واما ان كان المقصود بالظاهر ما يفهمه اهل العلم من اهل السنة والجماعة فلا جرم انه مراد للظ لله عز وجل كم ذكرنا من فرع طيب نختمها بهذا الفرع السابع الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم الحمد لله رب العالمين. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد لقد وعدنا في الدرس الماظي ان نبين جملا من الفروع على قاعدة المجملات وكيفية تعامل اهل السنة والجماعة معها وهذه القاعدة من اعظم القواعد عند اهل السنة والجماعة والتي تعتبر سلاحا كشف اهل السنة بها زيف كثير من مقالات اهل البدع فان دين فان الدين عند اهل البدع مبني على هذه المجملات التالفة الفاسدة فيحملون الفاظ الكتاب والسنة عليها ولذلك من اعظم اسباب ضلال هؤلاء هذه الفرق انما هو اعتمادهم في تقرير معتقداتهم على هذه على هذه الفاظ المجملة على هذه الالفاظ المجملة فمن جملة ما يفرع على ذلك قول اهل البدع ما ثم الا الله ما ثم الا الله هل هذا من الالفاظ المقبولة او المردودة ومعنى قولنا ثم اي هناك اي ما هناك الا الله فهذا من الالفاظ التي تكلم بها اهل البدع وتعامل معها اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى بهذه القاعدة فقالوا اننا لا نقبل هذا اللفظ مطلقا ولا نرده مطلقا وانما هو موقوف على الاستفصال في معناه. فان اريد به الحق قبلناه. وان اريد به رددناه فاذا كان مقصوده بقوله ما ثم الا الله اي ما ثمه اله الا الله وما ثم رب الا الله. وما خالق الا الله وما ثم من يستحق العبادة الا الله وما ثم رازق الا الله. وما ثم مدبر ومتصرف في هذا الكون الا الله على الحقيقة. فان هذا كلام صحيح وهو مقبول وقد دلت عليه الادلة المتواترة. ولكن ليس هذا المعنى الذي اريده اهل البدع اصلا واما اذا كانوا يقصدون ما ثم الا الله اي انه لا فرق بين الخالق والمخلوق فان الخالق حال بذاته في المخلوقات متحد فيها فهو عينها وهي عينه. فلا تفريق بين خالق ومخلوق فحيثما حطت عينك رحالها فانك انما ترى الله وان تمثل في صورة مخلوق فلا يفرقون بين الخالق والمخلوق فيجعلون عين ذات الخالق متحدة بعين ذات المخلوق. فلا تمييز ولا تفصيل بينهما وهذه عقيدة كفرية وثنية والعياذ بالله. وهي عقيدة ابن عربي صاحب الفصوص الذي قرر لي الذي قرر عقيدة الاتحاد وعقيدة الحلول فاذا كان قصده بهذا المعنى فاذا كان قصده بهذه اللفظة هذا المعنى فان مختلط فاذا كان قصده بهذه اللفظة هذا المعنى فلا جرم انه من المعاني الباطلة المردودة. المعاني الباطلة المردودة ومن الفروع ايضا لفظ الجهة. هل يصح ان نقول ان الله في جهة؟ او نقول ان الله ليس في جهة ونطلق الجواب لا يصح الاطلاق في الاثبات ولا الاطلاق في النفي وانما هذا الكلام وانما هذا اللفظ موقوف على الاستفصال في معناه. حتى يتميز حقه من باطله فيقبل حقه ويرد باطله فان كان يقصد بها جهة سفل فانه مردود وان كان يقصد بها جهة علو محيطة بالله عز وجل فهذا ايضا مردود واما ان كان يقصد بها جهة علو غير محيطة بالله على ما يليق بجلاله وعظمته فلا جرم ان هذا المعنى نقبله ولكن لا نسمي هذا المعنى الحق بتلك الالفاظ البدعية المجملة المحتملة للحق والباطل وانما نسميه بما سمته به الادلة المتواترة من الكتاب والسنة ووقع عليه اجماع اهل العلم من ان الله في العلو لا نقول ان الله في جهة وانما نقول الله في العلو المطلق فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه فانظر كيف عرفنا الحق من الباطل بتطبيق هذه الفروع ذات الالفاظ المجملة على تلك القاعدة العظيمة ومن الفروع كذلك ان قيل لك هل يجوز اتخاذ الرسول واسطة فيما بيننا وبين الله هل يجوز اتخاذ الرسول واسطة فيما بيننا وبين الله فالجواب اياك ان تقول نعم وتطلق واياك ان تقول لا وتطلق. فان اللفظ الواسطة صار من الالفاظ المجملة التي تحتمل الحق والباطل فان كان المقصود باتخاذ الرسول واسطة فيما بيننا وبين الله اي في تبليغ الاحكام الشرعية. فلا جرم انه واسطة بيننا وبين الله في هذا الامر والله عز وجل جعل النبي صلى الله عليه وسلم واسطة بيننا وبينه في تبليغ شريعته لامته ولذلك تجدون السؤال اذا توجه من الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم عن شيء من الاحكام الشرعية ينزل القرآن بقوله قل كذا وكذا فجعله واسطة بيننا وبين الله عز وجل في تبليغ الاحكام فقط واما اذا كان المقصود بقوله الرسول واسطة بيننا وبين الله. كان يقصد بها اي واسطة بيننا وبينه في الدعاء والاستغاثة ان هذا باطل فليس بين العباد وبين ربهم في دعائه وطلب المدد منه والاستغاثة به واسطة واسطة احد من المخلوقين لا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا وليا صالحا. وهذا هو المعنى من قول الله عز وجل واذا سألك عبادي عني قال فاني قريب مباشرة. لم يقل قل فاني قريب لانه ليس بيننا وبين الله واسطة في دعاء والاستغاثة به وهذه قاعدة عظيمة يجب على طالب العلم ان يعض عليها بنواجذه وان يشد عليها بكلتا بكلتا يديه ومن الفروع كذلك ايضا لفظ التوسل بالرسول هل يجوز ان نتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم او لا يجوز فلا يجوز لك ان تقول لا يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم هكذا وتطلق ولا يجوز ان تقول يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم هكذا وتطلق. لان لفظ التوسل صار من الالفاظ المجملة التي تحتمل الحق والباطل. وما كان من الالفاظ محتملا للحق والباطل فلا يقبل مطلقا ولا يرد مطلقا وانما هو موقوف على الاستفصال حتى يتميز حقه ويقبل من باطله فيرد فان كان المقصود بالتوسل بالنبي اي التوسل بذاته فهذا من التوسل البدعي الذي منعه اهل السنة والجماعة وان كان المقصود بالتوسل بالنبي اي التوسل بجاهه بجاهه فان هذا ايضا من التوسل البدعي الذي منعه اهل السنة والجماعة رحمهم الله وكل حديث بالتوسل بجاهه فموضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم وان كان المقصود بالتوسل به اي التوسل بالايمان به وبطاعته وامتثال امره واجتناب نهيه واتباع شريعته فلا جرم انه وسيلة بيننا وبين الله عز وجل في هذا الامر قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة. اي بامتثال اوامره واجتناب نواهيه التي امر نبيه بتبليغكم اياها فنحن نتوسل الى الله بالايمان به ونتوسل الى الله عز وجل بحبه ونتوسل الى الله عز وجل بطاعته وامتثال لامره صلى الله عليه وسلم. لان كل ذلك من الطاعات والاعمال الصالحات. والتوسل الى الله عز وجل بالاعمال الصالحة من من الامور التي دلت الادلة على جواز التوسل بها يجب علينا ان ننتبه لمثل هذه الالفاظ والا يخدعنا. اهل البدع فلا نتسرع عند سماع شيء من هذه الالفاظ المجملة لا بقبول ولا بنفي حتى يتميز الحق من الباطل ومنها ايضا قولهم هل الرسول نور ام لا هل الرسول نور الجواب لا نقول بانه نور ونطلق ولا نقول بانه ليس بنور ونطلق فلا يجوز ان نطلق الاثبات ولا النفي لان هذا من الالفاظ المجملة التي تحتمل الحق والباطل فان كان المقصود به اي انه مخلوق من نور الله عز وجل. وان ذاته نور فان هذا ليس بصحيح. فان الادلة دلت على ان النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من المادة التي خلق منها البشر فليس مخلوقا من نور الله عز وجل. وليست ذاته باعتبارها نورا. وليست ذاته باعتبارها مجردة نورا فهو مخلوق من الماء والطين ومخلوق من ماء مهين كما خلق سائر البشر. كما قال الله عز وجل قل انما انا بشر. اي بشر دار اصل الخلقة وبشر باعتبار كيفية الخلقة. وانما فضله الله عز وجل على البشر باصطفائه واختياره تمن للانبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام وان كان المقصود بقولك الرسول نور اي باعتبار ما بعث معه ما بعث عفوا ما بعث به من الشريعة والهدى والكتاب الذي انزل فعليه فلا جرم انه نور بهذا الاعتبار. ولذلك وصف الله عز وجل شريعته وكتابه بانه نور. قال الله عز وجل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا. فان قلت الرسول نور اي جاءنا بالنور فهذا حق. وان كنت تقصد بالنور اي انه مخلوق من نور الله كما يعتقده غلاة المتصوفة فان هذا باطل ترد الادلة الصحيحة واجماع اهل العلم رحمهم الله تعالى فوصيتي لكم يا طلبة العلم بالحرص على فهم هذه القاعدة ومن الفروع كذلك ان قيل لك هل ظواهر نصوص الصفات مراد ام غير مراد هل ما يظهر من النصوص مراد هل ما يظهر من نصوص الصفات مراد ام غير مراد؟ فاياك ان تقول بانه مراد وتطلق واياك ان تقول بانه غير مراد وتطلق. وانما الواجب في ذلك عليك ان تفصله. لان لفظ الظاهر صار من الالفاظ المجملة على حسب استعمال الطوائف البدعية له فالحق في ذلك ان تفصل فان كان يقصد بقوله الظاهر اي ما يفهمه اهل البدع فلا جرم ان هذا ليس بمراد لله عز وجل من هذه النصوص لانهم لا يفهمون من ظواهر نصوص الصفات الا ما يخص المخلوقين وهم يعتقدون مماثلة الله عز وجل بخلقه فهل هذا الظاهر مراد من نصوص الصفات؟ الجواب ليس بمراد لان الله ليس كمثله شيء. وليس له سمي ولا كفؤ ولا ند له عز وجل ولا يقاس بخلقه سبحانه لا قياس شمول ولا قياس تمثيل. كما قرره اهل السنة والجماعة واما ان كان المقصود بالظاهر ما يفهمه اهل السنة والجماعة فلا جرم ان هذا الظاهر مراد لله عز وجل. فالله يريد ان اما من قوله ويبقى وجه ربك ان من صفاته الذاتية الوجه على ما يليق بجلاله وعظمته. وهذا ما يفهمه اهل السنة وهو ظاهر النص المراد لله عز وجل ويريد منا ان نفهم من قوله بل يداه مبسوطتان ان له يدين حقيقتين ذاتيتين كما يليق بجلاله وعظمته وهذا الظاهر هو الذي يريده الله وهو الظاهر الذي يفهمه اهل السنة والجماعة فاذا اهل البدع يفهمون ظاهرا واهل السنة يفهمون ظاهرا. فان كان المقصود بالظاهر ما يفهمه اهل البدع فليس مرادا للشارع ان قيل هل اسماء الله مترادفة او او متباينة يرحمك الله متباينة يعني مختلفة. هل نقول بان اسماء الله مترادفة ام ان ام ان اسمائه متباينة فنقول ان الترادف والتباين على حسب استعمال اهل البدع له صار من الالفاظ المجملة التي تحتمل الحق والباطل. فلا يجوز ان نقول بانها متباينة ونطلق ولا يجوز ان نقول بانها مترادفة ونطلق وكلا القولين قال به بعض المعتزلة. طائفة من المعتزلة. فبعض المعتزلة قالوا بان اسماء الله مترادفة واطلقوا وبعض اهل الاعتزال قالوا بان اسماء الله مترادفة واطلقوا وكلا الاطلاقين باطل فان قلت وما الحق في هذا؟ فنقول الحق هو التفصيل. وهي انها مترادفة باعتبار ذاته يعني مترادفة باعتبار دلالتها على الذات ومتباينة باعتبار دلالتها على الصفات فان اسماء الله عز وجل وان تعددت فانها تدل على ذات واحدة وهي ذات الله عز وجل. فاذا كل الاسماء مترادفة متفقة باعتبار دلالتها على ذات واحدة. فالرحيم هو الرحمن باعتبار اتحاد الذات. والرحيم الرحمن هو العزيز الغفار الحكيم الرحيم القوي السلام المؤمن المهيمن الجبار المتكبر. كل هذه الاسماء وان تعددت الفاظها وتباينت الفاظها الا انها متفقة في دلالتها على ذات واحدة كاسماء يوم القيامة فهي وان تعددت الا انها تدل على يوم واحد واسماء السيف عند العرب فهي وان تعددت فانها تدل على ذات واحدة. وهي ذات السيف واسماء النبي صلى الله عليه وسلم فهي وان تعددت فانها تدل على ذات واحدة. واسماء الاسد فهي وان تعددت العرب الا انها تدل على ذات واحدة فاذا اسماء الله مترادفة باعتبار دلالتها على ذات واحدة فالذات التي يدل عليها اسم الله الرحمن هي عين الذات التي يدل عليها اسم الرحيم. لا تختلف الذات باختلاف الاسماء ولكن لو نظرت الى صفات هذه الاسماء لوجدت ان كل اسم منها يحمل صفة غير صفة الاسم الاخر. فاذا هذه الاسماء مختلفة باعتبار على الصفات. فالرحمن يدل على صفة الرحمة والقهار يدل على صفة القهر. وهل الرحمة هي القهر؟ الجواب لا. فاذا يختلف عن القهار باعتبار الصفات. ولكنه هو هو باعتبار الذات واضح هذا والعزيز يدل على صفة العزة. والعليم يدل على صفة العلم والسميع يدل على صفة السمع والبصير يدل على صفة البصر. اذا هذه الاسماء الاربعة مختلفة باعتبار دلالتها على صفات متعددة. لكن كل هذه الاسماء الاربعة تدل على ذات واحدة فهذا هو الحق في هذه المسألة. ان اسماء الله عز وجل مترادفة باعتبار دلالتها على ذات الباري عز وجل ولا عليكم السلام ورحمة الله. ولكنها متباينة باعتبار دلالتها على صفات متعددة فاذا من قال بانها مترادفة واطلق يكون قد اصاب من جانب واخطأ في جانب. اصاب في جانب الذات. واخطأ في جانب دلالتها على الصفات ومن قال بانها متباينة واطلق اصاب في جانب واخطأ في جانب اصاب في جانب دلالتها على الصفات المختلفة. واصاب في جانب دلالتها على الذات الواحدة. ولكن من قال بقول اهل السنة بانها مترادفة باعتبار الذات ومتباينة باعتباره الصفات فقد اصاب في الجانبين جميعا. ايش فيكم اليوم فهمتم ولا لا وقد اصاب في الجانبين جميعا وخلاصة هذه المسألة انه يجب على طالب العلم اذا اراد ان يحقق مذهب اهل السنة التحقيق الكامل وان يتسلح بالسلاح الذي يكشف به زيف كثير من عقائد اهل البدع ان يحرص على تقرير هذه القاعدة وجعلها اصلا سنيا سلفيا يرجع اليه عند الحاجة اليه في تقرير العقائد في مثل هذه الالفاظ المجملة التي ابتلانا بها اهل البدع ولا نعلم ان اهل السنة هم الذين قالوا هذه الالفاظ لا. بل من قالها ابتداء هم اهل البدع ودغدغوا بها مشاعر انصاف المثقفين والعوام. وخرجوا في مخرج التنزيه لله عز وجل بهذه الالفاظ المجملة فقبلها بعض العوام ودانوا الله عز وجل بمقتضاها فاخطأوا ووقعوا وضلوا فاوقعهم اهل البدع في شراك هذه الالفاظ المجملة بسبب احتمالها للحق والباطل. فاذا الزمهم اهل السنة بردها قالوا نحن لا نقصد الا المعنى الحق فيها واذا تركهم اهل السنة صاروا يقررون هذه الالفاظ ويعلمون طلابهم ومن يدين بعقيدتهم انهم يقصدون المعنى الاخر فيها كما كان المعتزلة يقولون في قولي لفظي بالقرآن مخلوق اذا الزمهم اهل السنة قالوا نحن لا نقصد كلاما كلام الله بل نحن نقصد كلامنا نحن والفاظنا نحن مخلوقة فهذه القاعدة ترد عليهم هذا الزيف وتكشف عنا هذه الشبه ولي فيها رسالة لعلكم تعيدون قراءتها مرة اخرى لمن في حق من كان قرأها او تقرأونها. ابتداء رسالة في بيان قاعدة الالفاظ المجملة عند اهل السنة والجماعة فقد خرجت على هذه القاعدة قرابة الخمسين فرعا وبين الباطل والحق في هذه الالفاظ ولعلنا نكتفي بهذا القدر من شرح كلام الامام الطحاوي ونبدأ في قاعدة في عقيدة جديدة من العقائد المتقررة عند اهل السنة والجماعة وهي قاعدة الاسراء والمعراج