بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. مرحبا بكم ايها الاحباب في حلقة جديدة من سلسلة حلقات غزوات النبي صلى الله عليه وسلم التي نستعرض فيها غزوات النبي نرى فيها طريقته في القتال ونتابع ونتابع فيها رحلة صعود الاسلام من الضعف الى القوة والتمكين في الحلقة القادمة توقفنا عند واحدة من اللحظات الصعبة التي مرت على الجيش الاسلامي احنا بنتكلم في عدد كبير بعشرات الالاف او مئات الالاف من الروم ومن حلفائهم العرب في مواجهة ثلاثة الاف من المسلمين والمسلمين قتل قادتهم الثلاثة الذين امرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم زيد ابن حارثة وجعفر ابن ابي طالب وعبدالله ابن رواحة وبالنهاية اجتمع المسلمون او بادر آآ اليهم على خلاف الروايات يعني اجتمع المسلمون على ان يقودهم خالد بن الوليد وتلك كانت اول مشاهده بعد الاسلام طيب في ظل هذا الوضع سيدنا خالد قرر تنفيذ انسحاب من الجيش الاسلامي وبالفعل نفذ انسحابا عسكريا مميزا وهو هذا الانسحاب يعني واحد من اهم اعمال خالد بالتاريخ الاسلامي انا شخصيا سمعت من بعض العسكريين انه هذا الانسحاب هو من اهم الانسحابات الناجحة في التاريخ الحربي كله. طيب كيف كان ذلك آآ سيدنا خالد بن الوليد اعتمد في تنفيذ الانسحاب على الحرب النفسية على ان يقذف الرعب في قلوب العدو فهو ظل صامدا بالجيش حتى الليل. يعني بعدما طبعا القادة الثلاثة قتلوا ظل صامدا بالجيش حتى الليل في الليل بدأ في متابعة الخطة. الخطة كالاتي صنع جلبه وضوضاء في الجيش ليحاول ايهان الروم وايهام حلفائهم العرب ان المسلمين قد جاءتهم امداد في الليل يعني الحركة والجلبة. وفي نفس الوقت على بعد مسافة واسعة خلف الجيش اشعل نيرانا كثيرة. يعني يعني على مسافة من الجيش اشعل على خط واسع نيرانا كثيرة ايضا للايهام بان هذا العدد الذي جاء هو عدد كبير واتخز قرارا فبدل الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة جعل الساقة مقدمة والمقدمة ساقة يعني غير في خطة الجيش آآ لما اصبح الصباح وبدأ يعني يتواجهه مرة اخرى طبعا مرت ايام من الحرب فكل طرف يعني يعني العدو كل طرف في العدو رأى امامه رجالا غير الذين كان يراهم بالامس. غير الذين كان يقاتلهم بالامس فبالتالي ايقنوا بوصول المدد هو طبعا حقيقة ما وصلش مدد لكن يعني ميسرة الجيش كانت تقابل ميمنة المسلمين. لكن ميمنة المسلمين هذه صارت ميسرة وكذلك العكس وهنا يعني بعد تأكدهم من انه وصول آآ جيش جديد نفذ سيدنا خالد هجوما قويا على جيش العدو فضغط ضغطا شديدا ثم توقف ثم اخذ ينسحب تدريجيا فهنا لم يشك هذا الجيش جيش العدو انه هذا الانسحاب هو محاولة استدراج الى فخ او حتى محاولة استدراج الى عمق الصحراء التي يجيد العرب فيها القتال فاحجموا عن تعقب الجيش المسلم والجيش ينسحب تدريجيا وهم لا يريدون ان يتعاقبوا. وينسحب حتى وصل جيش المسلمين الى المدينة فهذا كان من اهم الانسحابات يعني هذا انسحاب في في مثل هذا الوضع في مثل هذه الظروف كان لابد سيؤدي الى تعقب الجيش والى مقتلة فظيعة جدا لولا هذه الصدمة الصدمة النفسية التي احدثها سيدنا خالد بن الوليد لكن عاد الان الجيش الى المدينة. المفاجأة حقيقة بصبيان المدينة. صبيان المدينة نستطيع ان نقول ان صبيان المدينة تفاجأوا لاول مرة بجيش كبير خرج من عندهم ورجع منسحبا فالصبيان خرجوا يحصبونهم بالحصى يعني يلقون عليهم الحجارة ويقولون لهم يا فرار يا فرار يعني لكن النبي صلى الله عليه وسلم نهاهم عن هذا وقال بل هم القرار ان شاء الله لكن انظر الى يعني هؤلاء الصبيان طيب الان اذا نظرنا الى نتيجة المعركة انا اقول انظر الى هؤلاء الصبيان كيف آآ كيف هو آآ يعني تعلقهم بالجهاد كيف هو انكارهم الانسحاب انكارهم الفرار فيعني المجتمع مجتمع مجاهد مجتمع بطل الان المعركة نفسها اذا نظرنا الى نتيجة المعركة يعني بالحساب العسكري المحض بس نرى انه المسلمين تعرضوا لهزيمة في هذه الغزوة لان هم آآ رجعوا منها منسحبين لكن حقيقة بقية الامور المحيطة بالمشهد العسكري تجعل الصورة مختلفة لانه اولا نحن امام قوم ثلاثة الاف وذهبوا يقاتلون عرب الشمال للغساسنة الموالين للروم وفوجئوا بالروم ولم يرجعوا بل اكملوا المسير وخاضوا القتال. طب هذه طبعا يعني جرأة وشجاعة عظيمة بالذات عند العرب الذين كانوا يتهيبون ويتخوفون من قتال الروم طيب هذه الشجاعة العظيمة ايضا هم ثلاثة الاف في مقابل عدد ضخم وصلته بعض الروايات الى مئتي الف كما قلنا. يعني هذا انهيار لا يصدق في ميزان القوى بين الطرفين فشوف انظر الى الشجاعة المضاعفة وكذلك هم استطاعوا ان ينفذوا انسحابا متميزا الى الدرجة التي خشي فيها الروم وحلفاؤهم العرب من تعقب جيش المسلمين لان لا يكون فخا يعني هذا يدل ايضا على تهيب الروم لهم هو دليل ايضا على بسالتهم في القتال لانه الروم خشية يعني الروم خشية ان ان يخسروا المعركة اذا تعقبوهم حتى اعداد القتلى سبحان الله كان الروم فيها هم الخاسرون. يعني لم يقتل من المسلمين في هذه المعركة سوى اثنى عشر اثنى عشر فقط منهم القادة الثلاثة طبعا لكن قتل من الروم كثير ولذلك يعني لا نستغرب ولا نتعجب لانه اذا وجدنا ان بعض العلماء يرى ان هذه الغزوة محسوبة في اه الغزوات المنصورة لان هو يعني يقيم هذا بشكل عام. وهذا كثيرا ما يحدث في التاريخ يا جماعة الخير انه احيانا تكون الميزان العام للمعركة او الميزان الرقمي للمعركة يؤدي الى نصر طرف على طرف لكن حقيقة المعركة تدل على ان الطرف الاضعف الطرف الذي يبدو منهزما من جهة الارقام هو الطرف الذي كسب مكاسب كثيرة وغير اوضاعا كثيرة واستطاع ان يحوز ما يعني مكاسب نفسية واجتماعية كما نراه في كثير من حركات المقاومة عبر العالم لكن هنا يعني نحتاج ان نتوقف وقفات اولا انت ترى ان قوة المسلمين وثقة المسلمين بانفسهم وآآ يعني ما حققوه من النتائج في السنوات السابقة جعلتهم وهم ثلاثة الاف لا يحجمون عن متابعة المعركة في مقابل هذا العدد الضخم من الاعداء وفيهم الروم الروم ذات الصولة والهيبة والسطوة والسلاح والرجال يعني هذا يخبرنا الى اي حد كان المسلمون في هذا الوقت يحصدون ثمار الانتصارات السابقة وهذا يعني يخبرنا انه كثرة الانتصارات تدفع احيانا الى يعني اتخاذ قرارات تغلب عليها الحماسة ايضا بل حقيقة نحن لا نعرف كيف جرى يعني النقاش بين الصحابة على وجه التحديد لما كانوا في معان لكن يعني انا يصعب ان اتصور انه المسألة كانت محض حماسة يعني يبدو لي انهم رأوا في هذا الاقدام على القتال يعني نوعا من الضرورة السياسية. يعني نوعا يعني كان في ضرورة سياسية في مواجهة الوضع الذي صنعه عرب شمال الجزيرة من حلفاء الروم. احنا ذكرنا مسألة تجرؤهم على السفير وقطع طريق على بعض المسلمين ونوع من الاعتداءات فرأوا انهم يجب ان يقدموا وهذا نوع من الضرورة السياسية طيب الملاحظة الثانية سنجد انه كثير من العلماء توقف عند معنى ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يولي خالدا قيادة الجيش بل حتى لم يذكره يعني هو زكر القادة الثلاثة ولم يجعله هو الرابع لكن جعله كغيره فيفسر اه بعض اهل العلم هذا الكلام ان هذا نوع من التربية والتصفية لسيدنا خالد يعني سيدنا خالد لم يكن اه مثله يعني لم يكن في المعركة مثله كان هو افضل الفرسان والدليل ان المسلمين اصطلحوا عليه لكن خالد عاش حياته كلها قائدا لخيل قريش. فالان هو نازل تحت مولى يعني نازل تحت قيادة مولى لرسول الله اللي هو زيد ابن حارثة فكان تحته وبعد زيد ابن جعفر طبعا جعفر صحيح هاشمي وقرشي لكن ايضا ليس له اسم في الحرب كخالد رضي الله عنه ونزل تحت قيادة عبد الله بن رواحة وعبدالله بن رواحة اصلا انصاري يعني ليس من اهل مكة ليس من قريش وهذا والله اعلم هو التفسير الارجح ومما يدل على ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكره قيادة خالد بل استبشر بها وسماه سيف الله المسلول تمام فهذا نوع من التربية ايضا ربما نحتاجه او يحتاجه القادة مع بعض القادة الذين هم تحت ايديهم في حسن سياسة نفوسهم وقفة ثالثة انه سيدنا خالد ابن الوليد وهو هذه الكفاءة العسكرية الكبيرة يتولى قيادة المسلمين في اول مشهد يحضره معه يعني ما على ما يدل ذلك؟ يدل انه بعض الناس عندها من الموهبة والكفاءة ما يجعلهم يعني يفرضون انفسهم. ويجعل الامة في حاجة اليهم وهنا تبقى عبقرية القيادة وحسن توظيف القيادة للطاقات كيف تعالج ما في نفوس هذه الكفاءات والمواهب يعني تعالج ما فيها مما قد يفسدها على المهمة او مما قد يفسدها على الامة لكن لا يمكن التخلي عن هذه الكفاءات والمواهب. يعني النبي اخره لكن لم يعني لم يمنعه من الخروج ايضا وقفة رابعة انه سيدنا خالد من اهم ما يميزه انه يقاتل بعقله ويده معا. يعني هو تكسرت في يده تسعة اسياف يعني لا شك في قوته وبسالته لكن موهبته العسكرية الكبرى كانت في تخطيطه للحرب وفي قوة نفسه وشدة شكيمته بانه يقرر الانسحاب ان هو يقرر الانسحاب وخلفه جيش متحمس. وهذا الجيش لم يحجم عن التعرض لاضعافه في العدد وفي العدة فهذا يدلك على صلابة النفس وقوة العقل مع الشجاعة لدى سيدنا خالد هنا ايضا هذه نعتبرها وقفة خامسة يعني احيانا يسأل بعض الناس لماذا جاز لخالد ان ينسحب ولم ينسحب النبي صلى الله عليه وسلم في بدر او الخندق يعني ليه النبي في بدر المرجع الى المدينة وللنبي في الخندق لم ينسحب امام جيش الكفار طيب اولا الاجابة على هذا السؤال مهمة. طب لكن الفارق هنا لكي ايضا نفهم السيرة ونفهم الغزوات الفارق بين مؤتة وبين بدر والخندق انه الجيش الذي يقاتل في بدر وفي الخندق كان هو الجيش الرئيسي للمسلمين يعني جيشهم الوحيد قوتهم الضاربة العاصمة المدينة المنورة مهددة في حال الهزيمة واذا انسحبوا ستجتاح فلهذا كان لابد من بذل كل الجهد لتحقيق النصر ولحماية العاصمة اللي هي قلب الدولة المسلمة لكن الجيش في مؤتة كان يقاتل بعيدا جمال اعظم توغل فيقاتل بعيد عن العاصمة وخلفهم امداد من المسلمين فهؤلاء ما عليهم بأس اذا انسحبوا اذا يعني ما عليهم بأس اذا انسحبوا في من معركة كان الاستمرار فيها خسارة محتمة وكان الانسحاب فيها ليست له نتائج كارثية فعلى هذا انتهت غزوة مؤتة التي هي كانت آآ الاختبار الاول لسيدنا خالد رضي الله عنه طيب سيدنا عمرو بن العاص سيدنا عمرو بن العاص كان الاختبار الاول للعسكري له في نفس التوقيت تقريبا يعني بعد شهر واحد من مؤتة. آآ معركة مؤتة كانت في جمادى الاولى من سنة تمانية للهجرة وجماد الثانية ارسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية بقيادة سيدنا عمرو ابن العاص وهذه سرية تعرف بسرية ذات السلاسل. على غير ما اعتدنا السرية هذه فيها كلام احتاج ان اتوقف عندها. وان كان ليس في منهجنا في هذه الحلقات التوقف عند السرايا النبي صلى الله عليه وسلم ارسل الى عمرو ابن العاص وقال له آآ اني اريد ان ابعثك على جيش فيسلمك يسلمك يسلمك الله ويغنمك يعني تسلم وتغنم. تنتصر وتغنم وارغب لك من المال رغبة صالحة يعني سيكون لك فيها نصيب من المال بشكل جيد فقال عمرو يا رسول الله ما اسلمت من اجل المال ولكني اسلمت رغبة في الاسلام وان اكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم يا عمرو نعم المال الصالح للعبد الصالح ما هي السرية التي خرج فيها عمرو؟ خرج آآ يقود ثلاثمائة من المهاجرين والانصار الى ديار قضاعة. قضاعة هذه بالشمال شمال الجزيرة العربية يعني ايضا في نفس الوجهة التي توجه اليها آآ خالد او توجه اليها المقاتلون والجيش في مؤتة لكن الى الشرق منها وهناك بلغه وهو توجه ان جموع الاعداد كانت كثيرة فيبدو انه استفاد من الدرس السابق فارسل الى النبي صلى الله عليه وسلم يستمده فارسل اليه النبي مددا من مئتين اخرين بقيادة سيدنا ابو عبيدة ابن الجراح واستطاع بهؤلاء الخمسمائة ان يداهمهم في ديارهم وقاتلهم وهزمهم وتفرقوا من امامه وسيدنا عمرو منع المسلمين من تعقبهم تعقب الفارين لئلا يكون لهم كمين او مدد وبهذه السرية ثبتت احلاف المسلمين مع القبائل في هذه الانحاء ودخلت في حلف المسلمين قبائل اخرى ايضا فيعني هذه السرية كما قلت انا لا اتناولها لكن هنا يعني فيها بعض مزايا وبعض فوائد احتاج ان اركز عليها طيب هنا اولا الفائدة الاولى هذه السرية توجهت الى عرب الشمال قبائل قضاة ويعني جرت عادة النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا في غزوة حمراء الاسد انه لا يسمح ابدا بطول مدة الهزيمة ولا بتكرارها. بل كان يسرع فيرسل من الجيوش والسرايا ما يزيل اثر الهزيمة اصل زلك في حمراء الاسد وفي بعض السرايا التي لم نتناولها في هذه الحلقات وسيأتي معنا في غزوة حنين ان شاء الله. فهذه السرية مما نتعلم منه ايضا خطورة الهزيمة وانها تجرأ وتغري المزيد من الاعداء على اعادة المحاولة من جديد الهزيمة لا يقتصر اثرها على المعركة نفسها بل يمتد الى غيرها ويؤثر على عموم الحالة السياسية. فلذلك انت ترى ان قضاعة تجرأت وفكرت في غزو المدينة بعد الذي حصل في مؤتة ايضا من الدروس درس الشخصيات القوية الموهوبة وتوليتها القيادة ووضعها في المكان الاليق بها مع انها لم تكن من اهل السابقة يعني مسلما فعل المسلمون مع خالد ابن الوليد في مؤتة ورضيه النبي ولوه عليهم والنبي الان يفعل ذلك مع عمرو بن العاص وهو اسلم قبل اربعة اشهر فقط فيعني وعمرو في هذه السرية كان اميرا على جيش فيه ابو بكر الصديق الذي هو اول الناس اسلاما حقيقة يا جماعة الخير كثير من خسائر المسلمين المعاصرة ان لم يكن اكثرها كان سببها تنحية اهل الكفاءة ابعاد اصحاب الموهبة فلذلك تقدم وتصدر وادار من لم يحسن لا ادارة المعركة ولا ادارة التفاوض ولا حتى ادارة الاتباع يعني هنا انت ترى في هذه السرية سيدنا عمرو بن العاص يقود ويأمر وينهى وخالفه احيانا بعض الصحابة وابو بكر خالفه فنفذ رأي عمرو واذعن له الباقون باعتباره الامير ولما ابو عبيدة خالفه في شيء اذعن ابو عبيدة للامير فمسألة الكفاءة وتقديم ذوي الكفاءة وتقديم ذوي الموهبة هذا امر مهم وله سابقة في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم الرجل الذي اسلم منذ اربعة اشهر قاد الناس الذين اسلموا من السابقين الاولين كذلك من الدروس والوقفات اللطيفة هنا ان سيدنا عمرو بن العاص مع حداثة اسلامه احنا بنتكلم على اربعة اشهر فقط هو اسلم اربعة اشهر لكنه كان قادرا على الاجتهاد الاجتهاد الفقهي لانه يرون او يعني آآ جاء في الروايات ان سيدنا عمرو ابن العاص احتلم في هذه الغزوة احتلم اصابته جنابة وكان في ليلة شديدة البرد. طبعا الامام امام الامير يعني امام السرية امام الجيش هو الذي يصلي بهم الصلوات. الامام ما في الاسلام من يصلي بالناس هو اميرهم هو قائدهم فهنا قام عمرو بن العاص فصلى بالناس اماما دون ان يغتسل. تيمم فقط فلما رجعوا وذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم سأله النبي عن ذلك فقال عمرو النبي سأله قال يا عمرو صليت وانت جنب؟ صليت بالناس وانت جنب فقال عمرو يا رسول الله سمعت الله يقول ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ولو كنت اغتسلت لمت فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وسكت وكان هذا اقرارا منه بما فعل عمرو. لكن هنا تأمل في سرعة فهم عمرو للاسلام وتقديره للامر واجتهاده في المسألة او في الحكم طيب وهكذا يعني نستطيع ان نقول استقر شأن المسلمين ايضا انتشرت هيبتهم في انحاء الشمال وبينما الامور مستقرة وقعت حادثة خطيرة. ما هي الحادثة الخطيرة نحن ذكرنا في صلح الحديبية انه من البنود المتفق عليها بند الاحلاف انه من شاء دخل في حلف محمد وعقده ومن شاء دخل في حلف قريش وعقدها وذكرنا دخلت خزاعة قالت اما نحن خزاعة ففي حلف محمد. واما آآ يعني قبيلة بكر اللي هي آآ يعني ند او خصيم او عدو قبيلة خزاعة دخلت في حلف قريش هذا الكلام جرى في صلح الحديبية الاحلاف مسئولية مشتركة يعني يتدافع الحلفاء لنصرة بعضهم البعض. وكذلك يتحمل الحلفاء مسئولية ما يرتكبه اه كفاؤهم فهم اصحاب مسؤولية مشتركة في الدفاع واصحاب مسؤولية مشتركة في تحمل المسؤولية طيب ما هي الحادثة الخطيرة قبيلة بكر اللي هي المتحالفة مع قريش وجدت فرصة لتغدر بقبيلة خزاعة عند مكان قريب من الحرم يسمى ماء الوتير فهاجمتهم في الليل و بعض القادة في قريش قالوا يعني ما يعلم بنا محمد وهذا ليل ولا يرانا احد. فلذلك اعانوا حلفائهم من بني بكر بالسلاح فقتلوا منهم عددا طبعا اه والروايات تذكر انه الذي اعانه هو صفوان ابن امية فنهض عمرو بن سالم الخزاعي وذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وقص عليه ما حصل ويعني على طريقة العرب في اه انهم يعني في وصف الامر بالشعر قال مثلا عمرو ابن سلم يا رب اني ناشد محمدا قل فابينا وابيه الاتلد في حلف قديم يعني فوق الحلف الجديد قد كنتم آآ ولدا وكنا والدا ثمة اسلمنا فلم ننزع يدا تنصر رسول الله نصرا اعتدى. يعني نصر سريع حاضر ناجز وادعوا عباد الله يأتوا مددا فيهم رسول الله قد تجردا ان سيم خسفا وجهه تربدا الوجه المتربد يظهر فيه الغضب كيف يلقن كالبحر يجري مزبدا ان قريشا اخلفوك الموعد ونقضوا ميثاقك المؤكد وزعموا ان لست ادعو احدا هم بيتون بيتون يعني قتلونا ليلا بيتونا بالوتير الماء المكان بيتونا بالوريد هجا وقتلونا ركاعا وسجدا فهذا البيان الحربي الذي قاله عمرو بن سالم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم نصرت يا عمرو بن سالم نصرت يا عمرو ابن سعد وهذه هنا نجد انفسنا امام واحدة من اهم قواعد الحياة ومن اهم قواعد عالم السياسة المعاهدات يا جماعة الخير هي حبر على ورق انما تحرصها القوة والسلاح المعاهدات يعني هي لحظة اتفاق بين طرفين وهي لحظة تعبر عن ميزان القوة بينهما والمعاهدة هذه تنهار اذا اختلت موازين القوة يعني لا يحصلوا على المعاهدة الا من كان قادرا على الحرب ومن اجل ذلك قالوا العاجز عن الحرب عاجز عن السلم. يعني لا يحصل على السلم الا من كان قادرا عن على الحرب فالمعاهدة انعقاد المعاهدة مرهون بالقوة وكذلك استمرار المعاهدة محفوظ بالقوة والاحداث ستظل تأتي بالاختيارات والمواقف التي يعرف بها هذه المعاهدة يعني لا زالت صالحة للبقاء؟ ام الوضع تغير وحين يتغير الوضع تنهار المعاهدة وتكتب معاهدة اخرى جديدة بشروط جديدة والشروط الجديدة تكون تعبير عن الواقع الجديد هذه كلمة نصرت يا عمرو بن سالم سرت في العرب حتى وصلت الى قريش فعرفت قريش ان معاهدة الحديبية انهارت فسارعت تحاول تجديد المعاهدة وابقاء الهدنة وتمديد الهدنة فخرج ابو سفيان مسرعا الى المدينة وهناك في المدينة حدث امر جديد وهو ما نراه ان شاء الله في الحلقة القادمة نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته