الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على وعلى اله واصحابه ومن والاه واهتدى بهداه ثم اما بعد فلا يخفى على العاقل القريب الناصح لنفسه ما للعلم الشرعي من فضائل وثمرات فالله جل وعلا نوه بشأن العلم في كتابه الكريم ونوه به نبيه صلى الله عليه وسلم في صحيح سنته وان الكلام على المسائل على فضل العلم لا يطول جدا ولكن نختصر الكلام في هذه العجالة الدقائق المعدودة على شيء من فضائل من فضائل العلم واذا قلنا فضل العلم فانما نقصد به العلم الشرعي الذي يرد الى شيء من كتاب الله جل وعلا او شيء من سنة النبي صلى الله عليه وسلم. يعني العلم الذي يهتدي به العبد الى طريق الله جل وعلى فمن فضائل هذا العلم ان الله جل وعلا استشهد اهل العلم على اعظم مشهود به وهي وحدانيته جل وعلا وهذا امر عظيم فلما قبل الله جل وعلا شهادة العلماء على وحدانيته دل ذلك على على انهم عدول عند الله جل وعلا. فالعلماء عدول عند ربنا جل وعلا كما قال الله جل وعلا شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم والله جل وعلا شهد اولا على وحدانيته ثم اردف شهادته بشهادة ملائكته وهم وهم خير اهل السماء ثم بعد ذلك اردفها بشهادة خير اهل الارض وهم العلماء فالله شهد على وحدانيته وشهد على وحدانية الملائكة ثم شهد بعد ذلك عليها اهل العلم ولا يزال اهل العلم يشهدون في الارض بانه الله الذي لا اله الا هو انه لا يستحق احد العبادة الا هو جل جل وعلا فهذا دليل على فضل العلم والعلماء. ومن ذلك اختصاصهم برفعة الدرجات الزائدة على درجات الذين امنوا فالله جل وعلا يرفع الذين امنوا درجات ولكن يرفع اهل العلم درجات اكثر واعظم وافخم. قال الله جل وعلا يرفع الله الذين امنوا والذين اوتوا العلم درجات. والذين اوتوا العلم هم من الذين امنوا فهم يشتركون مع سائر المؤمنين في درجاتهم ولكن يخصون بدرجات خاصة لا يشاركها لا يشاركهم فيها غيرهم. ومن ذلك ايضا من فضل العلم ايضا ان الله جل وعلا وصف اهل العلم بالابصار ووصف اهل الجهل بالعمى فالعلماء هم المبصرون في هذه في هذه الحياة الدنيا. وليس المقصود بالابصار ابصار الحسي وانما المقصود به الابصار المعنوي. يعني نور البصائر فالابصار المعنوي من خصائص العلماء فمن كان من اهل العلم فهو المبصر ابصارا حقيقيا اه واما من كان جاهلا بالعلم فانه جاهل فانه فانه يوصف بانه اعمى. قال الله جل وعلا افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى من علم ان ما انزل الى النبي صلى الله عليه وسلم هو الحق وعمل بهذا الحق ودعا له وصبر على وصبر وجاهد في الدعوة اليه فهو المبصر ومن جهل بذلك فانه اعمى ومن فضائل اهل العلم والعلم ايضا ان الله جل وعلا حصر الخشية في اهل العلم. فقال الله جل وعلا انما يخشى الله من عباده العلماء فالناس وان كان لهم اه وان كان لهم مطلق الخشية الا ان العلماء اختصوا اختصوا بالخشية المطلقة وهذه ثمرة عظيمة من ثمرات في العلم ان العلم يورث صاحبه الخشية والتقى. ومن ثمرات ومن ثمرات العلم وفضله ايضا انهم مرجع الامة عند حلول نوازلها فاذا حلت بالامة نازلة فانهم لا يرجعون الا الى اهل العلم الراسخين فيه. وقد امر الله جل وعلا الامة كلها بان تسأل اهل للذكر ان كانت لا تعلم. فالعلماء هم مرجع الامة عند حلول نوازلها وحلول ما يشكل عليها في امر دينها ودنياها. قال الله جل وعلا ولو ردوا واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم. وولاة الامر الذي الذين يستنبطون من الكتاب والسنة هم العلماء. وقد قال الله جل وعلا فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فالعلماء هم مرجع الامة ومن فضائل العلم ايضا ان الله جل وعلا لم يأمر بالازدياد من شيء في كتابه آآ الا بالعلم. قال الله جل على وقل ربي زدني علما. فهنا امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالازديادة من العلم. ولم يأمره بالازديادة من المال ولا من المناصب ولا من حطام الدنيا وانما امره بالازدياد بالازدياد من العلم لان الانسان مهما ازداد من العلم فانه لن يصل فانه لن يصل الى نهايته. ومن فضائل العلم ايضا ومن فضائل العلم والعلماء انهم الشهود على اعمال العباد في الاخرة. كما انهم الشهود على نية الله جل وعلا في الدنيا فكذلك هم الشهود على اعمال على اعمال العباد في الاخرة. ولذلك قال الله جل وعلا ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما فلبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكن انكم كنتم لا تعلمون ومن فضائل العلم ايضا انه يبصر صاحبه بالطريق الصحيح ويعلمه بحقارة هذه ويدله على حقارة هذه الدنيا. ولذلك لما اتخر قارون على الامة عنده لما افتخر بماله وقصوره وخدمه وحشمه وخرج على قومه من شرف قصر ايه؟ اغتر بهم اغتر بهذا المنظر وبهذا البهرج الدنيوي الزائف اصحاب الدنيا. الجاهلون الذين ليس عندهم علم من الكتاب والسنة ولكن العلماء لم يغرهم ذلك المنظر. وقال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن امن وعمل صالحا ولا يلقاها الا الصابرون. فالعلم يهدي صاحبه للحق ويبصره بحقارة هذه الدنيا ويحميه من الغرور بزخرفها والوقوع في شيء من شهواتها. ومن فضائل العلم والعلماء ايضا مدح الله لهم في كتابه بانهم المنتفعون بالامثلة التي يضربها في كتابه. فان الله قد ضرب قرابة الاربعين او اكثر من الامثلة في كتابه وفي واخبرنا جل وعلا انه لا ينتفع بها حقيقة الانتفاع الا العلماء. قال الله جل وعلا وتلك امثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون وما يعقلها الا العالمون. ومن فضائل العلم والعلماء ايضا ان الله جل وعلا فمن اوتي العلم بانه قد اعطي خيرا كثيرا. كما قال الله جل وعلا ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا. والحكمة يراد بها عند جمهور المفسرين هنا اي العلم. فمن رزقه الله العلم فقد اتاه خيرا. فقد اتاه خيرا عظيما كثيرا. ومن ذلك ومن قائله ايضا ان الله افتتح كتابه في اول اية انزلها على نبيه صلى الله عليه وسلم بالة العلم والة التحصيل وهي اقرأ وهذا دليل على فضل العلم لان القراءة هي طريق العلم وهي طريق التحصيل فكون الله جل وعلا اول شيء ينزله على نبيه ان يقول له اقرأ فهذا فيه دليل كبير على اهمية العلم في هذه في هذه في هذه الشريعة المباركة زادها الله شرفا ورفعة. وكذلك مما ذكره اهل العلم ان ان العلم شرف حتى ولو في البهائم. ان البهيمة العالمة اشرف من البهيمة الجاهلة. ولذلك لو اجتمع كلبان وكان احدهما معلما والاخر غير معلم. فصادا يعني ان الكلب المعلم صاد صيدا والكلب غير المعلم صاد صيدا فان كلب فان صيد الكلب الجاهل محرم. لا يجوز في شريعة الله جل وعلا واما صيد الكلب المعلب فانه جائز. انظر كيف كان العلم شرفا آآ لاصحابه حتى ولو كانوا من البهائم فكيف اذا كان الذي يحمل العلم من بني ادم جرم ان هذا فضل عظيم للعلم واهله. وكذلك الله جل وعلا ذكر كلب اصحاب الكهف. لما دخلوا في الكهف وصف الله طريقة نومهم ووصف طريقة تقليبهم ثم خص اية كاملة تصف او جزءا من اية تصف طريقة نوم الكلب قال باسط ذراعيه بالوسيط بالوسيط. وهذا شرف كبير لاهل العلم. فاذا كان الكلب الذي صحب اهل العلم ليحفظهم اه نال هذا الشرف وسطر الله ذكره في القرآن فكيف بالعالم نفسه؟ وكيف بحامل العلم ذاته؟ لا لا شك انه انه اعظم اجرا واكثر واعم فضله. ومن فضائل العلم والعلماء ايضا ان العالم العامل المعلم هو خير الناس بنص النبي صلى الله عليه وسلم في قوله خيركم من تعلم القرآن خيركم من من تعلم القرآن وعلمه فهذا نص من النبي صلى الله عليه وسلم يفيد ان خير الناس من اقبل على تعلم كتابه وعلمه للناس من ذلك ايضا ان التوفيق للعلم علامة التوفيق من الله جل وعلا وارادة الخير بالعبد. فاذا وفقك الله لسلوك طريق العلم فاعلم ان الله اراد بك خيرا. لا سيما اذا قرنت العلم بالعمل. قال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. فعلى الخير من عرامة ارادة الخير من الله جل وعلا ان يوفق العبد للتفقيه في للتفقه في الدين. ويفهم من ذلك ان من لم يوفق لطريق التعلم والتفقه في الدين فانه عبد آآ لم يرد الله جل وعلا به خيرا. ومن فضائل العلم ايضا ان ان نبي الله موسى قطع الفيافي والصحابي والمسافات الطويلة ليتعلم شيئا من العلم الذي الذي علمه الله لنبيه الخضر. وكما قص الله جل وعلا علينا قصته هم في سورة الكهف في سورة الكهف واذ قال موسى لفتاه لابرح حتى ابلغ مجمع البحرين او امضي حقبا. يعني حتى لو امضي سنين تلو السنين في طلب العلم فان هذا شيء يسير زهيد في حق العلم وفضله. وهذا دليل على ان العلم خير ما شرف العبد وان كان نبيا. ومن فضائل العلم ايضا ان العلم نور القلوب. وحياة الارواح وهو انيس النفوس وهو لذة الحياة وراحة العقول. العلم ايها الاحباب هو الكنز الذي لا يفنى وهو النبع الذي لا يمكن ان ينضب ابدا وهو المال الذي لا ينقص بل فيه بل هو في زيادة دائما. والعلم ايها الاحباب هو التجارة التي لا تبور. فهو بستان الاخيار وهو رياض الصالحين وهو سلوة الفضلاء وهو جليس النبلاء وهو زينة الوقار وتاج الهيبة وهو النجاة في الدنيا من الخيبة والخسارة وهو الحزام من الوقوع في الشبهات ومستنقعات الشهوات وهو العز والفخر يوم يبعث الله الاولين والاخرين. ووصيتي للجميع ان يتزودوا من هذا العلم العظيم. ليحصلوا شيئا من هذه الفضائل. نسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم للعلم النافع والعمل الصالح واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. الموقع الرسمي فضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان دبليو دبليو دبليو دوت السعيدان دوت نت