الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله امين وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ثم اما بعد. نعم احسن الله اليكم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولوالدينا ولجميع المسلمين. قال الناظم وفقه الله تعالى انفذ وصيته يصله ثوابها واقض الديون ولا تكن متواني. نعم. متى ما مات الانسان وعنده وصية فانه يستحب لورثته او لاصحابه ان يبادروا في انفاذ وصيته حتى يصله ثوابها. ويبدأ عد حساب اجرها انه محتاج بعد فراق روحه لجسده الى ادنى حسنة. فالاسراع بانفاذ الوصية مطلوب شرعا. ولذلك قدم الله عز وجل في قوله من بعد وصيته يوصي بها او دين. من باب المبادرة بالتنفيذ من باب المبادرة بالتنفيذ وسدا لذريعة كتمانها اذا طمع الورثة في مال الوصية. فانه من المعلوم ان الوصية ليس ثمة احد يطالب بها لكن الدين ما يستطيع الورثة يكتمون لان ثمة من يطالب به اذا كتم. وفيه اثباتات فلان اصحاب الدين يطالبون به اخره الله عز وجل ولان الوصية ليس ثمة من يطالب بها قدمها الله من باب الاهتمام بسرعة انفاذه وسدا لذريعة كتبانها واستعجالا لوصول ثوابها واجرها اليه وعليهم كذلك ان يبادروا بقضاء ديونه اذا كان عليه ديون موثقة. سواء اكانت ديونا مرسلة او ديونا موثقة اقصد وسواء اكانت ديونا لله عز وجل او ديونا للمخلوقين. فان قلت وما مثال ديون الله؟ اقول مثل الكفارات والنذور هذه لابد من قضائها. فان قلت وما مثال ديون المخلوقين؟ اقول مثالها معروف كان يأخذ الانسان قرضا من احد او يكون عنده ثمن شراء لشراء سلعة اشتراها ونحو ذلك. فان قلت ومن اين نقضي ديونه؟ فاقول نقضي ديونه من شركته اذا كان ثمة تركة تسع هذه الديون. وقد جعل العلماء رحمهم الله تعالى قضاء الدين من جملة الحقوق المتعلقة بالتركة فيجب عليهم ان يقضوا الديون قبل ان يقسموا التركة فيما بينهم. فان قلت وان استوفت واستغرقت الديون سائرة فنقول هذا هو الحق فانه احق بماله من غيره. فلابد من تبرئة ذمته من ماله حتى وان لم يبق للورثة ولا دين دينار ولا درهم واحد ولا درهم واحد فان قلت وان مات وليس عليه وليس له تركة. او عنده تركة لا تغطي ديونه. فمن الذي يوفي الدين عنه؟ فمن الذي يوفي عنه؟ الجواب اما وجوبا فولي امر المسلمين. واما استحبابا فعامة المسلمين اذا علموا بدين اخيهم فانه يستحب ان يتطوع واحد منهم فيقظي دينه. وان لم وان لم يوجد من يوفي دينه الا ولي امره المسلمين فلا جرم ان ولي الامر يجب عليه ان يوفي دين كل من مات وعليه دين ولم يترك له وفاء وعلى الانسان ان يبادر بقضاء ديونه في حياته فان الدين هم عظيم في الدنيا والاخرة فمن ثقل الدين على الانسان انه يحبس روحه عن دخول الجنة حتى يقضى عنه. وبرهان هذا ما في جامع الامام الترمذي وصححه ابن حبان من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه فنفسك ايها المدين تكون معلقة عند باب الجنة لا تدخل. حتى يقضى عنك هذا الدين. وانتم تعرفون ان ارواح المؤمنين في الجنة وارواح الكفار في النار ومن ثقل الدين كذلك انه سبب من اسباب عذاب القبر ولذلك في صحيح الامام ولذلك في مسند الامام احمد وصححه ابن حبان ايضا من حديث جابر ابن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم اوتي برجل ليصلي عليه فسأل اعليه دين؟ قالوا ديناران. فانصرف وقال صلوا على فتحملهما ابو قتادة. فاتيناه فقال ابو قتادة يا رسول الله الديناران علي. قال احق الغريم وبرئ منهما الميت؟ قال نعم يا رسول الله. يعني ضمان كامل ليس بعده تراجع؟ قال نعم يا رسول الله. قال فصلى عليه ثم جاء ابو قتادة يوما فقال ماذا فعلت؟ قال الان قضيتها يا رسول الله. بعد ايام. قال الان بردت على اخيك جلدته او كما قال صلى الله عليه وسلم ومن ثقل الدين كذلك انه كان يمنع النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة على الجنازة اذا قدمت له. فيحرم المدين بعد موته من من صلاة اشرف انسان على وجه الارض. والذي دعاؤه سبب للمغفرة وسبب ان يكون قبر الانسان منورا. ان الله وان الله لينورها بصلاتي عليهم. ففي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتى بالرجل المتوفى عليه الدين فيسأل هل ترك لدينه من قضاء؟ فان حدث انه ترك قضاء صلى عليه والا قال صلوا على صاحبكم فلما فتح الله عليه الفتوح قال انا اولى بالمؤمنين من انفسهم الى اخر الحديث وسيأتي بعد قليل ان شاء الله فعلى الانسان ان يبادر بقضاء الدين ومن ثقل الدين ان الانسان قد يتلفه الله ويتلف حسناته يوم القيامة بسبب انه اخذ اموال الناس لا يريد اداءها. فاذا مات تلك النية والعياذ بالله فقد يتلفه الله فيكون من اهل النار. ففي صحيح الامام البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من اخذ اموال الناس يريد اداءها ادى الله عنه. ومن اخذها يريد اتلافها اتلفه الله الله! ومن ثقل الدين انه من جملة الحقوق التي لا تكفرها الشهادة مع عظم حسناتها لا تكفرها الشهادة مع عظم حسنتها. ففي صحيح الامام مسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص. رضي الله تعالى عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يغفر للشهيد ذنوبه عند اول دفعة من دمه الا الدين الا الدين. قالها جبريل وانفا او كما قال صلى الله عليه وسلم. ولمسلم من حديث ابي قتادة مثله عظم حسنة الشهادة فانها لا تكفر الدين لثقله. في الدين والدنيا. والاخرة ومن ثقل الدين ايضا انه لا يدخل في حيز ما يدخل في المغفرة يوم القيامة. فالله عز وجل لا يغفر ديون بعض الناس على بعض. لانها من حقوق المخلوقين. والقاعدة ان الذنوب التي لا تغفر يوم القيامة قسمان الشرك الاكبر وما كان من قبيل حقوق المخلوقين فالدين من قبيل حقوق المخلوقين. فلا بد من استيفائه يوم القيامة. وحقوق المخلوقين على العبد تنقسم الى حقوق حسية الديون ونحوها والى حقوق معنوية كالغيبة والنميمة. او الانتهاك العرض او نحوها. فعلى الانسان ان يبادر بتصفية صحيفته قبل الا يكون ثمة درهم ولا دينار. وانما الاقتصاص يكون بالحسنات والسيئات. حتى اذا فنيت حسناته اخذت اخذت من سيئات هؤلاء اصحاب الحقوق فطرحت عليه فيطرح في النار. فهذا يجعلنا نبادر بسداد دين الميت او تحمله وظمانه على الاقل. على الاقل ان نتحمله وان نظمنه حتى ييسر الله عز وجل لنا سدادهم. حتى ييسر الله لنا سداده