السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اخواني واخواتي لا زلنا نتكلم عن اسم الله تعالى الودود ارجو لمن لم يتابع الحلقة الماضية وفيها قصة غسان ورامي وبيهما ان يتابعها هي الحلقة التاسعة من السلسلة لاننا تكلمنا فيها عن ان الله سبحانه سبحانه وتعالى يتودد الى عباده بالبلاء يتودد الى عباده بالبلاء. هذا المعنى ان الله تعالى يتودد الى عباده حقيقة هو معنى ينبغي ان نقف عنده لانه معنى لطيف كثيرا ما نغفل عنه. انظروا كيف يتودد الله تعالى الينا وهو الغني عنا. اليس من اسمائه الودود انظر الى قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا هو الذي ان يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما تحيتهم يوم يلقونه سلام واعد لهم اجرا كريما فالله تعالى يتودد في هذه الايات الى المؤمنين بتذكيرهم بانه يهديهم ويرحمهم وسيلقاهم يوم القيامة باجر كريم يعبر عن محبته لهم. وكانه يقول لهم ما دمت افعل ذلك كله لكم الا استحق منكم ان تحبوني فتذكروني كثيرا كما يذكر المحب محبوبه لا ينبغي ان تكون علاقتنا بالله تعالى محصورة في انتظار النعيم الدنيوي. بل ولا الاخروي فحسب لابد ان يكون رضا الله تعالى مطلبا في ذاته. لابد ان نحب الله ونحرص على ان يحبنا هو ايضا سبحانه وتعالى. والا نطيق الحياة دون هذه المحبة الا ترى ان الله تعالى ختم كثيرا من ايات الاوامر ببيان انه يحب من يفعل كذا وكذا ماذا نستفيد من هذه الخواتيم؟ ان كنا اوفياء لله تعالى وصادقين في محبتنا له فان هذه الخاتمة والله يحب كذا. ينبغي ان تكون كافية في تشجيعنا على تنفيذ الامر. لنحصل على هذه الجائزة العظيمة محبة الله لنا. انظر كيف تكررت هذه الخواتيم في القرآن الكريم؟ ان الله يحب المحسنين. والله يحب الصابرين. ان الله يحب المتقين ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا. ان الله يحب المتوكلين. الم تقف عند هذه الخواتيم من قبل الم تشعر بالسعادة الغامرة ان كنت من اصناف الناس الذين يحبهم الله تعالى؟ الا تعني لك هذه المحبة الشيء الكثير؟ الا تستحق محبة الله لنا ان تكون اسمى الامنيات واجل معنى نعيش من اجله ان لم نقف عند هذه الخواتيم من قبل ان لم نحرص على ان نكون من اهلها. ان لم تكن محبة الله تعالى كافية في ان نكون من المحسنين والصابرين والمتقين والمتطهرين والتوابين والمتبعين للرسول الامين والمتوكلين وفي سبيل الله من المقاتلين. ان لم تكن محبة الله كافية في ان نبذل جهدنا في التخلق بهذه الاخلاق. الا يدل ذلك على ان هناك جفافا في محبتنا لله؟ ونقص اهتمام بمحبته تعالى لنا وفي المقابل ترى ان الله تعالى نهى عن امور واتبع النهي بانه تعالى لا يحب من يفعل كذا والله لا يحب الظالمين. ان الله لا يحب المعتدين. ان الله لا يحب المسرفين. ان الله لا يحب الخائنين من اخي راجع نفسك هل كنت كلما قرأت هذه الايات تفكر بالطريقة التالية؟ ان لم يحبني الله فسيعرضني لبلاء او يحرمني من نعيم. هل هذا هو كل ما يهمك هل تجري عملية حسابية لتحسب ماذا سوف تخسر من نعيم الدنيا. ان ابغضك الله او لم يحبك هل كل ما يهمك ان يستمر النعيم ويدفع البلاء؟ الم تشعر بوخزي والمي الا يحبك الله تعالى؟ اليس هذا الشيء مرعبا وعقوبة كافية في ذاتها؟ الا يحبنا الله الا تكفي هذه العقوبة في ان تحرص كل الحرص على البعد عن الظلم والعدوان والاسراف والخيانة. لان الله تعالى لا يحب من اتصف بهذه الصفات ان تفتش في اقوالك وافعالك وتحاسب نفسك حسابا دقيقا خشية ان تفقد محبة الله لك وانت لا تشعر اسأل نفسك هذه الاسئلة لتعرف ان كنت اقرب الى شخصية رامي الجاف ام غسان الذي لم يطق ان يرى العبوس في وجه ابيه ولم يتصور العيش وهو ويحس بنقص محبة ابيه له لوفاء ونبل في نفسه الا ترى كيف ان الطفل الصغير يستمد ثقته بنفسه من محبة والديه له لا يشعر بالاستقرار والطمأنينة الا اذا عبر والداه عن محبتهما له. اذا قال له ابوه لا احبك فان هذا يهدد استقراره ويدمر ثقته بنفسه ويعطيه نظرة سوداوية للحياة. السنا نحن الخلق عيال الله تعالى ما لنا معيل ولا ملجأ الا هو سبحانه تعالى اذا قال الله لك لا احبك لا احبك الا يخيفك ذلك الا يجعلك ترتعد الا يسود الحياة في وجهك؟ الا يهدد ذلك استقرارك وطمأنينتك؟ الا ينبغي لك ان تحاسب نفسك على كل قول او فعل يمكن ان يجعلك من هؤلاء الذين ذكر الله تعالى انه لا يحبهم عندما يتشرب قلبك هذا المعنى التودد الى الله وان الله يتودد الينا فستجد وقعا عظيما واحساسا جديدا بكثير من الايات والاحاديث مثل قوله تعالى يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم. خالدين فيها ابدا. ان الله عند اجر عظيم. تأمل هذه الاية كلمة كلمة لترى كيف تنبع منها محبة الله. يبشرهم من؟ ربهم. برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم. خالدين فيها ابدا. ان الله عنده اجر عظيم. وفي المقابل الايات والاحاديث التي تذكر اصناف من الناس لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم. فكفى بها عقوبة الا يكلمك حبيبك ولا ينظر اليك ان كنت صاحب قلب حي تأمل معي كذلك الحديث الذي رواه البخاري ان الله تعالى يقول لاهل الجنة يا اهل الجنة يا اهل الجنة فيقولون لبيك وسعديك والخير في يديك فيقولوا هل رضيتم؟ فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب. وقد اعطيتنا ما لم تعطي احدا من خلقك. فيقول الا اعطيكم افضل من ذلك فيقولون يا رب واي شيء افضل من ذلك؟ فيقول احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعده ابدا اي ان هذا الرضوان الذي احللته عليكم سيكون سرمديا ابديا يصعب على جاف الشعور ان يفهم لماذا هذه اعظم النعم؟ فما دام اهل الجنة في ظل ممدود وفاكهة كثيرة وحور عين فماذا يضيف اليهم رضوان الله في نظرهم؟ اما صادق المحبة فيعلم ان رضا المحبة محبوب اسمى الامنيات ومنتهى الطموحات وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في عدم ورضوان من الله اكبر ورضوان من الله اكبر. ذلك هو الفوز العظيم. نعم. رضوان الله اكبر من النعم الاخرى كلها من الجنات والانهار والمساكن الطيبة. انه رضا اعظم محبوب. الله سبحانه وتعالى تأمل معي كذلك قوله تعالى فاذكروني اذكركم يتودد الينا ربنا ويطلب منا ان نذكره ويعدنا حينئذ بجائزة. ما هي هذه الجائزة؟ ان يذكرنا تعالى ضعيف المشاعر لا يفهم ما الميزة في ان يذكر الله العبد اما صادق المحبة فيكفيه ان يذكره اعظم محبوب. الله سبحانه وتعالى تعمل معي كذلك الحديث الذي يصور فرحة الله تعالى بتوبة عبده. لله افرح بتوبة عبده من احدكم يجد ضالته بالفناء. الحديث رواه مسلم فالانسان النبيل الانسان النبيل يكفيه دافعا الى التوبة علمه بانها ستفرح من؟ ستفرح اعظم محبوب. الله سبحانه وتعالى بل هناك بعد اخر جميل ايضا. اذا هداك من تحب هدية فبايهما انت افرح. بالهدية ذاتها ام بدلالتها على محبة من اهداها لك بل تفرح اكثر بان من اهداها اليك يعبر بذلك عن حبه لذا ففرحة اهل الجنة مضاعفة فهم ليسوا فرحين بما اتاهم الله من فضله فحسب بل وبدلالة هذا الانعام على حب الله لهم ورضاه عنهم. فلا فلا تنسى استشعار هذا المعنى كلما قرأت الايات والاحاديث التي تتحدث عن المعامل الالهي. يبشرهم ربهم اعد الله لهم وعد الله الذين امنوا اتاهم الله رضا الله الذي يدل عليه هذا النعيم اهم من النعيم نفسه. طبعا لا يعني ما تقدم ان المؤمن يطيع الله تعالى ويعبده محبة فحسب دون انتظار ثواب او خوف عقاب. هذه مبالغة ترفضها نصوص الكتاب والسنة. كقوله تعالى يدعون ربهم خوفا وطمعا وقوله تعالى ويرجون رحمته ويخافون عذابه لابد ان نحب الله ونطيعه وآآ نلتزم امره خوفا وطمعا ايضا. انما المقصود هنا التنبيه على معنى كثيرا ما يغيب عن الاذهان. المقصود هنا التنبيه على معنى كثيرا ما يغيب عن الاذهان ينبغي ان يحتف بالخوف والرجاء الا وهو طاعة الله تعالى. حبا له والحرص على حبه لنا ورضاه عنا هل اقتنعت الان ان الله تعالى يتودد الينا هل استوقفتك هذه الايات والاحاديث من قبل هل كنت حريصا على ان تبادل الله الود ودا؟ ام انك التهيت بالنعم عن المنعم اذا كنت التهيت فلا تعجب عندما يبتليك الله تعالى ليذكرك ان تبادله الود والدا. حتى لو كان الابتلاء شديدا فلن يكون اشد من جفاف الروح وقحط القلب بخلوه من تذوق تودد الله ومبادلة هذا الود والذل فاذا دفعك البلاء الى هذا التذوق فقد ربحت كل شيء ولم تخسر شيئا مهما كانت خسارتك كبيرة في الظاهر اذا اخواني اخواتي هناك معنى مهم جدا. الله تعالى رحيم حتى في عقوبته. حتى في الابتلاء. رحيم ودود. حتى في ابتلائه فخلاصة هذه الحلقة هي خلاصة الحلقة الماضية ذاتها. الله سبحانه وتعالى يتودد الينا فاحرص ان تبادل الله الود ودا ولا تكن فقير المشاعر مع ربك سبحانه وتعالى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته