لابد احاديث الترغيب والترهيب ونحن على شرطنا السابق الذي نبهنا عليه مرارا ان نختار منه ما ثبت من الحديث حديثنا الليلة هو في نسخة الرقم السابع والستين قال وعن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال اني لاول العرب وما بسهم في سبيل الله ولقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما لنا طعام الا ورق الحبلة وهذا الصبر حتى ان كان احدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط رواه البخاري ومسلم يفسر بعض غريبه فيقول الحبلى بضم الحاء المهملة واسكان الموحدة والسمر يفتت فينا المهملة وضم الميم كلاهما من شجر البادية يعني لا ثمار له كان هذا طعامهم كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما لنا طعام الا ورق الحبلة. وهو شجر في البراري والطحالب وهذا الثمر ايضا نوع اخر من شجر تلك البلاد وهذا النوع من الشجر يعطي قبضا في باطن الانسان. ولذلك يصف هذا الامساك الذي كانوا يصابون به بسبب اكلهم من هذا الورق لا يريدون مكانا او بديلا له من الطعام قال حتى ان كان احدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلف تضع يعني اه يصير معه انفاق وكأنه امرأة تضع ولدها كم تلاقي من الصعاب هذا يشعر به بعض المبتلين بالامساك المزمن وهو يعالج كثيرا وكثيرا حتى يخرج فضلات طعامه وكان مر معنا في بعض الاحاديث كانوا يبعرون بعضا يعني متل بقر الماعز لماذا؟ ما له خلف ليس هناك طعام اخر يأكلونه فيختلط مع ذلك الطعام فيلين منه وانما هو يابس كالحجر ولذلك كانوا اذا خرجوا لقضاء حاجتهم فانما هم يضعون كما تضع الشام فيزيدون صعوبة بسبب هذا الامساك الناتج من اكلهم بورق الشجر الذي ليس فيه حلاوة وليس فيه من الاودية التي تجيب الباطل هذا كان طعام من قاموا اولئك الصحابة الذين فتحوا لنا هذه البلاد ومن هنا نأخذ عبرة لان على الدين الذي ينشأ على الترف وعلى النعيم وعلى التمتع بكل ملذات الحياة فهذا من الصعب ان يجاهد هذا الجهاد في سبيل الله عز وجل ذلك لان الانسان بطبيعة كونه انسانا له غرائبه وله فضائل كلما تأدب على الحب للدنيا والاقبال عليها والرغبة فيها كلما كان معرضا عن كل ما ينافي هذه الحياة ولا سيما الموت في سبيل الله عز وجل او ما امران مرتبطان كلما تشبع الانسان من دنياه كلما اعرض عن اخرته وعن كل ما يؤدي اليها واعظم ما يؤدي الى الاخرة ويعجل الانسان بها انما هو جهاد في سبيل الله عبثا والعكس من ذلك اذا كان الانسان ليس مقبلا على الدنيا فاقبالها على الاخرة وزيدنه وهو شأنه ونحن نرى حواجز ونخضع في كل يوم ان بعض الذين يصابون بشيء مما يزعجهم في الدنيا وليس عندهم ايمان بالاخرة وليس عندهم شيء من الصبر الذي امر المسلم ان يتمتع بهم فيما اذا اصيب بشيء في مصائب الدنيا نجد بعض هؤلاء الناس يعجلون على انفسهم الموت وذلك بان يقتلوا انفسهم. لماذا؟ لانه لم يعد له رغبة في هذه الدنيا. في اي امر كان فاذا الرغبة في الدنيا تصرف الانسان عن الاخرة والرغبة على الاخرة تسقط عن الدنيا وليس معناه هذا الا يعمل لدنياه مطلقا. وهنا يتدخل الايمان والاسلام سيعدل من واقع الانسان فما هو بالذي يقبل على دنياه بحيث ينسى اخرته ويخسرها ولا هو بالذي يقبل على الاخرة بالكلية فينسى دنياه واذا به ايضا خسر اخرته لان الله عز وجل جعل هذه الدنيا مزرعة الاخرة. والشاهد من الحديث ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يعيشون حياة شديدة جدا ولذلك فهم كانوا حاضرين كل الصبر على الموت لا يبالون اي مبالاة لان من دخر الله لهم في الاخرة من نعيم مقيم كان ذلك ينسيهم ما يلقونه من شدة العيش وشرف الحياة في دنياهم حتى وهم خارجون ولاة في سبيل الله عز وجل من فضائل سعد كما يشهد هو بنفسه وهو من اصدق الناس انه قال اني لاول العرب رمى بسهم في سبيل الله عز وجل النفس تسوق في الواقع لمعهد تفصيل هذا الامر ولكني في ما استطعت لم اجد رواية نشرة هذه الاسبقية متى كانت؟ وكيف كانت لكن عرفت الحال هو يخبر عن هذه المنقبة التي خصه الله عز وجل بها وهي انه كان اول من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل فهل كان هذا في معركة من معارك معروفة ام كان في غير معركة لمناسبة اخرى ذلك مما لم اقف عليه فهذا الرجل الذي هو كما تعلمون جميعا احد العشرة المبشرين بالجنة يقول ولقد كنا نرجو مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما لنا طعام الا ورق القبلة وهذا الثمر كما ذكرنا حتى ان كان احدنا يضع كما تضعه الشاة خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة