بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وعنا معهم برحمتك يا ارحم الراحمين اللهم علمنا ما ينفعنا وارفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واغفر لنا يا رب العالمين اما بعد معاشر الاحبة الكرام يقول الله سبحانه وتعالى بسورة الانفطار ان الابرار لفي نعيم وان الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفسه شيئا والامر يومئذ لله بهذه الايات العظيمة بيان اخص واهم اوصاف يوم القيامة وانه اليوم الذي لا تملك نفس لنفس شيئا لا احد يملك لاحد نفعا ولا ضراء والامر يومئذ لله اي كل الامر بيد الله سبحانه وتعالى لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه عز وجل اذا استوعبنا هذه الحقيقة ورسخ في قلوبنا هذا المعنى اكتسبنا امرين اثنين الامر الاول الا نسعى لارضاء احد اذا رظي الله سبحانه وتعالى والامر الثاني الا نخاف من احد اذا سعينا لرضا الله سبحانه وتعالى بعض الناس يحكم تصرفاته ومواقفه في الحياة ارضاء الناس بغض النظر عن كون هذا الامر يرضي الله سبحانه وتعالى او لا يرضيه فبوصلته في الحياة ارضاء البشر يتكلم ليرضى عنه فلان وفلان ويسكت ليرضى عنه فلان وفلان ولا يفكر هل هذا السكوت او هذا الكلام يرضي الله سبحانه وتعالى ام لا اما المؤمن الموحد الذي تشرب التوحيد في قلبه فلا ينظر اصلا اذا توجه في فعله لارضاء ربه لا ينظر بعد ذلك هل هذا الموقف هذا الكلام هذا الفعل يرظي الناس او يسخطه يتساوى عنده بعد توجهه لارضاء الله يتساوى عنده رظا الناس وسخط الناس لماذا لان الناس لا يملكون لك نفعا في الدنيا ولا في الاخرة بل اقرب الناس اليك يفرون منك يوم القيامة اقرب الناس اليك قال الله سبحانه فاذا جاءت الصاخة يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه اقرب الناس الى الانسان اخوانه ابوه امه زوجته اولاده اذا احتاج الى شيء في الدنيا لجأ اليهم هؤلاء ليس فقط يعرضون ليس فقط لا ينفعون ليس فقط يسكتون بل يفرون ينحاش الواحد منهم عن الثاني يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه فما بالك بغيرهم اذا كان هؤلاء يفرون منك يوم القيامة فما بالك بغيرهم؟ فما بالك ببقية الناس لا احد ينفع احدا الا الله سبحانه وتعالى اذا لا احد يستحق ان تسعى لرضاه على حساب رضا الله سبحانه وتعالى ارضي ربك وليكن هذا هو همك ثم اذا رضي الناس بعد ذلك او سخطوا فلا يؤثر ذلك عليك بالمقابل المعنى الثاني لا تخف من احد من الذي بيده حياتك الله سبحانه وتعالى من الذي بيده رزقك؟ الله سبحانه وتعالى من الذي بيده سعادتك وشقاؤك الله فلماذا تخاف من غيره لماذا تخاف ممن لا يملك لك نفعا ولا ضرا فتسعى لارضائه على حساب رضا الله تسخط رب العالمين الذي بيده ملكوت السماوات والارض. لترضي فلانا وفلانا او لتخاف وتهرب من فلان وفلان وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حديثا عظيما قاعدة من قواعد الحياة قال عليه الصلاة والسلام من التمس رظا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس ومن التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارظى عليه الناس اذا الذي بيده الضرب والنفع على الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى اذا اختل هذا الميزان وقع الانسان بالقدح في توحيده التوحيد على الحقيقة هو الذي يكون صاحبه متعلق القلب بالله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له فلا يرغب الا اليه ولا يرهب على الحقيقة الا منه لذلك لما جاء وفد تميم الى النبي صلى الله عليه وسلم صاحوا عليه من بعيد من وراء الحجرات قالوا يا محمد اخرج الينا فان ذمنا شين وان مدحنا زين فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذاك الله مو انتم الله سبحانه وتعالى هو الذي اذا رضي عنك واذا ذكرك في الملأ الاعلى هو الذي ذكره زين واذا سخط عليك نعوذ بالله من ذلك هو الذي ذمه شين. اما البشر اولا لن تستطيع ان ترضي البشر كلهم هذي قاعدة لن تستطيع ان ترضي كل الناس اثنين لست مأمورا اصلا بارضاء كل الناس هذا امر مستحيل قدرا وغير مأمور شرعا فلماذا تسعى اليك هو امر غير مقدور وغير مأمور وغير مبرور ايضا لا تستطيع ان ترضي الناس كلهم. اذا ليكن هم الانسان وتفكيره بكل موقف من مواقف حياته في كلامه او سكوته في فعله او احجامه تلمس رضا الله فاذا وجد ان رضا الله سبحانه وتعالى في هذا الفعل فليفعله وليضرب ببعد ذلك بكلام الناس عرض الحائط. وان وجد ان هذا الفعل يسخط الله سبحانه وتعالى او انه لا يرضى عليه الله. الله سبحانه وتعالى لا يحب هذا الفعل. من خلال ما جاء في كتابه الكريم سبحانه وتعالى او في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فاحجم وقف ولو تكلم الناس وخاضوا وفعلوا وتكلموا ولاموا وقالوا فاضرب بذلك كله عرض الحائط اذا تحقق لك ذلك حصل لك اولا رضا الله سبحانه وتعالى وهو اهم شيء ثم حصل لك راحة البال لان الذي يراقب الناس ماذا قالوا؟ وماذا سكتوا؟ وماذا رضوا؟ وماذا سخطوا؟ فانه اولا لن يبلغ مراده منهم ثم انه لن يرتاح لذلك على المسلم الموحد ان يعلق قلبه بالله وحده لا شريك له. وان يعتبر الناس وكل ما في هذه الحياة الدنيا مجرد اسباب والا يجعل مواقفه وبوصلة حياته التي توجهه في حياته مرتبطة الا بربه سبحانه وتعالى ومن ذلك اخواني الكرام ما يفعله مع الاسف بعض المسلمين من التعلق مخلوقات فيدعونهم من دون الله ويستغيثون بهم من دون الله وهذا يا اخواني شرك هذا من الشرك ومع الاسف لا زال موجودا عند بعض المسلمين يذهب الانسان بدل ان يلتجئ الى ربه سبحانه وتعالى الى مخلوق مثله ظعيف بل ميت يذهب الى ميت مقبور فيسأله ما يجب ان يوجهه الى الله يسأله الولد يسأله المال يسأله كذا وهذا يا اخواني شرك هذا شرك بالله سبحانه وتعالى وقدح في التوحيد يجب على الانسان ان يتفطن لذلك وهذا فرع من هذه القاعدة التي قد علمناها من هذا من قول الله سبحانه وتعالى يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله. لا يستطيع احد ان ينفعك او يضرك اذا كان الله عز وجل قد كتب عليك شيئا. لذلك صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لو اتفق البشر جميعا وهذا مستحيل. لكن لو حصل واتفق البشر جميعا ومعهم الجن على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الاقلام وجفت الصحف. لذلك ابراهيم عليه السلام لما اجتمع عليه قومه والقوه في بالنار ماذا حصل؟ قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. اذا اخواني لنعلق قلبنا بالله محبة ورهبة وتوجها وعبادة ففي ذلك صفاء التوحيد وراحة البال. يسر الله لنا ولكم ذلك واعاننا واياكم من ظده والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين