الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليك شيخنا آآ عندي سؤال يخصني وقليلا خارج الموضوع هذا يا شيخ خارج موضوع الفقه. مسألة الخشوع في الصلاة يا شيخ. آآ انا ضيعت في شرف السلام منذ فترة اريدك ان تنصحني بخطوات عملية يا شيخ في هذا الموضوع احسن الله اليك الحمد لله عندنا قاعدة لابد من فقهها حتى يكون الجواب سهلا ويسيرا فهمه. وهي ان القلب ملك والاعضاء جنوده فاذا طاب الملك طابت الجنود واذا خبث الملك خبثت الجنود. هذه قاعدة متفق عليها يدل عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة. اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فخشوع الجوارح لا يطلب اذا كان القلب منشغلا ومنصرفا عن مقصود الصلاة. لان الجوارح انما تتبع القلب في خشوعه. فلو خشع قلب المصلي لخشعت جوارحه. فتلك الجوارح التي لا تخشع انما سببها ذلك الباطن الذي لا لم يخشع. ولذلك الخطوات العملية لابد ان تكون منبثقة من هذه القاعدة وهي انها خطوات عملية تعين القلب على الخشوع. اذ متى ما خشع القلب فستخشع الاذن ويخشع عقل ويخشع البصر وتخشع الايدي ويخشع كل اجزاء المصلي. فالخطوات العملية التي طلبتها كلها يجمعها اعانة القلب على تحقيق الخشوع. الخطوات التي يذكرها الفقهاء ويذكرها اهل والسلوك وهي قرابة ثلاثين خطوة وفي كتاب اسمه اسباب الخشوع في الصلاة للشيخ المنج حفظه الله. يذكر فيها لو صبرت كل سبب منها لوجدته سببا يعين الجوارح على الخشوع ولا القلب؟ يعين القلب على الخشوع. فمن اعظم ذلك معرفة الصلاة لان القلب اذا عرف عظم الصلاة حينئذ سيكون خاشعا. واذا خشع خشعت الجوارح. لكن بعض الناس يأتي الى الصلاة على انها من جملة العادات او من جملة الروتين الذي يتكرر عليه كل يوم وليلة. فصارت الصلاة كذهابه للدوام. الوظيفة فصارت صلاته كذهابه والى بيته. او زيارة اقاربه فصارت ليست عبادة عنده وانما صارت على انها امور عادات فحينئذ لم يعرف القلب تعظيم قدرها. ولذلك لا يخشع الانسان لا في مجيئه اليها ولا في شهوده للمسجد ولا في حضوره في صلاتي ولا بعد التكبير ولا بعد السلام. لم لا يخشع؟ لان القلب لم يعرف عظمها. ولذلك اضطر بعض العلماء اوائل من السلف ان يؤلفوا كتابا اسمه تعظيم قدر الصلاة. للامام المروي تعظيم قدر الصلاة. الفه ليعرف الناس هذه الفريضة لا يجوز ان تتخذ كالعادات. وانما هي فريضة لها منزلتها عند الله. فاقسم بالله لو ان القلب عرفت عظم الصلاة واستقر في قلبه مكانتها ومنزلتها في الشرع وعند الله والله ليقبلن بكمال الخشوع وكمال الخضوع فحينئذ انظر الى خشوع جوارحك وانظر الى تلاعب حدقة عينك من ها هنا وها هنا والله ما موضع السجود واليد على بكمال الخشوع وكمال بل ربما ينهدم اجزاء المسجد وانت لا تشعر بها. ربما تكثر الحركة بجوارك وانت لا تشعر بها. لم؟ لانك دخلت في امر قد عظم عند قد عظمه قلبك التعظيم المطلق. ولكن قلوبنا ما تعرف قدر الصلاة ولا تعرف عظم الصلاة وصارت الصلاة وعندنا كأنها كأنها الامر الاخر اقناع القلب اقناع القلب بان هذه اخر صلاة اصليها وانها وان الصلاة الاخرى ستكون على جنازتي. ان الناس سيجتمعون في المسجد لا ليصلوا الا علي فقط. فحين اذ اذا استشعرت ان هذه اخر فريضة تؤديها فانك سوف تسلمها لله عز سوف تحرص على تسليمها لله باكمل خشوع. واكمل خضوع واكمل على على على اجمل وجه وابهى حلم. اقناع القلب. اذا طول الامل هو الذي يجعلنا لا نستشعر به. لا نستشعر فظيلة الصلاة ولا نستشعر مكانته طول الامل. طول الامل. يعني كانه يقول ان لم اصلي الان او اهملت الان عندي فرصة. لكن لو ان الانسان قيل له ستموت بعد صلاة الظهر بربع ساعة. كيف ستكون صلاته للظهر من البكاء والخضوع والخشوع واتمام التفاصيل بكل سننها. لكن طول الامل عندنا هو الذي يضيع علينا لذائذ العبادات. طول الامل التوبة من اعظم العبادات. ما الذي يكدرها علينا؟ طول الامل. طول الامل. التسبيح الان التسبيح الان الذي يكدره عليك وتجعله تؤخره طول الامل اذا لم يعني ان شاء الله في السيارة بسبح طيب ركبت السيارة ما سبحت ان شاء الله رحت البيت وصلت طيب وصلت البيت وان شاء الله الين ان شاء الله اقعد في جلسة تسبيح ويبدأ يسوف الذي يجعله يسوف في مثل هذا هو طول الامل. اذا عدم تعظيم قدر الصلاة وعدم معرفة مكانته هذا السبب الاول. الشيء الثاني طول الامل. طول الامل المقتضي لعدم وجود شيء من لذائذ العبادات. الامر الثالث خشوع المقدمات يوجب خشوع النهايات. خشوع المقدمات وهذا شيء نبهنا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم. ايش معنى خشوع المقدمة؟ يعني خشوعك في في وضوء الصلاة تعظيمك للوضوء. وضوءك على الصفة الشرعية. وضوء جوارحك في الوضوء. هذا يسمونه خشوع المقدمة. من خشع الوضوء خشع في صلاته. من اسرع في وضوءه وتوضأ كيفما اتفق بالاستشعار تعبد ولا تعظيم فسيصلي كما توضأ. فسيصلي كما توضأ خشوع المجيء ايضا خشوع هذه المقدمة. ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ استمع ماذا قال؟ خمس صلوات فرضهن او قال كتبهن الله على العباد. فمن حافظ انتبه على طهورهن. من حافظ على طهورهن وصلاهن لميقاتهن واتم خشوعهن وركوعهن كان له عهد عند الله ان يغفر له. فاذا قال ظهورهن وفي سنن ابي داود باسناد صحيح لغيره من حديث كعب ابن عجرة وتأمل يقول النبي صلى الله عليه وسلم من توضأ في بيته ثم عمد الى المسجد فلا يشبك بين اصابعه فانه في صلاة. اذا بدأ الان وبدأت الصلاة الان ايه اذا خشعت في الصلوات السابقة وهي مقدمات والله ستجد خشوعا عظيما في الصلاة اللاحقة التي هي الاصل. يقول خشوع الوسائل مثل خشوع المقاصد. اذا خشعت في الوسيلة بالمقصود ولذلك حتى مجيئك الى العلم سبحان الله اذا جئت بهدوء وليس ولم تقم عندك مشكلة في الطريق للحلقة واتبعت المنهج السليم في النظام وكنت هادئا فوالله دخولك للمسجد للحلقة سيكون هادئ وجلوسك بين يدي شيخك سيكون هادي واستماعك للعلم سيكون هادئ. ابدا خشوع الوسائل وثم خشوع المقاصد. اما ان تأتيني برجل يتوظأ بسرعة من الاستشعار ولا يدري بعد وضوئها غسل وجهه او لا او مسح رأسه او لا ولا يثلث في وضوءه ولا يتبع السنة ثم يأتي الى المسجد هكذا فيدخل في الصف وقد حبزه النفس. ثم ماذا؟ تريد من قلبك بعد ذلك ان يخشع؟ تريد من نفسك ان تخضع؟ ابدا. في الصحيحين من ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا سمعتم الاقامة ها فلا تأتوا الصلاة وانتم تسعوا انتبه هذا اخلال بوسائل سيكون سببا للاخلال بالمقاصد. واتوها وانتم تمشون لا وعليكم السكينة والوقار. فما ادركتم فصلوا. يعني صلوها بخشوع. وما فاتكم فاتن لم يأمرنا بان نهدأ في المجيء؟ وان نكون علينا السكينة والوقار. بل نص الفقهاء على قلة الكلام في خروجك للصلاة والا تزور احدا في مجيئك للمسجد. والا تخاطب احدا في مجيئك للمسجد. يعني لماذا؟ استشعارا. استشعارا مما ستقدم عليه الان فانا كفيل بان من خشع في وسائل الصلاة الاولية والله العظيم سيجد قلبه سيجد في قلبه ما من الخشوع ما الله فعله. اولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبكير والتهجير الى المسجد لم؟ لانه خشوع في وسائل. ولذلك قال لو يعلم الناس ما في النداء والصف الاول ثم لم يجدوا الا ان يستهموا عليه لاستهموا. ولو يعلمون ما في التهجير اي جئنا المسجد مبكرا لستبقوا اليه. لم؟ لان من اعظم اسباب التهجير هدوء الجوارح بعد ذلك المشي الطويل. والسنة القبلية وقراءة شيء من القرآن كأنها استعداد قلبي لما سيأتي بعد تكبيرة الاحرام. اما من لا يأتي الا على التكبيرة فقط وقد حبزه النفس وتعب جسده من طول المشي ولا يزال ذهنه الشواغل التي تكلم اهله بها لا تزال لم تفرغ بعد بسنة قبلية لم تفرغ بعد بطول جلوس انتظارا للصلاة لم تفرغ بعد. لا يزال ذهنه حاضرة فيه الكلام وحاضر فيه المشكلة. فالتهجير الى الصلاة التبكير اليها خشوع في وسائل والخشوع في الوسائل يثمن الخشوع في الصلاة. اذا لو راعيت هذه الاسباب الثلاثة التي هي معرفة لتعظيم قدر الصلاة. قصر الامل ما استطعت الى ذلك سبيلا. الخشوع في الوسائل حين اذا اسأل نفسك بعد ذلك كيف هي صلاتك؟ هذه هي الاسباب وكلها تصب في ميزان تطهير القلب من الاشياء او الدغل الذي يفسد علينا خشوعنا في صلاته. والله اعلم