المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. ثم قال تعالى لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقرا ذلك بان منهم قسيسين يقول تعالى في بيان اقرب الطائفتين الى المسلمين والى ولايتهم ومحبتهم وابعدهم من ذلك. لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا. فهؤلاء الطائفة الثاني على الاطلاق اعظم الناس معاداة للاسلام والمسلمين. واكثرهم سعيا في ايصال الضرر اليهم. وذلك لشدة بغضهم لهم بغيا وحسدا وعنادا وكفرا وذكر تعالى لذلك عدة اسباب منها ان منهم قسيسين ورهبانا اي علماء متزهدين وعبادا في متعبدين والعلم مع الزهد. وكذلك العبادة مما يلطف القلب ويرققه. ويزيل عنه ما فيه من الجفاء والغلظة. فلذلك لا يوجد فيهم غلظة اليهود وشدة المشركين. ومنها انهم لا يستكبرون اي ليس فيهم تكبر ولا عتو عن الانقياد للحق. وذلك موجب لقربهم من المسلمين ومن محبتهم. فان المتواضع اقرب الى الخير من المستكبر. ومنها انهم اذا سمعوا ما انزل الى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم اثر ذلك في قلوبهم وخشعوا له وفاضت اعينهم بسبب ما سمعوا من الحق الذي تيقنوه. فلذلك امنوا واقروا به فقالوا ربنا امنا فاكتبنا مع الشاهدين. وهم امة محمد صلى الله عليه وسلم يشهدون لله بالتوحيد ولرسله رسالتي وصحة ما جاءوا به ويشهدون على الامم السابقة بالتصديق والتكذيب وهم عدول شهادتهم مقبولة كما قال الله تعالى كذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس. ويكون الرسول عليكم شهيدا. فكأنهم ليمو على ايمانهم ومسارعتهم فيه فقالوا وما لنا لا نؤمن بالله وما من الحق ونطمع ان وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع ان يدخلنا لنا ربنا مع القوم الصالحين. اي ما الذي يمنعنا من الايمان بالله؟ والحال انه قد جاءنا الحق من ربنا الذي لا يقبل الشك والريب. ونحن اذا امنا واتبعنا الحق طمعنا ان يدخلنا الله الجنة مع القوم الصالحين. فاي مانع يمنعنا اليس ذلك موجبا للمسارعة والانقياد الايمان وعدم التخلف عنه قال الله تعالى خالدين فيها وذلك جزاء فاثابهم الله بما قالوا اي بما تفوهوا به من الايمان ونطقوا به من التصديق بالحق جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها. وذلك جزاء المحسنين. وهذه الايات نزلت في النصارى الذين امنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم كالنجاشي وغيره ممن امن منهم. وكذلك لا يزال يوجد فيه من يختار دين الاسلام. ويتبين له بطلان ما كانوا عليه وهم اقرب من اليهود والمشركين الى دين الاسلام. ولما ذكر ثواب المحسنين ذكر عقاب المسيئين. قال اولئك اصحاب الجحيم لانهم كفروا بالله وكذبوا باياته المبينة للحق