فحينئذ اذا رفع الامام صوته بنوع من الذكر المقتدون لا مناص لهم من احد شيئين. اما ان يتابعوه ويمشوا معه في ذكره الخاص ولو كان مشروعا وهنا يرد موضوع الذكر الجمالي الذي يعرف في بعض البلاد كسوريا بالجوع او الجوق اي جماعة وكانوا ربما لا يزالون حتى الان يؤذنون امسى او اكثر من المؤذنين وفي المنارة وفي اكبر مسجد في دمشق عهدي الغالي قال ابن عباس في البخاري قال ابن عباس رضي الله عنه في البخاري كان الجهر بالذكر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم دبر الصلوات المكتوبات او المكتوبة السؤال هل يمكن ان يؤخذ من هذا الحديث مشروعيته الجهر بالذكر دبر الصلوات المكتوبة؟ وهل هذا الجهر يمكن ان يقال عنه انه سنة اذا نظرنا الى مجموع ما جاء بالاوراد المتعلقة للاذكار الواردة بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم من جهة وفي الاحاديث اقول اذا نظرنا الى مجموع الاحاديث التي جاءت في نحصي على الذكر باشكاله وانواعه دبر الصلوات من جهة ونظرنا من الاحاديث الاخرى التي جاءت تنهى عن رفع الصوت بالذكر منعا للتشويش على الذاكرين او المصلين ونخرج بالنتيجة التالية وهي ان ما جاء في النوع الاول من احاديث الاذكار والاوراد بعد الصلاة مما يفيد ان الجهر بنوع من الذكر كان في عهد النبي صلى الله عليه واله وسلم كحديث ابن عباس هذا وجب علينا التوفيق بينه وما قد يكون في معناه وبين الاحاديث التي تنهى عن رفع الصوت بالذكر ومن اهمها ما رواه الامام ما لك في موطأ وابو داوود في سننه وغيرهما في غيرهما عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه سمع مرة اصواتا في المسجد فازاح الستارة وقال يا ايها الناس لا يجهل بعضكم على بعض بالقراءة زاد غير المذكورين زيادة هامة مبينة سبب النهي الا وهو قوله عليه الصلاة والسلام فتؤذي المؤمنين لا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة اتؤذي المؤمنين فاذا كان هذا الحديث صريحا بالنهي عن الجهر ومعللا لعلة واضحة معقولة المعنى وهي الا يشوش الجاهر بالذكر عقب الصلوات على المصلين او على الذاكرين كان حينذاك من الضروري ان يحمل حديث ابن عباس وما قد يكون بمعناه مما يدل على ان جهر النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يذكر بعد الصلاة جهرا ينبغي ان يحمل هذا الحديث ونحوه على انه كان من اجل التعليم ولم يكن ليتخذ سنة مضطربة لان ذلك ينافي المبدأ الذي جاء ذكره انفا في حديث الناقة وغيره لا يجهل بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذي المؤمنين وهذا الايذاء يلمسه الفاحص الباحث لمس اليد حينما يكون احد المصلين مسبوقا بركعة او باخرى فيقوم الناس يجهرون بذكر دبر الصلاة فلا يعرف هذا المصلي كيف يتم صلاته لكثرة ما يحيط به من التشويش عليه بسبب رفع الصوت بالذكر لذلك قال عليه السلام لذلك قال عليه الصلاة والسلام لا يجهل بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين بل ايذاء هنا كما لا يخفى على احد ايذاء معنوي الا وهو التشويش على المصلين وعلى التالين وعلى الذاكرين فان من الملاحظ ما ذكرته اولا ان بعض الناس قد سيسبقون في بعض صلواتهم فاذا رفع الجالسون ورأى الامام اصواتهم بل لو رفع نفس الامام صوته بالتكبير تشوش على هؤلاء المسبوقين بل ولشوش ايضا على الذاكرين الذين يريدون ان يأتوا ببعض الاذكار المشروعة بعد الصلاة مثلا بعض الناس يقولون عقب سلام الامام استغفر الله استغفر الله استغفر الله اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام والحديث يقول ان الصحابة كانوا يعرفون انقضاء صلاة النبي صلى الله عليه واله وسلم برفع الصوت للتكبير اللهم انت السلام الا من يعوذ بك ما شابه ذلك مما هو معلوم ما يشمله نبضة التكبير وانما يشير هذا الحديث الى التهديد الذي قد يخالطه شيء من التكبير اذانا واحدا بصوت واحد ومع ذلك فبعد ان وجدت مخدرات الصوت هذه فايضا لا يزالون يستمرون على هذه البدعة هاي الاذان الجماعي وهذا ليس بمشروع كذلك يجتمعون في بعض المساجد على التهديدات العشر المشروعة دبر صلاة المغرب ودبر صلاة العشاء بصوت واحد جهرا لا شك ان في هذا تشويش اما على المسبوقين واما على التاليين او الذاكرين باذكار غير هذا الذكر الذي يرفع الامام صوته به فاذا الجمع بين هذا الحديث حديث ابن عباس والاحاديث التي تنهى عن التشويش على المصلين او التاليين انما هو كما يقول الامام الشافعي رحمه الله في كتابه الام ان رفع النبي صلى الله عليه واله وسلم صوته بالتكبير كان من اجل التعليم اي كان تشريعا زمنيا لحكمة واضحة وهو تعليم الناس ما ينبغي ان يقولوا بعد الصلاة وهذا يستلزم ان يرفع الامام صوته من باب التعليم ونحن نعلم من كثير من الاحاديث ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يرفع صوته احيانا في بعض ما السنة قصد الصوت فيه وكلنا يعلم ان القراءة بعد الفاتحة في صلاة الظهر والعصر تكون سرا ولا يشرع الجهر فيها ومع ذلك وقد قال ابو قتادة الانصاري رضي الله تعالى عنه حينما روى حديث قراءة النبي صلى الله عليه واله وسلم في صلاة الظهر وفي صلاة العصر سرا قال رضي الله عنه وكان يسمعنا السورة احيانا وكان يسمعنا الصورة احيانا لماذا؟ ليعلمهم بما يقرأ في الصلاة السرية فهنا فائدة التعليم تغلبت وهي فائدة عارضة على سنية الاسلام بالقراءة في الصلاتين صلاة الظهر وصلاة العصر لقد اشتد بهذه السنة سنة الجهل لما الاصل فيه السر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد روى الامام مسلم باسناد رجاله ثقات ولكنه منقطع عن عمر رضي الله عنه انه كان يجهر بدعاء الاستفتاح سبحانك اللهم وبحمدك لكن هذا الانفصال قد زال بمجيئه من طريق اخرى غير طريق مسلم وهذا من الاحاديث التي تستدرك على الامام مسلم حيث اوردها باسناد منقطع ولكن لا ينجو المتنه من الصحة الى الضعف لانه قد جاء وصفه في بعض الاحاديث الاخرى كما ذكرت ذلك في بعض كتب فرفع عمر رضي الله عنه صوته يمكن لقائل ان يقول قد خالف السنة اما انا فاقول لا فقد احيا السنة ذلك لان النبي صلى الله عليه واله وسلم كما عرفتم انفا كان يرفع صوته احيانا بقراءته في الظهر وفي العصر مع ان السنة السر فيها ذلك لان القصد من الجهل في مكان السر هو التعليم. وهذا ما فعله عمر رضي الله عنه الا انه لا يخفى عليه وهو قد صلى سنين كثيرة وراء النبي صلى الله عليه وسلم لا يخفى عليه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يقرأ دعاء الاستفتاح سرا كيف لا وقد اخرج الامام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله ارأيت سكوتك بين التكبير ماذا تقول قال اقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب الى اخر الدعاء المعروف من الادعية الاستغفار اه فهذا نص صريح ان الصحابة كانوا لا يسمعون ما يقرأ النبي صلى الله عليه واله وسلم اه بعد تكبيرة الاحرام ولذلك وجهوا اليه هذا السؤال ماذا تقول بين تكبيرة الاحرام وبين القراءة جهرا قال اقول فذكر الدعاء اذا لا يمكن ان نتفوض ان عمر بن الخطاب لا يعلم ان السنة في دعاء الاستفتاح هو سره ولكن جهر ليعلم الناس ان دار الاستفتاح من ادعيته سبحانك اللهم وبحمدك الى اخره ويشبه هذا ما فارق كبير ما يروى بل اقول الان ما صح عن عثمان رضي الله عنه انه في خلافته لما حج بالناس كلا في منى الخمس صلوات تماما غير قصر هذا قد صح ورؤية بعض الروايات بتعديل هذا الاتمام وهو يعلم ان السنة القصر بالنسبة للحاج في منى فما الذي حمده على الاسلام قالت رواية فيها ضعف عمله على ذلك انه في ذلك الموسم كان عامرا للاعواض والاعراب المفروض فيهم انهم لا فقه ولا علم لديهم فخشي هو رضي الله عنه ان يفهموا انه لو صلى قصرا ان الصلاة هي هكذا دائما قصرا لا يفرقون بين سفر وحظر فاذا هذا يفسخ لنا المجال ان نفهم انه اذا كان هناك مبدأ وقاعدة انه لا يجوز رفع الصوت بالذكر بما فيه من التشويش على المصلين ثم جاءنا حديث في حديث ابن عباس صريح في الجهل فلنخرج حينذاك ما نقلته انفا عن الامام الشافعي انه كانت عليمة هذا هو اللواء خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة