منكم وهو فضل العلم وفضل تعلمه وفضل تعليمه. وشرف الاوقات التي تبذل في تحصيل العلم. وان الزمان الذي يبذله الانسان والفكر والمال والجهد والخطوات والخطرات واللفظات التي تبذل في تحصيل العلم كلها للانسان عليه اذا احسن لله القصد واحسن لله العمل. الاثار التي ينالها العبد من رفعة في الدنيا ورفعة في الاخرة. وصلاة الملائكة ومن في البحر والبري من البهائم قال معلم الناس الخير ينالها العبد اذا احسن لله عز وجل النية في طلب العلم. وهذه الفضائل والنصوص المتكاثرة في فضل العلم المقصود به علم الشريعة. علم الكتاب والسنة. هذا هو المقصود به. قال الله قال رسوله واما ما سواها فهذه مهن. الناس يحتاجون اليها. يتعلمها الانسان لكن لو تعلم الانسان علما دنيا ليصيب به الدنيا لم يأثم بذلك. لان هذه مهنة اصلا. اما تعلم الكتاب سنة والفقه والعقيدة والحديث لاجل الدنيا فهذا امر لا يجوز. كما تقدم معنا من الاحاديث. فلاخلاص في تعلم الامور الدنيوية يؤجر الانسان عليه. اما اذا لم يحسن لله القصد فان كسائر المهن التي يتعلمها الانسان. واما بالنسبة للعلم الشرعي فاذا اخلص العبد لله القصد عظم ثوابه واثره. واذا لم يخلص لله القصد عظم خطره عليه. واذا طلبه لم يرد به وجه الله ولم يرد به مراعاة الناس. وانما طلبه لانه حبب اليه. فهذا يوشك ان له العلم على الاخلاص والخير والصلاح كما نقل عن الامام مالك وغيره انهم قالوا طلبنا العلم فابى الا ان يكون لله. يدلهم على الله عز وجل. حتى ينال الانسان هذه الفضائل لابد ان بحلية اهل العلم. لا بد ان يتزيى باخلاق اهل العلم. وان يكتسب ما ادب به العلماء من صلاح الباطل وصلاح الظاهر وهذا امر من اكثر الامور فطالب العلم اذا اخذ معلومات ولم يأخذ عمل العلم وزكاءه واخلاقه لا يكون له كبير شأنه. واداب العلم تبدأ مع الانسان من بداية الطلب. فكلما كبر كلما رسخت في قلبه