مع مواكبة هذه المتغيرات الكونية اه في خلق السماوات والارض. ونحن ننتقل بين فصلين ونتضيف في فصل الشتاء ونشهد من اثار رحمة الله انا نشهد. ينبغي للمؤمن الحصين اودي الحي ديال القلب الحي اليقظ النابض ان لا تمر عليه هذه المشاهد مرورا عابرا بل عليه ان يستمد مادة الايمان وان يستفيد من هذه المتغيرات من حركة الافلاك وتغير الفصول يقال اه الرياح والسحاب الثقال وامطار الارض ونبات الزرع الى غير ذلك هذه ايها الكرام ويا ايتها الكريمات هي المادة الخام لبناء العقيدة هي مواد البناء الاساسية التي توضع لبنة فوق لبنة فيعمر القلب بالعلم بالله تعالى ينبغي لنا ايها الكرام ونحن نشهد اه اثار رحمة الله تعالى هذه السحاب الثقاب التي تسوقها الرياح من اقاصي المحيطات لتوقفها فوق بقعة معينة من ارض ميتة ثم يأمرها الله تعالى بان تفرغ حمولتها في هذا المكان يكفي الله تعالى به هذه البلدة الميتة تهتز خضرا وتزداد الالوان البهيجة هذه الارض القاحلة التي لا يرى فيها الا الغدرة تحركها الرياح. اذا بها انهار ووديان مطردة ما كان اه لهذا الامر ان يتم الا بقدرة الله عز وجل هذه المتغيرات كثيرا ما يلفت الله تعالى النظر اليها في كتابه فالقرآن مليء بذكر السحاب الثقال وبذكر الرياح آآ المبشرات وبذكر الامطار التي بها الارض الميتة. وبذكر آآ الحدائق ذات بهجة اه الى غير ذلك ومعظم الناس اه تمر عليهم هذه المشاهد مرورا عابرا ولا يلتقطون منها الا المظهر والشكل ثم يتحول الى حديث مجالس رأينا كذا ورأينا كذا او لقطات محفوظة في آآ ارشيف الصور في الاجهزة المحمولة لكن ينبغي ان يكون من وراء ذلك نظرة استبصار واعتذار وان يتأمل الانسان في بديع خلق الله تعالى. قل انظروا ماذا في السماوات والارض من جعل البقرة وجعل خلالها انهارا. آآ يقول النار تأمل في نبات الارض وانظر الى اثار ما صنع المريض عيون من لجان ناضرات باحداث هو الذهب السبيت على قطب الزمرجد شاهدات بان الله ليس ويقول ابن المعتز وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد بحري بنا ايها الكرام ونحن نتقلب في اعطاك هذه الحياة الدنيا ونرى هذه المتغيرات الكونية ان نوليها نظرة الايمانية الفاحصة تحفي قلوبنا وتغذيها بالايمان. اه من الورقة الصغيرة التي اه تخرج من شق من شقوقها الارض بالالوان البديعة الزاهية الى الاجرام السماوية الهائلة الى الاشجار الباسقة الى الانهار المطردة الى جميع الكون كلهم يسبح بحمد الله يسبح له ما في السماوات وما في الارض. الكافرون شاز في هذا الكون الكون كله يسبب بحمد الله. ويذكر الله وان كنا لا نفقه تسبيحا. والكافر شاذ عن هذا النسق وعن هذا الموكب اه السائل بحث الله عز وجل وبه يتبين كيف ان المؤمن متناغم متوائم مع هذا الكون الذي يعيش فيه. الكون بالنسبة للمؤمن كون مأنوس لانه يحس بان ما في وكل ما في كله يسبح الله. عبد عابد لله تعالى. واما الكافر فانه عكس التيار ويخالف فطرته وعقله ودلائل شرعه وما ارسل الله به انبيائه ورسله فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يحيي قلوبنا بالعلم والايمان وان يجلو بصائرنا حتى نرى الامور اه كما هي وتكون لنا رافدا ومعينا على عبادة ربنا فان التفكر عبادة جليلة عظيمة. لا ينبغي للعاقل ان اه يهملها بل عليه ان ان يعملها. وان اه يصرف جزءا من وقته للنظر والتأمل والتفكر حينئذ يرقص قلبه طربا وفرحا بنعم الله تعالى ويظهر له من اه اسماء الله تعالى وصفاته ما لم يكن له في الحسبان وتأملوا يرعاكم الله آآ كيف صنع ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة ومنشور اهل العلم والارادة اه حينما تأمل في مخلوقات الله تعالى وامعن النظر في اه طبيعتها وسلوكها اه ما وهبها الله تعالى من الخصائص ابحر في بحث خضم لا ساحل له. مما يدل على ان الله تعالى يفتح للمؤمن من هذه العلوم الكونية ما لا يفتح لغيره ارباب هذه العلوم الكونية في هذا الزمان محرومون مغيبون محجوبون عن المعنى الحقيقي لهذه المعلومات ربما امتلك بعضهم من العلوم في علم الفلك والجيولوجيا والجغرافيا وعلم وظائف الاعضاء وغير ذلك من العلوم اه البشرية ما يذهل السامع لكنه في حقهم بالفعل منزوح البركة لانهم يظنون ان التعاطي مع هذه العلوم بطريقة علمية يقتضي اقصاء وابعاد البعد الايماني منه فيحكمون انفسهم بانفسهم من بركتها ونعمتها وجلالتها على الخالق. هذه هي علانة العلوم. علمنة هو فك العلاقة الوثيقة الحميمة بين هذه الكائنات وخالقها نكونها وجعلها سائدة منزوعة من حكمتها اما المؤمن الحصيد فانه يرى في هذه الكائنات والحوادث وآآ المخلوقات ما يزيد به فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يعمر قلوبنا وقلوبكم بالعلم النافع والعمل الصالح