هذه الشذرة برعاية الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بعسير تذكرة السلام عليكم اذكركم بان السور التي بدأها الله تعالى بالثناء على نفسه ثلاث عشرة سورة خمس بدأت بالحمد وست تسبيح واثنتان بتباركا. سور الحمد الفاتحة والانعام والكهف وسبأ وفاطر. وسور التسبيح الحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن والاسراء. اما سورة تبارك فهما الفرقان وفاتحتها تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. والملك وفاتحتها تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. يقول ابن القيم رحمه الله الله اما البركة فنوعان. احدهما بركة هي فعله تبارك وتعالى. والفعل منها بارك. ويتعدى بنفسه تارة يقال باركه الله وبأداة على تارة فيقال بارك الله عليه وبأداة في تارة فيقال بارك الله فيه والمفعول انها مبارك وهو ما جعل كذلك فكان مباركا بجعله تعالى. والنوع الثاني بركة تضاف اليه تعالى اضافة رحمة والعزة والفعل منها تبارك. ولهذا لا يقال لغيره ولا يصلح الا له عز وجل. فمن بارك الله فيه وعليه فهو المبارك. واما صفته تبارك فمختصة به تعالى. والفعل تبارك فعل ماض جامد لا يتصرف فلا يأتي منهم مضارع ولا امر ولا اسم فاعل وليس له مصدر ولا يستعمل مع غيره تعالى. وقد تعددت اقوال في معنى تبارك فقيل اي تعاظم وتعالى وقيل تجيء البركات من قبله فالبركة كلها منه وقيل كثر خيره واحسانه الى خلقه. وقيل اتسعت رأفته ورحمته بهم. وقيل تزايد عن كل شيء وتعالى عنه. في صفاته وافعاله. وقيل تبارك اي تقدس والقدس هو الطهارة. وقيل يبارك باسمي في كل شيء. وقيل ارتفع لان المبارك هو المرتفع. وقيل تبو البركة وتنال بذكره. وقال ابن عباس رضي الله عنهما تباركا اي جاء بكل بركة. وقيل هي تمجيد وتجليد وتبجيل وتعظيم ولا احد احق بهذه المعاني منه تبارك وتعالى. قال ابن عاشور رحمه الله عن فاتحة سورة طرقان افتتاح بديع لندرة امثاله في كلام بلغاء العرب. وبهذه الندرة يكون في طالع هذه السورة براعة المطلب لان الندرة من العزة والعزة من محاسن الالفاظ وظدها الابتذال. وقال عن فاتحة سورة الملك افتتحت السورة بما يدل على منتهى كمال الله تعالى. افتتاحا يؤذن بان ما حوت يحوم حول تنزيه الله تعالى عن النقص الذي افتراه المشركون لما نسبوا اليه شركاء في الربوبية والتصرف معه والتعطيل لبعض مراده. ففي هذا افتتاح براعة الاستهلال وفعل تبارك يدل على المبالغة في وفرة الخير وهو في مقام الثناء يقتضي العموم بالقرينة ان يفيدوا ان كل وفرة من الكمال ثابتة لله تعالى بحيث لا يتخلف نوع منها عن ان يكون صفة له وبهذا يتبين ان فواتح سور الثناء الثلاث عشرة هي الحمد لله وسبح لله ويسبح لله وسبحان الله وتبارك الله. وجميع هذه الجمل جمل خبرية انشائية معا فانت تقولها لتخبر بانفراد الله تعالى باستحقاق مطلق الحمد. وتنزيهه وعلا بنفي كل نقص عنه وتعظيمه باثبات كل كمال الله وبكونه تعالى المنفرد بكل بركة وعلو ومع ذلك تنشئ بذكرها ثناء على الله تعالى وذكرا له جل وعلا تقبل الله صيامكم وقيامكم وغفر لي ولكم ولجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين