بسم الله الرحمن الرحيم حياكم الله في الدرس الستين من دروس المستوى الثاني من علم العروض وهو المستوى الذي اشرح لكم فيه مهارة التحليل المقطعي. هذا الدرس هو الدرس الاخير من هذا المستوى وساثير فيه هذا السؤال. من يحتاج الى علم العروض من الامور السائدة هو ان الذي يحتاج الى علم العروض هو صاحب الموهبة الشعرية فهو يحتاج الى معرفة الاوزان حتى يستطيع ان نمي هذه الموهبة والحقيقة ان هذا فيه اختزال لاهمية علم العروض. نعم صاحب الموهبة الشعري يحتاج الى علم العروض. ولكن لا تقل اهمية علم العروض للناقد والنحوي والصرفي والبلاغي ودارس الاعجاز عن اهميته لصاحب الموهبة الشعرية فالناقد حين يفتح بابا بين النقد وبين علم العروض سيجد مجالا رحبا لاستبطال القصيدة وتحليلها لان الارتباط بين الزحاف والعلة وبين الموقف النفسي للشاعر عند كتابة القصيدة ارتباط في غاية القوة. لذلك اه اه الشيخ محمود شاكر على سبيل المثال عند تحليل قصيدة ان بالشعب الذي دون سلع لقتيلا دمه ما يطل آآ والتي الراجح انها لابن اخت ابط شرا حين حللها في كتابه نمط صعب ونمط مخيف اعتمد على تحليل الزحاف والعلة في ابيات القصيدة في معرفة الموقف النفسي للشاعر. لذلك حين يتبنى الناقد قراءة الزحاف والعلة قراءة نفسية وقراءة الوزن وقراءة القافية سيجد ان هذا اه بابا واسعا اه اظهار ما في القصيدة من مكامن الجمال ومن المعاني التي تدل على المقاصد. وكما قلت على المواقف النفسية ايضا النحوي ايضا في حاجة بالغة الى علم العروض لان الشاهد الشعري في النحو هو الاكثر هو الشاهد الطاغي لماذا؟ لان الشعر هو الذي الشعر والشاعر هو الذي احرص على استثمار اه جميع اه ما اتاحته اللغة من الفسح للتصرف في الكلام لذلك تجد الشعر يغطي جميع الاوجه الجائزة. وقد يدخل في غير الجائز من باب الظرورة. لذلك الشاهد الشعري هو طاغ في النحو. الشاهد الشعري ووجود الشاهد الشعري وارتباطه بالظرورة التي قد قد تبيح بعظ المحظورات النحوية تجعل معرفة النحو بالعروظ لازمة وظرورية حتى يستطيع ان احلل هذا الشاهد الشعري وان يعرف معنى الظرورة وان يحددها ظرورة الوزن وظرورة القاظية التي سنشرحها وان شاء الله تعالى في المستوى الثالث. ايضا الصرفي هناك الكثير من اه الامور الصرفية التي تتعلق بمعرفة علم العروض. ومن اهم ذلك الابنية. نحن نقرأ الابنية الصرفية اه قراءة معنوية. فنقول معاني الابنية الصرفية في ديوان فلان. لذلك لا بد ان نعرف علم العروض حتى نعلم هل هذا البناء اتى نتيجة ظرورة للوزن والقافية وما علاقة ذلك بتحليل البناء تحليلا معنويا. ومثل هذا الكلام يقال في حق النحو. حين اقرأ المعاني النحوية في القصر بل ان بعض الابنية قد تكون نتجت بسبب ضرورة الوزن وضرورة الوزن بعد ذلك ننظر هل البناء الذي اقتضته ضرورة الوزن يتوافق مع المعنى الذي يريده الشاعر اه اه او لا يتوافق لذلك النحوي والصرف في حاجة ماسة الى معرفة علم العروض. ايضا البلاغي لان البلاغي يبحث عن النحو ويدرس هذه المعاني. لذلك حين يدرس معاني النحو من آآ خلال الشعر. وانتم تعلمون منا الشعر هو ديوان العرب وهو ذروة ما وصلت اليه البلاغة العربية بالنسبة الى العرب البلاغي يحلل الشعر ويبحث عن المعاني النحوية في الشعر ومن المعاني النحوية ما يتعلق بقضية الاوزان من حيث التقديم والتأخير فالوزن قد يقتضي التقديم والتأخير. ولهذا اه اه لهذا التقديم والتأخير حذف وللذكر وللكثير من المعاني النحوية المتعلقة بالوزن الكثير من القراءات في الدرس البلاغي. لذلك لا لابد للبلاغ من معرفة بعلم العروظ. ايظا دارس الاعجاز الاعجاز في القرآن الكريم لان القرآن الكريم فتح باب التحدي مع العرب من حيث اه مجاراة القرآن الكريم. ومن اشهر اوجه الاعجاز في القرآن الكريم هو طلاوته وحلاوته. فهو ينازع الشعر الشعر الذي بني على المقاطع. المقاطع وكثفت فيه مكامن الموسيقى والجرس من خلال القافية ومن خلال المقاطع المتعددة في الشطر الاول وفي الشطر الثاني. فلما يأتي القرآن الكريم ويتحدى هذا الكلام الموزون بكلام منثور في حلاوته في الاسماع فان دارس الاعجاز في حاجة ماسة الى علم العروض حتى يفهم من اين اتى النغم في الشعر ثم يوازن بين النغم الشعري وبين الجرس القرآني وكيف استطاع القرآن وهو كلام منثور ان يتغلب على الشعر وهو مبني على المقاطع والاوزان القافية التي تتكثف معها اه موارد اه موارد ومصادر النغم في الشعر العربي لذلك كل هذه التخصصات يجب ان يكون اه اه بينها وبين اه علم العروض اه ابواب مفتوحة لان هذه الابواب المفتوحة ستنتج الكثير من الدراسات البينية بين العلوم وبين اه علم العروض وستعود بنفع عظيم ودقيق وعميق في دراسة هذه العلوم من مدخل عروظي. اه بالاظافة الى ان علم العروض هو مهم لكل عربي اه على الاطلاق ولكل مثقف اه بعيدا عن التخصص على وجه الخصوص. فاما العربي فانتم تعلمون ان الشعر ديوان العرب والمعرفة بعلم العروض تجعل العربي العربي عموما يعرف الاوزان التي افرغ فيها العرب عواطفهم المختلفة من مدح ورثاء وهجاء وغزل من شعر ذاتي وشعر غير ذاتي فهو مهم لكل عربي بحكم ان الشعر هو ديوان العرب. وهو مهم لكل اه مثقف. لماذا؟ لانه لا يخلو مثقف من الاستشهاد بالشعر ومن النظر اليه. ومن النظر اليه. لذلك المعرفة العروض هي تعمق المعرفة بالشعر وبمكامن النغم. فالمثقف عموما والعربي عموما في حاجة ماسة الى علم العروض لذلك لا يجوز اختزال علم العروض في الموهبة الشعرية وانما الناقد والنحوي والصرفي البلاغي ودارس الاعجاز آآ كل هؤلاء يستطيعون فتح آآ الجسور او مد الجسور بين علومهم وبين علم العروظ للوصول الى كثير من الابحاث البينية وفي الاجمال كل عربي وكل مثقف من العرب في حاجة ماسة الى معرفة هذا العلم اه بجميع اه تفصيلاته اه حتى يتصوروا هذه القوالب الموسيقية التي افرغ العرب اه فيها عواطفهم وبهذا الدرس اكونوا قد وصلت الى نهاية المستوى الثاني وبنهاية المستوى الثاني اكون قد فرغت من شرح الجزء المتعلق بالعروض وفي والثالث ان شاء الله تعالى ساشرح لكم ما تبقى من التحليل المقطعي المتعلق بالقافية واما المستوى الرابع فسيكون للمسائل الخلافية والمسائل المشكلة وللشبه التي ترد على هذا العلم وهذا المستوى ساؤجله ان شاء الله آآ تعالى الى فترة لاحقة آآ حتى انتقل بعد دراسة بعد المستوى الثالث من علم العروض وهو الجزء المتعلق بالقافية سانتقل الى شرح بقية علوم العربية ثم اعودوا مستويات المتقدمة في علم العروض وفي بقية العلوم المستويات المتقدمة اعني بها المستويات التي نشرح فيها المسائل الدقيقة والخلافية والمشكلة ونرد على الشبه التي ترد على العلوم ان شاء الله تعالى. وفي ختام هذا الدرس الذي هو ختام لهذا المستوى استودعكم الله. واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد