فهناك بعض الشبهات تقوم حجر عثرة في طريق البقاء على هذا الافراد الذي اشرت اليه في مطلع كلمتي هذه وهي كما نوحد الله في عبادته فعلينا ان نفرد الرسول عليه السلام في الاقتداء به وقف امام تحقيق هذا الاقتداء بعض الشبهات ففتح بعض الناس على المسلمين الاقتداء ايضا بغير ما جاء به النبي صلى الله عليه واله وسلم ومعنى ذلك فتحوا باب الاشراك بمع الرسول في اتباعه وفي الاقتداء به. وهذا اخلال بالشهادة الثانية واشهد ان محمدا عبده ورسوله تمسكوا ببعض الشبهات فاذكر الان شبهة واحدة واجيب عليها ليقاس على غيرها ما قد تسمعون من شبهات اخرى لا تقلقلوا هذا الركن الثاني من الشهادتين وان محمدا عبده ورسوله ذلك الدليل او الشبهة التي سند عليها من الحديث ما جاء في صحيح مسلم ومسند الامام احمد وغيرهما من كتب السنة من حديث جرير ابن عبدالله البجلي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة دون ان ينقص من اجورهم شيء الى اخر الحديث يقولون في تفسير هذا الحديث من سن في الاسلام اي من ابتدع الاسلامي سنة حسنة اي بدعة حسنة فله اجرها الى اخر الحديث والذي اريد بيانه الان في هذه الساعة المباركة ان شاء الله ان اقول ليس معنى الحديث كما يزعمون ليس معنى الحديث من ابتدع في الاسلام بدعة حسنة وانما معنى الحديث من فتح طريقا الى سنة حسنة مشروعة معروفة في الاسلام وليست محدثة كما يزعمون فله اجر احياءه لهذه السنة واجر من عمل بها الى يوم القيامة دون ان ينقص من اجورهم شيء والدليل على هذا الذي نقول امور اولها سبب ورود الحديث وقد تعلمنا من علمائنا علماء التفسير خاصة ان من عرف سبب نزول الاية فقد عرف نصف معناها وعليه ان يتعرف على النصف الاخر من اللغة العربية وادبها اقتبست من قولهم هذا ان من عرف سبب برود حديث المعنى حديث ما من عرف سبب ورود حديث ما سهل عليه ان يفهم نصف المعنى ولم يبقى عليه الا ان يفهم النصف الاخر ونحن نذكر الان سبب ورود هذا الحديث لتتأكدوا معي ان تفسيرهم للحديث بما حكيناه انفا من ابطل الباطل لا يليق برجل اعجمي ان يفسر ذلك التفسير فضلا عن رجل عربي فضلا عن ان ينسب ذلك المعنى الى افصح من نطق بالضاد صلى الله عليه واله وسلم سبب ورود الحديث قال جرير رضي الله تبارك وتعالى عنه كن جلوسا عند النبي صلى الله عليه واله وسلم فجاءه اعراب مجتابي النمار متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضار فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تمعر وجهه فمعر وجهه اي تغيرت ملامح وجهه عليه الصلاة والسلام حزنا واسى واسفا على فقر هؤلاء الاعراب فقال عليه الصلاة والسلام فقام عليه الصلاة والسلام قطيبا في الصحابة وتلا قوله عز وجل يا ايها الذين امنوا انفقوا مما رزقناكم انفقوا مما رزقناكم من قبل ان يأتي احدكم الموت فيقول ربي لولا لولا اخرتني الى اجل قريب فاصدق واكن من الصالحين ثم قال عليه الصلاة والسلام تصدق رجل بدرهم بديناره تصدق رجل بدرهمه بديناره بصاع شعيره فما كان من احد اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الا النهضة بعد ان سمع هذه الخطبة المباركة ليذهب الى داره ويعود وقد حمل في طرف ثوبه ما تيسر له من طعام او دراهم ودنانير ووضعها امام النبي صلى الله عليه واله وسلم فلما رأى النبي فلما رأى اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم ذلك قام كل منهم الى داره ليعود بما تيسر له من طعام ودراهم فاجتمع امام النبي صلى الله عليه واله وسلم من الصدقات كامثال الجبال اكوام فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تنور وجهه عليه الصلاة والسلام كانه مذهبة اي كأنه فضة مطلية بالذهب تلألأ فرحا عليه الصلاة والسلام باستجابة اصحابه لحذفه اياهم على الصدقة. وقال بهذه المناسبة من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة دون ان ينقص من اجورهم شيء الى اخر الحديث وهنا نقول كيف يصح تفسير الحديث بالتفسير السابق وهو لا يتلائم لا يتلائم بل يتنافر تمام التنافر مع ما وقع من الصدقة في مجلس النبي صلى الله عليه واله وسلم بعد ان سمعتم سبب ورود الحديث لا تجدون هناك بدعة حذفت بعد ان لم تكن معروفة بينهم لا شيء من ذلك ابدا. لا شيء الا الصدقة كما سمعتم وقد تلا على اصحابه عليه السلام الاية الكريمة التي تأمر بالصدقة ثم اكد ذلك بقوله عليه السلام تصدق رجل بدرهم بديناره بصاع بره بصاع شعيره فاذا هذا كله يدل على ان القصة ليس فيها بدعة وانما فيها سنة مشروعة الا وهي الصدقة الانفاق على هؤلاء الفقراء الذين جاؤوا ضيوفا على اصحاب النبي صلى الله عليه واله بهذه المناسبة قال عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة في تمام الحديث نصرت اختصارا ومن سن في الاسلام سنة سيئة وعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة دون ان ينقص خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة