محدثون ان يكن في امتي عمر محدثون اي ملهمون وليس هناك فرق بين الالهام وبين الوحي سوى ان لوحدها معصوم عن خطأ اما الوحي اما الالهام اليس معصوم عن الخطأ واذا اردت بعبادك فتنة اقبضني اليك طاير مكسور رهون يجوز ايضا هذا الدعاء للخلاص من شر الفتن ويلاحظ اذا ان النهي عن التمني الموت هو لما نزل به من ضنك حديثنا اليوم يبدأ بالحديث السابع والاربعين من نسخته وهو حديث صحيح وهو قوله وعن ام الفضل رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه واله وسلم دخل على العباس وهو يشتكي اتمنى الموت فقال يا عباس عم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا تتمنى الموت ان كنت محسنا تزداد احسانا الى احسانك خير لك وان كنت مسيئا فان تؤخر تستعتب من اساءتك خير له. لا تتمنى الموت رواه احمد والحاكم واللفظ له وهو اتم وقال صحيح على شرطهما هذا الحديث من جملة تلك الاحاديث التي سبق بعضها في في الدرس السابق وفيها حظ المسلم على ان لا يتمنى الموت لمصيبة او ضرر الم به وانما يتمنى من الله عز وجل ان يحيا حياة طيبة مباركة لما سبق من احاديث كثيرة ومن اجمعها قوله عليه الصلاة والسلام خيركم من طال عمره وحسن عمله فاذا طال عمر الانسان وهو مسلم ويعمل عملا صالحا من الخسارة له ان يتمنى من الله عز وجل ان يميته عاجلا لذلك لما سمع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لان عمي العباس وهو في حالة مرض مضمن شديد فيما يبدو عمله على ان رفض صبره واتمنى الموتى من ربه تبارك وتعالى فوعظه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لقوله يا عباس عمرة الله صلى الله عليه واله وسلم لا تتمنى الموت فان تمنيك الموت يكون في حالة من حالتين اما ان تكون محسنا آآ تنقضي حسناتك بانقضاء حياتك فيقول تمنيك للموت ليس من صالحه لا تتمنى الموت ان كنت محسنا تزداد احسانا الى احسانك خير لك. وهذا واضح وعلى العكس من ذلك ان كنت مسيئا فان تؤخر فاستعتب اي تطلب العتبى والعذر من الله عز وجل بان تتوب اليه وتداركا ما فاتك من العمل الصالح فهو خير لك ايضا ان تؤخر فاستعتب من اساءتك فتوبوا منها الى الله وترجع اليه وتطلب منه الرضا خير لك خير ان يعيش المسلم ايات آآ طويلة لا يستعجل الامر ولا يطلب الموت حتى ولو كان مسيئا في عمله لانه فيجدوا فرصة يستدرك في الحياة الباقية له ناقلته من التوبة النصوص العاجلة لا تتمنى الموت ان كنت محسنا تزداد احسانا الى احسانك خير لك وان كنت مسيئا فان تؤخر تستعتب من اساءتك خير لك لا تتمنى الموت الحديث الثاني وهو المعنى الاول مع فوائد اخرى اي تقال وهو عايزين تسعة واربعين حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال لا يتمنى احدكم الموت اما محسنا فلعله يزداد مسيئا لعله جاء هذا الحديث كما قال رواه البخاري واللفظ له ومسلم وفي رواية لمسلم لا يتمنى احدكم الموت ولا يدعو به من قبل ان يأتيه وانه اذا مات انقطع منه وانه لا يزيد المؤمن عمره الا خيرا اللفظ الاول الذي هو للامام البخاري يلتقي تماما مع حديث ام الفضل رضي الله عنها وهنا ملاحظة من الناحية العربية في الحديث الاول لا تتمنى الموت نعي مباشر موجه الى عمه العباس لو كتب الله هنا في الحديث الثاني يقول لا يتمنى فهو نفي بمعنى النهي واللفظ مختلف لا يتمنى ولا يتمنى اللفظ يختلف بين ان يكون نهيا وبين ان يكون نفيا فيكون النفس بمعنى النهي هذه رواية البخاري لا يتمنى احدكم الموت اما محسنا فلعله يزداد واما مسيئا فلعله يستعتب اما لفظ الامام مسلم فهو يقول لا يتمنى احدكم الموت ولا يدعو به فقيل هنا في لفظ مسلم لفظة زايدة فيها تنبيه الى امر يقع فيه كثير من الناس لان تمني الموت هو دون ان يدعو الانسان على نفسه بالموت آآ الرسول صلى الله عليه واله وسلم هنا لينهى عن شئين اثنين عن التمني للموت وعن ما هو اكثر من ذلك وهو ان يدعو الانسان على نفسه للهلاك ولا شك انه يدخل في هذا النهي لا يدعو على نفسي بالموت يدعوا ايضا بالموت على من يحبه من ولده وزوجه واهله ولا يجوز ايضا للمسلم ان يدعو وليس فقط على نفسه بالموت بل على من يرضاه ايضا له طالبا او زوجا او ولدا لان من مبادئ الاسلام قوله عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ما نهاك عنه فربك او نبيك فيجب ايضا الا ترضى به لغيرك ممن يشاركك في ايمانك. لا سيما اذا كان بينك وبينه مودة وصلة رحم لا يتمنى احدكم الموت ولا يدعو به فينبغي ان نلاحظ ان هناك عادة خاصة من بعض النساء لهم عبارة لانها معتادة بينهن تدعو على نفسها للموت بادفع الاسباب كذلك مما لا ينبغي للمسلم ان آآ يعود لسانه على ذلك بل عليه ان يهذبه وان يبتعد عن كل ما فيه مخالفة للشرع ولو كانت المخالفة مخالفة لفظية وقد يقول قائل ان هذا الذي يده يدعو على نفسه او على غيري بالموت كلمة تقال فهو لا يعني ما يقول لو افترضنا ان الامر كذلك فذلك لا ينجيه عن عن وقوعه في مخالفته لنهي النبي صلى الله عليه واله وسلم لقوله ولا يدعو به من قبل ان يأتيه هنا ملاحظة حيث قال عليه السلام لا يدعو به من قبل ان يأتيه في اشعار لشيء قد آآ لا يشعر بحقيقته بعض الناس الا وهو ان الانسان قد يمرض مرض الموت ويشعر به ايران له حساسية خاصة وهناك حواجز كبيرة وكبيرة جدا بان الرجل الذي يحضره مرض الموت يشعر بانه مرض الموت لذلك قال عليه السلام فلا يدعو به قبل ان يأتيه اما اذا جاءه وعلم ذلك فخير له ان يستريح من فما يحيط بالموت من آآ ضيق او من شدة والناس في ذلك يختلفون اشد الاختلاف اريد ان اقول انه ليس هذا من اه الاطلاع على الغيب لان بعض اخواننا السلفيين الذين يريدون ان يتمسكوا بنصوص الكتاب والسنة تمسكا تاما ومن اجل ذلك يحاربون كل ما خالف الكتاب والسنة مما يزعم انه كرامة او انه كسب او ما شابه ذلك فينبغي ان يعلم فهؤلاء جميعا ان هناك امورا خاصة لا ينبغي المبادرة الى اذكارها لانها لا تكون من باب الاطلاع على الغيب حيث لا يعلم الغيب الا الله وانما هو من باب التظنن من باب الالهام وضاف الابهام لم يغلق ولن يغلق الى تقوم الساعة لاجل ذلك جاء عن النبي صلى الله عليه واله وسلم في صحيح البخاري انه قال لقد كان في من قبلكم وقد يلهم الانسان شيئا ما ثم يتبين انه كان في هذه واهما الواقع والحادث يؤكد وهمه او يحققه هذا من جهة الفرق بين الوحي وبين الالهام من ناحيتين الناحية الاولى ان الوحي عاصم للانبياء والرسل وهو فهم معصومون عن الفضة اما الالهام فهو يتعلق ايضا بالصالحين من المؤمنين يتميز عن الوحي انه قد يقع فيه خطأ وفارق اخر هو ان الذي يوحى اليه من الانبياء والرسل حينما يتحدث بالوحي يتحدث به جازما يقينا لان الشيطان لا يكره مثل هذا الانسان المصطفى من الله تبارك وتعالى اما الذي يلهم فليس عنده مثل هذا اليقين قد يغلب على ظنه انه كما الهم ولكن ليس عنده تلك العصمة التي اعطيها الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام فاذا ما هلا مرض الموت في انسان ما فهنا تمني الموت لا بأس به بل هناك حالة اخرى تستثنى من هذا النهي الذي في هذه الاحاديث لا يتمنى احدكم الموت تلك الحالة اذا كثرت الفتن كما جاء في حديث معاذ ابن جبل الطويل قال فيه في اخره من فخر من مرض من نحو ذلك مما ليس فيه فتنة في دينه في عقيدته وان ما فيه اه تعريض له بشيء من المسائل والمصاعب ها هنا ينبغي على المسلم ان يتلقى ذلك بالصبر وبالصبر الجميل حتى يثاب من الله تبارك وتعالى فقد جاء في الاحاديث الصحيحة ما من مسلم يصاب بمصيبة كوكة فما فوقها الا كتب الله له بها حسنة وحط عنه بها سيئة ورفع له بها درجة فاذا هذا الانسان لا يحصل به ان يدعو على نفسه بالعلاج بل عليه ان يصبر فقد يكون محسنا فيزدادوا احسانا كما سمعتم وقد يكون مسيئا فامامه فرصة نعود الى الله عز وجل ويسترضيه بان يتوب اليه ويستغفره قال في رواية مسلم لا يتمنى احدكم الموت ولا يدعو به من قبل ان يأتيه جملة تعليمية وانه اذا مات انقطع عمله وانه لا يزيد المؤمن عمره الا خيرا اذا هذه الجملة تعلل شرف نهي الرسول عليه السلام امته ان يدعوا على انفسهم بالموت او يتمنون الحقيقة الاخير في هذا الباب وهو صحيح ايضا قال وعن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا يتمنى احدكم الموت بضر نزل به فان كان ولا بد فان كان ولا بد فاعلا فليقل اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت النساء خيرا مني رواه البخاري ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي في حديث انس هذا هذه الفائدة هذه الزيادة وفيها فائدة جديدة لم تذكر في الاحاديث السابقة الا وهي قوله عليه الصلاة عليه الصلاة والسلام فان كان ولا بد فاعلا يعني وصل به الظجر والملل من الحياة بسبب ما او اكثر من سبب الى انه يتمنى الموت اذا فليعجل موقفه في التمنية وليقل اللهم احي ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي وفي هذا المسلم ورضاه بقضاء الله وقدره له فهو لا يدري ما قدر له من خير او شر لا يدري فيما اذا عجلت وفاته فذلك خير له ام اذا اخرت وفاته فهو يرجع الى الله عز وجل العليم بكل شيء وبخواتم الامور فيخاطب ربه عز وجل متضرعا اليه بقوله اللهم ان كانت اللهم توفني ان كانت الحياة خيرا لي وتوصلي الى كانت الوفاة خيرا منك فنحن شخص آآ درسنا من هذا الكتاب بنفس هذا الدعاء الذي ختم المؤلف اه هذه الاصول فنقول نظرا لاننا نعيش في زمن فتنة فالواقفة من عمت وكمت فنقول اللهم احينا ما كانت الحياة خيرا لنا وتوفنا اذا كانت الوفاة خير لنا ومواعيدنا ان شاء الله في الدرس الاتي الترغيب بالخوف وفضله. خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة