والمبتدعة في الجملة الحال معهم من جهة ما يكثر الخلط فيه في هذا الزمن من الثناء عليهم او من ذكر المحاسن والمساوئ ونحو ذلك مقام اهل العلم مع اهل البدع المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. الحمد لله الذي انعم على عباده المتقين بالتوفيق الى الطاعات وانعم عليهم بقبولها منهم بعد التوفيق وانعم عليهم بمجازاتهم عليها يوم العرض عليه والحمد لله الذي تفضل وانعم وتكرم واعطى بغير حساب واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له لا رب لنا سواه ولا معبود لنا غيره واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله نشهد انه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد فلا خير الا دلها عليه ولا شر الا حذرها منه فتركها بعده صلى الله عليه وسلم على طريق واضح نهج بين. لا يزيغ عنه بعده صلى الله عليه وسلم الا هالك اللهم صلي على محمد شفاء ما ارشد وعلم. اللهم صل على محمد وعلى ال نبينا محمد وعلى زوجاته وعلى صحابة محمد صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان من القصور الذي يعانيه الناس اليوم انهم يعلمون كلام اهل العصر او اهل العصور التي يعيشونها ويقصرون في تتبع ومعرفة وتدبر كلام سلفنا الصالح وكلام السلف قليل كثير الفائدة وكلام الخلف كثير قليل الفائدة كما قال ذلك ابن رجب عبدالرحمن بن احمد الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه العظيم قبل علم السلف على علم الخلف واساس ذلك ان السلف كانوا اذا تكلموا اقتفوا في كلامهم اثر النبي صلى الله عليه وسلم والنبي عليه الصلاة والسلام كان يوجد كلامه وقد اوتي جوامع الكلم وهي الكلمات القليلة التي تحوي المعاني الكثيرة فتجد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم من الكلمات ولهم من الوصايا ولهم من الخطب ولهم من الرسائل التي يوصي فيها بعضهم بعضا ما هو قليل ما هو قليل الكلمات قليل الحروف ولكن من تدبره وجد تحت كل جملة العجب العجاب من تفرع المعاني وكثرتها وقوتها وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم طبقات ومنهم المهاجرون الذين اسلموا قديما وصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة ومن هؤلاء خاصة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحب ما عليه وصاحب طهوره عبدالله ابن مسعود الهدلي المتوفى سنة اثنتين وثلاثين للهجرة عبدالله بن مسعود او ابن ام عبد كما كان عليه الصلاة والسلام يناديه كان ممن اسلم في مكة وصحب الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة وسمع القرآن اول ما انزل وحفظ القرآن حتى انه كان يقول لو اني اعلم ان على الارض احد يعلم في كتاب الله جل وعلا اكثر مما اعلم تبلغه المطي لرحلت اليه وكان يحفظ القرآن وكان اقرأ الصحابة رضوان الله عليهم وقد قال فيه عليه الصلاة والسلام من سره ان يقرأ القرآن غضا طريا كما انزل فليقرأه على قراءة ابن ام عبد يعني عبد الله ابن مسعود قال له عليه الصلاة والسلام مرة يا عبد الله اقرأ علي القرآن قال ااقرأ عليك يا رسول الله وعليك منزل قال اني احب ان اسمعه من غيري وافتتح عبدالله رضي الله عنه سورة النساء فمر حتى اتى قوله جل وعلا فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا فقال له النبي عليه الصلاة والسلام حسبك يعني يكفي قال عبدالله ابن مسعود فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام ابن مسعود وصى به عليه الصلاة والسلام وصى الامة ان تأخذ بعهده ان تقتفي اثره وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام احمد والحاكم وغيرهما ان النبي عليه الصلاة والسلام قال تمسكوا بعهد ابن ام عبد يعني اذا عهد اليكم عهدا فتمسكوا به وصح عنه ايضا عليه الصلاة والسلام انه قال رضيت لامتي ما رضي لها ابن ام عبد وصح ايضا عنه عليه الصلاة والسلام انه قال قد رضيت لكم ما رضي لكم ابن ام عبد ولهذا كان ابن مسعود صاحب وصايا يوصي ووصاياه كما اسلفت جمعت بين الكلام القليل والمعاني الكثيرة وسيأتينا ما يدل على ذلك كان ورعا خاشعا كان فلاء للقرآن عاملا به امرا به ناهيا فهو الذي يقول اذا سمعت يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانها خير تؤمر به او حر تنهى عنه وهو الذي يقول في اهل القرآن ينبغي لصاحب القرآن ان يعرف بنيله اذا الناس نائمون وبنهاره اذا الناس مفطرون وهو الذي اوصى في القرآن بقوله لا تنفروه نثر الدقن ولا تهدوه حد الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب فكان رضي الله عنه له اصحاب وكان يوصيهم بوصايا حفظت لنا وكان اصحابه على هيئته يترسمون خطاه ويهتدون بهديه وكان رضي الله عنه اشبه الناس هديا وصمتا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم يعني انه كان حريصا على السنة لهذا كان اشبه الناس بالنبي عليه الصلاة والسلام كان له اصحاب وهكذا العالم الداعي لابد ان يتأثر به الناس ومع ذلك كان مربيا حتى في امامته وصحبته رآهم مرة يتبعونه ورأى العدد كثر رظي الله عنه فقال لهم كلمته التي هي فاتحة الكلمات التي سنتدبر فيها من كلمات ابن مسعود قال رضي الله عنه لهم لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي اثنان لو تعلمون ذنوبي ما وطأ عقب اثنان ولحثيتم التراب على رأسي ولوددت ان الله غفر لي ذنبا من ذنوبي واني دعيت عبدالله ابن روثة اخرجه الحاكم وغيره يقول لاصحابه لو تعلمون ذنوبي ما وطأ عقب اثنان وفي رواية اخرى قال لو تعلمون يقسم ويقول والله الذي لا اله غيره لو تعلمون علمي لحثيتم التراب على رأسي وهذه الكلمات مدرسة ولا شك لان البروز في الناس متوقع اذا تميز احد في الناس بشيء ربما عظموه وربما مدحوه وربما تتابعوا خلفه يمشون والمرء كلما ازداد علمه بالله جل وعلا علم ان ذنوبه كثيرة كثيرة كثيرة ولا عجب ان اوصى النبي صلى الله ان اوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكر وهو افضل هذه الامة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديق الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام لو وزن ايمان ابي بكر بايمان الامة لرجح ايمان ابي بكر علمه النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو اخر صلاته بدعاء فيقول فيه فيقول فيه ربي اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت القائل الموصي النبي صلى الله عليه وسلم والموصى ابو بكر الصديق رضي الله عنه ربي اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت. فاغفر لي مغفرة من عندك كلما ازداد علم المرء بربه خشي الله جل وعلا وخشي ان يطأ عقب بثنان خشي ان يعظم في الخلق. خشي ان يرفع في الناس. لانه يعلم من الله جل وعلا ومما يستحقه الله جل وعلا ما يوقن بانه لن يبلغ ان يوفي الله جل وعلا حقه فيكون مقصرا في الشكر وذلك جنب من الذنوب قال ابن مسعود لو تعلمون ذنوبي ما وطأ عقبي اثنان يشتهر الناس فمنهم القارئ للقرآن يشتهر بحسن قراءته وبحسن خوفه يجتمع عليه الناس منهم العالم يشتهر بعلمه وبفتواه وبصلاحه وبورعه فيجتمع عليه الناس ومنهم الداعية يشتهر ببذله للناس ويجتمعون حوله بما هداهم الله جل وعلا به الى الحرب ويشتهر من يؤدي الامانة ويشتهر من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهكذا ومقام الشهرة مقام مذلة عظيمة لهذا ابن مسعود اوصى وصية على نفسه يبين فيها حالة ويبين فيها ما يجب ان يكون عليه كل من كان له سبعة فيقول لو تعلمون ذنوبي ما وطأ عقبي اثنان ولحسيتم التراب على رأسي لابد في من كان على شهرة او كان ممن ينظر اليه الناس ان يحتقر نفسه دائما بينهم ويظهر ذلك لا ليرتفع بينهم ولكن ليرتفع عند الله جل وعلا وما دار ذلك الاخلاص فان من الناس من ربما يزدري نفسه امام الناس ليظهر بينهم وهذا من الشيطان ومنهم من يزدري نفسه بين الناس والله جل وعلا مطلع على قلبه انه صادق في ذلك. يخشى اتقى الله جل وعلا يخشى يوم يوفى ما في الصدور يوم يطلع على ما في القلوب ولا تخفى على الله والله خافية ولا يكتمون الله حديثا هذه عبرة من العبر يتنبه لها كل يتنبه لها كل تابع وكل متبوع وكل متبوع اما السابع فينتبه الى ان هذا المسبوع يجب الا يعظم وانما يستفاد منه بما يبلغ عن الله جل وعلا او بما ينفع به الخلق واما التعظيم فانما هو لله جل وعلا ثم لرسوله صلى الله عليه وسلم. واما باقي الخلق فلهم اذا صلحوا فلهم المحبة في النفس وينبغي على من اشتهر ان يكون دائما خاشعا ذليلا ذاكرا ذنوبه ذاكرا مقامه بين يدي الله ذاكرا انه ليس باهل ان يضع عقبه اثنان وان يتبعه اثنان. ولهذا لما مدح ابو بكر الصديق رضي الله عنه. بين الناس وخطب بعد ذلك صح عنه فيما رواه احمد وغيره انه قال رضي الله عنه اللهم اجعلني يقولها علنا يقول اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون ينبه الناس ان عنده ذنوب حتى لا يغلو الناس فيه فهل يستقيم هذا مع ما نرى من احوال يزيد فيها المعظم تعظيما لنفسه ويزيد فيها المعظم تعظيما لمن عظمه واتبعه ليس هذا من هدي الصحابة رضي الله عنهم عمر رضي الله عنه ربما اعجبته نفسه وهو خليفة وهو الذي بعد ابي بكر رضي الله عنه في التبشير بالجنة فاخذ يحمل الشيء في السوق على رأسه ليزدري نفسه حتى لا تتعاظم نفسه و من ابواب الخطايا العجب والتعامل ان يرى المرء نفسه معظما. كان من السلف الصالح من اذا اتى ليلقي شيئا فرأى الناس اجتمعوا تركهم لما؟ لان صلاح نفسه الزم عليه من صلاح الناس لما رأى هذا الجمع اجتمعوا ورأى ان نفسه بدأت تعالجه في ان هؤلاء حضروا وهؤلاء انصتوا وهؤلاء فعلوا واقبلوا علي عالج نفسه بتركهم سيقولون عنه ما يقولون. لكن اهم الامر ان يكون صالحا قلبه فيما بينه وبين ربه وصلاح قلبك اهم من صلاح قلب غيرك فينبغي عند ذاك مجاهدة النفس في هذا المقام اذا فهذه الوصية من ابن مسعود حيث يقول والله الذي لا اله الا هو لو تعلمون علمي لحثيتم التراب على رأسي هذه نرجو ان يتذكرها كل من كان له بعض شهرة بين الخلق معلم او عالم او قارئ او امرناه او مسئول في جهة او امير او ملك الى اخره من اصوات الناس ينبغي ان يكون مزدريا لنفسه حتى لا يتعاظم قلبه عليه فيخسر في الدنيا والاخرة هذه وصية وهي ضحية بليغة تحتها معان كثيرة وفيما ذكرنا اشارات وتحت الاشارات عبارات وتدبر تجد ذلك الوصية الثانية والكلمة الثانية عن ابن مسعود ما رواه البخاري في صحيحه عنه رضي الله عنه ورواه مسلم ايضا. ولم يخرج لفظ كلام ابن مسعود قال رضي الله عنه ان المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف ان يقع عليه وان الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على انفه فقال به هكذا تنبهوا عنه ان المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف ان يقع عليه وان الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على انفه فقال به بهكذا اي بيده فنبهوا عنه مقام الناس في الذنوب مقامان مقام المؤمن يذنب ومقام الفاجر يذنب المؤمن يعمل الطاعات وهو وجل قال جل وعلا والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون ما معناها؟ يعني الذين يصلون يصلون ويتصدقون ويزكون ويفهمون ويخافون الا يتقبل منهم هل في الطاعات؟ فكيف اذا اذنب ذنبا ماذا يكون حاله؟ قال ابن مسعود ان المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف ان يقع عليه. وهذه الحال التي ينبغي ان نكون عليها ان نتعاظم ان نذنب في حق الله جل وعلا نذنب في التفريط في الفرائض تبرير التفريغ في الصلوات التفريط فيما يجب في الصيام التفريط في اداء الزكاة التفريغ في اداب في اداء حقوق الخلق في المعاملات في الكسب في الغش في اداء الامانة في معاملة الاهل في معاملة الوالدين في عدم العقوق في الاتيان في الخيرات اذا ازداد علمك فسترى ان لله جل وعلا عليك في كل لحظة تتحركها امر ونهي اما ان يكون في عمل الجوارح واما ان يكون في عمل اللسان واما ان يكون في عمل القلب في كل لحظة من حياتك فلله جل وعلا عليك امر ونهي حتى لو جلست ساكنا فالقلب اما ان يتحرك في معاص معاصي القلوب من الكبر والظن ظن السوء و ان يدبر مثلا او ان يعمل عملا يرتب له من مما لا يجوز او يفكر كيف يأخذ ما ليس له بحق او الى اخره فان هذه ذنوب اذا عمل بها بعد خاطر القلب ومنها ذنوب ذنوب قلبية لو لم يعمل مثل ترك التوكل مثل ترك الصبر مثل العجب مثل الرياء الى اخره. فلله جل وعلا عليك في كل تحريكة لك وتسكينة له عليك امر ونهي ولابد ان يقع منك الغفلة والغفلة والغفلة فالمؤمن يكون خائفا وجلا. يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف ان يقع عليه. ولهذا يحذر الناس من ذنوبه ومن ان يغتروا به. وايضا يحذر هو ان يختم له قبل ان يستغفر يحذر ان يكون من الموسدين في الثرى قبل ان يحدث توبة واستغفارا. ولهذا يكون المؤمن مع هذا الخوف على حد شديد يتبع ذلك الحذر كثرة الاستغفار. ولهذا النبي عليه الصلاة والسلام كان يستغفر الله جل وعلا في اليوم والليلة اكثر من مائة مرة وفي المجلس الواحد سبعين او مئة مرة. عليه الصلاة والسلام وهكذا كان حال الصحابة هذي حال المؤمن حال الخوف فهو يخاف الذنوب ويرجو رحمة الله جل وعلا اما الفاجر الذي يعمل بالمعاصي بلا حساب فيقع في الذنوب الخبيرة كبائر الذنوب. وفي الموبقات وفي البدع وفي ترك السنن وفي الاخذ بالرأي وترك الاثر وغير ذلك من الذنوب وهو لا يشعر بها بل كأنها ذباب مر على انفه فقال به هكذا المؤمن رحمه الله بان الصلاة الى الصلاة مكفرات لما بينهما ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهما. والعمرة الى العمرة مكفرات لما بينهما. لكن بشرط ان تجتنب كما قال جل وعلا ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما فشرط لتكفير السيئات ان تجتنب الكبائر. والصلاة الى الصلاة مكفرات لكن هل كل صلاة مكفرة ليس كذلك بل من الصلاة ما يفعلها العبد ولا تكفر ذنوبه. كذلك من الصيام ما يصومه العبد يعني رمضان ولا يكفر ذنوبه ومن العمرة ما لا يكفر به الذنوب فلكل عبادة من هذه العبادات شرط في ان تكفر السيئات فمثلا في الصلاة ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال من صلى الصلاة فاتم ركوعها وسجودها وخشوعها كانت له كفارة فيما بينه وبين الصلاة الاخرى ما اجتنبت الكبائر الوضوء تتقاطع مع الماء الذنوب لكن كما قال عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه من توضأ كما امره الله العمرة كذلك. ولهذا من رحمة الله ان نوع جعل الصلاة الى الصلاة مكفرات. من الناس من يبقى عليه شيء فلا تكفرها صلاته. فيكفر اخره رمضان من الناس من لا يقوم له رمضان بالتكبير فتكفرها الجمعة الى الجمعة منهم من لا تقوم له الجمعة فتأتي العمرة فتكفر ما بينهما من الكبائر. فيكون المرء على وجل من فعل المعاصي فكيف اذا كان ما يفعل الكبيرة من الكبائر الزنا وشرب الخمر والربا والسحر وهذه يتنكب عنها الصالحون لكن ثمة كبيرة يغشاها الصالحون ومنهم من لا يشعر بها او يكون كما قال ابن مسعود في خطافه خصلة الفاجر ذبابا مر على انفه فقال به هكذا وهذه الخصلة وقع فيها الاكثرون في هذا الزمن الا وهي الغيبة والغيبة من الكبائر لان الله جل وعلا قال ولا يغشب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه قال العلماء جعل الغيبة كأكل الميتة واكل الميتة كبيرة فدل على ان الغيبة من الكبائر والنميمة والبهتان هذه من الكبائر الغيبة ان تذكر اخاك بما يكره الصلاة الى الصلاة مكفرات ما اجتنبت الكبائر فهل نخاف او نطمئن الله المستعان اذا لم تجتنب هذه الكبيرة فالصلاة الى الصلاة ليست بمكفرات فكيف اذا ازداد على الغيبة ان تكون بهتانا الغيبة ذكرك اخاك بما يكره. قالوا يا رسول الله ارأيت ان كان في اخي ما اقول قال ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بحثته والبهتان اعظم اثما من الغيبة وهذه من الناس من يغتاب ويتكلم بلسانه ولا يخاف كذباب مر على انفه فقال به هكذا وهي اكثر ما تكون ما اكثر ما تكون في الصالحين قال شيخ الاسلام ابن تيمية ان الصالحين يجتنبون كبائر الذنوب مثل الزنا وشرب الخمر والسرقة ولكنهم يقعون في ذنوب اللسان والقلب يتعاظم بقلبه يتجبر يتكبر يمر به احد فيستصغر ذاك ويعظم نفسه ولو علم الحقيقة لربما كان ذلك الذي زراه. اعظم عند الله جل وعلا منه فالمرء ينبغي ان يكون حسيبا على نفسه يجلس في الناس مجالس طويلة يغتابون فيها والغيبة درجات واعظمها ان يغتاب من له الحق عليه من اهل العلم ومن الوالدين ونحو ذلك ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته والله المستعان هذه ذنوب تتأمل هذه الكلمة ولا تغتر بانك صاحب طاعة وتنظر الى نفسك وانك وانك ولا تحس بالذنوب التي تغشاها وانت لا تشعر لقصور علمك. اما الرجل اذا علم اما المسلم او المسلمة اذا علمت امر الله فانه سيكون في القلب الخشية. انما يخشى الله من عباده العلماء. فاذا اذنب ذنبا كان القلب وجلا خائفا لا يدري ما الله جل وعلا يصنع فيما فعل من الذنب الذي قد يكون ذنبا لسانيا وقد يكون ذنبا قلبيا وقد يكون ذنبا من ذنوب الجوارح اذا هذه الوصية مدارها على ان على ان تعظم امر ذنبك ولا تخفف امر الذنب فاذا عظمت وكانك وكانك قاعد تحت جبل تخشى ان يقع عليك فانك ستسعى الى طلب المغفرة ستسعى الى التوبة ستسعى الى مفارقة الذنوب وان تلظ بالله جل وعلا ان يعفو عنك ويتسامح وهذه عبادات تلو العبادات ومن كلمات ابن مسعود رضي الله عنه انه قال اعتبروا الناس يقول لاصحابه اعتبروا الناس باقدامهم فان المرء لا يخادل الا من يعجبه يعتبر الناس باقدامهم. فان المرء لا يخادل الا من يعجبه وهذا مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المروي في السنن المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالف صحيح كما قال ابن مسعود المرء لا يخادن الا من يعجبه يعجبه في تصرفاته يعجبه في عقله يعجبه في تفكيره فاذا رأيت احدا يخادم احدا يعني الصديق يعني صديقا له ملازما له محبا له فاعتبر هذا بهذا. بذاك فان الارواح جنود مجندة ما تعارف منها سلف ومات وما تناكر منها اختلف تعتبر الناس باحزانهم وهذا يدل على ذلك فمن جهة الاعمال اذا رأيت من يرحل معاصي والكبائر ورأيت من يصاحبه ويلازمه فاعتدوه بذاك و يخشى عليه ان يكون مثل صاحبه لانه اما انه لم يعلم بفعل صاحبه واما انه علم فرضي ومن علم بالمعصية فرضيها كان شريكا لصاحبها في الاثم بالالسنة اذا وجدت ان فلانا سبابا شتاما كثير الغيبة كثير الوقيعة وتجد ان فلان كثير الصحبة لا لا يخالفه ولا ينهاك ولا يفارقه فاعلم انه شبيه به رضي صنيعه في العقول الناس يتقاربون في العقول وفي التفكيرات فاذا وجدت في عقل احدهم محبة للعلم ووجدت من يصاحبه اتعلم ان من يصاحبه محبا للعلم لتعلم ان من يصاحبه محب للعلم وان لم يكن من اهل العلم اذا وجدت من يصاحب صاحب السنة فتعلم انه صاحب سمعة لانه كما قال ابن مسعود اعتبروا الناس باقدامهم واذا وجدت من يصاحب اهل الاثر تاء هو محب للاثر ولاهله واذا وجدت من يصاحب اهل الرأي ويلزمهم فتعلموا انه محب لهم وان له وان له حكما من احب السنة صحب اهلها ومن احب المحدثات صحب اهلها والمرء على دين خليله كما قال عليه الصلاة والسلام فهذه وصية وما وراء هذه الوصية بعد الاعتبار ان تعتبر نفسك ليس المقصود ان تحكم على الناس ولكن هذه عبارة لطيفة من ابن مسعود حيث قال اعتبروا الناس باقدامهم لكن اذا اردت ان تعتبر الناس فلابد ان تعتبر نفسك قبل ان تعتبر الناس ولكن من الناس من لا يحب ان يواجه بالنصيحة والوصية ولكن جعله ابن مسعود رضي الله عنه جعل هذا الموسى حكما على غيره واذا تأمل وجد ان ان في العبارة ان يحكم على نفسه فاعتبر نفسك باقدامك فان المرء لا يقادم الا من يعجبه اذا كان كذلك فتأمل نفسك ومن تصاح هل تصاحب اهل الطاعة ام اهل المعصية اذا وجدت من يأنس من اهل العصيان ولو كان ظالمون الطاعة ففي الغالب ان نفسه من داخلها تنازعه الى العصيان ولو من طرف خفي واذا وجدت من يصاحب اهل العلم وجدت ان نفسه تنازعه الى العلم ولو لم يكن من طلبته واذا وجدت نفسك تصاحب اهل السنة فمعنى ذلك ان قلبك محب له واذا وجدت نفسك تصاحب اهل المحدثات واهل الغيبة واهل النميمة واهل الوطيعة فتعلموا ان المرء على دين خليله فاذا تبدأ مع نفسك بالاصلاح. كلمة ابن مسعود هذه لنفسك وهذه وصية تربوية جامعة دعوية وكل حسيب نفسه والله جل وعلا يقول مخبرا عن قول بعضهم يوم القيامة يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا. اتهم الرأي وعليك بالسلامة اطلب السلامة لا تأخذ نفسك بالأماني بل كن على حذر وكن طالبا للسلامة لا طالبا للهو فان الحياة ليست مدتها كافية للهو واللعب وان غثا اللهو واللعب الاكفرون وانما هي لمن عقل ميدان فقط لطاعة الله جل وعلا. ولا تنسى نصيبك من الدنيا من كلمات ابن مسعود رضي الله عنه التي اوصى بها الناس وقد قال عليه الصلاة والسلام تمسكوا بعهد ابن ام عبد وقال رضيت لامتي ما رضي لها ابن ام عبد قال ابن ام عبد الله ابن مسعود لاصحابه انكم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤه كثير خطباءه في زمن الصحابة ابن مسعود توفي سنة اثنتين وثلاثين للهجرة قال لاصحابه ينبه ويربي انكم في زمان كثير العلماء لان الصحابة متوافرون قليل الخطباء في كل مسجد في كل بلد في مسجد واحد يخطب فيه العالم في البلد قال وسيأتيكم او وسيأتي بعدكم زمان قليل العلماء العلماء قليل تبحث عنهم وهم قليل ولكن من الكثير؟ قال كثير خطباؤه الخطباء هم الذين يخطبون الناس ويتكلمون فيه يدخل فيه خطيب الجمعة يدخل فيه المحاضر يدخل فيه المدرسون كل من يخطب يعني يلقي كلاما علنيا على مجموعة من الناس هؤلاء الخطباء وفي هذا الزمن الخطباء على هذا المعنى كثير ولكن العلماء كما قال ابن مسعود قليل هل يقصد ابن مسعود بهذا الكلام ان يثقف اصحابه ثقافة مجردة عن العمل يعني الان انتم في زمن العلماء كثير والخطباء قليل. وسيأتي زمن الخطباء كثير والعلماء قليل. هكذا معلومة ليس وراءها عهد ولا وراء اه علم ولا ورائها وصية؟ حاشا وكلا. فابن مسعود هو العالم الداعي المربي. قال هذه الكلمة ليحذر الناس عن الابتعاد عن طريق اهل العلم واتيان طريق الخطباء. لان في زمنه العلماء كثير ولكن الخطباء قليل. واما في الزمن الذي يكون بعد زمنه سيأتيكم زمان قليل علماؤه كثير الخطباء. وقد قال عليه الصلاة والسلام خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فذكر ثلاثة قرون وقال لا يأتيكم زمان الا والذي بعده شر منه. حتى تلقوا ربكم وثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه ليلة عرج به الى السماء رأى اقواما من امته يقرض تقرض شفاههم ويعذبون ففزع عليه الصلاة والسلام وقال لجبريل يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء خطباء امتك الذين يقولون ما لا يفعلون ولهذا تجد ان اثر الكلام اليوم اثر الكلام في النفوس قليل لما؟ لانه كما قيل اذا قدر الكلام من موفق مخلص دخل القلوب باذن الله واما اذا صار رياء وسمعة فانه للذة لا يجاوز الاذان يستلم. كلام طيب وجميل ما شاء الله. وعجيب ولكن هل اثر في حياة الناس هل اثر دخل للقلوب؟ ما دخل. ولا اكثر. كثير اليوم نحضر في خطب الجمعة ويأتي امر ونهي وتذكير عظيم لكن هل فزع الناس من هذا التذكير هل قبلوا؟ هل قليل من يقبل والاخرون لا يقبلون. ومن اسباب ذلك اشياء راجعة الى الى الخطير. ومنها اسباب راجعة الى المستمر فما المخرج؟ وصية ابن مسعود وعهده ان تهتم بالعلماء وان وان كدر الخطباء. يعني ان التوجيه والعهد والوصية والعلم تأخذها من اهل العلم لكن الخطباء هؤلاء كثير ولكنهم غير العلماء. فالعالم موصوف بالعلم والخطيب موصوف بالخطابة ولما غاير بين الخطباء والعلماء دلنا على انه يريد العلما غير الخطباء واذا نظرنا الى هذا الكلام وتأملنا الواقع اليوم وجدنا ان سماع الناس لكلام الخطباء اكثر من سماعهم لكلام العلماء ولهذا قد يغفل ان قد يغفل الناس عن السنة من جراء ذلك فان اهتمام العالم في البيان غير اهتمام الخطيب واثر العالم في النفس غير اثر الخطيب لان هذا وريث النبي صلى الله عليه وسلم اعني العالم واما الخطيب فهو وريث الخطباء اذا كلمة ابن مسعود هذه توجيه الى ان يكون اهتمام العبد الذي يطلب نجاسة لاهل العلم لا بالخطباء الذين يحاضرون ويلقون او يعلمون او يخطبون الجمع او الى اخره فان هؤلاء ان كانوا علماء فعليك بها. وان كانوا ليسوا بعلماء فاحذر واعرض كلامهم على اهل العلم. فما كان من حق فيه فيقبل وما كان فمن باطل فيه فيرد لان الذين ورثوا النبوة انما هم العلماء وليسوا الفصلاء كلمة اخرى لابن مسعود رضي الله عنه قال انها قال رضي الله عنه لاصحابه محذرا وموصيا وعاهدا اليهم بل والى امة محمد صلى الله عليه وسلم قال انها ستكون امور مشتبهة فعليكم بالتؤدة فان الرجل يكون تابعا في الخير خير من ان يكون رأسا في الضلالة انها ستكون امور مشتبهة ابن مسعود توفي سنة اثنتين وثلاثين قبل فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه وقبل ان تبدأ الخلافات بعد مقتله و ما حصل لعلي رضي الله عنه وما بينه وبين معاوية رضي الله عنهما الى اخر ما حدث وبداية الفرقة في الامة وبداية الاقوال وبداية الاخذ والرد و تنوع الافكار والافهام قال لاصحابه وللامة من بعدهم قال انها ستكون امور مشتبهة فعليكم بالتؤدة فان الرجل يكون تابعا في الخير خير من ان يكون رأسا في الضلال ستكون امور مشتبهات ما معنى المشتبهات العلم نوعان محكم ومتشابهة او مشتبه المحكم ما تعلمه حقا بدليله او تعلمه حقا من كلام اهل العلم الراسخين المؤتمنين على كلام الله جل وعلا وعلى كلام رسوله صلى الله عليه وسلم هذا نوع من العلم المحكم وهو الذي قال الله جل وعلا فيه هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب هذي المحكمات الواضحة البينة التي علمتها وعلمت ما فيها من المعنى واخذتها لكن هناك امور مشتبهة امور مشتبهات تحدث في الناس ولا يجوز لك ان تنساق في المشتبهات والمتشابهات وفق رأيك وهواك لابد ان ترد المشتبهات الى الشرع والى الدين ما فرطنا في الكتاب من شيء لا خير الا دلنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شر الا حذرنا منه فماذا تفعل اذا اقبلت المتشابهات قال رضي الله عنه مبينا كيف تكون عند غروب المتشابهات قال انها ستكون امور مشتبهات فعليكم بالتؤدة هذه الوصية عليكم بالتؤدة يعني الزموا التؤدة الزموا الرفق التؤدة الاناة والنبي صلى الله عليه وسلم اثنى على اشد على اشد عبد القيس فقال ان فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الرفق والاناس. او قال الحلم والاناة يحبهما الله ورسوله التؤدة والاناس والرفق محبوبة لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم. ولهذا ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب الرزق في الامر كله. ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف وقد دخل رجل يهودي الى بيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال للنبي عليه الصلاة والسلام السام عليه سامعني الموت فقال النبي عليه الصلاة والسلام وعليك سمعت عائشة رضي الله عنها هذا هذا الكلام فغضبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لليهودي وعليك الشام واللعنة فقال لها عليه الصلاة والسلام مهلا يا عائشة فقالت يا رسول الله الم تسمع الى ما قال قال الم تسمعي اني قلت وعليكم او وعليك يا عائشة ان الرفق يا عائشة ان الله يحب الرفق في الامر كله وقد ثبت ايضا في صحيح مسلم وفي غيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب الرفق ويعطي عليه قال ان الرفق ما كان في شيء الا زانه ولا نزع من شيء الا خانه وثبت عنه ايضا عليه الصلاة والسلام انه قال ان الرفق ان الله ان الله يحب الرفق في الامر كله ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف. هذي وصية ابن مسعود رضي الله عنه قال انها ستكون مشتبهات فعليكم بالتعدة. امور مشتبهات في الاقوال. امور مشتبهات في الواقع في احوال الناس. فماذا ينبغي وصية الرفق يحبه الله ورسوله وهذه وصية ابن مسعود التي قال الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام تمسكوا بعهد ابن ام عبد قال فعليكم بالتعدة. اذا ابتدأت المشتبهات التي لا تدري كيف ترجعها؟ لا تدري هل تلحق لا تدري هل تفعل فيها كذا او فيها او تفعل فيها كذا؟ ما تدري ماذا تقول فيها؟ فماذا تعمل؟ عليك بالتؤدة لانه لا يجوز لك ان تتصرف تصرفا الا عن علم. اذا تصرفت على الجهل فانت حسيب نفسك وتصرفك عليك. لكن لا ان تتصرف الا بعلم لان العلم به النجاة والجهل اودى الناس بالهلاك فعليك بالتؤدة يعني تتأنى فلا تتكلم الا بكلام تعلم حسنه في الشرع واصابته في الشرع. فان كنت عاميا او طالب علم فتسأل اهل العلم الراسخين فيه يبصرونك فيما ترى. فاذا ساقوا الادلة على قولهم فانك تعتقد الحق بدليله اذا اتت الامور في الاقوال اتى من يقول لك فكرة غريبة في مجلس اتى من يقول كلاما جديدا على سمعك لم تسمعه من قبل فماذا تتفرق هل تقبله هكذا او تكتئب وتترفق حتى تسأل اهل العلم حتى تكون فيما تقبل وما لا تقبل سائرا على وقت العلم. وصية ابن مسعود فعليكم بالتعب. فان قيل لك كلام غريب فاتخذ ان وتترفق فلا تقدم على شيء من تصديق قول او من تكريبه او من اعتقاد شيء او نفي اعتقاده او من عمله ومسارعة في شيء او بعد عنه الا بعد الترفق والتأني والتأمل والفتن اذا اقبلت تشابهت واذا ادبرت عرفها كل احد كما قال السلف اذا اقبلت تشابهت ما تدري هذي تشبه هذي وتشبه هذي وتشبه المشروع وهذه لا تشبه تشتبه على الناس لانها مقبلة ولكن اذا ادبرت وانتهت عرفها كل واحد لكن من يعرفها حين وقوع حين تقع؟ انما يعرفها اهل العلم الراسخين. الذين للذين هم ليسوا باهل الزيغ قال الله جل وعلا ومنه قال جل وعلا في كتابه منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر على حالين الحال الاولى ان يكون مقام رد عليهم وتحذيرا ان يكون مقام رد عليهم ومقام تحذير منهم فهذا لا يناسب الثناء عليهم والمبتدع لا يستحق الثناء اصلا فاذا كان المقام مقام ردود تشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه يتبع الذي في قلبه يتبع المتشابه واما الراسخ في العلم هو الذي يعلم تأويله قال فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم على احد الوجهين في الوقت ان الراسخين في العلم يعلمون تأويل ما اشتبه على اكثر الناس. لانهم راسخون في العلم. فاذا اتت الامور المشتبهات فوصية ابن مسعود رضي الله او عنه ان يكون المرء متئدا مترفقا. قال معللا لماذا قال فان الرجل يكون تابعا في الخير خير من ان يكون رأسا في الضلالة اذا اقبلت الامور المتشابهة اما احوال في المجتمع واما في بيت واما في مجلس او في عمل يأتي من الناس من يغلي قلبه يريد ان يكون رأسا فيها ومتقدما فيها واخر يتأنى ايهما يحكم لفعله بالحسن؟ قال ابن مسعود فإن الرجل يكون تابعا في الخير تكون تابع ليس المقصود ان تكون متبوعا. ان تكون رئيسا ان تكون رأسا لا. المقصود ان تكون محصلا للخير. فان الرجل يكون تابعا في الخير خير من ان يكون رأسا في الضلالة لان الامور المتشابهة اذا اقبلت فانك اذا اتيتها ربما كانت عاقبتها الى ضلالة لانك دخلت فيها دون معرفة شرعية صحيحة والعلة ان تكون تابعا في الخير خير من ان تكون رأسا في الضلالة لان المحاسبة يوم القيامة على ما عملت لا على هل كنت رأسا ام كنت تابعا؟ ومن عباد الله من يحتقر فلا يشفع ولا يؤبه له ولكن من لو اقسم على الله لابره نسأل الله الكريم من فضله لعل فيه بقية وصايا لكن نكتفي بهذا القدر ساعة من الزمان ووصيتي لنفسي ولست بخيركم و لكم جميعا ان نستمسك بعهد ابن ام عبد لان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي اوصانا بذلك ثم الوصية الاخرى ان تتدبر كلمات السلف اقبل على كلمات السلف وتأمل هذه الكلمات. لا تمر عليها مر عجل لكن قف عندها وتأمل ماذا يدل عليه الكلام تدبر والتدبر فيه الخير. واما العجلة فيحرم معها المرء كثيرا. فاسألوا الله جل وعلا ان يفقهني واياكم في وان يغفر لنا ذنوبنا وما اعظمها وان يعفو عنا زلاتنا وان يختم لنا برضاه وان يجعلنا من الذين اذا سمعوا عملوا واذا عملوا اخلصوا هذا ورضي الله عن صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم رفع الله لهم المقام في الاخرة كما رفع لهم المقام في الدنيا وغفر لنا وجعلنا معهم في الاخرة تحت لواء محمد صلى الله عليه وسلم واسأله ان يثيبكم على حسن الاستماع وان يجزل لكم المثوبة والراسخون في العلم هم ورثة الانبياء. وقد اخذوا بهذه الخصلة العظيمة فاذا تكلموا تكلموا بعلم واذا وقفوا وقفوا بعلم وقد يكون الاجمال في بعض الحالات من الحكمة ويكون مقصودا ويكون افضل من التفصيل. وان كان وان يتقبل منكم الصيام والقيام وان يزيدكم من الخير وان لا يكلكم الى انفسكم طرفة عين ولا حول ولا قوة الا بالله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد جزى الله الشيخ صالح خير الجزاء على هذه المحاضرة القيمة. وهنا بعض الاسئلة وهي كثيرة ولكن الشيخ عثر الا يعرض عليه اسئلة كثيرة. فاقتصر على بعضها ما يسمح به وقت الشيخ السؤال الاول يقول ما هو الصواب فيما لو سئل الواحد منا عن بعض اهل البدع او سئل عن كتبهم هل يشنع عليه ويذكر ما عنده من من الاخطاء او يذكر محاسنه ومساوئه ورفع الله درجته اهل البدع والذين يعملون بالبدع او يدعون اليها والبدعة هي المحدثات في الدين قد تكون من جهة الاعتقاد وقد تكون من جهة العمل والمبتدعة حذر منهم النبي صلى الله عليه وسلم في احاديث كثيرة فقال عليه الصلاة والسلام وان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وقال عليه الصلاة والسلام اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم وفي اية الانعام قال جل وعلا ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء قال اهل العلم من الصحابة فمن بعدهم الذين فرقوا دينهم هم اهل البدع الذين احدثوا المحدثات في الاعتقادات او في الاعمال ولازموها يطلق عليهم اصحاب البدع والواحد منهم مبتدع وهؤلاء هدي السلف فيهم الا يجالسوا وان يحذر منهم ومن مقالاتهم ومن اعمالهم وان لا يثنى عليهم اذا كان المقام مقام رد عليه او اذا كان المقام بين العامة لان الثناء على المبتدع بين العامة اغراء باتباعه وهو صاحب بدعة. فاذا اثنيت عليه دللت الناس على بدعته ومقام تحذير فلا يجوز الثناء على مبتدع ولا من سلك سبيله واما اذا كان المقام مقامه ثقيين له ليس ردا عليه فان اهل العلم يذكرون ما له من الخير وما عليه من الشر باجمال دون تفصيل مثل ما ذكر شيخ الاسلام رحمه الله بعض محاسن المعتزلة حيث ردوا على اليهود والنصارى وعلى طائفة الدهرية وعلى كثير من طوائف الضلال من غير هذه الامة واثنى على الاشاعرة مرة بردهم على المعتدلة لكن اذا رد على المعتدلة سامهم ما يستحقون ولم يثني عليهم البتة فتجد انه في هذا الوقت خلط كثير من الناس بين المقامين مقام الرد والتحذير ومقام الموازنة مقام التقييم هذا يكون على وجه الاجمال وايضا على قلة ومقام الرد هو الذي ينفع العامة فهذا هو الذي لا يجوز ان يثنى على مبتدأ قد قال رافع ابن الاشرس رافع بن اشرس فيما رواه ابن ابي الدنيا والخطيب في الكفاية و غيرهما قال من عقوبة المبتدع الا تذكر محاسنه يعني لاجل هلا يقتدي الناس به اذا تقرر هذا فتبقى قاعدة المسألة وهي انه لا يحكم على معين بالبدعة الا اهل العلم الراسخين. الا اهل العلم الراسخون ليس الحكم بالبدع لعامة الناس او لعامة طلبة العلم انما هو لاهل العلم الراسخين فاذا اثبت اهل العلم الراسخون ان فلانا مبتدأ فانه ينطبق عليه احكام المبتدعة الذين ذكرنا والكلام مجمل والكلام المجمل ربما ساعة يعني في غير معين الكلام على الطوائف والفعال في غير تعيين اما اذا اتى الكلام بالتعيين صار المقام اصعب لان في ذلك حكما والاحكام مرجعها العلماء والناس في هذه المسألة بين طرفين وطريقة اهل العلم وسط فيما بين الطرفين والله اعلم وهذا يقول فضيلة الشيخ ما العمل في امر اختلف فيه الناس بين مصحح ومخطئ وقد اشتبه علي الامر فمشكل انه امر ليس يمكن تحديده فهو يتعلق بمنهج دعوي وامن ونهي. وطلب ما العمل في امر اختلف فيه الناس بين مصحح ومخطط وقد اشتبه علي الامر والمشكل انه ليس امر يمكن تحديده فهو يتعلق بمنهج دعوي وامر ونهي. وطلبة العلم الكبار اختلفوا فيه اختلافا شديدا. والعلماء لم يصرحوا فيه بشيء يشفي الغليل بل انهم يقولون بكلام يحتمل التأويل فارشدونا رفع الله درجتكم لم يظهر لي مراد السائل بيقين في الحال التي يريدها ولكن العلماء ورثة الانبياء فاذا اجملوا فان الاجمال مقصود وليس هروبا واذا فصلوا فان التفصيل مقصود قد اثني اثنى عمر بن عبد العزيز على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله انهم على علم وقفوا وببصر نافذ كفوا بالاحكام الشرعية على وجه العموم التفصيل هو المتعين الا لحكمة كما قال ابن القيم في النونية فعليك بالتفصيل والتبيين فالاطلاق والاجمال دون بيان قد افسد هذا الوجود ولكن نجد ان من النصوص الشرعية ما هو مجمل فيبقى على اجماله والمجمل معناه ما لم يتبين معناه بهذا نقول للسائل ولغيره اهل العلم في واقعة او في مسألة او في تقييم اللحال او غير ذلك اذا اجملوا فكن مجملا مثله واذا فصلوا ففصل مثل تفصيلهم لانك تكون تابعا غير محكم برأيك ولهواك وهذه لا شك الناس فيها طبقات ودرجات هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون. هم وهذا يقول فضيلة الشيخ قد يفهم من كلامك حفظك الله تعالى انك تزهد في الوعظ والتذكير في المساجد والهجر والمجالس او ارجو توضيح الامر وجزاكم الله خيرا وكم من عائب قولا صحيحا وافته من الفهم السقيم الكلام كان تحذيرا من اتباع الوعاظ في المسائل التي فيها عمل الذين يتبعون هم العلماء واما الواعظ فيعظك ويحرك قلبك يدلك على خير وينهاك عن شر اذا كان ما دل عليه ونهى عنه واضحا لك بما تعلمه من ما اوضحه اهل العلم وما تعلمه بما جاءت به النصوص فان اتباعك لذلك وقبول كلام الواعظ واضح الصواب لكن اذا اتى الواعظ باشياء او الخطيب باشياء استغربتها واستنكرتها. فهل المرجع الخطباء او المرجع اهل العلم مرجع اهل العلم وليس في ذلك غضاضة على الخطباء وعلى المحاضرين وعلى المعلمين الناس كل كل يؤدي دوره الواعظ يؤدي دوره. المحاضر يؤدي دوره. فينبه وينفع الله جل وعلا بهم نفعا عظيما لكن هل يتبع الناس هؤلاء مثلا من الوعاظ من هو ليس بمعدود في العلماء الذين يؤخذ بقولهم في الافتاء ومع ذلك اذا زرته لا يسكت الهاتف من المستفين والمستفتيات نصب نفسه وقبل وكثير من الاجوبة لا توافق العلم الصحيح هذا نوع من الاشياء التي ظهرت من قديم لكن لا يجوز ان تستساغ وان تقبل الواعظ له مهمة المحاضر له مهمة يقبل فيما جاء به من العلم الصحيح لكن ان يتخذ عالما يسأل يسأل عن كل شيء ويتبع في كل شيء هذا تداخل فيما تداخل في اداء الواجبات العلماء عليهم واجب والوعاظ والخطب عليهم واجب فكل احد يؤدي واجبه ولا يدخل في واجب الاخر وفي مهمة الاخر فاذا وزنا الامور بموازينها كنا على خير وعلى مسير فيه اداء للشرع كما ينبغي وفيه ما يوجبه او يقضيه العقل صحيح بما يصلح الدين والدنيا وهذا يقول ما حكم الدعاء لولي الامر على المنبر؟ سواء كان في خطبة الجمعة او غير ذلك وما رأيك في عدم تجويز الشاطبي ذلك في كتابه في كتابه الاعتصام الدعاء لولاة الامور لم يكن في عهد الخلفاء الراشدين وظهر في اخر عهد الصحابة وفي عهد التابعين واستمر سنة الى يومنا هذا وسبب ذلك انه لما ظهرت الخوارج وكان الخوارج يرون التدين ببغض ولاة امور المسلمين وكراهتهم والخروج عليهم خالفهم اهل السنة بالدعاء ظاهرا على المنابر بالعلن لولاة الامور كما خالفهم اهل السنة خالفوا الرافضة الترضي عن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وعن اله على المنبر فلما ظهر الابتداع صارت مخالفة المبتدعة سنة ماضية ولهذا يذكر العلماء ان من سنن خطبة الجمعة ان يدعى فيها لولي الامر والدعاء لولي الامر سنة ماضية ومن علامات اهل السنة الدعاء لولاة الامور ومن علامات اهل البدع الدعاء من علامات اهل السنة الدعاء لولاة الامور. ومن علامات اهل البدع الدعاء على ولاة الامور. كما صرح بذلك البربهاري وغيره في كتاب السنة لكن الدعاء شيء والمدح شيء اخر المدح لا يجوز لانه يراد به الدنيا واما الدعاء فيراد به صلاح الدين والدنيا والاخرة فالدعاء مبعثه امر شرعي لله واما المدح فلاهله مقاصد مختلفة ولهذا العلماء يدعون ولا يمدحون مدحا مطلقا قد يثني بعضهم بثناء خاص مقيد لظهور فائدة عمله ولي الامر لكن هذا على الاستثناء ليس قاعدة مطردة يثني لتشجيعه على الخير وترغيبه فيه وحثه عليه اما المدح فانه ليس من صنيع السلف الصالح وانما من صنيعهم الدعاء لان الدعاء مما يرجى به صلاح دينه واذا صلح دين ولي الامر صلح به شيء كثير نكتفي بهذا القدر واسأل الله جل وعلا لي ولكم البصيرة والختام الحسن وصلى الله وسلم على نبينا محمد