الاضحية من حيث هي وان الهدي من حيث هو فيه فضل عظيم جدا. وهذا الفضل العظيم له جهاد اولا ان الذابح او المتقرب الى الله جل وعلا بهذا الذبح وهذه الاضحية او الهدي يقوم في قلبه حب الله جل وعلا. ويقوم في قلبه تقوى الله جل وعلا والرغبة فيما عنده والرغبة في الاجر والثواب والا فما معنى ان ينفق هذه النفقة؟ وان يتكلف هذا التكلف الا رغبة فيما عند الله جل وعلا واخلاصا له سبحانه وتعالى. ففيه اولا ان المتقرب الى الله جل وعلا الا بهذا الذبح موحد لله سبحانه وتعالى اذ انه لم يذبح الا له سبحانه وتعالى. الاوضاع والهدي كسائر الذبائح انما تكون للحق جل وعلا يعني ان تذبح باسمه سبحانه وتعالى فلا تهلل لغير الله ولا يذكر عليها اسم غير الله جل وعلا. وان يتقرب بها اليه. وهذا هو عنوان التوحيد. لان الذبح لغير الله جل وعلا شرك بالله جل وعلا. فالذبح في الاضحية والهدي فيه اعلان من كل مسلم لهذا الشعار العظيم الذي قال فيه جل وعلا قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له فالنسك ومنه الذبائح لله جل وعلا رب العالمين لا شريك له سبحانه وتعالى من الامور التي تبين لك فضل الاضحية ان الاضحية شعار التقوى والمضحي او المهدي والمتصدق بهذه اللحوم والمتقرب الى الله جل وعلا قبل ذلك بهذه الدماء يدل على انه معظم لشعائر الله جل وعلا. وقد قال سبحانه ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب من يعظم ما فيه شعيرة لله جل وعلا في اعلاء امره واشعار بما امر الله جل وعلى به فان ذلك يدل على تقواه يعني على حبه لله ورغبه فيما عنده وهربه مما يخالف امره جل وعلا فاذا امر الاضاحي والهدي ليس من امر العادات بل هو دليل وينبغي ان يكون معك في قلبك انه دليل على تقواك لله جل وعلا وعلى تقربك اليه ورغبك فيما عنده