بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. مرحبا بكم ايها الاحباب في هذا البرنامج الجديد برنامج غزوات النبي صلى الله عليه وسلم. والذي نبتغي منه معرفة غزوات النبي وطريقته في الحرب وهديه في معاملته الاعداء المقاتلين وكذلك في معاملة الاسرى والفارق بين حروب النبي صلى الله عليه وسلم وحروب غيره من البشر وبما تميزت الحروب الاسلامية عن غيرها من حروب الجاهلية القديمة او حتى الجاهلية المعاصرة اذا كانت رابطة الدم والعصبية وسنوات الوداد والوصال والصحبة والعشرة يعني ازا كان كل هذا لا قف احيانا مانعا بل لا يقف في الاكثر مانعا امام رغبة فاسدة كيف تتوقع هذه الجاهلية المعاصرة التي تتزين بمواثيق حقوق الانسان ومعاهدة جنيف لحماية الاسرى وهكذا في هذه الحلقة الاولى سنتناول الفكرة الاساسية فكرة الجهاد ونحاول ان نفهم هل الجهاد اصلا ضرورة يعني هل الحق ضعيف في نفسه حتى يحتاج الذي يحمل هذا الحق ان يجاهد ويحمل السلاح ويقاتل اليست قوة الحق في نفسه اليست قدرته على الاقناع كافية يعني اليس حمل السلاح كما يقولون والصوت العالي يكون دليلا على ضعف الموقف ولماذا لا تكفينا قوة المنطق فنلجأ الى منطق القوة اخي الحبيب المشاهد الكريم طبعا من المؤكد انك آآ سمعت هذا الكلام كثيرا وحقيقة اريدك آآ في هذه الحلقة ان تتأمل معي هذه الامور لو ان الناس يهتدون بمجرد بيان الحق لما احتاج النبي صلى الله عليه وسلم ان يحمل السيف. بل وما احتاج احد من المصلحين ان يجاهد ويعاني وبالتالي لم يكن احد من المصلحين سيتعرض للنكال والعذاب والاذى يعني لو ان الناس يهتدون بمجرد بيان الحق لاختفى من التاريخ الانساني كل مظاهر العشيرة والعصبية والقبيلة ما كان سيظهر في الدنيا شيء اسمه دولة او امبراطورية او نظام عالمي فيعني لو ان الناس يهتدون بمجرد بيان الحق لم تكن سترى هذه الدول تحتاج الى اجهزة امن واستخبارات وجيوش ما كان اصلا سيكون في الدنيا سلاح وقتال وعساكر ومعدات حربية واسلحة فتاكة لكن كل هذا كل هذه الامور ظهرت لانه الحقيقة ان مجرد بيان الحق للناس لا يعني ولا يساوي اهتداؤهم اليه الحقيقة ببساطة تقول انه مجرد وجود الحق وجود الحق وحده لا يكفي لهذا احتاج الناس الى الاحتماء بالعصبيات والعشائر والقبائل واحتاجوا الى القضاء والتحاكم واحتاجوا الى قوة سلطة وقوة الدولة التي تفصل بينهم وتنفذ حكم القضاء وتحمي الضعيف والعاجز من بطش القوي وبطش الماكر فحقيقة الانسان الانسان يعلم من نفسه ويعلم من زاته انه لا يلتزم بكل ما يعرف انه الحق بل ربما ارتكب الذنب وارتكب الخطيئة وارتكب الجريمة وهو يعلم انه ذنب وانه خطيئة وانه جريم الحقيقة يا جماعة الخير الكلام الصحيح انه الذين لا يستسلمون لرغباتهم الذين يكبحون جماح انفسهم ويكبحون كشهواتهم ويكبحون طغيان انفسهم هؤلاء قلة. وهؤلاء هم القلة الفاضلة لكن الكثرة الغالبة من الناس لا يردعها عن الخطيئة وعن الجريمة الا العجز او الخوف العجز في نفسه او الخوف من العاقبة ومن العقوبة الانسان في هذه الدنيا مسرح لمهمة الشيطان. الشيطان قال كما قال تبارك وتعالى قال فبما اغويتني لاقعدن لهم صراطك كالمستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين طيب المفاجأة حقيقة انه غالب البشر ينجح الشيطان معه قال تعالى وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وقال تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله والنبي صلى الله عليه وسلم قال اخبرنا انه من كل مئة وفي رواية من كل الف فيدخل الجنة واحد فقط فحقيقة الشيطان ينجح مع الانسان الان لو سألنا سؤال طيب لماذا يرتكب الانسان الذنب والخطأ والجريمة يعني اذا كان الانسان يعرف ان هذا خطأ وذنب وجريمة. لماذا يرتكب؟ طيب لماذا لا يتبع الانسان الحق لو تبين له انه الحق هناك اسباب متعددة حقيقة احيانا يكون لمجرد الكبر وقد قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. الانسان قد يعرف الحق لكن يتكبر عليه. قد يكون لطغيان الشهوة آآ مسلا قال تبارك وتعالى عن ال لوط فما كان جواب قومه الا ان قالوا اخرجوا ال لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون. فهؤلاء قوم يحبون الدنس تغلبهم شهوتهم احيانا الانسان لا يتبع الحق لطغيان العادة تعود على شيء. كما قال تعالى وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال اطرافوها انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون قال اولو جئتكم باهدى مما وجدتم عليه اباءكم قالوا انا بما ارسلتم به كافرون فطغيان العادة يمنع من اتباع الحق. احيانا المنافع والمصالح التي ارتبطت بوجود الباطل وارتبطت بالفساد تكون تمنع من اتباع الحق كما قال تعالى وقالوا ان نتبع الهدى معك متخطف من ارضنا. يعني مؤمنون انه هدى اعترفوا انه الهدى ومع ذلك لان هذا الهدى له تكاليف فسيكفرون به يعني في كل الاحوال ما دام الحق ضعيفا فلن يستجيب له الا هؤلاء القلة النادرة الفاضلة لكن الرد تلقائي على يعني من بقية الناس ومن اغلب الناس كما ذكر الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم مثلا في قوم نوح قالوا يا نوح قد جادلت فاكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين. اه في ناس لا تفهم الا بالقوة البقية تريد القوة ائتنا بما تعدون ان كنت من الصادقين فما كان جواب قومه الا ان قالوا ائتنا بعذاب الله ان كنت من الصادقين آآ قوم صالح فعقروا الناقة وعتوا عن امر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من المرسلين قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وانا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما انت علينا بعزيز طالما الحق ضعيف هذه هي الاجابة احيانا يبلغ التحدي والكبر مبلغا غريبا. يعني كما قال تبارك وتعالى واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب اليم آآ اعترفوا انه الحق وطلبوا ان يعني لابد للحق من قوة. انظر مثلا الى بني اسرائيل. بني اسرائيل شهدوا معجزات الله بني اسرائيل هؤلاء لم ينضبط امرهم الا حين كانت تظللهم العقوبة يعني حين رفع الله فوقهم جبل الطور حتى كانوا يخشون اذا عصوا الله تبارك وتعالى ان يقع عليهم هنا قال واذ نطقنا الجبل فوقهم كانه ظلة ولم يبلغوا شأنا الا حين كانت انبياؤهم ملوكهم كداوود وسليمان عليهما السلام. يعني ساعة اذ استشابوا للانبياء. لما جت الانبياء ملوك وكما في الحديث كانت بنو اسرائيل تسوسهم الانبياء كلما هلك نبي خلفه نبي. لكن لما كان انبياؤهم ليسوا ذوي سلطان فكان حال بني اسرائيل معهم كيف؟ قال تعالى كلما جاءهم رسول بما لا تهوى انفسهم فريقا كذبوه وفريقا يقتلوه طيب اذا لم يكن عليهم سلطان قاهر بنو اسرائيل بلغوا في الاستهزاء والاستخفاف حتى قالوا قلوبنا غلف يعني قلوبنا مغلقة يعني قلوبنا لا تستقبل هذا الحق بل تجرأوا ان يقولوا لامر الله سمعنا وعصينا كما في سورة البقرة التي نقرأها جميعا واليوم لعلكم قرأتم جميعا سورة البقرة في اول يوم من رمضان فكانوا حتى كانوا يحرفوا في دين الله وكانوا يجاهرون بالتحدي يعني اسمع قول الله تعالى يحرفون الكلمة عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا لين بالسنتهم وطعنا في الدين فلابد للحق من قوة. وبالمناسبة يا جماعة الخير الانسان الذي فيه خير يتمنى ان يعيش في ظل سلطة تلزمه بالخير وتنهاه عن الشر. وانا اتذكر هنا اني كنت ركبت سيارة اجرة تاكسي في مصر وكان هذا في زمن الانتخابات الرئاسية بعد ثورة يناير كان السائق يناقشني يعني من سيختار وثم قال لي انه سيختار الشيخ حازم ابو اسماعيل طيب ليه هتختار الشيخ حازم؟ قال لانه سيمنع الخمور والسجائر بعد قليل اكتشفت انه مدمن خمر وسجائر وانا شخصيا ايضا رأيت فيديو لممثلة مصرية معروفة وكانت هذه الممسلة عاشت مطلع حياتها في السعودية قديما ولما سئلت عن هذه الحياة يعني قالت في لحظة صدق مع النفس بصراحة حياة جميلة وما كانش فيها معاصي. حتى وهي الان تمثل وهي في المعاصي فحقيقة يعني اذا كان ذلك في الانسان نفسه انه الانسان لا ينتصر عليها على نفسه لا ينتصر على نفسه غالبا حتى وهو يعرف انه الحق فالامر في حالة الدول وحالة السلطة اشد واخطر. لانه السلطة هي منتهى اللذائذ والغرائز. السلطة دي هي مجمع الشهوات والرغبات والمطامح والمطامع شهوة الملك والسلطة يا جماعة الخير اقوى من شهوات يعني اقوى من شهوات الفرض بكثير حتى كان في امثال العرب يقولون الملك عقيم لانه في سبيل الملك الرجل يقتل ابنه ويقتل اباه ويقتل اخاه. طبعا واسهل من ذلك ان يقتل ابن عمه ويقتل عشيرته الابعد الابعدين يعني حقيقة قرار قتل الناس هذا اسهل ما يأخذه الحاكم الجبار الطاغية تمكينا لحكمه وارساء لملكه ونحن في الم ترون فيه كيف ان قتل الشعوب سهل جدا يعني خد بالك اذا كان قرار قتل الاقربين سهلا كيف بالاغارة على الاباعد ولما الانسان يتآمر ويدبر للتخلص من الاقوياء والاذكياء طيب كيف سيفعل لما يكون الخصم ضعيفا ومهيض الجناح ويعني سهل المأخذ انه يكون الوعظ والبيان والنصح كافيا في تغيير الحال وفي ردع المجرم وفي كبح الفساد فلهذا كان لابد للحق من قوة احيانا ايضا يا جماعة الخير يبلغ الجرح من الفساد ما لا يكون له من دواء الا الكي احيانا المرض المرض يبلغ من التمكن ما لا يكون العلاج له الا البتر حتى الفساد في النفوس والعقول يبلغ حدا لا يصلح معه الا الحسم الا الجهاد يعني ضلال النفس حقيقة الانسان لما يتأمل في نفسه ضلال النفس يحمل على غرائب مدهشة يعني مسلا بنو اسرائيل عبروا عبروا البحر بمعجزة كونية هائلة. جسر نشأ لهم عبروا عليه والجسر نفسه تلاشى اغرق فرعون طيب هؤلاء بعد قليل لشدة فساد نفوسهم ماذا فعلوا؟ قالوا اجعل لنا الها كما لهم الهة. يعني مروا على قوم يعبدون اصناما. قالوا اجعل لنا الها كما لهم الهة. وتدري لو لم يكن عندهم نبيهم الذي ردعهم بقوة قسم لكانوا اتخذوا صنما وعبدوه في هذه اللحظة بعد المعجزة وبالفعل هو ان سيدنا موسى غاب عنهم اياما واتخذوا يعني كما قال تعالى واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ولما كان النبي ضعيف لم ينفع معهم وجود النبي يعني نبي الله هارون استضعفوه واوشكوا ان يقتلوه ولم ينتهي هذا الباطل الا لما جاء سيدنا موسى النبي القوي المهاب فحرق العجل ونسفه وكان يعني سيدنا هارون قال ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني لكن سيدنا موسى يعني لما جاء نسف العجل بقوته وبالنهاية عاقبه الله عقابا شديدا. آآ في قوله تعالى واذ قال موسى لقومه يا قومي انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم فانت تأمل هؤلاء الذين تمنوا عبادة صنم واتخذوا عجلا صنعوه بايديهم قالوا لنبيهم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهره يعني تأمل كيف اعتنقوا ما هو شديد البطلان ثم يتمنعون عن الايمان بمن انجاهم بالمعجزات وانعم عليهم بالخيرات اشترطوا ان يروه جهرة ولذلك عاقبهم الله عقوبة شديدة قال فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون فكم في ضلالات الناس من غرائب هذه الغرائب نراها كثيرا بالذات في زمن الاعلام الفاسد الذي جعل حياة الناس حياة عجيبة يعني الناس مع الاعلام الان اصبحوا يحبون من يقتلهم ومن يستبد بهم ويبغضون ويحاربون من يكافح عنهم ويعمل لخدمتهم وتجد الناس تنغلق قلوبهم وعقولهم امام حقائق الحياة البسيطة. يعني لا يعرفون ما ينفعهم مما يضرهم يعني لدرجة انه مسلا الحاكم الجبار والاغلال الطغيان تبدو لهم فخرا مجيدا والذي يحاول ان يقاوم يبدو متمردا ويبدو يعني ارهابيا يعني تجد المرء يرى ان قتل الالاف في يوم واحد عمل جميل. لكن ردة فعل وهنا من يعني واحد قتل او واحد جرح يراه عمل ارهابي تراه لا يهتز لمذابح المسلمين في كل مكان يهتز لعمل آآ اصاب آآ اخرين ويهتف ضد الارهاب يعني حقيقة على رغم ان المسلمين هم المعتدى عليهم في كل مكان. وهم المستباحة دماؤهم فبعض هؤلاء الذين بلغ الفساد من نفوسهم مبلغا كبيرا لا يرى ارهابا الا المسلمين وعنده قناعة تصل الى عقيدة راسخة يعني مسلا كان القصة المشهورة عن جندي انجليزي كان يقاتل في افريقيا فقتل واحد من الافارقة وبعدين نظر الى زملائه وقال مندهشا آآ ارأيتم يا له من همجي تصور انه عضني وانا اقتله نعم اذا بلغ الضلال في النفوس الى هذا الحد لا ينفع الوعظ ولا ينفع النصح ولا ينفع بيان الحق. قال تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون. لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم. نعم. الناس تبلغ من الفساد. هذا المبلغ احيانا لكل هذا يا احباب كان لابد للحق من قوة والا حاربه اقوام وفيهم من يعرفون انه الحق سواء لانه يخالف شهواتهم او يخالف عاداتهم او يخالف مصالحهم. يعني اهل الكتاب مثلا كانوا يعرفون النبي كما يعرفون ابناءهم. وكفار قريش كانوا يعرفون ان النبي صادق امين. لكن كذبوه وحاربوه وكادوا ان يقتلوه فلولا ان وقفت للحق سيوف لما انتفع اهل الحق بمجرد وجود الحق ولا كانت اسمرت جهودهم في بيان الحق وفي الدعوة اليه. الجهاد ضرورة بشرية لتستقيم الحياة. حتى لو لم يكن الجهاد فرضا دينيا يعني الجهاد ضرورة مثل ضرورة وجود السلطة والدولة لانه لها غنى للبشر عن سلطة تنظم حياة الناس وتؤمن اجتماع الناس وتحميهم تحمي الناس من ان ينهبوا بعضهم بعضا فالسلطة والدولة ظاهرة انسانية عامة تظهر في كل المجتمعات في كل التاريخ في كل الحضارات مهما اختلفت اديان الناس فكل الناس على اختلاف الاديان والافكار والمذاهب كلهم قاتلوا وكلهم حاربوا. يعني كل الناس جاهدوا حقيقة جاهدوا لتأسيس دولتهم او جاهدوا لتحرير دولتهم او جاهدوا لتوسيع دولتهم يعني لا يوجد قوم حصلوا على حريتهم دون ان يقاتلوا في سبيلها. كل قصة دولة كل قصة حضارة كل قصة امبراطورية تبدأ بحرب وتنتهي بحرب تبدأ بحرب التأسيس او الاستقلال تبدأ تنتهي بحرب الانهيار او الزوال او السقوط يعني حتى لو افترضنا فرض جدلي ان في امة من الامم اختارت ان تكون مسالمة قررت انها لن تحارب لكي تحقن الدماء وتوفر الاموال. ماذا برأيك سيكون مصير هذه الامة تخيل معي يعني اذا قرر المسلمون الان نبذة فكرة الجهاد وتركها تماما استطاعوا بالفعل اقناع الناس بانه الاسلام دين سلام تام وانه لا ليس فيه ضل ولا ازا في جهاد. متصور ماذا سيحدس هل مسالمة الباطل وترك العدو سيكون حلا طبعا احوال امتنا الان كافية وحدها لكي تشرح المصير لانه نحن في هذا المصير فعلا لكن تعالوا تعالوا احكي لكم حكاية يعني بعيدة عن المسلمين تماما. يعني الحرب العالمية الثانية اشنع حرب في التاريخ الاسلامي. في التاريخ الانساني اشنا حرب في تاريخ الانسان؟ الحرب العالمية التانية الحرب العالمية التانية قتل فيها خمسين مليون قتيل مئات ملايين الجرحى والمفقودين حكاية الحرب العالمية التانية تبدأ من الحرب العالمية الاولى لانه الحرب العالمية الاولى خرج منها الكل منهكا والكل كان مصدوم ومرتاع لم يتصور احد ان انه حرب في اربع سنوات واسلحة متطورة تحصد الاف الناس بلا رحمة لم يستطع احد ان يحقن الدماء تسعة مليون قتيل في الحرب العالمية الاولى عشرين مليون جريح مدن كاملة مهدمة عشرات الاف وملايين الايتام والارامل طيب اذا كان المنتصرون كانوا منهكين بما فيهم هؤلاء الكبار يعني انجلترا وفرنسا فتخيل كيف هو حال الذين سحقوا تماما مثل المانيا والدولة العثمانية فحقيقة احدى نتائج هذه الحرب العالمية الاولى انه سادت في اوروبا فكرة السلام فهنا حصلت ردة الفعل كانت مختلفة الالمان ظهر عندهم هتلر الانجليز والفرنسيين كانوا تواقين لاستمرار السلام ايه اللي حصل يعني بغير اي تقليل من المجهود المذهل لهتلر في اعادة صناعة المانيا لكن اهم ما اعان هتلر على هذا الاصوات التي ملأت اوروبا بالزات في انجلترا وفرنسا اللي هي ضد اي حرب تماما. هذه الاصوات التي غلبت وشلت قدرة السياسيين على اتخاذ اي اجراءات تقطع الطريق على هتلر يعني كان اي تحزير مما يفعله هتلر يقابل بعبارات مثل آآ الم تكفيكم دماء الحرب العالمية الاولى تريدون اشهار حرب آآ اخيرة عشاق دم وهذا الكلام طيب هذه الاصوات تأثيرها لم يتوقف فقط على السياسيين يعني لم تشل السياسيين فقط لكن كذلك نفرت عموم الناس حتى الجنود من فكرة الحرب فصارت هناك رغبة في السلام عامل يعني عامل عام عن الاسترخاء وكراهية القتال طيب هذا حقيقة كان احد اسباب الانهيار الفرنسي المدهش امام الالمان طبعا هذا هو ما اعان هتلر لانه هتلر لم يكن يضيع وقتا كان يعمل وينجح وكلما ازداد قوة كان التحرك ضده اصعب كلما ازدادت اصوات التأييد له في بلده زادت اصوات المعارضة للحرب في انجلترا وفرنسا وهكذا استمرت المسيرة يعني كل يوم لهتلر كان افضل من كل يوم لانجلترا وفرنسا بعد كده التنازلات التي قدمها الاوروبيون لهتلر لم تشبع طموحاته فالى ان كان ما هو معروف اشتعلت حرب عالمية اخرى كانت اشد واقوى من الاولى وكان من نتائجها الحرب العالمية التانية خروج فرنسا وانجلترا من التاريخ اصلا فالخلاصة انه الخوف من الازمة ومحاولة تجنب الازمة ليس حلا. الانسان ليس دائما بين خيارات ممكنة. الخصوم يفرضون عليك بعض والخيارات يقطعون عليك طرق خيارات اخرى. يعني تشرشي كان يعض اصابع الندم لانه الانزمة الديموقراطية في اوروبا بما ولدته من بطء في الحركة وضعف الجماهير ومصالح متضاربة هي التي شلت هؤلاء الساسة الذين كانوا يتوقعون ويبصرون هذا المارد الالماني. لكن لم يكونوا يستطيعون ان يتحركوا لانه اغلب الناس تتكلم عن الحكمة والسلام والحلول للوسط فتشرشل كان يؤكد انه لو استخدمت اوروبا اجراءات حاسمة في مطلع الثلاثينيات كانت لاستطاعت ايقاف الحرب العالمية التانية وحصل ذكر هو في مذكراته حوار بينه وبين الرئيس الامريكي فرانكلين آآ روزفيلد ورسل سأله وقال له طب يعني لو كنا ساعتها عملنا حرب كان ماذا سيقال؟ قال له كان الناس سيسمونها حرب غير ضرورية يعني حرب عدوانية فالخلاصة انه محاولة تجنب الحرب بعد صدمة الحرب العالمية الاولى هي التي ولدت اشنع حرب في التاريخ اللي هي اشنع من الحرب العالمية الاولى يا جماعة الخير حقيقة كل هزيمة نكابدها الان هي اثر من اثار توقف الجهاد قبل حوالي قرنين من الزمان لانه كلما توقفنا كلما زادت الفجوة العلمية والعسكرية بيننا وبين عدونا يعني كلما زادت الفجوة كل ما كانت عملية تضيق هذه الفجوة اصعب واصعب وكلما كان الثمن المدفوع افدح واكبر واعلى. فالامة الان تدفع الثمن وستظل تدفعه حتى يعتدل بالجهاد ميزان القوة و فحينها تعصم دماء ابنائها وحينها تحفظ المدن والقرى. فحقيقة نحن الان لا ندفع الثمن لاننا اخطأنا في حق النظام الدولي احنا ندفع الثمن لاننا ضعفاء لان العراقيون لم يستفزوا الامريكان لما احتلوهم. المسلمون في بورما لم يستفزوا البوزيين. المسلمون في افريقيا الوسطى لم يهددوا نظام الدولة. الان انتم ترون في غزة. غزة الذي يحدث الان. حركات اسلامية بذلت اقصى طاقتها في مصر وفي تونس وفي المغرب لئلا يحدث انقلاب عليها. ثم حصل انقلاب عليها فكل ضعيف سيظل يدفع الثمن من ضعفه ودمه حتى يقوى فتتغير المعادلة ونحن الان في ظلال الاقصى في ظلال طوفان الاقصى وترون ما يحدث لكل هذا الذي قدمناه يا جماعة الخير كان الجهاد ضرورة. فهذه هي فكرة عامة عن موضوع هذه الحلقات ونسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته