من الناس من يمر عليه احوال وايام لا يقرأ القرآن فيها. يمر عليه اليوم واليومان. وقد كان الامام احمد رضي الله عنه ورحمه ورفع مقامه في الجنة كان لا يمر عليه يوم الا وينشر المصحف وينظر فيه. حتى لو كان المرء حافظا لكتاب الله فانه يستحب له ان ينظر في المصحف كل يوم لا يخالف ذلك. والقلب اذا امتلأ من القرآن حفظا وتدبرا وتأملا كان في ذلك الخير. واذا لم يكن حافظا فعليه بكثرة التلاوة. وما احسن قول الشاطبي رحمه الله في اول الفيته في القراءات قال وان كتاب الله اوثق شافع واغنى غناء واهبا متفضلا وخير جليس لا يمل حديثه وترداده يزداد فيه تجملا وحيث تسعى يرتاع في ظلماته من القبر يلقاه سنا متهللا. هنالك يهنيه مقيلا وروضة ومن اجله في ذروة العز يجتلى يناشد في ارضاءه لحبيبه فاكرم به سولا لديه نعم ان القارئ للقرآن لا بد له ان يتدبر الهدي نهى عنه ابن مسعود رضي الله عنه فقال لا تهدوا القرآن هز الشعر ولا تنثر تنثروه نثر الدقل قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب وهكذا يجب ان يتدبر المرء القرآن. ينظر في الاية ويتأمل ما موقفه هو؟ ما حياته؟ ما اتصاله حين يقرأ هذه الاية ما صلة هذه الاية بحياته؟ ما صلتها بما يفعل؟ اذا نظر وتأمل في اية فيها امر نظر في حياته هل طبق ام لم يطبق؟ هل امتثل ام لم يمتثل؟ اذا نظر في نهي فانه ينظر في حاله وحال من حوله ولهذا ابن القيم رحمه الله قال ان انفع ما يكون لقارئ القرآن حين يقرأ القرآن ان يستحضره ان الله جل وعلا يتكلم بهذا القرآن وان جبريل يسمعه منه فينزل به من الرب الجليل العظيم جل جلاله ثم يلقيه على النبي عليه الصلاة والسلام فاذا هو عليه الصلاة والسلام يبلغ الناس به يا ايها الذين امنوا يا ايها الذين امنوا يا ايها الذين امنوا الى اخر ما هنالك. قال ابن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت في القرآن يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانها اما خير تؤمر به واما شر تحذر منه اذا فالعناية بالقرآن هي وصية النبي عليه الصلاة والسلام النبي عليه الصلاة والسلام ووصية ابن مسعود