قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين. سبحان الله وما انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد هذا مجلس من مجالس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يخفى عليكم وقد تقدم ان الله سبحانه وتعالى نصر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم واصحابه يوم بدر ومكنهم من رقاب اهل الشرك وهذا شيء من سيرته بمدينته صلى الله عليه وسلم وما كان من امره مع اصحابه بعد موقعة بدر تلك التي نصر الله فيها النبي صلى الله عليه وسلم وقتل فيها سبعون من صناديد اهل الكفر وكان على رأسهم ابو جهل ابن هشام وكذا عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وامية بن خلف وغير هؤلاء نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم نصرا مؤزرا واجاب الله دعوة نبيه صلى الله عليه وسلم اذ دعا عند الكعبة قائلا من قبل اللهم عليك الملأ من قريش اللهم عليك بابي جهل بن هشام وبعتبة بن ربيعة وبشيبة بن ربيعة وسمى عشرة قال ابن مسعود فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر سحبوا الى قليب بدر فالقوا فيه ووقف النبي صلى الله عليه وسلم يناديهم يا ابا جهل ابن هشام ويا عتبة ابن ربيعة ويا شيبة بن ربيعة ويا فلان ويا فلان هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فاني قد وجدت ما وعدني ربي حقا فقال عمر يا رسول الله اتنادي جيفا قال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما انتم باسمع لما اقول منهم قال قتادة وهو من التابعين احياهم الله له كذا قال قتادة رحمه الله تعالى ومسألة سماع الاموات فيها نزاع شهير ليس هذا محل بسطه الحاصل ان الله نصر نبيه وغنمه غنائم وزكرت مصارف هذه الغنائم في سورة الانفال على ما تقدم بيانه فرجع النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة وقد نصره الله وهزم اعداءه وانجز للنبي ما وعده فازداد عدد المسلمين ودخلت امم في دين الله افواجا دخل عدد كبير من من اهل المدينة في دين الله افواجا حتى ان من اهل المدينة من كان قد دخل نفاقا اتقاء للسيف او رغبة في الغنائم الى غير ذلك من الرغبات الهابطة الدنيوية الزائلة فدخل عدد من اهل النفاق لظاهر السنتهم في الاسلام تبعا لعبدالله ابن ابي ابن سلول وكان رأسا للمنافقين في المدينة فعلا هو الاخر عن اسلامه وقلبه يبطن الكفر والعياذ بالله الحاصل ان امر المسلمين اشتد فقويت شوكتهم والحمد لله وكانت ثم وقائع بعد موقعة بدر بين المسلمين وبين الكفار لكنها لم تكن بذات الشأن العظيم وكذلك فان الاقوال فيها تفتقر الى الادلة من كتاب الله او من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسانيد الصحيحة فكان من تلك الوقائع التي لم اقف لها على كبير سند لكن اهل السير يذكرونها واقعة زيد ابن حارثة مع صفوان ابن امية تلك التي اطلقوا عليها سرية زيد ابن حارثة قد علم النبي صلى الله عليه وسلم برجوع بعض قبائل قريش من الشام بعض قوافلهم تحمل تجارات واسعة عليهم صفوان ابن امية وقد سلكوا طريقا غير طريق الجادة المعهودة واستعانوا برجل يقال له حيان بن الفرات حتى يتفادوا ما قد يحصل من قطع المسلمين الطرق عليهم الا ان رب العزة اخبر نبيه بذلك وجاءت العيون الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرونه بامر هؤلاء فارسل سرية عليها زيد ابن حارثة فقطعت على اهل الشرك الطريق تفر صفوان بن امية على ما ذكر وكما اسلفت لم اقف لذلك على كبير سند فر صفوان بن امية ومن معه بلا قتال وتركوا كل ما معهم واسر حيان بن الفرات واتي به الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسلم وحسن اسلامه وغنم المسلمون يومئذ كم من هائلا من تجارات قريش الا ان اهل الكفر ايضا وقد اسخنتهم الجراح التي اصابتهم يوم بدر ولحقهم الذل والعار بين العرب لم يسكتوا فاضمروا الشر للرسول صلى الله عليه وسلم ولاصحابه واستعانوا بكل ذي رأي في هذا الصدد ماذا يصنعون مع الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة بعد ان تدهورت احوالهم التي يقال عنها في زمننا الاقتصادية لتعطل رحلة الصيف الى الشام لتعطل رحلة الصيف التي كانوا يذهبون فيها الى الشام ولما اصابهم من خسارات فادحة استووا من من التي استولى عليها زيد ابن حارثة في سريته فاستعانوا بكل ذي رأي وكل ذي لب ماذا يصنعون وكان من الذين استعين بهم استعان بهم كفار قريش كعب بن الاشرف الذي كان من قبيلة بني قينقاع فلما اظهر الله الاسلام وكانت قبيلة بني قينقاع تسكن المدينة وكانت قبيلة كانت قبيلة شرسة اهلها يعملون في الصياغة او الصياغة والحدادة ونحو ذلك فكان عندهم من جراء ذلك سلاح كبير وكانوا اولياء لعبدالله ابن ابي ابن سلول يوالونه في جاهليتهم فاتفقت كلمتهم على الغدر برسول الله وعلى خيانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآآ يذكر العلماء في هذا المقام القصة الشهيرة ايضا التي لم اقف لها على اسناد سابت قصة تلك المرأة التي كانت مسلمة وكانت تبيع في سوق لبني قينقاع فاتى هذا اليهودي وربط اسفل ثوبها باعلاه حيث لا تشعر فلما قامت انكشفت سوءتها فسار لها رجل من اهل الاسلام فقتل اليهودي فاليهود اجتمعوا على المسلم فقتلوه فكانت بادرة حرب بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين هؤلاء اليهود فحاصرهم النبي حصارا طويلا واكرر انني لم اقف لذلك على اسانيد ثوابت حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم حصارا طويلا فاتاه وبعد ان كادوا ان يستسلموا عبدالله بن ابي بن سلول رأس المنافقين وكانوا موالي لعبدالله ابن ابي ابن سلول فقال يا محمد اربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع اولياء تحصدهم في غداة واحدة لا والله لا يكون واصر على النبي والح عليه حتى تركهم له رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان يغادروا المدينة الى الشام فوادروها وكان منهم كعب بن الاشرف قبل ان يغادر احتال ببعض الحيل اذ كان وجيا او قبل ان يحصل هذا الحصار كان يذهب الى اهل مكة للتآمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم واهل مكة يسألون باعتباره كان يهوديا اينا على حق؟ انحن ام محمد فيقول انتم اهل الحرم احق من محمد واولى بالحق منه قال تعالى لم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين امنوا سبيلا اولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا الحاصل ان كعب بن الاشرف كان متواطئا مع اهل النفاق في المدينة وما اهل الشرك من اهل مكة وايضا كانت له عزوة ومنعة في قومه اذ كان سيدا لهم وكان يلحق الضرر بالرسول صلى الله عليه وسلم ويهجو الرسول ويهجو المسلمين وتشبب في اشعاره بنساء المسلمين ونساء الرسول صلى الله عليه وسلم وكان جميلا وضيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لي بكعب ابن الاشرف فانه قد ازى الله ورسوله فقال محمد بن مسلمة انا يا رسول الله ولكن ائذن لي ان اقول فيك قولا فذكر الحديث الذي لا يخفى عليكم واتفق مع صاحب له كان رضيعا من امرأة لكعب ابن الاشرف رجل يقال له ابو نائلة فذهب كلاهما الى كعب ابن الاشرف فقال له كل واحد منهما منفردا ان هذا الرجل قد عنانا وارهقنا يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم واخذ من اموالنا وتسبب لنا في الضرر تعطلت تجارتنا وتعطلت اعمالنا والمهاجرون شغلونا ويتفق يتكلم بما جعل الرجل يطمئن اليه فقال اي محمد بن مسلمة جئنا نستسلفك نطلب منك شيئا من السلف من الشعير ونحو ذلك قال ارهنوني شيئا ائتوا بالرهن قالوا ماذا تريد قال ارهنوني نسائكم قالوا كيف نرهنك نسائنا وانت اجمل العرب نساؤنا ستفتن بك كيف نأتيك بنسائنا كرهن فقال اذا ارهنوني ابناءكم قالوا كيف نراهنك ابناءنا ان ابناءنا سيعيرون بعد ذلك ويقول لهم القائل رهنتم في صاع من شعير قال اذا فما ترهنونني قالوا نرهنك اللئمة يعنيان السلاح فوافق على السلاح فاتفقوا معه على ان يأتونه بسلاح كرهن فذهب اليه ليلا فخرج وكان متطيبا فنازعته امرأته في الخروج قالت لا تخرج هذه الساعة قال كيف اخي ابو نائلة يعني من الرضاعة وكذلك صديقي محمد بن مسلمة فلما خرج عليهما اقبل اليه ابو نائلة قال ما شممت عطرا قط اطيب من هذه العطر وكيف لا وانت اجمل العرب تأذن لي ان اشم فاذن له ان يشم فاقبل الى رأسه وضمه اليه وتمكن منه وطعنه محمد بن مسلمة ومن معه فاردياه قتيلا واستبشر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وتغيرت الامور والاحوال في المدينة فتوقع اليهود ان النبي حينئذ وقد قتل كبيرهم انه لن يتركهم وانه سيعاملهم بشدة فمن ثم استسلموا بعد ذلك وغادروا المدينة الى اضاحي الشام الا ان قريشا ايضا لم تسكن بل فكرت وبشدة وخاصة من قتل له قتيل كعكرمة ابن ابي جهل وهند بنت عتبة وكذلك ابو سفيان بن حرب وغير هؤلاء فكروا كيف الثأر من رسول الله واصحاب رسول الله تقلبوا عددا كبيرا من قبائل العرب واستعدوا لغزو مدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تعدل غزو الرسول صلى الله عليه وسلم ظالم النبي بقدومهم بضجهم وضجيجهم وخيلهم ورجليهم بل وانهم قد اخذوا معهم النساء يظنون ان تواجد النساء ادعى الى ثباتهم في المعارك وعدم الفرار فاخذوا معهم النساء كي يستميتوا في قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي قتال اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجوا واتت واتت الاخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ان يخرج خارج المدينة لا يدعهم يهتكون ستر المدينة ولا ينتهكون حرمات المدينة فخرج لاستقبالهم خارج المدينة عند احد خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى جبل احد وما هو عدد من المهاجرين وعدد من الانصار وكان قد دخل فيهم ايضا وخرج معهم عبدالله بن ابي بن سلول خرج معهم ايضا ولكن خروجه كان شرا وقد قال تعالى في شأن اهل النفاق لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا والاوضاع خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين فاقبلت قبائل قريش باعداد غفيرة لا قبل لاهل المدينة بقتالهم ان النبي لبس لئمته وخرج ورتب الصفوف صلوات الله وسلامه عليه وكما هو شأن اهل النفاق شأنهم الغدر وفي التوقيت الحرج انسحب عبدالله بن ابي بن سلول بما يقارب ثلث الجيش واوقع وقيعة ايضا بين قبائل الاوس والخزرج بين بني حارثة من الاوس وبني سلمة من الخزرج اوقى بينهم وقيعة واقنعهم ان يرجعوا ولا يقاتلوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن الله سلم قال جابر فينا نزلت هذه الاية اذ هم الطائفتان منكم ان تفشلا والله وليهما وما احب انها لم تنزل لان الله قال والله وليهما فثبتهما الله سبحانه بعد ان كاد ان يجبنا عن القتال مع الرسول وينصرفا الى المدينة تاركين رسول الله صلى الله عليه وسلم رتب النبي صفوفه وتفاصيل هذا الترتيب ذكرها من كتب في السير ولكنها تفتقر الى الاسانيد وان كان بعضها يصح لكن كتفصيل دقيق لم تكد التفاصيل تثبت. قالوا ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطى مصعب ابن عمير راية المهاجرين او لواء المهاجرين واطأ اسيد ابن حضير لواء الانصار كذا قالوا فالله اعلم بالصواب لكن القرائن تشهد ان مصعبا كان معه اللواء وهكذا رتب النبي صلى الله عليه وسلم الصفوف وجعل عبدالله ابن جبير على الرماة على جبل الرماة واوصاه ومن معه بوصية ان رأيتمونا تتخطفنا الطير فلا تبرحوا اماكنكم ابقوا في اماكنكم على اية حال لا تفارقوها لا تغادروها وبدأ المشركون وكان على رأسهم ابو سفيان ابن حرب وخالد يحمل اللواء وعكرمة كذلك يتناوب مع خالد عكمة بن ابي جهل وصفوان بن امية وغير هؤلاء خرجوا وفي بداية الامر مكن الله الرسول واصحابه من اهل الشرك فقتلوا منهم عددا كبيرا. وفيما يذكرونه في السير ايضا ولم اقف له على اسناد ثابت ان رجلا من اهل الشرك كان مشهورا بالشجاعة والفروسية وطلحة بن طلحة العبدري وكان من اشجع فرسان العرب وكان معالي الشرك خرج يطلب المبارزة تابه الناس فبرز له الزبير ابن العوام رضي الله عنه فقتله كطليعة ايضا ليوم احد ومكن الله المسلمين من اهل الشرك في صبيحة يوم احد فقتلوا منهم عددا واقبلوا على جمع الغنائم قد دل على ذلك قوله تعالى ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسونهم باذنه اي تقتلونهم باذنه حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة وسيأتي بيانه ان شاء الله فبدأ المسلمون يجمعون الغنائم فرأى الرماة اهل الاسلام يجمعون الغنائم رأوا اصحابهم يجمعون الغنائم ونساء المشركين يمعن الفرار في في الجبل فخالف الرماة اميرهم بعد مخالفتهم امر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركوا اماكنهم للمشاركة في الغنائم تركوا اماكنهم للمشاركة في الغنائم وعبدالله بن جبير اميرهم يناديهم ويوصيهم يا معشر الرماة وصية رسول الله الزموها فابوا فاستدار عليهم عدوهم استدار عليهم انذاك خالد بن الوليد في طليعة من اهل الشرك فكان من امر الله ما كان وكان فيها ثنايا هذه الغزوة وكما يحكي وحشي ابن حرب في قصة قتله لحمزة ان وحشيا هذا وعد من اسياده ان يعتق ويصبح حرا اذا قتل حمزة ومنته هند الامانية كذلك انه قتل حمزة فحمزة كان قد قتل اباها اخاها وعمها وشارك في قتل عمها المبارزة التي كانت بين حمزة من جانب معالي مع عبيد ابن الحارث يوم بدر امام عتبة ابن ربيعة وشيبة ابن ربيعة والوليد ابن عتبة فمن نور الاماني ولم يكن وحشي هذا بشجاع انما كان راميا يتقن الرمي عن بعد والا فلم يكن له قبل ولا طاقة بملاقاة حمزة رضي الله عنه فاحكي قصة قتل حمزة وفيها ان رجلا يقال له سباع من اهل الشرك خرج يقول يا اصحاب محمد هل من مبارز؟ هل من مبارز فخرج له حمزة يقول له يا سباع يا ابن امي انمار مقطعة البذور اتحادي الله ورسوله ثم انقض عليه حمزة فكما قال وحشي فكان الرجل كامس الذاهب اي انتهى في الحال قتل في الحال ووحشي يرقب ذلك عن بعد فلما رآه وحشي في غرة ضربه بسهم عن بعد فكان فيه كرامته وشهادته في سبيل الله تنال اسمى المراتب سيد الشهداء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت هند بنت عتبة تمثلت به تمسيلا شديدا بعد قتل بقرة بطنه واستخرجت الكبد فلكتها الا انها لم تستطع بلعها ومثلت به تمسيلا شديدا ولا يخفى عليكم اننا نهينا عن التمثيل بالقتلى ولقد قال فريق من المفسرين بتفسير قول الله تعالى ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه اي ان لم يسرف في القتل كان منصورا قالوا ان الاسراف في القتل له صور احدها ان تمسل بمن تقتلهم والثاني ان تقتل الاثنين بالواحد والثالث ان تقتل غير القاتل الا ان نال الشرك لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة فمثلوا به حتى لم يكد شيء من جسده يعرف به وجاءت وبعد انقضاء المعركة صفية بنت عبدالمطلب اخت حمزة تبحث وهي ام الزبير وعمة علي وعامة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالزبير كانت تربط بعلي قرابة علي ابن خال الزبير والزبير ابن عمة علي فرآها النبي قادمة عن بعد فقال اصرفوها اني اخشى على عقلها فقال الزبير لعلي يا علي اصرف عمتك قال بل اصرف انت امك لم يستطيع ان يواجهها بالخبر الا ان الله سلم فصرفت لم ترى اخاها في هذا المنظر ومنظر في الحقيقة كريم عند الله ليس بالمهان بل بالمكرم عند الله سبحانه فيأتي دمه لونه لون دم وريحه ريح مسك يوم يلقى الله بل وانه لم لم يمت وقد نهانا الله عن القول بانهم اموات قال ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون استبدل عدد من اهل الاسلام واستماتوا دفاعا عن دينهم وعن رسولهم الامين فكان من هؤلاء انس بن النضر الذي تخلف عن غزوة بدر وتأسف لتخلفه لان النبي لم يكن خرج يوم بدر يريد العير يريد النفير انما كان يريد العير فقال غبت عن اول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم لان اراني الله مشهدا اخر مع الرسول ليرين الله ما اصنع فلما كان يوم احد ورأى انتشافا في المسلمين فقال اللهم اني اعتزر اليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين وابرأ اليك مما جاء به هؤلاء. يعني ال الشرك ثم تقدم صوب المشركين وقابله سعد ابن معاذ وسعد من الشجعان سيد الاوس الا ان سعدا يقول عن نفسه والله ما استطعت ان اصنع مثل الذي صنع فقال انس بن النضر يا سعد بن معاذ وان والله اني لاجد ريح الجنة خلف احد فتقدم يقاتل واستبسل في القتال حتى مزق كل جسم ولم يعرفه احد بعد قتله الا اخته عرفته ببنانه باطراف اصابعه ومصعب بن عمير كذلك الذي كان شابا مرفها قبل اسلامه وكان بيده القتال تقدم مدافعا عن رسول الله اشد الدفاع حتى لقي الله عز وجل ونال فضل الشهادة في سبيل الله هو الذي قال في شأنه عبدالرحمن ابن عوف لما قرب له عشاؤه ذات يوم بعد ان فتح الله على المسلمين قال قتل والله حمزة وهو خير مني وقتل مصعب وهو خير مني ما وجدنا له شيئا نكفنه فيه الا بردة اذا غطينا رأسه بدت رجلاه واذا غطينا رجليه بدت رأسه قال النبي صلى الله عليه وسلم غطوا رأسه واجعلوا على رجلي شيئا من الاسخر يعني من الحشيش الاخضر ثم ترك مصعب للطعام وبكى وقام وانصرف الشاهد ان مصعبا قاتل حتى قتل رضي الله تعالى عنه اقتل اخرون من صحابة رسول الله كعبدالله والد جابر استبسل في القتال وكان قد خرج في صبيحة هذا اليوم يوم احد واستدعى ولده جابرا فقال يا بني اني اراني اليوم مقتولا في اول من يقتل تستوصي باخواتك خيرا وكان له تسع بنات قال اني لا اترك احدا اعز علي منك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستوصي باخواتك خيرا ثم تقدم فكان من اول من قتل مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ورد ان النبي قال لجابر يا جابر ان الله عز وجل كلم اباك كلم اباك فقال يا عبدي تمن علي قال اتمنى ان ارجع الى الدنيا فاقتل في سبيلك لما يرى من فضلك الشهادة او كما قال صلى الله عليه وسلم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فيقول وبالله تعالى التوفيق كان القتال قد استمر واهل الشرك يحاولون النيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحاولون قتله حتى يتخلصوا من المسلمين الا ان الله سبحانه حفظ نبيه صلى الله عليه وسلم فقيض له من يدافع عنه اشد الدفاع وكان من المدافعين عنه اشد الدفاع بعد الله سبحانه سعد بن ابي وقاص وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما في بعض الروايات لم يبق مع الرسول في بعض المواقف الا طلحة وآآ سعد بن ابي وقاص وطلحة يقف يتلقى السهام ويتلقفها طلحة رضي الله عنه ليس ابو طلحة انما طلحة بن عبيد الله يقف يتلقى السهام عن رسول الله يصدر يده لتلقي السهام حتى لا تصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فشلت يده وهو يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم يقي رسول الله السهام والرسول يفدي سعدا فكان سعد راميا ارمي فداك ابي وامي ارم فداك ابي وامي استمر القتال فقدر الله على المسلمين ما قدر من ان يشج رأس نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وتكسر رباعيته اسنانه المقدمة ويسيل الدم على وجهه فتأتي فاطمة ابنته تغسل الدم بالماء فما يرقى باتت باعواد من حصير فحرقتها وحاشت الجرح الجرح من ترابها فسكن الدم قال عليه الصلاة والسلام كيف يفلح قوم شجوا نبيهم فنزلت ليس لك من الامر شيء او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون فوقف ابو سفيان بن حرب ينادي في الناس ينادي في الناس يسأل افي القوم محمد فالرسول قال لا تجيبوه قال افي القوم عمر؟ اا ابو بكر قال الرسول لا تجيبوه قال افي القوم عمر قال الرسول لا تجيبوه فلم فقال يوم بيوم بدر والحرب سجال فلم يتمالك عمر نفسه فقال له يا عدو الله قد ابقى الله لك ما يسوؤك ان الذي ان الذين ذكرت لا احياء فقال ابو سفيان حينئذ قالوا هبل قال الرسول صلى الله عليه وسلم الا تجيبوه قالوا ماذا نقول يا رسول الله قال قولوا الله اعلى واجل فقال ابو سفيان لنا العزى ولا عزى لكم قال الا تجيبوه قالوا ما نقول يا رسول الله قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم فلما قال ابو سفيان يوم بيوم بدر والحرب سجال وفي القوم مسل يعني حمزة لم امر بها ولم تسؤني قال النبي الا تجيبوه قالوا كيف نقول يا رسول الله قال قولوا قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار فانصرف اهل الشرك وقد قتل من المسلمين ما يقارب السبعين وكان من اشدهم ادخالا للحزن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ام حمزة على وجه الخصوص وذلك لانه مسدل به تمثيلا شديدا رضي الله تعالى عنه هذا فانصرف اهل الشرك ولما انصرف اهل الشرك بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام يدفن القتلى قتل احد يجمع بين الاثنين والثلاثة في قبر ويقول قدموا اكثرهم قرآنا فالحاصل ان ان الشرك انصرفوا فلما انصرفوا فتشوا ما الذي اكتسبوه غير القتل الذي تم وكان منهم ايضا من قتل في العام الماضي فقال قائلهم على ما يروى في كتب السير لا محمدا قتلتم ولا الكواعب اردفتم فبئس ما صنعتم لا محمدا قتلتم ولا اتيتم بالنساء السبايا ولا الكواعب اردفتم بئس ما صنعتم ما الذي صنعتموه اذا هلموا نرجع الى محمد واصحاب محمد نستأصلهم فاتى الرسول الى رسول الله بهذا الكلام وصله الخبر فانتدب اصحابه لملاقاة اهل الشرك عند مكان يقال له حمراء الاسد فانتدب عددا من فانتدب الصحابة وقد اسخنتهم الجراح وكانوا قد ندموا ندما شديدا على ما صدر فاتى عدد منهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد لقاء اهل الشرك عند حمراء الاسد قال تعالى الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح للذين احسنوا منهم واتقوا اجر عظيم. قالت عائشة لعروة ابواك من الذين استجابوا لله وللرسول من بعد ما اصابهم القرح تعني ابا بكر وتعني الزبير رضي الله عنهم فلما بلغ اهل الشرك ان النبي انتدب اصحابه رجعوا الى مكة وقد قال تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم يعني الرسول واصحاب الرسول قالوا حسبنا الله فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم اختلف المسلمون في شأن عبد الله ابن ابي ابن سلول الذي خزل المسلمين وانصرف بما يقارب ثلث الجيش طريق يقول نقتلهم لما رجعوا الى المدينة وفريق يقول نتركهم قال تعالى معاتبا المؤمنين فما لكم في المنافقين فئتين والله اركسهم بما كسبوا اي ردهم وحرمهم شرف الجهاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب كسبهم السيء والله اركسهم اي ردهم وحرمهم شرف الجهاد وفضل الجهاد فهم ليسوا بجديرين ان ينالوا الشهادة بسبب كسبهم السيء هذا فقد رجف احد الصحابة او رجف احد مرة وعليه رسول الله وابو بكر وعمر وعثمان وفي بعض الروايات علي قال عليه الصلاة والسلام اسبت احد فانما عليك نبي وصديق وشهيدان او في رواية اخرى فانما عليك نبي او صديق او شهيد وقال احد جبل محبنا ونحبه هذا وللغزوة وللغايات المأخوذة منها مقام اخر في الدرس القادم ان شاء الله هذا وصل اللهم على نبينا محمد وسلم والحمد لله رب العالمين