استشار اصحابه ما الذي يصنع فكلنا شار بمشورة وعلى ما يذكر في كتب السير ولم اقف لها على اسناد صحيح الا ان اهل السير يتداولونها ان النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانت من الكثرة بمكان كبير كل يريد ان يشارك وكل يريد ان يجامل لاستئصال شأفة الاسلام والمسلمين فعلى ما ورد في كتب السير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد مع درس من دروس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الدرس يتعلق بغزوة الاحزاب التي يقال عنها غزوة الخندق كذلك فغزوة الاحزاب هذه على وجه التقريب كانت بعد غزوة احد بسنة او سنة وقليل من الشهور وذلك لقول عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم وانا ابن اربعة عشر عاما يوم احد فردني طاردت عليه يوم الاحزاب وانا ابن خمسة عشر عاما فاجازني فدل ذلك على ان بينهما عام وسمت روايات اخر تفيد انه بينهما عام وآآ ما يقارب نصف عام اي عام ونصف والله تعالى اعلى واعلم على وجه التقريب كان بين الغزوتين عام وما ذكره ابن عمر رضي الله عنهما كان على وجه التقريب والله تعالى اعلى واعلم وعن شأنها فلما قدر الله سبحانه وتعالى على المسلمين ما قدر يوم احد طمعت قريش في مزيد من النصر بزعمها وطمعت ان تستأصل المسلمين عن بكرة ابيهم وطمعوا ان يسلبوا اهل المدينة ما عندهم من سمار وزروع وينكل باهل المدينة لايوائهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وطمعوا في قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم والبقية الباقية من اصحابه فذهبت وفود اهل الشرك من اهل مكة الى قبائل العرب قبيلتا قبيلة يحثونهم على التعاون معهم لاستئصال اهل المدينة واجتثاث جذورها فان لموا جزيرة العرب ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم واختاروا من كل بلدة حزبا وجماعة واتت وفود من قبائل جزيرة العرب لمساندة قريش في حربها ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضد اهل المدينة فاتفقت قبائل عديدة من جزيرة العرب على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى حرب الاسلام والمسلمين واتوا من كل فج ومن كل صوب ومن كل حدب كما يحدس في هذه الازمان من تألبات دول على بلاد المسلمين اتوا من كل صوب وكل حدب لاجتثاث المدينة من جذورها والاستئصال المسلمين الا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة رضي الله عنهم وبعد غزوة احد احسنوا الاستعانة بالله سبحانه وتعالى واحسنوا التوكل عليه وندم من ندم من الذين خالفوا امر النبي صلى الله عليه وسلم ونقيت صفوف المسلمين من اهل النفاق فافرزت غزوة احد وكما تقدم افرازات طيبة افرزت المؤمن الحق من المنافق من مريدي الحياة الدنيا كذلك فميزت الصفوف فعلم المسلمون اعدائهم وعلم المسلمون اصدقاءهم واستغفر ربه من كان قد خرج يوم احد يريد الحياة الدنيا فنقيت صفوف اهل الاسلام وخلصت من شوائب اهل النفاق الى حد كبير وكذلك فانهم احسن اللجوء الى الله سبحانه وتعالى هذا بعض ما كان من امرهم اما اهل مكة واهل الشرك فغرهم بالله الغرور وظنوا انهم قادرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اصحابه وعلى اطفاء نور الله سبحانه وتعالى اول شيء فعله النبي صلى الله عليه وسلم ان التجأ الى الله سبحانه وتعالى يدعوه ويرجوه فكان يدعو اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الاحزاب اهزمهم وزلزلهم فكان عليه الصلاة والسلام يدعو بادعية كثيرة ان يصرف السوء وان يصرف المكروه عن اهل المدينة لما بلغه ان قريشا بدأت تقلب قبائل جزيرة العرب عليه وعلى المسلمين وعلى اهل المدينة فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد بعض التحالفات لصد هذا العدوان لصد هذا التجمع الوافد لصد هؤلاء الاحزاب عقد تحالفا مع بني قريظة من اليهود على ان يحفظوا المدينة من قبلهم فلا يدخلها اهل الشرك من قبل بني قريظة عاقدهم على ذلك