائة. التبليغ عن الله ورسوله نوعان. واحد تبليغ الفاظ الكتاب والسنة. والقائمون بذلك هم القراء والحفاظ. اثنان وتبليغ معانيهما. القائمون بذلك هم الائمة والفقهاء. التبليغ يعتمد العلم بما يبلغ والصدق فيه. فيكون عالما بما بلغ صادقا فيه ويكون مع ذلك حسن مرضي السيرة. سبعون وثمانمائة هل للمقلد ان يفتي فيه ثلاثة اقوال المنع والجواز والثالث انه يجوز ذلك عند الحاجة وعدم العالم المجتهد وهو اصح الاقوال وعليه العمل. واحد وسبعون تسعون وثمانمائة. الرأي ثلاثة اقسام. واحد رأي باطل. اثنان ورأي صحيح. ثلاثة. ورأي هو موضع اشتباه. والسلف استعملوا الرأي الصحيح وعملوا به وذموا الباطل ومنعوا من العمل به. والثالث سوغوه عند الاضطرار. فالرأي الباطل واحد الرأي المخالف للنص اثنان الكلام في الدين بالخرس ثلاثة الرأي المتضمن تعطيل اسماء الله وصفاته وافعاله بالمقاييس باطلة التي وضعها اهل البدع اربعة والرأي الذي احدثت به البدع خمسة القول بالاستحسان والظنون والاشتغال بحفظ معضلات ورد الفروع بعضها على بعض قياسا دون ردها الى اصولها. الرأي المحمود انواع واحد رأي الصحابة رضي الله عنهم اثنان الرأي الذي يفسر النصوص ويبين وجه الدلالة منها اذا كان مستندا الى استدلال واستنباط دون ما استند على مجرد التخرص ثلاثة والرأي الذي اتفقت عليه الامة اربعة والرأي الذي يكون فيه طلب الواقعة من الكتاب والسنة واقوال الصحابة يجتهد فيه الى قربه من معاني النصوص. اثنان وسبعون وثمانمائة. الطرق التي يحكم فيها الحاكم اوسع من الطرق التي اشهد الله صاحب الحق الى ان يحفظ حقه بها. ثلاثة وسبعون وثمانمائة الذي جاءت به الشريعة ان اليمين تشرع من جهة والمتداعيين واي الخصمين ترجح جانبه جعلت اليمين من جهته. اربعة وسبعون وثمانمائة. الصلح جائز بين المسلمين الا صلحا حرم حلالا او احل حراما. والمسلمون على شروطهم الا شرطا حرم حلالا او احل حراما. والحقوق نوعان حق لا مدخل للصلح فيه كالحدود ونحوها. واما حقوق الادميين فهي التي تقبل الصلح والاسقاط والمعاوضة عليها. والصلح العادل هو الذي امر الله به ورسوله والجائر هو الظلم بعينه وهو الميل مع احد المتصالحين بغير نفع للاخر. الصلح الجائز هو الذي يعتمد فيه رضا الله ورضا الخصمين. خمسة وسبعون وثمانمائة. اصل مبنى تعبير الرؤيا على القياس والتمثيل واعتبار المعقول المحسوس فالرؤيا امثال مضروبة يضربها الملك الذي وكله الله بالرؤيا ليستدل الرائي بما ضرب له من المثل على ويعبر منه الى شبهه. ستة وسبعون وثمانمائة. وكما ان محمدا صلى الله عليه وسلم عام الرسالة الى كل مكلف رسالته عامة في كل شيء من الدين. اصوله وفروعه دقيقه وجليله. فكما لا يخرج احد عن رسالته فكذلك لا يخرج حكم تحتاج اليه الامة عنها وعن بيانه لها. سبعة وسبعون وثمانمائة. نصوص الكتاب والسنة عامة شاملة. لا يخرج عنها حكم من الاحكام. ولكن دلالة النصوص نوعان حقيقية واضافية. فالحقيقية تابعة لقصد المتكلم وارادة وهذه الدلالة لا تختلف. والاضافية تابعة لفهم السامع وادراكه وجودة فكره وقريحته. وصفاء ذهنه ومعرفته بالألفاظ ومراتبها وهذه الدلالة تختلف اختلافا متباينا بحسب تباين السامعين في ذلك. ثمانية وسبعون ثمانمائة ليس في الشريعة ما يخالف القياس. وما ظن فيه مخالفته للقياس فاحد الامرين فاحد الامرين لازم فيه اما ان يكون القياس فاسدا او يكون ذلك الحكم لم يثبت بالنص كونه من الشرع. ثم ذكر ما قيل انه على خلاف القياس وبين بالدلالة الواضحة مطابقته للقياس الصحيح. تسعة وسبعون وثمانمائة. والعبد اذا عزم على فعل امر فعليه في ان يعلم اولا هل هو طاعة لله ام لا؟ ان لم يكن طاعة فلا يفعلها الا ان يكون مباحا يستعين به على الطاعة. فحينئذ مصير طاعة اذا بان له انه طاعة لله فلا يقدم عليه حتى ينظر هل هو معان عليه ام لا؟ ان لم يكن معانا عليه فلا اقدم عليه فيذل نفسه وان كان معانا عليه بقي عليه نظر اخر وهو ان يأتيه من بابه. فان اتاه من غير بابه اضاع وفرط فيه او افسد منه شيئا. فهذه الامور الثلاثة اصل سعادة العبد وفلاحه. وهو معنى قول العبد اياك نعبد واياك فنستعين اهدنا الصراط المستقيم. فاسعد الخلق اهل العبادة والاستعانة والهداية الى المطلوب. واشقاهم من عدم الامور الثلاث ومنهم من يكون له نصيب من احدها دون الاخر. ثمانون وثمانمائة. العمل لله وحده مقبول ولغيره مردود. فاذا كان العمل لله ولغيره فهو ثلاثة اقسام. احدها ان يكون الباعث الاول على العمل الاخلاص ثم يعرض له الرياء وارادة غير هذا المعول فيه على الباعث الاول ما لم يفسخه بارادة جازمة لغير الله فيكون حكمه حكم قطع النية في العبادة وفسخها. اعني قطع ترك استصحاب حكمها. والثاني عكس هذا فهذا لا يحتسب له بما مضى من العمل له من حين قلب نيته. ثم ان كانت نية العبادة لا يصح اخرها الا بصحة اولها. وجبت الاعادة كالصلاة والا لم تجب كمن احرم لغير الله ثم قال بنيته لله عند الوقوف او الطواف. الثالث ان يبتدأها مريدا بها الله والناس فيريد اداء فرضه والجزاء والشكور من الناس. وكمن يصلي بالاجرة فهو لو لم يأخذ الاجرة صلى. ولكنه يصلي لله للاجرة كمن يحج ليسقط الفرض عنه. ويقال فلان حج او نحو ذلك فهذا لا يقبل منه العمل. وان كانت النية شرطا في سقوط الفرض وجبت عليه الاعادة. ان حقيقة الاخلاص التي هي شرط في صحة العمل. وتجريد القصد طاعة للمعبود. ولم يؤمر الا بهذا وهو لم يأت به فبقي في عهدة الامر واحد وثمانون وثمانمائة. التقليد المحرم ثلاثة انواع. احدها الاعراب عما انزل الله وعدم الالتفات اليه اكتفاء بتقليد الاباء. الثاني تقليد من لا يعلم المقلد انه اهل لان يؤخذ بقوله الثالث التقليد بعدم قيام الحجة وظهور الدليل على خلاف قول المقلد نان وثمانون وثمانمائة. الواجب على لكل عبد من العلم ان يعرف ما يخصه من الاحكام. ولا يجب عليه ان يعرف ما لا تدعوه اليه الحاجة الى معرفته. وهو بحمده بالله ايسر شيء. كتاب الله وسنة رسوله. وهي بحمد الله مضبوطة محفوظة. واصول الاحكام التي تدور عليها نحو خمسمائة حديث وفرشها وتفاصيلها نحو اربعة الاف حديث. ثلاثة وثمانون وثمانمائة. طريقة الصحابة والتابعين انهم يردون المتشابه الى المحكم ويأخذون من المحكم ما يفسر لهم المتشابه ويبينه. فتتفق دلالته مع دلالة المحكم كم وتوافق النصوص بعضها بعضا ويصدق بعضها بعضا. فانها كلها من عند الله. وما كان من عند الله فلا اختلاف فيه ولا تناقض وانما الاختلاف والتناقض في غيره. ولهذا الاصل امثلة كثيرة اصولية وفروعية. اربعة وثمانون وثمانمائة. وبيان النبي صلى الله عليه وسلم اقسام بيانه لالفاظ الوحي ولمعانيه بقوله او فعله او اقراره بيانا قرآن وبيان ابتدائي يبتدأ الناس او يسألونه وبيانه بالقول والفعل لمجملات القرآن. خمسة وثمانون وثماني مئة قد تتغير الفتوى وتختلف بحسب الاحوال الاصلية والعارضة. الاصل ان يتبع فيها ارجح المصالح ويدفع اعظم المفاسد. ولذلك امثلة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. قد يجب تركه لما هو اهم منه. واقامة الحدود في الغزو. ودرء القطع عام المجاعة وايجاب البلد في الفطرة والكفارات ونحوها والمطرة. وينبني عليه جواز طواف الحائض للضرورة والالزام بالثلاث وعدمه وموجباته الايمان والنزور وغيرها من الاقرار وغيره. والالزام بالصداق الذي اتفق الزوجان على تأخيره. وقد تنبني عليها كثير من مسائل الحيل والذرائع ونحوها. ستة وثمانون وثمانمائة. ينبغي للمفتي ان يجيب السائل عن غير ما سأله. اذا كان يتعلق بسؤاله او تشتد اليه حاجته او يستفصل عما يظن فيه احتمالات. وان ينبه السائل عن موضع الاحتراز او طور له الجواب ويوضحه ويذكر دليله ومأخذه. واذا كان مستغربا فليقدم امامه ما يكون مؤذنا به ودليلا عليه وله ان يحلف على ثبوت الحكم اذا كان فيه مصلحة وان يفتي بلفظ النص ما وجد اليه سبيلا. واذا سئل فلينبعث من قلبه باعث الاخلاص والافتقار التام الى ربه ان يلهمه الصواب ويسدده ولا يفتي الا بعلم ولا يجوز له ان على الله ورسوله انه احل كذا او حرم كذا. او اوجبه او كرهه الا لما يعلم ان الامر فيه كذلك. مما نص الله ورسوله على حكمه ذكر ابن بطة عن الامام احمد انه قال لا ينبغي للرجل ان ينصب نفسه للفتيا حتى يكون فيه خمس خصال اولها ان تكون له نية فان لم يكن له نية لم يكن عليه نور ولا على كلامه نور. الثانية ان يكون له علم ووقار وسكينة. الثالثة ان يكون قويا على ما هو عليه وعلى معرفته. الرابعة الكفاية والا مضغه الناس الخامسة معرفة الناس. وهذا مما يدل على جلالة الامام احمد ومحله من العلم والمعرفة فان هذه الخمسة هي دعائم الفتوى واي شيء نقص منها ظهر الخلل من المفتي بحسبه. ثلاثة واربعون. ومن كتاب حاد الارواح الى بلاد الافراح سبعة وثمانون ثمانمائة. لما ذكر الاثر ان مفتاح الجنة لا اله الا الله. وان اسنانه شرائع الاسلام ظاهرة والباطنة. فجعل الله لكل مطلوب مفتاحا يفتح به فجعل مفتاح الصلاة الطهور ومفتاح الحج الاحرام ومفتاح البر الصدق ومفتاح الجنة التوحيد مفتاح العلم حسن السؤال وحسن الاصغاء. ومفتاح النصر والظفر الصبر ومفتاح المزيد الشكر. ومفتاح الولاية المحبة والذكر مفتاح الرغبة في الاخرة الزهد في الدنيا ومفتاح الفلاح التقوى. ومفتاح التوفيق الرغبة والرهبة ومفتاح الاجابة الدعاء. ومفتاح ايمان التفكر فيما دعا الله عباده للتفكر فيه. ومفتاح الدخول على الله اسلام القلب. وسلامته والاخلاص له في الحب والبغض الفعل والترك ومفتاح حياة القلب تدبر القرآن والتضرع بالاسحار وترك الذنوب ومفتاح حصول الرحمة والاحسان في عبادة الخلق والسعي في نفع عبيده ومفتاح الرزق السعي مع الاستغفار والتقوى ومفتاح العز طاعة الله ورسوله ومفتاح الاستعداد للاخرة قصر الامل ومفتاح كل خير الرغبة في الله والدار الاخرة. ومفتاح كل شر. حب الدنيا وطول الامل هذا باب عظيم من انفع ابواب العلم وهو معرفة مفاتيح ابواب الخير والشر. لا يوفق لمعرفته ومراعاته الا من عظم حظه وتوفيقه. فان الله سبحانه جعل لكل خير وشر مفتاحا وبابا. يدخل منه اليه. كما جعل الشرك والكبر والاعراض عما بعث الله به رسوله والغفلة عن ذكره والقيام بحقه مفتاحا للنار. وكما جعل الخمر مفتاح كل اثم. وجعل الغناء مفتاح الزنا وجعل اطلاق النظر في الصور مفتاح الطلب والعشق. وجعل الكسل والراحة مفتاح الخيبة والحرمان. وجعل المعاصي كلها مفتاح كفر وجعل الكذب مفتاح النفاق. وجعل الشح والحرص مفتاح البخل وقطيعة الرحم. واخذ المال من غير حله. وجعل الاعراض عن ما جاء به الرسول مفتاح كل بدعة وضلالة. وهذه الامور لا يصدق بها الا كل من له بصيرة صحيحة. وعقل يعرف به ما فيه في نفسه وما في الوجود من الخير والشر. ينبغي للعبد ان يعتني كل الاعتناء بمعرفة المفاتيح. وما جعلت مفاتيح له. والله من وراء توفيقه وعدله له الملك وله الحمد وله النعمة والفضل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. ثمانية وثمانون لما ذكر النصوص العديدة في عظمة نعيم الجنة وتنوعه قال هذا الكلام العظيم الجامع لاصناف نعيم الجنة بغاية البيان والوضوح وكيف يقدر قدر دار غرسها الله بيده وجعلها مقرا لاحبابه وملأها من رحمته وكرامته ورضوانه ووصف نعيمها الفوز العظيم وملكها بالملك الكبير. واودعها جميع الخير بحذافيره. وطهرها من كل عيب وافة ونقص. فان سألت عن ارضها وتربتها فهي المسك والزعفران. وان سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن. وان سألت عن ملاطها فهو المسك الاظفر. وان عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر. وان سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب. وان سألت عن اشجارها فما فيها شجرة الا وساقها من فضة وذهب لا من الحطب والخشب. وان سألت عن ثمارها فامثال القلال الين من الزبد واحلى من العسل وان سألت عن ورقها فاحسن ما يكون من رقائق الحلل. وان سألت عن انهارها. فانهار من لبن لم يتغير طعمها وانهار من ماء غير اس وانهار من خمر لذة للشاربين. وانهار من عسل مصفى. وان سألت عن طعامهم وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون. وان سألت عن شرابهم فالتسليم والزنجبيل والكافور وان سألت عن انيتهم فانية من الذهب والفضة في صفاء القوارير. وان سألت عن سعة ابوابها فبين المصراعين اربعين من الاعوام وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام. وان سألت عن تصفيق الرياح لاشجارها فانها فزوا بالطرب لمن يسمعها. وان سألت عن ظلها ففيها شجرة واحدة يسير الراكب المجد السريع في ظلها مائة عام ما وان سألت عن سعتها فادنى اهلها يسير في ملكه وسروره وقصوره وبساتينه مسيرة الفي عام. وان سألت عنه قيامها وقبابها. الخيمة الواحدة من درة مجوفة طولها ستون ميلا من تلك الخيام. وان سألت عن علاليها وجواسها فهي غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الانهار. وان سألت عن ارتفاعها فانظر الى الكوكب الطالع او غالب في الافق الذي لا تكاد تناله الابصار. وان سألت عن لباس اهلها فهو الحرير والذهب. وان سألت عن فرشهم فبطائنها من مفروشة في اعلى الرتب. وان سألت عن ارائكها فهي الاسرة عليها البشخانات. وهي الحجال مزرورة بازرار الذهب فما لها من فروج ولا من خلال. وان سألت عن وجوه اهلها وحسنهم فعلى صورة القمر. ان سألت عن اسنانهم فابناء ثلاث وثلاثين على صورة ادم ابي البشر. وان سألت عن سماعهم فغناء ازواجهم من الحور العين. واعلى منه سماع اصوات الملأ الملائكة والنبيين واعلى منهما خطاب رب العالمين. وان سألت عن مطاياهم التي يتزاورون عليها نجائب انشأها الله حيث شاء من الجنان وان سألت عن حليهم واساورتهم فاساور الذهب واللؤلؤ وعلى الرؤوس ملابس التيجان. وان سألت عن غلمان وولدان مخلدون كانهم لؤلؤ مكنون. ثم ذكر ازواجهم وان الله قد جمع فيهن كمال الحسن الباطن والظاهر بكل وجه واعتذار. ثم ذكر نعيمهم الاكبر برؤية الله تسعة وثمانون وثمانمائة. لما ذكر الاوصاف التي ذكر الله الله ورسوله في من يستحق الجنة قال وهذا في القرآن كثير مداره على ثلاث قواعد ايمان وتقوى وعمل خالص لله على موافقة السنة فاهل هذه الاصول هم اهل البشرى دون من عاداهم من سائر الخلق. وعليها دارت بشارات القرآن والسنة جميعها وهي تجتمع في اصلين. اخلاص في طاعة الله واحسان الى خلقه. وضدها يجتمع في الذين يراؤون ويمنعون هنا الماعون وترجع الى خصلة واحدة. وهي موافقة الرب في محابه. ولا طريق الى ذلك الا بتحقيق القدوة ظاهرا وباطنا اعطنا برسول الله صلى الله عليه وسلم. واما الاعمال التي هي تفاصيل هذا الاصل فهي بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق. وبين هاتين الشعبتين سائر الشعب التي مرجعها تصديق الرسول في كل ما اخبر به وطاعته في جميع ما امر به ايجابا واستحبابا. اربعة واربعون. ومن مدارج السالكين تسعون وثمانمائة مدار اعتلال القلوب واسقامها على اصلين. واحد فساد العلم اثنان وفساد القصد. ويترتب عليهما داءان قاتلان الغضب والضلال. فالضلال ينتجه فساد العلم والغضب ينتجه فساد القصد. وهذان المرضان ملاك امراض القلوب جميعا ثم ذكر ان شفاء ذلك بالهداية العملية والهداية العملية معرفة الحق واتباعه. والقرآن كله شفاء لهذين المرضين ولغيرهما وفيه الهداية التامة. واحد وتسعون وثمانمائة. وبنى اياك نعبد على اربع قواعد التحقق بما يحب الله ويرضاه من قول اللسان والقلب وعمل القلب والجوارح. فالعبودية اسم جامع لهذه المراتب الاربع. فقول القلب اعتقاد ما اخبر الله به عن نفسه وعن خلقه وعن الغيوب. وقول اللسان الاخبار عنه بذلك والدعوة اليه. والذب عنه والقيام بذكره وتبليغ اوامره. وعمل القلب كالمحبة له. والتوكل عليه والانابة اليه. الخوف منه والرجاء له اخلاص الدين له. والصبر له على اوامره وعن نواهيه. وعلى اقداره والرضا به وعنه. والموالاة فيه والمعاداة فيه. والذل لهو والخضوع والاخبات والطمأنينة به. وغير ذلك من اعمال القلوب التي فرضها افرض من اعمال الجوارح. ومستحبها احب الى الله من مستحبها. عمل الجوارح بدونها اما عديم المنفعة او قليل المنفعة. واعمال الجوارح كالصلاة والجهاد ونقل الاقدام الى مواضع العبادة ومساعدة العاجز والاحسان الى الخلق ونحو ذلك. فاياك نعبد التزام لاحكام هذه الاربعة واياك نستعين طلب الاعانة عليها والتوفيق لها. اهدنا الصراط المستقيم. متضمن للتعريف بالامرين على تفصيل والهام القيام بهما وسلوك طريق السالكين الى الله بهما. اثنان وتسعون وثمانمائة. مدار السعادة الدنيوية والاخروية على الاعتصام بالله والاعتصام بحبله. فالاول يعصم من الهلكة والثاني يعصم من الضلالة. فان السائر الى الله كالسائر على طريق ان نحو مقصده فهو محتاج الى هداية الطريق والسلامة فيها. فالدليل كفيل بعصمته من الضلالة. وان يهديه الى الطريق والسلاح التي بها تحصل له السلامة من قطاع الطرق وافاتها. ثلاثة وتسعون وثمانمائة. الانصاف في معاملة الله ان يعطي العبودية حقها والا ينازع ربه صفات الهيته والا يشكر على نعمه سواه ولا يستعين بها على معاصيه ولا يحمد غيره ولا يعبد سواه. واما الانصاف في حق العبيد فان يعاملهم بمثل ما يحب ان يعاملوه به. اربعة وتسعون وثمانمائة. القلب في سيره الى الله بمنزلة الطائر. فالمحبة رأسه والخوف والرجاء جناحاه. فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران ومتى قطع الرأس مات الطائر ومتى عدم الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر. خمسة وتسعون وثمانمائة. سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية يقول الزهد ترك ما لا ينفع في الاخرة. والورع ترك ما تخاف ضرره في الاخرة وهذه العبارة من احسن ما قيل في الزهد والورع واجمعها. وقال الامام احمد الزهد على ثلاثة اوجه. الاول اكل حرام وهو زهد العوام. والثاني ترك الفضول من الحلال وهو زهد الخواص. والثالث ترك ما يشغل عن الله وهو زهد العارفين هذا من اجمع الكلام واحسنه تفصيلا. ستة وتسعون وثمانمائة الفرق بين الرجاء وبين التمني ان التمني يكون كونوا مع الكسل ولا يسلك بصاحبه طريق الجد والاجتهاد. والرجاء يكون مع بذل الجهد وحسن التوكل. فالاول كحال من يتمنى ان ليكون له ارض يبذرها ويأخذ زرعها. والثاني كحال من يشق ارضه ويفلحها ويبذرها ويرجو طلوع الزرع. فمن عمل بطاعة الله ورجاء ثوابه او تاب من الذنوب ورجا مغفرته فهو الراجي. ومن رجا الرحمة والمغفرة بلا طاعة ولا توبة هو متمن ورجاءه كاذب. وللسالك الى ربه نظران. نظر الى نفسه وعيوبه وافات عمله. يفتح عليه باب الخوف ونظر الى سعة رحمة الله وفضله العام والخاص به يفتح عليه باب الرجاء. وقال شيخ الاسلام الخوف المحمود ما عجز العبد عن محارم الله سبعة وتسعون وثمانمائة ومراتب العلم والعمل ثلاثة. واحد رواية وهي مجرد النقل وحمل اسمائه وصفاته اثنان ومعترضون على شرعه ودينه. ثلاثة ومعترضون على قضائه وقدره. ولا يتم للعبد دين وايمان الا بترك هذا الاعتراض والتسليم لحكمه الديني والقدري. تسعمائة تعظيم حرمات الله ما يجب احترامه وحفظه من الحقوق والاشخاص والازمنة والاماكن. فتعظيمها توفيتها حقها وحفظها عن الاضاعة. واحد وتسعمائة حقيقة الاخلاص توحيد المطلوب وحقيقة الصدق توحيد الطلب والارادة. ولا يثمران الا بالاستسلام المحض للمتابعة. فهذه الاركان الثلاث هي اصول الطريق التي من لم يبني عليها سيرة فهو مقطوع. ومن اجتمعت له فهو السابق الذي لا يجارى. وذلك فضل الله اثنان وتسعمائة. المطلوب من العبد الاستقامة على عبودية الله. فان لم يقدر عليها فالمقاربة فان نزل عنها فالتفريط بضاعة ثلاثة وتسعمائة. ولا يتم التوكل الكامل الا بمعرفة الله وصفاته وافعاله. واثبات الاسباب والاجتهاد فيها. وقوة الاعتماد على الله والاستناد اليه والسكون. بحيث لا يبقى القلب مضطربا من تشويش الاسباب. ولابد من حسن الظن والثقة بالله في في نيل ما توكل العبد على الله فيه والتفويض الى الله واستسلام القلب له. ويتوكل على الله في كل مطلوب حصوله او دفع مكروه وافضل التوكل ما كان في حصول خير ديني خاص او عام. اربعة وتسعمائة. الصبر ثلاثة اقسام. صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على امتحان الله. فالاولان صبر على ما يتعلق بالكسب. والثالث صبر على ما لا كسب للعبد فيه وصبر الاختيار اكمل من صبر الاضطرار. وتمام الصبر ان يكون كما قال الله تعالى والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم واقواه ان يكون بالله معتمدا فيه عليه لا على نفسه ولا على غيره من الخلق. سمعت شيخ الاسلام يقول الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه. والصفح الجميل والذي لا عتاب معه. والهجر الجميل هو الذي لا اذى معه خمس وتسعمئة. قال النبي صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا وقال من قال حين يسمع النداء رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا غفرت له ذنوبه الحديثان عليهما مدار مقامات الدين واليهما ينتهي. وقد تضمن الرضا بربوبيته سبحانه والوهيته. والرضا برسوله والرضا بدينه والتسليم له. ومن اجتمعت له فهو الصديق حقا. ستة وتسعمائة من اراد ان يحصل له الرضا عن الله الذي هو من افضل الدرجات فليلزم ما جعل الله رضاه فيه فانه يوصله الى مقام الرضا. سبعة وتسعمائة الشكر مبني على خمس قواعد خضوع الشاكر للمشكور له وحبه له. واعترافه بنعمته والثناء عليه بها. والا يستعملها فيما لا يكره ثمانية وتسعمائة الحياء خلق ناشئ عن حياة القلب ورؤية الآلاء الغزيرة ورؤية التقصير في حقوق ربه ويثمر اجتناب المحرمات والقيام بالواجبات. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم الحياء لا يأتي الا بخير. تسعة وتسعمائة. قال تعالى والذي جاء بالصدق وصدق به. فالذي جاء بالصدق هو من شأنه الصدق في قوله وعمله واعلى مراتب الصدق مرتبة الصديقية. وهي كمال الانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم مع كمال الاخلاص للمرسل عشرة وتسعمائة البخل وهو منع الحقوق الواجبة ثمرة الشح والايثار ثمرة الجود. والجود عشر مراتب الجود بالنفس اثنان والجود بالراحة ثلاثة والجود بالعلم اربعة والجود بالمال. خمسة والجود بالجاد ستة والجود بنفع البدن. سبعة والجود بالعرض ثمانية والجود بالعفو عن جنايات الخلق. تسعة والجود بالخلق والبشر والبسطة عشرة والجود بتركه ما في ايدي الناس. وهذا غير الجود بالمال. ولكل واحدة من هذه ثمرات طيبة. احد عشر وتسعمائة الدين كله خلق. فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين. وحسن الخلق يقوم على اركان الصبر والعفة والشجاعة والعدل. الصبر يحمله على الاحتمال وكظم الغيظ والحلم والاناة والرفق البطش والعجلة والعفة تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل. والشجاعة تحمله على عزة النفس وايثار الاخلاق والشيم وعلى البذل والندى الذي هو شجاعة النفس وقوتها على اخراج المحبوب ومفارقته وتحمله على كظم الغيظ والحلم فانه بقوة نفسه وشجاعتها امسك عنانها عن النزع والبطش. وحقيقة الشجاعة ملكة يقتدر بها على قهر خصمه. والعدل يحمله على اعتدال اخلاقه وتوسطه بين طرفي الافراط والتفريط. فمنشأ جميع الاخلاق الفاضلة من هذه الاربعة ومنشأ جميع الاخلاق السافلة. وبناؤها على اربعة اركان. الجهل والظلم والشهوة والغضب. اثنى عشر تسعمئة في النفس ثلاثة دواع متجاذبة. واحد داع يدعوها الى الانصاف باخلاق الشياطين من الكبر والحسد والعلو والبغي والشر والاذى والفساد والغش. اثنان وداع يدعوها الى اخلاق الحيوان وهي داعي الشهوة. ثلاثة وداع يدعوها الى اخلاق الملكي من الاحسان والنصح والبر والعلم والطاعة. فحقيقة المروءة بغض الداعيين الاولين واجابة الداعي الثالث. قلة المروءة او عدمها والاسترسال مع دينك الداعيين والتوجه لدعوتهما. ثلاثة عشر وتسعمئة الادب اجتماع خصال الخير في العبد وهو ثلاثة انواع. واحد ادب مع الله بان يصون قلبه ان يلتفت الى غيره او تتعلق ارادته بما يمقته عليه ويصون معاملته او يشوبها بنقيضه. اثنان وادب مع الرسول بكمال الانقياد وتلقي خبره بالقبول والتصديق والا يعارضه بغيره بوجه من الوجوه. ثلاثة وادب مع الخلق بمعاملتهم على اختلاف مراتبهم بما يليق بهم ويناسب حالهم اربعة عشر وتسعمائة. الغنى نوعان. واحد غنى بالله. اثنان وغنى عن غير الله. وحقيقة الغنى غنى القلب وهو تعلقه بالله وحده وحقيقة فقره المذموم تعلقه بغيره. خمسة عشر وتسعمئة. والحكمة نوعان واحد علمية اثنان وعملية. العلمية الاطلاع على بواطن الامور. ومعرفة ارتباط الاسباب بمسبباتها خلقا وامرا قدرا وشرعا. العملية وضع الشيء في موضعه ستة عشر وتسعمائة وروح العبادة هو الاجلال والمحبة. فاذا خلا احدهما عن اخر فسدت العبودية. فاذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم فذلك حقيقة الحمد. سبعة عشر وتسعمئة واصل السكينة هي الطمأنينة والوقار والسكون. الذي ينزله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدة المخاوف. فلا ينزعج بعد ذلك ايرد عليه ويوجب له زيادة الايمان وقوة اليقين والثبات. والطمأنينة سكون القلب الى الشيء. وعدم اضطرابه وقلقه اثر السكينة ثمانية عشر وتسعمائة. المحبة لله هي روح العبودية والاسباب الجالبة لها عشرة. واحد قراءة القرآن بالتدبر. اثنان التقرب الى الله بالنوافل بعد الفرائض. ثلاثة دوام ذكره على كل حال. اربعة ايثاره على محاب النفس عند غلبات الهوى. خمسة مطالعة القلب لاسمائه وصفاته ومعرفتها. ستة مشاهدة بره ونعمه في الظاهرة والباطنة. سبعة انكسار القلب بين يديه. ثمانية الخلوة به وقت النزول الالهي. تسعة مجالسة محبين الصادقين عشرة مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله ومراتبها عشرة واحدة العلاقة اثنان الارادة ثلاثة الصبابة اربعة الغرام خمسة الوداد ستة الشغف سبعة العشق ثمانية التتيم تسعة التعبد عشرة الخلة. ولهذا اثار وثمرات جليلة جميلة كثيرة. كالشوق والانس سوى اليقين والرغبة في الطاعة وكراهة المعصية ونحو ذلك. خمسة واربعون. ومن كتاب الصلاة لابن القيم تسعة عشر تسعمائة لما ذكر شيئا من شعب الايمان قال فكل شعبة منه تسمى ايمانا. حتى تنتهي الى اماطة الاذى عن الطريق. وهذه الشعب منها ما يزول الايمان بزوالها كشعبة الشهادة. ومنها ما لا يزول بزوالها كاماطة الاذى عن الطريق. وبينهما شعب متفاوتة تفاوتا عظيما. منها ما يلحق بشعبة الشهادة ويكون اليها اقرب. ومنها ما يلحق بشعبة اماطة الاذى عنك من الطريق ويكون اليها اقرب. وكذلك الكفر ذو اصل وشعب. فكما ان شعب الايمان ايمان فشعب الكفر كفر. والحياة شعبة من الايمان وقلة الحياء شعبة من شعب الكفر. الصلاة والزكاة والحج والصيام من شعب الايمان. وتركها من شعب الكفر والحكم بما انزل الله من شعب الايمان. والحكم بغير ما انزل الله من شعب الكفر. والمعاصي كلها من شعب الكفر. كما ان الطاعات كلها من شعب الايمان وشعب الايمان قسمان قولية وفعلية وكذلك شعب الكفر نوعان قولية وفعلية ومن شعب الايمان القولية شعبة يوجب زوالها زوال الايمان. فكذلك من شعب الايمان الفعلية ما يوجب زوالها زوال الايمان وكذلك شعب الكفر القولية والفعلية. فكما يكفر بالاتيان بكلمة الكفر اختيارا وهي شعبة من شعب الكفر. كذلك يكفر بفعل شعبة من شعبه كالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف فهذا اصل وها هنا اصل اخر وهو ان حقيقة الايمان مركبة من قول وعمل. والقول قسمان قول القلب وهو الاعتقاد وقول اللسان وهو التكلم بكلمة الاسلام. والعمل عثمان عمل القلب وهو نيته واخلاصه وعمل الجوارح. فاذا زالت هذه الاربعة زال الايمان بكماله. واذا زال تصديق القلب لم تنفع بقية الاجزاء. فان تصديق القلب شرط في اعتقادها وكونها نافعة. واذا زال عمل القلب معه الصدق فهذا موضع المعترف بين المرجئة واهل السنة. فاهل السنة مجمعون على زوال الايمان. وانه لا ينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب وهو محبته وانقياده. كما لم ينفع ابليس وفرعون وقومه. واليهود والمشركين الذين كانوا يعتقدون صدق الرسول بل ويقرون به سرا وجهرا ويقولون ليس بكاذب ولكن لا نتبعه ولا نؤمن به. واذا كان الايمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر ان يزول بزوال اعظم اعمال الجوارح. ولا سيما اذا كان ملزوما لعمل القلب لعدم محبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق الجازم كما تقدم تقريره فانه يلزم من عدم طاعة القلب عدم طاعة جوارح. اذ لو اطاع القلب وانقاد اطاعت الجوارح وانقادت. ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التصديق المستلزم لطاعته وهو حقيقة الايمان فان الايمان ليس مجرد التصديق كما تقدم بيانه. وانما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد. وهكذا الهدى ليس هو مجرد معرفة الحق وتبيينه. بل هو معرفته المستلزمة لاتباعه والعمل بموجبه. وان سمي الاول هدى ليس هدى تاما. وها هنا اصل اخر وهو ان الكفر نوعان. كفر عمل وكفر جحود وعناد. وكفر الجحود ان يكفر بما فعلم ان الرسول جاء به من عند الله جحودا وعنادا من اسماء الرب وصفاته وافعاله واحكامه. وهذا الكفر يضاد الايمان من كل وجه واما كفر العمل فينقسم الى ما يضاد الايمان والى ما لا يضاده. فالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف قتل النبي وسبه يضاد الايمان. واما الحكم بغير ما انزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعا. ولا يمكن وان ينفى عنه اسم الكفر بعد ان اطلقه الله ورسوله عليه. فالحاكم بغير ما انزل الله كافر. وتارك الصلاة كافر بنص رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن هو كفر عمل لا كفر اعتقاد. وقد نفى صلى الله عليه وسلم الايمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر ومن لا يأمن جاره بوائقه. واذا نفى عنه اسم الايمان فهو كافر من جهة العمل. وانتفى عنه كفر الجحود الاعتقاد واشياء كثيرة من هذا النوع. ومعلوم انه انما اراد الكفر العملي لا لاعتقادي. وهذا الكفر لا يخرجه الدائرة الاسلامية والملة بالكلية. كما لم يخرج الزاني والسارق والشارب من الملة. وانزال عنه اسم الايمان. وهذا التفصيل هو قول الصحابة فها هنا كفر دون كفر. ونفاق دون نفاق وشرك دون شرك وفسوق دون فسوق وظلم دون ظلم. وها هنا اصل اخر وهو انه لا يلزم من قيام شعبة من شعب الايمان بالعبد ان يسمى مؤمنا. وان كان ما قام به ايمانا ولا من قيام شعبة من شعب الكفر ان يسمى كافرا. وان كان ما قام به كفرا. كما انه لا يلزم من قيام جزء ان من اجزاء العلم به ان يسمى عالما ونحو ذلك الى ان قال فيبقى النظر في الصلاة هل هي شرط لصحة الايمان؟ هذا سر المسألة والادلة التي ذكرناها وغيرها تدل على انه لا يقبل من العبد شيء من اعماله الا بفعل الصلاة. عشرون هنا وتسعمائة دل الكتاب والسنة اقوال الصحابة ان السيئات تحبط الحسنات. كما ان الحسنات يذهبن السيئات. والحبوط نوعان عام وخاص. فالعام حبوط الحسنات كلها بالردة والسيئات كلها بالتوبة. والخاص حبوط السيئات والحسنات بعضها في بعض وهذا حبوط مقيد جزئي. ستة واربعون ومن الوابل الصيب واحد وعشرون وتسعمائة. تفاضل الاعمال عند والله بتفاضل ما في القلوب من الايمان والاخلاص والمحبة وتوابعها. فهذا العمل الكامل يكفر تكفيرا كاملا. والناقص بحسب اثنان وعشرون وتسعمائة المقبول من العمل قسمان. احدهما ان يصلي العبد ويعمل سائر الطاعات. وقلبه متعلق بالله عز وجل ذاكرا لله على الدوام. فعمله في اعلى المراتب. الثاني ان يعمل العبد الاعمال على العادة والغفلة. وينوي بها الطاعة والتقرب الى الله. فاركانه مشغولة بالطاعة. وقلبه لاه عن ذكر الله. وكذلك سائر اعماله. فهذا عمله مقبول ومثاب عليه بحسبه. ثلاثة وعشرون وتسعمائة. وفي ذكر الله اكثر من مائة فائدة. يرضي الرحمن ويطرد الشيطان ويزيل الهم ويجلب السرور ويقوي الايمان ويقوي القلب والبدن وينور القلب والوجه ويجلب الرزق اكسبوا المهابة والحلاوة ويورث محبة الله التي هي روح الاسلام. ويورث المعرفة والانابة والقرب. وحياة القلوب وذكر الله عبد وهو قوت القلوب وروحه ويجلو صدأه ويحط الخطايا ويرفع الدرجات ويحدث الانس ويزيل الوحشة ويذكر صاحبه وينجي من عذاب الله ويوجب تنزيل السكينة. وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بالذاكر. ويشغل عن الكلام الضار ويسعد الذاكر ويسعد به جليسه ويؤمن الحسرة يوم القيامة. وهو مع البكاء سبب اظلال الله للذاكر. وبه تحصل العطايا ثواب متنوع من الله وهو من ايسر العبادات وافضلها وهو غراس الجنة. ويؤمن العبد من نسيان ربه وانفراط امور العبد بصاحبه في كل حال من احواله. وهو نور للعبد في دنياه وقبره ويوم حشره. وبه تخرج اعمال العبد واقواله ولها نور وهو رأس الولاية وطريقها. ويزيل خلة القلب ويفرق غمومه وهمومه. وينبه القلب من نومه. ويثمر المعارف والاحوال الجليلة والذاكر قريب من مذكوره والله معه. واكرم الخلق على الله من لا يزال لسانه رطبا من ذكر الله. ويزيل قسوة القلب وما استجلبت نعم الله واستدفعت نقمه بمثل ذكره. ويوجب صلاة الله وملائكته على الذاكر. ومجالس الذكر مجالس الملائكة ورياض الجنة وجميع الاعمال انما شرعت لاقامة ذكر الله. وافضل كل عامل اكثرهم لله ذكرا وادامة الذكر تنوب مناب كثير من الطاعات البدنية والمالية والمركبة منها. وهو يعين على طاعة الله ويسهل صعب وييسر الامور ويعطي الذاكر قوة في قلبه وبدنه. والذاكرون اسبق العمال وهو سد بين العبد وبين نار جهنم تستغفر الملائكة للذاكر وتتباهى الجبال وبقاع الارض بمن يذكر الله عليه وتتباهى الجبال وبقاع الارض بمن يذكر الله عليها وتشهد له. والذكر امان من النفاق. ويدخل في ذكر الله ذكر اسمائه وصفاته. والثناء عليه بهما. وتنزيهه عما لا يليق به. الخبر عن احكام ذلك وذكر امره ونهيه. ويكون الذكر بالقلب واللسان وهو الاكمل. ثم القلب وحده ثم اللسان واحدة اربعة وعشرون وتسعمائة وافضل انواع الذكر القرآن. ثم الذكر والثناء على الله ثم انواع الادعية. سبعة واربعون ومن زاد المعاد في هدي خير العباد خمسة وعشرون وتسعمائة. وربك يخلق ما يشاء ويختار. واذا تأملت احوالها هذا الخلق رأيت هذا الاختيار والتخصيص فيه دالا على ربوبيته تعالى. ووحدانيته وكمال حكمته وعلمه وقدرته وان الله لا اله الا هو فلا شريك له يخلق كخلقه ويختار كاختياره ويدبر كتدبيره. ثم ذكر امثلة من هذا النوع وان اكمل مختار من الخليقة محمد صلى الله عليه وسلم. ثم قال ومن ها هنا تعلم اضطرار العباد فوق كل ضرورة الى معرفة الرسول وما جاء به. وتصديقه فيما اخبر به وطاعته فيما امر به. فانه سبب السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة. فالطيب من الاعمال والاقوال والاخلاق ليس الا هدي الرسل وما جاءوا به. وخصوصا خاتمهم. وبهديه توزن العطاء القائد والاعمال الظاهرة والباطنة. واذا كان الامر كذلك فيجب على كل من نصح نفسه واحب نجاتها وسعادتها. ان يعرف منهجك وسيرته وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين ويدخل به في عداد اتباعه وشيعته وحسبه. والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم. والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. ستة وعشرون وتسعمائة مراتب دعوة النبي صلى الله عليه وسلم خمس النبوة ثم انذار عشيرته الاقربين ثم انذار قومه ثم انذار العرب ثم انذار الخلق كلهم. وهذه الاربعة من اثار الرسالة. سبعة وعشرون وتسعمائة. الاسباب لشرح الصدر امور. قوة التوحيد الهدى والنور الذي يقذفه الله بقلب العبد. والعلوم النافعة والانابة الى الله تعالى. ودوام ذكر الله والاحسان الى الخلق الشجاعة واخراج دغل القلب وترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة والاكل والنوم. واضداد هذه الصفات سبب الهم والغم والضيق والحصر ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الصفات الكاملة وغيرها اعلاها واكملها. ولاتباعه من بحسب اتباعهم له. وبالله التوفيق. مراتب الجهاد اربع. واحد جهاد النفس على تعلم الهدى والعمل به. والدعوة الى والصبر على مشاق الدعوة. اثنان جهاد الشيطان على دفع ما يلقيه الى العبد من الشبهات والشكوك المادحة في الايمان جهاده على ما يلقي اليه من الارادات والشهوات. الاول يثمر اليقين والثاني بعده الصبر. وبالصبر واليقين تنال في الدين. ثلاثة جهاد الكفار والمنافقين بالقلب واللسان والمال والنفس. اربعة جهاد ارباب الظلم والبدع والمنكرات باليد اذا قدر ثم باللسان ثم بالقلب فهذه ثلاث عشرة مرتبة من الجهاد. ومن مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو. ما على شعبة من النفاق. ثمانية وعشرون وتسعمائة قواعد طب الابدان تدور على ثلاثة اصول. حفظ الصحة والحمية عن المؤذي واستفراغ المواد الفاسدة. ومن اصول الطب تدبير الغذاء والحركة والنوم وجميع التصرفات. ولا يعدل الى استعمال الادوية الا للضرورة او الحاجة. واربعة اشياء تمرض الجسم. الكلام الكثير والنوم الكثير والاكل الكثير والجماع الكثير واربعة تهدم البدن الهم والحزن والجوع والسهر. واربعة تفرح النظر الى الخضرة والى الماء الجاري والمحبوب والثمار. واربعة تظلم البصر. المشي حافيا. والتصبح والتمسي بوجه البغيض والثقيل والعدو كثرة البكاء. وكثرة النظر في الخط الدقيق. واربعة تقوي الجسم. لبس الثوب الناعم. ودخول الحمام المعتدل اكل الطعام الحلو والدسم وشم الروائح الطيبة. واربعة تيبس الوجه وتذهب بهاءه وبهجته وطلاقته. الكذب والوقت وطاحت وكثرة السؤال عن غير علم وكثرة الفجور. واربعة تزيد في ماء الوجه وبهجته. المروءة والوفاء والكرم والتقوى واربعة تجلب البغضاء والمقت. الكبر والحسد والكذب والنميمة. واربعة تجلب الرزق. قيام الليل. وكثرة الاستغفار بالاسحار وتعاهد الصدقة والذكر اول النهار واخره. واربعة تمنع الرزق. نوم الصبيحة وقلة الصلاة والكسل والخيانة اربعة تضر بالفهم ادمان اكل الحامض والفواكه والنوم على القفا والهم والغم. واربعة تزيد في الفهم. فراغ القلب قلب وقلة التملي من الطعام والشراب وحسن تدبير الغذاء بالاشياء الحلوة والدسمة واخراج الفضلات المثقلة للبدن. ومن ما يضر بالعقل ادمان اكل البصل والباقي الماء والزيتون والباذنجان. وكثرة الجماع والوحدة والافكار والسكر وكثرة الضحك والغم، ثمانية واربعون. ومن اغاثة الله فان تسعة وعشرون وتسعمائة. القلوب ثلاثة، صحيح وهو الذي قد من كل شهوة تخالف امر الله ونهيه. ومن كل شبهة تعارض خبره. فسلم من عبودية ما سواه وسلم من تحكيم غير رسوله القلب الميت ضد هذا وهو الذي لا حياة به فلا يعرف ربه ولا يعبده بامره. والقلب الثالث قلب له حياة وبه في علة ففيه من محبة الله والايمان به والاخلاص له. والتوكل عليه ما هو مادة حياته. وفيه من محبة الشهوات وايثارها والاخطار اخلاق الرذيلة ما هو مادة عطبه. وهو ممتحن بين هذين الداعيين. القلب الاول حي مخبت لين واع. والثاني يا ميت والثالث مريض فاما الى السلامة واما الى العطب. وامراض القلوب ترجع كلها الى امراض الشبهات والشهوات. وحياة القلب واشراقه مادة كل خير فيه. وموته وظلمته مادة كل شر فيه. ولا يكون صحيحا حيا الا بمعرفة الحق وايثاره ولا سعادة له ولا نعيم ولا صلاح حتى يكون الله وحده هو معبوده وغاية مطلوبه. ولا يتم له ذلك الا بزكاة قلبه وتوبته واستفراغه من جميع المواد الفاسدة والاخلاق الرذيلة. ولا يحصل له ذلك الا بمجاهدة نفسه الامارة بالسوء ومحاسبتها ومجاهدة شياطين الانس والجن. شياطين الانس بالاعراض ومقابلة الاساءة بالاحسان. وشياطين الجن بالاعتصام بالله منهم ومعرفة مكايدهم وطرقهم والتحرز منها. ثلاثون وتسعمائة. وتمام الكلام في مسائل المصائب والمحن يتبين باصول نافعة جامعة. الاول ان ما يصيب المؤمنين من الشرور دون ما يصيب الكافرين. الثاني ان ما يصيب المؤمنين مقرون بالرضا والاحتساب. فان فاتهم فمعولهم على الصبر وعلى الاحتساب. وذلك يخفف البلاء بلا ريب الثالث ان المؤمن محمول عنه بحسب طاعته واخلاصه ووجود حقائق الايمان في قلبه. بحيث لو كان شيء منه على غيره لعجب عجز عن حمله وهذا من دفع الله عن عبده المؤمن. الرابع ان محبة الله اذا تمكنت في القلب كان اذى المحب في رضا محبوبه في مستحلا غير مسخوط. الخامس ان ما يصيب الكافر والفاجر من العز وتوابعه مقرون بضده. السادس ان ابتلاء الله لعبده المؤمن كالدواء يستخرج منه الادواء التي لو بقيت فيه اهلكته او نقصت ثوابه. السابع ان ذلك من الامور للبشر الثامن ان لله في ذلك حكما عظيمة معروفة. التاسع ان ذلك من الابتلاء والامتحان الذي يظهر به الصادق من الكاذب العاشر ان الانسان مدني بالطبع ولابد له من الاختلاط. واختلاف التصورات والايرادات التي تنشأ عنها من الاكدار والمؤمن مأمور ان يقوم بوظيفته فيها. وذلك مما يهون المصيبة. الحادي عشر ان البلاء الذي يصيب العبد لا يخرج عن اربعة اقسام. اما ان يكون في نفسه او في ما له او في عرضه او في اهله ومن يحب. والناس مشتركون في حصوله بها فغير المؤمن التقي يلقى منها اعظم مما يلقى المؤمن كما هو مشاهد. تسعة واربعون. ومن سفر الهجرتين واحد وثلاثون وتسعمائة. فهو تعالى الاول الذي ابتدأت منه المخلوقات. والاخر الذي انتهت اليه عبودياتها واراداتها ومحبتها. فليس وراءها والله شيء يقصد ويعبد ويتأله. كما انه ليس قبله شيء يخلق ويبرأ. كما كان واحدا في ايجادك فاجعله واحدا في نهك اليه وهو الظاهر الذي ليس فوقه شيء. وهو الباطن الذي ليس دونه شيء. التعبد بها ان يعلم انه العلي الاعلى. وانه محيط كلها وانها في يده كخردلة في يد العبد او اصغر. وظهر على كل شيء فكان فوقه. وبطن فكان اقرب الى كل شيء من نفسه. وهو ومحيط به حيث لا يحيط الشيء بنفسه وكل شيء في قبضته وليس شيء في قبضة نفسه فهذا قرب الاحاطة العامة. واما القرب من عابديه وسائليه وداعيه فهو من ثمرة التعبد باسمه الباطن. فاولية الله سابقة على اولية ما سواه. واخريته ثابتة بعد كل شيء ظاهريته فوقيته وعلوه على كل شيء. وبطونه احاطته بكل شيء. بحيث يكون اقرب اليه من نفسه هو الاول في اخريته. والاخر في اوليته. والظاهر في بطونه. والباطن في ظهوره. فلا يزال اولا واخرا وظاهرا وباطنا اثنان وثلاثون وتسعمائة كل من التوحيد والذكر والصلاة وسائر القرب نوعان خاصي وهو ما بذل فيه العامل نصحه وقصده بحيث يوقعها على احسن الوجوه واكملها. والعامية ما لم يكن كذلك. المسلمون كلهم مشتركون في اتيانهم بشهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. وتفاوتهم في معرفتهم بمضمون هذه الشهادة وقيامهم بحقها ظاهرا وباطنا. امر لا يحصيه الا الله. ثلاثة وثلاثون وتسعمائة قاعدة شريفة نافعة. اعلم ان كل حي سوى الله فهو فقير الى جلب ما ينفعه في دينه ودنياه. والى دفع ما يضر فيهما فلابد من امرين احدهما هو المطلوب المقصود المحبوب الذي ينتفع به ويتلذذ به. والثاني هو المعين الموصل المحصل ذلك المقصود والمانع لحصول المكروه والدافع له بعد وقوعه. فها هنا اربعة امور امر محبوب مطلوب الوجود وامر مكروه مطلوب العدم ووسيلة الى حصول المطلوب ووسيلة الى دفع المكروه. الله هو المطلوب المعبود المحبوب وحده لا شريك له. وهو المعين للعبد على وصول مطلوبه فلا معبود سواه ولا معين على المطلوب غيره. وما سواه هو المكروه المطلوب بعده. وهو المعين على دفعه. فهو سبحانه الجامع للامور الاربعة دون ما سواه. وهذا معنى قول العبد اياك نعبد واياك نستعين. فان العبادة تتضمن المقصود المطلوب على اكمل الوجوه والمستعان هو الذي يستعان به على حصول المطلوب ودفع المكروه. وهذا مبني على اصلين. احدهما ان نفس الايمان بالله والتقرب اليه وغذاء انساني وقوته وصلاحه وقوامه كما عليه اهل الايمان لا كما يقوله المتكلفون انه تكليف ومشقة على خلاف مقصود القلب لذته بل لمجرد الامتحان والابتلاء بل اوامر المحبوب قرة العيون وسرور القلوب. الاصل الثاني كمال النعيم في الدار الاخرة ايضا برؤيته وسماع كلامه وقربه ورضوانه فلذتهم ونعيمهم في حظهم من الخالق اعظم مما يخطر بالبال او يدور في الخيال. وهذان فصلان ثابتان بالكتاب والسنة. وعليهما اهل العلم والايمان. ويتكلم عليهما العارفون وهما من فطرة الله التي فطر الناس عليها. خمسة وثلاثون وتسعمائة. قاعدة كمال العبد وصلاحه يتخلف عنه من احدى جهتين. اما ان تكون طبيعته قاسية غير لينة يا منقادة ولا قابلة لما به كمالها وفلاحها. واما ان تكون لينة منقادة سلسة الانقياد لكن غير ثابتة بل سريعة يقال عنه كثيرة التقلب. فمتى رزق العبد انقيادا للحق؟ وثباتا عليه فليبشر. فقد بشر بكل خير وذلك فضل الله ستة وثلاثون وتسعمائة قاعدة اذا ابتلى الله عبده بشيء من انواع البلاء فان رده الى ربه وصار سببا لصلاح دينه فهو علامة سعادته وارادة الخير به. ولابد ان تقلع الشدة. وقد عوض عنها اجل عوض. وان لم يرد ذلك البلاء اليه بل شرد قلبه عنه ورده الى الخلق وانساه ذكر ربه فهو علامة الشقاء. واذا اقلع عنه البلاء رده الى طبيعته وسلطان شهوته فبلية هذا وبالية اول رحمة وتكميل والله الموفق. سبعة وثلاثون وتسعمائة. قاعدة في الانابة التي تكرر ذكرها في القرآن. امرا فتحا وترغيبا واثارا جميلة. وهي الرجوع الى الله وانصراف دواعي القلب وجواذبه اليه. وهي تتضمن المحبة والخشية والناس في درجات متفاوتة. فمنهم المنيب الى الله بالرجوع اليه من المخالفات والمعاصي. والحامل عليها الخوف والعلم ومنهم المنيب الى الله في انواع العبادات فهو ساع بجهده. ومصدرها الرجاء ومطالعة الوعد والثواب. وهؤلاء ابسط نفوسا من الاولين. كل منهما منيب امرين ولكن يغلب الخوف على الاولين والرجاء على الاخيرين. ومنهم المنيب اليه بالتضرع والدعاء وكثرة الافتقار وسؤال الحاجات كلها مع قيامهم بالامر والنهي ومنهم المنيب الى الله عند الشدائد فقط. انابة اضطرار لا انابة اختيار. واعلى انواع الانابات انابة الروح بجملتها اليه لشدة المحبة الخالصة. المغنية لهم عما سوى محبوبهم. وحين انابت اليه لم يتخلف منهم شيء عن الانابة فان الاعضاء كلها رعتها وادت وظائفها كاملة. فساعة من انابة هذا اعظم من انابة سنين من غيره وذلك فضل الله ثمانية وثلاثون وتسعمائة قاعدة في ذكر طريق قريب يوصل الى الاستقامة في الاحوال والاقوال والافعال. وهي شيئان احدهما حراسة الخواطر وحفظها من الافكار والايرادات الضارة. حياء من الله واجلالا له وخوفا من سقوطه من عينه وحذرا من تولد الخواطر بالشرور والثاني اشغال القلب بخواطر الايمان التي هي اصل الخير ومادته. من المحبة والانابة والتوكل ومحبة الخير للمسلمين ونحوها ومن ابلغ ما تحصل به الاستقامة صدق التأهب للقاء الله تسعة وثلاثون وتسعمائة قاعدة شريفة الناس قسمان علية وسفلية فالعلية من عرف الطريق الى ربه وسلكها قاصدا للوصول اليه. والسفلية من لم يعرف الطريق الى ربه ولم يتعرفها الطريق الى الله واحد لا تعدد فيه. وهو صراطه المستقيم الذي نصبه موصلا لمن سلكه الى الله. فمن الناس من يكون سيد عمله وطريقه الى ربه طريق العلم والتعليم. قد وفر عليه زمانه مبتغيا به وجه الله فلا يزال عاكفا على طريق العلم حتى يصل من تلك الطريق الى الله ويفتح له فيها الفتح الخاص ويموت في طريق طلبه فيرجى له الوصول الى مطلبه. ومنهم من يكون سيد عمله الذكر ومنهم من يكون سيد عمله الصلاة. ومنهم من يكون سيد طريقه الاحسان والنفع المتعدي. ومنهم من يكون طريقه الصوم. ومنهم من يكون طريقه كثرة تلاوة القرآن. ومنهم من طريقه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ومنهم من طريقه الحج والاعتمار. ومنهم من يكون طريقه قطع العين علائق تجريد الهمة ودوام المراقبة وحفظ الاوقات ان تذهب ضائعة. ومنهم الجامع الفذ السالك الى الله في كل واد الواصل اليه من كل طريق وهو جعل وظائف عبوديته قبلة قلبه ونصب عينيه. قد شارك اهل كل عمل وذلك فضل الله. اربعون وتسع قاعدة سائر الى الله لا يتم سيره الا بقوتين. قوة علمية يبصر بها منازل الطريق. ويتجنب مهالكها وقوة عملية وقوة عملية بها يسير ويعمل. وذلك العلم النافع والعمل الصالح واحد واربعون وتسعمائة قاعدة نافعة. العبد من حين استقرت قدمه في هذه الدار فهو مسافر فيها الى ربه ومدة سفره هي عمره. الايام والليالي مراحل فلا يزال يطويها حتى ينتهي السفر فالكيس لا يزال مهتما بقطع المراحل فيما يقربه الى الله. ليجد ما قدم محضرا. ثم الناس منقسمون الى اقسام منهم من قطعها متزوجا ما يقربه الى دار الشقاء من الكفر وانواع المعاصي. ومنهم من قطعوها سائرين فيها الى الله والى دار السلام وهم ثلاثة اقسام سابقون ادوا الفرائض واكثروا من النوافل بانواعها. وترك المحارم والمكروهات وفضول المباحات. ومقتصدون ادوا الفرائض وتركوا المحارم. ومنهم الظالم لنفسه الذي خلط عملا صالحا واخر سيئا. هم في ذلك درجات متفاوتون تفاوتا عظيما. اثنان واربعون وتسعمائة طبقات المكلفين في الاخرة ثماني عشرة طبقة. اعلاها مرتبة الرسل صلوات الله وسلامه عليه هم ثلاث طبقات اعلاهم اولو العزم الخمسة ثم من عاداهم ثم الانبياء الذين لم يرسلوا الى الامم. الرابعة الصديقون ورثة الرسل القائمون بما بعثوا به علما وعملا. ودعوة للخلق الى الله على طريقهم. الخامسة ائمة العدل وولاته. السادسة تجاهدون في سبيل الله. السابعة اهل الايثار والاحسان والصدقة الثامنة. من فتح الله عليه بابا من ابواب الخير القاصر على نفسه من وصيام وحج وغيرها. التاسعة طبقة اهل النجاة. هم من يؤدي فرائض الله ويجتنب محارمه. العاشرة طبقة قوم اسرفوا وعلى انفسهم وغشوا كبائر ما نهى الله عنه. ولكن رزقهم الله التوبة النصوحة قبل الموت. فماتوا على توبة صحيحة. الحادية عشر طبقة اقوام خلطوا عملا صالحا واخر سيئا. ولقوا الله مصرين غير تائبين. لكن حسناتهم اغلب من سيئاتهم. فاذا وزنت بها رجحت كفة الحسنات. هؤلاء ايضا ناجون فائزون. الثانية عشرة قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم وهم اصحاب اعراف وهو موضع بين الجنة والنار ولكن مآلهم الى دخول الجنة. الثالثة عشرة طبقة اهل البلية والمحنة وهم قوم خفت موازينهم ورجحت سيئاتهم على حسناتهم. هؤلاء الذين ثبتت فيهم الاحاديث انهم يدخلون النار فيكونون فيها على مقدار اعمالهم ثم يخرجون منها بشفاعة الشافعين وبرحمة ارحم الراحمين. الرابعة عشرة قوم لا طاعة لهم ولا معصية ولا كفر ولا ايمان. وهم اصناف. منهم من لم تبلغهم الدعوة بحال. ومنهم المجنون الذي لا يعقل ومنهم الاصم الذي لا يسمع شيئا ابدا. ومنهم اطفال المشركين الذين ماتوا قبل ان يميزوا شيئا. فاختلفت الامة فيهم على ثمانية مذاهب. ارجحها انهم يمتحنون في عرصات القيامة ويرسل اليهم هناك رسول. فمن اطاع الرسول دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. وبهذا تتفق الاحاديث وتوافق الحكمة والعدل. فقد فصل الله احكام كل طبقة وما ورد فيهم من نصوص الكتاب والسنة. بكلام طويل جدا رحمه الله. فقد فصل احكام كل طبقة وما ورد فيهم من نصوص الكتاب والسنة بكلام طويل جدا رحمه الله. ثلاثة واربعون وتسعمائة ثم قال ان الله الله سبحانه لا يعذب احدا الا بعد قيام الحجة فيعرض العبد عنها او يعاندها. وقيام الحجة يختلف باختلاف الازمنة والامكنة والاشخاص وافعال الله تابعة لحكمته التي لا يخل بها. الطبقة الخامسة عشرة طبقة الزنادقة وهؤلاء هم المنافقون الذين اظهروا الاسلام وابطنوا الكفر وهم في الدرك الاسفل من النار. الطبقة السادسة عشرة رؤساء الكفر وائمته ودعاته ويتغلظ الكفر العقيدة وبالعناد وبالدعوة الى الباطل. الطبقة السابعة عشرة الطبقة المقلدين وجهال الكفرة. وقد اتفقت الامة على ان انهم كفار. الثامنة عشرة طبقة الجن وهم مكلفون مثابون ومعاقبون بحسب اعمالهم. ولكل درجات مما اه عملوا وليوفيهم اعمالهم وهم لا يظلمون. ومن كتاب عدة الصابرين اربعة واربعون وتسعمائة. قال الله تعالى والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل. يدخل في هذا ظاهر الدين وباطنه. وحق الله وحق خلقه. فيصلون ما بينهم وبين الله القيام بحق عبوديته والاجتهاد في تكميلها ظاهرا وباطنا. وامرنا ان نصل ما بيننا وبين الوالدين ببرهم وبصلة الارحام. القيام بحق جيراني والاصحاب والعيال والمعاملين وجميع المخالطين بان نأتي اليهم ما نحب ان يأتوه الينا وان نصل ما بيننا وبين الحفظة الكرام للكاتبين بان نكرمهم ونستحي منهم فهذا كله مما امر الله به ان يوصل. خمسة واربعون وتسعمائة. من اعظم ما عينه على الصبر ان يدرك العبد ما في الامور من الخير واللذة والكمال. وما في المحظور من الشر والضرر اذا ادركهما كما ينبغي اضاف الى ذلك عزيمة صادقة وتوكلا على الله. ومما يعين على ذلك ان يعلم ان الصبر مصارعة داعي العقل وداعي الشهوة. وكل متصارعين اريد ان يغلب احدهما الاخر اعين على ذلك واضعف الاخر. فليسعى باضعاف دواعي الشهوة لاسباب معروفة وبتقوية داعي العقل. انه لا يزال كذلك حتى يكون الحكم لداعي العقل ويضعف داعي الشهوة المهلك. ستة واربعون وتسعمائة الكمال الانساني في ثلاثة امور علوم علوم يعرفها واعمال يعمل بها واحوال تترتب له على علومه واعماله. وافضل العلم والعمل والحال العلم بالله واسمائه وصفاته وافعاله. والعمل بمرضاته وما ترتب عليها من الاخلاق الجميلة والاوصاف الحميدة. فهذا اشرف ما في الدنيا وجزاؤه اشرف ما في الاخرة. سبعة واربعون وتسعمائة. ثبت ان الايمان نصفان نصف شكر ونصف صبر. باعتبار ان الايمان اما فعل مأمور فهو الشكر او ترك محظور. وذلك هو الصبر. واما بان العبد بين امرين اما حصول محاب ومسار فوظيفته الشكر واما حصول مكاره ومضار فوظيفته الصبر. فمن قام بهذين الامرين استكمل الايمان. وقد ذكر عدة اعتبارات احسنها ما ذكرنا ثمانية واربعون وتسعمائة. ومما ينبغي ان يعلم ان كل خصلة من خصال الفضل فقد احل الله رسوله صلى الله عليه وسلم في اعلاها وخصه بذروة سنانها. فهو سيد الشاكرين وامام الصابرين. واعظم المجاهدين واشرف المتواضعين. واكمل النبيين اقوى المتوكلين واعلى العابدين. وهكذا جمع خصال الفضل والخير. قد جمعها الله فيه وتبوأ اكملها واعلاها. واحد وخمسون من كتابه الفوائد تسعة واربعون وتسعمائة. قال في قاعدة جليلة اذا اردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه والقى واحضر حضور من يخاطبه به من يتكلم به منه اليه فانه خطاب منه لك على لسان رسوله. قال تعالى ان في ذلك ذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. ذلك ان تمام التأثير لما كان موقوفا على مؤثر مقتضى ومحل قابل وشرط لحصول الاثر وانتفاء المانع الذي يمنع منه تضمنت الاية بيان ذلك كله باوجز لفظ وابينه وادله على المراد خمسون وتسعمائة. الصواب ان المعاد معلوم بالعقل مع الشرع. وان كمال الرب وكمال اسمائه وعلمه وحكمته وقدرته وصفاته تقتضيه وتوجبه وانه منزه عما يقوله منكروه كما يستنزه كماله عن سائر العيوب والنقائص. واحد وخمسون وتسعمائة. الرب يدعو عباده الى معرفته من طريق تدبر اياته المتلوة. فان القرآن قد حوى من تفاصيل معرفة الله باسمائه وصفاته شيئا عظيما. ويدعوهم الى النظر في مفعولاته فانها دالة على افعاله. والافعال دالة على الصفات. فان المفعول يدل على لفعله وذلك يستلزم وجوده وقدرته ومشيئته وعلمه لاستحال حصول الفعل الاختياري من معدوم او موجود لا قدرة له ولا حياة ولا علم ولا ارادة. ثم ما في المفعولات من التخصيصات المتنوعة دال على ارادة الفاعل. وان فعله ليس بالطبع بحيث كن واحدا غير متكرر وما فيها من المصالح والحكم والغايات المحمودة دال على حكمته وما فيها من النفع والاحسان والخير دال على ورحمته وما فيها من البطش والعقوبة والانتقام دال على غضبه. وما فيها من الاكرام والتقريب والعناية دال على محبته. وما فيها من الاهانة والابعاد والخذلان دال على بغضه ومقته وما فيها من ابتداء الشيء من غاية النقص والضعف ثم سوقه الى نهايته وتمامه دال على وقوع المعاد وما فيها من احوال النبات والحيوان وتصرف المياه. دليل على امكان الميعاد وما فيها من ظهور اثار الرحمة ايها النعمة دليل على صحة النبوات. وما فيها من الكمالات التي لو عدمتها كانت ناقصة. دليل على ان معطي تلك الكمالات احق بها فمفعولاته من ادل شيء على صفاته وصدق ما اخبرت به رسله عنه. اثنان وخمسون وتسعمائة قبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضده. وهذا كما انه في الذوات والاعيان. فكذلك هو في الاعتقادات والايرادات. فان كان القلب ممتلئا في الباطل اعتقادا ومحبة لم يبق فيه الاعتقاد الحق ومحبته موضع. كما ان اللسان اذا اشتغل بالتكلم بما لا ينفع لم يتمكن صاحبه من النطق بما ينفعه. الا اذا فرغ لسانه من النطق بالباطل. وكذلك الجوارح اذا اشتغلت بغير الطاعة لم يمكن شغلها بالطاعة الا اذا فرغها من ضدها. ثلاثة وخمسون وتسعمائة. قال يحيى ابن معاذ من جمع الله عليه قلبه في الدعاء لم يرده. قلت اذا عليه قلبه وصدقت ضرورته وفاقته. وقوي رجاؤه فلا يكاد يرد دعاؤه. اربعة وخمسون وتسعمائة ما اخذ العبد ما حرم عليه الا لسوء ظنه بالله او لعدم صبره. خمسة وخمسون وتسعمائة. التوحيد مفزع اعدائه واوليائه. فاما اعداؤه فينجيهم من كرب الدنيا وشدائدها. واما اولياؤه فينجيهم من كربات الدنيا والاخرة وشدائدها. فلا يلقي في الكرب العظام الا الشرك ولا ينجي منها الا التوحيد. ستة وخمسون وتسعمائة. جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق. لان تقوى الله ما بين العبد وبين ربه. وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه. فتقوى الله توجب له محبة الله وحسن الخلق يدعو الناس الى محبته وجمع صلى الله عليه وسلم بين الاستعاذة من المأثم والمغرم لان المأثم يوجب خسارة الاخرة. والمغرم يوجب خسارة الدنيا وجمع صلى الله عليه وسلم في قوله فاتقوا الله واجملوا في الطلب. بين مصالح الدنيا والاخرة. فان من اتقى الله ادرك نعيم الاخرة من اجمل في الطلب استراح من نكد الدنيا وهمومها. سبعة وخمسون وتسعمائة احترز من عدوين هلك بهما اكثر الخلق. صاد عن سبيل الله بشبوهاته ومفتون بدنياه ورئاسته. من خلق فيه قوة واستعداد لشيء. كانت لذته في استعمال تلك القوة فيه. قلت وكذلك كان نجاحه فيه اعظم من غيره. حرم صيد الجاهل والممسك على نفسه. فما ظن الجاهل الذي اعماله لهوى نفسه؟ مصدر ما في العبد من الخير والشر والصفات الممدوحة والمذمومة من صفة المعطي المانع. فهو يصرف عباده في ذلك. فحظ العبد الصادق من عبوديته بهما الشكر عند العطاء والافتقار عند المنع. فهو سبحانه يعطيه ليشكره. ويمنعه ليفتقر اليه. فلا يزال شكورا مفتقرا ثمانية وخمسون وتسعمائة اصول المعاصي كلها كبارها وصغارها ثلاثة تعلق القلب بغير الله وطاعة القوة الغضبية والقوة الشهوانية وهي الشرك والظلم والفواحش. وغاية التعلق بغير الله شرك. غاية القوة الغضبية القتل. وغاية القوة الشهوانية الزنا. ولهذا جمع الله الثلاثة في قوله والذين لا يدعون مع الله الها اخر. ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون. تسعة وخمسون وتسعمائة هجر القرآن انواع. هجر سماعه والايمان به. وهجر العمل به هجر تحكيمه وهجر تدبره وهجر الاستشفاء به من امراض القلوب والابدان. وكل هذا داخل في قوله. فقال الرسول يا ربي ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا. ستون وتسعمائة كمال النفس المطلوب ان تتصف بصفات الكمال وان تكون هيئة راسخة وذلك ليس الا بمعرفة باريها وارادة وجهه. فهذا الكمال الانساني الحقيقي وما سواه من مطالب النفوس كمالات تشارك الانسان فيها البهائم. واحد وستون وتسعمائة قاعدة. الايمان له ظاهر وباطن. فظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له. ولا يجزي باطن لا ظاهر له. الا اذا تعذر بعجز او اكراه او خوف هلاك. فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل على فساد الباطن وخلوه من الايمان. ونقصه له دليل نقصه وقوته دليل قوته. فالايمان قلب الاسلام ولبه. واليقين قلب الايمان ولبه. وكل علم وعمل لا يزيد الايمان واليقين قوة فمدخول. وكل ايمان لا يبعث على العمل فمدخول. اثنان وستون وتسعمائة. يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم. لما ذكر اقوال المفسرين فيها قال الاية تتناول هذا كله. فان الايمان والاسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطيبة وكمال الحياة في الجنة. والرسول داع الى الايمان والجنة. فهو داع الى الحياة في الدنيا والاخرة. ثلاثة وستون وتسعمائة لا يجعل العبد المعيار على ما ينفعه ويضره حبه وبغضه. بل المعيار على ما اختاره الله له بامره ونهيه قال تعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم. والله يعلم وانتم لا تعلمون. اربعة وستون وتسعمائة اساس كل خير ان تعلم ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن تتيقن حينئذ ان الحسنات من نعمه فتشكره عليها. فتتضرع اليه الا يقطعها عنه. وان السيئات من خذلانه وعقوبته اليه ان يحول بينك وبينها. خمسة وستون وتسعمائة للقلب ستة مواطن يجول فيها. ثلاثة سافلة دنيا تتزين لها ونفس تحدثك وعدو يوسوس له. وثلاثة عالية علم يبين له وعقل يرشده ورب يعبده. والقلوب جوالة في هذا هذه المواطن ستة وستون وتسعمائة. انما يجد المشقة في ترك المألوفات من تركها لغير الله. فاما من تركها صادقا مخلصا من قلبه لله فانه لا يجد في تركها مشقة الا في اول وهلة ليمتحن اصادق هو في تركها ام كاذب؟ فان صبر على ترك المشقة استحالت لذة. من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. والعوض انواع مختلفة واجل ما يعوض به الانس بالله ومحبته وطمأنينة القلب به وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه سبعة وستون وتسعمائة. مبنى الدين على قاعدة الذكر والشكر وليس المراد بالذكر مجرد ذكر اللسان. بل الذكر القلبي واللساني. وذلك يستلزم معرفته والايمان به صفات كماله ونعوت جلاله والثناء عليه بانواع المدح. وذلك لا يتم الا بتوحيده. فذكره الحقيقي يستلزم ذلك كله تلزم ذكر نعمه والائه واحسانه الى خلقه. واما الشكر فهو القيام بطاعته. فذكره مستلزم لمعرفته. وشكره متضمن لطاعته وهذان هما الغاية التي خلق لاجلها الانس والجن. ثمانية وستون وتسعمائة. قال ابو الدرداء رضي الله عنه يا حبذا نوم وفطرهم كيف يغبنون به قيام الحمقى وصومهم؟ والذرة من صاحب تقوى افضل من امثال الجبال من عبادة المغترين هذا من جواهر الكلام وادله على كمال فقه الصحابة وتقدمهم على من بعدهم في كل خير. رضي الله عنهم تسعة وستون وتسعون تسعمئة لا شيء افسد للاعمال من العجب ورؤية النفس. ولا شيء اصلح لها من شهود العبد منة الله وتوفيقه. والاستعانة به والافتقار اليه واخلاص العمل له. سبعون وتسعمائة. العارف لا يأمر الناس بترك الدنيا فانهم لا يقدرون على تركها. ولكن يأمرهم بترك مع اقامتهم على دنياهم. كيف يؤمر بفضيلة من ترك الفريضة؟ فان صعب عليهم ترك الذنوب فاجتهد ان تحبب الله اليهم بذكر بالاءه وصفات كماله. ان القلوب مفتورة على محبته. فاذا تعلقت بحبه هان عليها ترك الذنوب والاقلال منها. واحد وسبعون تسعون وتسعمائة قاعدة جليلة مبدأ كل علم نظري وعمل اختياري هو الخواطر والافكار فانها توجب التصورات والتصورات تدعو الى الايرادات والايرادات تقتضي وقوع الفعل. وكثرة تكراره تعطي العادة. فصلاح هذه المراتب بصلاح الخواطر والافكار وفسادها بفسادها. اثنان وسبعون وتسعمائة. العبد يترقى من معرفة افعال الله الى الصفات. ومن معرفة الصفات الى معرفة الذات اذا شاهد شيئا من جمال الافعال استدل به على جمال الصفات ثم استدل بجمال الصفات على جمال الذات فما ظنك بجمال حجب باوصاف الكمال وستر بنعوت العظمة والجلال. ولهذا كان له الحمد كله من جميع الوجوه. ثلاثة وسبعون وتسعمائة. انفع الناس لك من نفعك في دينك او دنياك ومكنك من نفسه حتى تزرع فيه خيرا والعكس بالعكس. اربعة وسبعون وتسعمائة للعبد بين يدي الله موقفان موقف بين يديه في الصلاة وموقف بين يديه يوم لقائه. فمن قام بحق الموقف الاول هون عليه الموقف الاخر. ومن استهان به هذا الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف. اثنان وخمسون. ومن كتاب الطرق الحكمية خمسة وسبعون وتسعمائة. يعمل بالقرائن القوية. تقدموا على الاصل اذا قويت ورجحت ولم يزل حذاق الحكام والولاة يستخرجون الحقوق بالفراسة والامارات. فاذا ظهرت لم يقدموا عليها شهادة تخالفها ولا اقرارا. وذكر لهذا امثلة كثيرة. ستة وسبعون وتسعمائة الحكم نوعان اثبات والزام. فالاثبات يعتمد على الصدق والانزال يعتمد على العدل. وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا. وكلا القصة قسمين له طرق متعددة. واحد اليد المجردة اثنان الانكار المجرد. ثلاثة اليد مع يمين صاحبها. اربعة الحكم بالنكول واحدة خمسة او به مع رد اليمين. ستة التحليف اما للمدعي سبعة او للمدعى عليه او للشاهد. ثمانية بالرجل الواحد والمرأتين. تسعة الحكم بشهادة المرأتين ويمين المدعي في الاموال احد عشر الحكم بشهادة امرأتين فقط من غير يمين اثنى عشر الحكم بثلاثة رجال. ثلاثة عشر الحكم باربعة رجال احرار. اربعة عشر الحكم شهادة العبد والامة في كل ما يقبل فيه شهادة الحر والحرة خمسة عشر الحكم بشهادة الصبيان المميزين. ستة عشر بشهادة الفساق سبعة عشر الحكم بشهادة الكافر ثمانية عشر الحكم بالاقرار تسعة عشر الحكم بالتواتر عشرون الحكم بالاستفاضة واحد وعشرون الحكم بالاخبار احادا بدون شهادة. اثنان وعشرون الحكم بالخط المجرد ثلاثة وعشرون الحكم بالعلامات الظاهرة اربعة وعشرون الحكم بالقرعة خمسة وعشرون الحكم بالقاسة. وذكر مواضع هذه الطرق وتفاصيلها وادلتها واختلاف اهل العلم حتى استوعبت جمهور الكتاب رحمه الله ورضي عنه وقدس روحه ثلاثة وخمسون ومن كتاب الفروسية سبعة وسبعون وتسعمائة. المغالبات ثلاثة اقسام محبوب مرضي لله ورسوله معين على محابه كالسباق بالخيل والابل والسهام. هذا يشرع مفردا عن الرهن ويشرع فيه كل ما كان ادعى الى تحصيله. في شرع وفيه بذل الرهن من هذا وحده ومنهما معا. ومن الاجنبي واكل المال به اكل بحق ليس اكلا بباطل. وليس من القمار والميت والنوع الثاني مبغوض مسخوط لله ورسوله موصل الى ما يكرهه الله ورسوله كسائر المغالبات التي توقع العداوة فتوى البغضاء وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة كالنرد والشطرنج وما اشبهها. هذا محرم وحده ومع الرهان واكل المال به ميسر وقمار كيف كان. سواء كان من احدهما او كليهما او من ثالث. وهذا باتفاق المسلمين. فاما ان خلا عن الرهان فهو حرام كن عند الجمهور نردا كان او شطرنجا. هذا قول مالك واصحابه وابي حنيفة واصحابه واحمد واصحابه وقول جمهور التابعين ولا يحفظ عن صحابي حله. وقد نص الشافعي على تحريم النرد وتوقف في تحريم الشطرنج. الثالث ليس بمحبوب لله ولا مسقوط له بل هو مباح لعدم المضرة الراجحة كالسباق على الاقدام. والسباحة وشيل الاحجار والصراع ونحو ذلك. هذا النوع يجوز عوض واما مع العوض فلا يحل. لان تجويز اكل المال به ذريعة الى اشتغال النفوس به واتخاذه مكسبا. لا سيما وهو من الله و لعب الخفيف على النفوس فتشتد رغبتها فيه من الوجهين. فابيح بنفسه لانه اعانة واجمام للنفس وراحة لها. وحرم اكلها المال به لان لا يتخذ صناعة ومتجرا. فهذا من حكمة الشريعة ونظرها في المصالح والمفاسد ومقاديرها. ثمانية وسبعون تسعمائة المسابقة على حفظ القرآن واخذ الرهان فيه في الحديث والفقه وغيره من العلوم النافعة والاصابة في المسائل جوازه اصحاب ابو ابي حنيفة وشيخنا وهي صورة مراهنة الصديق لكفار قريش على صحة ما اخبرهم به وثبتوه. ولم يكن دليل على وقد اخذ الصديق رهنهم بعد تحريم القمار. والدين قيامه بالحجة والجهاد. فاذا جازت المراهنة على الات الجهاد فهي بالعلم علمي اولى بالجواز وهذا القول هو الراجح. تسعة وسبعون وتسعمائة. ما جاز فعله من دون شرط جاز اشتراطه على الصحيح وخمسون ومن الصواعق المرسلة وفيها عدة اصول تقدمت من كتب شيخ الاسلام ثمانون وتسعمائة اذا خص من العموم شيء لم تبطل دلالته في الثاني. واذا خص من العموم شيء لم يصل اللفظ مجازا فيما بقي. خمسة وخمسون. ومن تهذيب سنن ابي داوود للمؤلف رحمه الله واحد وثمانون وتسعمائة قاعدة ما اوجبه الشارع او جعله شرطا للعبادة او ركنا فيها او وقف وصحتها عليه ومقيد بحال القدرة. لانها الحال التي يؤمر فيها. واما في حال العجز فغير مقدور ولا مأمور. فلا تتوقف صحة العبادة عليه اثنان وثمانون وتسعمائة العجز عن البدل في الشرع كالعجز عن المبدل منه سواء. هذه قاعدة الشريعة ثلاثة وثمانون وتسعمائة. قول النبي صلى الله عليه وسلم مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم واذا انتصرت لها فانت كمن بغى طفي الحريق بموقد النيران. شهدوا بان الله جل جلاله متفرد بالملك والسلطان وهو الاله الحق لا معبود الا وجهه الاعلى العظيم الشاني. بل كل معبود سواه فباطل من عرشه حتى الحضيض هو فصل الخطاب في جميع المسائل طردا وعكسا. فكل ما كان تحريمه التكبير وتحليله التسليم فلا بد من افتتاحه بالطهارة اربعة وثمانون وتسعمائة. قوله صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم هو ان يفعل كما فعل على الوجه الذي فعل. فاذا كان قد فعل فعلا على وجه الاستحباب فهو مستحب. ان كان على وجه الوجوب فهو واجب. خمسة وثمانون وتسعمائة. الاحتياط يكون في الاعمال التي يترك المكلف منها عملا لاخر احتياطا. واما الاحكام الشرعية والاخبار عن الله ورسوله فطريق الاحتياط فيها ليخبر عنه الا بما اخبر به. ولا يثبت الا ما اثبته. واللازم ان يقال في باب المياه ما ثبت تنجيسه بالدليل الشرعي نجسناه وما شككنا فيه رددناه الى اصل الطهارة. ستة وثمانون وتسعمائة. الاحاديث كلها الواردة في وصف صلاته صلى الله عليه وسلم تدل على معنى واحد وهو انه كان يطيل الركوع والسجود ويخفف القيام. وان صلاته متوازنة متقاربة ان اطال القيام اطال الركوع والسجود. وان خفف القيام خفف الركوع والسجود. سبعة وثمانون وتسعمائة اذا اجتمعت عبادتان صغرى وكبرى فالسنة تقديم الصغرى على الكبرى كالوضوء مع الغسل والعمرة مع الحج. ثمانية وثمانون وتسعمائة. وقد اشتملت الفاظ التلبية على قواعد عظيمة وفوائد جليلة. لان قوله لبيك يتضمن اجابة داع عاك ومناد ناداك وهو الله. وذلك يتضمن المحبة والتزام دوام العبودية والخضوع والذل والاخلاص. والتقرب من الله والاقرار بسمع الرب وجعلت في الاحرام شعارا لانتقال من حال الى حال ومن منسك الى منسك. كما جعل التكبير في الصلاة شعارا للانتقال من ركن الى ركن. ولهذا كان السنة ان يلبي حتى يشرع في الطواف في قطع التلبية. ثم اذا سار لبى حتى كيف بعرفة فيقطعها ثم يلبي حتى يقف بمزدلفة فيقطعها ثم يلبي حتى يرمي جمرة العقبة فيقطعها. فالحاج كل كما انتقل من ركن الى ركن قال لبيك اللهم لبيك. اذا حل من نسكه قطعها كما يكون سلام المصلي قاطعا لتكبيره ومنها انه شعار للتوحيد الذي هو روح الحج ومقصده. بل رح العبادات كلها. والمقصود منها ومتضمنة لمفتاح الجنة. الذي هو وكلمة الاخلاص ومشتملة على الحمدلله الذي هو من احب ما يتقرب به الى الله. وعلى الاعتراف بالنعمة كلها لموليها. وبان ملك كله لله. فلا ملك على الحقيقة لغيره. واكدت هذه الامور بان المقتضية تحقيق الخبر وتثبيته. ومتضمنة للاخبار على اجتماع الملك والنعمة والحمد لله عز وجل. وهذا نوع اخر من الثناء غير الثناء بمفردات تلك الاوصاف العلية فله من اوصافه العلا نوعا فناء. نوع متعلق بكل صفة على انفرادها ونوع متعلق باجتماعها. وهو كمال مع كمال وهو غاية الكمال. وايضا فقد اشتملت التلبية على معنى هذه الكلمات. وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم افضل ما قلت انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله ومتضمنة للرد على كل مبطل في صفات الله وتوحيده مبطلة لقول مشركين على اختلاف طرائقهم ومقالاتهم. ولقول الفلاسفة واخوانهم من الجهمية المعطلين صفات الكمال التي هي متعلق فهو سبحانه محمود لذاته ولصفاته ولافعاله. فمن جحد صفاته وافعاله فقد جحد حمده ومبطلة لقول القدرية فمن علم معنى هذه الكلمات وشهدها وايقن بها باين جميع الطوائف المعطلة. تسعة وثمانون وتسعمائة امره صلى الله عليه عليه وسلم بالاحتجاب من ابن امة زمعة يدل على اصل وهو تبعيض احكام النسب. فيكون اخاها في التحريم والميراث وغيره. ولا كونوا اخاها في المحرمية والخلوة والنظر اليها لمعارضة الشبه للفراش. فاعطى الفراش حكمه من ثبوت الحرمة وغيرها. واعطى الشبه حكمه من عدم ثبوت المحرمية لسودة. ولهذا نظائر كثيرة وهو من اسرار الفقه ومراعاة الاوصاف التي تترتب عليها الاحكام ترتيبه مقتضى كل وصف عليه. ومن تأمل الشريعة اطلعته من ذلك على اسرار وحكم تبهر الناظر فيها. تسعون وتسعمائة. قال قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا. فامرهم بترك ما لم يقبضوا من الربا. ولم يتعرض لما قبضوه بل امضى الله لهم كذلك الانتحة لم يتعرض لما مضى ولا لكيفية عقدها. بل امضاها وابطل منها ما كان موجب ابطاله قائما. وكذلك الاموال لم يسأل احدا بعد اسلامه عن ما له ووجه اخذه ولم يتعرض لذلك وهذا اصل من اصول الشريعة واحد وتسعون تسعمائة لما ذكر حديث عبدالله بن عمرو وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل سلف وبيع ولا شرطان في بيع ولا ما لا يضمن ولا بيع ما ليس عندك. قال هذا الحديث اصل من اصول المعاملات. والصواب في تفسير الشرطان في بيع انه يعود الى مساجد سائل العينة وكل قرض جر نفعا فهو داخل فيه. والمنفعة التي تجر الى الربا في القرض هي التي تخص المقرض. واما المنفعة البركة بينهما كالسفتجة ونحوها فهي من جنس التعاون والمشاركة ويدخل في ربح ما لا يضمن ان يأخذ الدنانير عن الدراهم وعكسها بسعر يومها والا يتفرقا وبينهما شيء لئلا يربح فيها. وكذلك لا يتفرقا الا عن تقابل لانه شرط في صحة الصرف. واما قوله ولا تبع ما ليس عندك فمطابق لنهيه عن بيع الغرر. اثنان وتسعون وتسعمائة. اذا وردت نصوص يظهر لبعض الناس منها التعارض فحمل كل شيء على نوع يناسبه هو المسلك السديد دون دعوى النسخ من غير دليل. وقد يظهر وذلك في كثير من المواضع وقد يدق ويلطف ويقع الاختلاف بين اهل العلم. والله يسعد باصابة الحق من يشاء. والله ذو الفضل فضل العظيم ستة وخمسون. ومن الجواب الكافي ثلاثة وتسعون وتسعمائة. الاذكار والايات والادعية التي يستشفى بها ويرقى بها هي في نفسها نافعة شافية ولكن تستدعي قبول المحل وقوة همة الفاعل وتأثيره. فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل او لعدم قبول المنفعل او لمانع قوي فيه يمنع ان ينجح فيه الدواء كما يكون ذلك في الادوية والادواء الحسية. وللدعاء مع البلاء ثلاث مقامات. اما ان يكون اقوى من البلاء فيدفعه او يكون اضعف من البلاء. فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد. ولكن قد يخففه وان كان ضعيفا واما ان يتقاوما ويمنع كل منهما صاحبه. والدعاء من جملة الاسباب بل من اعظمها التي يحصل بها مقدور كما انه قد دل العقل والنقل والتجارب ان التقرب الى الله والاحسان الى الخلق من اكبر الاسباب الجالبة لكل خير وضدها من اعظم الاسباب الجالبة للشرور. اربعة وتسعون وتسعمائة. وللمعاصي من الاثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والاخرة ما لا يعلمه الا الله. منها حرمان العلم والرزق. وحصول الوحشة بين العاصي وبين الله وبينه وبين وتعسير اموره وظلمة القبر وظلمة القلب والوجه والقبر ووهن القلب والبدن وحرمان الطاعة ومحق العمر. فتولد وامثالها وتضعف ارادة القلب وانابته الى الله. ويزول عن القلب استقباح الذنوب. وهي سبب لهوان العبد على الله. ويلحق ضرره وغيره من الادميين والحيوانات. وتورث الذل وتفسد العقل ويطبع على قلب صاحبها وتدخله تحت لعنة رسول الله صلى الله الله عليه وسلم وتحرمه الدخول في ادعيته لمن فعل افعالا كثيرة. وهي سبب لعقوبات البرزخ المتنوعة. وتحدث في الارض انواعا من الفساد في المياه والهواء والزروع والثمار والمساكن. وتذهب الحياء والغيرة وتعظيم الرب. وتستدعي نسيان الله للعبد هناك الهلاك وتخرج العبد من دائرة الاحسان وتحرمه ثواب المحسنين. وتزيل النعم وتحل النقم. وتوجب خوف صاحبها ورعبها ويصير القلب مريضا او ميتا بعد ان كان حيا صحيحا. وتعمي البصيرة. ولا يزال العاصي في اسر الشيطان واسر النفس الامارة سوء وتسلبه اسماء المدح وتكسبه اسماء الذم. وتمحق بركة العلم والعمل والرزق والعمر وكل شيء. وتخون العبد احوج ما يكون الى نفسه وتباعد عن العبد وليه من الملائكة وتقرب اليه اعدائها الشياطين وتؤثر في القلوب الاثار القبيحة من والطبع والختم والنفاق وسوء الاخلاق كلها. وبالجملة جميع شرور الدنيا والاخرة التي على القلوب والتي على ابدان العامة والخاصة. اسبابها الذنوب والمعاصي. خمسة وتسعون وتسعمائة. الشرك شركان. شرك يتعلق بذات المعبود اسمائه وصفاته وهو شرك التعطيل وهو اقبح انواعه كشرك فرعون واشباهه. الشرك والتعطيل متلازمان. التعطيل ثلاثة انواع تعطيل المصنوع عن صانعه وخالقه فتعطيله عن كماله المقدس. وتعطيل معاملته عما يجب على العبد من حقيقة التوحيد هذا هو النوع الثاني وهو الشرك في عبادته كشرك جميع المشركين الذين يعترفون ان الله هو الخالق وحده المالك وحده ولكنه هم يعبدون معه سواه. واما الشرك الاصغر فكشرك في الالفاظ كالحالف بغير الله. وقول ما شاء الله وشاء فلان. وكالرياء والعمل الذي قصد به غرض من الاغراض النفسية ولم يرد وجه الله. واما الشرك في الارادات والنيات فذلك البحر الذي لا ساحل له. وقل من ينجو منه. فمن اراد بعمله غير وجه الله ونوى شيئا غير التقرب الى الله. وطلب الجزاء منه. فقد اشرك في نيته وارادته والاخلاص ان يخلص لله في افعاله واقواله وارادته ونيته. وهذه هي الحنيفية ملة ابراهيم التي امر الله بها عباده كلهم ستة وتسعون وتسعمائة. هذه الاربعة وهي اللحظات واللفظات والخطرات والخطوات. من حفظها فقد حفظ دينه. ومن اهملها وقع في المعاصي والشرور. وحفظها ان يجاهد العبد نفسه ان يسلك بها سبيل الخير. واهمالها ان يسترسل معها حتى تتمادى به كيف تهلكه؟ سبعة وخمسون. ومن مفتاح دار السعادة سبعة وتسعون وتسعمائة. كمال الارادة بحسب كمال مرادها. وشرف العلم تابع لشرف معلومه وكان اشرف المعلومات العلم بالله وصفاته وافعاله واحكامه واكمل المرادات ارادة وجهه الاعلى والاخلاص له قول وعملا ظاهرا وباطنا فكان العلم بالله والارادة له هي غاية كمال العبد وسعادته. ولا سبيل له الى هذا الا بالعلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو الواسطة بين الله وبين عباده في تبليغ دينه. والطرق كلها مسدودة الا طريقه صلى الله عليه وسلم ولهذا كان حقا على من يحب نجاة نفسه وسعادتها. ان يجعل على هذين الاصلين مدار اقواله وافعاله. العلم النافع والعمل الصالح الهدى ودين الحق. ثمانية وتسعون وتسعمائة. كمال العبد ان يكون كاملا في نفسه مكملا لغيره. وكماله باصلاح قوتيه العلمية والعملية وصلاح القوة العلمية بالايمان وصلاح القوة العملية بعمل الصالحات وتكميله غيره بتعليمه اياه وصبره عليه توصيته بالصبر على العلم والعمل. فقد تتضمن ذلك ما دلت عليه سورة العصر. تسعة وتسعون وتسعمائة. مراتب العلم سماعه ثم عقله ثم تعاهده ثم تبليغه. فقد تواترت النصوص ان افضل الاعمال الايمان. الايمان له ركنان. معرفة ما جاء به الرسول وعلمه تصديقه بالقول والعمل والصديقية شجرة اصولها العلم وفروعها التصديق وثمرتها العمل الف وقوع الذنب من العبد محفوف جهلين جهل بحقيقة الاسباب الصارفة عنه وجهل بحقيقة المفسدة المترتبة عليه. وكل واحد من الجهلين تحته جهالات كثيرة فما عصي الله الا بجهل. وبهذا فسر قوله تعالى انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة. وتوبة العبد محفوفة بتوبتين من ربه. توبة قبل وقوعها من العبد اذنا وتوفيقا. وتوبة بعدها قبولا وانابة. قطاعات العباد كلها متقدمة عليها منة الله بالتوفيق لها. ثم منة بعدها بقبولها وحصول اثارها الجليلة. واحد والف. اعظم الاسباب التي يحرم وبها العبد خير الدنيا والاخرة. الغفلة المضادة للعلم والكسل المضاد للارادة والعزيمة. هذان اصل بلاء العبد وحرمانه منازل السعداء وكماله بكمال البصيرة وقوة العزيمة اثنان وال العلم شجرة تثمر كل خلق جميل وعمل صالح ووصف محمود جهل ثمرة تثمر كل خلق رديل وعمل خبيث ووصف ذميم. ثلاثة والف. العقل عقلان. عقل غريزي وهو اب العلم ومربيه ومثمره وعقل مكتسب مستفاد وهو ولد العلم وثمرته ونتيجته. فاذا اجتمعا فهو الكمال. والنقص بنقصان اخوانهما او نقصان احدهما اربعة والف. من قواعد الشرح انه يسامح الجاهل ما لا يسامح العالم. ومن قواعده ان من عظم حسناته وارتفعت مقاماته بالعلم وثمراته ان يحتمل له ما لا يحتمل من غيره. واذا الحبيب اتى بذنب واحد جاءت احاسنه بالف شفيع. خمسة والف. الفكر هو احضار معرفتين في القلب ليثمر منهما معرفة ثالثة. كاستحضار الدنيا وصفاتها والاخرة وصفاتها ليثمر من ذلك ايهما احق بالايثار. استحضار الاخلاق والاعمال الصالحة والفاسدة. هل وجودها خير او عدمها؟ ثم يؤثر العاقل انفع الامرين وهكذا. التفكر في القرآن نوعان. تفكر فيه ليقع على مراد الرب. وتفكر في معاني ما دعا عباده الى التفكر فيه واذا تأملت ما دعا سبحانه عباده الى التفكر فيه اوقعك على العلم به وباسمائه وصفاته ورحمته واحسانه وبره به ورضاه وغضبه وثوابه وعقابه. فبهذا تعرف الى عباده وندبهم الى التفكر في اياته. ثم ذكر امثلة كثيرة واسعة ينطبق على هذا الاصل الكبير. ستة والف. قد علم ان رب العالمين احكم الحاكمين. والعالم بكل شيء والغني عن كل شيء. والقادر على كل شيء كل شيء ومن هذا شأنه لم تخرج افعاله واوامره قط عن الحكمة والرحمة. وما يخفى على العباد من معاني حكمته في صنعه وابداعه وامره وشرعه فيكفيهم فيه معرفته بالوجه العام. ان تضمنته حكمة بالغة وان لم يعرفوا تفصيلها. وان ذلك من علم الغيب الذي استأثر الله به فيكفيهم في ذلك الاسناد الى الحكمة البالغة العاملة الشاملة التي علموا ما خفي منها بما ظهر لهم. وان الله بنى امور على ان عرفهم معاني جلائل خلقه وامره دون دقائقهما وتفاصيلهما. فهذا مضطرد في الاشياء اصولها سبعة والف. حاجة الناس الى الشريعة ضرورية فوق حاجتهم الى كل شيء. ولا نسبة لحاجتهم الى علم الطب اليها. ان الشريعة مبناها على تعريف مواقع رضا الله وسخطه في حركات العباد الاختيارية. والشرائع كلها مركوز حسنها في العقول. ولو وقعت على غير ما هي يا علي لخرجت عن الحكمة والمصلحة والرحمة. ثم ذكر لذلك امثلة من الشرائع الكبار كالصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها. وما فيها من المصالح والمنافع التي لا تعد ولا تحصى. ثمانية والف. والاسماء الحسنى والصفات العلى مقتضية لاثارها من العبودية الامر اقتضاؤها لاثارها من الخلق والتكوين. فلكل صفة عبودية خاصة هي من موجبات العلم بها والتحقق بمعرفتها هذا مضطرد في جميع انواع العبودية. فعلم العبد بتفرد الرب بالضر والنفع والعطاء والمنع والخلق والرزق والاحياء والاماتة له عبودية التوكل عليه باطنا ولوازم التوكل ظاهرا. وهكذا بقية صفات علم العبد بها يثمر من انواع العبودية ما يناسب ذلك تسعة والف. لما ذكر ان الفلاسفة طغوا بما علموه من علوم الطبيعة وجحدوا ما جاءت به الرسل. من توحيد الله به قال والمقصود ان هؤلاء لما اوقفتهم افكارهم على العلم بما خفي على كثير من اسرار المخلوقات وطبائعها واسبابها. ذهبوا بافكارهم وعقولهم وتجاوزوا ما جاءت به الرسل وظنوا ان اصابتهم في الجميع سواء فصار المقلد لهم في كفرهم اذا خطر له اشكال كن على مذهبهم او دهمه ما لا حيلة له في دفعه من تناقضهم وفساد اصولهم. يحسن الظن بهم ويقول لا شك ان علومهم مشتملة على حكمة والجواب عنه يعسر علي. واما الاعتراض عليهم فهو عندهم من المحال الذي لا يصدق به. وهذا من خدع الشيطان وتلبيسه بغروره لهؤلاء الجهال مقلدي اهل الضلال. كما لبس على ائمتهم بان اوهمهم ان كل ما قالوه صواب. كما ظهر من اصابته في الرياضات وبعض الطبيعيات. فتركب من ضلال هؤلاء وجهل اتباعهم ما اشتدت به البلية وعظمت لاجله الرزية وخرب لاجله العالم وجحد ما جاءت به الرسل وكفر بالله وصفاته وافعاله. ولم يعلم هؤلاء ان الرجل يكون اماما في فن من فنون العلم. ويكون من اجهل الخلق بالفن الاخر من الرياضيات والطب والحساب والهيئة والمنطق. وهي علوم متقاربة. فكيف بعلوم الرسل؟ اذا كان الرجل اماما في هذه العلوم ولم يعلم باي شيء جاءت الرسل ولا تحلى بعلوم الاسلام فهو كالعامي بالنسبة الى علومهم بل ابعد ان عشرة والف. ايات الله التي دعا العباد الى النظر فيها دالة عليه باول النظر دلالة يشترك فيها كل سليم العقل واما ادلة هؤلاء الفلاسفة ونحوهم فخيالات وهمية وشبه عسرت المدرك بعيدة التحصيل متناقضة الاصول في مؤدية الى معرفة الله ورسله والتصديق بها مستلزم للكفر بالله وجحد ما جاءت به رسله ولا يصدق بهذا الا من عرف ما عند هؤلاء وما عند هؤلاء ووازن بين الامرين احد عشر والف. اهل الهدى امنوا بقدر الله وشرعه. ولم يعارضوا بينهما بل كل منهما ما يصدق الاخر فالامر تفصيل للقدر وكاشف له وحاكم عليه والقدر اصل للامر ومنفذ له وشاهد له ومصدق له. فلولا القدر لما وجد الامر ولا تحقق ولا قام على ساقه ولولا الامر لما تميز القدر ولتبينت مراتبه وتصاريفه فالقدر مظهر للامر والامر تفصيل له. والله له الخلق والامر. فلا يكون الا خالقا امرا. فامره تصريف لقدره. وقدره منفذ لامره من ابصر هذا تبين له سر ارتباط الاسباب بمسبباتها. وان القدح فيها ابطال للامر وان كمال التوحيد اثباتها. اثنا عشر عشرة والف الحكمة من محبة الحكمة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم للفأل وكراهته للطيرة مع انه قد يخطر لبعض الافهام ان مقاصدها متقاربة لان الفأل يفتح باب السرور والاستبشار والنشاط عند سماعه الالفاظ الحسنة والاسماء المستحسنة ومشاهدة الكمال وهو داخل في احسان الظن بالله في تيسير الامور. ففائدته عظيمة. واما الطيرة فبالعكس تفتح باب الحزن والكآبة وسوء الظن بالله والخوف من غير الله اذا سمع او رأى ما يكره ففرق بين امر يفتح على العبد باب الخير والسرور. وامر يفتح له باب الشر والغم تم اخباره صلى الله عليه وسلم ان الشؤم قد يكون في ثلاث المرأة والفرس والدار فليس فيه اثبات الطيرة التي نفاها وانما غايته ان الله قد يخلق منها اعيانا مشؤومة على من قاربها وسكنها. واعينا مباركة لا يلحق من قاربها شؤم ولا شر. وهذا ما يعطي الوالدين ولدا مباركا يريان الخير على وجهه. ويعطي غيرهما ولدا مشؤوما نزلا يريان الشر على وجهه. وكذلك ما يعطاه العبد من ولاية او غيرها قد يكون فيها بركة او ضدها. ثمانية وخمسون. ومن روضة المحبين ثلاثة عشر والف. ما حرم الله على عباده شيئا الا عوضهم خيرا منه. كما حرم الاستقسام بالازلام وعوضهم عنه الاستخارة وحرم الربا وعوضهم عنه التجارة وحرم القمار واعاضهم عنه المسابقة النافعة وحرم عليهم الحرير وعوضهم انواع الملابس الفاخرة وحرم الزنا واللواط عاضهم منها بالنكاح والتسري بالنساء الحسان. حرم عليهم شرب الخمر واعاضهم عنه الاشربة اللذيذة المتنوعة وحرم الات اللهو وعوضهم عنه سماع القرآن. وحرم الخبائث في المطاعم وغيرها. وعوضهم عنها الطيبات. فمن تلمح هذا وتأمله هان عليه ترك الهوى نور الدين واعترض عنه بالنافع المجدي وعرف حكمة الله ورحمته في الامر والنهي. اربعة عشر والف. كل لذة اعقبت الما او منعت لذة اعظم منها فليست بلذة في الحقيقة. وان غالطت النفس في الالتذاذ بها. وهذه هي لذة الكفار والفساق بعلوهم في الارض وفي فسادهم وفرحهم بغير الحق ومرحهم. واما اللذة التي لا تعقب الما في دار القرار. ولا توصل الى لذة هناك. فهي لذة باطلة اذ لا منفعة فيها ولا مضرة وزمنها يسير ليس لتمتع النفس بها قدر ولابد ان تشغل عما هو خير وانفع منها. وكل لذة ان اعانت على لذات الاخرة فهي محبوبة مرضية للرب. فصاحبها يلتذ بها من وجهين من جهة تنعمه بها ومن جهة ايصالها الى مرضات ربه وافضائها الى لذة اكمل منها. تسعة وخمسون. ومن جلاء الافهام في الصلاة على خير الانام خمسة عشر مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فرضها ونفلها. وصلاة الجنازة ودعاء القنوت. وفي الخطب واجابة المؤذن الدعاء وعند دخول المسجد والخروج منه وعلى الصفا والمروة وعند ذكره في المجالس التي يجتمع فيها وعند الفراغ من التلبية. واذا خرج الى السوق او الى دعوة اذا قام من نوم الليل وعقيب ختم القرآن ويوم الجمعة وعند القيام من المجلس وعند المرور على المساجد ورؤيتها وعند الهم والشدائد وعند كتابة اسمه. وعند القاء العلم الى الناس من تدريس او قصص او وعظ ونحوها. وعقب الذنب اذا اراد ان يكفر عنه وعند المام الفقر والحاجة او خوف وقوعه. وعند خطبة الرجل المرأة في النكاح. وعند العطاس. وبعد الفراغ من الوضوء عند دخول المسجد وعند كل موطن يذكر الله فيه. واذا نسي الشيء عند الحاجة تعرض للعبد وعند طنين الاذن عقيد والصلاة وعند النوم وعند كلام ذي بال. وفي اثناء صلاة العيد وفي الصلاة عند ذكره. وذكر تفاصيل ذلك وما فيه من الخلاف عشرة والف. واما فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. فكثيرة امتثال امر الله وموافقة الله وموافقة ملائكته. وتكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفعة الدرجات. وكونه سببا لاجابة الدعاء. ولشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم والقرب منه. ولكفاية الهم والغم وقضاء الحوائج. سبب لصلاة الله على المصلي. وصلاة ملائكته. وهي زكاة للمصلي وطهرة له. وسبب للتبشير بالجنة النجاة من النار سبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم السلام. ولتذكير العبد بما نسيه ولطيب المجلس والا يعود على اهله حسرة ولنفي الفقر والبخل وللنجاة من نتن المجلس الذي لا يذكر الله فيه ولا رسوله. ولتمام الكلام وبركته ولوفور نور العبد على الصراط خروج من الجفاء ولابقاء الثناء الحسن للمصلي عليه بين السماء والارض. وللبركة في ذات المصلي وعمره وعمله واسباب مصالحه ولنيل رحمة الله له ولدوام محبته صلى الله عليه وسلم. وزيادتها وتضاعفها ولمحبة الرسول للعبد. وسبب لحياة القلب وهدايته وسبب عرض اسم المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. وسبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه ولاداء اقل قليل من حقه ومتضمنة لذكر الله وشكره ومعرفة انعام الله على عبيده بارساله. وهي دعاء من العبد وسؤاله نوعان. احدهما فسؤال مطالبه وما ينويه. والثاني سؤاله ان يثني على حبيبه وخليله. ويزيد في تشريفه وتكريمه ورفعة ذكره. ولا ريب ان الله يحب ذلك ورسوله يحبه. فالمصلي قد صرف سؤاله لما يحبه الله ورسوله. واثر ذلك على طلب حوائجه ومحابه هو. بل كان هذا المطلوب من احب الامور اليه والجزاء من جنس العمل. فمن اثر الله على غيره اثره الله على غيره. وها هنا نكتة حسنة بمن علم دينه وما جاء به ودعاهم اليه وصبر على ذلك. وهي ان النبي صلى الله عليه وسلم له من الاجر الزائد على اجر امته مثل من اتبعه فالداعي الى سنته ودينه. المعلم الخير للامة اذا قصد توفير هذا الحظ لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصرفه اليه وكان مقصوده بدعاء الخلق الى الله التقرب اليه بارشاد عباده وتوفير اجور المطيعين له على رسوله مع توفيتهم اجورهم كاملة كان له من الاجر بدعوته وتعليمه بحسب هذه النية وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. ستون ومن الكافية الشافية سبعة عشر والف قيل للمؤلف ما تقول في القرآن ومسألة الاستواء؟ قال نقول فيها ما قاله ربنا تبارك وتعالى وما قاله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نصف الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير ولا تمثيل. بل نثبت له سبحانه ما اثبته لنفسه من الاسماء والصفات. وننفي عنه النقائص والعيوب ومشابهة المخلوقات اثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل. فمن شبه الله بخلقه فقد كفر. ومن جحد ما وصف به نفسه فقد كفر. وليس ما وصف الله به نفسه او وصفه به رسوله تشبيها. فالمشبه يعبد صنما. والمعطل يعبد عدما. والموحد يعبد الها واحدا صمدا. ليس مثله شيء وهو السميع البصير. والكلام في الصفات كالكلام في الذات. فكما انا نثبت ذاتا لا تشبه الثواب. فكذلك نقول في صفاته انها لا تشبه الصفات فليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في اسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله. فلا تشبه صفات الله بصفات المخلوق ولا نزيل عنه صفة من صفاته لاجل تشنيع المشنعين. واما القرآن فاني اقول انه كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود تكلم الله به صدقا وسمعه جبريل منه حقا وبلغه محمدا صلى الله عليه وسلم وحيا وانه عين كلام الله حقيقة. وان جميعه كلام الله وليس قول البشر. ومن قال انه قول البشر فقد كفر. والله يصلح فيه سفر ومن قال ليس لله بيننا كلام فقد جحد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم. ونقول ان الله فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته. وهو العلي الاعلى بكل اعتبار ولنذكر من غرر ابياته وجواهرها ما هو جمال بعد جمال. يا ايها الرجل المريد نجاته. اسمع مقالة ناصح كن في امورك كلها مستمسكا. بالوحي لا بزخارف الهديان. وانصر كتاب الله والسنن التي جاءت عن المبعوث بالقرآن وتعرى من ثوبين من يلبسهما يلقى الرضا بمذمة وهوان. ثوب من الجهل المركب فوقه ثوب التعصب بئسة الثوبان تحلى بالانصاف افخر حلة زينت بها الاعطاف والكتفان. واجعل شعارك خشية الرحمن معا. نصح الرسول فحبذا الامران وتمسكن بحبله وبوحيه وتوكلن حقيقة التكلان. واجعل لقلبك هجرتين ولا تنم. فهما على كل امرئ فرضان فالهجرة الاولى الى الرحمن بالاخلاص في سر وفي اعلان. فالقصد وجه الله بالاقوال والاعمال والطاعات والشكران فبذاك ينجو العبد من اشراكه ويصير حقا عابد الرحمن. والهجرة الاخرى الى المبعوث بالحق المبين وواضح البرهان فيدور مع قول الرسول وفعله نفيا واثباتا بلا روضان. واحذر كمائن نفسك اللاتي متى. خرجت عليك كسرت كسر مهاني وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبان. وعليهما فلك العبادة دائر. ما دار حتى قامت في القطبان ومداره بالامر امر رسوله لا بالهوى والنفس والشيطان. والله لا يرضى بكثرة فعلنا. لكن باحسنه مع الايمان فالعارفون مرادهم احسانه والجاهلون عموا عن الاحسان. وله الحياة كمالها فلاجل ذا. ما للممات عليه من سلطاني وكذلك القيوم من اوصافه ما للمنام لديه من غشيان وكذاك اوصاف الكمال جميعها. ثبتت له ومدارها الوصفان وله الكمال المطلق العاري من التشبيه والتمثيل بالانسان. والله ربي لم يزل متكلما. وكلامه المسموع بالاذان صدقا عدلا احكمت كلماته طلبا واخبارا بلا نقصان. اوليس قد قام الدليل بان افعال العباد خليقة الرحمن من الف وجه او قريب الالف يحصيها الذي يعنى بهذا الشأن فتدبر القرآن ان رمت الهدى. فالعلم تحت تدبر القرآن ان الذي هو وفي المصاحف مثبت بانامل الاشياخ والشبان. هو قول ربي اية وحروفه ومدادنا والرق مخلوقان. اوليس فعل الرب تابع وصفه وكماله افذاك ذو حدثان. وكماله سبب انفعالي وخلقه افعالهم سبب الكمال الثاني الله ربي لم يزل ذا قدرة ومشيئة ويليهما وصفان. العلم مع وصف الحياة وهذه اوصاف ذات الخالق المنان وبها تمام الفعل ليس بدونها. فعل يتم بواضح البرهان. فلاي شيء قد تأخر فعله مع موجب قد تم بالاركان وشواهد الاحداث ظاهرة على العالم المشهود بالبرهان وادلة التوحيد تشهد كلها بحدوث كل الناس والرحم والرب باستقلاله متوحد. افممكن ان يستقل اثنان والقهر والتوحيد يشهد منهما كل لصاحبه هما عدلان فالواحد القهار حقا ليس في الامكان ان تحظى به ذاتان. ولقد اتانا عشر انواع من المنقول من فوقية الرحم مع مثلها ايضا تزيد بواحد ها نحن نسردها بلا كتمان. ثم سرد انواعها المذكورة فضلا عن افرادها. فذكر والاجماع ومن نقله ثم قال فالمرسلون جميعهم مع كتبهم قد صرحوا بالفوق للرحمن هذا ونقطع ايضا انه اجماعهم قطعا على البرهان وكذاك نقطع انهم جاؤوا باثبات الصفات لربنا الرحمن. وكذلك نقطع انهم جاؤوا باثبات الكلام لقوله خالق الاكوان وكذلك نقطع انهم جاؤوا باثبات الميعاد لهذه الابدان. وكذلك نقطع انهم جاءوا بتوحيد الاله وما له من ثاني. وكذاك نقطع انهم جاؤوا باثبات القضاء وما لهم قولان. فالرسل متفقون قطعا في اصول الدين دون شرائع الايمان كل له شرع ومنهاج وذا في الامر لا التوحيد فافهم ذاني. وكذلك نقطع انهم جاءوا بعدل الله بين طواف الطائفي الانساني وكذلك نقطع انهم ايضا دعوا للخمس وهي قواعد الايمان ايماننا بالله ثم برسله وبكتبه وقيامة وبجنده وهم الملائكة الاولى هم رسله لمصالح الاكوان. هذه اصول الدين حقا لا اصول الخمس للقاضي هو همذان واشهد عليهم انهم وصفوا الاله بكل ما قد جاء في القرآن وبكل ما قال الرسول حقيقة من غير تحريف ولا عذر اخواني واشهد عليهم ان قول نبيهم وكلام رب العرش ذا التبيان. نص يفيد لديهم علم اليقين افادة المعلوم بالبر هاني واشهد عليهم انهم قد اثبتوا الاسماء والاوصاف للديان. وكذلك الاحكام احكام الصفات وهذه الاركان للايمان. قال عليهم وهو ذو علم ويعلم غاية الاسرار والاعلان. والوصف معنى قائم بالذات والاسماء اعلام له بوزان دلت على اوصافه مشتقة منها اشتقاق معاني. وصفاته دلت على اسمائه والفعل مرتبط به الامران. والحكم نسبتها الى متعلقات تقتضي اثارها ببيان. واشهد عليهم ان ايمان الورى قول وفعل ثم عقد جنان. ويزيد طاعات قطعا هكذا بالضد يمسي وهو ذو نقصان واشهد عليهم انهم لم يخلدوا اهل الكبائر في حميم اني بل يخرجوا باذنه بشفاعة وبدونها لمساكن بجنان. واشهد عليهم ان ربهم يرى يوم المعاد كما يرى القمران واشهد عليهم ان اصحاب الرسول خيار خلق الله من انسان. حاشا النبيين الكرام فانهم خير البرية خيرة الرحمن. وخيار هم خلفاؤه من بعده وخيارهم حقا هما العمراني. والسابقون الاولون احق بالتقديم ممن بعدهم ببيان. كل كن بحسب السبق افضل رتبة من لاحق والفضل للمنان. ان كان ربك واحدا سبحانه فاخصصه بالتوحيد مع احساني او كان ربك واحدا انشأك لم يشركه اذ انشأك رب ثاني. فكذاك ايضا وحده فاعبده لا تعبد سواه يا اخ العرفان. والصدق توحيد ارادة وهو بذل الجهد لا كسلا ولا متواني. والسنة المثلى لسالكها. فتوحيد الطريق الاعظم السلطان. فلواحد كن واحدا في واحد اعني طريق الحق والايمان. هذه ثلاث مسعدات للذي قد نالها والفضل للمنان. فاذا هي اجتمعت لنفس حرة بلغت من العلياء كل مكان. والشرك فاحذره فشرك ظاهر. ده القسم ليس يقابل الغفران. وهو اتخاذ الند للرحمن ايا كان كان من حجر ومن انسان يدعوه او يرجوه ثم يخافه ويحبه كمحبة الديان. شرط المحبة ان توافق من تحب على حبته بلا عصيان فاذا ادعيت له المحبة مع خلافك ما يحب فانت ذو بهتان. ليس العبادة غير توحيد المحبة خضوع القلب والاركان. الرب رب واحد وكتابه حق وفهم الحق منه داني. ورسوله قد اوضح الحق المبين بغاية الايضاح والتبيان ما ثم اوضح من عبارته فلا يحتاج سامعها الى تبيان. والنصح منه فوق كل نصيحة والعلم مأخوذ عن الرحمن فلاي شيء يعدل الباغي الهدى عن قوله لولا عمى الخزلان. فالنقل عنه مصدق والقول من ذي عصمة ما عندنا قوي والعكس عند سواه في الامرين يا من يهتدي هل يستوي النقلان؟ والعلم اقسام ثلاث ما لها من رابع والحق ذو تبيان علم باوصاف الاله وفعله. وكذلك الاسماء للرحمن. والامر والنهي الذي هو دينه. وجزاؤه يوم المعاد الثاني كل في القرآن والسنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان. والله ما قال امرؤ متحذلق بسواهما الا من الهذيان وهنا ثلاثة اوجه لها. ان كنت ذا علم وذا عرفان. بالضد والالى كذا بالامتناع لعلمنا بالنفس والرحمن فالضد معرفة الاله بضد ما في النفس من عيب ومن نقصان. وحقيقة الاولى ثبوت صفاته. اذ كان معطيه على الاحسان او قلتم قسنا عليه نظيره. فقياسكم نوعان مختلفان. نوع يخالف نصه فهو المحال وذاك عند الله ذو بطلان. وكلام المنافيه وليس كلامنا في غيره اعني القياس الثاني ما لا يخالف نصه فالناس قد عملوا به في سائر الازمان لكنه عند الضرورة لا يشار اليه الا بعد ذا الفقدان. لكن هنا امران لو تما لما احتجنا اليه فحبذا الامران جمع النصوص وفهم ومعناها المراد بلفظها والفهم مرتبتان. احداهما مدلول ذاك اللفظ وضعا او لزوما ثم هذا الثاني. فيه تفاوتت متفاوتة لم ينضبط ابدا له طرفان. فالشيء يلزمه لوازم جمة عند الخبير به وذي العرفان. فبقدر ذاك الخبث يحصى من لوازمه وهذا واضح التبيان. وكذلك من عرف الكتاب حقيقة عرف الوجود جميعه ببيان. وكذاك يا علي جملة الشرع الذي يحتاجه الانسان كل زمان. علما بتفصيل وعلما مجملا. تفصيله ايضا بوحي ثاني وحيان قد ضمنا لنا اعلى العلوم بغاية التبيان. والله ما تسوى عقول جميع اهل الارض نصا صح ذا تبيان. حتى انقدمها عليه معرضين مأولين محرفي القرآن. يا مبغضا اهل الحديث وشاتما. ابشر بعقد ولاية الشيطان اوما علمت بانهم انصار دين الله والايمان والقرآن. هل يبغض الانصار عبد مؤمن او مدرك لروائح الايمان فالجاهلون شرار اهل الحق والعلماء سادتهم اولو الاحسان. والجاهلون خيار احزاب الضلال وشيعة الشيطان والكفران وشرار علماؤهم هم شر خلق الله افة هذه الاكوان. وسل العياذ من التكبر والهوى فهما لكل الشر جامعتان. وهم يصدان الفتى عن كل طرق الخير اذ في قلبه يلجان. فتراه يمنعه هواه تارة والكبر اخرى ثم يشتركان والله ما في النار الا تابع هذين فاسأل ساكني النيران. والله لو جردت نفسك منهما لاتت اليك وفود كل تهانيك يا من يريد ولاية الرحمن دون ولاية الشيطان والاوثان. فارق جميع الناس في اشراكهم حتى تنال ولاية الرحمن. يكفيك ما من وسع الخلائق رحمة وكفاية ذو الفضل والاحسان. والقلب ليس يقر الا بالتعبد فهو يدعوه الى الاكوان. فترى المعطر قيل دائما في حيرة متنقلا في هذه الاعيان يدعو الها ثم يدعو غيره. ذا شأنه ابدا مدى الازمان وترى وحد دائما متنقلا بمنازل الطاعات والاحسان ما زال ينزل في الوفاء منازلا وهي الطريق له الى الرحمن لك انما معبوده هو واحد. ما عنده رباني معبودان. فالفضل عند الله ليس بصورة الاعمال بل بحقائق الايمان. وتفاضل اعمال يتبع ما يقوم بقلب صاحبها من البرهان. يا خاطب الحور الحساني وطالبا لوصالهن بحنة الحيوان في جنة طابت طاب نعيمها فنعيمها باق وليس بثاني. لا يلهينك منزل لعبت به ايدي البلا في سالف الازمان. فلقد ترحل عنه كل مسيرة وتبدلت بالهم والاحزان. طبعت على كدر فكيف تنالها صفوا اهذا قط في الامكان؟ فاسمع اذا من اوصافها وصفاتها تلك المنازل ربة الاحسان. هذا وفتح الباب ليس بممكن الا بمفتاح على اسناني. مفتاح بشهادة الاخلاص والتوحيد تلك شهادة الايمان. اسنانه الاعمال وهي شرائع الاسلام والمفتاح بالاسنان. لا تلغينها هذا المثال فكم به من حل اشكال لذي العرفان. هذا واول زمرة فوجوههم كالبدر ليل الست بعد ثماني. والزمر الاخرى كاوضأ كوكب في الافق تنظره به العينان. امشاطهم ذهب ورشحهم فمسك خالص يا ذلة الحر ويرى الذين بذيلها من فوقهم مثل الكواكب رؤية بعيان. ما ذاك مختصا برسل الله بل لهم وللصديق ذي ايماني ورفاتها في الجو ينظر بطنها من ظهرها والظهر من بطنان. سكانها اهل الصيام مع القيام وطيبي الكلمات والاحسان ثنتان خالص حقه سبحانه وعباده ايضا لهم سنتان. للعبد فيها خيمة من لؤلؤ قد جوفت هي صنعة الرحمن ستون ميلا طولها في الجو في كل الزوايا اجمل النسوان. يغشى الجميع فلا يشاهد بعضهم بعضا. وهذا لاتساع مكاني فيها مقاصير بها الابواب من ذهب ودر زين بالمرجان. وخيامها منصوبة برياضها وشواطئ الانهار ذي الجريان ما في الخيام سوى التي لو قابلت للنيرين لقلت منكسفان. لله هاتيك الخيام فكم بها للقلب من علق ومن جاني فيهن حور قاصرات الطرف خيرات حسان هن خير حسان. خيرات اخلاق حسان اوجها. فالحسن والاحسان كانوا متفقان وثمارها ما فيه من عجم كامثال القلال فجل ذو الاحسان. وظلالها ممدودة ليست تقي حرا ولا شمس وان اذاني اوما سمعت باصل ظل واحد فيه يسير راكب العجلان مئة سنينا قدرت لا تنقضي. هذا العظيم الاصل والافنان انهارها في غير اخدود جرت. سبحان ممسكها عن الفيضان. وطعامهم ما تشتهيه نفوسهم. ولحوم اطير ناعم وسمان وفواكه شتى بحسب مناهم. يا شبعة كملت لذي الايمان لحم وخمر والنسا وفواكه والطيب مع روح ومع ريحان. وصحافهم ذهب تطوف عليهم باكف خدام من الولدان وهم الملوك على اسرة فوق هاتيك الرؤوس مرصع التيجان. ولباسهم من سندس خضر ومن استبرق النوعان معروفان. لا دنس المقرب للبلا ما للبلا فيهن من سلطان. والفرش من استبرق قد بطنت ما ظنكم بظهارة لبطان. مرفوع فوق الاسرة يتكي هو والحبيب بخلوة واماني. يتحدثان على الارائك ما ترى. حبين في الخلوات ينتجيان هذا وكم زربية ونمارق ووسائد صفت بلا حسبان. والحلي اصفى لؤلؤ وزبرجد. وكذلك اسورة من العطايا ما ذاك يختص الاناث وانما هو للاناث كذلك للذكران. اوما سمعت بشأنهم يوم المزيد وانه شأن عظيم شاني ويوم جمعتنا ويوم زيارة الرحمن وقت صلاتنا واذاني. والسابقون الى الصلاة هم الاولى. فازوا بذاك السبق بالاحسان ولهم منابر لؤلؤ وزبرجد ومنابر الياقوت والعقبان. هذا وادناهم وما فيهم دنى من فوق ذاك المسك كالكثبان عندهم اهل المنابر فوقهم مما يرون بهم من الاحسان. فيرون ربهم تعالى جهرة نظر العيان كما يرى القمران هذا وخاتمة النعيم خلودهم ابدا بدار الخلد والرضوان. يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل انت غالية على الكسلان سلعة الرحمن ليس ينالها في الالف الا واحد لا اثنان. يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها؟ الا اولوا التقوى مع الايمان يا سلعة الرحمن سوقك كاسد بين الاراضي لسفلة الحيوان. يا سلعة الرحمن اين المشتري؟ فلقد عرضت بايسر الاثمان يا سلعة الرحمن كيف تصبر العشاق عنك وهم ذوو ايماني يا سلعة الرحمن لولا انها حجبت بكل مكاره الانسان ما كان ها قط من متخلف وتعطلت دار الجزاء الثاني لكنها حجبت بكل كريهة ليصد عنها المبطل المتواني الهمم التي تسمو الى رب العلا بمشيئة الرحمن فاتعب اليوم معادك الادنى تجد راحاته يوم المعاد الخاتمة تم نقل المقصود على غرر ابياتها الجارية مجرى الاصول والضوابط الجوامع والفوائد الضرورية لتكون غرة وختاما لهذا المجموع الجليل الذي حوى من الاصول المهمة والقواعد المتنوعة ما لم يحوه كتاب. وذلك بفضل الله وتيسير المال الملك الوهاب جعل الله هذا العمل لوجهه خالصا. ولديه مقربا وللعباد نافعا. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وصلى والله على محمد وعلى اله واصحابه وعلى التابعين لهم الى يوم الدين. قال جامعه الفقير الى الله عبدالرحمن بن ناصر ال سعدي غفر الله له ولوالديه ومشايخه وجميع المسلمين. وذاك في السابع عشر من شعبان سنة سبعين وثلاثمائة والف من الهجرة نافت ولله الحمد على الالف ما بين اصل وقاعدة وضابط جامع وتعريف مهم وفائدة ضرورية وترغيب في كمال وتحذير من نقص وتوجيه الى المنافع الظاهرة والباطنة وترهيب من المضاد الدينية والدنيوية ومخبره يغني عن وصفه وجملة ذلك ان هذا المجموع قد انتقيته بعد التروي الكثير وكثرة التأمل والتفكير من جميع الكتب الموجودة من كتب الشيخين تتضمن ثمن صفوتها واحتوى على جواهرها وغررها والحمدلله والفضل لله