وبيان وبيان وجه دلالتها على وجوب الاخذ بخطر الواحد في العقيدة. الاول قوله تعالى وما كان المؤمنون ليذكروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينزلوا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون فقد حظ الله تبارك وتعالى المؤمنين على نافع طائفة منهم من النبي صلى الله عليه واله وسلم ليتعلموا منه دينهم ويتفقهوا فيه. ولا شك خاصة بما يسمى بشرور الاحكام. هل هو اعظم؟ بل المقطوع به ان يبدأ المعلم والمتعلم بما هو الاهم ومما لا ريب فيه ان العقائد اهم من الاحكام ومن اجل ذلك تعمل ان العقائد لا تثبت في حديث اخر ويبطل ذلك هذه الاية الكريمة فان الله كما حط فيها الطائفة على التعلم والتفكر عقيدة واحكاما على ان ينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم بما تعلموه من العقائد والاحكام. والطالبة بلغة العرب تقع على الواقع فما فوق فلولا ان حجة فلولا ان الحجة تقوم بحديث الاحاديث عقيدة وحكما كما احب الله الطائفة على التبرير معللا ذلك بقوله تعالى لعلهم يحذرون الصيد في ان العلم يحصل بانزال الطائفة فانه كقوله تعالى في ايات رئيسي والكونية لعلهم يتفكرون لعلهم يعقلون لعلهم يهتدون. فالاية نص في ادنى خبر الاحاد عقيدة واحكاما السائل لقوله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم. اي لا تتبعه ولا تعمل به. ومن المعلوم ان المسلمين لن يزدادوا من عهد الصحابة يكفون اقطار الاحاسيس ويعملون بها ويثبتون بها الامور الغربية والخطائق الاعتقادية الخلق واشراف الساعة بل ويثبتون بها لله تعالى والصفات. فلو كانت لا تريد علما ولا تثبت عقيدته لكان الصحابة والتابعون وتابعوهم رحمة الاسلام كله قد قضوا ما ليس لهم في احد كما قال ابن القيم رحمه الله في كتابه مختصر وكثرة طواعق الثالث قوله تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق الى ذلك فتبينوا وفي القراءة الاخرى تتثبتوا فان تدل على ان العدل اذا جاء بخبر ما فالحجة قائمة وانه لا يجب التكبر ولذلك قال وهذا يدل على الجذب بقبول خبر واحد انه لا يحتاج الى التدبر ولو كان خبره لا يفيد العلم نعم لامر بالتثبت حتى يحصل العلم. ومما يدل عليه ايضا ان السلف الصالح وائمة الاسلام لا يزالوا يقولون قال رسول الله كذا وقال كذا وامر بكذا ونهى عن كذا وهذا معلوم في كلامهم في الضرورة وفي صحيح البخاري قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في عدة مواضع وكثير من احاديث الصحابة يقول فيها احدهم قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وانما سمعه من صحابي غيره وهذه شهادة من القائل وكذب على رسول الله صلى الله عليه بما نسب اليه من قول او كان فلو كان خبر واحد لا يفيد العلم لكان شاهدا على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم العملية التي جرى عليها النبي صلى الله عليه واله وسلم واصحابه في حياته وبعد وفاته يدل ايضا بذلك قاطعة لو عدم التفريق بين حديث الاحاديث العقيدة والاحكام وانه فتية قائمة في كل ذلك ونذاكر الاية باذن الله ووقفت عليه من الاحاديث الصحيحة في ذلك. قال الامام البخاري في صحيحه قالوا ما جاء في خبر واحد الصدوق في الاداء والصلاة والصوم والفرائض والاركان بقول الله تعالى ولولا نفر من كل ذرة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين وينذروا قومهم اذا رجعوا اليه لعلهم يحذرون ويسمى الرجل طائفة لقوله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فلو اقتتل رجلان لتلات مع الاية وقوله تعالى ان جاء فاسق من الاجل فتبينوا وكيف بعث النبي صلى الله عليه وسلم امراءه واحدا بعد واحد هينتهى احد منهم خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة