هذا يقال فيه كما قيل في الخاصة الاخيرة من الحديث السابق واعتق رقبة لا سبيل اليوم الى الخروج المذكور في هذا الحديث مع الاسف الشديد كما هو معلوم لدى الجميع ان الذي بعده يشبه ما قبله مع اختلاف الحصار في بعضها وهو ايضا من الاحاديث الصحيحة قال وعن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم امس من بال واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل هذا فيه توسعة على الناس اكثر من حديث السالم الحديث السابق اشترط ان يعمل في يوم واحد خمس خصال ليكون له هذه الفضيلة منحورة في الحديث وهو ان يكتب من اهل الجنة اما في حديثنا الان والله عز وجل يزيد عباده المؤمنين فضلا من عنده لان يقول على لسان نبيه خمس من فعل واحدة منهن فن ضامنا على الله عز وجل من عاد مريضا او خرج مع جنازة او خرج غازيا او دخل على امام يريد تعزيره وتوقيره او قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس رواه احمد والطبراني واللفظ له وابو يعلى وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما وروى ابو داوود رحمه من حديث ابي امامة وتقدمت الاذكار خمس من فعله واحدة منهن كان ضامنا على الله عز وجل اي كان له ضمان عند الله عز وجل ان يوصله الجنة وان يعيذه من النار من عاد مريضا او خرج مع جنازة او خرج غازيا قصة اخرى لعلها ايضا ممكنة ولكنها صعبة التحقيق او دخل على امام يريد تعذيره وتوقيره اقول لعلهم صعب بل لعله غير ممكن لان الامام اذا اطلق في اللغة العربية الشرعية انما يقصد به الامام المباريع البيعة الاسلامية المعروفة على السمع والطاعة بغير معصية هذا مع الاسف غير موجود في العالم الاسلامي اليوم وعسى ان يعود الى المسلمين كما قلنا انفا نجدهم عزهم وذلك بان يكون عليهم خليفة المسلم يحكم بينهم بما انزل الله هذه الخصلة هي ان يدخل المسلم على مثل هذا الامام المذكور او المشابه انفا يريد تعذيره وتوقيره التعزير هنا هو عيد التوقيع آآ قول تعذيره وتوقيره وقوله توفير العطف بيان وتفسير للتعذير المذكور في الحديث ذلك لانه لفظة التعذيب في اللغة بالفاظ الضاد وهذا منه امثلة كثيرة في اللغة العربية لفظة واحدة تعطي معنيين متعاكسين يغسله ويحدده السياق والسباق هنا ارسل بلفظ مرادك للمعنى المراد هنا التعزير تعرفون مثلا من الاحكام الشرعية حساب الحدود باب اسمه باب التعذيب والمقصود به تأديب لمن ارتكب خطأ شرعيا وليس عليه حد منصوص عليه في الشرع ويعزره الامام الحاكم بما يراه او بما يرى فيه تأديبه هذا اسمه تعزير فهل في هذا التعذيب توقير بالعكس فيه شيء من الاهانة ولذلك فالتعذير يأتي بمعنيين بمعنى الاهانة وبمعنى الاكرام والتوقير هذي المعنى الثاني هو الذي اريد به هنا والدليل على ذلك واضح من حيث عاطف وتوفيره على تعذيبه ويقول اهل العلم كيف يكون التعذير من الفاظ تضاد او مع هذا الفرق في المعنى يقولون بان هناك قدرا مشتركا فالتعزير سواء كان بمعنى التوقير الذي اريد به هنا او كان بمعنى يستلزم شيئا من الاهانة ففي كل من المعنيين مع قدر مشترك وهو المنع فحينما يدخل الداخل على الامام يريد تعذيبه وتوقيره يريد ان يمنع عنه اي شيء يؤذيه لذلك ضعنا التعزير هنا وتحقق. لكن بهذا التفصيل كذلك حينما ينفذ في مخطئ ما او مذنب ما حد غير منصوص عليه وانما من باب التعذير ايضا يقصد بهذا التعذير منع هذا الذي عذب من ان يعود مرة اخرى الى رسالته السوء اذا ففي كل من المعنيين قدم مشترك سواء قصد به التوقير او قصد به الاهانة اذا قصد به التوكيل قصد ملأ ما يؤذي الموقر واذا قصد به معنى الاهانة قصد به منع هذا الذي يهان بالتعزير ان يعود الى فعلته السيئة ثم قال عطف على ما سبق وهي قصده الخامسة والاخيرة او قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس هو ويبدو ان هذه الفقرة الاخيرة هي ليست اه في كل زمان وفي كل مكان وانما في زمن الفتن ذلك لانه من المعلوم الاسلام ان الاسلام مبني على المفاوضة الذي يستلزم القيام بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن كان قعيد البيت وهو لا يحظى بمثل هذه الفضائل ولا سيما وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من الذي لا يخالف الناس ولا يصبر على اذاهم وهذا هو الاصل في المسلم ان يكون اجتماعيا ولكن ليس اجتماعيا بالطبع كما يقولون في هذا الاجتماع وان الاجتماعي في الطمع ليس له حدود هناك يلتزمها ونواهي اخرى يجتنبها وانما يكون اجتماعيا بالشرع حيث امره الشرع يقف وحيث امره ان يتقدم يتقدم وهكذا فالاصل في المسلم ان يكون هكذا اجتماعيا الا في ظروف طارئة ففي هذه الظروف يأتي حكم مناسب الحال وفي فهمي لهذا الحديث ان الفقر الاخيرة تنطبق في زمن الفتن التي يغلب فيها على المسلم انه اذا خالط اصيب بضرر في دينه او في ارض ولذلك فلا بد من قياس ونظر في الموضوع بحيث لا ننسى هذه المنقبة آآ مطرد القاعدة السابقة المؤمن الذي يخالط الناس الى اخره التفريض هذه القاعدة لنفسنا هذه المنقبة وتفريد هذه المنقبة ينسينا تلك القاعدة. ولذلك فلا بد للمسلم من ان يكون حكيما يزين الامور بميزان دقيق اقول هذا لان كثيرا من الناس منذ مئات السنين منذ قرون طويلة كتبوا كتبا والفوا رسائل في الحض على العزلة وكتاب الاحياء احياء علوم الدين الغزازي من كتبه كتاب عنوانه كتاب العزلة وبالامام الخطابي المحدث النووي المشهور كتاب خاص ايضا في العزلة مطبوع وهنا يجري مناقشات كثيرة وكثيرة جدا بين الذين يميلون بطبيعتهم الى العزلة وهم على الغالب من الصوفية يجري بين هؤلاء نقاش طويل وبين اهل العلم الذين يتولون دائما مخالطة المجتمع والقيام بما امر الله به من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يحضن الاستطاعة كما قال عليه السلام من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع الى اخر الحديث كانت المناقشة تجري بين الفريقين ما بين مفضل للعزلة وما بين مرجح للمخالطة وكان الصواب من بين المذهبين هو التفصيل الذي اشرت اليه الفا اذا خالط المسلم مجتمعه وعاد ذلك عليه بالضرر الاكبر والاكثر وهنا محل العزلة ويلزم بيته ويسلم من اذى الناس ويسلم الناس من اباه وان كان العكس لان الفوائد رخص لمخالطته للمجتمع اكثر من انطوائي على نفسه وجلوسه في بيته وحينئذ المخالطة افضل من هذا الجلوس. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة