بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. مرحبا بكم ايها الاحباب في حلقة جديدة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم. نستعرض فيها غزوات النبي ونرى فيها هديه وطريقته في القتال ونتابع فيها رحلة صعود الاسلام من الضعف الى القوة وقفنا في الحلقة الماضية عند واحدة من اللحظات العصيبة جدا التي مرت على المسلمين وهوى يعني هذا الكمين المحكم الذي آآ اصابته قبيلة هوازن لجيش المسلمين في وادي حنين وذكرنا انه تشتت جيش المسلمين في هذا الوادي وتوقع بعض الذين حضروا المعركة انه لن تنتهي هزيمة المسلمين قبل البحر يعني قبل البحر الاحمر وقال بعضهم كلد ابن ابي آآ ابن امية الا بطل السحر اليوم في هذا الموقف العصيب دفع النبي صلى الله عليه وسلم زمام بغلته قبل الكفار يعني تقدم قبل الكفار ولم يكن معه الا ثلة قليلا من اصحابه من المهاجرين والانصار بدأت باثني عشر رجلا هؤلاء كانوا حوله ثم سرعان ما بلغت الثمانين والمئة وصار النبي صلى الله عليه وسلم ينادي هلم الي ايها الناس هلم الي ايها الناس انا رسول الله انا محمد بن عبدالله يا للمهاجرين يا للانصار وفيها قال النبي قولته المشهورة انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب وكان يمسك زمام بغلة النبي صلى الله عليه وسلم العباس عمه العباس وكان جهوري الصوت وكان ايضا ينادي يا اهل الشجرة اللي هي شجرة بيعة الرضوان. الذين بايعوا النبي قال ان يقاتلوا وان يموتوا وان لا يفروا. يا اصحاب سورة البقرة يعني يا حفظة القرآن هلموا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبرنا ربنا تبارك وتعالى انه انزل سكينته على هذه الثلة من المؤمنين آآ كما في سورة التوبة ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى الذين امنوا وانزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين هذا هذا المركز هذا النداء المتكرر من النبي صلى الله عليه وسلم صار يعني هذا النداء جعل هذه الثلة مركزا وجعل المسلمين يؤوبون اليه يتوبون اليه يرجعون اليه فمنها هنا كانت عودة المسلمين الى نبيهم سيدنا العباس يروي فيقول فوالله لقد كانت عطفتهم عطفتهم يعني رجعتهم عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على اولاده يقولون يا لبيك يا لبيك هو طبعا يقول هلموا الي ايها المؤمنون يا اصحاب الشجرة يا اصحاب سورة البقرة يقولون يا لبيك يا لبيك فجاءوا وسيوفهم بايمانهم كأنها الشهب الشهب تعرفون منزر الشهو حتى كان المسلم اذا لم تطاوعه دابته الفرس او البعير الذي هو عليه نزل عنه وتركه وعاد. طبعا يعني يخبرك انه الطفرة كانت شديدة فعندئذ يعني اشتد القتال وحمي الوطيس واخذ النبي صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب فالقاها بوجوه الكفار وهو يقول شاهت الوجوه فما من احد من هؤلاء الا وعاد يشتكي عينيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم انهزموا وربوا محمد سيدنا العباس يقول طبعا هو شاهد عيان واحد اهم رواة المعركة يقول والله ما هو الا ان رماهم بحصياته فما زلت ارى حدهم كليلا وامرهم مدبرا يعني وقع فيهم الوهم وفيما بعد اه سئل احدهم اسمه يزيد ابن عامر هذا كان قد شهد حنينا مع المشركين ثم اسلم فسئل عن الرعب الذي القاه الله في قلوبهم يوم حنين كيف كان قال يعني يقول الراوي فاخذ حصاة فرمى بها طستا. طست بوست الوعاء معدني فطن يعني الحصاة لما اصابت هذا الطست او طن يعني اصدر صوتا رنينا فقال يزيد ابن عامر كنا نجد في اجوافنا مثل هذا الصوت فهذا هذا صنيع الله كما قلنا لا يلتقطه المؤرخون ولا يعرفه المؤلفون لا يرويه الا شهود العيال فهذه الثلة التي كانت حول النبي صلى الله عليه وسلم كانت مركز المعركة كانت قلب المعركة والبراء ابن عازب كان يقول كنا اذا احمر البأس واشتد الوطيس نتقي به يعني نتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم وان الشجاع منا للذي يحاذي به يعني الشجاع هو الذي يقارب النبي صلى الله عليه وسلم واخذ النبي في تحفيز صحابته على القتال ولذلك قال لهم من قتل كافرا فله سلبه يعني ما الغنيمة التي يملكها وكان ايضا من مواقف ذلك اليوم موقف ام سليم هذه ام سليم اتخذت خنجرا وقالت اننا مني احد من المشركين بقرت به بطنه فضحك النبي صلى الله عليه وسلم من قولها يعني الضحك هنا الضحك هنا دليل رضا يعني ليس دليل سخرية كما قد يقع في اوهام بعض الناس طبعا الضحك في عصرنا هذا كثرت فيه السخرية فصار علامة على السخرية. ضحك النبي كان من الرضا ثم قالت ام سليم يا رسول الله اقتل من بعدنا من الطلقاء. انهزموا بك. يعني هي كمان ارادت ان تعاقب هؤلاء الذين خلخلوا صفوف المعركة من الطلقاء الذين اسلموا حديثا وخرجوا مع مع النبي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ام سليم ان الله قد كفى واحسن طيب ما ان اعتدلا امر المسلمين وتجمعوا حول نبيهم صلى الله عليه وسلم ان حتى انقلب ميزان المعركة وطفق المسلمون يحصدون الكفار حتى انهزموا وامر النبي صلى الله عليه وسلم بمطاردتهم وكان هذا نصرا عزيزا وهؤلاء المنهزمون من جيش هوازن تفرقوا الى ثلاثة مناطق اغلبه انسحب الى الطائف واعتصم بها المدينة نفسها. طبعا والطائف كانت حصنا منيعا فلذلك كانت افضل منسحب وبعضهم ينسحب الى منطقة اخرى تسمى نخلة وبعضهم انسحب الى منطقة تسمى او طاس سار جيش المسلمين اولا الى نخلة وبددوا من فيها والنبي صلى الله عليه وسلم ارسل فرقة بقيادة سيدنا آآ ابو عامر الاشعري وابو عامر الاشعري هذا هو عم سيدنا ابو موسى الاشعري الصحابي المشهور هذه الفرقة ذهبت الى اوطاس وايضا هزمهم وبددهم واخذ غنائمهم واستشهد رضي الله عنه في تفاصيل لا يتسع لها الان المقام فهنا سواء خلال المعركة او خلال المطاردة قتل المئات من هوازن لكن الاكثر من عدد القتلى كانت الغنائم لانه الان وقعت النكبة. نحن ذكرنا انه ما لك بن عوف اصطحب معه النساء الاطفال وكانوا ستة الاف فضلا عن الاموال والاموال يذكرون انها بلغت اربعة الاف اوقية من الفضة واربعة وعشرين الف من الابل واربعين الف آآ من الشاة من الشياه وهذا بخلاف الخيل والحمير فالنبي صلى الله عليه وسلم امر بابقاء هذه الغنائم في منطقة منطقة تسمى منطقة الجعرانة وذهب على رأس الجيش الى حصار الطائف في المكان الذي انسحب اليه اغلب المنسحبين من المعركة هنا كان في الاسرى الشيماء. الشيماء هذه اخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة. رضعت معه من حليمة السعدية فاكرمها النبي صلى الله عليه وسلم وبعدها قدمت عليه امه من الرضاعة السيدة حليمة السعدية فاكرمها وطوى لها بساطه واجلسها عليه واسلمتا حليمة والشيماء بدأ النبي في حصار الطائف طائف كانت حصنا منيعا ولم يكن لها منافذ سوى الابواب وهؤلاء اهل هواز دخلوا عليها واغلقوها على انفسهم وحشدوا فيها ما استطاعوا من الاقوات قيل في بعض الروايات انهم حشدوا من الاقوات ما يكفيهم لسنة المسلمون لم يكن امامهم الا ان يستخدموا سلاح الرمي والنبي صلى الله عليه وسلم قال من بلغ بسهم فله درجة في الجنة. لكن لم تؤثر السهام كثيرا في هذا الموقع حاول النبي ان يفتت الجبهة الداخلية يعني في الطائف داخل الطائف فلذلك نادى صار ينادي ويعلن ايما عبد نزل فهو حر محاولة لتثوير العبيد او لتفكيك العبيد فنزل اليه بالفعل مع الايام ثلاثة وعشرون عبدا واعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم لكن ايضا هذا لم يؤثر كثيرا في اوضاع الطائف هنا حصل المسلمون على الدبابة الدبابة دي الدبابة هيكل خشبي مغطى بالجلود هيكل خشبي قائم مغطى بالجلود والمقاتلون يختبئون به ويزحفون خلفه الى الاسوار لينقبوها فهو لانه هيكل خشبي ومغطى بالجلود فكانت لا تعمل فيه السهام هذا هو معنى الدبابة ليس الدبابة المعاصرة التي نعرفها الان. الدبابة القديمة هي الهيكل الخشبي هذا يعني تعرفون حصان طروادة مثلا او يعني نحو هذه الاشياء وتجدونها ايضا في الافلام القديمة او في المسلسلات التاريخية فهذا هو معنى الدبابة السهام لم تكن تؤثر فيه لكن صار اهل الطائف يلقون عليها قطع الحديد قطع الحديد المحماة في النار فهذا ادى الى احتراقها لذلك استمر حصار الطائف اكثر من عشرة ايام بضعة وبضعة عشر يوما والمسلمون تصيبهم سهام اهل الطائف لانهم في الاعلى وهم لا يصيبون منهم الا قليلا واستشهد من المسلمين اثنا عشر رجلا لكن لم يقتل من المشركين الا ثلاثة النبي صلى الله عليه وسلم قدر انه من الممكن فك الحصار لانه اهل الطائف الان في وضع مهزوم والمسلمون يحيطون بهم وكذلك المسلمون لديهم ورقة اخرى وهي الغنائم السبي. الغنائم السبي الذي حازوه بعد حنينها غنائم وسبي اهل الطائف واحنا قلنا انه تركها في منطقة الجعرانة. والنبي صلى الله عليه وسلم كان احب اليه ان يسلم اهل الطائف لذلك يعني طرح النبي على صحابته فكرة ان ينسحبوا من الطائف وقال لهم انا قافلون غدا ان شاء الله فبعض الصحابة قالوا نرجع ولم نفتحه وكأنهم انكروا يعني لم يعجبهم هذا الرأي فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم هكذا قال طيب اغضوا على القتال غدا. يعني اذا مش هننسحب ففي هذا اليوم اصابتهم جراحات كثيرة اصيبوا جدا فعندئذ اقتنعوا برأي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قال لهم في ليلتهم انا قافلون غدا ان شاء الله اعجبهم ذلك وسكتوا وضحك النبي صلى الله عليه وسلم فهذا ايضا موقف فيه مشاورة النبي لاصحابيه وحسن سياسته لنفوسهم المسلمون تأمل هذا الموقف المسلمون في ذلك الوقت كانوا يتميزون من الغضب ومن الغيظ على ثقيف وما اصابت به المسلمين في هذا الحصار الذي اخفق فقالوا يا رسول الله احرقتنا نبال ثقيف سهامهم فادعوا الله عليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اهد ثقيفا اللهم اهد ثقيفا وساعة اذ عاد النبي الى الجعرانة اللي هو المكان الذي ترك فيه الغنائم وبدأ في تقسيم المال آآ لكنه ظل لا يقسم السبي والغنائم الاخرى كان يأمل ويرجو ان يأتي اهل الطائف يطلبونها ولكنهم لم يأتوا فبعد ايام اخرى قسم السبايا والبقية الغنائم وهنا في قسمة الغنائم وقعت واحدة من اهم مواقف السيرة ومن اكثرها تأثيرا النبي صلى الله عليه وسلم في قسمة الغنائم اغدق على اقوام كانوا ما زالوا حديثي عهد بالاسلام يريد بذلك ان يتألف قلوبهم. يعني يحببهم في الاسلام. يزيدهم اقبالا على الاسلام. يزيدهم تمسكا بالاسلام. وان الاسلام جاءهم بما ففيه مصالحهم ايضا وفي المقابل النبي لم يغدق مثل هذا ولا شيئا من هذا تقريبا على السابقين الاولين من المهاجرين والانصار فيعني كان هذا الموقف من اعجب ما يكون. يعني النبي مثلا اعطى لصفوان ابن امية وهو ما كان لا يزال مشركا اعطاه ثلاثمائة من الانعام حتى صفوان قال يعني وصف تأثير ذلك عليه فقال والله لقد اعطاني رسول الله وانه لابغض الناس الي فما برح يعطيني ويعطيني حتى انه لاحب الناس الي طبيعة الانسان الانسان اسيروا الاحسان. طبيعة الانسان واعطى النبي صلى الله عليه وسلم لابي سفيان وعيينة بن حصن الفزاري والاقرع بن حابس وهؤلاء يعني في جملة اخرين اعطى كل واحد منهم مائة من الابل مئة من الابل يعني لكي نتصور هذا مئة من الابل يعني الابل مثلا في ذلك الوقت كانت مثل السيارة السيارة في وقتنا هذا يعني اياك ان تتخيل ان رجلا يأخذ الان مائة سيارة او سعر مئة سيارة فلذلك شاع في الناس من يقول ايها الناس اسلموا فان محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. كانه ينفق من بحر ايها الناس اسلموا فان محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر طبعا هذا الموقف دفع بعض الناس بعض المنافقين الى ان تكلم بالسوء يعني جاء احدهم يقول للنبي صلى الله عليه وسلم والله ان هذه لقسمة ما عدل فيها وما اريد بها وجه الله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال فمن يعدل ان لم يعدل رسول الله وقال يرحم الله موسى قد اوذي باكثر من هذا فصبر والنبي صلى الله عليه وسلم شرح لصحابته دوافع هذا فقال اني اعطي اقواما اخاف هلعهم وجزعهم يعني قوم ما زال اسلامهم ما زال على على شفا جرف هار مثلا فقال اني اعطي اقواما اخاف هلعهم وجزعهم واكلوا اقواما الى ما جعل الله في قلوبهم من الخير والغنى معتمد على ما جعل الله يعني معتمد على اهل الايمان بعض الانصار ايضا تأثر بهذه القسمة. لان هو رأى يعني شاهده كيف اعطى النبي اقواما لم يسلموا الا قبل ايام هذا العطاء الكثير كان في انفسهم شيء لكن الايمان منعهم ان يقولوا سوءا او ان يظنوا بالنبي سوءا لذلك الروايات تقول انه تكلم بعض شباب الانصار او بعض احداث السن من الانصار لكن لم يكن هذا قول كبارهم هذه الرواية في البخاري ما الذي قاله هؤلاء النفر من الانصار؟ قالوا يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمهم فذهب سعد بن عبادة الى النبي صلى الله عليه وسلم وشرح للنبي هذا وان بعض يعني الشباب من الانصار وبعض حدثاء الاسنان قالوا مثل هذه المقالة وطبعا هذا ايضا يعني نقل سعد للنبي صلى الله عليه وسلم هذا هو من حقيقة الحب للنبي ومن شدة التعلق بالنبي يعني حقيقة الحب تمنع تمنع المحب ان ينطوي على ما يكره بل يصارح ويعاتب طيب انا ذكرت ان الروايات الصحيحة في البخاري ومسلم اريد ان اؤكد على هذا تصرح بانه هذا الموقف كان موقف بعض الانصار من الشباب والصغار لكن رؤساؤهم ذوو الرأي فيهم لم يقولوا من ذلك شيئا. لكن النبي صلى الله عليه وسلم امر صعدا بان يجمع له الانصار وخطب فيهم هذه الخطبة اسمعوا معي وتأملوا في هذه الخطبة قال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الانصار ما حديث بلغني عنكم فقال له فقهاء الانصار كبار الانصار اما ذوو رأينا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا واما اناس منا حديثة اسنانهم قالوا يغفر الله لرسوله يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم الم اتكم ضلالا فهداكم الله وعالة يعني فقراء فاغناكم الله واعداء فالف الله بين قلوبكم النبي الان يذكر فضل الاسلام وفضل النبي على الانصار فقالوا بلى الله ورسوله امن وافضل فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا تجيبوني يا معشر الانصار يعني الا تردون علي فقالوا بماذا نجيبك يا رسول الله كلامك حق لله ورسوله المن والفضل. فعلا احنا كنا عالة وكنا اعداء وكنا ضلال فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم ستقولون اتيتنا مكذبا فصدقناك ومخزولا فنصرناك وطريدا فاويناك وعائلا فاسيناك اعلى الانصاف ان ينصف المرء من نفسه. شف النبي نطق عنهم هم قال لو انكم قلتم لي جئتنا طريدا فاويناك وعائلا فاسيناك ومكزبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك لصدقتم ولصدقتم. يعني لو كنتم قلتم ده لكنتم صادقين ولصدقتكم انا عليه ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم اوجدتم يا معشر الانصار في انفسكم يعني دخلكم شيء في نفوسكم. اوجدتم يا معشر الانصار في انفسكم في لعاعة من الدنيا تالفت بها قوما لم يسلموا ووكلتكم الى اسلامكم يعني اعتمدت على اسلامكم الا ترضون يا معشر الانصار ان يذهب ان يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله الى رحالكم يعني شوف شوف النبي يجعل نفسه في اي موقف ويطغى نفسه في اي مقارنة صلى الله على محمد يقولون يقول لهم الا ترضون يا معشر الانصار ان يرجع الناس بالشاة والبعير ترجعون برسول الله في رحلة فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار ولو سلك الناس شعبا وسلكت الانصار شعبا لسلكت شعب الانصار اللهم ارحم الانصار وابناء الانصار وابناء ابنائي الانصار فلما سمع القوم هذا بكوا حتى اخضلوا لحاهم في رواية اخرى يقول النبي صلى الله عليه وسلم اني اعطي رجالا حديثي عهد بكفر اتألفهم وفي رواية ان قريشا حديث عهد بجاهلية ومصيبة واني اردت ان اجبرهم واتألفهم طبعا في هذه القصة يا احباب من العبر والفوائد والعظات ما يستحق التوقف التوقف عنده طويلا طويلا طويلا يعني فيها ادب الانصار وحيائهم وفيها انصاف النبي واعترافه بالجميل. فيها حكمة النبي في سياسة النفوس في معالجة ما يطرأ عليها من الشبهات فيها حسن استعمال العاطفة فيها وفاء النبي للانصار وانه يختارهم على غيرهم. وفيها ايمان الانصار وزهد الانصار في الدنيا ورضاهم برسول لله وتضحياتهم الدائمة في سبيل الله فيها امور اخرى ايضا تستحق ان يعني يتوقف عندها وان يكون لها حلقات وحلقات طيب الان لما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من توزيع الغنائم جاءت هوازن يعني سبحان الله وما اسوأ عاقبة التأخر يا جماعة الخير؟ ما اسوأ عاقبة يعني النبي صلى الله عليه وسلم انتظارهم بضعة عشر يوما لم يرد ان يقسم الغنائم رجاء ان يأتوا فيأخذوها قبل ان تقسم فلم يأتوا فلما قسمها النبي جاءوا لذلك حتى النبي يقول ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء. هم طبعا جاءوا فقالوا يا محمد انا اصل وعشيرة. طبعا الان افتكروا القرابة كاهل مكة لما قالوا اخ كريم وابن اخ كريم قالوا يا محمد انا اصل وعشيرة فمن علينا من الله عليك وقد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك فقال اختاروا بين نسائكم وابنائكم وبين اموالكم ان الغنائم قسمت الان لن نستطيع ان نرد كل شيء فالنساء والابناء في جانب والاموال في جانب فقالوا نختار نسائنا وابنائنا الاموال مش مهمة فقال النبي ما كان لي ولبني عبدالمطلب فهو لكم تمام؟ يعني النبي سيتنازل وسيرد ما اخذه ما كان في نصيبه وما كان لبني عبدالمطلب فاذا صليت الظهر تقولوا انا نستشفع برسول الله على المؤمنين ونستشفع بالمؤمنين على رسول الله في نسائنا وابنائنا فقالوا ذلك بعد صلاة الظهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم امام الناس اما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم فسمع المهاجرون فقالوا وما كان لنا فهو لرسول الله. يعني ايضا نتنازل عنه كما تنازل رسول الله. وقالت الانصار كذلك الذين اعترضوا هم هؤلاء المؤلفة قلوبهم اللي هم مثل عيينة بن حصن والاقرع بن حابس وهذه المجموعة التي ذكرنا ان النبي جزال لها في العطاء فالنبي عرض عليهم ان يردوا النساء والاموال ويعطيهم النبي المقابل عن ذلك في اول غنائم قادمة ان شاء الله طبعا هؤلاء الذين جاؤوا لم يكونوا كل اهل الطائف او لم يكونوا ثقيف لكن كانت قبائل منهم وهؤلاء اسلموا واستعادوا ما فقدوه من السبي فكان من حكمة النبي وسياسته ان سألهم عن زعيمهم ما لك بن عوف اخبروه انه ما زال بالطائف وعدهم النبي انه اذا جاء مسلما قبل منه واكرمه ورد عليه امواله. وكافئه ايضا بمائة من الابل وبالفعل جاء ما لك بن عوف فاسلم ودخل الاسلام وصار جنديا من جنود الاسلام وتولى هو بنفسه قتال من بقي في الطائف على كفره وممن اسلموا ايضا عروة ابن مسعود الثقفي. وهذا كان زعيما محبوبا في الطائف وذكرنا انه كان سفيرا بين قريش وبين النبي في الحديبية. وهذا لما عاد الى قومه امه يدعوهم الى الاسلام هذا لم يقبلوا منه ضربوه وسبوه فقتلوه فكان بذلك شهيدا لما انهارت هوازن وحصل الانقسام في الطائف نستطيع ان نقول تفككت جبهة الكفر وصار المشركون الذين هم في الطائف يعني محاصرين بالمسلمين من كل القبائل ولذلك اقبلت القبائل تدخل في الاسلام بعد فتح مكة والطائف فارسلت الثقيف وفدا يعلن اسلامهم في رمضان من العام التاسع للهجرة يعني تأخر دخول ثقيف في الاسلام عاما بعد الفتح ما هي المهمة القادمة بعد انهيار جبهة الكفر نراه ان شاء الله في الحلقة القادمة نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته