المسألة الثانية ان الدعوة الى الله جل وعلا مهمة ورعاية فقه الاولويات فيها اهم الله جل وعلا امر بالدعوة اليه فقال لنبيه وادعو الى ربك وقال لنبيه قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وقال سبحانه ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا. وقال انني من المسلمين وقال سبحانه ادعوا الى سبيل ربك. بالحكمة والموعظة الحسنة. وجادلهم بالتي هي احسن. والنبي عليه الصلاة والسلام حث على الدعوة باحاديث كثيرة. ومنها قوله عليه الصلاة والسلام لعلي للحديث المتفق عليه الذي رواه سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه قال لعلي لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم خير لك من عمر النعام يعني من الابل الحمراء التي كان يتنافس فيها العرب باقتنائها لعظم قيمتها. امر الدعوة معلوم اهم نيته معلوم قدره معلوم فضل من عاناه وزاوله في اخص خاصته ام في امر العامة؟ معلوم نية امر الدعوة على سبيل الافراد او على سبيل الجماعات. ولكن من المهم في الدعوة ان يرعى فقه الاولويات في معنى فقه الاولويات ان يبدأ بالدعوة بالاولى فالاولى. نبه على ذلك بل اوضح ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام في ارساله لداعية من دعاة الاسلام وهو معاذ ابن جبل رضي الله عنه حيث قال له فليكن اول ولا ما تدعوهم اليه. هذا فيه بيان فيه بيان لفقه الاولويات في الدعوة. الدعوة الى شرائع الاسلام مطلوبة كلها مهمة الدعوة الى نفل مهم الدعوة الى مستحب مهم ولكن الدعوة الى الفرائض اهم. الدعوة الى ترك المكروهات مهمة. ولكن الدعوة الى ترك المعاصي والمنبطات والكبائر اهم الدعوة الى ترك الصغائر مهمة ولكن الدعوة الى ترك الكبائر اهم. الدعوة الى الاتيان بالفرائض العملية مهمة. ولكن ان الدعوة الى التوحيد اهم. يعني ان الدعوة مترتبة بترتيب اولوياتها. هناك شيء مهم شيء اولى ولكن ثم شيء اولى منه. وهكذا فمراتب الدعوة متنوعة. مراتب الدعوة درجات انما يظهر بالفقه في حال المدعوين. وهذا يختلف باختلاف البلاد. فهناك اختلاف البلاد بل واختلاف الاحوال والاشخاص. فالبلد التي يظهر فيها الشرك لا يعلم اهلها حق الله جل وعلا عليهم فان اول ما يدعى اهلها اليه ان يدعوا الى حق الله جل وعلا الاعظم عليهم وهو ان يعبدوه وواحدة ولا يشركوا به شيئا. وهذه هي زبدة رسالات المرسلين جميعا. ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا طه واجتنبوا الطاغوت. وهذا من اعظم ما يرعى