يسمى التسامح الديني تسامح كلمة مجملة قد تحتمل صوابا وقد تحتمل خطأ. اما صوابها فان يكون هذا التسامح على وفق شرع الله جل وعلا بانه لا يجبر احد على دينه المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله نشهد انه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وجاهد في الله حق الجهاد حتى تركنا على بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده صلى الله وعليه وسلم الا هالك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد كلما صلى عليه المصلون وكلما غفل عن الصلاة فعليه الغافلون وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداهم الى يوم الدين. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم ممن اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر. كما اسأله سبحانه ان يمن علينا بتحقيق التوحيد وبالعمل به وبتكميله وتخليصه مما ينقص كماله او يقدح في اصله انه سبحانه ولي الصالحين. ولا شك ان هذه الدورة والدروس والمحاضرات العلمية التي كان موضوعها التوحيد من اهم ما عمل من سلاسل المحاضرات بل هي اهمها لما اشتملت عليه من بيان وتوضيح اصل الاصول الذي هو حق الله على العبيد وهو توحيده سبحانه وتعالى والاخلاص له واسلام الوجه والعمل له سبحانه بلا شريك ولا ند ولا ظهير. والله جل جلاله انما عمر السماوات وخلقها وعمر الارض وخلقها ليوحد سبحانه خلق السماوات وجعل لها عمارا. وخلق الارض وجعل فيها الجن والانس مكلفين. وذلك كله لتوحيده سبحانه وتعالى. قال جل وعلا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وهو سبحانه مستحق من عباده. ان يذكر لا ينسى وان يوحد فلا يعبد احد سواه. وان يخلص له الدين والعبادة امتثالا لقوله اعبد الله مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص. وهذا هو حقه سبحانه على عباده الذي بعث به الرسل. ومن اجله انزل الكتب. كما قال سبحانه ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال ايضا وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وهذا التوحيد هو الذي اجتمعت عليه الرسل. وهو الاسلام الذي لا يقبل الله جل وعلا من احد غيره ان الدين عند الله الاسلام. يعني التوحيد الخالص المبرأ من كل شائبة شرك في قلوصه واخلاصه وقال ايضا جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. والاسلام هذا ليس خاصا بامة محمد عليه الصلاة والسلام. بل كل الامم التي بعثت لها الرسل كلها مطالبة بهذا اسلام الواحد وهو الاسلام العام الذي امر به جميع الخلق. قال سبحانه ان الدين عند الله الاسلام فهادموا عليه السلام كان على الاسلام ونوح عليه السلام كان على الاسلام وابراهيم عليه السلام كان على وابناؤه الانبياء والرسل كانوا على الاسلام وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام كان على الاسلام وامرا به ودعوا اليه وكذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان على الاسلام الخالص وكانت شريعته ايضا هي شريعة الاسلام. وهذا الاسلام الذي اجتمعت عليه الرسل وامرت به جميع الامم هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. هذا هو الاستسلام الذي ينفع العبد. وهذا هو الاستسلام والاسلام الذي امر به جميع الخلق المكلفين من الجن والانس. وموضوع هذه المحاضرة هو فضل التوحيد وتكفيره للذنوب. وهذا التوحيد بين لكم كثير من مسائله فيما مر عليكم من المحاضرات السابقة في بيان معنى لا اله الا الله محمد رسول الله وفي بيان الشرك الذي هو مضاد للتوحيد. الشرك الاكبر او مضاد لكماله وهو الشرك الاصغر وبين لكم معنى توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات وهذا كله بيان لتوحيد لله جل وعلا هذا التوحيد كله من اخذ به فان له فضلا عظيما على اهله. التوحيد له الفضل الكبير الاكبر على اهله ممن اخذ به والتزمه و حققه في الدنيا والاخرة والنفوس مشتاقة دائما ان تسمع وان تتعرف على فضل الشيء لانها ربما ظنت ان هذا الشيء فظله واحد غير متعدد واذا تعددت الفظائل تعددت اوجه اشتياق لهذا الامر والعناية به والحرص عليه وبيان ما للعباد من الفضل والاثر اذا التزموا بهذا التوحيد لهذا جاء في كتاب التوحيد الذي هو كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب المجدد رحمه الله تعالى اول باب من ابوابه باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب. هذا اول باب لماذا؟ لان هذا الباب اذا تبين للعبد فضل التوحيد وبيان اثر التوحيد وبيان حسنات التوحيد و اثار التوحيد على العباد على العبد في نفسه وعلى العباد وعلى الناس في الدنيا والاخرة اشتاقت النفوس وعظمت عندها الرغبة في ان يتعرفوا على هذا التوحيد وان يطلبوا علمه وان يهربوا مما يظاد ذلك الذي يذهب بهذه الفضائل وهذه الاثار والحسنات موظوع المحاضرة كما سمعتم في العنوان فظل التوحيد وتكفيره للذنوب تكفير الذنوب احد اثار التوحيد واحد فضائل التوحيد. لهذا لا يقتصر بفظله على انه يكفر الذنوب. فالله جل وعلا من على عباده بان اوضح لهم هذا التوحيد وبين لهم ان اهل هذا التوحيد تكفر لهم الذنوب سيئات. قال جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ما دون الشرك يغفره سبحانه وتعالى لمن شاء من عباده وهؤلاء الذين تخلصوا من الشرك هم اهل التوحيد. والتوحيد عنوانه البارز تحقيق الشهادتين. شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وثبت في صحيح مسلم ان نبينا صلى الله عليه وسلم قال الاسلام يعني التوحيد يجب ما قبله. والهجرة تجب ما قبلها. الاسلام لمن حققه واسلم وجه الله جل وعلا لا نفاقا ولا رياء وتبرأ من الشرك وكفر بالطاغوت وعلم معنى لا اله الا محمد رسول الله فان هذا الاسلام يجب ما قبله. فاول ما يواجه العبد اذا اسلم ان اسلامه يجب ما سلف له من الاثام وما سلف له من الذنوب حتى ولو كان اعظم الذنوب وهو الشرك الاكبر بالله جل وعلا. فالاسلام هو اعظم وسائل التوبة الاسلام هو انجح وابلغ وسائل مغفرة الذنوب لمن كان عليها حتى الشرك الاكبر فكيف بما دونه من الشرك الاصغر؟ او عموم الذنوب والكبائر والاثام. لهذا يدرك التوحيد اهل التوحيد بالفضل اول ما يعلن الاسلام بانه بتوحيده لله جل وعلا وبرائته من الشرك فان فان هذا التوحيد والاسلام يجب ما قبله مهما كان الذي قبله. ولو كان اشرك الشرك الاكبر او سفك دم او اخذ المال او انتهك العرض او وقع في الموبقات والكبائر فكل ما قبل الاسلام مغفور بالاسلام الاسلام يجب ما قبله. واما اهل الاسلام في تكفير الذنوب فان كل مسلم يتفضل الله جل وعلا عليه بانه تكفر له الذنوب اذ كان مسلما موحدا في الاخرة بمشيئة الله جل وعلا وفي الدنيا اذا تاب توبة صالحة. فمن تاب نفعه توحيده من كل ذنب وكفر له الذنوب ومن عمل بما دون الكبائر في الدنيا فان توحيده وعمله الصالح يكفر عنه تلك الصغائر اما حقيقة هذا التوحيد الذي يحصل به تكفير الذنوب فانه الا يعبد الا الله جل وعلا ان يعلم العبد معنى الشهادة لله بالوحدانية ولنبيه بالرسالة. توحيد الذي من فضائله واثاره انه يكفر الذنوب هو ان تعلم معنى هذه الشهادة لا اله الا الله محمد رسول الله وان تشهد بها معلنا غير مستخف بهذه الشهادة العظيمة لهذا ثبت في الصحيحين من حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان عيسى عبد الله ورسوله هذه البطاقة مكتوب فيها لا اله الا الله محمد رسول الله. لكن هل هذا الفضل لكل من قال لا اله الا الله محمد رسول الله لو كان الامر كذلك لما دخل النار احد من اهل التوحيد وكلمته القاها على مريم وروح منه وان الجنة حق وان النار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل. وفي رواية قال حرم الله عليه النار. فمن شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فاول هذه الفضائل بان حقق التوحيد او يعني شهد شهادة التوحيد باقل درجاتها كما سيأتي بيانه فان فضل التوحيد عليه ان الله جل وعلا يدخله الجنة وعدا منه جل وعلا ووعده الحق والصدق وان الله يحرم عليه النار وعدا منه جل وعلا ووعده الحق والصدق وجاء في الصحيحين ايضا من حديث عتبان ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في بيان فضل الشهادتين انه من قال لا لا اله الا الله او من شهد انه لا اله الا الله واني رسول الله حرم الله عليه النار. وفي لفظ ومن ايضا ادخله الله الجنة على ما كان من العمل من جنس ما جاء في حديث عبادة وهذا كله من الفضل العظيم والاثر الكبير للتوحيد وهنا وقفة في هاتين المسألتين. اما الاولى فما معنى كون هذا التوحيد وهو عبادة الله وحده لا شريك له والبراءة من الشرك واهله والكفر بالطاغوت وترك الشرك كبيره وصغيره ما معنى انه يدخل الجنة على ما كان من العمل وما معنى ان الله حرم عليه النار؟ هاتان مسألتان اما الاولى وهي انه يدخل الجنة على ما كان عليه من العمل فان اهل التوحيد مآلهم الى الجنة. والتوحيد اهله فيه اصناف. منهم من حقق التوحيد ومنهم من خلط مع التوحيد عملا صالحا واخر سيئا ومنهم من جاء بالتوحيد ومعه ذنوب كثيرة جدا. اما الاول فمن حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب ولا عذاب. وتحقيق التوحيد معناه تكميله من ان يكون اخلاصه بربه وخوفه منه ورجائه فيه ان يكون فيه نقص بوجه من الوجوه. ومعنى تحقيق التوحيد ان يكون متخلصا وخالصا من الشرك الاكبر والاصغر ووسائل الشرك الاكبر والاصغر. ومن البدع صغيرها وكبيرها ومن المعاصي والذنوب الكبائر والصغائر الا من تاب والعمل بالصالحات كما امر الله جل وعلا فهذا التوحيد فضله عليه انه يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب. وهؤلاء الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب عدتهم سبعون الفا بنص الحديث انه في هذه الامة سبعون الفا يعني اذا اتوا يوم القيامة فيهم في هذه الامة سبعون الفا يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب. ومنة من الله جل وعلا وكرم انه مع كل سبعون الفا وهذا ميدان يتنافس فيه المتنافسون واعظم به امنا وامانا واعظم به اثرا وفظلا في الدنيا والاخرة اما القسم الثاني من الناس فهم الذين عملوا بالتوحيد شهدوا شهادة التوحيد وامنوا واعتقدوا الاعتقاد الحق في الله جل وعلا في توحيده في الهيته وربوبيته وفي اسمائه وصفاته عبدوه وحده لا شريك له وتخلصوا من الشرك امتثالا لقوله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة في ربه احدا ولكنهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئة. فهؤلاء التوحيد فضله عليهم انهم ان تابوا تاب الله عليه. وان لقوا الله جل وعلا بكبائر بغير توبة فانه يغفر سبحانه وتعالى ذلك لمن يشاء. يعني بدون محاسبة لهم يغفر لمن يشاء ومنهم من يكون عمله السيء في الموازنة ويرجح التوحيد باعماله السيئة فضلا من الله جل وعلا وتكرما واما الصنف الثالث فهؤلاء الذين اتوا بالتوحيد وقوي اخلاصهم وقوي توحيدهم وقويت حميتهم لتوحيد الله وبرائتهم من الشرك وبغضهم للشرك والكفر ولاهل الشرك والكفران وكفرهم بالطاغوت وهو كراهتهم لعبادة غير الله وبغضهم للشرك بالله جل وعلا وللكفر بانواعه عظم ذلك عندهم ولكن كثرت سيئاتهم وذنوبهم فهؤلاء مثلهم مثل الرجل الذي يؤتى به يوم القيامة كما ثبت بذلك الحديث يؤتى برجل يوم القيامة بين الخلائق وينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر فيها سيئاته وذنوبه فاذا رأى ذلك خاف واصابه الهلع فيقول الله له اتنكر من هذا شيئا فيقول لا انكر من هذا شيئا فتوضع هذه السجلات في كفة السيئات فترجح كفة السيئات ثم يقول الله له الك عمل؟ فيقول لا يا رب فيقول الله له بلى فيؤتى ببطاقة فيقول ما هذه يا رب فتوضع في كفة الحسنات فتطيش تلك السجلات يعني من قوة رجحانها مثل كفة الميزان رجح بقوة فاندفع الكفة الاخرى فطاشت السجلات وتناثرت من قوة ثقل هذه البطاقة والله جل وعلا قد توعد اهل التوحيد من اهل الكبائر واهل الذنوب بانهم يدخلون النار وينقون فيها ثم مصيرهم الى الجنة. لكن هذه حالة خاصة لمن كان التوحيد في في قلبه عظيما وحبه لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم. واخلاصه لله بانه مؤمن توحيد الله بربوبيته والهيته واسمائه وصفاته وان هذا التوحيد بانه لا يعبد الا الله ولا يشرك بالله جل وعلا شيئا وانه يحب التوحيد ويحب اهله يبغض الشرك ويبغض اهله فتكون هذه البطاقة ميزته عن سائر الامة فطاشت سجلات السيئات مقابلة بعظم التوحيد وعظم شأنه والتوحيد في القلب ايضا اذا عظم اذا عظم التوحيد في القلب فانه لا يكاد يكون معه اقدام على سيئة او اصرار على كبيرة من كبائر الذنوب فتكون حالة خاصة لعبد يخرج من بين الخلائق او لمن هو مثله ممن كثرت سيئاته. لكن عظم توحيده واخلاصه لله جل وعلا. وهذا يرغب في كل احد ويرغب فيه كل احد منا ممن لا يأمن على نفسه المعصية والذنب وممن يغشى الذنوب او تقل عنده الحسنات وكلما زاد علم العبد بربه كلما علم انه محتاج لما يخلصه من الذنوب والاثام. ومن قلة الامتثال للواجبات. واعظم ذلك هو الاخلاص وتوحيد الله جل وعلا. علما وعملا وانقيادا لهذا قال موسى عليه السلام لربه جل وعلا يا رب علمني دعاء ادعوك واذكرك به قال يا موسى قل لا اله الا الله. فقال موسى عليه السلام يا ربي كل عبادك يقول هذا او يقولون هذا يعني اراد شيئا يختص به لانه ظن انه كما انه من اولي العزم من الرسل وانه كليم الله وان الله اعطاه التوراة فان هناك شيئا خاصا يدعو الله ويذكر الله به فقال الله جل وعلا له يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والاراضين السبع في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله. وهذا الحديث فيه فوائد عظيمة. الفائدة الاولى فيه بيان فظل كلمة التوحيد وان الله جل وعلا من منته وكرمه وتفضله جعل الكلمة العظيمة ذات الفضل العظيم التي ترجح بالسموات ومن يعمرها وترجح بالارض ومن فيها جعلها كلمة سهلة متاحة للجميع لمن علمها وشهد بها شهادة الحق. وهذا من رحمة الله جل وعلا المتصلة بربوبيته والمتصلة بالوهيته والمتصلة باسمائه وصفاته كيف ذاك رحمة الله جل وعلا بعباده في اثار كونه سبحانه ربا لهم ان جعل الرزق الذي به قوام حياتهم ليس مختصا بفئة منهم. الرزق الذي به قوام الحياة شائع. يناله الغني ويناله الفقير. الماء والحب البر والتمر ونحو ذلك بحسب البلد. يكون شائعا ليس نادرا في بلد او في ارض حتى لا يدرك هذا الشيء الا الاغنياء او الا الشرفا او الا قلة الناس. ربوبية الله جل وعلا على خلقه العامة جعلت ما يحتاجونه فيما به قوام حياتهم جعلته شائعا بينهم يمكن تحصيله وكذلك في توحيد الهيته جعل من رحمته ان ما به يحقق العباد توحيد الالهية يشترك فيه الجميع بابسط شيء وهو كلمة لا اله الا الله ونبه الله موسى عليه السلام على ذلك ليبين له ان ما يحتاجه العباد من فضل التوحيد لا يختص به الانبياء. ولا يختص به الرسل. ولا يختص به اولي العزم ولا يختص به كليم الله جل جلاله وانما هذا شاعر. قال موسى يا ربي كل عبادك يقولون هذا فدل هذا على ان رحمة الله بعباده ادركتهم في ربوبيته لهم وفي الوهيته لهم وفي اسمائه وصفاته لهم في ان ما به حياتهم قيام حياتهم البدنية وما به قيام دينهم وقيام نجاتهم في الدنيا والاخرة ان هذا شيء مشاع سهل ولهذا قال عليه الصلاة والسلام حديث آآ موسى عليه السلام رواه ابن ابن حبان في صحيحه والحاكم ورواه النسائي ايضا من حديث ابي سعيد الخدري باسناد حسن وصحح الاسناد الحافظ ابن حجر فيفتح الباب له روايات اخر يصير بمجموعها حسنا او صحيحا. اذا تبين هذا تبين لك عظم هذا الشأن وهو شأن التوحيد وسهولته وفضله وان العلم به اعظم المهمات اعظم المهمات ولهذا يعلم الصغير التوحيد لان هذا اعظم الاحسان لهذا الصغير. وترك الصغير او حتى ترك الكبير من تعلم وتعليم التوحيد هذا نقص وسعي فيما هو دونه. لهذا تنتبه الى اصل من الاصول وهو ان في حديث موسى عليه السلام ان التذكير بفظل التوحيد يحتاجه تحتاجه حتى اولي المقامات العالية في الدين. ولهذا لا يستغني احد يقول احد انا تعلمت درست التوحيد وتعرفت فظله ما يحتاج اكرر هذا ما يحتاج اعطيه الناس ليس الامر كذلك. لان هذا اذا علمته فاول من سيدرك هذا الفضل انت ومن ذلك الفظل انه يكفر الذنوب لانه يزيد عندك العلم والاعتقاد كريرة كما انه ينسى بعدم تعليمه وتدريسه اذا تحصل لنا مما ذكر ان من فضل التوحيد ومن اثره انه يكفر الله به الذنوب. وان به ترجح كفة الحسنات على كفة السيئات اما الامر الثالث فهو انه يمنع الخلود في النار وهو الذي ذكرته لك في الحديث السابقة حرم الله عليه النار والتحريم في النصوص تحريم الجنة او تحريم النار على نوعين في النصوص تحريم ابدي وتحريم امدي حرم الله عليه النار من شهد شهادة التوحيد حرم الله عليه النار يعني ان يكون خالدا مقلدا فيها قد يدخلها وقد لا يدخلها بحسب ذنوبه وحسب ما عنده لكنه متعرض للوعي لكن ان يخلد فيها صاحب التوحيد لا بوعد الله جل وعلا له حرم الله الجنة على الكفار هذا تحريم ايظا ابدي الكافر لا يمكن ان يدخل الجنة حتى يلج الجمل بسم الخياط المؤمن هل تحرم عليه الجنة؟ جاء في بعض النصوص ان بعض المسلمين لسبب من الذنوب انه حرم الله على الجنة مثل حرم الله الجنة على قاطع الرحم لا يجد ريح الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا. هذا التحريم ليس تحريما ابديا على اهل التوحيد ولكنه تحريم مؤقت لانهم ينقون من ذنوبهم قبل ذلك ثم بعد ذلك يتأخر دخولهم للجنة حتى يصيبهم ما شاء الله جل وعلا من العذاب بعدله وحكمته فاذا من فضل التوحيد ان اهله تحرم عليهم النار ان يخلدوا فيه الرابع ان من فضل التوحيد على اهله ان التوحيد اعظم الاسباب لنيل شفاعة محمد بن عبدالله النبي الاكرم عليه الصلاة والسلام. سأل ابو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي هريرة لقد علمت انه لا يسألني احد قبلك يا ابا هريرة عن هذا لما علمت من حرصك على الحديث اسعد الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه ونفسه ومعنى اسعد الناس بشفاعتي يعني سعيد الناس بشفاعتي السعيد من الناس بشفاعتي من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه ونفسه من قال لا اله الا الله مخلصا فيها من قلبه ونفسه شاهدا شهادة الحق عالما بمعناها فانه احق الناس بشفاعة محمد عليه الصلاة والسلام. وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم تنال بوسائل كثيرة عد العلماء منها امور كثيرة تزيد على العشرة مما جاء في الاحاديث الصحيحة ولكن اسعد الناس بها الموحد الذي اخلص في توحيده وهو اول الناس ليلا لهذه الشفاعة اما الخامس فهو ان التوحيد هو السبب الاعظم لتفريج الكربات في الدنيا وفي الاخرة قال جل وعلا ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة الاية هؤلاء الذين سبقت لهم من الله الحسنى من هم اهل التوحيد اهل الايمان بالله الحق بتوحيد الله جل وعلا والايمان به بانه هو المستحق للربوبية وحده وهو المستحق للالهية وهو تحق للاسماء والصفات والايمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر وعمل صالحا هؤلاء هم الذين سبقت لهم من الله الحسنى حالتهم في الاخرة لا يحزنهم الفزع الاكبر. واما في الدنيا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة فلهم الحياة الطيبة وتفريج الكربات في الدنيا وفي الاخرة وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله يحفظك ثم قال له اذا سألت فاسأل الله هذا توحيد. واذا استعنت فاستعن بالله توحيد ثم قال له واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف وفي رواية واعلم ان الفرج مع الصبر وان النصر مع مع الكرب وهذا كله لاهل التوحيد الذين اخلصوا الامر او الفضل السادس ان صاحب التوحيد الذي وحد الله وتخلص من الشرك قولا وعملا واعتقادا له الامن والهدى في الدنيا والاخرة قال جل وعلا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. اولئك لهم الامن وهم مهتدون لما نزلت هذه الاية شق ذلك على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله اينا لم يظلم نفسه لكل احد لابد يظلم نفسه باي شيء اما ان يفرط في واجب او انه يرتكب من هي عنه فاذا تذكر تاب من التفريط واذا ذكر ايظا انتبه لتفريطه في اداء الواجب او في عمل عمله بعض المحرمات اينا لم يظلم نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ليس هذا الذي تذهبون اليه الظلم الشرك الم تسمعوا الى قول العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم. وذلك ان الظلم ثلاثة انواع ظلم العبد في حق نفسه بالذنوب وظلم العبد لغيره بالاعتداء على حقوق الناس واموالهم واعراضهم. وظلم العبد في حق ربه جل وعلا بالشرك بالله جل وعلا. فنبههم النبي صلى الله عليه وسلم على ان العموم في هذه الاية عموم المراد به الخصوص وهو احد الانواع الثلاثة وهو ظلم العبد في حق ربه بالشرك بالله جل وعلا الذي هو اعظم انواع الظلم ان الشرك لظلم عظيم وهذا هو معنى الاتيان بالتوحيد والبراءة والخلوص من الشرك فان هذا يحصل للعبد به الامن والاهتداء. لكن الناس في التوحيد درجات. كذلك في الامن والاهتداء هم ايضا درجات. فكلما كمل العبد توحيده وكمل العبد خلوصه وبرائته من الشرك علما وعملا في التوحيد وعلما الم في براءته وخلوصه من الشرك كلما كمل الله له الامن في الدنيا والامن في الاخرة وكمل الله له باهتداء في الدنيا والاهتداء في الاخرة يأتي قائل ويقول الامن في الدنيا فهمناه الامن النفسي والامن الا يعتدي عليه احد وقوة القلب والامن في المجتمع وامن الدولة وامن البلد هذا كله يدخل فيه. كذلك الهداية في الدنيا بالتوفيق للصالحات ورؤية الحق حقا والمنة من الله على عبده باتباعه رؤية الباطل باطلا والمنة من الله لعبده باجتنابه هذا ايضا مفهوم. الامن في الاخرة بعدم الفزع وعدم الحزن والحزن وبعدم دخول النار ايضا مفهوم لكن كيف تكون الهداية في الاخرة الم ينقطع التكليف قطع التكليف فهل في الاخرة هداية انا نقول امن وهداية في الدنيا والاخرة. كيف تكون الهداية في الاخرة قال جل وعلا والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل اعمالهم سيهديهم يعني بعد القتل ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم. فجعل هناك ثلاث مراتب اولا قتل ثم يهديهم الله جل وعلا ثم يدخلهم الجنة. هذه الهداية هي الهداية في الاخرة. فسرها اهل العلم بالتفسير واهل العلم بالتوحيد بانها الهداية لسلوك الصراط حين ورود الظلمة. لانه قبل الصراط هناك الظلمة التي يلتبس فيها الطريق فربما مر الانسان او ذهب يريد هذا الطريق يريد طريق الصراط لكنه يسقط في النار والعياذ بالله او يمشي في الصراط قليلا ثم يضل مع لا يعرف كيف يتجه لان فيه ظلمة وليس عنده نور تام ينقطع منه النور الذي هو بسبب توحيده ثم بعد ذلك يسقط. فاذا هناك هداية لطريق الجنة في الاخرة هذه تحصل بحسب قوة التوحيد. فكلما قوي التوحيد كلما قويت الهداية وقوي النور في الدنيا وفي الاخرة. اما السابع فمن فضل التوحيد ان التوحيد اذا اذا قوي واذا احب العبد توحيد ربه وعلمه وتعلمه فانه يوفق لكل كل قول وعمل صالح سواء ما كان هذا القول والعمل ظاهرا ام باطنا؟ في نفسه او في غيره. وهذي من اعظم المهمات لان العبد لا يخلو اما ان يتعامل مع نفسه او ان يتعامل مع غيره او ان يتعامل مع ربه جل وعلا وتعامل مع الله جل وعلا عبادة يعني بالعبادات وتعامله مع نفسه في شأن هوى نفسه وما يرغب فيه وما لا يرغب وكيف يمتثل الشرع في نفسه ومع غيره في تأديته لحقوق الناس والعباد ابتداء بحق والديه وحق زوجه وحق اولاده وحق جيرانه وحق زملائه ومن يخالطه وحق العلماء وحق ولاة الامر وحق الصحابة رضوان الله عليهم وحق اهل الايمان بعامة وهكذا في هذا الشأن التوحيد سبب من اسباب التوفيق لحسن تعامل العبد مع نفسه ومع الخلق ومع ربه جل وعلا. اما مع الله جل وعلا فاهل التوحيد يحبون عبادة الله جل وعلا يحبون الاخلاص ايضا يحبون انواع العبادات. تجد الموحد الحق يصلي تجد الموحد يعطي الزكاة. تجد الموحد يصوم رغبة واختيارا. تجده يحج رغبة. كلما قوي التوحيد قوي تعلق العبد بالصلاة تعلقه بالصلاة الفرض وبالنوافل تعلقه بصيام الفرض وبالنوافل وهكذا ففي تعامله وعبادته لربه بحسب توحيده وقوته يقبل على ذلك ويوفق لهذا الامر. لهذا تنظر الى نفسك في اي مجال من المجالات. اذا احسست في نفسك تقصيرا في الفرائض او حتى في النوافل ففتش فستجد ان بعض الدنيا والخلق زاحموا محبة الله جل وعلا في القلب ولابد يجتمع في القلب واردان وارد محبة الله جل وعلا وتوحيده ووارد محبة دنيا والخلق والرغبة فيه فيتزاحمان فاذا قوي التوحيد اظعف الشيء الاخر واذا قوي الاخر اظعف التوحيد بحسبه ولهذا العلم بالتوحيد وتعليم التوحيد وارشاد الناس اليه واعظم البر والاحسان الى الخلق لانه به ينفتح ذلك اذا احسن تقريره وشرحه للناس وترغيب الناس فيه اما تعامل العبد مع نفسه فان العبد له هوى وله رغبة له هوى في بعض المحرمات لا احد يسلم من ذلك له هوى ورغبة في ترك بعظ الفرائظ يتثاقل عليه. ذلك تعامله مع نفسه فيما يأتي وفيما يذر كلما قوي توحيد الله في القلب وعلم العبد بربه بربوبيته وانه سبحانه. هذه الارض جميعا والقلوب جميعا بين اصبعين من اصابعه والارض قبضته يوم القيامة وان هذه الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة وانه سبحانه هو الذي يدبر هذا الملكوت وانه هو الذي يعطي ويمنع وينفع ويضر سبحانه وتعالى ويخفض ويرفع ويقبض ويبسط ويخلق سبحانه ويحيي ويصح ويفقه ويمرض ويغني ويفقر وانه سبحانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فحين اذ يقوى في قلبه العلم بالله جل وعلا. يقوى في قلبه التوكل على الله. يقوى في قلبه محبة الله جل وعلا. كذلك العلم بانه هو المستحق للعبادة وحده هو المستحق للطاعة سبحانه وتعالى طاعة العبادة وحده هو المستحق لكذا وكذا وكذا من انواع العبادات فانه حينئذ يعظم في قلبه محبة الله وتوحيده وتضعف نوازع الشر في نفسه. اما تعامله مع الخلق فان الموحد لا تغيب عن باله اذا قوي توحيده ان انسه بالله فوق كل انس. وان رضا الله جل وعلا عنه فوق كل رضا ومن التمس رضا الناس بسخط الله من التمس رضا الناس مهما كانوا كبارا او صغارا رعاة او رعية ملوكا او مملوكين ومن كانوا؟ من التمس رضا الناس بسخط الله سخط صلى الله عليه واسخط عليه الناس ومن التمس رضا الله ولم ينظر الى الناس هل يسخطون ام يرضون؟ رضي الله عنه وعرض عنه الناس وهذه مجربة فيمن سار على شرع الله بالحكمة والموعظة الحسنة في هذا الامر. فالتعامل مع الناس اذا تعلق القلب بالله فانه والله جل وعلا بين عينيه يرجو ويخاف ويتقيه ويحبه يخشى ان يتغير قلبه عليه بظلم عبد من العباد ولهذا يصلح عمله في نفسه ومع الخلق فاذا اهل التوحيد يوفقون للاعمال الظاهرة والباطنة المتنوعة وللاقوال الظاهرة والباطنة في تعامل العبد مع نفسه ومع الخلق وفي عبادة الله الواحد الاحد الثامن من اثار التوحيد وفضائله وحسناته ان التوحيد يحرر العبد من الرق للخلق والمبالغة في مراعاتهم الى عزتي الرق والعبودية للواحد الاحد السميع البصير جل جلاله وتقدست اسماؤه. العباد عند الله جل وعلا سواسية. ابتلى الله العباد وجعل بعضهم لبعض نعم كما قال سبحانه وجعلنا بعضكم لبعض فتنة اتصبرون وكان ربك بصيرا. ما معنى اتصبرون جعل الله الفقير فتنة للغني والغني فتنة للفقير. الفقير فتنة للغني هل يتعاظم ويعظم وينظر انه اذا حصل الف ولا الفين ولا مئة الف او مليون او عشرات الملايين او مئات انه عظم وعظم حتى صار عند نفسه انه فوق الخلق ابتلي بالفقير ماذا يعمل معه؟ وهل يترفع عليه ام لا ولهذا نبينا صلى الله عليه وسلم ماذا قال الله له؟ قال الله له واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا. حتى لما عليه الصلاة والسلام في اسلام بعض الاغنياء والاثرياء وترك الفقير لانه في تقدير عليه الصلاة والسلام انه اذا اسلم الغني فانه سينفع الاسلام اكثر واكثر وترك الفقير عاتبه الله جل وعلا. وقال له عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى او يذكر فتنفع ذكره. اما من استغنى فانت له تصدى وما عليك الا يزكى واما من جاءك يسعى وهو يخشى فانت عنه تلهى كلا انها تذكرة له عليه الصلاة والسلام وللناس جميعا. جعل الله ايضا الغني فتنة للفقير. هل يحسد الفقير الغني؟ او يسأل الله جل وعلا السلامة هل ينظر اليه بحنق وحقد وكذا؟ ام يعظم رغبته وفي الله ايضا المريض والصحيح جعل الله بعضهم فتنة لبعض. ايضا الملك والرعية جعل الله جل وعلا بعضهم في فتنة لبعض وهذا كله كما قال جل وعلا اتصبرون وجعلنا بعضكم لبعض فتنة لاحظ كلمة فتنة افتتان اتصبرون من يصبر ممن لا يصبر؟ من حقق التوحيد من اخذ بالتوحيد من عمل بالتوحيد نظر الى الخلق نظرا صحيحا وتخلص من الرق للخلق ومن كثرة مراعاة الخلق وعظم في قلبه ربه جل جلاله وتقدست اسماؤه وكان عزيزا بالله الواحد الاحد وكان مرتفعا بالله الواحد الاحد. وكان عظيما بالله الواحد الاحد كما قال سبحانه ولا تهنوا فلا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين. ولا تهنوا ولا تحزنوا مش تقدير الاية بعظ الناس يظن تفسير الاية وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين ان لم تكونوا مؤمنين فلستم بالاعلون ليس هذا هو التفسير تفسير الاية ولا تهنوا ولا تحزنوا ان كنتم مؤمنين وانتم الاعلون لانكم او في حال ايمانكم. ولاته ما دام انكم مؤمنون فلا تهنوا ولا تحزنوا فانتم الاعلون. اي وانتم الاعلون هذي جملة من مبتدأ وخبر حاليا يعني ولا تهزأ ما دامك مؤمن لا تهن ولا تحزن فانك انت العالم. اذا من فوائد التوحيد في القلب انه يخلصه من الرق للمخلوق ومن الذل له وانما يعامل الموحد المخلوق بما امر الله جل وعلا. لا يتكبر عليه ولا يهينه وانما يعامله لانه مؤمن او يعامله بحسب شأنه نستمع للاذان وبعد هذا فضائل توحيد واثاره كما انها متعلقة بافراد المؤمنين فهي ايضا متعلقة بالبلد المسلم الموحد والمجتمع والدولة. قال جل جلاله ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها. وادعوه خوفا وطمعا. ان رحمة الله قريب من المحسنين. والافساد في الارض بعد اصلاحها هي ان يسلك فيها بما يناقض التوحيد او بما ينقص كماله. بالشرك الاكبر او بالشرك الاصغر. هذا هو الافساد اعظم الافساد في الارض وكذلك سائر ما يحصل من التعديات على الخلق هذا افساد في الارض وقال ايضا جل وعلا في بيان ذلك في سورة النور وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ولا يبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا. هنا وعد وموعود وحالة يكون عليها الوعد. اما الوعد اما الموعود اولا فهم اهل الايمان. وعد الله الذين امنوا من وعملوا الصالحات هؤلاء هم الموعودون. اما ما وعدوا به فجاء في ثلاثة اشياء. اولا ليستخلفنهم في الارض يعني ان لم يكون لهم غلبة ومنعه واستخلاف فالله يعدهم طال الزمان او قصر ان يستخلفهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ثم قال الوعد الثاني ولا يمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم. اعظم شيء يختاره المؤمن ويريده ان يكون يعبد الله جل وعلا بتمكين لا يستخفي بدين الله ولا يكون مهانا وهو يدين بدين الله بل يكون مرفوع الرأس يكون بما وعد الله جل وعلا له. اما الوعد الثالث بقوله ولا يبدلنهم من بعد خوفهم امنا. يعني لما بعد ان كانوا قلة يخافون استخلفهم ومكن لهم دينهم وصاروا بعد الخوف امنا امنين على انفسهم على دينهم وعلى انفسهم وعلى اولادهم وعلى اعراضهم وعلى اموالهم هذه كلها منن ووعد من الله جل وعلا له ما حالتهم؟ بين الحالة في الحالة في الجملة الفعلية بقوله يعبدونني لا يشركون بي شيئا. يعني اذا استخلفهم ومكن لهم دينهم وبدلهم بعد الخوف امن ما حالتهم في هذا كله وقبله انهم يعبدونني لا يشركون بي شيئا. وهذا اعظم اثر للتوحيد على الناس في وفي مجتمعهم انهم اذا عبدوه ولم يشركوا به شيئا. واقروا التوحيد ونبذوا الشرك فانهم موعودون بفتح فظل الله جل وعلا هم بهذه الثلاثة. وكذلك بانهم تفتح لهم بركات من السماء من الارض فيوسع الله عليهم في الارزاق ويكونون في حياة طيبة مطمئنة. وبعد هذا كله يظهر لك ان فضائل التوحيد واثاره وحسناته على الناس على اهل الايمان وعلى غيرهم وعلى الافراد وعلى الدولة والمجتمع كبير جدا جدا ولهذا يعظم حينئذ الواجب وتشتد حينئذ تبعه في ان نهتم بالتوحيد في انفسنا وفيما حولنا ان رغبنا في هذا الخير العظيم والا فليس هو من باب الفضائل هو الا من لم يأخذ بالتوحيد ويجتنب الشرك وقد قال الله جل وعلا في شأنه انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين ميناء من انصار اسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من اهل توحيده الذين علموه واعتقدوه اجتهدوا به وعملوا به ودعوا اليه واعلنوه انه سبحانه ولي الصالحين وهو ذو الفضل والاحسان كما نسأله سبحانه ان يجعلنا جميعا ممن حاز هذه الفضائل. اللهم لا تحرمنا فضلك بذنوبنا ولا بتقصيرنا. وباسرافنا في امرنا اللهم اجعل عاقبة امرنا الى خير واجعل لنا فواتح الامر من الخير وخواتمه انك على كل شيء قدير رحمن رحيم كما اسأله سبحانه ان يوفق ولاة امورنا لما فيه الرضا وان يجعلنا واياهم من المتعاونين على البر والتقوى وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. نأخذ بعض الاسئلة ثم الاقامة لننصرف بعد الصلاة ان شاء الله معالي ال الشيخ وبارك في علمكم وعملكم. واسأل الله جل وعلا ان ينفعنا بما سمعنا وان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه. امين فانما تدل على الشيخ وعلى قبول له عند الناس. الله المستعان. وغالبها سخرت بكلمة انا نحبك في الله. احبكم الله جميعا مية في المية. من صاحب الفضيلة اسئلة توارثت عن التوحيد لقضاء الاجازة الصيفية فيما مع افتراضها ومع كثرة الذين حزموا حقائبهم استعدادا للسفر وللضرب في الارض فلعل معاليكم ان يوجه توجيها لهؤلاء وللشباب المسلمين جزاكم الله خيرا اولا كل شيء تجده في الكتاب والسنة اخبارا وحكما وبيانا لي اثره واثاره والسفر من ذلك في عدة ايات ومنها قوله جل وعلا لما ذكر قصة سبأ ممتنا عليهم في بلادهم في قوله وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي واياما امنين. وهذا الامر سيروا للامتنان امر امتنان وهو احد معاني الامر سبعة والعشرين كما هو معروف عند الاصوليين سيروا فيها ليالي واياما امين يعني امتن الله عليهم بان يسيروا مسافرين امنين ليالي واياما ثم عادهم بقوله فقالوا ربنا باعد بين اسفارنا وظلموا انفسهم عاب الله عليهم انهم لما سافروا ظلموا انفسهم في اسفارهم فالسفر مباح واذا خالطته او صار القصد منه معصية قصد من السفر انشئ لمحرم صار سفرا محرما واذا كان اصله سفر طاعة فخالطته معصية او ذنوب فان هذا من جنس الذنوب التي يغشاها الانسان. اذا السفر مباح كما هو معلوم. وقد يكون الانسان يختار ذلك لانسه او لانس اولاده او نحو ذلك. مما اباحه الله جل وعلا. لكن الاجازة فرصة عظيمة وهذا الفراغ لان يكسب الانسان فيها هي طويلة قد لا يسافر فيها كلها حتى لو سافر يكسب فيها ما يؤنسه وما يستفيده في دينه اما ان تكون لهوا ولعبا بدون ان يعود لها منها فائدة فهذه ليست سمة عباد الله جل وعلا الصالحين قال جل وعلا لنبيه فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. وقال نبينا عليه الصلاة والسلام نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ مغبون فيهما يعني الناس يتمنون ان لو كان عندهم فراغ مثل ما عند هذا الذي عنده فراغ. فاذا كان الامر كذلك المطلوب من من الجميع ان يتقوا الله جل وعلا في اي امر يكونون فيه. اذا كانوا في حظر او في سفر او اذا عزموا ان تكون نيتهم صالحة انما الاعمال بالنيات وان يكون قصدهم حسنا والا يعزموا على شيء فيه مضرة لانفسهم في دينهم او في دنياهم. الامر الثاني الا يتركوا انفسهم من نفعها. الفراغ فرصة تنفع نفسك واولادك بالعلم النافع التعويد على العبادة بالحاقهم بدورات علمية او باحسان القرآن او باحسان القراءة احسان قراءة القرآن او حفظ القرآن او باحسان القراءة العامة او بتحبيبهم للمطالعة وللكتب او بالصلة باهل العلم او بالصالحين حتى يكون هناك صالحة هذا من اعظم ما يبقى. اما الامر الثالث فان كل انسان قدوة في بيته. وقدوة لمن تحت رعيته فلذلك ينبغي له ان يقبل على الخير وان يدعو من تحت يده للاقبال على الخير سواء في العلم او في العمل. وفق الله الجميع لما فيه رضا. احسن الله اليكم كثرة الدعاوى في هذه الايام الى ما الى ما يسمى وحدة الاديان. وان تجتمع المئذنة بجانب الكنيسة او ما يسمى التسامح الديني فما تعليقكم احسن الله اليكم اولا الاديان كثيرة لكم دينكم ولي دين لكن الدين الذي انزله الله من السماء واحد لا يتعدد. ان الدين عند الله الاسلام. اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون. الاسلام العام هو الذي جاء من عند الله الشرائع مختلفة لهذا يبطل شرعا قول من يقول الديانات السماوية فليس ثم ديانات سماوية. انما الدين الذي من السماء واحد. والشرائع هي التي تختلف قال جل وعلا لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. وقال نبينا صلى الله عليه وسلم فيما رواه عمر عن همام عن ابي هريرة رضي الله عنه قال الانبياء اخوة لعلات. الدين واحد والشرائع شتى. فاذا من هذا نخلص الى قول من قال الديانات السماوية ويوجد ديانات لكن لا يصح ان يقال انها سماوية لان من السماء لم ياتي الا دين واحد وهو دين الاسلام النصرانية واليهودية من السماء شرائع لكن الدين هو الاسلام يجوز ان تقول دين النصرانية ودين اليهودية على اعتبار ان المقصود بالدين هنا الشريعة كما قال جل وعلا ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك يعني في شريعة الملك. لكن اذا اضيف الى السماء فهذا لا يصح ولا يجوز. هذه المسألة الاولى اما المسألة الثانية فقول القائل هنا في السؤال كثر هذا ليس بصحيح لم يكثر تكثر هذه الدعوة وانما وجد هذه الدعوة من جهة او من جهتين في العالم ولكن الاعلام هو الذي اكثر ترديدها وذكرها. وهذا الذي لا يكره احد على دين كما قال جل وعلا لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب وكما قال جل وعلا لكم دينكم ولي دين ووجود الكنيسة بجانب المسجد هذا وجد في زمن الصحابة رظوان الله عليهم في بلادي البلاد التي فيها اهل الذمة وكانوا يتعبدون في كنائسهم ولكن لا يعلنونها في شارع المسلمين كما هو معروف من الشروط العمرية ويسمح لهم بذلك في البلاد التي كان فيها اهل الذمة. فالتسامح بهذا المعنى تسامح جاء به الشرع وهو صحيح اما في جزيرة العرب فقد روى الامام مالك في الموطأ والامام احمد في المسند وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمع وفي جزيرة العرب دينان يعني لا يجتمع في هذه الجزيرة دينان ظاهران لا يظهر فيها الا دين الاسلام اما وجود غير المسلمين فلهم ان يتعبدوا في بيوتهم وان يمارسوا شعائرهم في اماكنهم دون ان يظهروا ذلك. هذا المعنى من التسامح صحيح شرعا وهو وفق الاحكام الشرعية. اما ان اما الثاني التسامح وهو المعنى المرفوظ والباطل فهو ان يكون التسامح تسامحا مخالفا لامر الله جل وعلا وامر رسوله وما جاء في نصوص الكتاب والسنة ان يكون التسامح ان يوالي المسلم غير المسلم. وان يود المسلم الكافر او المشرك او الا يتبرأ منه يعني الا يشعر في نفسه بغض للكفر والشرك والان هذه الدعوة الموجودة التي ذكرت يراد منها الا يكون في القلب كراهة لاي ملة من الملل بل يكون للناس فيما يتدينون به ما يشاؤون وهذا باطل هذا امر منوط باحكام الشرع. لهذا نقول كلمة التسامح هذه يمكن ان تفسر بتفسير صحيح على وفق الشرع ويمكن ان تحمل معنى باطلا اه في نفسها وفي اثارها لم يعطي احد الحق الديني في ديانة تخالف مثل ما اعطى الله جل وعلا ومثل ما اعطى رسوله صلى الله عليه وسلم في دين الاسلام. من اكرام اهل الذمة يعني بمعنى عدم اعانته. ومن ان لهم التعبد بعباداتهم وانهم لا يقصرون على دين الاسلام وانه من اراد ان يتعبد بعبادة فلا يكره على دين الاسلام ولا يجبر على ان يسلم بل يحث وينادى بذلك وهذا الاكرام والاحسان هو من اسباب جعل الكثير من غير المسلمين يسلمون. بل قال الله جل وعلا لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسط اليهم ان الله يحب المقسطين الجار اذا لم يكن مسلما له حق في المجورة يهدى له ويعطى والى اخره فاذا الذي كفل حق المخالفين في الدين هو الله جل وعلا على في هذا الدين دين الاسلام واما ما يدعونه في المواثيق الدولية في حقوق الانسان وفي بعض الوثائق التي يدعى اليها والقوانين من ان تكون ان يكون التسامح على وفق فهمهم فهو في الحقيقة ليس اعطاء كل ذي حق حقه ولم يطبقوه اصلا في بلادهم تجد ان جرس الكنيسة يقرع