وتحالف معهم على ذلك وهو يوجس في نفسه منهم خيفة ان ينقضوا العهد وان ينقضوا الميثاق كما هو شأن اليهود فتحالف الرسول صلى الله عليه وسلم ما بني قريظة وتحالف مع بعض قبائل العرب الكافرة كذلك كخزاعة وكانت تعبد الملائكة ولكن على اية حال فقد تعاقد او تحالف النبي صلى الله عليه وسلم معهم من ناحية ضد هذا الخطر الكبير الوافد اليه من احزاب جزيرة العرب الا ان الرسول عليه الصلاة والسلام ومن معه من الصحب الكرام لم يكن عددهم ليكفي ان يصد هذا الاعتداء او هذا العدوان او هذه الاحزاب الكافرة اراد مصالحة اهل الشرك على ان يدفع لهم ثلثي الثمار المدينة او نصف ثمار المدينة فاستشار بعض اصحابه كالسعدين سعد ابن معاذ وسعد ابن عبادة رضي الله عنهما وهما سيدا الاوس والخزرج باشار عليه بالا يفعل واصر على عدم اعطاء اهل الشرك شيئا من ثمار اهل المدينة كذا ذكر في كتب السير ولم اقف على اسناد صحيح بذلك فاستشار اصحابه فشار بعضهم عليه بحفر الخندق خندقان يحيط بالمدينة من عموم نواحيها الا ناحية بني قريظة وكان بالمدينة حصون قوية في الداخل استحسن النبي صلى الله عليه وسلم الرأي القائل بذلك الرأي القائل بحفر خندق حول المدينة قال بعض اهل العلم ان الذي اشار بحفر الخندق هو سلمان الفارسي رضي الله عنه وايضا لم اقف على خبر ثابت خبر بسند ثابت موصول يثبت صحة هذا. فالله تعالى اعلى واعلم وعلى اية حال اصطلحوا واتفقوا على حفر خندق يحيط بالمدينة وكما سلف باستثناء الاتجاه الذي ناحيات بني قريظة وبدأوا في الحفر قبل ان تجتمع احزاب جزيرة العرب وقبل ان تأتي الاحزاب الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستمروا في الحفر زمنا يأخزهم التعب والجوع والنصب والنبي صلى الله عليه وسلم معهم يحفر كما يحفرون وينشد معهم كما ينشدون فكانوا يحفرون والخوف يعتري الكثيرين وكانوا يحفرون واهل النفاق يتسللون لواذا اذا رأوا الرسول حفروا اذا تغيب الرسول عن اعينهم بعض الشيء نفروا ولم يحفروا كذا بانهم كانوا يتعللون باعذار باردة للانفضاد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي شأنهم قول الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله واذا كانوا معه على امر جامع امر جمعهم لم يذهبوا حتى يستأذنوه ان الذين يستأذنونك اولئك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر اولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فاذا استأذنوك لبعض شأنهم فاذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله ان الله غفور رحيم الى ان قال تعالى قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا اي هربا هناك قوم كانوا اسناء الحفر يقولون لن يرانا النبي هو في موقع ونحن في موقع اخر فيتسللون هربا ولوذا ويتركون الحفر ويتركون الحفر فبين الله امرهم لنبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وكان النبي يحفر والصحابة يحفرون وينشدون الاشعار ويرتجزون فمن ذلك قول الانصار وقول المهاجرين نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا ابدا والنبي صلى الله عليه وسلم يجيبهم اللهم لا عيش الا عيش الاخرة تغفر للانصار والمهاجرة وكان وهم ينشدون اللهم لولا انت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فانزلا سكينة علينا وثبت الاقدام ان لاقينا ان الاولى قد بغوا علينا ان ارادوا فتنة ابينا ويمدون اصواتهم بقولهم ابينا ابينا ابينا والنبي صلى الله عليه وسلم معهم يحفزهم ويشجعهم على الحفر وكان منهم عمار ابن ياسر الذي كان يحفر وبشدة ويجتهد في الحفر كم هو شأنه على الدوام قد كان عمار ايضا في بناء المسجد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا الناس يحملون لبنة لبنة اي حجرا حجرا او طوبة من اللبن الطوب الني كما نسميه وعمار يحمل لبنتين لبنتين والنبي يقول ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية في الموطنين في الخندق وايضا عند بناء المسجد كما قال عدد من اهل العلم استمر النبي واصحابه زمنا يحفرون الخندق وكان يعتريهم كما سلف الخوف المترقب اذ المرجفون من اهل المدينة كانوا يرجفون ويقولون لن يبقى للاسلام اثر ولن يبقى لمحمد ولا لاصحاب محمد ذكر بعد ذلك هذه الأراجيف بلا شك كانت تؤثر في اهل الاسلام وايضا اسناء الحفر وجاهتهم عسرات في اسناء الحفر كانت تواجههم صخور الا ان الله زلل ويسر كان ثم كدية عظيمة لم يستطيعوا ان يصنعوا معها شيئا صخرة عظيمة اثناء الحفر فاتى النبي صلى الله عليه وسلم واستعان بالله وكبر وضربها بمعوله فتفتت فاصبحت كسيرا مهيلا والحمد لله استمروا في الحفر زمنا وكان الطعام قليلا وكان الزاد قليلا فقد تركوا اعمالهم وتفرغوا للحفر لهذه الحرب الداهمة التي تنتظرهم وبعد فان جابر رأى في وجه النبي الجوع ورى عددا من الصحابة لم يذوقوا الطعام لايام فقال لامرأته لقد رأيت الجوع في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تصنعي له بعض الطعام فصنعت طعاما في بورمة وجاء جابر يدعو النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام يا اهل الخندق ان جابرا قد صنع لكم شؤرا فحيهلا الى الطعام فذهب اهل الخندق كلهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى بيت جابر فدخل النبي اول وقال اتركوا طعامكم في برمتكم فدخل ودعا على البرمة وبرك عليها فكفت الصحابة كلهم اجمعين هم بالمئات بل بالالاف وما زالت البرمة تفور فكان هذا فألا طيبا وكان ارهاصا طيبا بين يدي الغزوة ومقدمة حسنة اطمأن المسلمون فيها الى ان الله سبحانه وتعالى ناصرهم وحافظهم وبعد فان قبائل المشركين تالبت على تالبت من جزيرة العرب على المدينة واهلها من كل صوب وحدب واقبلوا مسرعين الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم اكبر المسلمين يريدون دهم المدينة وهدمها واستباحة نسائها واستباحة اموالها واعمال السيف في اهاليها فاذا بهم يفاجئ بالخندق الذي قد صنع حول المدينة فقال هذا شيء لم تعهده العرب من قبل تفكروا كيف يصنعون تحاصروا المدينة حصارا محكما بعد الخندق ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا وضع عيونا له في اطم بني ساعدة في حصون المشيدة وكانوا يراقبون اعداء الله سبحانه وتعالى فخشي النبي صلى الله عليه وسلم من غدر بني قريظة فقال لاصحابه من يأتيني بخبر القوم فقال الزبير انا يا رسول الله قال من يأتيني بخبر القوم قال الزبير انا يا رسول الله فقال من يأتيني بخبر القوم قال الزبير انا يا رسول الله فخرج والجميع خائفون من غدر بني قريظة لانهم لم يحفروا بناحيتها ويخشون من غدر القوم وفتح الابواب لاهل الشرك لدعم المدينة الحاصل ان النبي شغل مع اصحابه يوما حتى غربت الشمس قال عمر شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غربت الشمس او قال الرسول ذلك فقال عليه الصلاة والسلام ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا يعني الاحزاب وقيل ايضا يعني بني قريظة فالقلق كان شديدا من ناحية بني قريظة والذي يقف متدبرا للاحداس يسأل الله الثبات حتى الممات فاز الزبير وعلي كان من رؤوس القيادات الذين وزعهم رسول الله على الاماكن وكان جنبا الى جنب فيقدر الله بعد ان يتقاتلان يوم الجمل وان يقتل الزبير على ايدي اقوام يدعون الاسلام ويشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله كابن خربوز الذي كان اقرب الى خوارج منه الى اهل السنة ولكن علي بلا شك استنكر ذلك اشد الاستنكار رضي الله عنه اعود قائلا لقد تألمت الاحزاب على مدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تفوجئوا بالخندق وقد حفر فوقفوا يتعجبون ويفكرون ماذا يصنعون فالذي يفكر في ان يقتحم بفرسه الخندق سيواجه ومواجهة شديدة فالمسلمون على الجانب الاخر يتربصون بمن يريد ان يقتحم وعلى ما يذكره اهل السير ان رجلا من اشجع مشركي العرب كان يقال له عمرو بن ود العامري وكان فارسا مغوارا والسند ايضا بذلك يعزنا ان عمرو بن ود العامري هذا وكان من اشجع فرسان العرب ويضرب به المثل في الشجاعة اقتحم في فرسه الخندق فبرز له علي ابن ابي طالب رضي الله عنه فتبارز وتسايفا فانقض علي علي فقتله فكان كامس الزاهد فكانت بشارة لاهل الاسلام اذ قتل اشجع فرسان العرب انذاك ان اهل الشرك فهو عمرو بن ودن العامري وبعد الكرب يشتد يوما بعد يوم الزاد قليل الطعام قليل والخوف شديد والرياح الباردة شديدة البرد تعتري الجميع اولا رياح باردة تعتريهم حتى ان رجلا من التابعين قال لحذيفة ابن اليمان لو ادركت الرسول لفعلت وفعلت قال اانت كنت تفعل هذا لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق فقال من يأتيني بخبر القوم يعني اهل الشرك فما قام منا من احد فقرر النبي من يأتيني بخبر القوم فما قام منا من احد من شدة الخوف وشدة البرد وشدة الريح قال من يأتيني بخبر القوم فما اجاب احد فقال قم يا حذيفة فلم اجد بدا لما قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لم اجد بدا من السمع والطاعة والامتثال لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخرج خرجت واوصاني النبي عليه الصلاة والسلام وهو اشجع الناس وقال لا تزعرهم علينا قال فخرجت ونظرت الى القوم واذا بظهر ابي سفيان امامي ويحك زهره ويصلاه ويصليه كانه يكوي زهره ببعض انواع الكي ولو اخذت سهما من كنانتي وضربته لاصبته وقتلته ولكني ذكرت وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزعرهم علي فجئته بخبر القوم عليه الصلاة والسلام وكما ذكر الله في كتابه ازداد الخوف وبلغت القلوب الحناجر اذ اهل الشرك جاءوا من كل صوب ومن كل حدب ومن الاماكن المنخفضة من المدينة ومن الاماكن المرتفعة على السواء فمن فوق الجبال اتى اقوام ومن الوديان اتى اقوام من كل اتجاه اتى اهل الكفر واشتد الخوف واشتد فبنو قريظة بدت منهم طلائع نقض العهد وبالفعل نقضت قريزة العهد الذي بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكنوا طائفة من اهل الشرك من الدخول الى المدينة من ناحيتهم وحدث بعض التراشق بين المسلمين وبين اهل الشرك الذين وفدوا من قبل قريظة ولكن الصغور الاخر كل يقابل الاخر ينتظر ما الذي سيحدسه الله سبحانه وبادوا فان رب العزة قال في كتابه مذكرا بشيء مما حدث يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا. اذ جاءوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض بدأ المنافقون في الكلام يقولون ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا كلها كانت اكازيب بزعمهم قال تعالى اذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا واذ قال الطائفة منهم يا اهل يسرب لا مقام لكم فارجعوا. انتهت قصتكم لم يعد لكم بقاء ارجعوا الى دوركم. بدلا من هذه المواقف التي تقفونها فسوف تستأصل واذ قال طائفة منهم يا اهل يسرب لا مقام لكم فارجعوا. ويستأذن فريق منهم النبي. يقولون ان بيوتنا عورة. نريد ان ندافع عن نسائنا قال قال سبحانه ومن بعورة ان يريدون الا فرارا ولو دخلت عليهم من اقطارها ثم سئلوا الفتنة لاتوها وما تلبسوا بها الا يسيرا او لاتوها على الوجه الاخر وما تلبسوا بها الا يسيرا ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسئولا قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل واذا لا تمتعون الا قليلا فبدأوا المعوقون يقولون ويرجفون في الصفوف ارجعوا خلاص كل يهرب يبحس له عن مأرب فخلاص الدمار الشامل سيحل بالمدينة. المدينة ستستباح نساءها سيستبحن اموالها ستقسم غنائم بين اهل الشرك فكل يفكر في حيلة للفرار وفي حيلة للهرب فالخوف اشتد واهل النفاق اشتد امرهم وقريزة خانت من ناحية المدينة من قبلها. واهل الشرك شوكتهم تقوى يوما بعد يوم ولكن كما قال تعالى سنستدرجهم من حيس لا يعلمون فبلغ الكرب بالرسول واصحاب الرسول. ذروته ولكن رسول الله واثق في الله يعلم ان الله ناصره يعلم ان الله مؤيده يجتهد هو الصحب الكرام في الدعاء واهل الثبات ممن من الله عليهم بالايمان يقولون هذا ما وعدنا الله ورسوله فصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما فبرز رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فثبت رجال بتثبيت الله لهم وحفظوا بحفظ الله لهم من الانتكاس والارتكاس ومن الفرار ثبتهم الله سبحانه وتعالى فوقفوا في مواقفهم واهل الشرك يقتالون ويستعدون للانقضاض فما هي الا ليلة والغموم والهموم تعتري كل اهل المدينة. بلا استثناء الا من ثبتهم الله وعلى فجأة وفي اسناء الليل هبت ريح عظيمة لا يعلم مدى عظمها الا الله. سبحانه وتعالى ريح هبت فجأة والذي يسير الرياح هو الله سبحانه وتعالى هو الذي اهلك عادا بالدبور. وهنا هبت ريح الصفا اه ريح الصبا كما سماها النبي عليه الصلاة والسلام اذ قال نصرت بالصبا واهلكت عهد بالدبور فهبت ريح فاقتلعت خيام اهل الشرك من اصلها. وعرضتهم تمام العراء. فظنوا ان النبي هجم عليهم. وظنوا ان الصحابة عليهم فولوا الادوار منهزمين متراجعين كل من اهل الشرك يفكر كيف يفر كيف يرجع الى بلده امنا دون ان يمسه ضرر فامعنوا في الفرار اما رسول الله صلى الله عليه وسلم تزداد ثباتا هو من معه حتى ازالت الريح اهل الشرك ومزقت شملهم كما قال تعالى فارسلنا عليهم ريحا. وكان مع الريح ملائكة من عند الله تفعل الافاعيل وتخوفهم اشد التخويف. كما قال اذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا. فكان كل مشرك يفكر كيف يصل الى اهله لم؟ فانفضوا عن مدينة رسول الله. وسلم الله رسوله والمؤمنين. وقال الرسول عليه الصلاة والسلام الان نغزوهم ولا يغزوننا. فطلع الصباح فانكشفت الغمة وتبدلت. الاحزان افراحا والله الذي يضحك ويبكي. والله الذي يعز ويذل ويكرم ويهين. فتبدلت الغموم والهموم افراحا وانتصارات وشتت الله شمل اهل الشرك شتت الله شمل اهل الشرك وجاء جبريل النبي عليه الصلاة والسلام بعد ان وضعت الحرب اوزارها. فقال يا محمد وضعت سلاحك والله ما وضعت سلاحي ولا وضعت الملائكة اسلحتها. انهض يا محمد. قم يا رسول الله الى بني قريظة الذين خانوا العهد والذين نقضوا الميثاق. فقال عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم في الاخر فلا يصلين العصر الا في بني قريظة. فهب الجميع الى بني قريظة. وحاصروا بني قريظة حصارا جديدا لنقض العهد والميساق فنزل بنو قريزة على الحكم قالوا نتحاكم لمن؟ قالوا لسعد بن معاذ سيد الاوس وكان بينه وبينهم حلف وولاء قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام فرضي النبي بذلك فجاء سعد بن معاذ على حمار وجرح ينزف كان اصابه سهم يوم الخندق فما رقأ له الدم كان ينزف لكن الله سلمه الى ان قضى فيهم فاستمع واستمع قال اقضي ان تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وان تقسم اموالهم فقال عليه الصلاة والسلام لقد حكمت فيهم بحكم الملك اي بحكم الله سبحانه فكانوا يكشف عنهم من وجد قد انبتت نبتت له عانة يقتل والا ترك فكان محمد بن كعب القرزي من الذين لم تنبت لهم عنا فترك فقسمت الاموال ووزعت الاموال كما يقول الناس بالملايين على المسلمين وعلى المجاهدين مع رسول الله. عليه الصلاة والسلام. فسبحان من بدل الاحزان سبحان من بدل الخوف والقلق امنا ونصرا وطمأنينة. وصدق الله اذ قال واورثكم ارضهم وديارهم واموالهم وارضا لم تطأوها وكان الله على كل شيء قديرا. فالنصر مع الصبر والفرج مع الكرب والعسر يتبع يسر والعاقبة دوما للمتقين. ولكن ليبتلي الله ما في صدوركم. وليمحص ما في قلوبكم. والله بذات الصدور كان هذا مجمل القول في شأن غزوة الاحزاب نسأل الله وكما نصر رسوله ان ينصر الاسلام وان ينصر المسلمين وان يحفظهم وان يجمع كلمتهم على كتابه سنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم امين. وجزاكم الله خيرا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته