ان يكون فقيرا فهذا ليس من الاسلام في شيء اطلاقا ذلك لان الفقر انما يأتي الانسان اذا كان مشغولا بشيء يمدح عليه صاحبه شرعا كما تقدم معنا في وصف ابي هريرة بحالته من الجوع والفقر اما ان يعيش هكذا بزعمه متوكل على الله وهو في واقع امره متواصل متواصل على الناس وعلى جيوبهم وصفقاتهم هذا ليس مما يرغب فيه الاسلام بل الحديث الذي بعده صحيح ايضا وهو قوله وعن فضالة ابن عبيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان اذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة وهم اصحاب الصفة حتى يقول الاعراب هؤلاء مجانين او مجانون فاذا صلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انصرف اليهم فقال لو تعلمون ما لكم عند الله لاحببتم ان تزدادوا طاقة وحاجة رواه الترمذي وقال حديث صحيح وابن حبان في صحيحه الخصاصة بفتح الخاء المعجمة وفاضين مهملتين هي الفاقة والجوع يقول فضالة ابن عبيد ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان اذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة من الجوع فارتقي اعصابهم فلا يملكون انفسهم فيخرون يقعون على الارض رغما عنهم وهم اصحاب الصفة فاذا رآهم بعض الاعراب الذين لا يعرفون حال هؤلاء الصحابة وحجة فقرهم قالوا هؤلاء مجانين او مجانون المعنى واحد لكن الراوي يشك هل قال فضالة مجانين او مجانون وهو جمع شاب كما يقول اهل اللغة فاذا صلى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انصرف اليهم يعزيهم ويسليهم بل ويصبرهم فيقول لهم عليه الصلاة والسلام لو تعلمون ما لكم عند الله لاحببتم ان تزدادوا طاقة وحاجة هل في هذا الحديث افضل على ان يتقصد المسلم الفقر للفقر ام ماذا قد يظن بعض الناس ان الامر كذلك وليس كذلك وانما في هذا الحديث تسلية لمن قد يصاب بشيء من الفاقة والحاجة ولا يجد هناك ما يشد عوزه ورمقه فحينئذ يجد هذه الاحاديث هي الدواء والشفاء له وهي التي حينئذ واصرفه عن ان يكون عالة على غيره او كلا على الناس هذا الذي نفهمه من هذه الاحاديث والا الفقر نفسه في كثير من الاحيان يكون وبال على صاحبه لانه يحتاج الى كثير من الصبر والرضا بالقضاء والقدر وهذا ما لا يستطيعه كثير من الناس ولذلك كان مما كان يستعيذ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقر كان يقول اعوذ بك من قطر والسبب هو ما ذكرنا من ان كثير من الناس لا يسيرون على سبق العيش اما ان يتقصد الانسان لقد جاء في القرآن قول الله تبارك وتعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى يعني تزوجوا الزاد المادي اذا ما خرجتم من بلادكم امين البيت الحرام قاصدين الحج او العمرة فتزوجوا ولا تتكلوا على زاد الرفق الذين انتم تسافرون معهم وبذلك قال عليه الصلاة والسلام اليد العليا من اليد السفلى واليد العليا هي المعطية واليد السفلى هي الاخرة الغبي القائم الواجب هو احب الى الله عز وجل اذا ما قبل للفقير الصادق لكن لا يقال الغني الشاكر افضل من الفقير قابل لان المفاضلة بين انسان واخر لا يكون بالنسبة لناحية واحدة هو الغنى للغني والفقر الفقير وانما يكون مما اجتمع في كل من الشخصين من حسنات ومن طائف وعبادات فمن كانت عبادته افسد وهو عند الله افضل لكن اذا قبل الفقر مع الغنى وكل منهما واقف في حدود الشراء الظاهر ان الغناء سعة دائرة الخير فيه اكثر من آآ رضا الفقير وفضله على فقره ومن هنا مر وقصة قد تكون صحيحة او لا تكون وانما فيها عظة يقولون لان رجلا من اولئك الجهاد المشهورين بالصوفية هذه هي سائحا في البرية كما هي عادتهم علما بان مثل هذه بان مثل هذه السياهة ليست مشروعة والامر كما قال عليه الصلاة والسلام سياحة امتي الجهاد في سبيل الله الخروج هكذا في البرامج يعيش الانسان مع الوحوش ويدع بني جنس ولا يتعامل معهم فهذا اقل ما يقال انه خالف حديث الرسول عليه السلام المعروف من حديث ابن عمر المؤمن الذي يخالف الناس ويصبر على اذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اذاهم هذه السياحة التي تذكر عن الصوفية هي سياحة غير شرعية فجعلوا ان احدهم خرج كعادتهم ثم ما زال يمشي ويمشي حتى جاع وتعب فلجأ الى كذبة واذا به يطل منها على خربة اخرى فرأى اسدا يأتي يحمل بين فكيه فريسة له يقدمها الى كلبة جاثية هناك دارسة وقال هذا الرجل سبحان الله سبحان الرزاق كيف سخر هذا الاسد لهذا الكلب قال فسمع هاتفا يقول له كن اسدا ولا تكن كلبا وهذا المغزى من هذه القصة هو واضح جدا من عشرات الاحاديث وقد اسمعتكم بعضها. اليد العليا خير من اليد الكفار المؤمن الذي يخالط الناس ويؤثر على اذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يكثر على عذابه. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة