قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فمع درس من دروس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم. الدرس علقوا بغزوة حنين. فاقول وبالله تعالى التوفيق لقد من الله على رسوله صلى الله عليه وسلم بفتح مكة ففتحت مكة واذعن كثير من العرب الذين كانوا يرقبون الحرب بين رسول الله وبين المشركين هؤلاء الذين كانوا يرقبون نتائج الحرب دخل كثير منهم بعد فتح مكة في دين الله افواجا وكان فتح مكة مباغتة لاهل الشرك المجاورين لمكة فلم يدري كثير منهم ماذا يصنع فدخلت امم منهم بحمد الله في دين الله افواجا وامم اخرون من المتكبرين والمتغطرسين ابوا ان يذعنوا وابوا ان يسلموا وكان منهم قبائل هواز وسقيف الذين هم اهل الطائف ومن جاورهم ومنهم قبائل سعد بن بكر تلك القبائل الشهيرة التي كانت مشهورة بالشراسة ايضا فاجتمع هؤلاء اهل الكفر وصناديد الكفر الذين تمردوا وابوا ان يسلموا اجتمعوا جميعا لحرب الله ورسوله فاجتمعوا على ملك كبير لهم او على رجل كبير منهم اسمه عوف بن ما لك اجتمعوا عليه ونزلوا تحت رايته فهؤلاء الذين اجتمعوا تحت رايتهم بدأوا يفكرون في ضرب الاسلام وفي استئصال شافة المسلمين ايضا فاجتمعوا عن بكرة ابيهم لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع النبي صلى الله عليه وسلم ايضا باتفاق كلمتهم على الحرب فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة على ما ذكره اهل السير في اليوم الثامن من شهر شوال اهكذا خرج الرسول صلى الله عليه وسلم خرج في عشرة الاف من اصحابه فضلا عن اهل مكة الذين اسلموا وقيل عنهم الطلقاء فالذين عفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ قال من دخل المسجد فهو امن ومن اغلق عليه بابه فهو امن ومن دخل دار ابي سفيان فهو امن هؤلاء اطلق عليهم الطلقاء خرج منهم الفان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال يوم حنين ايضا فكان المجموع يقارب اثني عشر الفا من المقاتلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتر كسير من المسلمين بالكثرة اغتروا بكثرتهم فلم يجتمع لهم عدد كالذي اجتمع في هذه الغزوة ولقد قال تعالى في كتابه الكريم ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين اغتروا بكسرتهم بكثرة عددهم وكان هذا هو السبب الاصيل في الذي ابتلوا به في اول النهار اما قبائل هواز وسقيف وقبائل سعد بن بكر وغيرهم من اهل الكفر قد اجتمعوا التقوا تحت امرة كبيرهم عوف بن مالك الذي كان له رأي وصفه بعض كبرائهم بانه طائش الا انه من وجهة نظره يراه صوابا فكان ثم رجل مجرب من مجربي العرب كبار السن وكان كافرا اسمه دريد ابن الصمة وسيأتي ذكره ومقتله على الكفر قريبا رأى ان عوف بن مالك هذا امر قبائل هوازن وقبائل سقيف ان يخرجوا من بلادهم ليسوا فقط بسيوفهم انما يخرجوا من بلادهم بنسائهم واولادهم وبناتهم وبانعامهم وباموالهم يخرجوا جميعا عن بكرة ابيهم رجالا ونساء شبابا واطفالا ويخرج معه الانعام كذلك حتى اذا فكر احدهم في الانهزام نظر الى اهله وزرارييه وامواله وعلم انها ستضيع فلا يفر يمنعه زلك من الفرار الا ان جريدة ابن الصمة هذا قال له لقد فعلت امرا عاقبته عليك وليست لك فان كنت في الحرب لن ينفعك الا رجل معه سيفه فان انتصرت انتصرت انت ومن معك اما ان هزمت فسبيت نساؤك وقسمت اموالك فلم يرضى عوف بن مالك بهذا العرض ورفضه رفضا شديدا وعلى ما يذكره اهل السير انه قال لقومه والله ان لم تطيعوني لاضعن رأس سيفي بالارض وذبابه بين ثدييي واتحامل عليه حتى اقتل نفسي فلم يروا بدا من اتباعه فخرجوا كلهم مع انعامهم ومواشيهم ونسائهم وزراريهم للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا اولا بواد من الوديان يقال له اوطاس فاشار اليهم بريد بن صمة هذا بان هذا المكان ليس هو بالمكان المناسب ولكن اتجهوا الى واد اخر يقال له وادي حنين اتفقوا على ذلك وهم اعرف بوادي حنين واتجاهات وادي حنين وجنبات الوادي والمداخل المؤدية اليه وطرق الهرب منه فصنعوا كمائن للمسلمين ولما اقبل المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة ووصلوا الى حنين كان وادي حنين منخفضا والمسلمون نزول الى هذا الوادي المنخفض فتركهم اهل حنين حتى تتاموا واجتمعوا لان الرسول عليه الصلاة والسلام بين يدي الغزوة قد ارسل عيونا له تأتيه باخبار القوم وكذلك عوف بن مالك النظري ارسل عيونا تأتيه باخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه فاتت العيون وافادت بالاخبار التي رأتها الحاصل ان الرسول وصل الى وادي حنين هم المسلمون معه وكثير من المسلمين اعجبتهم كسرتهم الا من ثبتهم الله على الايمان وبالايمان فلما نزلوا الوادي وكان الثقيف تجيد الرمي اجادة متقنة فتركوا اصحاب رسول الله لما نزلوا الوادي وبدأت المناوشات وكان النصر في طليعة المعركة لاهل الاسلام فطفق المسلمون يجمعون الغنائم فاقبلت عليهم هوازن وسقيف اقبال رجل واحد يرمونهم بالسهام والنبال فقتلوا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن المسلمين عددا كبيرا وظهر انكشاف وفرار من المسلمين امام اوازن اذ كانوا رماة يتقنون الرمي اتاهم اتتهم السهام من كل اتجاه تنكشف وفر كثير منهم امام قبيلة هوازن الا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر انكشف المسلمون وانهزموا الا ان الرسول ثبته الله وكما قال تعالى ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما ثم وليتم مدبرين ثم انزل الله سكينته على رسوله قال المؤمنين وانزل جنودا لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم ثبت الله رسوله صلى الله عليه وسلم فنزل من على بغلته وكان ابو سفيان اخر بلجام دابة الرسول عليه الصلاة والسلام اولا ومتجها صوب العدو ويعني بابي سفيان ابو سفيان ابن الحارس ابن عبدالمطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فابو سفيان ابن الحارث هذا كان قبل ان يسلم شديد العداوة للرسول صلى الله عليه وسلم وكان يشوه بابيات شعر شديدة كان يأجر الرسول بابيات شعر شديدة مع انه ابن عم الرسول عليه الصلاة والسلام فهو الذي قال في شأنه حسان ابن ثابت يأجوب اتاجوه ولست له بكفء فسركما لخيركما الفداء الى ان قال فان ابي ووالده وعرضي لارض محمد منكم وقاء لكن ابو سفيان ابن الحارث هذا اسلم وكان من الشجعان جدا في الحروب فلما انكشف المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اني اعطي اقواما اتألفهم واكل اقواما الى ما في قلوبهم من الايمان فبكى الانصار لما سمعوا هذه الخطبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه ان يستغفر لهم الا عدد قليل كبي بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه ومن ال بيت الرسول صلى الله عليه وسلم علي ابن ابي طالب والعباس بن عبدالمطلب في عدد قليل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الذين سبتهم الله فلما رأى النبي هذا الانكشاف وابو سفيان ابن الحارس لا يتأخر بل اخذ بلجام دابة النبي صلى الله عليه وسلم ومتجها صوب العدو لا تزعزع النبي يأمره بالتقدم وهو يتقدم فنزل النبي عن بغلته وطفق يقول انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب اذ ان طوائف من اهل الشرك الذين اسلموا حديثا من اهل مكة بدأوا يظهرون شماتتهم بالمسلمين حتى انه نقل عن بعضهم انه قال اليوم بطل السحر. اليوم بطل السحر ولن تبقى للاسلام قائما ولن يبقى من المسلمين باقيا واظهروا شماتات عظيمة بالمسلمين اذ رأوا هذا الانكشاف الا ان الله انزل السكينة على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وطفق يقول كما سلف انا النبي لا كذب انا ابن عبدالمطلب فماذا كان امر النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس وكان صيتا كان من ذوي الاصوات العالية جدا حتى انهم يذكرون في السير وبلا سند ثابت علمت ان صوته احيانا كان يوصل الى ثمانية اميال كان عالي الصوت جدا امره النبي صلى الله عليه وسلم ان ينادي في الناس فقال يا عباس نادي في الناس فنادى العباس في الناس ثم امره النبي ان يخص الانصار بالنداء فنادى العباس يا معشر الانصار يا اصحاب سورة البقرة يا من بايعتم رسول الله تحت الشجرة فالتفوا جميعا حول الصوت واقبلوا اليه من كل اتجاه قائلين يا لبيك يا لبيك امره النبي ان يخص قبيلة الخزرج بالنداء فنادى ايضا يا بني الحارث بن الخزرج هلموا هلموا الى رسلكم فاقبلوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاتلوا قتالا منقطع النظير فصد الله اهل الكفر تولى مدبرين بعد ان اخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الحصيات من الارض وضرب بها وجوههم قائلا شاهت الوجوه شاهت الوجوه فانصرفوا منهزمينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل امرهم كليلا ولم يزل امرهم في ادبار بعد ادبار فنصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم وممكن المسلمون من زراري القوم ومن اموالهم ومن نسائهم فاتوا بهم بعد ان قتلوا من هوازن وثقيف من قتلوا فاسروا عددا كبيرا من النساء وغنموا مالا عظيما وكذلك اخذوا السبايا من النساء والصبيان فنصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم نصرا مؤزرا بعد ذلك وكانت غنائم حنين غنائم كثيرة في غاية من الكثرة لان القوم هم الذين اتوا بها هم الذين اخرجوا نساءهم واخرجوا ابلهم واخرجوا اموالهم فكانت الغنائم كثيرة فحازها المسلمون واتجه النبي صلى الله عليه وسلم بالجيش الى مكان يقال له الجعران حيث بدأ يقسم عليه الصلاة والسلام غنائم حنين فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين المقاتلين قسم النبي صلى الله عليه وسلم السبايا فقسم الاموال ثمان هوازن هؤلاء انهزم فريق منهم وهرب ورجع الى الطائف هو فريق كبير اتى بعد الهزيمة مسلما اتى بعد الهزيمة وتقسيم الغنائم مسلما فلما اتوا المسلمين طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يرد اليهم سبيهم وان يرد اليهم اموالهم اذ قد اسلموا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان احب الحديس الي اصدقه فاختاروا احد الامرين اما ان تختاروا سبيكم نسائكم واطفالكم واما ان تختاروا اموالكم قالوا اما وقد خيرتنا فانا نختار نسائنا وابنائنا فامر النبي مناديا ينادي في الناس ان اخوانكم قد اتوا تائبين ان اخوانكم قد اتوا تائبين اين رأينا ان نرد اليهم سبيهم فمن طابت نفسه ان يرد اليهم سبيهم على انه اذا وزع علينا بعد ذلك نعطيه من الغنائم مثل ما اعطى مثل ما اعطى ومن جاء منكم ترك السبي لوجه الله من شاء ان يترك السبي بلا مقابل تركه ومن اصر على السبي فليعطنا اياه اي كدين علينا له ونعطيه مقابله فيما بعد قالوا قد طيبنا نفسا يا رسول الله فلم يقبل النبي هذا القول العام وقال قوموا حتى يرفع الينا عرفاؤكم انصرفوا وكل قبيلة تجتمع مع كبيرها وبعد ذلك كبيرها والذي ينقل لنا الموافقة من عدمها لان اتخاذ القرارات في الزحام احيانا الصوت المرتفع هو الذي يغلب لكن الحقيقة ان الاكثرين قد يكونون على خلاف ما قاله ذو الصوت المرتفع هل مثلا تقول نطيل في المحاضرة او نقصر فثلاثة من اصحاب الاصوات العالية يقول طول طول. لكن الحقيقة ان الامر يختلف والاغلبية تريد اختصارا فلذا علمنا النبي درسا فقال انا لا ندري من وافق منكم ممن لم يوافق فقوموا حتى يرفع الينا عرفاؤكم والعرفاء هم كبار القوم ورؤساء القبائل وكما في الحديث الضعيف لكل نبي لكل قوم عريف والعريف في النار لكن سنده لا يسبت هو بمسل العمدة في زمننا شيخ بلد ونحو ذلك وفي حديث اخر يجدر التنبيه عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم زكر ازمنة سيكون فيها امراء سوء فسألوه ماذا نصنع يا رسول الله قال لا تكن لهم جابيا يعني تجمع الاموال لهم تجمع الزكوات لهم. ومن ثم من يجمع لهم اي اموال عموما ولا خازنا ولا عريفا ولا شرطيا هذا الحديث كان يحتج به بعض الناس الذين يتركون العمل في الشرطة لا تكن لهم جابيا ولا خازنا ولا عريفا ولا شرطيا الا ان هذا الحديث سنده لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان العرفاء في زمن النبي عليه الصلاة والسلام قال قوموا حتى يرفع الينا ورثاؤكم. يرفع الينا ورفاؤكم اي ينقلون لنا وجهات نظركم فالمهاجرون والانصار كلهم قالوا تركنا يا رسول الله تركنا السبع يا رسول الله اما المؤلفة قلوبهم كالعباس ابن مرداس والاقرع بن حابس عوينة بن حصن الفزاري وكان النبي قد اعطاهم من الابل اعدادا كبيرة ابوا ان يتنازلوا عن السبي الا ان يكون لهم مثله فيما فيما بعد فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قسم الغنائم فاعطى المؤلفة قلوبهم اشياء كثيرة من الغنائم اعطى الاقرع ابن حابس مئة من الابل اعطى عوينة ابن ابن حصن الفزاري مئة من الابل اعطى العباس ابن مرداس خمسين من الابل فلما رأى العباس انه اخذ اقل من اصحاب علماء من المؤلفة قلوبهم اطلق ابيات شعر امام الرسول وفيها ومن تخفض اليوم لا يرفع المهم ان النبي ايضا اعطوه خمسين من الابل ايضا واطأ ابا سفيان بن حرب مائة من الابل ولم يعطي الانصار شيئا الا الشيء القليل فالحاصل انه لما كان ذلك تكلم الشباب الانصار فقال بعضهم فغفر الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم والله لا زالت سيوفنا تقطر دما من اهل الكفر واهل الشرك وعند الملمات ننادى وعند الغنائم تقسم الغنائم لغيرنا غفر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فنقلت المقولة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان شباب الانصار يقولون كذا وكذا امر النبي صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي ينادي الانصار هلموا يا معشر الانصار ولا يدخل معكم احد غيركم فاقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيمته ولم يدخل احد غيرهم تسالهم هل معكم احد من غيركم قالوا لا الا ابن اخت لنا يا رسول الله قال ابن اخت القوم منهم ثم قال لهم صلى الله عليه وسلم ما الحديث الذي بلغني عنكم وكانوا لا يكذبون فقالوا يا رسول الله اما صغارنا الشباب فقد تكلموا اما كبارنا فلم يقولوا شيئا يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم لكم ان تقولوا ولكم ان تتكلموا لكم ان تقولوا جئتنا طريرا فاويناك ومكذبا فامنا بك لكم ان تقولوا ذلك ولكن الم اجدكم ضلالا فهداكم الله بي قال الله ورسوله امن يعنون ان المنة لله ولرسوله قال الم اجدكم عالة فاغناكم الله بي قال الله ورسوله امن قال الم اجدكم متفرقين فالفكم الله بي؟ قالوا الله ورسوله امن اي ان المنة لله ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما ترضون انتم ان يذهب الناس الى بيوتهم بالشاة والبعير وترجيعه انتم الى بيوتكم برسول الله صلى الله عليه وسلم اما ترضون ان يرجع الناس الى بلادهم بالشاة والبعير وترجعون انتم الى بلادكم برسول الله صلى الله عليه وسلم والله لو سلك الناس شعبا وواديا وسلكت الانصار شعبا وواديا لاخترت وادي الانصار لاخترت شعب الانصار والله لولا الهجرة لاحببت ان اكون امرأ من الانصار ولا نعرضاهم التام بما صدر من رسول الله وطيبوا انفسهم فطالت نفوسهم بهذه الكلمات الطيبة الحق من رسول الله صلى الله عليه وسلم طابت نفوسهم وهذا ابانهم فقال لهم الرسول عليه الصلاة والسلام انكم سترون بعدي اثرا اي ان الناس سيفضلون انفسهم عليكم الناس سيفضلون انفسهم عليكم ويختارون الامارة ويتركونكم الى نحو ذلك فاصبروا حتى تلقوني على الحوض قال صلى الله عليه وسلم انكم سترون بعدي اثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ان الناس سيكثرون وان الانصار سيقلون فموعدنا على الحوض ان شاء الله فرضيت بذلك الانصار وطيبوا نفسا بالذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم وبينما النبي ايضا يقسم الغنائم اذ جاء رجل تشق الصفوف فوقف امام النبي صلى الله عليه وسلم فقال انك تقسم الغنائم يا محمد قال نعم فماذا رأيت قال رأيتك تظلم رأيتك لم تعدل يا محمد فقال النبي عليه الصلاة والسلام وكان هذا الرجل يقال له ذو الخويصرة فقال ويلك ومن يعدل اذا لم اكن اعدل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انه يخرج من ضئضئي هذا الرجل اقوام تحقرون صلاتكم الى صلاتهم وصيامكم الى صيامهم تمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لان ادركتهم لاقتلنهم او كما قال صلى الله عليه وسلم ايتهم رجل يقال له ذو السدية رجل له ثدي فلما حاربهم علي رضي الله عنه يوم حاروراء كان يبحس في القتلى من هؤلاء الخوارج عن الشخص الذي له ثدي الذي سمع وصفه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده علي رضي الله عنه فكبر وعلم ان رسول الله قال حقا وعلم انه على الحق في قتاله لهؤلاء الخوارج هذا وعند الجعرانة هذه اتى يعلى ابن امية متضمخ بالطيب فرسول الله يقسم الغنائم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحج جاء وعليه جب وهو متضمخ بالطيب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انزع عنك الجب واغسل عنك اثر الطيب واصنع في عمرتك ما كنت صانعا في حجك انزع عنك الجب واغسل عنك اثر الطيب واصلة في عمرتك ما كنت صانعا في حجك هذا ومن الامور الفقهية المتعلقة بغزوة حنين ان الناس امطروا يوم حنين فلما امطروا اي نزل عليهم المطر امر النبي مؤذنا يؤذن فيقول في الناس صلوا في رحالكم صلوا في رحالكم فاخذت من ذلك سنة وهي قول المؤذن في الليلة المطيرة صلوا في رحالكم صلوا في رحالكم وما موطن هذه الكلمة لاهل العلم في تعيينها قولان وبكل ورد الدليل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم احد الموطنين انها مكان حي على الصلاة فبدلا من ان يقول حي على الصلاة حي على الصلاة يقول صلوا في رحالكم صلوا في رحالكم. والمراد بالرحال البيوت او يقول صلوا في بيوتكم صلوا في بيوتكم والموطن الثاني الذي ورد به الدليل ان ذلك يقال بعد حي على الفلاح فيقول المؤذن حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح صلوا في رحالكم صلوا في رحالكم الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله فشرع هذا وسنة وكان مبدأه مبدأه يوم حنين. اذ نزل المطر على صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا ومن الامور الفقهية ايضا في هذا الباب ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين وكانت اوطاس بعدها قال من قتل قتيلا فله سلبه اي الذي يقتل قتيلا في الحرب وكان مع القتيل مثلا مال او درع او غير ذلك ان هذا السلف يكون لمن قتل فكان ابو قتادة لقتل رجلا تعطي يا سلب وكان ايضا ابو طلحة قتل نحوا من عشرين فاعطي سلامه وهل هذا من صفة عامة في كل الحروب ان من يقتل قتيلا من الكفار يأخذ ما معه من الغنيمة لنفسه ام انه يستلزم اذنا من الامام وقائد الجيش وهو الذي يعطي التصريح بذلك فمن العلماء من قال بل يستلزم اذن الامام بذلك ومنهم من يقول انه ولقول الرسول من قتل قتيلا فله سلبه يأخذ سلفا اذا كانت عنده البينات بذلك هذا والمعارض لعله يستأنس باثر عمر فيما قتل المرزبان وكانت غنيمته كبيرة فقسمها عمر بين المجاهدين ولهذا محله ان شاء الله تعالى فروى الرسول صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين واتجه الى مكان يقال له اوطاس وهو واد قريب من حنين وادي ايضا قريب من حنين وفر اليه اقوام من اهل الشرك واجتمعوا مع غيرهم ايضا وكان كبيرهم بريد بن الصمة فحاربهم الرسول في هذا الوادي ونصر الله رسوله عليهم وفي هذه الغزوة قال عدد من الصحابة غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم اوطاس الواد اسمه وادي اوطاس فطالت علينا العزبة يعني البعد عن ازواجنا فاستمتعوا بالنساء نجاح المتعة. نكاح المتعة فلما استمتعوا بالنساء وكانت صورة نكاح المتعة ان الرجل يقابل المرأة وآآ الرجل يقابل المرأة ويتفق معها على معيشة لمدة زمنية معينة مقابل مبلغا من المال او مقابل اي عطاء وكان هذا مباحا في اول الاسلام وفي صدر الاسلام فالنبي عليه الصلاة والسلام ارسل مناديا ينادي يوم اوطاس من كان عنده شيء من هؤلاء النسوة اللواتي يستمتع بهن فليخلي سبيلهن فكل فارق المرأة التي معه ومعلوم ان النكاح المتعة قد حرم من قبل يوم خيبر الا ان بعض العلماء قالوا حرم سم ابيح بدليل استمتاعهم يوم اوطاس فبعض العلماء قالوا ان الذين فعلوه يوم اوطاس لم يكن قد بلغهم النهي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل في غزوة اوطاس هذا دريد ابن الصمة وكان رجلا كافرا وكان من ذوي الخبرة في الحرب فكانت كبيرا في السن الا انه كان يحارب الله ورسوله واتجه النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة اوطاس الى الطائف فحاصرت طائفة لان الذين فروا من غزوة حنين رجعوا الى ديارهم في الطائف وتحصنوا بها وكان للطائف حصن شهير فتحصنوا بحسن الطائف وتمركزوا في ووقفوا خلف الحصن وكل من اراد ان يقترب من الحصن من الصحابة رموه بالنبل فقتلوه من الصحابة من كان يغامر ويلقي بنفسه كي يفتح ابواب الحصن لكن الاخرون كانوا من ذوي الخبرة ببلادهم فكانوا يبادرونه بالسهام تستمر حصنه استمر حصار الطائف زمنا طويلا قيل انه استمروا ما يقارب الاربعين يوما او الاربعين يوما هو ليلة ولم يفتح حصن الطائف يذكرون فيما يذكرون ان الصحابي الملقب بابي بكرة انما لقب بابي بكرة لانه كان داخل داخل الطائف واراد ان يسلم فربط نفسه ببكرة وتدلى حتى وصل الى المسلمين ودخل في الاسلام كذا قالوا فالله سبحانه وتعالى اعلى واعلم استمر حصن الطيف زمنا ولم يقدر الله سبحانه وتعالى ان تفتح الطائف فقال الرسول لاصحابه انصرفوا قل يا رسول الله اطل الحصار كيف ننصرف؟ دعنا يا رسول الله فقال فابقوا اذا فاصبحوا حاولوا ايضا اقتحام الحصن واصيب منهم عدد بالقتل عدد كبير اصيب بالقتل والجراح فلما قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم انصرفوا انصرفوا بعد ان اصيبوا بالجراح وقتل منهم من قتل ففرحوا بهذا الامر من رسول الله فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم. قلت لكم من الامس تنصرفوا فكان اولى لكم ان تنصرفوا لكن ما انصرفوا الا بعد ان اصابهم شيء من القتل وشيء من الجراح والله سبحانه على كل شيء قدير الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد وذكر بعض اهل العلم فيما ذكروا من توابع غزوة حنين ان النبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم يعكفون على شجرة قد علقوا عليها اسلحتهم ويحتفلون تحتها. فقال الصحابة لرسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهم ذات انواط يا رسول الله قال عليه الصلاة والسلام الله اكبر انها السنن قلتم والله كما قالت بنو اسرائيل لموسى اجعل لنا الها كما ما لهم؟ الهة؟ قال انكم قوم تجهلون الحاصل بهذا القدر انتهى الحديث عن غزوة الطائف الى حد ما. فاستفدنا من ذلك ما يلي. اولا لا نغتر بكثرة عدد ولا عدد. فالذي اصاب المسلمين يوم حنين كان من جراء بكسرة العدد الذي اصابهم يوم حنين كان من جراء اغترارهم بكثرة العدد اذ الله قال اذ اعجبتكم كسرتكم فلم تغن عنكم شيئا. بل وعلى النقيض يوم بدر كان عددهم اقل فقد قال تعالى كم من فئة قليلة غلبت فئة باذن الله والله مع الصابرين فعلى اية حال يلزمنا حزن الالتجاء الى الله سواء كنا قلة او سواء كنا كثرة فيتألق الدعاء يا حي يا قيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولا الى نفسي طرفة عين ابدا فدوما علينا ان نحسن التوكل على الله فالكثرة ليست هي سبب النصر بل الله قال وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم وقال كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين واذا رأينا الكثرة تصلي والكسرة مؤمنة فنحمد الله. لا نغتر بها. وانما كما قال ربنا اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان بوابة فهداية الناس تحتاج منا الى شكر ثانيا من المستفاد من هذه الغزوة من المستفاد من هذه الغزوة ان الله هو الذي ينزل السكينة على القوم احيانا ترى الشخص هادئا مطمئنا وترى اخر منفعلا غضبانا. فمن الذي انزل السكينة على هذا ومن الذي حرم ذاك؟ انه الله. قال تعالى ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين فيستحب لنا ان نسأل الله ان ينزل السكينة علينا ولذا كان من دعاء رسولنا يوم الاحزاب ودعاء اصحابه قولهم فانزل سكينة علينا وثبت الاقدام ان لاقينا سكينة علينا وثبت الاقدام ان لاقينا فالشخص الهادئ هادئ البال هدوءه من الله. والمنفعل حرم هذا الفضل نسأل الله ان ينزل علينا السكينة وان ينزل علينا الايمان من المستفاد تأليف القلوب بالكلمات الطيبة فليس المال في كل وقت هو الذي يريح الناس. ابدا. بل كلمات الرسول الطيبة الانصار جبرت خواطرهم. وعلى هذا المنوال وفي هذا الباب ان الرسول عليه الصلاة والسلام قسم قسمة بين الناس فاعطى اقواما ومنع رجلا يقال له عمرو ابن فجاء في نفس عمرو ابن تغلب لماذا لم يعطيه الرسول صلى الله عليه وسلم فالله سبحانه وتعالى الهم رسوله ان يقول اني اعطي اقواما اتألفهم واكل اقواما الى ما في قلوبهم من خير منهم عمرو ابن تغلب قال عمرو ابن تغلب والله لكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم احب الي من حمر احب الي من حمر النعم. يعني لو اعطاني من الابل افضل الابل ما عدلت عندي هذه الكلمة وهذه الشهادة الطيبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاخذ جبران الخواطر ولو بالكلمات الطيبة تجبر الخاطر ولو بالكلمة الطيبة. ولقد قال تعالى ذكره في ايتاء الاقرباء من المال. واتي ذا القربى حقه. والمسكين ومن السبيل ولا تبذر تبذيرا ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا. قد لا تعطي اقرباءك شيئا من المال هم لهم حق ولكنك ضيق الحال. لكن عود هذا بكلمات طيبة. اذا وسع الله علي ان شاء الله بازن الله. اقبلوا مني هذا القليل واعزروني وسامحوني على التقصير. واذا وسع الله ساوسع عليكم واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورة هذا ولنعلم ان رسولنا صلى الله عليه وسلم جبر خاطر الانصار ايضا. وعوضه لما قال لهم لو اختار الناس شعبا وواديها فاختارت الانصار شعبا ووديا لاخترت شعب الانصار ووادي الانصار وفي كلام الرسول دليل من دلائل النبوة. لما قال للانصار انكم ستجدون بعدي اثرا وقال ان الناس سيكثرون وان الانصار سيقلون. وقد كان فلا نكاد نجد في الانصار اميرا بعد رسول الله الا شيئا نادرا ولم نجد الانصار تكاثروا تكاثرا المهاجرين وهذا من دلائل نبوة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم استفدنا شجاعة الرسول وان كلمة انا ليست بمكروهة في كل الاحوال فالنبي قال انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب وهذا المقام يحتاج الى تثبيت والى شجاعته. فلذا يقول العلماء ان الاختيال وان كان مزموما كان مذموما لان الله قال ولا تمش في الارض مرحا. ان كان الاغتيال مذموما الا انه في الحرب ليس بمذموم لانك تزعج به اهل الكفر. ولذلك ترى الصحابة يقولون كعلي انا الذي سمتني امي حيدرة كليث غابات كريه المنظر ووفيهم بالصاع كالى السندرة. تجده يقول كلمات مثل هذه في غير الحرب لا تقال لكن في الحرب تقال لانها ترهم اعداء الله سبحانه وتعالى فهذا ينبغي ان يتفطن له بهذا القدر اجتزئ وصل اللهم على نبينا محمد وسلم والحمد لله يا رب العالمين والى الاسئلة يقول السائل كان قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة هل الكفار كانوا هم ولاة امور المسلمين كانت لهم الكلمة في مكة. كانت للكفار الكلمة في مكة قبل الهجرة فقال له الرسول لا يستطيع ان يكسر الاصنام وهي موجودة حول الكعبة. الا آآ الى ان مكن الله له وقومه ونصره فطعن في وجوه الاصنام قائلا جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا. والله اعلم. بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته