نعم تكلمنا في هذا بتفصيل في جلسة سابقة فنقول ان الائمة الثلاثة قد فرحوا بكراهة تكرار الجماعة في المسجد الواحد ورووا عن الامام احمد جواز ذلك اعتمادا على قوله عليه الصلاة والسلام صلاة الجماعة تبطل صلاة الفجر بخمس وعشرين درجة او بسبع وعشرين درجة ولكن قد وجدت في مسائل الامام احمد لابي داوود رحمهم الله ما يمكننا ان نلحق الامام احمد بالائمة الثلاثة حيث قال ان تكرار الجماعة في الحرمين الشريفين اشد كراهة هكذا تعبيره اشد كراهة ومفهوم هذا ان تكرار الجماعة في غير الحرمين مكروه وفيهما اشد وهذا هو الصواب الذي يدل عليه آآ جريان عمل السلف وبعض الاحاديث من طريق الاستنباط الدقيق وبخاصة انه قد قال الامام الشافعي بكتابه العظيم الام وهو يتحدث عن هذه المسألة بصراحة ويقول ولو دخل جماعة للمسجد فوجدوا الامام قد صلى قل لو فرادى صلوا فرادى وان صلوا جماعة اجزأتهم اي ان صلاتهم صحيحة ولكني اكره ذلك لهم لانه لم يكن من عمل السلف ثم يقول في الصفحة الاخرى وقد حفظنا ان جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم دخلوا المسجد فوجدوا الامام قد صلى فصلوا فرادى قال وقد كانوا خاذرين على ان يجمعوا في مسجد مرة اخرى ولكنهم لم يفعلوا لانهم كرهوا ان يجمعوا في مسجد مرتين هذا نص الامام الشافعي في الام ومشتقا مما رواه ابن ابي شيبة بمصنفه عن الحسن البصري انه قال كان اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم اذا دخلوا المسجد فوجدوا الامام قد صلى صلوا فرادى. هذا هو عمل السلف كانوا محافظين على صلاة الجماعة الواحدة التي لا ثاني لها ومما يدل على ذلك حديثان اثنان احدهما يتعلق بصلاة الجماعة والاخر يتعلق بصلاة الجمعة اما الحديث الاول وهو ما اخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال لقد هممت ان امر رجلا فيصلي بالناس ثم امر رجالا فيحسب حطب ثم اخالف الى اناس يدعون الصلاة مع الجماعة فاحرق عليهم بيوتهم والذي نفس محمد بيده لو يعلم احدهم ان في المسجد مرماتين السنتين لشهدها يعني صلاة العشاء هذا هو الحديث الاول والحديث الاخر مثله مثله تقريبا الا ان الراوي غير ابي هريرة. الراوي هو عبدالله بن مسعود والمخرج هو الامام مسلم روى في صحيحه عن ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال لقد هممت ان محرق بيوت الذين يتخلفون عن صلاة الجمعة عن صلاة الجمعة حديث ابي هريرة في المتخلفين عن صلاة الجماعة حديث ابن مسعود في المتخلفين عن صلاة الجمعة ولا يزال المسلمون والحمد لله لم يقعوا في مخالفة تكرار الجمعة في المسجد الواحد وان كانوا وقعوا في مخالفة في مخالفة تكرار الجمعة في مساجد الجماعات فلا المعونة في المساجد الكبيرة بل في كثير من البلاد يصلون الجمعة في المساجد الصغيرة التي لم يكونوا من قبل يصلون الجمعة فيها هذا الذي وقع في بعض الازمان المتقدمة حمل الامام الشافعي على ان يقول بشرطية وحدة الجمعة اي البلد الواحد لا تصح فيه الا جمعة واحدة ولنا في هذا بحث لسنا الان مضطرين الى الخوض فيه لكننا نقول انه مما لا شك فيه انه ليس من المشروع مطلقا ان يتوسع الناس في صلاة الجمعة في المساجد الصغيرة والكبيرة. لا يفرقون بين الكبيرة والصغيرة فاقول ان المسلمين حتى اليوم والحمد لله لم يقعوا في مثل هذه المخالفة ان يقيموا الجمعة مرة ثانية في المسجد الواحد كما قد يفعلون في صلاة العيد في بعض المساجد في بعض البلاد الغربية التي فيها جاليات اسلامية كثيرة حيث ان المسجد لا يتسع لجميع القادمين لصلاة العيد. فيضطرون ان يقيموا الجماعة الثانية وربما الثالثة ايضا لان المسجد لا يتسع ولان الطرق هناك ليس بامكانهم ان يغلقوها بالصلاة فيها كما يقع في في البلاد الاسلامية لان تلك البلاد بلاد كفر والو الشاهد لا يزال المسلمون الحمد لله يحافظون في المساجد على وحدة الجماعة في صلاة الجمعة هكذا توارثوا ذلك خلف عن سلف كذلك كان ينبغي ان يكون الامر في صلاة الجماعة لانكم عرفتم ان وعيد النبي صلى الله عليه واله وسلم كان واحدا في المتخلفين عن صلاة الجمعة والمتخلفين عن صلاة الجماعة الاوانه كان هناك جماعة ثانية في المسجد النبوي لكان في ذلك عذر واضح للمتخلفين عن صلاة الجماعة ولم تقم حجة الرسول عليه السلام عليهم وحاشاه من ذلك فلما كان معهودا عند اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم انه لا جماعة ثانية فقام قوله عليه السلام لقد هممت الى اخر الحديث ولهذا وذاك ولغير ذلك مما يطول البحث فيه رأى الائمة الثلاثة ثم الامام احمد في تلك الرواية الصحيحة كراهة اقامة جماعة ثانية فثالثة بالمسجد الواحد والحكمة في ذلك كما ذكر الامام الشافعي ان هذه الجماعة تؤدي الى تفريط الجماعة الاولى وكلنا يعلم ان الجماعة كلما كثر اصحابها وعددها كلما كان اجرها عند الله بالغا وتفريط وتشريع الجماعة الثانية او القول بجوازها فضلا عن الجماعة الثالثة والرابعة لا شك ان ذلك يؤدي الى تفريغ جماعة المسلمين اولا والى تقليل الجماعة الفاضلة ثانيا وانا شخصيا ادركت بمسجد المسجد الكبير في دمشق الشام تصلى فيه صلاة العصر جماعة ما ادري كم عددها خامسة سادسة واذان المغرب يؤذن اي انهم كانوا يكررون اقامة صلاة الجماعة لصلاة العصر واحدة بعد اخرى حتى يدركهم اذان المغرب بلا شك ان هذه الجماعات لو اجتمعت لغص المسجد بهم على رهبه وسعته اما وهم متفرقون فلا يكاد يتم الصف الاول والصف الثاني فهذا يعني دليل واقعي على ان القول بجواز الجماعة الثانية فما بعدها من باب اولى يؤدي الى تفريغ الجماعة الاولى. ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا فرقوا دينهم فرقوا عبادتهم فرقوا صلاتهم وهذا اكبر تفريغ حتى وصل الامر في بعض القرون وان كان هذا يكاد ان يزول في هذا القرن الى عدم آآ صلاة مخالف لمذهب الامام لا يصلي خلفه ويوجب على نفسه ان يقيم جماعة ثانية وقد قلت لاحدهم وقد اقيمت الصلاة وكان يومئذ الامام الاول شافعي المذهب فقلت لصاحب حي على الصلاة وقد اقيمت الصلاة فكان جوابه مع الاسف هذه الصلاة لم تقم لنا لم تقم لنا انما اقيمت للشافعية فهل الشافعية غيرنا ونحن غير الشافعية الى هذا وصل الامر بالتعصب والتفرق ولذلك الاسلام يقضي على كل الوسائل التي تؤدي الى تفريق المسلم شيعة واحزابا هذا ما عندي جوابا خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة