كان النبي صلى الله عليه وسلم نعد له في المجلس الواحد سبعين مرة وهو يقول ربي اغفر لي وتب علي سبعين مرة في المجلس الواحد وهو يقول ربي اغفر لي وتب علي واما فظائل الاستغفار فهي كثيرة ايها الاخيار ونذكر ما تيسر منها ان شاء الله جل وعلا اول الفضائل ان في الاستغفار امتثالا لامر الله عز وجل قال شعيب عليه السلام لقومه يا قومي استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يا قومي استغفروا ربكم ثم توبوا اليه وقال نوح عليه السلام فقلت استغفروا ربكم فما بعث الله نبيا الا وكان ضمن دعائه انه يأمر قومه بالاستغفار فهذا دليل على ان في الاستغفار طاري امتثالا لامر الغفار جل وعلا وقال جل وعلا مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم. فسبح بحمد ربك واستغفره. انه كان توابا فامتثل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الامر فكان يقول سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك. او سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي ثانيا من فظائل الاستغفار انه من اعظم انواع الذكر انه من افضل انواع الذكر بعد القرآن. ومما يدل على ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يسم شيئا من الاذكار سيدا. الا ما جاء في الاستغفار. فقال سيد الاستغفار ان تقول اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت. ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي. فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت من فضائل الاستغفار ايها الاخيار ان الاستغفار من انفع العبادات التي عاجلة واجلة ولذلك الله جل وعلا اخبر ان نوحا عليه السلام قال لقومه واستغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا فبين لهم الثمرات العاجلة للاستغفار. دل على ان هذه عبادة ثمراتها عاجلة. وقال جل وعلا واستغفروا الله ان الله كان غفورا رحيما ولولا ان الاستغفار من اجل العبادات لما كان الامر به على وجه الخصوص الله امر بالذكر عموما وبالاستغفار خصوصا فدل على فضله. ولهذا قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس توبوا الى ربكم فوالذي نفسي بيده اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم مائة مرة النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر في اليوم مئة مرة لماذا؟ لانها عبادة عظيمة. ولهذا جاء في اذكار الصباح وجاء في اذكار المساء. والاستغفار يقول الصحابة من فضائل الاستغفار ايها الاخيار انه سبب لمحو الذنوب والاثام. قال الله جل وعلا ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما دل على انه لا يمكن محو السوء من الاعمال ولا محو ظلم النفس من الاثام الا بالاستغفار للعزيز الغفار جل في علاه كذلك من ثمرات الاستغفار وفضائله انه سبب لازالة البلاء ان وجد في العبد فبالاستغفار تدفع عن نفسك البلاء. وعن بيتك وعن اسرتك. بل وربما عن مجتمعك ذلك الاستغفار سبب عظيم من اسباب جلب النعم ومن اسباب بركات نعم وزيادتها ونمائها وزيادة الرزق كذلك من فضائل الاستغفار انه سبب لان يرزق الانسان الاولاد لان يرزق او الانسان الاولاد لا سيما الذكور كذلك الاستغفار سبب لان يبارك الله لك في ذريتك لان ذلك من معاني الرزق في الولد كذلك من فضائل الاستغفار انه يرفع الهم المقرر. وهو يدفع الغم الموقع فاذا كان عليك دين او كان عليك امر قضائي مستقبلي او شيء يهمك في المستقبل فما عليك الا ان تنشغل بالاستغفار فانه سبب عظيم من اسباب تفريج الكربات وسبب عظيم من اسباب رفع الهم والغم قال صلى الله عليه وسلم من لزم الاستغفار تأملوا معي لزم من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم مخرجا جعل الله له من كل هم مخرجا ومن كل ضيق جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ومصداقه في القرآن قول نوح عليه السلام فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا تأملوا الان المعي الثمرات. انه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرارا. اذا الاستغفار سبب لنزول الارزاق وجلبها ونزول البركات في الارض واستقرارها يرسل السماء عليكم مدرارا. ويمددكم باموال وبنين. خص البنين هنا دل على ان استغفار سبب لرزق الولد فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرارا. ويمددكم باموال وبنين ويمددكم باموال وبنين فكم من رجل لزم الاستغفار بارك الله له في الماء. وكم من رجل لزم الاستغفار فاعطاه الله الولد بعد انقطاع ومدة من الزمن والدهر. نعم الله يقول ووعده الحق ما اخبر عن نبيه وهو كلام الله في كتابه فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين معنى يمددكم يعني في شيء عندكم من المال في شيء عندكم من الاولاد يأتيكم تأتيكم الزيادات. فدل على ان الاستغفار استقرار للخير وزيادة ونماء له. ويمددكم باموال وبنين. وليس ذلك فقط بل ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا. ومن هنا قال من قال من المفسرين ما فسدت الزروع ولا تغيرت مياه الانهار ولا تكدرت الامطار ولا ذهبت البركات الا بسبب قلة الاستغفار من البريات نعم هذا مصداقه في هذه الايات من فضائل ثمرات الاستغفار التي ينبغي ان نذكر انفسنا بها ايها الاخيار ان الاستغفار سبب عظيم من اسباب انشراح الصدر سبب عظيم من اسباب انشراح الصدر. اذا وجدت في قلبك ظيقا اذا وجدت في قلبك كمدا اذا وجدت في قلبك ما يشغلك ما لا تعرف سببه ليس هناك هم بالك مشغول به ولا غم بالك محزون عليه. وانما تجد ضيقا في الصدر ضيقا في قلبي ماذا تفعل ينبغي عليك ان تلجأ الى الاستغفار ينبغي عليك ان تلجأ للاستغفار. ونبينا صلى الله عليه وسلم هو قدوتنا في هذا. يقول عليه الصلاة والسلام انه لا يغانوا على قلبي ومعنى الغين اي شيء من الضيق يجده. انه ليغان على قلبي حتى استغفر الله مائة مرة اذا الاستغفار سبب لانشراح الصدر قد ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد. وبين ان من اعظم اسباب انشراح الصدر. هو الاكثار وملازمة الاستغفار كذلك من فظائل الاستغفار ان الله عز وجل يغفر بالاستغفار كل ذنب اذا كان بالتكرار على وجه الاصرار كرر الاستغفار واصر عليه مع صدق ونج الى الله عز وجل. يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يا ابن ادم ما دعوتني ولا رجوتني غفرت لك استغفر ما دعوتني ولا رجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي وجاء في الحديث الصحيح ان رجلا اذنب ذنبا فاستغفر الله فغفر له ثم اذنب ذنبا فاستغفر الله فغفر له ثم اذنب ذنبا فاستغفر الله فغفر له. فقال الله عز وجل ليفعل عبدي ما يشاء فاني قد غفرت له قال العلماء ليس معناه حل الاثام كما يظنه الجهال من هذا الحديث وانما معناه كما نبه علي ابن القيم في الداء والدواء قال معناه انه يعلم ان له ربا يغفر فلا يصر على الذنب يغتاب فلان فيتوب. ثم يقع في ذنب اخر فينم فيتذكر فيتوب ولا يصر. فيتعلم شيء اسمه الرجوع الى الله الاوبة الى الله التوبة الى الله والاستغفار الى الله. فلا يصر على ذنب. فحينئذ قال الله اشهدكم اني قد غفرت له فليفعل ما شاء. ما دام العبد يعلم ان زلاتي تغفر بالتوبة فالله يغفر الذنب ولهذا جاء في حديث الذي قتل تسعة وتسعين نفسا وكمله بالمئة قال من يحول بينك وبين المغفرة لا احد يمكن ان يمنع الانسان من المغفرة لان باب المغفرة مفتوح ما دامت الروح في الجسد وما دام قامت الشمس لم تطلع من مغربها من فضائل الاستغفار انه راحة للقلب فالانسان الذي يستغفر يجب راحة في القلب وقوة في القلب والبدن وقوة في النفس وفي البدن وصحة في البدن. ولهذا قال شعيب عليه السلام واستغفروا ربكم شعيب عليه السلام يأمر قومه ويقول لهم يا قومي استغفروا ربكم ثم توبوا اليه. ما هي الثمرات؟ تأملوها معي المتاع الحسن يمتعكم متاعا حسنا. هذا من فوائد ثمرات الاستغفار وايضا ويزدكم قوة الى قوتكم ومن هنا قال ابن القيم ما سبب كون الكفار يقل فيهم الشجعان مع ضخامة اجسامهم وقوة قال سببه راجع الى امرين. اما لكونه يحب الحياة الدنيا فلا يريد الموت واما لكونه على الاثام والذنوب فوق كفره وشركه في علم حال نفسه. فحينئذ تجد خائفا وجلا واما المؤمن فانه بايمانه. وحبه لربه وحبه للقاء ربه. وجنة الله عز وجل وبعده عن الذنوب تجده قوي النفس قوي البدن قوي القلب كل ذلك بسبب ان الانسان يستغفر نعم ان الله جل وعلا يرفع عقوبة النازلة عن العباد بالاستغفار يرفع العقوبات فالنازلة المقررة بسبب الاستغفار قال الله عز وجل وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم اهل مكة طلبوا العذاب. فقال الله عز وجل وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. هؤلاء اهل الشرك ما دام يستغفرون الله فان الله يغفر لهم يغفر لهم ماذا؟ يغفر لهم الذنب الذي استغفروا منه لا الكفر مطلقا. فان الكفر لا يغفر الا بالتوبة. وقال بعض المفسرين وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون اي يعلمون ان لهم ربا يغفر الذنب فيقولون استغفروا الله ولو في بعض الاحوال مع شركهم لذلك المشركون عندهم في بعض الاحوال شيء من التوحيد يسبب لهم النجاة. مصداقه في قوله تعالى واذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون. ما سبب نجاتهم دعائهم واستغفارهم في هذا الوقت المعين. الله دون معبوداتهم الاخرى وقال بعض المفسرين وهذا تفسير بعيد نوعا ما وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون اي وهم شيئا فشيئا. فيكون على هذا من معاني الاستغفار الاستسلام لله عز وجل. والانقياد له بالايمان اذا من ثمرات الاستغفار ان الله عز وجل يرفع العقوبات والبلايا من العباد فكيف اذا كان المستغفرون مؤمنين كذلك قال العلماء بالاستغفار تستدفع غضب الجبار جل وعلا فالانسان اذا اذنب الذنب فان الله يغضب ان الله يسخط ان الله يكره ان الله جل وعلا ينتقم وهو سبحانه من اوصافه المنتقم وهو القهار الجبار فكيف تتبع عن نفسك؟ عقوبات الذنوب العاجلة والاجلة. ليس لك مهرب ولا ولا مفر ولا باب الا الاستغفار يظن بعض الناس انه اذا اذا اذنب ذنبا ها واغتسل واغتسل بدون الاستغفار ان ذلك ينفعه. الغسل نافلة لتطهير البدن. اما الاستغفار فهو نافع لتطهير القلب واثار الذنوب ولهذا قال بعض السلف رأيت رجلا حمالا حمال يعمل في الحمالة كما روي عن المزني الله تلميذي الشافعي قال رأيت رجلا حمالا في مصر يحمل وهو يحمل البضاعة للناس يقول الحمد لله استغفر الله الحمدلله استغفر الله الحمدلله استغفر الله قال فقلت في نفسي لاسألنه لما يجمع بين الحمد والاستغفار قال فلما وضع حمله ورجع خلوت به فقلت له ما قولك الحمد لله استغفر الله قال يا اخي ان العبد بين نعمة الله وبين التقصير في حق الله. ونعمة الله حقه ان يحمد عليها والذنب في حقه حقه ان يستغفر منها قال المزني رحمه الله قلت حمال افقه مني نعم الانسان ينبغي عليه ان يدرك انه ليس شيء يمكن غسل الذنوب مثل الاستغفار. كما قال شيخ الاسلام ابو العباس ابن تيمية رحمه الله ان الاستغفار يعمل في القلب والروح والنفس عمل الصابون في غسل النجاسات الظاهرة بل اعظم ولهذا كان بعض العلماء ومنهم ابن تيمية رحمه الله يقول ان المسألة لتخفى علي لا يظهر له الوجه قال فانشغلوا بالاستغفار حتى يفتح الله علي اذا من ثمرات الاستغفار ما ذكرنا وايضا وهو السابع عشر نيل فضل الله عز وجل بسبب الاستغفار نيل فضل الله. ولهذا قال شعيب لقومه مبينا ثمرات الاستغفار ويؤتي كل ذي فضل فضله. كل هذا على واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ويؤتي كل ذي فضل فضلا من ثمرات الاستغفار نيل رحمة الله عز وجل. فالمستغفر من اهل المرحمة فالمستغفر من اهل المغفرة. قال الله عز وجل عن نفسه هو اهل التقوى واهل المغفرة. اي هو اهل لان يتقى واهل لان يغفر فالله عز وجل يجب ان نخشاه ويجب ان نطلب منه المغفرة فالانسان الذي يريد رحمة الله عليه ان يستغفر قال الله عز وجل لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون اي هلا تستغفرون الله فتدركون باستغفاركم رحمة الله لولا اسلوب تحضير ولعل في القرآن كما قال ابن عباس لعل في القرآن بمعنى وجب. وعسى كذلك لولا هلا يستغفرون الله لعلكم ترحمون ايها الاخوة لا ريب ان من اعظم ثمرات الاستغفار نيل محبة الله عز وجل فالمستغفر حبيب الى الله بل ان الله يقبل عليه بل ان الله عز وجل يحبه صراحة. ان الله يحب التوابين. واعظم باب للتوبة الاستغفار وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بعبده التائب من احدكم في ارض فلاة اذا الله يحب من عبده ان يستغفر ويتوب ولذلك جاء في القرآن مبينا ان المستغفر ينال ود الله وحب الله قال جل وعلا في اه اخباره عن شعيب انه قال لقومه واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربي رحيم ودود ومناسبة ختم الاية بالرحمة والود من اسماء الله رحيم وودود ان المستغفر ينال رحمة الله ويصبح من اهل لرحمة الله ان المستغفر ينال ود الله فيصبح من من محبوبين من المحبوبين لله عز وجل اخيرا ايها الاخوة من ثمرات الاستغفار دخول الجنات فان المستغفر يدخل الجنة ثم يجد درجاته ترتفع حتى جاء في بعض الاثار ان الانسان اذا دخل الجنة ترتفع درجاته. فيقول يا ربي كيف وقد مت من اين لي هذا؟ فيقول ان لك عبد ان لك ولدا صالحا يستغفر لك او يدعو لك وقد جاء مصداقه في الحديث قال صلى الله عليه واله وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله منه الا من ثلاث صدقة جارية او ولد صالح يدعو له فانت تقول ربي اغفر لي وتقتدي بنوح وابراهيم. وتقول ربي اغفر لي ولوالدي بل وللمسلمين والمسلمة. لانه عليه الصلاة والسلام قال ما من مسلم يستغفر للمسلمين المسلمات الا كان له بكل نسمة حسنة حديث عجيب تصور معي كم عدد المسلمين الا كان له بكل نسمة حسنة كم عدد المسلمين في الظاهر ما لنا علاقة بالباطل؟ في العدد المسلمين في الظاهر اليوم مليار وربع صح مليار ونص تقول ربي اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات حصلت مليار ونصف حسنة لا مو بس تشذي ابشرك بزيادة بعد لما تقول ربي اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات دخل ادم عليه السلام الى اخر مسلم على كم عددهم؟ ما يحصيها الا الله تبارك فلنكثر من الاستغفار لعل الله عز وجل ان يجعلنا من الابرار وان يرفع درجاتنا مع الاخيار وان يرزقنا واياكم درجة المستغفرين بالاسحار. فوالله ان الرجل ليدرك باستغفاره درجة كثير من اهل الطاعات. وصلى الله اللهم وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين