وهو صحيح ايضا وكان قد تقدم معنا في اول هذا الكتاب ذاك الحديث ومن حديث ابن عمر واما هذا فهو من حديث ابي هريرة ومخرجه غير مخرج الذات وستسمعون بعض الافتراس بين هذا وذاك ولا يفسدن الامر عليكم لان الرواة يزيد بعضهم على بعض يحفظ هذا الشيء لا يحفظه ذاك والعطف بالعكس يقول عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يعتادون لاهلهم اول جملة مفاجأة في هذه الرواية هذه الزيادة يرتادون لاهلهم لان الحديث الذي سبقت الاشارة اليه وكان تقدم معنا في اول الكتاب ليس في هذه الجملة بينما ثلاثة نغم ممن كان قبلكم يتمشون اذا اصابه المطر الى اخر عجيب. لم ينكر في ذاك الحديث حديث ابن عمر ما الذي اخرج هؤلاء في الطريق وفي الصحراء حتى اصابوا المطر فلجأوا الى الغار هنا يبين لنا السبب فيقول يرتادون لياليهم او يطلبون الرزق والمعاش يضربون في الارض كما امر الله عز وجل فهذا هو الذي خرج به من ذلك المخرج فاصابته السماء فلجأوا الى جبل فوقعت عليهم صخرة فقال بعضهم لبعض عصى الاثر ووقع الحجر هذه ايضا تعبير او هذا التعبير لم يردناه عصى الازهر ووقع الحجر ولا يعلم بمكانكم الا الله. فادعوا الله باوثق اعمالكم فقال احدهم اللهم ان كنت تعلم انه كانت امرأة تعجبني فطلبتها فابت علي وجعلت لها جهدا فلما قربت نفسها تركتها فان كنت تعلم اني انما فعلت ذلك رجاء خشيتك رجاء رحمتك وخشية عذابك اخرج عن قد ذهب الثلث الحجر وقال الاخر اللهم ان كنت تعلم انه كان لي والدان اكنت احلم لهما في نعيمة اين اتيتهما وهما نائمان قلت حتى يستيقظا فاذا استيقظ شرب فان كنت تعلم اني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا ما زال ثلث الحجر وقال الثالث اللهم ان كنت تعلم اني استأجرت اجيرا يوما فعمل الى نصف النهار اعطيته اجره فسخطه ولم يأخذه ووفرتها عليه حتى صارت ذلك المال ثم جاء يطلب اجره وقلت كل هذا كله ولم يأخذه آآ فخوض دخول هذا نقول له ولو شئت لن اعطه الا اجره الاول فان كنت تعلم اني فعلت ذلك ولياء رحمتك وخشية عذابك فاخرج عنا ازال الحجر وخرجوا يتماشوا رواه ابن حبان في صحيحه ورواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عمر اخذ في نسختي ومن كانت عنده كذلك ان يصحح وان يجعلها من حديث ابن عمر رواه البخاري ورواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث ابن عمر بنحوه وتقدم اي في اول كتاب بالاخلاص في العمل لله عز وجل ما وجد الحديث ونتفقه في بعض فقراته ونشرح ما قد يؤمن منها ارجاء ثلاثة في من كان قبلكم يعني من اهل الكتاب يرتادون باهلهم فاصابته السماء هذا من اسلوب العرب ان يطلب في السماء على اعتبار ان موضع المطر او المطر فاصابته السماء يعني اصابه المطر على حد قول الشاعر اذا نزل السماء بارض قوم فاذا نزل السماء والقوم يعني قارب الساعة وانما المقصود السماع هنا المطر اذا نزل السماء بارض قوم رأيناه وان كانوا غماضة فاصابتهم السماء اي مطر فلجأوا الى الجبل اي الى ظهر في جبل هذا من الاقتصاد الذي جاء في هذا الحديث وبيانه في حديث ابن عمر ان يشار اليه والمتقدم في اول الكتاب فلجأوا الى جبل فوقعت عليهم صخرة اي تصدت عليهم الغار كما في ذلك الحديث وقال بعضهم لبعض عفا الاثر يعني بسبب هطول امطار لو فقدهم الهم لم يستطيعوا ان يتتبعوا ازهرهم لان الاثر المهر بسبب الامطار والسيول فكأن هذا البعض اي احدهم يقول اننا انقطعنا عن الدنيا فلا احد يعرف اين نصرنا عطى الاثر ووقع الحجر اي الصخرة التي سدت عليهم الغار ولا يعلم بمكانكم الا الله ادعو الله باوثق اعمالكم ولا يعلم من مكانكم هنا الى الله وانا مريت عليها ولا وهكذا يقع في القاضي او المصحف لانه بيقرأ احيانا من زلمه ولا يعلم بمكانكم الا الله ادعو الله باوثق اعمالكم هذا كما كنا شرحنا هناك يومئذ فيه جمعية التوسل للعمل الصالح ادعوا الله باوسط اعمالكم هناك يقول ابن عمر ان الرسول عليه السلام انظروا اعمالا عملتموها صالحة لله ادعو الله بها على وزان قول الله تبارك وتعالى في القرآن ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ففي هذا الحديث حديث ابي هريرة زايد حديث بن عمر نص على شرعية توسل العبد من الله تبارك وتعالى بعمل صالح له وكما تعلمون جميعا ان شاء الله لا يكون العمل صالحا الا بشرطين اتنين الشرط الاول ان يكون خالصا لوجه الله عز وجل فلو ان مسلم قام مصلى في الليل وصام وصلى في الليل والناس نيام وهو لا يقصد بذلك وجه الله وانما ان يقال عنه انه متعبد زاهد صالح كان عمله هباء منزورا يمه لم يفلس فيه لله عز وجل هذا هو الشرط الاول والشرط الثاني ان يكون العمل الذي اخلص فيه لله عز وجل مشروعا ولا يكون مشروعا الا اذا كان قد ورد في الكتاب والسنة. وهذا له ادلة كثيرة ومن الادلة الجامعة للشرطين قول الله عز وجل ومن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا فليعمل عملا صالحا اي على وجه الكتاب والسنة ولا يشرك بعبادة ربي احدا اي لا يقصد بهذا العمل الصالح غير وجه الله عز وجل والا فيكون قد اشرك فيه مع الله وحينئذ يرد عليه بل ويضرب به وجهه. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة