سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله ان ما جاء في الكتاب والسنة واقوال اهل العلم من مدح العلم والثناء على اهله فان المراد به العلم الموروث كل ما جاء في فضل العلم واهله في الكتاب والسنة فالمقصود به العلم المنزل وليس المقصود به علم الصناعات فان الطب الصناعي والهندسة صناعة والمحاماة صناعة هذه لا تسمى علما في عرف الكتاب والسنة ولا في عرف من سلف وانما هذه صناعات ولا ادل من ذلك على انها تباع وتشترى فترون ان الطبيب يجلس ويبيع علمه وان المهندس يبيع علمه وان المحامي يبيع علمه ويكاسر عليه وهذا دليل على انه ليس هو العلم الذي له الفضل الوارد في الكتاب والسنة العلم الذي له الفضل وهذه الفضائل الواردة التي ستأتي المقصود به العلم الذي لا يباع ولا يشترى العلم الذي تحصله بالمجان وحصله من علمك بالمجان تتعلمه لوجه الله لا لدنيا فانية كما تعلمه من سبقك لوجه الله لا لدنيا فانية هذا هو العلم الذي جاء فيه الفضل ولهذا ينبغي اذا كان اهل الصناعات يطلبون علومهم لاجل المعاش ولاجل الوظائف والدنيا فهذا امر مباح لكن انت يا طالب العلم الشرعي المنزل لا يجوز لك ان تطلب بعلمك المعاش والصناعات يجب ان يكون مقصدك خالصا لله تبارك وتعالى تطلب العلم خالصا لله تعالى لرفعة درجات عنده تطلب العلم لنشره ابعاد الجهل عن نفسك وعن امة محمد صلى الله عليه وسلم فان جاءك وراء ذلك جعالة او هبة من بيت مال المسلمين فامر حسن والا فاياك ثم اياك ان تبيع العلم الذي قال الله فيه قل لا اسألكم عليه اجرا الانبياء لا يسألون على تعليمهم العلم اجرا فطلاب العلم الصادقين انما يبذلون العلم لوجه رب العالمين وان العلماء ورثة الانبياء فلا يجوز لهم ان يشترط في التعليم مالا او يقولوا لا نعلم الا بكذا وكذا فهذا شأن اهل الدنيا خلاف اهل الاخرة جعلني الله واياكم من اهل الاخرة. نعم الله ذو الفضل