هذه الشذرة برعاية الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بعسير تذكرة السلام عليكم اذكركم بان فاتحة القرآن الكريم كله هي سورة الفاتحة ام القرآن. وان فواتح جميع السور تعود الى اصول الثناء والنداء والدعاء والامر والخبر والشرط والاستفهام والقسم والتعليل والحروف المقطعة سورة الفاتحة سبع ايات واسطتها على الصحيح من اقوال العلماء هي قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. قبلها ثلاث ايات لله تعالى الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. وبعدها ثلاث ايات لعباده اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فالعبودية لله تعالى والاستعانة به عليه هي الرابطة بين الله تعالى وبين عباده. وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فالعبادة هي واسطة العقد ورابطة العقد واذا تأملت ايات هذه السورة السبع وجدتها متعانقة متناسقة في مبناها ومعناها قوية بفخامة التعبير مشبعة بتناسب المعاني. فالحمد الذي هو جنس لجميع المحامد لله. فهو مستحق قل للحمد لاجل ذاته فالحمد مستحق لله لانه الله الحائز لمطلق الكمالات جل وعلا المحامد مختصة به ومنصرفة اليه. ثم هو المستحق لمطلق الحمد لانه الرب السيد المالك المصلح وليس ربا لجزء ممن عاداه بل هو رب كل من عاداه من جميع العوالم منذ منشأ الخلق الى في الابدين فهو سيدها ومالكها والمنعم عليها والمصلح لاحوالها ثم هو المستحق لمطلق الحمد لانه في نفسه الرحيم بغيره ثم هو المستحق لمطلق الحمد لانه المالك المنفرد للثواب والعقاب على كل احد فهو المتفرد بملك يوم الدين الذي يدين فيه عباده باعمالهم فيثيب المحسن على الحسنات ويعاقب المسيء على السيئات. ومن انفرد بملك يوم الدين فهو منفرد بملك يوم الدنيا. وانما نص على يوم لما فيه من كمال الانفراد بمطلق وصف الملك فهو في الدنيا يهب الملك لمن يشاء لانه مالك الملك اما في الاخرة فالملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا ولاجل هذا الترغيب في رحمة الرحمن الرحيم والترهيب من عقاب مالك يوم الدين كان لابد لكل ذي لب ان يلتفت اليه تعالى فيقول اياك نعبد اياك وحدك ولاجلك انت نتذلل غاية التذلل ونسلم مطلق تسليم وان يكرر هذا التعلق به سبحانه فيقول ثانية واياك نستعين. لان العبودية لك انت لا تتهيأ الا بمعونتك انت. فانت انت المعبود وانت انت المعين. فاعنا على عبوديتك واهدنا الصراط المستقيم فان الهداية لا تنال الا بفظلك ولا تبلغ الا بعونك واجعل طريقنا اليك مستقيمة لا نرى فيها عوجا ولا امتى ولن يكون ذلك الا بان تنعم علينا وانت راض عنا هاديا لنا فاجعل صراطنا اليك صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الظالين. انعم علينا بان عبادا لك فتعيننا على عبوديتك وتهدينا الى اقوم الطرق اليك راضيا عنا حاميا اسيرنا اليك من الضلال تقبل الله صيامكم وقيامكم وغفر لي ولكم ولجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين