قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين. سبحان الله وما انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذا مجلس من مجالس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وهو متعلق ببداية تواجده صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد الهجرة وبعد ان اسس مسجده صلى الله عليه وسلم. واخى صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين وبين الانصار ورتبت الى حد كبير امور المسلمين فقل وبالله تعالى التوفيق فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتبوا امور المسلمين استقرت امورهم بحمد الله الى حد كبير ومعلوم ان ان النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين كانوا قد منعوا من القتال في مكة اذ الله قال له كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة فلما انتقل النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة اذن له ولاصحابه في القتال اذ له قال اوزن للذين يقاتلون بانهم ظلموا. وان الله على نصرهم لقدير فرخص لهم في قتال عدوهم بعد ان كانوا ممنوعين من ذلك وانتم تعلمون ان مراحل الجهاد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت ثلاثة. منع اولا بمكة ثم بعد ذلك اذن بالقتال ثم بعد ذلك امر بالقتال وهذه مراحل الجهاد الثلاث ودلت عليها ادلة كما لا يخفى عليكم اما الاول كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة والثاني اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا والثالث فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وكذا قوله تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا ديننا دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون فلما رخص للنبي ولاصحابه في القتال بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يرسل بعض السرايا لاعتراض غير قريش القادمة من الشام والمتجه الى مكة انتصارا للظلم الذي قد حدث لهم واستردادا للمال الذي قد سلب منهم فاهل مكة سلبوا اموالهم واحتلوا بيوتهم واخذوا ثرواتهم بمكة فاراد الصحابة ان يستردوا شيئا مما اخذ منهم فرتبت غزوات لاعتراض كفار قريش القادمين من الشام بتجارتهم والمتجهين الى مكة فكانت اول سرية على ما يذكر العلماء ولا سنيد الى ذلك ايضا تحتاج الى قوة والى مزيد بحث فلتحرر كانت اول سرية اول سرية هي سرية سيف البحر وكان عليها حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت سرية صغيرة مكونة من ثلاثين رجل من ثلاثين رجلا عليهم حمزة علموا بقدوم ابي جهل بعير لقريش من الشام فخرجوا لاعتراضها وكان ابو جهل ومن معه عددهم يقارب الثلاثمائة فتدخل رجل وهو مجدي بن عمرو وكان صديقا للفريقين تدخل ومنعهم من التقاتل فمرت هذه الغزوة وارسل الرسول صلى الله عليه وسلم بعدها غزوة ثانية عليها عبيدة ابن الحارث رضي الله عنه الذي كان ثالث ثلاثة يوم المبارزة يوم بدر وايضا لم تسفر عن كبير قتال وبعد ذلك ارسل النبي غزوات غزوة بعد غزوة بعد غزوة الى ان وصل الامر الى زمن غزوة بدر وكانت في رمضان كانت في رمضان اختلفوا في تعيين اليوم الذي كانت فيه من رمضان فقال بعض اهل العلم وهم الجمهور كانت ليلة السابع عشر من رمضان وقيلت اقوال اخر تدور حول هذا اليوم فمن قائل انها كانت ليلة التاسع عشر من رمضان ومن قيل انها كانت ليلة الثالث عشر من رمضان ومن قيل انها كانت ليلة العاشر من رمضان اقوال متقاربة تدور حول هذا التاريخ وكان من اسبابها الكونية القدرية كان من اسبابها ان الله سبحانه اراد ان ينتصر لرسوله صلى الله عليه وسلم كما قال في كتابه الكريم في بيان ما سبب ما حل بالمشركين ذلك بانهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على مشركي مكة يوم ان وضعوا سلى الجزور على ظهره وهو يصلي وجاءت فاطمة تدعو عليهم وهم يضحكون ويسخرون من رسول الله عليه الصلاة والسلام فرفع النبي يديه عند الكعبة ودعا عليهم على عشرة من كبارهم كابي جهل وعتبة ابن ربيعة وشيب ابن ربيعة والوليد ابن عتبة امية بن خلف وغير هؤلاء العشرة دعا عليهم النبي دعاء طويلا اللهم عليك الملأ من قريش عمم وخصص اللهم عليك بابي جهل بن هشام اللهم عليك بعتبة ابن ربيعة اللهم عليك بشيبة ابن ربيعة فاستجاب الله سبحانه وتعالى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ولقد قال تعالى في بيان اسباب انتصاره ايضا من هؤلاء الكفار قال ليقطع طرفا من الذين كفروا او يكبتهم فينقلبوا خائبين ليقطع طرفا من الذين كفروا او يكبتهم فينقلبوا خائبين فهذه اسباب كونية قدرية ارادها الله سبحانه وتعالى ثم ان من الاسباب ايضا الظاهرة ان النبي صلى الله عليه وسلم وكان خارج المدينة فبلغه ان نعير لقريش عليها ابو سفيان وعليها متاع كثير لاهل مكة وتجارة كثيرة لاهل مكة وانها متجهة من ناحية البحر فانتدب الرسول صلى الله عليه وسلم اصحابه للخروج للقائهم فقال من كان ظهره حاضرا فليخرج معنا فليأتي معنا ومن لم يكن ظهره حاضرا اشهد انه قال من كان ظهره حاضرا فليأتي فاستأذن البعض ان يذهبوا ويأتوا بابلهم او خيولهم من المدينة فلم يأذن صلى الله عليه وسلم اذ الوقت لم يكن يتحمل شيئا من ذلك كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد وعلى ما ذكر جمهور العلماء من الصحابة وغيرهم ان عدد اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين كانوا معه يوم بدر كان عددهم هو عدد الفئة التي جاوزت البحر النهر ما تلوط عليه السلام ثلاثمائة وبضعة عشر فكانوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم لما انتدبهم للقتال كما لا يخفى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بايعته الانصار كانوا قد بايعوه على ان ينصروه ما داموا في مدينتهم ولم يكونوا قد بايعوه على القتال خارج المدينة فلذا فان الرسول صلى الله عليه وسلم استشار القوم في القتال استشار القوم في القتال وذلك لانه بلغه ان ابا سفيان سلك طريقا اخر غير الطريق المعهود فنجا بقبائل فنجا بتجارات قريش وفي ذات الوقت لما بلغ ابا سفيان ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج لاعتراضه ارسل رسولا وبسرعة الى كفار قريش كي يخرجوا لاستنقاذه لانقاذه واستنقاذ التجارات التي معه فاخذتهم العزة بالاثم جميعهم او جلهم فخرجوا فيما يقارب الف شخص لملاقاة رسول الله وللنزول ببدر وقالوا حتى تسمع بنا العرب فلا تزال العرب تهابنا وتوقرنا فخرجوا وكما قال الله سبحانه ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط واذ زين لهم الشيطان اعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم هكذا وعدهم الشيطان علموا في طريقهم ان عير ابي سفيان قد سلمت وانها قد نجت تجارتهم ان التجارات قد سلمت فاشار بعضهم على بعض بالرجوع ما دامت التجارات قد سلمت قالوا نرجع الى مكة الا ان اخرين منهم وليقضي الله امرا كان مفعولا قالوا لا والله لا نرجع حتى ننزل بدر وبدر موطن بئر موطن بئر وبدر بئر فيها الماء قالوا لا نرجع حتى ننزل بدرا ونأتي بدرا فتغنين القينات ونشرب هنالك الخمور وترهبنا العرب بعد ذلك حتى لا يتجرأ احد على اموالنا وعلى تجارتنا وزين لهم الشيطان هذا العمل. فلذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم بان قريشا قد خرجت بضجها وضجيجها وعتادها وسلاحها وكذلك علم صلى الله عليه وسلم ان نعير قريش قد فلتت فاستشار اصحابه ماذا نصنع فاشار ابو بكر وتكلم كلاما طيبا لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوله اهتماما كغيره فكان النبي يريد رأي الانصار اذ هم المعنيون بالدرجة الاولى فتكلم عمر فنفس الشيء مع الرسول صلى الله عليه وسلم سكت النبي عليه الصلاة والسلام فقال سعد بن عبادة لعلك ايانا تريد يا رسول الله وكانت مقولة موفقة من سعد ابن عبادة حفظت له رضي الله تعالى عنه لذا فان عائشة لما قالت في حديث الافك فقام سعد بن عبادة وكان قبل ذلك رجلا صالحا حفظت له مقولته قال لعلك ايانا تريد يا رسول الله والذي والذي نفسي بيده لو امرتنا ان نخيضها البحر لخيضناها البحر معك يا رسول الله ولو امرتنا ان نضرب بها الى مرق الغماد لضربناها الى هذا المكان يا رسول الله فسر النبي صلى الله عليه وسلم واستنار وجهه لمقولة سعد بن عبادة رضي الله عنه اذ هو انصاري ثم تكلم بعده ايضا المقداد ابن الاسود فقال كلمة طيبة يقول في شأنها ابن مسعود لقد شهدت من المقداد مشهدا ما احب ان لي به حمر النعم قال شهدت وهو يقول يا رسول الله امض على بركة الله فوالله يا رسول الله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون ولكن اذهب انت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون فسر النبي ايضا صلى الله عليه وسلم لذلك واستنار وجهه صلى الله عليه وسلم وعزم وعزم على الرحيل بسرعة والاتجاه بسرعة الى بدر فلذا لم يأذن للصحابة الذين ليس معهم ظهور ان يذهبوا الى المدينة يأتوا بظهورهم واجتزأ بعدد الابل الذين التي كانت معهم كان الثلاثة يتعاقبون على بعير ثلاثة يتعاقبون على بعير اثنان يمشيان وواحد راكب ويحصل تبادل وفي هذا ايضا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا علي ابن ابي طالب مع ابي دبابة رضي الله عنهم رضي الله عنهما يتعاقبون على البعير الرسول مع علي مع ابي لبابة يتعاقبون ثلاثتهم على بعير واحد فقال علي وابو لبابة يا رسول الله اركب انت ونحن هناك في نكفيك يا رسول الله فاجابهما الرسول بخير جواب فقال ما انت ما باقوى على المسير مني وما انا باغنى عن الاجر منكما فتناوب معهما صلوات الله وسلامه عليه كما يتناوب غيره وارسل الرسول بعد اصحابه مسرعين الى بدر فكان عند بدر طليعة لاهل الشرك رجل من قريش ومولى لعقبة بن ابي معيط ففر القرشي واتي بهذا المولى اسيرا فسأله الصحابة والنبي كان يصلي عن عدد المشركين فاجابهم انهم كسيرون ومسلحون اشد اقوى السلاح فكلما قال ذلك يضربه الصحابة فيضطر الى ان يغير الحقيقة والكلام فلما انقضت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرجل اذا صدقكم ضربتموه واذا كذبكم تركتموه ثم ان الرجل ابى ان يخبر بعددهم فسأله النبي سؤالا يستشف منه العدد كم تنحرون من الابل يوميا فقال ينحرون يوم كل يوم عشرة من الابل فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لاصحابه القوم ما بين التسعمائة الى الالف ان كل مئة يشتركون في اكل بعير قال القوم ما بين التسعمئة الى الالف وكانوا كذلك كما اخبر رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وكان كما سلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ارسل بوسيسة عينا اي الاستخبار والاستكشاف ورجع اليه يخبره بما كان من امر عيري ابي سفيان وما كان من شأنه فاخذ العلماء من ذلك مشروعية ارسال الطلائع والتي يسميها الناس الان بلغة العصر الجواسيس لاستكشاف اموري الاعداء ولكن التجسس يكون في الشر وكما قال البعض التحسس يكون في الخير فالحاصل من ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم بدأ يرتب اوامره يرتب صفوف جنوده كما قال تعالى واذ غدوت من اهلك تبوي المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم اذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعدا للقتال فبدأ يرتب اصحابه صلى الله عليه وسلم وايضا يفتش بالجند ويعرض عليه المقاتلون الذي يراه يتحمل يقدمه والذي يراه يتأخر يستصغره ويصرفه عن المعركة يرده قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما لست صغرت يوم احد يوم بدر عفوا استصغرت يوم بدر والبراء يقول ايضا اذ تصغرت انا وابن عمر يوم بدر فاستصغرهم النبي رآهما لا يتحملان القتال فردهما صلى الله عليه وعلى اله وسلم وايضا في هذا الصدد فانا حذيفة ابن اليمان اتى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطرح عليه مشكلة مرت به وهو انه قد اسر وابوه اسرهما اهل الكفر فاعطوهما عهدا الا يقاتلان ضد اهل الكفر اذا حدثك قتال قريب بينهما بين الرسول اعني ان حذيفة ابن اليمان اعطى عادا لاهل الكفر الا يقاتلهم في هذه المعركة مع الرسول صلى الله عليه وسلم فطرح المسألة على رسول الله عليه الصلاة والسلام طرح امره على الرسول عليه الصلاة والسلام والمسلمون كما سمعتم قلة عددهم قليل فما كان من رسول الله الا ان قال نوفي لهم بعهدهم ونستعين بالله عليهم هذا الذي كان سببا في منع حذيفة ابن اليمان من المشاركة في غزوة بدر الكبرى كان هذا هو سبب امتناع من المشاركة في غزوة بدر ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعد عددا ورتب امورا وبوأ المؤمنين مقاعد للقتال بواهم مقاعد للقتال وآآ كما قال بعض اهل العلم وقد صح هذا بالسند ان ملبسهم وسيماهم كانت الصوف الابيض فلا يخفى عليكم ان الجنود يكونون لهم زي موحد في الحرب وعدوهم لهم زي معروف ولهؤلاء راية ولاولئك راية فكان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسون الصوف الابيض هذا وفي وبين يدي الغزوة جاء رجل من المشركين يريد ان يقاتل مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين ضد اهل الكفر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا لا نستعين بمشرك فرفض النبي صلى الله عليه وسلم ان يستعين بهذا المشرك في قتال اهل الشرك والعياذ بالله من اهل الشرك وان كانت هذه المسألة لها فقه كما لا يخفى عليكم هل هي واقعة اين ان واقعة حال هو ان هذا اطراد في ذلك خلاف يأتي في محله بين اهل العلم تجوز الاستعانة بالمشركين في القتال او لا تجوز. هذه مسألة فيها بعض النزاع بين العلماء ولكل ادلته والازهر ان النظر فيما ينفع المسلمين هو المقدم لما اقتضته الادلة في ذلك اعود قائلا ان النبي صلى الله عليه وسلم بدأ ايضا يطمئن اصحابه وآآ يلقي من الكلمات ما بها يثبت اصحابه بازن الله فخرج عليهم وقال هذا مصرع فلان ان شاء الله وهذا مصرع فلان ان شاء الله حدد الاماكن التي سيقتل فيها اهل الكفر وكان الامر كما اخبر الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وارشدهم النبي عليه الصلاة والسلام ارشادات كثيرة ارشادات حربية تنم عن فهم لطبائع المعارك فقال صلى الله عليه وسلم ما حاصله اذا رأيتموهم اذا اكسبوكم فاستقبلوهم بالنبال. يعني ازا رأيتموهم كسرة تستعمل النبال اولى من السيوف قال العلماء لان القوم اذا كانوا كثر فالسهم قلما يخطئ لانه اذا طاش في حق هذا سيصيب سيصيب اخر. لكن ازا كانت الاعداد قليلة فالمبارزات بالسيوف تكون هي فوصى النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه بوصايا بين يدي القتال وكان رسول الله قد سبق الى بدر لقد سبق الى الماء قد سبق الى مكان الماء صلوات الله وسلامه عليه وشاء الله سبحانه وتعالى وقدر شاء الله اشياء وقدر الله سبحانه مقادير فايضا الصحابة بشر الصحابة بشر وعدوهم ثلاثة اضعافهم عدوهم ثلاثة اضعافهم فماذا كان والعدو سلاسة اضعاف كما قال تعالى اذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو اراكهم كسيرا لفشلتم ولتنازعتم في الامر ولكن الله سلم انه عليم بذات الصدور واذ يريكموهم اذ التقيتم في اعينكم قليلا ويخللكم في اعينهم ليقضي الله امرا كان مفعولا والى الله ترجع الامور فربنا سبحانه جعل الصحابة يرون اهل الكفر قلة في اعينهم حتى يتجرأوا عليهم وهذا من قدرة الله سبحانه قد تنظر انت الى قوم كسيرين فيقللهم الله في عينك حتى تتجرأ عليهم وهذه من الامور الكونية القدرية قدر الله سبحانه وتعالى ذلك وكذلك الارض كانت شبه رملية قد تصعب على الناس في الكر والفر والاقبال والادبار فانزل الله سبحانه وتعالى ماء من السماء وكانت قد اصابت بعض بعض الصحابة جنابات جنابة والشخص الذي يقاتل وهو جنب او الذي يعمل عملا وهو جنب يكون قلقا قلقا لانه على جنابة اذا كان مؤمنا فلا انزل الله من السماء ماء اذ له قال اذ يغشيكم النعاس امنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام عند الكر والفر وكما قال بعض اهل العلم بالذين كتبوا في ابواب النعاس ان النعاس احيانا يكون رحمة لكن النوم قد يكون بلاء خاصة في المعارك فالشخص المهموم احيانا يغفو اغفاءة يسيرة فيستفيق منها وقد اذهب الله عنه كل الهم وكل الغم في غفوة لا تستغرق سواني او دقائق يستيقظ وقد اذهب الله سبحانه وتعالى عنه كل هم وكل غم فالصحابة كانوا قلقين وكان ايضا اعترى بعضهم ما يعتري البشر رضي الله عنهم فلما انزل الله عليهم نعاسا قال امنة نعاسا يغشى طائفة منكم وهذا النعاس كان يوم بدر ويوم احد ايضا سمى شيء منه فالحاصل ان الله سبحانه وتعالى كما قال اذ يغشيكم النعاس امنة منه وينزل عليكم من السماء ما ليطهركم به. ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام وما ان النبي صلى الله عليه وسلم رتب الصحابة احسن ترتيب رتبهم احسن ترتيب واجمل ترتيب. واعطى بعضهم رايات واعطى بعضهم اللواء وبشرهم بشارات قال لعلي ولابي بكر مع احدكما جبريل ومع الاخر ميكائيل واسرافيل ملك عظيم يشهد القتال اعطاهم ايضا ثقة من عند الله سبحانه وتعالى وكذلك بشروا بان الملائكة ستقاتل معهم بل اخبر الله انها قاتلت معهم ايضا ما نسي النبي امرا عظيما تحتاج اليه كل مسلم وهو الدعاء وطيلة ليلة بدر وهو قائم يصلي ويدعو ربه ويجتهد في الدعاء مادا يديه الى السماء يدعو قائلا اللهم انجز لي ما وعدتني اللهم انجز لي ما وعدتني اللهم ان تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الارض بعد اليوم حتى سقط الرداء عن منكبيه وابو بكر يقول له يا رسول الله كفاك مناشدة لربك عز وجل فان الله سينجز لك ما وعدك يا رسول الله هذا واصبحت الليلة اصبح من صبيحة الليلة خرج النبي يرتجز ويتلو قول الله تعالى سيهزم الجمع ويولون الدبر سيهزم الجمع ويلون الدبر ورأى صفوف اهل الشرك فرأى منهم رجلا عليه يركب جملا احمرا فقال لحمزة رضي الله عنه اذهب يا حمزة فاستمع ماذا يقول صاحب هذا الجمل الاحمر لعل عنده خير وانظر من هو فذهب حمزة وكان شجاعا في غاية من الشجاعة رضي الله عنه الى صاحب هذا الجمل الاحمر الى قريب من اهل الشرك فرأى انه عتبة ابن ابي عتبة ابن ربيعة عتبة ابن ربيعة وسمع عتمة بن ربيعة يقول لاهل الشرك يا اهل الشرك يا اهل مكة ترجع الى بلادكم فلن ينتصر احد الفريقين الا واباد من الاخر عددا انا لكم ناصح ولست بجبان وانتم تعرفونني ارجعوا الى مكة فاني ارى قوما مستميتين لن يستسلموا لكم الا ان يقتلوا فقال ابو جهل مبكتا له ملئ جوفك وملئت رقبتك رعبا يا عتبة بن ربيعة فاخذته العزة هو الاخر قال ستعلم غدا من الجبان وكان عتبة بن ربيعة يريد الرجوع يريد الرجوع الى مكة بلا قتال ولكن كما قال تعالى زين لهم الشيطان اعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس تبدى لهم الشيطان في صورة سراقة ابن ما لك ابن جوشم قال اني جار لكم هكذا وعدهم الشيطان وعدا كما اخبر الله في كتابه الكريم فبدأ الطلائع والمعركة وكانت من المبشرات ايضا ان عبدالرحمن بن عوف قال نظرت عن يميني وشمالي ارى من الذين من الذي عن يميني من المقاتلين حتى لا اوتى من قبل يميني وارى من على شمالي فرأيت غلامين صغيرين لم امن جانبي من ناحيتهما ولكن ما لبست الا وجاءني كل واحد منهما سرا يسره الي دون الاخر حتى لا يسمعه الاخر كلاهما يسأل يا عمي ارني ابا جهل هذا فانه قد اذى رسول الله صلى الله عليه وسلم والاخر قال مثل تلك المقولة فاطمئن عبدالرحمن بن عوف لهذين الغلامين الشابين فكان من شأنهما ومن امرهما انهما قتلا ابا جهل على ما سيأتي بيانه ان شاء الله وبين يدي المعركة بين يدي المعركة بدأت المبارزات كما كان معهودا في السالف في في المعارك يقدم اعظم رجال في هذا الاتجاه او رجال من الاقوياء في هذا الاتجاه يبارزون رجالا من هؤلاء بين يدي القتال تكون طليعة للمعركة فهؤلاء يصطفون وهؤلاء يصطفون ولا يخرجون اقواما شبابا من عندهم وهؤلاء يخرجون شبابا فتحصل بين يدي المعركة مبارزات فخرج يرتجز عتبة ابن ربيعة لما قال له ابو جهل ما قال انك ملئت رعبا فخرج كي يثبت شجاعته وكان من اشراف قريش وسادات قريش وخرج معه اخوه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة بن ربيعة خرج ثلاثتهم يقولون يا اصحاب محمد هل من مبارز يبارز تن انتدب لهم رجال من الانصار وتقدم شباب من الانصار للمبارزة فاعترض هؤلاء الكفار عتبة وشيبة والوليد قالوا لا نريد هؤلاء الشباب هؤلاء الصغار ليسوا على تعبير الناس الان ليسوا من مستوانا نريد اكفاء كرام فقال الرسول عليه الصلاة والسلام قم يا حمزة قم يا علي قم يا عبيدة ابن الحارث فخرجوا ثلاثتهم فقال عتبة وشيبة والوليد نعم اكفاء كرام فخرج ثلاثة يبارزون ثلاثة وفيهم يقول تعالى ذكره كما قال علي رضي الله عنه فينا نزلت هذه الاية هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر بهما في بطونهم والجلود وايضا قال علي انا اول من يجلس للخصومة بين يدي الرحمن عز وجل انا وحمزة وعبيدة امام عتبة ابن ربيعة وشيبة ابن ربيعة هو الوليد ابن عتبة فالخصود تحكيم اول قضية يوم القيامة. للفصل هي في هؤلاء المتبارزين يوم بدر لما كنتم تتقاتلون فسيجيب اهل الايمان كنا نقاتل لالاء كلمتك يا ربنا والاخرون ماذا عساهم ان يجيبوا فبدأت بوادر المبارزات وقوية وبفضل الله حاسمة لصالح اهل الاسلام انقض حمزة في الحال كالاسد على شيبة ابن ربيعة ففصل رأسه وانقض علي في الحال ايضا على عتبة بن ربيعة ففصل رأسه واختلف الوليد بن عتبة مع عبيد بن الحارث في ضربتين هذا ضرب الاخر ضربة والثاني ضرب الاخر ضربة فجرح عبيدته وجرح الوليد ابن عبة فانقض حمزة وعلي الوليد فقتلاه واحتملا صاحبهما وكان بعد ذلك ان قتل رضي الله تعالى عنه من اثر تلك الجراح فالحاصل لك ان الطليعة خير للاسلام ان قتل ثلاثة من صناديد الكفر من اهل مكة عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد ابن عتبة فكانت سلمة عظيمة في صفوف مشريكي قريش وكانت قاصمة للظهر فيهم وكانت خيبة امل لا لا تتوقع اذ قتل ثلاثتهم هم من صناديد الكفر وبدأت المعركة واشتدت وحمي الوطيس كما قال الرسول الان حمي الوطيس فانقض معاز ومعوذ ابن عفراء الغلامان اللذان سألا عبدالرحمن بن عوف عن ابي جهل واشار لهما هذا الذي تعنيان وتسألان فانقض على ابي جهل فضرباه فاسخناه فاسقطاه في الارض سريعا فادركه ابن مسعود وهو في الرمق الاخير وهو يقول وابن مسعود فوقه وهو يقول لابن مسعود وهل من رجل وقال ان رجل قتله قومه هكذا يقول ابو جهل فافضى الى غير رحمة الله بل الى عذاب الله وسخط الله وقتل ابو جهل ايضا وكان من صناديد اهل مكة ثم ان الصحابة رأوا ايضا امية ابن خلف بعد ان كاد غبار المعركة ان ينقشع لصالح المسلمين وامية هو الذي كان يعذب بلالا ويصومه سوء العذاب وكان بينه وبين عبدالرحمن بن عوف عهد فاراد عبدالرحمن بن عوف ان يحافظ عليه كان هذا يحفظ هذا في صاغيته في مكة وهذا يحفظ لهذاك صاغيته بالمدينة انكب عليه عبدالرحمن بن عوف كي يمنعه من سيوف المؤمنين الا ان بلالا قال امية ابن خلف لا نجوت من نجا فهزم المسلمون على امية بن خلف وعبدالرحمن بن عوف فوقه فتناولوه بالسيف بالسيوف فقتلوه وجرح عبدالرحمن بعض الجروح من جراء قتل امية ابن خلف والحمد لله كان الرسول يشجع اهل الاسلام واصحابه على القتال اذ يقول لهم بين يدي المعركة قوموا الى جنة عرضها السماوات والارض فقال عمير بن الحمام رضي الله عنه يا رسول الله جنة ارضها السماوات والارض وكانت في يده تمرات فقال والله انها لحياة طويلة ان انا حييت حتى اكل هذه التمرات فالقاها من يده تتقدم فقاتل حتى قتل اعود قليلا وبالله تعالى التوفيق لقد استحث النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة على القتال وبين لهم فضيلة الشهادة في سبيل الله بين يدي المعركة وبه يستدل بعض اهل العلم على ان المعتقد صحيح يتبعه عمل صحيح فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا الى جنة عرضها السماوات والارض قال عمير بن الحمام وكانت في يده تمرات يا رسول الله جنة عرضها السماوات والارض والله انها لحياة طويلة اذا انا عشت حتى اكل هذه التمرات فالقى التمرات من يده وتقدم فقاتل حتى قتل رضي الله تعالى عنه ولا يخفى عليكم ان اهل الايمان كانوا على حال طيبة مع الله سبحانه من حسن الاستغاثة به كما قال تعالى اذ تستغيسون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين فاستغاسوا بربهم خير استغاثة واجتهدوا في الدعاء وحسن الالتجاء الى الله فنصرهم الله ولم يضيعهم. هذا ولما اشتدت المعركة وحمي وطيسها وقتل الله من اهل الشرك من قتل فر الشيطان في الحال. فر الشيطان عند بدايات المعركة وتخلف عن اهل الشرك وهم ينادونه يا سراقة يا سراقة وهو كان يقول لهم اني جار لكم قال تعالى في كتابه الكريم لا تكون ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئى الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط واذ زين لهم الشيطان اعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم فلما طرأت الفئتان نقص على عقبيه وقال اني بريء منكم اني ارى ما لا ترون اني اخاف الله والله شديد العقاب وهم ينادونه ويظنونه سراقة يا سراقة فر يا سراقة يا سراقة بعد ان كان يقول لهم اني جار لكم فبطل بطل عملهم وخاب سعيهم وقتل منهم من قتل واسر منهم من اسر اسر منهم من اسر فقتل منهم من قتل والحمد لله وعلى ما ذكره اهل العلم ان سبعين منهم قد قتلوا وايضا اسر سبعون اخرون منهم واستشار النبي الصحابة في اسرى بدر مازا نصنع بهؤلاء ماذا نصنع مع هؤلاء فاشار ابو بكر بقبول الفدية واشار عمر بغير ذلك ان يمكن هو من قريب له فيقتله وعلي يمكن من قريب له فيقتله وحمزة مكن من قريب له فيقتله فجنح النبي صلى الله عليه وسلم الى رأي ابي بكر على ان تقبل الفدية من اسار بدر الفدية تقبل من اسار بدر فنزلت الاية ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يسخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما اخذتم عذاب عظيم لمسكم فيما اخزتم عذاب عظيم فخرج النبي على اصحابه جلس مع ابي بكر وعمر يبكيان فدخل عليهما عمر خرج النبي الى ابي بكر فجلس هو وابو بكر يبكيان فدخل عليهما عمر قال ما يبكيكما يا رسول الله ان كان شيء يبكي بكيت معكما والا تباكيت لبكائكما فقال الذي ابكاني انه عرض علي اعذاب اصحابي او اصحابك ادنى من هذه الشجرة ولو نجا منا احد لكان انت يا ابن الخطاب وكان سبب ذلك انهم قبلوا الفدية من اسارى بدر ما نزل ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يسخن في الارض الاية هذا وبعد ان انقشع غبار المعركة واسر من اهل الشرك ما من اسر وغنمت اموالهم والحمد لله امر النبي صلى الله عليه وسلم بهؤلاء القتلى من اهل الشرك ان يسحبوا الى قريب منتن الى قريب يقال له قريب بدر مكان منخفض فسحبوا اليه واوصالهم تتقطع وقذفوا في القليب قلي ببدر وفيهم او عندهم وقف الرسول عليه الصلاة والسلام وكما او قريبا من وقوف انبياء الله السابقين كصالح عليه السلام او هود عليه السلام اذ قال يا قومي لقد ابلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف اسى على قوم كافرين الا ان النبي قال لهم يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة يا فلان يا فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فاني قد وجدت ما وعدني ربي حقا قال عمر يا رسول الله اتخاطب جيفا قال والذي نفسي بيده ما انتم باسمى لما اقول منهم قال قتادة احياهم الله له وسمى اقوال اخر في هذا الصدد هذا والقيت اشعار ومرسيات يرسي بها اهل الشرك بعضهم بعضا يرسي بها اهل الشرك بعضهم بعضا كما هي مبسوطة في مثل هذه المواطن هذا وكان ممن اسر العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في ظاهره مع اهل الشرك فسمعه النبي صلى الله عليه وسلم يئن من الليل لشدة القيود الحديدية التي في رجله وصوته مرتفع من الانين فحزن لذلك صلى الله عليه وسلم الا ان الانصار اتوه وقالوا يا رسول الله ازن لنا ان نترك لابن اختنا فداء قال لا والله لا تتركون منه شيئا وهو يقول انا كنت مسلما يا رسول الله انا كنت مسلما الا ان الرسول عليه الصلاة والسلام اصر على ان تأخذ منه الفدية فدفع فديته وفدية لعقيل وكان من الذين اسروا ايضا ابو العاصي بن الربيع زوج بنت رسول الله كان كافرا انذاك الذي هو زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي امه هالة بنت خويلد اخت خديجة بنت خويلد فابو العاص بن الربيع اسر مع من اسروا تركه النبي صلى الله عليه وسلم على ان يترك زوجته زينب التي هي بنت رسول الله تهاجر الى المدينة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوفى بذلك وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر صهرا له من بني عبد شمس الذي هو ابو العاصي ابن الربيع وقال حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي حدثني فصدقني ووعدني توفى لي فارسل زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ابيها هذا وقد قال بعض الصحابة لبعضهم قالوا قتلنا اخواننا ذلك لان اهل الشرك كانوا اخرجوا مسلمين مستضعفين الى اخرجوهم للقتال معهم يوم بدر فكان المسلم الذي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي بسهمه فيصيب اخاه الذي في صفوف المشركين فقالوا قتلنا اخواننا يا رسول الله فنزل قول الله تعالى ان الذين توفاهم الملائكة ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم اي قالت لهم الملائكة فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهازروا فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا الى المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. فاولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا فرجع النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وقد غنمهم الله وسلمهم الله وانجز الله عز وجل لهم ما وعدهم واجاب الله عز وجل دعاء نبيهم اذ دعى لاهل الشرك رجع الرسول واصحابه وقد غنموا وقد سلموا وقد شفى الله صدور قوم مؤمنين شفى الله صدر النبي محمد وصدر اصحابه بالذي كان يوم بدر الذي هو يوم البطشة كما قال تعالى يوم نبطش البطشة الكبرى. انا منتقمون. والذي هو يوم الفرقان يوم التقى الجمعان فبدر يطلق عليها او يوم بدر يطلق عليه يوم الفرقان فرق الله فيه بين الحق والباطل ويوم البطشة ويوم الانفال ايضا فغنم المسلمون ما غنموا وتنازع البعض في الانفال فنزلت مطالع سورة الانفال في بيان احوال الغنائم وكيف تكون ونزلت ايضا في بيان حال المسلمين وان الشخص قد يكره شيئا وهو خير له كما قال تعالى في كتابه الكريم يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول اتقوا الله واصلحوا ذات بينكم واطيعوا الله ورسوله ان كنتم مؤمنين انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ثم الحديث عن مطالع بدر من سورة الانفال اذ الله قال كما اخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون كانوا يريدون العير لم يريدوا النفير وان فريقا من المؤمنين لكارهون يجادلونك في الحق بعد ما تبين كانما يساقون الى الموت وهم ينظرون واذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله ان يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون. فالمسلمون ارادوا شيئا والله اراد لهم ما هو افضل واحسن واعظم. كانوا يريدون بعض الابل وبعض التجارات ولكن الله غنمهم ذلك واضافة الى ذلك شفيت صدورهم من الذين حاربوهم والذين قاتلوهم تسلم الله اهل الايمان وجاءت البشارات لمن قتلوا يوم بدر فقال صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم لعمر يوم ان صدر من حاطب ما صدر وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على ال بدر فقال ما شئتم باني قد غفرت لكم وكانت للبدريين منزلة خاصة بعد ذلك في الغنائم لهم نصيب كبير وفي الثناء عليهم من الله سبحانه وتعالى لهم نصيب عظيم فالحمد لله الذي نصر نبيه صلى الله عليه وسلم ونصر اهل الاسلام. جاءت ام حارثة وكان ولدها عزيزا عليها فسألت النبي وقد قتل ولدها رضي الله عنه يا رسول الله قد علمت منزلة حارثة مني فاخبرني اين هو يا رسول الله ان كان في الجنة صبرت واحتسبت وان كانت الاخرى ليرين الله ما اصنع فقال لا اوهبلت يا ام حارثة انها جنان وان ابنك قد اصاب الفردوس منها وقد قال تعالى ايضا ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين فنصر الله نبيه واهل الاسلام وكبت عدوه وقد قال تعالى قد كانت لكم اية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله واخرى كافرا يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء والله يؤيد بنصره من يشاء فذكر الاية الكريمة في هذا الصدد نصر الله نبيه ونصر اهل الاسلام ومن عليهم بقوله واذكروا اذ انتم قليل المستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ايات تلت ايات في بيان غزوة بدر وما كان منها من فضل تسامى اهل الجزيرة بما حل لاهل مكة يوم بدر تسامى اهل جزيرة العرب بالذي كان قتل ابو جهل قتل عتبة بن ربيعة قتل شيبة بن ربيعة قتل الوليد ابن عتبة قتل امية ابن خلف قتل صناديد الكفر تسامعت جزيرة العرب كلها بذلك فما بين شامت في كفار قريش وما بين واضع خدا على يد تعجبا مما قد صدر وتحدسا بشجاعة المسلمين وما كان منهم يوم بدر صدق الله اذ قال كم من فئة قليلة قلبت فئة كثيرة بازن الله والله مع الصابرين تسلم الله المسلمين وغنمهم وبدأ الناس يدخلون في دين الله افواجا فالذي كان مرتد مترددا مرتابا من اهل المدينة لما رأى النصر وطنية النصر قد حلت دخل اقوام في دين الله افواجا ولكن سبق البدريون بالاجر سبق البدريون بالاجر هذا وبالله تعالى التوفيق نسأل الله ان يلحقنا واياكم بالمنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين هو حسن اولئك رفيقا وصلي اللهم على نبينا محمد وسلم والحمد لله رب العالمين