السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اخواني واخواتي نبدأ اليوم بالفائدة الاولى من فوائد التجربة التي مررت بها تعلمت كيف اتخلص من الخوف من مجهول المستقبل؟ لماذا يخاف الناس عادة ويقلقون؟ لان المستقبل مجهول بالنسبة لهم هذا الخوف ينغص على اهل الدنيا سعادتهم مهما كان عندهم من نعيم الدنيا لانهم يخشون ان يزول هذا النعيم وتتبدل الاحوال. صاحب المال قد افتقر صاحب والصحة قد يمرض مرضا مزمنا الامن قد يروع. المحب لانسان حبا شديدا قد يموت حبيبه. اذا اتريد ان تعرف كيف تتخلص من الخوف من مجهول المستقبل ببساطة اتخذ قرارا بالرضا عن القدر مهما كان. الان اتخذ هذا القرار وقل اللهم اسلمت نفسي اليك فرضني بقضائك ايا كان والثق بي يا رب العالمين كلما جاءك هاجس الخوف من المجهول جدد العهد والوعد لان ترضى وثق في معونة الله تعالى لك اذا فعلت ذلك فلن تخاف من المستقبل لانه ما عاد مجهولا بل اصبح صفحة مكشوفة لك. كيف؟ ببساطة انت الان بعد اتخاذ هذا القرار على يقين بان فكلما يحصل هو لخيرك ومصلحتك. الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. وليس ذلك لاحد الا للمؤمن اذا اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. تصور معي انه جاءتك هدايا انت تعرف هدايا عظيمة وقيمة. لكن بعض هذه الهدايا جاء في غلاف جميل براق. والبعض الاخر جاء في غلاف قبيح. هل كثيرا شكل الاغلفة اذا علمت ان الهدايا التي في الداخل هدايا ثمينة وقيمة وعظيمة. كذلك اذا علمت ان كل ما سيحصل في المستقبل هو منفعتك لن يهمك كثيرا ان يكون في غلاف محنة او في غلاف منها اذا فبعد ان تتخذ قرارا بالشكر في السراء والصبر في الضراء لا تقل لا ادري ان كان المستقبل يحمل لي خيرا ام شرا. فبنص كلام النبي صلى الله عليه وسلم ان تقبل لا يحمل لك في هذه الحالة الا الخير. الجميل في الامر انك انت الذي ترسم مستقبلك باذن الله ليست المسألة اقدارا مجهولة تتقادفك في وديان الضياع بل انت الذي تحدد مآلاتي ونتائج الاحداث المستقبلية. لم يعد مهما ظواهر الامور فقر ام غنى؟ صحة ام مرض؟ بقاء الاحباب ام وفاتهم؟ انت انت من سيجعل هذا كله يؤول الى مصلحتك وخيرك باذن الله. ما عليك الا اتخاذ قرار طارق الرضا. اظنني اعلم ما تقوله في نفسك الان. ستقول حتى لو اتخذت قرارا بالرضا قد يقدر الله علي الا ارضى وان لا اصبر لن اعالج انا لك هذا الخوف من هذه النقطة بل سيعالجها الله سبحانه وتعالى ومن اصدق من الله قيلا. الم يقل الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه والله بكل شيء عليم. هذه الاية تحمل معاني عظيمة منها ان يستسلم لقضاء الله في المصائب يعني يتخذ قرارا بالرضا فان الله تعالى سيهدي قلبه ويثبته ويعينه. ايضا يعالج لك الخوف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في الحديث الذي اخرجه الامام مسلم ومن يتصبر يصبره الله اذا بادر انت واتخذ القرار ولا تقل قد يقدر الله علي بعد ذلك الا اصبر. فان تصبرت فالله تعالى احلم وارحم من ان لا يصبرك. قد تقول احاول ان اتخذ القرار بالرضا لكن احس بعدم الصدق في ذلك. لاني اخاف ان يكون البلاء شديدا لا يمكنني تحمله سنتعاون على التخلص من هذا الخوف ايضا عندما نتأمل اسم الله الحكيم واسمه المعين في الحلقات القادمة باذن الله تعالى. قد تقول انا الان اتخاذ القرار لاني احب الله تعالى. لكن اذا ابتلاني بلاء عظيما فاخشى ان تتأثر محبتي لله. سنتعاون ايضا ان شاء الله وتعالى على اعادة بناء محبتنا لله عز وجل على اسس سليمة كي يطمئن قلبنا الى معية الله ومعونته مهما كانت الظروف المطلوب منك الان هو فقط ان تتخذ قرارا بالرضا ان تؤمن وتثق وتوقن بحكمة الله عز وجل ورحمته نتخذ بعد ذلك قرارا بالرضا. الرضا الكامل التام الذي لا تشوبه شائبة. المطلوب منك عندما تضع رأسك لتنام وتقول الدعاء النبوي اللهم اسلمت نفسي اليك وفوضت امري اليك ان تقولها بيقين مطلق وتسليم تام لتكون مشمولا بالخطاب الذي وجهه الرحمن الرحيم الى نبيه الكريم حيث قال واصبر لحكم ربك فانك باعيننا. اي لا تخف انت في حفظنا ورعايتنا يكتنفك حلمنا ولطفنا اتخذي القرار بالرضا. وحينئذ ستلمس ان الله تعالى يحبك. الم يقل النبي صلى الله عليه وسلم وان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب. ولا ايعطي الايمان الا لمن احب في الرضا ايمان ان حزته فاعلم ان الله يحبك. وحينئذ ستطمئن الى ان الله تعالى يريد بك خيرا مهما حصل معك في المستقبل فهل من المعقول انه يبتليك ويرضيك لانه يريد بك شرا؟ لا والله. بل ما صبرك ورضاك بالقدر الا لانه يريد بك خيرا ويحبك انظر حينئذ كيف ستنظر بايجابية الى اقدار الله تعالى. فالذي يقدر عليك هذه الامور هو حبيبك. الذي يحبك يقدر عليك الامور والاقدار بمحبة ان قدر عليك المرض فبمحبة وان قدر عليك الفقر فبمحبة. انظر الى الطمأنينة والسعادة التي ستمرك حينئذ وانت صاحب القرار باذن الله. خلاصة الحلقة اتخذ قرارا بالرضا لتتخلص من الخوف الى الابد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته