الرابع الخامس عشر هل يجب على كل مسلم ان يتدرب على القتال وحمل السلاح ليكون مستعدا من جهاد اعداء الله في اي وقت وهل يأثم المسلم اذا ما ابتعد طول حياته عن تقوية جسمه وتعلم القتال مع قدرته على ذلك وهل ثبت ان احدا من الصحابة كان لا يجيد حمل السلاح والقتال حمل السلاح والقتال. الواقع ان هذا سؤال يتضمن ثلاث الاسئلة فلا بد من التفريغ ثم الاجابة اما الشطر الاول من السؤال آآ واضح من كتاب الله؟ الجواب عليه هل يجب على كل فرد مسلم ان يتسرب على القتال وحمل السلاح ليكون مستعدا لجهاد اعداء الله في اي وقت الجواب من القرآن الكريم واعدوا ما استطعتم واعدوا له ما استطعتم من قوة ترهبون به نعم. واعدوا له ما استطعتم اهله من قوة ومن رباط الخير ترهبون به عدو الله وعدوكم واكثر من ذلك جاء في السنة ليس حظا على التعلم بل تحذيرا وترهيبا من ان ينسى ما تعلمه من السلاح فقال عليه السلام من تعلم الرمي ثم نسيه فليس بالنار لذلك فهذا السؤال انا في الواقع استغربه ولا استغربه استغربه لوجود النصوص الصريحة الكثيرة الكتاب والسنة التي توجب على المسلم ان يكون قويا في بدنه كما توجب عليه ان يكون قويا في عقيدته وفي روحه ولكن لا استغرب هذا السؤال من جهة اخرى لبعد الناس اولا عن التفقه في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وثانيا لغلبة الخمول والجبن والهلع والخوف على جماهير المسلمين الذين وظهر عليهم نتائج ذلك بقتالهم لاذل عباد الله في الارض الا وهم اليهود وما استطاعت هذه الجماعات الكثيرة من الشعوب العربية ان تنتصر على الوف من اولئك اليهود الذين يسمونهم بشذاذ الافاق لذلك فالاهم عندي من هذا السؤال الذي جوابه كما عرفتم في الكتاب ان نعرف ما هو السبب الذي انصرف من اجله المسلمون عن الجهاد في سبيل الله وعن الاستعداد له هذا السبب يجب ان يعرض لكي يزول العجب كما يقال اذا عرف السبب بطل العجب يهمني بمناسبة النيابة عن هذه الفقرة من هذا السؤال ان اذكركم بحديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه الا وهو قوله اذا تبايعتم بالعينة واخذتم اذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزع عنكم حتى ترجعوا الى دينكم الان الجهاد مكشوف منسي وقد يقع قتال ويجب ان تعرفوا هذه الحقيقة قد يقع قتال ما وقد وقع ولكن مع الاسف الشديد لم يقع جهاد منذ كذا من عشرات السنين لا للقتال شيء والجهاد شيء الجهاز امر اختص به الاسلام دون كل هذه الاديان او الاوضاع او السلطات الحاكم اليوم في وجه الارض وهناك قتالات كثيرة وكثيرة جدا تقع بين دولة واخرى لكن ليس ذلك من الجهاد في شيء والمسلمون والمسلمون من تأثرهم لتقليدهم للكفار الذي حذرهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عن تقليدهم لاولئك الكفار لمثل قوله عليه الصلاة والسلام لتتبعن سند من قبلكم شبرا من شبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لا دخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى يعني هؤلاء الذين سوف نقلدهم ونحذو حذوهم قال عليه الصلاة والسلام امن الناس؟ يعني هم الذين كانوا باعين الناس كما الاوروبيون اليوم في اعين المسلمين مع الاسف مثقفين اه اصحابين مدنيين وثقافة ولذلك واليهود والنصارى يومئذ كانوا قدوة الناس الاخرين كما هو الواقع اليوم فهؤلاء النصارى واليهود بهم تأثر جماهير المسلمين في كثير من الامور من ذلك قضية القتال فنحن قاتلنا ولكن ما احد من تلك الدول التي شاركت في القتال قالت انها تجاهد في سبيل الله لم يكونوا القتال الذي وقع بين اليهود وبين المسلمين هو جهادا في سبيل الله بل قد ماتت هذه اللفظة من امسلة الكتاب الا ما شاء الله منهم فلم يبق على السنتهم الا لفظة الكتاب والا لفظة الدفاع عن الارض وعن الوطن واصبحت الاناشيد الحماسية التي يلقنها الاطفال منذ نومة انصارهم اياك ان اشيل الكفار لا فرق بينها وبينها انما هي دفاع عن الارض ولا فرق بين روسي دولة عن ارضه وبين المانيا كذلك والفرنسي ومسلم عربي اليوم كلهم يدافعون عن الارض اما الاسلام فارض الله كلها ارضه وبلاد الله كلها وطنه فانما هو يدافع عن الدين فقط كما جاء بالمقاتلة لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل هذا الحديث يخبرنا عليه الصلاة والسلام لان المسلمين سيذلون بسبب اعراضهم عن دينهم ولا اريد الخوض في شرح هذا الحديث وما يدل على امور هامة جدا يجب على المسلمين يكونوا على تنبؤ وعلى يقظة منها وانما اريد ان اقول بان الرسول عليه السلام قد ذكر بان المسلمين اذا تكالبوا على الدنيا اوصله بذلك الى ترك الجهاد في سبيل الله فاذا تركوا الجهاد في سبيل الله اذلهم الله فاذا ارادوا ان يعزهم الله وجب عليهم ان يعودوا الى دينهم وهنا نحن نشرع في مثل هذه المناسبة كثيرا وكثيرا ولكن الوقت لا يتسع فاقول باختصار حتى ترجعوا الى دينكم اي الاسلام بالمفهوم الصحيح وبالتعبير الذي جرينا عليه من باب تعليم الناس باقرب طريق بالمفهوم السلفي للاسلام لان الاسلام صار له مفاهيم عديدة وعديدة وكثيرة جدا جدا وكل هذه المفاهيم ادخل في دائرة الاسلام على ما بينها من تناقض فيجب على الدعاة الاسلاميين العلماء المخلصين منهم ان يقربوا هذا الاسلام الصحيح الى افهام المسلمين وان ينشئوهم وان يربوهم على هذا المفهوم الصحيح ويعملوا به فذلك هو علاج هذا الذل الذي ران على جماهير المسلمين في الوقت الحاضر كذلك الحديث الاخر الذي يلفت نظرنا الى هذا الواقع المؤلم وهو قول الرسول عليه الصلاة والسلام تتداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة الى قصعتها قالوا او من قلة نحن يومين يا رسول الله قال بل انتم يومئذ كثير ولكنكم عساء كغثاء السيل ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الماغوت. هذا مرض المسلمين او بالدنيا وكراهية الموت فلا فرق بينهم من هذه الحيثية وبين الكفار الاخرين لكن هناك فرق مع الاسف ليس من صالح المسلمين ان اولئك الكفار الذين يحبون الدنيا ويتكالبون عليها مثل المسلمين او اكثر اه بيتفوقون على المسلمين ان عندهم شيء من النظام محترم وشيء من التربية لصالح خدمة الشعب والوطن وهذا ما فقده المسلمون بسبب ابتعادهم عن دينهم ورضي الله عن عمر ابن الخطاب حين يقول نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فمهما نبتغي العزة بغيره يذل او نذل هذا الواقع تنبيه مهم جدا للعرب المسلمين الذين يتوهمون ان باستطاعتهم ان ينتصروا على اعدائهم بمجرد قوة السلاح المادي هذا في الواقع عكس للحقيقة الشرعية ربنا عز وجل يقول في صحيح القرآن الكريم في ايات عديدة كلها تلتقي مع مثل قوله تعالى ان تنصروا الله ينصركم وكلنا نعلم ان نصر المسلمين لربهم ليس هو الاستعداد المادي وبمعنى اخر ليس هو بتصويت الاية السابقة فقط واعدوا له ما استطعتم من قوة الى اخر الاية. ليس هذا هو فقط نفصل لمسلمين لربهم وانما هو عملهم باسلامهم فاذا صاروا اقوى من اقوى دولة على وجه الارض فانا اجزم بان الله عز وجل سوف لا ينصرهم اطلاقا ولو كانوا اضعف اهل الارض قوة وسلاحا وعلى العكس من ذلك كانوا مؤمنين بالله وبرسوله حقا وعاملين بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لنصرهم ربهم كما نصر ابائهم واجدادهم من قبل والتاريخ يعيد نفسه ولذلك اقول اذا كان الجهاد واجبا وبنصوص من الكتاب والسنة فيجب الا ينسينا الاشتغال بالقيام وبالاستعداد لهذا الواجب الذي لا يقصر فيه الا من ليس مسلما اقول يجب ان لا يشغلنا ذلك عن الاستبداد الاول او الاساسي الذي عليه يقوم هذا الاستعداد الفرعي وهو تحقيق الاية السابقة واعدوا لهم ما استطعتم من قوة الى اخر الاية هذا الجواب بالنسبة السؤال الاول او الفقرة الاولى من هذا السؤال الفقرة الثانية قال وهل يأثم المسلم اذا ما ابتعد طول حياته عن تقوية جسمه وتعلم القتال مع قدرته على ذلك سؤال فيه حكمة فيه قيد والجواب بطبيعة الحال سيكون نعم يأثم لانه يكون قد قصر في تطبيق الاية السابقة لا سيما والرسول صلى الله عليه واله وسلم يقول المؤمن القوي طير واحب وافضل عند الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير فهو وان كان ضعيفا في بدنه في قوته في استعداده لحمل السلاح لكن على كل حال هو لا يزال في غير لانه مؤمن بالله ورسوله بخلاف الكفار كلهم اجمعين مهما كانوا اقوياء فلا خير فيه اطلاقا لانهم مشركون وقد قال تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل وجعلناها هباء منثورا اما الشطر الاخير من اه هذا السؤال وهو قوله هل ثبت ان احدا من الصحابة كان لا يريد حمل السلاح والقتال هذا السؤال فيه اغراظ شوي لانه المعروف السؤال يكون عن الامور الايجابية عن الامور الواقعية اما السؤال هل ثبت ان احدا ما اجاد فهذا كما لو قيل هل ثبت ان احدا من الصحابة لا يعرف سورة مسلا قل هو الله احد او نحو ذلك فنحن نقول الاستعداد للجهاد في سبيل الله هو فرض والجهاد كما قلنا في دروس عديدة قسمان جهاد عين وجهاد كفاية والصحابة كانوا يعيشون في الجهاد من النوع الاول لانهم هم الذين اسسوا في هذا الاسلام وقعدوا له واقاموا دولته. ولذلك اهم كانوا دائما في جهاز عيني يقاتلون من حولهم من المعتدين عليهم ثم لما وسع الله عليهم بدأوا بالجهاد المرحلة الثانية وهو الجهاد الكفائي الذي يعني نقل الدعوة الى البلاد الاخرى التي لم يدخل خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة