بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اجمعين ايها الاخوة المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. واهلا ومرحبا بكم الى لقاء متجدد من برنامج نور على الدرب ضيف اللقاء هو فضيلة الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين الاستاذ في كلية الشريعة بالقصيم وخطيب الجامع بمدينة عنيزة في بداية هذا اللقاء ارحب بالشيخ محمد اهلا ومرحبا بكم يا شيخ محمد. مرحبا بكم واهلا حياكم الله. على بركة الله نبدأ هذه الحلقة وصلت من اريتريا المستمع عثمان محمد عبدالله يسأل ويقول اه بانه المستمع يقول اه بانه دخل في عدة طرق من الطرق المتعددة وخرج منها سؤاله يقول هل ما ضاع من عمري في هذه الفترة والسيئات التي وقعت فيها محسوبة علي ام تمحى عني بتوبتي؟ ثانيا يقول وهل كل ما حصل علي من الدخول في هذه الطرق الباطلة قبل هذا كان مكتوب علي كان مكتوبا علي من الازل وكان الله عالما بهذا نرجو بهذا افادة الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قبل الاجابة على هذا السؤال احب ان اهنئ الاخ الذي من الله عليه بالاستقامة ولزوم الصراط المستقيم بعد ان كان منحرفا في متاهات البدع والضلال فان هذا من نعم الله بل هو اكبر نعمة ينعم الله بها على العبد ان يتوب الله عليه فيتوب الى ربه ويقلع عن غيه الى رشده يقول الله عز وجل ممتنا على المؤمنين بمثل ذلك اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ويقول تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبلنا في ضلال مبين ويقول جل وعلا بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين الهداية للايمان من اكبر النعم بل هي اكبر نعمة انعم الله بها على العبد فاسأل الله تعالى ان يثبتني واخواني المسلمين على دينه المستقيم انه جواد كريم. اللهم امين اما بالنسبة للجواب على سؤاله فاني اقول له اذا تاب الانسان من اي ذنب كان فان الله يتوب عليه ويمحو عنه سيئاته لان الاسلام يهدم ما قبله والتوبة تجب ما قبلها قال الله عز وجل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم وقال تعالى فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فان الله يتوب عليه ان الله غفور رحيم وقال تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخرج فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما والنصوص في هذا كثيرة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كلها تدل على ان الله اذا من على العبد بالتوبة النصوح فان فان الله يتوب عليه ويبدل سيئاته حسنات اذا تابا وامن وعمل عملا صالحا فكلما جرى عليك من اعتناق الطرق والمذاهب الهدامة والزيع والضلال فانه يمحى برجوعك الى الحق واما الفقرة الثانية في السؤال وهي ان هذا الذي عمله هل كان مكتوبا عليه في الازل وبعلم من الله عز وجل فنقول نعم هو مكتوب عليه في الازل مكتوب عليه العمل السيء السابق ومكتوب له التوبة الاخيرة التي من الله بها عليه وكل ذلك بعلم من الله سبحانه وتعالى يقول الله عز وجل الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير ويقول جل ذكره وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا المها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين تعلم الله سبحانه وتعالى محيط بكل شيء جملة وتفصيلا وهذا امر متفق عليه بين علماء المسلمين والحمد لله وهو احد مراتب الايمان بالقضاء والقدر فان فان للايمان بالقضاء والقدر مراتب اربع الاولى الايمان بعلم الله المحيط بكل شيء جملة وتفصيلا بمعنى ان تؤمن بان الله تعالى عالم بكل شيء جملة وتفصيلا ما كان وما لم يكن والمرتبة الثانية ان تؤمن بان الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء الى ان تقوم الساعة فان الله سبحانه وتعالى يقول الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير ولما خلق الله القلم قال له اكتب قال وماذا اكتب قال اكتب ما هو كائن فجرى في تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة ان المرتبة الثالثة فهي الايمان بعموم مشيئة الله اي اي ان تؤمن بان كل ما في الكون فهو واقع بمشيئة الله لا يخرج عن مشيئته شيء لا من فعله ولا من فعل عباده والنصوص في هذا كثيرة ومنها قوله تعالى ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد فبين الله عز وجل ان اقتتال هؤلاء المختلفين كان بمشيئته وقال سبحانه وتعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين واجمع المسلمون على هذه الكلمة العظيمة ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فما في الكون شيء يحدث عدما او وجودا الا وهو بمشيئة الله سبحانه وتعالى اما المرتبة الرابعة فهل ايمان بعموم خلق الله اي ان تؤمن بان كل ما في الكون فهو مخلوق لله عز وجل لا في اعيانه ولا في اوصافه كما قال الله تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا وقال تعالى الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل حتى العبد مخلوق لله تعالى بعينه وشخصه وباوصافه وقواه الظاهرة والباطنة وبما ينشأ عن تلك القوى فافعال العبد مثلا مخلوقة لله باعتبار ان هذه الافعال ناشئة عن قدرة في العبد وارادة والقدرة والارادة من صفات العبد والعبد مخلوق لله فاوصافه كذلك مخلوقة له اي لله فكما ان الاوصاف الخلقية الظاهرة مخلوقة لله فكذلك اوصاف الخلقية والفكرية الباطنة مخلوقة لله كذلك وهذه المراتب الاربع يؤمن بها اهل السنة والجماعة جميعها فعلينا ان نؤمن بها. علينا ان نؤمن بها ونصدق لكن مع ذلك نعلم علم اليقين ان للانسان ارادة وقدرة فهو يريد الشيب فعلا وتركا اي يريد ان يفعل فيفعل اذا كان له قدرة ويريد ان يترك فيترك ولكن خالق القدرة وخالق الارادة هو الله عز وجل فهو ينسب اي في العبد ينسب الى الله تعالى خلقا وارادة والى العبد فعلا وكسبا مع انه داخل تحت ارادة العبد وقدرته فلولا ان الله تعالى اقدر العبد على الفعل ما فعل بعجزه عنه ولولا ان ان الله خلق فيه الارادة ما فعل لعدم وجود الارادة نعم بارك الله فيكم هل الكفار آآ ايضا مكتوب لهم من الازل انهم كفار؟ ولماذا يعذبون في المكتوب قديما؟ اذا كان كل شيء يجري على ما سبق في الازل نعم اه نقول نعم الكفار كذلك مكتوب عملهم في الازل و يكتب كذلك عمل الانسان عند تكوينه في بطن امه كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح لابن مسعود قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون امرأة مثل ذلك ثم يوصل اليه ملك فيؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي من سعيد فاعمال الكفار مكتوبة عند الله عز وجل معلومة عنده والشقي شقي عند الله عز وجل الازل والسعيد سعيد عند الله في الازل ولكن يقول قائل كما اورد هذا السائل كيف يعذبون وقد كتب الله عليهم ذلك في الازل فنقول انهم يعذبون لانهم قد قامت عليهم الحجة وبين لهم الطريق فارسلت الرسل ونزلت الكتب وبين الهدى من الضلال ورغبوا في سلوك طريق الهدى الهدى وحذروا من سلوك طريق الضلال ولهم عقول ولهم ارادات ولهم اختيارات ولهذا نجد هؤلاء الكفار وغيرهم ايضا يسعون الى مصالح الدنيا بارادة واختيار ولا ولا تجد احدا منهم يسعى الى شيء يضره في دنياه ويقول ان هذا مكتوب علي ابدا كل يسعى الى ما فيه منفعة فكان عليهم ان يسعوا ايضا الى ما فيه المنفعة في امور يخرج من بيته قاصدا شخصا معينا ليزوره وفي اثناء الطريق يذكر شيئا اخر اهم اهم منه ثم ينصرف عن القصد الاول الى القصد الثاني او في اثناء الطريق يعني ينفك او ينفل حزمه دينهم كما يسعون الى ما فيه المنفعة في امور دنياهم ولا فرق بينهما بل ان بيان الخير والشر في امور الدين في الكتب المنزلة على الرسل عليهم الصلاة والسلام اكثر واعظم من بيان الامور الضارة في امور الدنيا فكان عليهم ان يسلكوا الطرق التي فيها نجاتهم والتي فيها سعادتهم دون ان يسلك الطرق التي فيها هلاكهم وشقاؤهم ثم نقول هذا الكافر حين اقدم على الكفر لا يشعر ابدا ان احدا اكرهه بل هو يشعر انه فعل ذلك بارادته واختياره فهل كان حين اقدامه على هذا الكفر هل كان عالما بما كتب الله له والجواب لا لاننا نحن لا نعلم لان الشيء قد كتب الا بعد ان يقع اما قبل ان يقع فاننا لا نعلم ماذا كتب لانه من علم الغيب فنقول لهذا الكافر لماذا لم تقدر ان الله سبحانه وتعالى كتب لك السعادة وتؤمن فان الان انت قبل ان تقع في الكفر امامك شيئا هداية وظلال فلماذا لا تسلك طريق الهداية مقدرا ان الله تعالى كتبه لك لماذا تسلك طريق الظلال ثم بعد ان تسلكه تحتج بان الله تعالى كتبه لان نقول لك قبل ان تدخل في هذا الطريق هل عندك علم انه مكتوب عليك سيقول ولا يمكن ان يقول نعم فاذا قال لا قلنا اذا لماذا لم تسلك طريق الهداية وتقدر ان الله تعالى كتب لك ذلك ولهذا يقول الله عز وجل فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم ويقول عز وجل فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ولما اخبر النبي عليه الصلاة والسلام اصحابه بانه ما من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا يا رسول الله افلا ندع العمل ونتكل على الكتاب قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ قوله تعالى فاما من اعطى واتقى الى قوله فسنيسره آآ لليسرى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره اليسرى وامام النخلة والسغناء وكتب بالحسنى فسنيسره للعسرى فهذا جوابنا على هذا السؤال الذي اورده هذا السائل وما اكثر من يحتج به من اهل الضلال وهو عجب منهم لانهم لا يحتجون بمثل هذه الحجة على مسائل الدنيا ابدا بل تجده يسلكون في مسائل الدنيا ما هو انفع لهم ولا يمكن لاحد ان يقال له هذا الطريق الذي امامك طريق وعر صعب فيه لصوص وفيه سباع وهذا الطريق الثاني طريق سهل ميسر امن لا يمكن لاحد ان يسلك الطريق الاول ويدع الطريق الثاني مع ان هذا نظير الطريقين طريق النار وطريق الجنة فالرسل بينت طريق الجنة وقالت وهذا وبينت طريق النار وقالت هو هذا وحذرت من الثاني ورقبتك الاول ومع ذلك فان هؤلاء العصاة يحتجون بقضاء الله وقدره وهم لا يعلمونه على معاصيه نعم. بارك الله فيكم اه ايضا من اسئلة المستمع من ارتيريا المسلمة يقول هل هذا مكتوب ايضا ان فلان يتزوج فلانة مثلا لا غيرها ويحصل له ذلك حتما؟ ام ان هناك يدخل اختيار الانسان للمرأة التي تعجبه ويدع الاخرى؟ فمثلا يقول اجبرني على الزواج من اه بنت عمي دون اختياري. ولكن بعد المعاشرة وجدتها من خيرة النساء التي تطلب من المرأة اه غيرت الكراهية حبا جما. والان اه انا نادم كلما اتذكر كراهيتي لها سابقا آآ هل هل الله سبحانه وتعالى كتب علي انني آآ اتزوج بها وتحصل هذه الكراهية ثم احبها نعم اقول ان كل ما وقع في الكون فهو مكتوب كما اسستنا في اول الكلام. نعم وتغير الامر او تغير الحال من شيء الى شيء هو ايضا مكتوب وكون الانسان يتزوج فلانة دون فلانة وايضا مكتوب ونحن نرى ان بعض الناس يعزم العزم الاكيد على ان يفعل هذا الفعل ثم بعد ذلك ينثني عزمه من ذات نفسه او ينثني عزمه بمشورة احد من الناس او يكون على عزمه ولكن يحال بينه وبينه بموانع. الله اكبر. ليست تحت ارادته فمثل هذا يكون هذا الشيء الذي كان عازما عليه لم يقدر له فلا يحصل لهم واحيانا يعزم الانسان على الترك ترك شيء ما ثم لا يدري الا وقد انصب ان صبت ارادته الى فعله وتيسر له الوصول اليه اما من ذات نفسه واما بمشورة احد من الناس واما برؤية امور تدعوه الى ان يحصل على هذا الشيء وهذا كثير واضح حتى ان الانسان احيانا عزمه عن الذهاب الى هذا الرجل ويرجع بدون اي سبب كل هذا يدل على ان الامور مكتوبة عند الله عز وجل ولهذا قيل لاعرابي بما عرفت ربك بما عرفت ربك يعني باي شيء عرفت الله عز وجل باي اثر تستدل به على الله قال بنقض العزائم وصرف الهمم يعني ان الانسان قد يعزم العزيمة الاكيدة ثم لا يدري الا وقد انتقض عزمه باي بدون اي سبب او يذهب همه واهتمامه بالشيء ثم لا يدري الا وقد صرف عن هذا الشيء والمهم انه يجب ان تعلم ان كل ما وقع فانه مكتوب عند الله على الصفة التي وقع عليها لا يتقدم ولا يتأخر ولا يزيد ولا ينقص قال الله تعالى عن وكل شيء عنده بمقدار كل شيء عند الله تعالى بمقدار حتى زخات المطر مكتوبة عند الله تعالى ومقدرة وما من شيء الا وهو واقع على حسب تقدير الله سبحانه وتعالى نعم امنا بالله. اه نختم رسالة المستمع عثمان محمد من اريتريا المسلمة بهذا السؤال. يقول الشيخ محمد احيانا ان يوسوسوا لي الشيطان من خلق هذا اه الى ان اه يقول لي من خلق الله سبحانه وتعالى وافزع كثيرا واحزن واترك هذا الموضوع. افيدوني لما اصرف به هذا الوسواس وهل يؤثر علي في حياتي هذا الوسواس لا يؤثر عليه فقد اخبر به النبي عليه الصلاة والسلام ان الشيطان يأتي للانسان فيقول من خلق كذا من خلق كذا الى ان يقول من خلق الله واعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدواء الناجع وهو ان نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وننتهي عن هذا فاذا طرأ عليك هذا الشيء وخطر ببالك فقل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وانتهي عنه واعرض اعراضا كليا وسيزول باذن الله يلا اه رسالة وصلت من الطائف المستمع آآ رمز لاسمه بصاد عين حاء يقول بانه يرغب في اداء العمرة ولكن لا يستطيع لبس الاحرام لانه معاق ومشلول فظيلة الشيخ ارجو الفتوى هل العمرة بثيابي وهل علي كفارة نعم اذا كان الانسان لا يستطيع ان يلبس ثياب الاحرام فانه يلبس ما يقدر عليه من اللباس الاخر وعليه عند اهل العلم اما ان يذبح شاة يفرقها على الفقراء او يطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع او يصوم ثلاثة ايام هكذا قال اهل العلم قياسا على ما جاء في حلق شعر الرأس حيث قال الله تعالى ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا او به اذى من رأسه نافدة من صيام او صدقة او نسك رسالة وصلت الى البرنامج من الجمهورية العراقية محافظة دهوك المستمع رمز لاسمه بجيم ميم حاء يقول في رسالته هل المأموم يقرأ الفاتحة ام ينصت ويسمع القرآن كما قال الله تعالى في كتابه العزيز واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم اذا كبر الامام فكبروا واذا قرأ فانصتوا صححه مسلم وعلى هذا يحمل حديث من كان له امام اه فقراءة الامام له قراءة اي ان قراءة الامام له قراءة رأى في الصلاة الجهرية نرجو من فضيلتكم تبيين هذا للاخوة المستمعين هذه المسألة وهي قراءة المأموم خلف الامام مختلف فيها عند اهل العلم والراجح عندي فيها ما ذهب اليه الشافعي رحمه الله وجماعة من ان قراءة الفاتحة لابد منها على كل مأموم في الصلاة السرية والجهرية بعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب متفق عليه من حديث عبادة بن الصامت وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل صلاة لا يقرأ فيها بام الكتاب فهي خداج فهي خداج فهي خداج اي فاسدة وهذان عامان لم يستثني النبي صلى الله عليه وسلم منهما شيئا الا ان اصحاب السنن اخرجوا من حديث عبادة ابن الصامت ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى باصحابه صلاة الصبح فلما انصرف قال لعلكم تقرأون خلف امامكم؟ قالوا نعم. قال لا تفعلوا الا بام القرآن فانه لا صلاة لمن لم يقرأ بها وهذا يدل على ان قراءة الفاتحة واجبة حتى في الصلاة الجهرية وهو القول الراجح عندي فاما قوله تعالى واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون فهو عام ومن المعلوم ان العام قد يخصص فتكون الاية هنا مخصصة بحديث عبادة ابن الصامت الذي اشرنا اليه انفا ولا تسقط قراءة الفاتحة عن المأموم الا اذا لم يدركها حال قيام الامام وهو المسبوق اذا جاء والامام راكع فانه يكبر تكبيرة الاحرام قائما ثم يركع بتكبيرة ثانية للركوع وان لم يكبر فلا حرج عليه وفي هذه الحال تسقط عنه الفاتحة ودليل ذلك حديث ابي بكر رضي الله عنه حين جاءه النبي عليه الصلاة والسلام راكع فاسرع ثم ركع قبل ان يدخل في الصف ثم دخل في الصف فلما سلم النبي عليه الصلاة والسلام وسأل من فعل ذلك قال ابو بكرة انا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم زادك الله حرصا ولا تعود اي لا ترجع الى مثل هذا العمل ومراده صلى الله عليه وسلم الا يرجع الى الاسراع والركوع قبل ان يصل الى الصف لا ان لا يرجع الى الركوع مع الامام اذا ادركه راكعا بدليل ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اذا سمعتم الاقامة فانشوا الى الصلاة وعليكم السكينة والوقار ولا تسرعوا فما ادركتم فصلوا وما فاتكم فاتموا فان قوله فما ادركتم فصلوا يعم مثل هذه الصورة ان يعم ما اذا جاء والامام راكع فانه يركع ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم ابا بكرة ان يقضي تلك الركعة التي ادرك فيها الركوع وهو دليل على ان الفاتحة في مثل هذه الحال تسقط عن المأموم وهو الحق وعلى هذا فنقول ان قراءة الفاتحة واجبة على كل مصلي اما من كان او مأموما او منفردا وفي الصلاة الجهرية والسرية الا اذا ادرك الامام راكعا او ادركه قائما لكن لم يتم الفاتحة حتى ركع الامام وخاف ان يفوته الركوع ففي هذه الحالة ايضا تسقط عنه نعم خوتنا المستمعين الكرام كان لقاؤنا مع فضيلة الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين الاستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيب الجامع بمدينة عنيزة انتهت حلقة هذا اليوم شكرا لكم لحسن المتابعة وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته