ولا عمله ولا رزقه ولا شقي او سعيد والله يعلم هذا كله ولذلك يرسل الملك عند نفخ الروح في الجنين في الارحام فيؤمر بكتم رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار عباد الله ان ربنا عظيم وعظمته في نفوس المؤمنين هي التي تجعلهم يعبدونه ويطيعونه ولا يعصونه ويأتمرون بامره ويقبلون شرعه ويأخذون بهديه ويطيعون رسله ويحكمون بكتبه عباد الله عظمة ربنا مما نتفكر فيه تفكروا في عظمة الله فلنتفكر في عظمته وقد قال نبيه صلى الله عليه وسلم كان الله ولم يكن شيء غيره لا احد الا الله ثم خلق العرش وخلق القلم وخلق اللوح وكتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء ما اعظمه خلق اللوح والقلم وقال اكتب قال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة جفت الاقلام ورفعت الصحف وكان هذا وكانت هذه الكتابة قبل خلق الخلق تفكروا في عظمته وهو يقول لهؤلاء الجاحدين ام خلقوا من غير شيء من العدم ام هم الخالقون لانفسهم وحيث ان هذا وهذا لا يمكنان فلم يبق الا ان يكون لهم خالق فتبارك الله احسن الخالقين تحدى الخلق بامر الخلق فليخلقوا حبة فليخلقوا ذرة فليخلقوا شعيرة افمن يخلق كمن لا يخلق يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وهكذا يقول لهم اانتم تخلقونه ام نحن الخالقون اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون اانتم انشأتم شجرتها ام نحن المنشئون اانتم انزلتموه من المزني ام نحن المنزلون اخذ الله تبارك وتعالى الميثاق من ظهر ادم بنعمان يعني عرفة فاخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين هذا ميثاق عالم الذر وميثاق الفطرة الذي جعله في نفوسهم وميثاق الرسل والكتب التي انزلها وبعثها اليهم تفكروا في عظمة الله يا عباد الله تفكروا في عظمته وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ان الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل الملائكة نازلة وصاعدة في رفع اعمالنا تجتمع الملائكة ملائكة السماء ملائكة المساء وملائكة النهار في صلاتي الفجر والعصر ترفع اعمال العباد الى الله رفعا يوميا في صلاتي الفجر والعصر واسبوعيا في الاثنين والخميس وسنويا في شعبان فاذا مات الانسان طويت صحيفته ورفعت الى الله عز وجل الذي قال في الحديث القدسي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم يا عبادي كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم يا عبادي انكم تخطئون بالليل والنهار وانا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني سؤال الله كل شيء من امور الدين والدنيا استهدوني من امور الدين استطعموني استكسوني من امور الدنيا تفكروا في عظمته وقد قال نبيه صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات ورب الارض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والانجيل والفرقان اعوذ بك من شر كل شيء انت اخذ بناصيته انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء يعلم السر واخفى سبحانه السر ما في الصدور من الخواطر والوساوس. واخفى ما لم يطرأ عليها بعد وما سيأتي من الخواطر اللاحقة سبحانه يعلم السر واخفى عباد الله ربنا اخذ بناصية كل شيء يعني كل شيء من المخلوقات في سلطانه وتحت قهره والناصية مقدم الرأس فقدرة الله فوق قدرة كل مخلوق ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم تفكروا في عظمته وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يطوي الله عز وجل يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول انا الملك اين الجبارون اين المتكبرون ثم يطوي الاراضين بشماله ثم يقول انا الملك اين الجبارون؟ اين المتكبرون؟ رواه البخاري ومسلم يطويها طيا يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما تطوى الورقة وذلك على الله يسير يوم لا ارض ولا سماء ولكن الواحد الديان سبحانه ينادي لمن الملك اليوم فلا احد يجيب وقد قبض الخلائق كلهم فيجيب نفسه بنفسه فيقول سبحانه لله الواحد القهار قال ربنا وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه سبحانه وتعالى عما يشركون قال ابن عباس يطوي الله السماوات بما فيها من الخليقة والاراضين السبع بما فيها من الخليقة يطوي ذلك كله بيمينه يكون ذلك كله في يده بمنزلة خردلة وربنا سبحانه من عظمته اذا قضى الامر في السماء كما قال عليه الصلاة والسلام ضربت الملائكة باجنحتها قطعانا لقوله كانه سلسلة على صفوان هذا صوت الخشية والرهبة كجر السلسلة العظيمة على الصخر كيف يكون الصوت في الضخامة قال فاذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا للذي قال الحق قال الحقة وهو العلي الكبير سبحانه وتعالى يصدر اوامره الى ملائكته وهي تنفذ امره وهو غير محتاج اليهم ولله جنود السماوات والارض العز ازاره والكبرياء رداؤه قال فمن نازعني واحدا منه ما القه في النار له الكبرياء في السماوات والارض ومن اسمائه المتكبر لا يليق الكبر الا به سبحانه وهو الكبير المتعال فهو العظيم ذو الكبرياء فهو العالي على خلقه سبحانه وتعالى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم مبينا عظمة ربه وهيمنته اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما اضللت ولا مضلة لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما اعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعدة لما قربت ما يفتح ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم عز وجل يعطي من يشاء ويمنع من يشاء لا معقب لحكمه يحكم ما يريد فعال لما يريد قال نبينا صلى الله عليه وسلم مبينا عظمة ربه عز وجل في عطائه وكرمه يد الله ملأى لا يغيظها نفقة لا ينقصها ولا ينقص مما عنده شيء قال سحاء الليل والنهار يعطي ليلا ونهارا ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض فانه لم يغض لم ينقص ما في يده وقال عرشه على الماء وبيده الاخرى الميزان يخفض ويرفع يرفع من يشاء ويخفض من يشاء يعز من يشاء ويذل من يشاء يعطي من يشاء ويمنع من يشاء يمرض من يشاء ويشفي من يشاء يحيي من يشاء ويميت من يشاء يقسم الارزاق ويجزل العطايا سبحانه لا ظهير له ولا معين ولا شريك لا يشفع احد عنده الا باذنه وهو سبحانه مالك الملك وقد قال نبيه صلى الله عليه وسلم قال نبيه صلى الله عليه وسلم يبين لنا عظمته في هذه الشمس التي تخضع له لما غربت الشمس قال عليه الصلاة والسلام لابي ذر اتدري اين تذهب قلت الله ورسوله اعلم قال فانها تذهب حتى تسجد تحت العرش وبطبيعة الحال الشمس وكل السماوات وكل الخلق كلها تحت العرش والله استوى على عرشه كما يشاء سبحانه والجمادات تسبح كلها لله ولكن لا نفقه تسبيحها كلها خاضعة لله المتر ان الله يسجد له من في السماوات والارض والشمس والجبال والشجر والدواب كلها تسجد لله قال عليه الصلاة والسلام فانها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك ان تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها اي لا يؤذن لها بالطلوع من المشرق يقال لها ارجعي من حيث شئت ارجعي من حيث جئت يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلعا من مغربها فتطلع من مغربها فذلك قول الله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم سبحانه هذه الشمس الخاضعة له التي تسجد له كل يوم وتستأذن قال نبينا عليه الصلاة والسلام ما السماوات السبع في الكرسي بالنسبة لكرسي الله الا كحلقة ملقاة في فلاة في صحراء من الارض حلقة في صحراء السماوات والارض كلها قال وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلات على تلك الحلقة الكرسي بالنسبة للعرش كحلقة في صحراء فما بالكم بنسبة العرش الى الله تعالى ولذلك كل الخلق هذا كله لا يكون هباء صغيرة جدا بالنسبة لربنا عز وجل لكن كثيرا من الناس عن هذا لغافلون اللهم انا نسألك ان ترزقنا تعظيمك واتباع شرعك يا رب العالمين ونسألك ان تهب لنا من رحمتك وفضلك يا ارحم الراحمين اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه. انه هو الغفور الرحيم الحمد لله اشهد ان لا اله الا هو الكبير المتعال قلق فسوى وقدر فهدى وهو العلي العظيم الحي القيوم لا يموت والجن والانس يموتون واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله الرحمة المهداة البشير والنذير نبي الرحمة ونبي الملحمة صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين عباد الله ربنا العظيم رحيم وكريم قال نبينا صلى الله عليه وسلم لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش. كتاب عند الله فوق العرش. ماذا كتب فيه ان رحمتي غلبت غضبي ان رحمتي غلبت غضبي هذا الكتاب الشريف في المكان الشريف غافر الذنب وقابل التوب ثم قال شديد العقاب ثم قال ذي الطول فتأمل كيف كيف وقعت قوله شديد العقاب بين صفة رحمة قبله وصفة رحمة بعده غافر الذنب وقابل التوب قبله ذو الطول يعني ذي النعم والخيرات والمنن الكثيرة سبحانه وتعالى رحمتي سبقت غضبي لكن يا ويل من يغضبه يا ويل من غضب الله عليه يقول نبينا صلى الله عليه وسلم في تعظيمه لربه في دعاء من ادعية استفتاح قيام الليل اللهم لك الحمد انت نور السماوات والارض نور السماوات والارض فهذه الشمس وهذا القمر من الذي انارهما وجعلهما نورا للعباد من الذي نور قلب عبده المؤمن؟ فجعل فيه بصيرة يرى فيها بنور الله اللهم لك الحمد انت نور السماوات والارض ولك الحمد انت قيم السماوات والارض يعني يقوم بها وتقوم به ولا يحتاج اليها وتحتاج اليه ولا قيام لشيء الا به لو ان الله ما اقامه ما قام فهو القيوم لانه يقوم به كل شيء يحتاج اليه ويفتقر ابتداء من وجوده من وجوده فما بعده. كل شيء لا يوجد الا بالله نحن في وجودنا افتقرنا الى الله ولولا هو سبحانه ما وجدنا فما بالك برزقنا وافعالنا وهو الذي يدبر الامر من السماء الى الارض يدبر الامر كله وبيده الامر كله واليه يرجع الامر كله سبحانه وتعالى قال ولك الحمد انت رب السماوات والارض ومن فيهن. انت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك الحق والجنة حق والنار حق والنبيون حق والساعة حق. كل هذا ومن اسمائه سبحانه وتعالى الحق الحق وخلق السماوات والارض بالحق والقرآن حق وبالحق نزل يعلم الغيب قهر عباده بامور كثيرة ومنها وعلى رأسها قهرهم بالموت لا يستطيعون الفرار منه وقاهرهم بعلم الغيب فلا يعلم المستقبل الا هو قال النبي عليه الصلاة والسلام مفتاح الغيب خمس لا يعلمها الا الله لا يعلم احد ما يكون في غد ولا يعلم احد ما يكون في الارحام فان قالوا عرفنا بالموجات فوق الصوتية نقول ماذا عرفتم عرفتموه قبل ان يوجد الله يعلمه قبل ان يوجد تعرفون ذكر ولا انثى وترون اشياء وفيها نسبة خطأ ولا تعرفون هل كم يبقى في الرحم هل يسقط هل يتم ولا تعرفون اجله هذا كله يعلمه يعلم ما في الارحام ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت سبحانه وتعالى له غيب السماوات والارض وقال عليه الصلاة والسلام اني ارى ما لا ترون واسمع ما لا تسمعون اطت السماء وحق لها ان تئط ما فيها موضع اربع اصابع الا وملك واضع جبهته ساجدا لله اذا اطت وصوتت صدر عنها الصوت العظيم لثقلها بالملائكة لان ما فيها موضع اربع اصابع الا في ملك قائم او راكع او ساجد الى يوم الدين يوجد في السماء بيت يقال له البيت المعمور مسامت للكعبة لو وقع وقع عليها اخبر عليه الصلاة والسلام انه يدخل اليه كل يوم سبعون الف ملك يعبدون الله فيه ويخرجون ويدخل في اليوم التالي سبعون الفا غيرهم لا يعودون اليه اخر ما عليهم كم عددهم وما يعلم جنود ربك الا هو سبحانه قال عليه الصلاة والسلام سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة الجبروت والملكوت مبالغة من الجبر والملك والرحموت صيغة مبالغة فهو يجبر الكسرة وجبار على الجبابرة يقسم ظهوره علي فوق الخلق صاحب الملكوت الملك الاعظم والكبرياء والعظمة يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الملساء في الليلة الظلماء يقف الملايين في عرفة وفي اقطار الارض يدعونه لا تغلطه المسائل ولا يتبرم من الحاح الملحين ويعلم ما يقولونه على تنوع الحاجات وتنوع اللغات سبحانه وتعالى ويعلم كل ما يقولونه وهم يدعونه في وقت واحد بلغات مختلفة وحاجات متنوعة لا اله الا هو لا اله الا هو ما علم ذلك العاصون ما قدروا الله حق قدره ما قدره الجاحدون والمعاندون والملاحدة والكفرة والمشركون ما قدروا الله حق قدره قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن. كل يوم هو في شأن يغفر ذنبا يفرج كربا يرفع قوما يخفض اخرين يكشف غما يغفر ذنبا يجيب داعيا يكشف غما ويغني فقيرا يجبر كسيرا. ينصر مظلوما ويأخذ ظالما. يفك عانيا ويشفي مريضا يعطي اقواما ويضع ويمنع اخرين يحيي ويميت يقيل عثرة ويستر عورة يعز ذليلا ويذل عزيزا ويعطي سائلا ويأتي باقوام ويذهب باخرين سبحانه وتعالى. كل فعل من افعاله لحكمة وهو الشافي لا شافي الا هو اللهم انا نسألك بانك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك نسألك ان تغفر لنا ذنوبنا وتستر عيوبنا وتقضي ديوننا وتشفي مرضانا وترحم موتانا وتعافي المبتلى منا يا رب العالمين اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين وعجل الفرج لامة محمد صلى الله عليه وسلم في العالمين وطهر المسجد الاقصى من دنس اليهود المجرمين. اللهم عليك بهم اللهم عليك بهم. اللهم عليك بهم يا رب العالمين اللهم امنا في الاوطان والدور واصلح الائمة وولاة الامور واغفر لنا يا عزيز يا غفور ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. احسن خاتمتنا يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين